houssam_09
2010-12-14, 12:34
بسم الله الرحمان الرحيم
لدي معلومات كثيرة و غزيرة حول بداية الخلق
وكيف كان حال آباءنا قبل مجيئنا ،
وقبل طوفان سيدنا نوح الذي غير مجرى الحياء
*****
بسم الله *****
آدم عليه السلام
* آيات في خلق آدم (ع).
* شرح الكلمات.
* تفسير الايات.
قال اللّه تبارك وتعالى
أ ـ في سورة طه:
(ولقد عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسيَ وَلَمْ نَجِدْ له عَزْما *... * ثمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عليهِ وَهَدى) (الايتان: 115 و122)
ب ـ في سورة البقرة:
(وَإذْ قالَ ربُّكَ للملائِكةِ إنّي جاعِلٌ في الارضِ خليفةً قالوا أتجْعلُ فيها مَنْ يُفسدُ فيها وَيَسْفِكُ الدماء ونحنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لكَ قالَ إنّي أعْلَمُ ما لا تَعلَمُون * وعَلَّمَ آدَمَ الاسماء كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُم على الملائكةِ فقالَ أَنْبئُوني بأسْماء هؤلاء إنْ كُنتُم صادِقِين * قالوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إلاّ ما عَلَّمْتَنا إنَّكَ أنتَ العَلِيمُ الحَكِيم * قالَ يا آدَمُ أنْبِئْهُم بأسْمائِهِم فَلَمّا أنْبَأَهُم بأسْمائِهم قالَ أَلمْ أَقُلْ لكُم إنّي أعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ والارْضِ وَأعْلَمُ ما تُبْدُونَ وما كُنْتُم تَكْتُمونَ * وإذْ قُلنا للمَلائِكةِ اسْجُدوا لادَمَ فَسَجَدُوا إلاّ إبليسَ أبى واستكْبَرَ وكانَ مِنَ الكافِرِينَ * وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ وَكُلا مِنها رَغَدا حَيثُ شئتُما وَلا تَقْرَبا هذهِ الشَّجرَةَ فَتَكونا مِنَ الظالِمينَ * فَأَزَلَّهُما الشَّيْطانُ عَنها فَأَخْرَجَهُما ممّا كانا فيهِ وقُلنا اهْبِطوا بَعْضُكُم لَبعضٍ عَدُوُّ وَلكم في الارْضِ مُسْتَقَرُّ وَمَتاعٌ إلى حِينٍ * فَتَلقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَليهِ إنَّهُ هو التّوّابُ الرَّحِيمُ)(الايات: 30 ـ 37)
ج ـ في سورة آل عمران:
(إنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحا وآلَ إبراهيمَ وآلَ عِمرانَ عَلى العالَمينَ) (الاية:33)
(أُولئك الّذين آتَيْناهُمُ الكِتابَ وَالحُكْمَ والنبوّة...)(الانعام: 89)
شرح الكلمات
أ ـ اجْتَباهُ:
اجتباه: اختاره واصطفاه لنفسه، وفي مفردات الراغب اجتباء اللّه العبد: تخصيصه إياه بفيض الهي يتحصل له منه أنواع من النعم بلا سعي من العبد، وذلك للانبياء ومن يقاربهم من الصِّدّيقين والشّهداء.
ب ـ تابَ:
التّوبة من العبد: النّدم على المعصية والعزم على تركها، وتدارك ما أمكن تداركه من الاعمال.
ومن الرّبّ: تاب عليه بالمغفرة ورجع عليه بفضله وقَبِلَ تَوبته.
ج ـ الخليفة:
نقول تتمة لما أوردناه في بحث خلق الملائكة:
جاء من مادة الخليفة في القرآن الكريم بلفظ المفرد والجمع، أو مع ضمير الجمع، وما كان منها بلفظ المفرد كان القصد منها خلافة صفيّ من أصفياء اللّه للّه على وجه الارض، وما كان منها بلفظ الجمع أو مع ضمير الجمع كان القصد منها خلافة ناسٍ متأخّرين لمن سبقوهم على وجه الارض.
فالاول منها جاء في قوله تعالى:
1 ـ في خطابه للملائكة: (إنّي جاعِلٌ في الارْضِ خَلِيفَةً).
2 ـ في خطابه لداود: (يا داوُدُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفةً في الارْض).
ولو كان القصد في الاول أنّ اللّه جاعل في الارض نوع الانسان خليفة، لما كان ثمّةَ وجهٌ لاختصاص داود وتشريفه بجعله خليفةً، في حين أنه كان من ضمن الناس الّذين جعلهم اللّه أبدَ الدّهر خليفته في الارض. وبناء على هذا، فلا بدّ من القول: إنّ القصد في قوله تعالى للملائكة: (إنّي جاعلٌ في الارضِ خليفة) آدم وحده، أو آدم ومن اجتباه من ذريته؛ وهم الذين جعلهم أئمة يهدون الناس.
والثاني منها جاء في قوله تعالى:
1 ـ في ما حكاهُ اللّهُ في سورة الاعراف من خطاب هود لقومه:
(.. وَاذْكُروا إذْ جَعَلَكُم خُلَفاء مِنْ بَعْدِ قَومِ نُوحٍ...)(الاية: 69).
2 ـ وخطاب صالح بعد ذلك لقومه: (وَاذْكُروا إذْ جَعَلكُم خُلَفاء مِنْ بَعْدِ عادٍ...)(الاية: 74)
وكيف يكون أعداء اللّه أمثال: قوم عاد وقوم ثمود ومن قَبلهم قوم نوح ـ ممّن أبادهم اللّه وأفناهم من وجه الارض ـ خلفاء للّه على وجه الارض؟! وبناء على ما ذكرناه يكون القصد في قول هود (ع) لقومه: (جَعَلكُم خُلفاء مِنْ بَعْدِ قَومِ نُوحٍ): جعلكم خلفاء قوم نوح في الارض. وفي قول صالح لقومه: (جَعلكُم خُلفاء مِنْ بَعْدِ عادٍ): جعلكم خلفأهم في الارض من بعدهم.
وكذلك الامر مع القسم الثالث الذي جاء مع ضمير الجمع، مثل قوله تعالى في حكاية قول يونس لقومه في سورة الاعراف: (عَسى ربُّكُمُ أنْ يُهلِكَ عدُوَّكم وَيسْتَخلِفَكم في الارْضِ...)(الاية: 129)
فإنّ القصد: يستخلفهم اللّه في الارض بدلاً من أعدائهم.
د ـ الاسماء:
للاسم في لغة العرب معنيان:
1 ـ اللفظ الذي يدلُّ على مُسمّى به يُميّز ويُعرَف؛ مثل: مكّة علما للبلد الذي فيه الكعبة بيت اللّه الحرام، وأسماء الاشخاص في عصرنا، كيوسف وفيصل وعباس... الخ.
2 ـ اللفظ الذي يدلّ على حقيقة المسمّى أو صفته؛ مثل: (اسم) في قوله تعالى: (سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الاعْلى)(الاعلى: 1)
إذ ليس معنى (اسم ربك) هاهنا لفظ ربك، فيكون المعنى: سبِّح لفظ ربك، وإنما معناه صفة ربك فيكون المعنى: سبح صفة ربك، أي: نزّه ربوبيةَ ربِّكَ الاعلى عمّا لا يليق بذكره.
ومن هذا الباب قوله تعالى: (وعلّمَ آدَمَ الاسماء كُلَّها)، وليس معنى الاسمأ التي علّمها اللّه لادمَ خليفته أسماء عواصم البلدان: بغداد، وطهران، ولندن. وأعضاء جسد الانسان: العين، والرأس، والرّقبة. وأسماء الفواكه: التين، والزيتون والرمان، والاحجار: الياقوت، والدر، والزبرجد، والمعادن: الذهب، والفضة والنُّحاس، والحديد... إلى ما لا يحصى من الالفاظ التي سَمّى البشر بها الاشياء بلغاتهم، وإنما القصد أنّه علّمه ـ بصفته خليفة اللّه في الارضـ صفات الاشياء وحقائقها. وسيأتي تمام البحث في بحث وللّه الاسماء الحسنى إن شاء اللّه تعالى.
هـ ـ نُسبّح بحمدك:
سبّح تسبيحا: نزّه اللّه أو قال: سبحان اللّه؛ أي: التنزيه للّه.
و ـ نقدّس:
قدّس للّه تقديسا: طهّرَ نفسه له، وصلّى له وعظّمه وكبّره، ونزّهه عمّا لا يليق بِأُلوهِيَّته.
تفسير الايات
إنّ اللّه قَبِلَ توبة آدم، واجتباه واصطفاه لوحيه، كما اصطفى سائر أنبيائه لهداية الناس.
وفي طبقات ابن سعد ومسند أحمد ـ واللفظ للاول ـ:
سئل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن آدم، أنبيّا كان أو مَلَكا؟ قال: بل نبيّ مكلّم.
عن أبي ذر قال: قلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أي الانبياء أول؟
قال: آدم، قلت: أَوَنبيّا كان؟ قال: نعم. قال: قلت: فكم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جمّا غفيرا(13) .
وكان مما جاء في شريعته من المناسك: الحج، والطواف حول بيت اللّه الحرام، والجمعة.
وفي طبقات ابن سعد:
أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يوم الجمعة سيّد الايّام وأعظمها عند اللّه، خلق اللّه فيه آدم، وأهبط فيه آدم إلى الارض، وفيه توفّى اللّه آدم(14) .
كان آدم(ع) نبيا آتاه اللّه الكتاب والحكم لهداية البشر الذين كانوا في زمانه، وهم زوجته وذريته. ولم يكن من الرسل المبشّرين والمنذرين من اُولي العزم؛ ودفن في أرض العراق التي توفي فيها، كما جاء عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأوصى في حياته إلى ابنه شيث بحفظ شريعته وحملها إلى الناس من بعده، كالاتي خبره بإذنه تعالى.
أخبار الاوصياء من بعد آدم
في كتب السيرة
* مقدمة.
* شيث هبة اللّه.
* أنوش بن شيث.
* قينان بن أنوش.
* مهلائيل بن قينان.
* يرد بن مهلائيل.
* اخنوخ بن يرد.
* متوشلح بن اخنوخ.
* لمك بن متوشلح.
مقدمة
في طبقات ابن سعد وتاريخ الطبري وغيرهما بسندهما إلى ابن عباس ما موجزه أنّه قال:
ولدت حواء لادم هبة اللّه واسمهُ بالعبرانية: شيث، وإليه أوصى آدم.
وولد لشيث أنوش، ولما مرض أوصى لابنه أنوش ومات.
ثم ولد لانوش ابنه قينان وإليه الوصية.
وولد قينان مهلائيل وإليه الوصية.
وولد مهلائيل يرد وهو اليارد وإليه الوصية.
فولد يرد اخنوخ، وهو ادريس النبي (ع) وإليه الوصية(15) .
وولد اخنوخ متوشلح وإليه الوصية.
وولد متوشلح لمك وإليه الوصية.
هذا ما جاء في رواية ابن سعد والطبري عن ابن عباس في خبر أوصياء آدم، وجاءت أخبارهم بتفصيل واف عند اليعقوبي (ت: 284 هـ) والمسعودي (ت: 346 هـ) وسبط بن الجوزي (ت: 654 هـ) كما نوردها في ما يأتي:
شيث هبة اللّه في كتب السيرة
* ولادته.
* وصية آدم عليه السلام إليه.
* حكمه وحجّهُ للبيت الحرام.
* وصيته لابنه أنوش.
ولادة شيث:
قال المسعودي في مروج الذهب ما موجزه:
لمّا حملت حواء بشيث تلالا النور في جبينها، فلما ولدته انتقل النور إليه، فلما ترعرع وكمل أوعز إليه آدم وصيّته، وأعلمه أنّه حجّة اللّه بعده وخليفته في الارض، والمؤدّي حقّ اللّه إلى أوصيائه، وأنّه الثاني في انتقال نور الرسول الخاتم إليه(16) .
وصية آدم (ع) إليه:
وفي أخبار الزمان: لما أراد اللّه أن يتوفّى آدم، أمره أن يسند وصيّته إلى ابنه شيث ويعلّمه جميع العلوم التي عُلّمَ بها ففعل(17) .
وفي تاريخ اليعقوبي:
لما حضرت آدم الوفاة، جاءه شيث ابنه وولد ولده، فصلّى عليهم ودعا لهم بالبركة، وجعل وصيّته إلى شيث، وأمره أن يحفظ جسده ويجعله إذا مات في مغارة الكنز، وأن يوصي بنيه وبني بنيه، ويوصي بعضهم بعضا عند وفاتهم؛ إذا كان هبوطهم من جبلهم أن يأخذوا جسده فيجعلوه وسط الارض، وأمر شيثا ابنه أن يقوم بعده في ولدهم، فيأمرهم بتقوى اللّه وحسن عبادته، وينهاهم أن يخالطوا قابيل اللعين وولده، ثمّ صلّى على بنيه اُولئك، ثم مات يوم الجمعة(18) .
حكمه وحجّه للبيت الحرام:
أ ـ تاريخ اليعقوبي:
قام بعد موت آدم ابنه شيث، وكان يأمر قومه بتقوى اللّه سبحانه والعمل الصالح(19) .
وفي أخبار الزمان:
إن اللّه أمره ببناء البيت والحجّ والعمرة، وكان أول من اعتمر(20) .
ب ـ في مرآة الزمان:
لمّا مات آدم جاء إلى مكة فأقام بها يحجّ ويعتمر، وبنى الكعبة بالحجارة والطين؛ يعني إنّه رَثَّ فجدّده، وأقام يعمّر الارض ويقيم الحدود على المفسدين كما كان يفعل أبوه(21) .
ج ـ في مروج الذهب:
إنّ آدم حين أدّى الوصيّة إلى شيث احتقبها واحتفظ بمكنونها، وحكم في الناس واستشرع صحف أبيه، وواقع امرأته فحملت بأنوش، فانتقل النور إليها، حتى إذا وضعته لاحَ النور عليه، فلما بلغ الوصاة أوعز إليه شيث في شأن الوديعة، وعرّفه شأنها وأنها شرفهم وكرمهم، وأوعز إليه أن ينبّه ولده على حقيقة هذا الشرف وكبر محله، وأن ينبّهوا أولادهم عليه، ويجعل ذلك فيهم وصيّة منتقلة ما دام النسل(22) .
فكانت الوصيّة جارية تنتقل من قرن إلى قرن، إلى أن أدّى اللّه النور إلى عبد المطلب وولده عبداللّه أبي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم). وسوف نذكر اخبار بعضهم في ذكر اخبار آباء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان شاء اللّه تعالى.
وصيّته لابنه أنوش:
في تاريخ اليعقوبي:
فلما حضرت وفاة شيث أتاه بنوه وبنو بنيه وهم يومئذ أنوش، وقينان، ومهلائيل، ويرد، وأخنوخ، ونساؤهم وأبناؤهم، فصلّى عليهم، ودعا لهم بالبركة، وتقدم إليهم أن لا يختلطوا بأولاد قابيل الملعون، وأوصى إلى انوش ابنه وأمره أن يحتفظ بجسد آدم، وأن يتّقي اللّه ويأمر قومه بتقوى اللّه وحسن العبادة، ثمّ توفّي(23) .
* * *
انوش بن شيث
* ولادة أنوش ووصيّة شيث إليه وانتقال نور خاتم الرسل إليه.
* أوّل من غرس وزرع.
* وصيّته لابنه قينان وتعليمه صحف آدم.
* وفاته.
ولادة أنوش ووصيّة شيث له وانتقال نور خاتم الرسل إليه:
في مرآة الزمان:
ولد أنوش في زمن آدم، فلمّا احتضر شيث أوصى إلى ابنه أنوش وأخبره بالنور الذي انتقل إليه منه ـ أي نور خاتم الرسل الذي يولد من نسله ـ وأمره أن ينبّه ولده على هذا الشرف كابرا عن كابر وسلفا بعد سلف، فقام ولده أنوش بعده بالامر أحسن قيام، ودبر الرعايا وعمل بالشرائع على ما كان عليه أبوه، وهو أول من غرس النخل وزرع الحبّ(24) .
أوّل مَن غرس وزرع:
في مروج الذهب:
إنّ أنوش قد لبث في الارض يعمّرها، وولد له قينان ولاح النور في جبينه، وأخذ عليه العهد(25) ـ أي العهد في أخبار من يحمل نور خاتم الانبياء من ولده ـ.
وصيّته لابنه قينان وتعليمه صحف آدم:
في أخبار الزمان:
وولد شيث أنوش وهو بكره ووصيّه، وإنّ أنوش أوصى إلى ابنه قينان وكان قد علّمه الصحف(26) .
في تاريخ اليعقوبي:
وقام أنوش بن شيث بعد أبيه بحفظ وصيّة أبيه وجدّه، وأحسن عبادة اللّه، وأمر قومه بحسن العبادة(27) .
وفاته:
وفي تاريخ الطبري:
وقام مقام أبيه بسياسة الملك وتدبير الرعية(28) .
ولمّا حضرت أنوش الوفاة اجتمع إليه بنوه وبنو بنيه قينان، ومهلائيل ويرد، وأخنوخ، ومتوشلح، ونساؤهم، وأبناؤهم، فصلى عليهم، ودعا لهم بالبركة، ونهاهم أن يدعوا أحدا من بنيهم أن يختلطوا بولد قابيل اللعين، وأوصى قينان بجسد آدم، وأمرهم أن يصلّوا عنده ويقدسوا اللّه كثيرا، وتوفّي(29) .
* * *
قينان بن أنوش
* ولادته وظهور نور خاتم الانبياء في جبينه.
* تعليم أنوش له الصحف وأمره بإقامة الصلاة وسائر الاحكام.
* وصيّته لابنه مهلائيل.
ولادته وظهور نور خاتم الانبياء في جبينه:
أ ـ في مروج الذهب:
ولد لانوش قينان، ولاح النور في جبينه ـ نور خاتم الانبياء ـ وأخذ عليهم العهد(30) .
ب ـ وفي مرآة الزمان:
ولما احتضر أنوش أوصى إلى ابنه قينان، وانتقل النور إلى قينان وأخبره بالسرّ الذي أودعه فيه، فسار قينان بسيرة أبيه(31) .
قال المؤلف:
المقصود من السرّ: هو نور خاتم الانبياء الذي كان ينتقل من أحدهم إلى الاخر. وسوف نذكر معنى هذا العهد بُعَيد هذا إن شاء اللّه تعالى.
تعليم أنوش له الصحف وأمره بإقامة الصلاة وسائر الاحكام:
في أخبار الزمان:
أوصى أنوش إلى ابنه قينان وقد كان علّمه الصحف، وبيّن له قسمة الارض وما يكون فيها، وأمره بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج، وبجهاد ولد قابيل، ففعل ما أمره به أبوه(32) .
وصيّته لابنه مهلائيل:
في تاريخ اليعقوبي:
وقام قينان بن أنوش وكان رجلاً لطيفا، تقيّا، مقدّسا، فقام في قومه بطاعة اللّه وحسن عبادته، واتّباع وصيّة آدم وشيث.
فلما دنا موته اجتمع إليه بنوه وبنو بنيه مهلائيل، ويرد، ومتوشلح، ولمك، ونساؤهم، وأبناؤهم، فصلّى عليهم، ودعا لهم بالبركة.
وجعل وصيّته إلى مهلائيل، وأمره أن يحتفظ بجسد آدم(33) .
* * *
يتبع بإذن الله الحي الذي لا يموت
لدي معلومات كثيرة و غزيرة حول بداية الخلق
وكيف كان حال آباءنا قبل مجيئنا ،
وقبل طوفان سيدنا نوح الذي غير مجرى الحياء
*****
بسم الله *****
آدم عليه السلام
* آيات في خلق آدم (ع).
* شرح الكلمات.
* تفسير الايات.
قال اللّه تبارك وتعالى
أ ـ في سورة طه:
(ولقد عَهِدْنا إلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسيَ وَلَمْ نَجِدْ له عَزْما *... * ثمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عليهِ وَهَدى) (الايتان: 115 و122)
ب ـ في سورة البقرة:
(وَإذْ قالَ ربُّكَ للملائِكةِ إنّي جاعِلٌ في الارضِ خليفةً قالوا أتجْعلُ فيها مَنْ يُفسدُ فيها وَيَسْفِكُ الدماء ونحنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لكَ قالَ إنّي أعْلَمُ ما لا تَعلَمُون * وعَلَّمَ آدَمَ الاسماء كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُم على الملائكةِ فقالَ أَنْبئُوني بأسْماء هؤلاء إنْ كُنتُم صادِقِين * قالوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إلاّ ما عَلَّمْتَنا إنَّكَ أنتَ العَلِيمُ الحَكِيم * قالَ يا آدَمُ أنْبِئْهُم بأسْمائِهِم فَلَمّا أنْبَأَهُم بأسْمائِهم قالَ أَلمْ أَقُلْ لكُم إنّي أعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ والارْضِ وَأعْلَمُ ما تُبْدُونَ وما كُنْتُم تَكْتُمونَ * وإذْ قُلنا للمَلائِكةِ اسْجُدوا لادَمَ فَسَجَدُوا إلاّ إبليسَ أبى واستكْبَرَ وكانَ مِنَ الكافِرِينَ * وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أنتَ وَزَوجُكَ الجَنَّةَ وَكُلا مِنها رَغَدا حَيثُ شئتُما وَلا تَقْرَبا هذهِ الشَّجرَةَ فَتَكونا مِنَ الظالِمينَ * فَأَزَلَّهُما الشَّيْطانُ عَنها فَأَخْرَجَهُما ممّا كانا فيهِ وقُلنا اهْبِطوا بَعْضُكُم لَبعضٍ عَدُوُّ وَلكم في الارْضِ مُسْتَقَرُّ وَمَتاعٌ إلى حِينٍ * فَتَلقّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَليهِ إنَّهُ هو التّوّابُ الرَّحِيمُ)(الايات: 30 ـ 37)
ج ـ في سورة آل عمران:
(إنَّ اللّهَ اصْطَفى آدَمَ ونُوحا وآلَ إبراهيمَ وآلَ عِمرانَ عَلى العالَمينَ) (الاية:33)
(أُولئك الّذين آتَيْناهُمُ الكِتابَ وَالحُكْمَ والنبوّة...)(الانعام: 89)
شرح الكلمات
أ ـ اجْتَباهُ:
اجتباه: اختاره واصطفاه لنفسه، وفي مفردات الراغب اجتباء اللّه العبد: تخصيصه إياه بفيض الهي يتحصل له منه أنواع من النعم بلا سعي من العبد، وذلك للانبياء ومن يقاربهم من الصِّدّيقين والشّهداء.
ب ـ تابَ:
التّوبة من العبد: النّدم على المعصية والعزم على تركها، وتدارك ما أمكن تداركه من الاعمال.
ومن الرّبّ: تاب عليه بالمغفرة ورجع عليه بفضله وقَبِلَ تَوبته.
ج ـ الخليفة:
نقول تتمة لما أوردناه في بحث خلق الملائكة:
جاء من مادة الخليفة في القرآن الكريم بلفظ المفرد والجمع، أو مع ضمير الجمع، وما كان منها بلفظ المفرد كان القصد منها خلافة صفيّ من أصفياء اللّه للّه على وجه الارض، وما كان منها بلفظ الجمع أو مع ضمير الجمع كان القصد منها خلافة ناسٍ متأخّرين لمن سبقوهم على وجه الارض.
فالاول منها جاء في قوله تعالى:
1 ـ في خطابه للملائكة: (إنّي جاعِلٌ في الارْضِ خَلِيفَةً).
2 ـ في خطابه لداود: (يا داوُدُ إنّا جَعَلْناكَ خَلِيفةً في الارْض).
ولو كان القصد في الاول أنّ اللّه جاعل في الارض نوع الانسان خليفة، لما كان ثمّةَ وجهٌ لاختصاص داود وتشريفه بجعله خليفةً، في حين أنه كان من ضمن الناس الّذين جعلهم اللّه أبدَ الدّهر خليفته في الارض. وبناء على هذا، فلا بدّ من القول: إنّ القصد في قوله تعالى للملائكة: (إنّي جاعلٌ في الارضِ خليفة) آدم وحده، أو آدم ومن اجتباه من ذريته؛ وهم الذين جعلهم أئمة يهدون الناس.
والثاني منها جاء في قوله تعالى:
1 ـ في ما حكاهُ اللّهُ في سورة الاعراف من خطاب هود لقومه:
(.. وَاذْكُروا إذْ جَعَلَكُم خُلَفاء مِنْ بَعْدِ قَومِ نُوحٍ...)(الاية: 69).
2 ـ وخطاب صالح بعد ذلك لقومه: (وَاذْكُروا إذْ جَعَلكُم خُلَفاء مِنْ بَعْدِ عادٍ...)(الاية: 74)
وكيف يكون أعداء اللّه أمثال: قوم عاد وقوم ثمود ومن قَبلهم قوم نوح ـ ممّن أبادهم اللّه وأفناهم من وجه الارض ـ خلفاء للّه على وجه الارض؟! وبناء على ما ذكرناه يكون القصد في قول هود (ع) لقومه: (جَعَلكُم خُلفاء مِنْ بَعْدِ قَومِ نُوحٍ): جعلكم خلفاء قوم نوح في الارض. وفي قول صالح لقومه: (جَعلكُم خُلفاء مِنْ بَعْدِ عادٍ): جعلكم خلفأهم في الارض من بعدهم.
وكذلك الامر مع القسم الثالث الذي جاء مع ضمير الجمع، مثل قوله تعالى في حكاية قول يونس لقومه في سورة الاعراف: (عَسى ربُّكُمُ أنْ يُهلِكَ عدُوَّكم وَيسْتَخلِفَكم في الارْضِ...)(الاية: 129)
فإنّ القصد: يستخلفهم اللّه في الارض بدلاً من أعدائهم.
د ـ الاسماء:
للاسم في لغة العرب معنيان:
1 ـ اللفظ الذي يدلُّ على مُسمّى به يُميّز ويُعرَف؛ مثل: مكّة علما للبلد الذي فيه الكعبة بيت اللّه الحرام، وأسماء الاشخاص في عصرنا، كيوسف وفيصل وعباس... الخ.
2 ـ اللفظ الذي يدلّ على حقيقة المسمّى أو صفته؛ مثل: (اسم) في قوله تعالى: (سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الاعْلى)(الاعلى: 1)
إذ ليس معنى (اسم ربك) هاهنا لفظ ربك، فيكون المعنى: سبِّح لفظ ربك، وإنما معناه صفة ربك فيكون المعنى: سبح صفة ربك، أي: نزّه ربوبيةَ ربِّكَ الاعلى عمّا لا يليق بذكره.
ومن هذا الباب قوله تعالى: (وعلّمَ آدَمَ الاسماء كُلَّها)، وليس معنى الاسمأ التي علّمها اللّه لادمَ خليفته أسماء عواصم البلدان: بغداد، وطهران، ولندن. وأعضاء جسد الانسان: العين، والرأس، والرّقبة. وأسماء الفواكه: التين، والزيتون والرمان، والاحجار: الياقوت، والدر، والزبرجد، والمعادن: الذهب، والفضة والنُّحاس، والحديد... إلى ما لا يحصى من الالفاظ التي سَمّى البشر بها الاشياء بلغاتهم، وإنما القصد أنّه علّمه ـ بصفته خليفة اللّه في الارضـ صفات الاشياء وحقائقها. وسيأتي تمام البحث في بحث وللّه الاسماء الحسنى إن شاء اللّه تعالى.
هـ ـ نُسبّح بحمدك:
سبّح تسبيحا: نزّه اللّه أو قال: سبحان اللّه؛ أي: التنزيه للّه.
و ـ نقدّس:
قدّس للّه تقديسا: طهّرَ نفسه له، وصلّى له وعظّمه وكبّره، ونزّهه عمّا لا يليق بِأُلوهِيَّته.
تفسير الايات
إنّ اللّه قَبِلَ توبة آدم، واجتباه واصطفاه لوحيه، كما اصطفى سائر أنبيائه لهداية الناس.
وفي طبقات ابن سعد ومسند أحمد ـ واللفظ للاول ـ:
سئل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) عن آدم، أنبيّا كان أو مَلَكا؟ قال: بل نبيّ مكلّم.
عن أبي ذر قال: قلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أي الانبياء أول؟
قال: آدم، قلت: أَوَنبيّا كان؟ قال: نعم. قال: قلت: فكم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وخمسة عشر جمّا غفيرا(13) .
وكان مما جاء في شريعته من المناسك: الحج، والطواف حول بيت اللّه الحرام، والجمعة.
وفي طبقات ابن سعد:
أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يوم الجمعة سيّد الايّام وأعظمها عند اللّه، خلق اللّه فيه آدم، وأهبط فيه آدم إلى الارض، وفيه توفّى اللّه آدم(14) .
كان آدم(ع) نبيا آتاه اللّه الكتاب والحكم لهداية البشر الذين كانوا في زمانه، وهم زوجته وذريته. ولم يكن من الرسل المبشّرين والمنذرين من اُولي العزم؛ ودفن في أرض العراق التي توفي فيها، كما جاء عن رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأوصى في حياته إلى ابنه شيث بحفظ شريعته وحملها إلى الناس من بعده، كالاتي خبره بإذنه تعالى.
أخبار الاوصياء من بعد آدم
في كتب السيرة
* مقدمة.
* شيث هبة اللّه.
* أنوش بن شيث.
* قينان بن أنوش.
* مهلائيل بن قينان.
* يرد بن مهلائيل.
* اخنوخ بن يرد.
* متوشلح بن اخنوخ.
* لمك بن متوشلح.
مقدمة
في طبقات ابن سعد وتاريخ الطبري وغيرهما بسندهما إلى ابن عباس ما موجزه أنّه قال:
ولدت حواء لادم هبة اللّه واسمهُ بالعبرانية: شيث، وإليه أوصى آدم.
وولد لشيث أنوش، ولما مرض أوصى لابنه أنوش ومات.
ثم ولد لانوش ابنه قينان وإليه الوصية.
وولد قينان مهلائيل وإليه الوصية.
وولد مهلائيل يرد وهو اليارد وإليه الوصية.
فولد يرد اخنوخ، وهو ادريس النبي (ع) وإليه الوصية(15) .
وولد اخنوخ متوشلح وإليه الوصية.
وولد متوشلح لمك وإليه الوصية.
هذا ما جاء في رواية ابن سعد والطبري عن ابن عباس في خبر أوصياء آدم، وجاءت أخبارهم بتفصيل واف عند اليعقوبي (ت: 284 هـ) والمسعودي (ت: 346 هـ) وسبط بن الجوزي (ت: 654 هـ) كما نوردها في ما يأتي:
شيث هبة اللّه في كتب السيرة
* ولادته.
* وصية آدم عليه السلام إليه.
* حكمه وحجّهُ للبيت الحرام.
* وصيته لابنه أنوش.
ولادة شيث:
قال المسعودي في مروج الذهب ما موجزه:
لمّا حملت حواء بشيث تلالا النور في جبينها، فلما ولدته انتقل النور إليه، فلما ترعرع وكمل أوعز إليه آدم وصيّته، وأعلمه أنّه حجّة اللّه بعده وخليفته في الارض، والمؤدّي حقّ اللّه إلى أوصيائه، وأنّه الثاني في انتقال نور الرسول الخاتم إليه(16) .
وصية آدم (ع) إليه:
وفي أخبار الزمان: لما أراد اللّه أن يتوفّى آدم، أمره أن يسند وصيّته إلى ابنه شيث ويعلّمه جميع العلوم التي عُلّمَ بها ففعل(17) .
وفي تاريخ اليعقوبي:
لما حضرت آدم الوفاة، جاءه شيث ابنه وولد ولده، فصلّى عليهم ودعا لهم بالبركة، وجعل وصيّته إلى شيث، وأمره أن يحفظ جسده ويجعله إذا مات في مغارة الكنز، وأن يوصي بنيه وبني بنيه، ويوصي بعضهم بعضا عند وفاتهم؛ إذا كان هبوطهم من جبلهم أن يأخذوا جسده فيجعلوه وسط الارض، وأمر شيثا ابنه أن يقوم بعده في ولدهم، فيأمرهم بتقوى اللّه وحسن عبادته، وينهاهم أن يخالطوا قابيل اللعين وولده، ثمّ صلّى على بنيه اُولئك، ثم مات يوم الجمعة(18) .
حكمه وحجّه للبيت الحرام:
أ ـ تاريخ اليعقوبي:
قام بعد موت آدم ابنه شيث، وكان يأمر قومه بتقوى اللّه سبحانه والعمل الصالح(19) .
وفي أخبار الزمان:
إن اللّه أمره ببناء البيت والحجّ والعمرة، وكان أول من اعتمر(20) .
ب ـ في مرآة الزمان:
لمّا مات آدم جاء إلى مكة فأقام بها يحجّ ويعتمر، وبنى الكعبة بالحجارة والطين؛ يعني إنّه رَثَّ فجدّده، وأقام يعمّر الارض ويقيم الحدود على المفسدين كما كان يفعل أبوه(21) .
ج ـ في مروج الذهب:
إنّ آدم حين أدّى الوصيّة إلى شيث احتقبها واحتفظ بمكنونها، وحكم في الناس واستشرع صحف أبيه، وواقع امرأته فحملت بأنوش، فانتقل النور إليها، حتى إذا وضعته لاحَ النور عليه، فلما بلغ الوصاة أوعز إليه شيث في شأن الوديعة، وعرّفه شأنها وأنها شرفهم وكرمهم، وأوعز إليه أن ينبّه ولده على حقيقة هذا الشرف وكبر محله، وأن ينبّهوا أولادهم عليه، ويجعل ذلك فيهم وصيّة منتقلة ما دام النسل(22) .
فكانت الوصيّة جارية تنتقل من قرن إلى قرن، إلى أن أدّى اللّه النور إلى عبد المطلب وولده عبداللّه أبي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم). وسوف نذكر اخبار بعضهم في ذكر اخبار آباء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان شاء اللّه تعالى.
وصيّته لابنه أنوش:
في تاريخ اليعقوبي:
فلما حضرت وفاة شيث أتاه بنوه وبنو بنيه وهم يومئذ أنوش، وقينان، ومهلائيل، ويرد، وأخنوخ، ونساؤهم وأبناؤهم، فصلّى عليهم، ودعا لهم بالبركة، وتقدم إليهم أن لا يختلطوا بأولاد قابيل الملعون، وأوصى إلى انوش ابنه وأمره أن يحتفظ بجسد آدم، وأن يتّقي اللّه ويأمر قومه بتقوى اللّه وحسن العبادة، ثمّ توفّي(23) .
* * *
انوش بن شيث
* ولادة أنوش ووصيّة شيث إليه وانتقال نور خاتم الرسل إليه.
* أوّل من غرس وزرع.
* وصيّته لابنه قينان وتعليمه صحف آدم.
* وفاته.
ولادة أنوش ووصيّة شيث له وانتقال نور خاتم الرسل إليه:
في مرآة الزمان:
ولد أنوش في زمن آدم، فلمّا احتضر شيث أوصى إلى ابنه أنوش وأخبره بالنور الذي انتقل إليه منه ـ أي نور خاتم الرسل الذي يولد من نسله ـ وأمره أن ينبّه ولده على هذا الشرف كابرا عن كابر وسلفا بعد سلف، فقام ولده أنوش بعده بالامر أحسن قيام، ودبر الرعايا وعمل بالشرائع على ما كان عليه أبوه، وهو أول من غرس النخل وزرع الحبّ(24) .
أوّل مَن غرس وزرع:
في مروج الذهب:
إنّ أنوش قد لبث في الارض يعمّرها، وولد له قينان ولاح النور في جبينه، وأخذ عليه العهد(25) ـ أي العهد في أخبار من يحمل نور خاتم الانبياء من ولده ـ.
وصيّته لابنه قينان وتعليمه صحف آدم:
في أخبار الزمان:
وولد شيث أنوش وهو بكره ووصيّه، وإنّ أنوش أوصى إلى ابنه قينان وكان قد علّمه الصحف(26) .
في تاريخ اليعقوبي:
وقام أنوش بن شيث بعد أبيه بحفظ وصيّة أبيه وجدّه، وأحسن عبادة اللّه، وأمر قومه بحسن العبادة(27) .
وفاته:
وفي تاريخ الطبري:
وقام مقام أبيه بسياسة الملك وتدبير الرعية(28) .
ولمّا حضرت أنوش الوفاة اجتمع إليه بنوه وبنو بنيه قينان، ومهلائيل ويرد، وأخنوخ، ومتوشلح، ونساؤهم، وأبناؤهم، فصلى عليهم، ودعا لهم بالبركة، ونهاهم أن يدعوا أحدا من بنيهم أن يختلطوا بولد قابيل اللعين، وأوصى قينان بجسد آدم، وأمرهم أن يصلّوا عنده ويقدسوا اللّه كثيرا، وتوفّي(29) .
* * *
قينان بن أنوش
* ولادته وظهور نور خاتم الانبياء في جبينه.
* تعليم أنوش له الصحف وأمره بإقامة الصلاة وسائر الاحكام.
* وصيّته لابنه مهلائيل.
ولادته وظهور نور خاتم الانبياء في جبينه:
أ ـ في مروج الذهب:
ولد لانوش قينان، ولاح النور في جبينه ـ نور خاتم الانبياء ـ وأخذ عليهم العهد(30) .
ب ـ وفي مرآة الزمان:
ولما احتضر أنوش أوصى إلى ابنه قينان، وانتقل النور إلى قينان وأخبره بالسرّ الذي أودعه فيه، فسار قينان بسيرة أبيه(31) .
قال المؤلف:
المقصود من السرّ: هو نور خاتم الانبياء الذي كان ينتقل من أحدهم إلى الاخر. وسوف نذكر معنى هذا العهد بُعَيد هذا إن شاء اللّه تعالى.
تعليم أنوش له الصحف وأمره بإقامة الصلاة وسائر الاحكام:
في أخبار الزمان:
أوصى أنوش إلى ابنه قينان وقد كان علّمه الصحف، وبيّن له قسمة الارض وما يكون فيها، وأمره بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج، وبجهاد ولد قابيل، ففعل ما أمره به أبوه(32) .
وصيّته لابنه مهلائيل:
في تاريخ اليعقوبي:
وقام قينان بن أنوش وكان رجلاً لطيفا، تقيّا، مقدّسا، فقام في قومه بطاعة اللّه وحسن عبادته، واتّباع وصيّة آدم وشيث.
فلما دنا موته اجتمع إليه بنوه وبنو بنيه مهلائيل، ويرد، ومتوشلح، ولمك، ونساؤهم، وأبناؤهم، فصلّى عليهم، ودعا لهم بالبركة.
وجعل وصيّته إلى مهلائيل، وأمره أن يحتفظ بجسد آدم(33) .
* * *
يتبع بإذن الله الحي الذي لا يموت