المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأدلة النقلية على أن دعوة جمعية العلماء الجزائريين كانت دعوة سلفية


يوسف زكي
2008-07-03, 10:51
الأدلّة النقلية على أنّ دعوة
جمعية العلماء الجزائريين



كانت دعوة
سلفية

من إعداد الأخ الفاضل :
أبي عبد الله غريب بن عبد الله الأثري القسنطيني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإنّي لمّا رأيت كثرة الطاعنين في جمعية العلماء الجزائريين -التي أسسها الإمام المصلح عبد الحميد بن باديس وجماعة من خيرة علماء الجزائر- وتشكيكهم في غايتها ومنهج دعوتها، حتى أصبح بعض من ينتسبون إلى السلفية –للأسف- ينبزونها ورجالها ويرمونها بشتّى الطعون والتهم رأيت أن أجمع كلام بعض رجالها وكلام من عاصرها من غير رجالها تبيّن أنّ منهجها كان سلفيا أثريا وكذا عقيدتها وعقيدة رجالها.


وهذا الجمع هو في الحقيقة مستلٌّ من شرحي على قصيدة الشيخ الطيب العقبي رحمه الله تعالى ((إلى الدين الخالص)) وهو مخطوط أوشك على إتمامه بعون الله تعالى.

وأنا لا أزعم أنّ الجمعية ورجالها كانوا خالين من الأخطاء والملاحظات ولستُ أدّعي للجمعية وروّادها الكمال.
بل أنا أقول أنّ للجمعية –كغيرها- أخطاء وملاحظات يدركها من تتبّع نشاطها ونشاط رجالها. ولكنّ تلك الأخطاء تذوب في بحر حسنات الجمعية وفضائلها.

وهذا ليس من منهج الموازنات المبتدع في شيء وإنّما الحال كما قال محدّث الديار اليمنية قامع البدعة الشيخ العلامة مقبل ابن هادي الوادعي رحمه الله :

((أما المحب للخير ولكنه أخطأ في بعض الأشياء فلا بأس أن تذكر بعض حسناته مثل أبان بن أبي عياش إذ قال بعض معاصريه: إنه إذا حدّث أتى بأمر عظيم. وله من الفضل والعبادة، فسئل بعض معاصريه فقال: اذكر ما فيه من الخير، وحذر عنه أن يقبل حديثه.

فمسألة الموازنة بين الحسنات والسيئات لا نقبلها مطلقًا ولا نردها مطلقًا، لكن حزبي يدعو إلى الحزبية وينفق الأموال الطائلة من أجل الحزبية فلا نذكر حسناته ولا كرامة.
( تحفة المجيب بأسئلة الحاضر و الغريب سؤال رقم 139) .

وقال العلامة الشيخ عبيد الجابري حفظه الله: ..فجميع أقوال الناس وأعمالهم ميزانها عندنا شيئان : النص والإجماع؛ فمن وافق نصـًّا أو إجماعا قُبل منه، ومن خالف نصا أو إجماعا رُدَّ عليه ما جاء به من قول أو فعل كائنا مَن كان .

ثم إن كان هذا المخالف أصوله سنة، ودعوته سنة، وكل ما جاء عنه سنة فإنَّ خطأَه يرد ولا يُتابع على زلته وتُحفظ كرامته .

وإن كان ضالاًّ مبتدعا لم يعرف للسنة وزنا ولم تَقم لها عنده قائمة مؤسسـًا أصوله على الضلال فإنه يُرد عليه كما يُرد على المبتدعة الضُلاَّل، ويقابل بالزَّجر والإغلاظ والتحذير منه، إلا إذا ترتبت مفسدة أكبر من التحذير منه .اهـ ( أصول وقواعد في المنهج السلفي للشيخ عبيد الجابري)

والمقصود من نقل كلام هذين العالمين الجليلين أن يُعلم أنّه ليس كلّ من أخطأ فلا كرامة له! وهذا للأسف منتشر كثيرا في أوساط الشباب الجديد العهد بالإستقامة على دين الله وبالإلتزام بالمنهج السلفي بل الحق أنّه من كانت أصوله سنّة ودعوته سنّة فإنّنا نردّ على أخطاءه ونبيّن زللـه ونحفظ له كرامته ونعرف له قدرهُ.

وأمّا من كانت أصوله بدعة ودعا إلى البدعة فيرّد عليه ويبيّن خطأه وزللـه ولا كرامة له. وهذا هو منهج السلفيين حقا.

وعدم حفظ كرامة كلّ من أخطأ والتشهير به والتقليل من قدره وهدر جهده ولو كانت أصوله سنّة هو منهج الحدّاديين حقا.

فشتّان شتّان بين المنهجين وشتّان شتّان بين الطريقتين.

وفي هذا الجمع المبارك أيضا ردٌّ على من زعم أنّ السلفية في الجزائر حديثة الولادة أو أنّ علي بن حاج (!) وأتباعه هم أوّل من أدخل السلفية إلى الجزائر (!!) (لولا أنّنا ابتلينا بمن يقول هذا المنكر لما ذكرته!)

هذا وأسأل الله أن ينفعني بعملي هذا وينفع غيري وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم المعاد والله الهادي إلى سبيل الرشاد.








1) الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى:

· قال في رسالته المباركة: ((العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية)) (ص17 دار البعث ط1 سنة 1406 هـ):

القرآن هو كتاب الإسلام، السنّة القولية والفعلية -الصحيحة- تفسير وبيان للقرآن، سلوك السلف الصالح –الصحابة والتابعين وأتباع التابعين- تطبيق صحيح لهدي الإسلام.
فهم أئمة السلف الصالح أصدق الفهوم لحقائق الإسلام ونصوص الكتاب والسنّة. اهـ

· وقال رحمه الله في كلمته التي ألقاها في حفل ختم تفسير القرآن الكريم بالجامع الأخضر بقسنطينة: (الشهاب: ج4، م14. ربيع الثاني- جمادى الأولى 1357)
((فإنّنا والحمد لله نربي تلامذتنا على القرآن من أوّل يوم، ونوّجه نفوسهم إلى القرآن في كلّ يوم، وغايتنا التي ستتحقق أن يُكوّن القرآن منهم رجالا كرجال سلفهم)) اهـ

· وجاء في جريدة ((الفتح)) التي كان يشرف عليها الشيخ العلامة محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى: ((جاءتنا من المغرب الأوسط (الجزائر) رسالة نافعة –إن شاء الله- ألّفها العلامة السلفي الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس من كبار العلماء المصلحين في الديار المغربية. )) نشر في مجلّة الشهاب في العدد87 بتاريخ 6 رمضان 1345 هـ (صراع بين السنّة والبدعة للشيخ أحمد حمّاني رحمه الله 1/110 دار البعث سنة 1405هـ)

· وكتب الشيخ محمّد القرّي رحمه الله تعالى -من فاس المغرب- قصيدة من البحر الوافي -إثر الاعتداء الأثيم من طرف أحد أتباع الطريقة الصوفية الخرافية القبورية المعروفة بالطريقة العليوية ومحاولة قتل الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى- وأرسلها إلى ((الشهاب)) عدد 82 الصادر يوم الخميس 30 رجب 1345هـ، 3 أبريل 1927م وقال في مقدّمة الرسالة الملحقة بالقصيدة:
جناب مدير مجلّة الشهاب المحترم.
تحيّة وسلاما.
الرجاء منكم أن تنشروا على صفحات –الشهاب- الأغّر القصيدة التالية بمناسبة نجاة العلامة السلفي المصلح السيّد عبد الحميد بن باديس من ضربة الشقي الأثيم ولكم مزيد الشكر.




وقاك الله كيد الخائنينا **** وأخزى المبلسين الملحدينا .


إلى آخر تلك القصيدة.

1) الإمام البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى:
قال في كلمته التي ألقاها في حفل ختم الشيخ ابن باديس تفسير القرآن:
((هذا هو اليوم الذي يختم فيه إمام سلفي تفسير كتاب الله تفسيرا سلفيا ليرجع المسلمون إلى فهمه فهما سلفيا...)) (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص467 من منشورات وزارة الشؤون الدينية)

وقال في مقال له حول الحفل نفسه:
((وأراد الله فحقق للأستاذ أمنيته من ختم التفسير، وللأمّة رجاءها في تسجيل هذه المفخرة للجزائر، ولأنصار السلفية غرضهم من تثبيت أركانهم بمدارسة كتاب الله كاملا...)) (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص453)
وقال في موضع آخر:
((أتمّ الله نعمته على القطر الجزائري بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لتفسير الكتاب الكريم درساً على الطريقة السلفية ... ولا معنى لذلك كلّه إلا أنّ إحياء القرآن على الطريقة السلفية إحياء للأمّة التي تدين لله به.)) (مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير ص15)

2) الإمام العلامة أبو يعلى الزواوي رحمه الله تعالى:
قال في مقاله الذي نشر في جريدة الشهاب في عددها 90 الصادر في 1شوال 1345هـ تحت عنوان: تكرّر الاعتداء على أصحاب الشهاب:
((...وساءني كثيرا إذ فشلت في سعي في الصلح والهدنة والاتفاق على قواعد نجري عليها نحن معشر السلفيين)) ثمّ أمضى هذا المقال: ((الزواوي السلفي إمام مسجد سيدي رمضان)) (صراع بين السنّة والبدعة 1/135-138 )


وقال في ((الشهاب)) عدد 81، 27 يناير 1927م : ((لما كنت كثير الكتابة في جريدة ((الشهاب)) الثاقب وعرفت بظهر الغيب الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس المشرف على ((الشهاب)) أنّه قطب دائرتنا السلفية.))

وقال ((ثمّ بقي أن أقول: أنّه لا ينبغي بحال ونحن سلفيون إسلاميون شرعيون مقيدون بالقوانين الإلهية والدولية أن تكون أعمالنا من قبيل الرجم بالغيب أو التشفّي والإنتقام ممن عسى أن يكونوا برءاء))

وقال رحمه الله تعالى في رسالته إلى الكاتب السلاوي الفاسي: ((لأننا سلفيون دعاة الإصلاح العام في الدّين وما ألصق به وفي الجنس وما هو فيه... ونخصّ –نحن السلفيّون- بشيء أدقّ مما يكون، وما هو هذا الشيء ؟ وهو التدقيق والتحقيق في الأقوال والأفعال، والحذر من الخطأ والخطل في القول والعمل)) (الصراع 2/67).


وقال كذلك في مقال له نشر في ((الشهاب)) العدد 90، 31 مارس 1927م: ((فالجواب عنه أنّي أعلنت عن نفسي أنّي سلفي، وأعلنتُ أنّي تبرّأتُ ممّا يخالف الكتاب والسنّة ورجعت عن كلّ قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح))

3) الإمام الشيخ الطيّب العقبي رحمه الله تعالى:قال سماحة الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله تعالى (مفتي الجزائر الأسبق) في كتابه الحافل (صراع بين السنّة والبدعة 2/174):

((كان الشيخ العقبي في دروسه وخطبه ومقالاته ينهج نهج السلفيين في إحياء السنّة وإماتة البدعة والهجوم بشدّة على البدع والضلالات والأوهام والخرافات)) اهـ

وجاء في جريدة الشهاب في عددها 83 الصادر في 7شعبان هـ، 10فيفري 1927م :
((في ذمّة التاريخ، أفظع حادث. (القصيدة من البحر الكامل)

لشاعر السلفيين وخطيبهم العلامة الأستاذ الشيخ الطيّب العقبي:



عبد الحميد النّصر قد وافاكا **** رغم المنافس والذي عاداكا

واصلت سيرك مرشدا ومعلّما **** ولسوف تَحمَدُ بعدها مسراكا.))





القصيدة..

وقال الشيخ الطيّب العقبي طيّب الله ثراه في قصيدته المباركة: (إلى الدّين الخالص) وهي منشورة في المنتديات السلفية.




أيها السائل عن معتقدي **** يبتغـي مني ما يحوي الفؤاد

إنـني لست ببدعي ولا **** خـارجي دأبه طول العنـاد



يحدث البدعة في أقوامـه **** فتعم الرض نجداً ووهـاد
ليس يرضى الله من ذي بدعة **** عملا إلا إذا تاب وهاد
لست ممّن يرتضي في دينه **** ما يقول الناس زيدٌ وزياد
بل أنا متبع نهج الألى **** صدعوا بالحق في طرق الرشاد
حجتي القرآن فيما قلته **** ليس لي إلا على ذاك استناد
وكذا ما سنّه خير الورى **** عدتي وهو سلاحي والعتاد
وبذا أدعوا إلى الله ولي **** أجر مشكور على ذاك الجهاد
منكمو لاأسأل الأجر و لا**** ابتغي شكركم بله الوداد
مذهبي شرع النبي المصطفى**** واعتقادي سلفيٌ ذو سداد
خطتي علم وفكر نظر **** في شؤون الكون بحث واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد **** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد.



4) الإمام الفقيه الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رحمه الله تعالى:
قال هذا الشيخ العلامة الجليل في رسالته المباركة ((بدعة الطرائق في الإسلام)) (ص25 دار البعث ط1 سنة 1982 إعداد د. أحمد الرفاعي الشرفي):

((وبعون الله سأجعل كلّ حجّة من حجج الطرائق التي اشتهرت بها، وذاعت بيننا منفردة ببحث وأقيسها بعصر السلف.
فإن وُجد لها أصلٌ بينهم (أي السلف الصالح) قبلناها وعملنا بها، وعززناها.
وما لم نجد له أصلا في أيامهم، وعرف بينهم اعتقدنا أنّه بدعة محدثة)).

وقال في (ص28 من نفس الرسالة):
((ونحن نعرض عملهم هذا ونقيسه بالهدي النبوي وعمل السلف، فذلك الدّين، وما لم يعرف في تلك الأيّام بعموم أو خصوص فليس من الدّين، فإنكاره قربة، والاعتراف به بدعة.)) اهـ

5) الإمام المؤرّخ الكبير الشيخ العلامة مبارك بن محمد الميلي رحمه الله تعالى:
قال في مقال له بعنوان ((المصلحون و المرجفون)): من أين فهمتم إنكارنا الولاية الثابة بالكتاب الذي دعوناكم و لا نزال ندعوكم إلىطرح ما يخالفه ؟ و في أيّ جملة رأيتم عدم الإعتراف بالكرامة، و هي عقيدة السلف ونحن سلفيّون نرجو أن نلقى الله كذلك" ((جريدة المنتقد/ العدد 14)).

و في كتابه القيّم((رسالة الشرك ومظاهره)) يقول بملء فيه : ((فنحن بالعقيدة السّلفية قائلون، ولما مات عليه الأشعري موافقون))ص26 شركة الشهاب.


6) الأستاذ الشيخ الجيلاني بن محمّد رحمه الله تعالى:

قال في الاحتفال بختم شرح الإمام ابن باديس لموطأ الإمام مالك رضي الله عنه:
((فانزاحت دياجي الجهل وشبه الضلال وعوارض الغفلة وعوامل الجمود واستفاقت الأمّة من سباتها العميق على ضوء السنّة الوهّاج فاندفعت تعمل لصالح الدارين ورائدها كتاب الله وسنّة رسول الله وهدي السلف الصالح.)) اهـ (مجالس التذكير من حديث البشير النّذير ص329 من مطبوعات وزارة الشؤون الدينية).

بحث للأخ الفاضل

oumyahia
2008-10-27, 11:25
http://upload.aljawarh.net//uploads/images/aljawarh5eb83ae67a.gif

ابو إبراهيم
2008-10-27, 18:17
بارك الله فيك اخي يوسف على هدا النقل المفيد
------------- اخوكم ابو ابراهيم -----

zakaria el-assimi
2008-10-29, 08:16
السلام عليكم

) الإمام البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى:
قال في كلمته التي ألقاها في حفل ختم الشيخ ابن باديس تفسير القرآن:
((هذا هو اليوم الذي يختم فيه إمام سلفي تفسير كتاب الله تفسيرا سلفيا ليرجع المسلمون إلى فهمه فهما سلفيا...)) (

بارك الله فيك

oumyahia
2008-11-27, 19:47
السلام عليكم

للرفع

جمال البليدي
2008-11-28, 15:11
]الإمام ابن باديس والأشاعرة[/COLOR]:
قال الإمام ابن باديس في ترجمته للعلامة محمد رشيد رضا: «دعاه شغفه بكتاب "الإحياء" إلى اقتناء شرحه الجليل للإمام المرتضي الحسيني، فلما طالعه ورأى طريقته الأثرية في تخريج أحاديث "الإحياء" فتح له باب الاشتغال بعلوم الحديث وكتب السنّة، وتخلّص مما في كتاب "الإحياء" من الخطأ الضار -وهو قليل-، ولا سيما عقيدة الجبر والتأويلات الأشعرية والصوفية، والغلو في الزهد وبعض العبادات المبتدعة»الآثار (3/85).
فهل يقال أنه أشعري؟؟؟
الإمام ابن باديس ليس مفوض وهذا هو الدليل
قال رحمه الله في كتاب العقائد"ومن صفاته تعالى العلم الذي تنكشف له جمع المعلومات فيعلمها من الواجبات والجائزات والمستحيلات على ما هي عليه من الحالات وتستوي عنده الجليات والخفيات
لقوله تعالى وكان الله بكل شيء عليما ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ربنا إنك لتعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء
ومن صفاته تعالى السمع الذي تنكشف به جميع المسموعات
ومن صفاته تعالى البصر تنكشف به جميع المبصرات
لقوله تعالى وكان الله سميعا بصيرا قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله
ولحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كنا مع النبي في سفر فكنا إذا علونا كبرنا فقال اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا تدعون سميعا بصيرا قريبا
رواه البخاري

(1/63)



فكما ترى فهو يثبت الصفة على حقيقتها ويبين مدلولها فالبصر مثلا هو الذي تنكشف به جميع المبصرات

السلفية عند الجمعية ليست هي الأشعرية كما توهم المخالف

يقول الشيخ المؤرخ مبارك الميلي رحمه الله
:« ]وكان أهل المغرب سلفيين حتى رحل ابن تومرت إلى الشرق وعزم على إحداث انقلاب بالمغرب سياسي علمي ديني ، فأخذ بطريقة الأشعري ونصرها وسمى المرابطين السلفيين مجسمين ، تم انقلابه على يد عبد المؤمن فتم انتصار الأشاعرة بالمغرب ، واحتجبت السلفية بسقوط دولة صنهاجة ، فلم ينصرها بعدهم إلا أفراد قليلون من أهل العلم في أزمنة مختلفة ، ولشيخ قسنطينة في القرن الثاني عشر عبد القادر الراشدي أبيات في الانتصار للسلفيين طالعها:
خبرا عني المؤول أني كافر بالذي قضته العقول »تاريخ الجزائر في القديم والحديث (711).
قال الشيخ أبو يعلى رحمه الله في كتابه الإسلام الصحيح :« اعلم أيها السائل أن خير طريقة في العقيدة التوحيدية طريقة السلف التي هي اتباع ما ثبت عن الله وعن رسوله من غير كثرة التأويل والدخول في الأخذ والرد من الجدل في المتشابه وإيراد الشبه والرد عليها ، وأذكر الآن بهذه المناسبة جملة من أقوال الأئمة العظام من السلف الصالح لتعتبر أيها السائل وتعلم أن الخوض غالبا خصوصا في قضايا الانتصار لمذهب دون مذهب وتجد أن مذهب الحق في ذلك هو مذهب القرآن العظيم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون وهو مذهب السلف فإن القرآن الكريم أبى الخوض في ذلك لعجز المخلوق عن معرفة حقيقة الخالق وإنما تصدى لتوجيه الأنظار للاعتبار كما تقدم »[ص4-5]. ثم نقل الآثار المعروفة عن مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف في ذم علم الكلام وأهله وقال :« وقد اتفق أهل الحديث من السلف على هذا ». وصرح بعد ذلك في أثناء الكتاب بعدم الانتماء لأي مذهب كلامي محدث من المذاهب الموجودة فقال(94):« أما أنا ومن على شاكلتي من إخواني الكثيرين فلا شريعة لنا ولا دين لا ديوان إلا الكتاب والسنة وما عليه محمد وأصحابه وعقيدة السلف الصالح فلا اعتزال ولا ماتريدي ولا أشعري ، وذلك أن الأشاعرة تفرقوا واختلفوا أي المتقدمون منهم والمتأخرون ووقعوا في ارتباك من التأويل والحيرة في مسائل يطول شرحه[/color]ا»

مادام أن السلفية ليست هي الأشعرية عند الجمعية فما هي السلفية عندهم؟
الجواب:
1- تصريح الشيخ ابن باديس انه على عقيدة الامام المجدد يقول رحمه الله 9 – ونشر في مجلته " الشهاب " ( ج 6 ، م 5 ، صفر 1348 هـ / يوليو 1929 م ، ص 40 - 42 ) - نقلا عن جريدة " أم القرى " - خطبة للملك عبد العزيز آل سعود ، مما جاء فيها قوله - رحمه الله - : ( يسموننا بالوهابيين ، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص ، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي يبثها أهل الأغراض .
نحن لسنا أصحاب مذهب جديد وعقيدة جديدة ، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد ، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح ، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله ، وما كان عليه السلف الصالح . ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك ، والشافعي ، وأحمد ، وأبي حنيفة ، وكلهم محترمون في نظرنا .
هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها ، وهذه هي عقيدتنا ، وهي مبنية على توحيد الله - عز وجل - خالصة من كل شائبة ، منزهة عن كل بدعة ، فعقيدة التوحيد - هذه - هي التي ندعو إليها ، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من إحن وأوصاب ) .

2- تصريح الشيخ البشير بموافقته لمفهوم السلفية عند ائمة الدعوة النجدية
و يقول رحمه الله :
اذكر ان لكم بالجانب الغربي من وطن العروبة ومنابت الاسلام ومجرى سوابق المجاهدين الاولين لاخوانا في العروبة وهي رحم قوية وفي الاسلام وهو سب مرعي وفي ذلك المعنى الخاص من الاسلام وهو السلفية
التي جاهدتم وجاهد اسلافكم الابرار في سبيل تثبيتها في الارض ولقد لقوا من عنت الاستعمار وجبروته ما اهمهم واهم كل مسلم حقيقي يعلم ان الاسلام رحم شابكة بين بنيه اينما كانوا وان اقل واجباته النجدة في حينها والتناصر لقوته"5/221 رسالة الى الشيخ محمد ابن ابراهيم
فهل ما زال عندك "شك" ... لا اظن ذلك


3-تصريح الشيخ العلامة أبو يعلى السعيد الزواوي - رحمه الله -
قال - رحمه الله – في مقال آخر - يرد فيه على من نبز الدعوة الإصلاحية بالوهابية - بعنوان ( لم كان أو صار الوهابيون سبة ؟ !! ) نشر في ( العدد 167 ) من جريدة " البصائر " ( 6 ربيع الثاني 1358 هـ / 26 مايو 1939 م ، ص 2 ) : ( فأهل العلم عموما وأهل الإسلام قاطبة يعلمون أن الوهابيين حنبليين من أهل السنة والجماعة ، ومن المذاهب الأربعة المجمع عليها ، والشيخ محمد بن عبد الوهاب مجدد مذهب الإمام أحمد ، مع ترجيح مذهب السلف ، وكتابه في العقيدة التوحيدية
يباع بمكتبة ردوسي بمدينة الجزائر ، ولا يستطيع سني أن يرد فيه كلمة واحدة ولا نصف كلمة ، وأن الوهابيين بإجماع الأمة مسلمون سنيون ، من أهل القبلة ) .
4-تصريح الشيخ العلامة الطيب العقبي - رحمه الله -
قال رحمه الله"وإذا كانت الوهابية : هي عبادة الله وحده بما شرعه لعباده ، فإنها هي مذهبنا وديننا وملتنا السمحة التي ندين الله بها وعليها نحي وعليها نموت ونبعث إن شاء الله من الآمنين"كتاب " الطيب العقبي ودوره في الحركة الوطنية الجزائرية " ( ص 89 ) للأستاذ أحمد مريوش
5-تصريح الفقيه أحمد حماني - رحمه الله
قال الشيخ رحمه الله في كتابه " صراع بين السنة والبدعة " ( 1/ 50-51 ) : ( أول صوت ارتفع بالإصلاح والإنكار على البدعة والمبتدعين ووجوب الرجوع إلى كتاب الله والتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونبذ كل ابتداع ومقاومة أصحابه ، جاء من الجزيرة العربية وأعلنه في الناس الإمام محمد بن عبد الوهاب أثناء القرن الثامن عشر ( 1694 _ 1765 ) وقد وجدت دعوته أمامها المقاومة الشديدة حتى انضم إليها الأمير محمد بن السعود وجرد سيفه لنصرتها والقضاء على معارضيها فانتصرت .
6-تصريح لعلامة المؤرخ مبارك الميلي - رحمه الله -
قال رحمه الله في مقدمة " رسالة الشرك ومظاهره " ( ص 38 ط دار الراية ) : ( وبعد تمام التأليف ، وقبل الشروع في الطبع ؛ اتصلت بهدية من جدة ، من الأخ في الله السيد محمد نصيف ؛ تشتمل على كتاب " فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد " لابن عبد الوهاب ، فعلقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه ، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة ؛ لخفف علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها ) .

فهل بعد هذا شك

موقف الجمعية من السلفية
بعد أن أثبتنا مفهوم السلفية عند الجمعية ها هنا نثبت إعتقاد الجمعية لهذه السلفية

قال الشيخ أحمد حماني رحمه الله :« الشيخ أبو يعلى الزواوي إمام مسجد سيدي رمضان بالقصبة من عاصمة الجزائر علامة من كبار العلماء الأحرار، محقق، شجاع ، سلفي العقيدة ، طيب السريرة حميد السيرة ، بليغ القلم سليم النية ، غر كريم »
قال الشيخ الطيب العقبي في مقال نشر في الشهاب ردا على من انتقص الشيخ:» ألا ما أشفقتما عليه أو رحمتما شيخوخته وسلفيته الصادقة، وتركتماه لنا عضدا قويا وشيخا سلفيا …وهو من قد عرفتماه فضلا ومعرفة وسبقا إلى مذهب السلفية، كما عرفتما مقدار مقدرته في الكتاب وبحثه وتنقيبه«
قال الشيخ مبارك الميلي :« …الشيخ الجليل العالم السلفي الأستاذ أبي يعلى الزواوي الذي لقبه الأخ الشيخ الطيب العقبي شيخ الشباب وشاب الشيوخ وكل من عرف هذا الشيخ وأنصفه اعترف له بهذا اللقب وسلم له هذا الوصف».

قال الشيخ أبو يعلى رحمه الله في كتابه الإسلام الصحيح :« وإني أعلنت أني سلفي وأعلنت أني تبرأت مما يخالف الكتاب والسنة ورجعت عن كل قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح ».
وقال في الإسلام الصحيح (53) :« ولست بمخطئ إن قلت بالمنع والحرمة بسبب ما أحدثوا فيه وهو من أصله محدث إذ لم يكن السلف الصالح يعرفون هذا صوفي وذاك غير صوفي، أو ذا له طريقة وهذا لا طريقة له »
ويقول الشيخ البشير الإبراهيمي"تقديمًا لرسالة العقائد الإسلامية لابن باديس جاء فيه : " و الإمام - رضي الله عنه- كان منذ طلبه للعلم بتونس قبل ذلك -وهو في مقتبل الشباب - ينكر بذوقه ما كان يبني عليه مشايخه من تربية تلامذتهم على طريقة المتكلمين في العقائد الإسلامية، و يتمنى أن يخرج تلامذته على الطريقة القرآنية السلفية في العقائد يوم يصبح معلّمًا، و قد بلغّه الله أمنيّته: فأخرج للأمّة الجزائرية أجيالاً على هذه الطريقة السلفية قاموا بحمل الأمانة من بعده، ووراءهم أجيال أخرى من العوام الذين سعدوا بحضور دروسه و مجالسه العلمية".
وقال الإمام ابن باديس « هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟ فقد حصلنا على شهادة العالمية من جامع الزيتونة ونحن لم ندرس آية واحدة من كتاب الله ولم يكن عندنا أي شوق أو أدنى رغبة في ذلك، ومن أين يكون لنا هذا ونحن لم نسمع من شيوخنا يوما منزلة القرآن من تعلم الدين والتفقه فيه ولا منزلة السنة النبوية من ذلك . هذا جامع الزيتونة فدع عنك الحديث عن غيره مما هو دونه بمديد مراحل. فالعلماء إلا قليلا منهم أجانب أو كالأجانب من الكتاب والسنة من العلم بهما والتفقه فيهما، ومن فطن منهم لهذا الفساد التعليمي الذي باعد بينهم وبين العلم بالدين وحملهم وزرهم ووزر من في رعايتهم، لا يستطيع إذا كانت له همة ورغبة أن يتدارك ذلك إلا في نفسه، أما تعليمه لغيره فإنه لا يستطيع أن يخرج فيه عن المعتاد الذي توارثه الآباء والأجداد رغم ما يعلم ما فيه من فساد وإفساد"لآثار (4/76). »
وقال رحمه الله :« اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم ، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع وجنبكم ذلة الابتداع ، أن الواجب على كل مسلم في كل مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح له صدره ، ويلهج به لسانه ، وتنبني عليه أعماله ، أن دين الله تعالى من عقائد الإيمان وقواعد الإسلام وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين ، وأن كل ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول –قولا كان أو عقدا أو احتمالا -فإنه باطل من أصله مردود على صاحبه كائنا من كان في كل زمان ومكان ، فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى" الآثار (3/222)

طالب المعالي
2008-11-30, 19:55
بارك الله فيك ، والله نقل تشكر عليه ، وعلينا أن ندرس جيدا هذه الجمعية التي فهمت حقا معنى السلفية الحقة ، وكيف مارست الدين على أرض الواقع فقها وعقيدة وعبادة ومعاملة ، وعلينا أن نفقه أيضا تسميتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

يوسف زكي
2009-03-03, 17:22
رحم الله علماءنا الأجلاء و أسكنهم فسيح جناته
بارك الله فيك أخي جمال و رحم الله الشيخ الفقيه أحمد حماني.
صدقت أخي عادل علينا أن نتعمق في أغوار دعوة الجمعية و علماءها الربانيين.

الشكر موصول للوالدة أم يحي و الأخ زكرياء العاصمي و العزيز على قلوبنا أبا إبراهيم

أخوكم يوسف زكرياء