bouhali belkheir
2008-07-02, 19:18
(1332-1406)
العلاّمةالكبير ابن خلدون واحد من أعظم المفكّرين المسلمين ولد بتونس سنة 1332 م الموافقلسنة 732 هـ و توفي بمصر سنة 1406 م الموافق لسنة 808 هـ . يعود أصله الى عائلةعربية هاجرت الى اشبيليا و لعبت دورا كبيرا في تاريخ هذه المدينة العربي. و يوردابن خلدون مفتخرا بماضيه الأندلسي قائلا:
«و لمّا دخل خلدون بن عثمان جدّنا الى الأندلس ، نزل بقرمونة في رهط منقومه حضرموت ، و نشأ بيت بنيه بها ، ثمّ انتقلوا الى اشبيلية . و كانوا في جنداليمن.»
وقد شاع ذكر عائلة ابن خلدون على امتداد القرن الثامن الى أنأصبحت هذه العائلة في القرن العاشر من أعرق العائلات باشبيليا فأصبح لاسم عائلة بنيخلدون وقع كبير سواء في اشبيليا أو في المناطق المحيطة بها . و لما استعاد ملوكاسبانيا السيطرة على هذه المدينة نزح اجداد العلاّمة الى سبتة ثم الى تونس.
«و أصل هذا البيت من اشبيلية ؛ انتقل سلفنا ـ عند الجلاء و غلب ملكالجالقة ابن أدفونش عليها ـ الى تونس في أواسط المائة السابعة»
ارتحلت جل العائلات المرموقة ذات التقاليد الأدبية و العلمية علىغرار عائلة ابن خلدون و انتقلت من خدمة ملوك الأندلس لتحط الرحال في بلاطات الحكّامالمحليين لافريقية .
تلقّى ابن خلدون تعليما كاملا كما هي العادة في عصره فأتقن علوماعديدة و برع في اللغة العربية و هو نفسه يذكر أنه قد درس القرآن و العلوم العقليةكالرياضيات و المنطق و الفلسفة . كما ألمّ بالفقه و الشريعة الشئ الذي مكّنه منالانخراط في خدمة العديد من حكّام افريقية .
و بعد قضاء سنوات في خدمة هؤلاء الحكّام ، ركب ابن خلدون البحرمهاجرا الى أرض أجداده الأندلس لينزل عند سلطان غرناطة آخر الممالك الأندلسية .
و هناك توطّدت علاقته بالوزير ابن الخطيب الذي سبق أن تعرّف عليهفي بلاط بني مرين بفاس .
و لما حظي بثقة السلطان الغرناطي مالبث أن أرسله هذا الأخير فيمهمّة ديبلوماسية لعقد معاهدة سلام مع الملك الطاغية بطرس الأوّل .
و بعد سلسلة من المكايد و الفتن التي حيكت ضده في بلاط غرناطةآثر ابن خلدون الرجوع الى افريقية و اختار قلعة ابن سلامة بالجزائر ليقيم بهاويباشر كتابة مؤلّفه الشهير : المقدّمة .
و اختار عنوان «كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيّامالعرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» ، لمؤلّفه الجليل ، وينقسم هذا الكتاب الى ثلاثة أجزاء :
الجزء الأول : و هو المقدّمة و فيهاتأمّلات عميقة حول الحضارة الانسانية ثم الجزء الثاني و يهتمّ بتاريخ الأممالممالك و أخيرا الجزء الثالث و هو عبارة عن سيرة ابن خلدون الذاتية و فيها يستعرضقدراته و مواهبه العلمية .
أما المرحلةالأخيرة من حياته فقد قضاها ابن خلدون في القاهرة عاصمة دولة المماليك التي كانتتضمّ آنذاك الشام و مصر .و يصف لنا القاهرة قائلا :
«فرأيت حضرة الدنيا و بستان العالم و محشر الأمم و مدرج الذر من البشر وايوان الاسلام و كرسي الملك .»
و هناك خصّص جزءا كبيرا من وقته للمطالعة و الكتابة الى جانبشغله لمنصب القضاء و القائه دروسا في جامع الأزهر أوّل جامعة أسّست بالقاهرة:
«فجلست للتدريس بجامع الأزهر منها . ثمّ كان الاتصال بالسّلطان ، فأبرّاللّقاء ، و أنس الغربة ، و وفّر الجراية من صدقاته ، شأنه مع أهلالعلم.»
ثم توجّه مع السلطانالمملوكي الى الشام بعد أن حاصر تيمورلنك الماغولي دمشق و هناك لقيه ابن خلدون وتحاور معه كمحاولة لانقاذ المدينة و تجنيبها ويلات الحرب .
و في سنة 1406توفّي العلاّمة تاركا مؤلّفه الجليل المقدّمة التي ترجمت الى لغات العالم و التيمازالت تشدّ الانتباه الى يومنا هذا .
العلاّمةالكبير ابن خلدون واحد من أعظم المفكّرين المسلمين ولد بتونس سنة 1332 م الموافقلسنة 732 هـ و توفي بمصر سنة 1406 م الموافق لسنة 808 هـ . يعود أصله الى عائلةعربية هاجرت الى اشبيليا و لعبت دورا كبيرا في تاريخ هذه المدينة العربي. و يوردابن خلدون مفتخرا بماضيه الأندلسي قائلا:
«و لمّا دخل خلدون بن عثمان جدّنا الى الأندلس ، نزل بقرمونة في رهط منقومه حضرموت ، و نشأ بيت بنيه بها ، ثمّ انتقلوا الى اشبيلية . و كانوا في جنداليمن.»
وقد شاع ذكر عائلة ابن خلدون على امتداد القرن الثامن الى أنأصبحت هذه العائلة في القرن العاشر من أعرق العائلات باشبيليا فأصبح لاسم عائلة بنيخلدون وقع كبير سواء في اشبيليا أو في المناطق المحيطة بها . و لما استعاد ملوكاسبانيا السيطرة على هذه المدينة نزح اجداد العلاّمة الى سبتة ثم الى تونس.
«و أصل هذا البيت من اشبيلية ؛ انتقل سلفنا ـ عند الجلاء و غلب ملكالجالقة ابن أدفونش عليها ـ الى تونس في أواسط المائة السابعة»
ارتحلت جل العائلات المرموقة ذات التقاليد الأدبية و العلمية علىغرار عائلة ابن خلدون و انتقلت من خدمة ملوك الأندلس لتحط الرحال في بلاطات الحكّامالمحليين لافريقية .
تلقّى ابن خلدون تعليما كاملا كما هي العادة في عصره فأتقن علوماعديدة و برع في اللغة العربية و هو نفسه يذكر أنه قد درس القرآن و العلوم العقليةكالرياضيات و المنطق و الفلسفة . كما ألمّ بالفقه و الشريعة الشئ الذي مكّنه منالانخراط في خدمة العديد من حكّام افريقية .
و بعد قضاء سنوات في خدمة هؤلاء الحكّام ، ركب ابن خلدون البحرمهاجرا الى أرض أجداده الأندلس لينزل عند سلطان غرناطة آخر الممالك الأندلسية .
و هناك توطّدت علاقته بالوزير ابن الخطيب الذي سبق أن تعرّف عليهفي بلاط بني مرين بفاس .
و لما حظي بثقة السلطان الغرناطي مالبث أن أرسله هذا الأخير فيمهمّة ديبلوماسية لعقد معاهدة سلام مع الملك الطاغية بطرس الأوّل .
و بعد سلسلة من المكايد و الفتن التي حيكت ضده في بلاط غرناطةآثر ابن خلدون الرجوع الى افريقية و اختار قلعة ابن سلامة بالجزائر ليقيم بهاويباشر كتابة مؤلّفه الشهير : المقدّمة .
و اختار عنوان «كتاب العبر و ديوان المبتدأ و الخبر في أيّامالعرب و العجم و البربر و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» ، لمؤلّفه الجليل ، وينقسم هذا الكتاب الى ثلاثة أجزاء :
الجزء الأول : و هو المقدّمة و فيهاتأمّلات عميقة حول الحضارة الانسانية ثم الجزء الثاني و يهتمّ بتاريخ الأممالممالك و أخيرا الجزء الثالث و هو عبارة عن سيرة ابن خلدون الذاتية و فيها يستعرضقدراته و مواهبه العلمية .
أما المرحلةالأخيرة من حياته فقد قضاها ابن خلدون في القاهرة عاصمة دولة المماليك التي كانتتضمّ آنذاك الشام و مصر .و يصف لنا القاهرة قائلا :
«فرأيت حضرة الدنيا و بستان العالم و محشر الأمم و مدرج الذر من البشر وايوان الاسلام و كرسي الملك .»
و هناك خصّص جزءا كبيرا من وقته للمطالعة و الكتابة الى جانبشغله لمنصب القضاء و القائه دروسا في جامع الأزهر أوّل جامعة أسّست بالقاهرة:
«فجلست للتدريس بجامع الأزهر منها . ثمّ كان الاتصال بالسّلطان ، فأبرّاللّقاء ، و أنس الغربة ، و وفّر الجراية من صدقاته ، شأنه مع أهلالعلم.»
ثم توجّه مع السلطانالمملوكي الى الشام بعد أن حاصر تيمورلنك الماغولي دمشق و هناك لقيه ابن خلدون وتحاور معه كمحاولة لانقاذ المدينة و تجنيبها ويلات الحرب .
و في سنة 1406توفّي العلاّمة تاركا مؤلّفه الجليل المقدّمة التي ترجمت الى لغات العالم و التيمازالت تشدّ الانتباه الى يومنا هذا .