AYA1997
2010-12-11, 18:41
هذه قصة من قصص ألف ليلة وليلة أعجبتني فقلت انقلها للمنتدى:19:
(ومما يحكي) أن رجلا من خيار بني إسرائيل كان كثير المال وله ولد صالح مبارك
فحضرت الرجل الوفاة فقعد ولده عند رأسه وقال يا سيدي أوصني فقال يا بني لا تحلف بالله
بارًا ولا زاجرًا ثم مات الرجل وبقي الولد بعد أبيه فتسامع به فساق بني إسرائيل فكان الرجل
يأتيه فيقول لي عند والدك كذا وكذا وأنت تعلم بذلك أعطني ما في ذمته وإلا فاحلف فيقف
الولد على الوصية ويعطيه جميع ما طلبه فمازالوا به حتى فني ما له واشتد إقلاسه وكان للولد
زوجة صالحة مباركة وله منها ولدان صغيران فقال لها أن الناس قد أكثروا طلبي ومادام معي
ما أدفع به عن نفسي بذلته والآن لم يبق لنا شيء فإن طالبني مطالب امتحنت أنا وأنت فالأولى
أن نفوز بأنفسنا ونذهب إلى موضع لا يعرفنا فيه أحد ونتعيش بين أظهر الناس قال فركب بها
البحر وبولديه وهو لا يعرف أين يتوجه والله يحكم لا معقب لحكمه ولسان الحال يقول:
يا خارجا خوف العدا من داره
لا تجزعن من البعاد فربما
لو قد أقام الدر في أصدافه
واليسر قد وافاه عند فراره
عز الغريب يطول بعد مراره
ما كان تاج الملك بيت قراره
قال فانكسرت السفينة وخرج الرجل على لوح وخرجت المرأة على لوح وخرج كل ولد
على لوح وفرقتهم الأمواج فحصلت المرأة على بلدة وحصل أحد الولدين على بلدة أخرى
والتقط الولد الأخرى أهل سفينة في البحر وأما الرجل فقذفته الأمواج إلى جزيرة منقطعة
فخرج إليها وتوضأ من البحر وأذن وأقام الصلاة وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام
المباح.
( (وفي ليلة ٤٥٩
قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الرجل لما خرج إلى الجزيرة توضأ من البحر وأذن
وأقام الصلاة فإذا قد خرج من البحر أشخاص بألوان مختلفة فصلوا معه ولما فرغ قام إلى
شجرة في الجزيرة فأكل من ثمرها فزال عنه جوعه ثم وجد عين ماء فشرب منها وحمد الله
عز وجل وبقي ثلاثة أيام يصلي وتخرج أقوام يصلون مثل صلاته وبعد مضي الأيام الثلاثة
سمع مناديًا يناديه يا أيها الرجل الصالح الاربابية المحل قدر ربه لا تحزن أن الله عز وجل
مخلف عليك ما خرج من يدك فإن في هذه الجزيرة كنوز وأموا ً لا ومنافع يريد الله أن تكون
لها وارثًا وهي في موضع كذا وكذا من هذه الجزيرة فاكشف عنها وأنا لنسوق إليك السفن
فأحسن إلى الناس وأدعهم إليك فإن الله عز وجل يميل قلوبهم إليك فقصد ذلك الموضع من
الجزيرة وكشف الله تعالى له عن تلك الكنوز وصارت أهل السفن ترد عليه فيحسن إليهم
إحسانًا عظيمًا ويقول لهم لعلكم تدلون على الناس فإنى أعطيهم كذا وكذا واجعل لهم كذا وكذا
فصار الناس يأتون من الأقطار والأماكن وما مضت عليه عشر سنين إلا والجزيرة قد عمرت
والرجل صار ملكها لا يأوى إليه أحد إلا أحسن إليه وشاع ذكره في الأرض بالطول والعرض
وكان ولده الأكبر قد وقع عند رجل علمه وأدبه والآخر قد وقع عند رجل رباه وأحسن تربيته
وعلمه طرق التجارة والمرأة قد وقعت عند رجل من التجار أئتمنها على ماله وعاهدها على
أن لا يخونها وأن يعينها على طاعة الله عز وجل وكان يسافر بها في السفينة إلى البلاد
ويستصحبها فيث أي موضع أراد فسمع الولد الكبير بصيت ذلك الملك فقصده وهو لا يعلم من
هو فلما دخل عليه أخذه وأئتمنه على سره وجعله كاتبًا له وسمع الولد الآخر بذلك الملك العادل
الصالح فقصده وسار إليه وهو لا يعلم من هو أيضًا فلما دخل عليه وكله والنظر في أموره
وبقي مدة من الدهر في خدمته وكل واحد منهم لا يعلم بصاحبه وسمع الرجل التاجر الذي
عنده المرأة بذلك الملك ويرد للناس وإحسانه إليهم فأخذ جانبًا من الثياب الفاخرة ومما
يستظرف من تحف البلاد وأني بسفينته والمرأة منه حتى وصل إلى شاطيء الجزيرة وتزل
إلى الملك وقدم له هديته فنظرها الملك وسر بها سرورًا كثيرًا وأمر الرجل بجائزة سنية وكان
في الهدية عقاقير أراد الملك من التاجر أن يعرفها له بأسمائها ويخبره بمصالحها فقال الملك
للتاجر أقم الليلة عندنا. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
( (وفي ليلة ٤٦٠
قالت بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر لما قال له الملك أقم الليلة عندنا قال أن لي في
السفينة وديعة عاهدتها أن لا أوكل أمرها إلى غيري وهي امرأة صالحة تمنيت بدعائها
وظهرت لي البركة في آرائها فقال الملك سأبعث إليها أمناء يبيتون عليها ويحرسون كل ملديها
قال فأجابه لذلك وبقى عند الملك ووجه الملك كاتبه ووكيله إليها وقل لهما اذهبا فاخرسا سفينة
هذا الرجل الليلة إن شاء الله تعالى قال فسار أو صعد إلى السفينة وقعد هذا على مؤخرها
وهذا على مقدمها وذكر الله عز وجل برهة من الليل ثم قال أحدهما للآخر يافلان أن الملك قد
أمرنا بالحراسة وتخاف النوم فتعالى نتحدث بأخبار الزمان وما رأيناه من الخير والامتحان
فقال الآخر يا أخي أما أنا فمن امتحاني أن فرق الدهر بيني وبين أبي وأمي وأخ لي كان أسمه
كإسمك والسبب في ذلك أنه ركب والدنا البحر من بلد كذا وكذا فهاجت علينا الرياح واختلفت
فكسرت السفينة وفرق الله شملنا فلمع سمع الآخر بذلك قلل وما كان اسم والدتك يا أخي قال
فلانة قال وما اسم والدك قال فلان فترامى الأخ على أخيه قال له أنت أخي والله حقا وجعل
كل واحد منهما يحدث أخاه بما جرى عليه في صغره والأم تسمع الكلام ولكنها كتمت أمرها
وصبرت نفسها فلما طلع الفجر قال أحدهما للآخر هيا يا أخي نتحدث في منزلي قال نعم
فسارا وأتي الرجل فوجد المرأة في كرب شديد فقال لها ماذا بك قالت جاءإلى الليلة من أرادني
بالسوء وكنت منهما في كرب عظيم فغضب الملك وارسل فى طلب الأمينان فأحضرهما الملك
بسرعة وكان يحبهما لما تحقق فيهما من الأمانةواحضر المرأة حتى تذكر ما كان منهما
مشافهة فجيء بها وأحضرت فقال لها أيتها المرأة ماذا رأيت من هذين الأمينين فقالت أيها
الملك اسألك بالله العظيم رب العرش الكريم إلا ما أمرتهما أن يعيدًا كلامهما الذي تكلما به
البارحة فقال لهما الملك قولا ما قلتما ولا تكتمامنه شيئًا فأعاد كلامهما وإذا بالملك قد قام من
فوق السرير وصاح صيحة عظيمة وترامى عليهما واعتنقهما وقال والله أنتما ولداي حقًا
فكشفت المرأة عن وجههما وقالت أنا والله امهما فاجتمعوا جميعًا وصار في الذ عيش واهناه
إلى أن أتاهم الموت فسبحان من إذا قصده العبد نجا ولم يخيب ما أمله فيه ورجا وما أحسن .
(ومما يحكي) أن رجلا من خيار بني إسرائيل كان كثير المال وله ولد صالح مبارك
فحضرت الرجل الوفاة فقعد ولده عند رأسه وقال يا سيدي أوصني فقال يا بني لا تحلف بالله
بارًا ولا زاجرًا ثم مات الرجل وبقي الولد بعد أبيه فتسامع به فساق بني إسرائيل فكان الرجل
يأتيه فيقول لي عند والدك كذا وكذا وأنت تعلم بذلك أعطني ما في ذمته وإلا فاحلف فيقف
الولد على الوصية ويعطيه جميع ما طلبه فمازالوا به حتى فني ما له واشتد إقلاسه وكان للولد
زوجة صالحة مباركة وله منها ولدان صغيران فقال لها أن الناس قد أكثروا طلبي ومادام معي
ما أدفع به عن نفسي بذلته والآن لم يبق لنا شيء فإن طالبني مطالب امتحنت أنا وأنت فالأولى
أن نفوز بأنفسنا ونذهب إلى موضع لا يعرفنا فيه أحد ونتعيش بين أظهر الناس قال فركب بها
البحر وبولديه وهو لا يعرف أين يتوجه والله يحكم لا معقب لحكمه ولسان الحال يقول:
يا خارجا خوف العدا من داره
لا تجزعن من البعاد فربما
لو قد أقام الدر في أصدافه
واليسر قد وافاه عند فراره
عز الغريب يطول بعد مراره
ما كان تاج الملك بيت قراره
قال فانكسرت السفينة وخرج الرجل على لوح وخرجت المرأة على لوح وخرج كل ولد
على لوح وفرقتهم الأمواج فحصلت المرأة على بلدة وحصل أحد الولدين على بلدة أخرى
والتقط الولد الأخرى أهل سفينة في البحر وأما الرجل فقذفته الأمواج إلى جزيرة منقطعة
فخرج إليها وتوضأ من البحر وأذن وأقام الصلاة وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام
المباح.
( (وفي ليلة ٤٥٩
قالت بلغني أيها الملك السعيد أن الرجل لما خرج إلى الجزيرة توضأ من البحر وأذن
وأقام الصلاة فإذا قد خرج من البحر أشخاص بألوان مختلفة فصلوا معه ولما فرغ قام إلى
شجرة في الجزيرة فأكل من ثمرها فزال عنه جوعه ثم وجد عين ماء فشرب منها وحمد الله
عز وجل وبقي ثلاثة أيام يصلي وتخرج أقوام يصلون مثل صلاته وبعد مضي الأيام الثلاثة
سمع مناديًا يناديه يا أيها الرجل الصالح الاربابية المحل قدر ربه لا تحزن أن الله عز وجل
مخلف عليك ما خرج من يدك فإن في هذه الجزيرة كنوز وأموا ً لا ومنافع يريد الله أن تكون
لها وارثًا وهي في موضع كذا وكذا من هذه الجزيرة فاكشف عنها وأنا لنسوق إليك السفن
فأحسن إلى الناس وأدعهم إليك فإن الله عز وجل يميل قلوبهم إليك فقصد ذلك الموضع من
الجزيرة وكشف الله تعالى له عن تلك الكنوز وصارت أهل السفن ترد عليه فيحسن إليهم
إحسانًا عظيمًا ويقول لهم لعلكم تدلون على الناس فإنى أعطيهم كذا وكذا واجعل لهم كذا وكذا
فصار الناس يأتون من الأقطار والأماكن وما مضت عليه عشر سنين إلا والجزيرة قد عمرت
والرجل صار ملكها لا يأوى إليه أحد إلا أحسن إليه وشاع ذكره في الأرض بالطول والعرض
وكان ولده الأكبر قد وقع عند رجل علمه وأدبه والآخر قد وقع عند رجل رباه وأحسن تربيته
وعلمه طرق التجارة والمرأة قد وقعت عند رجل من التجار أئتمنها على ماله وعاهدها على
أن لا يخونها وأن يعينها على طاعة الله عز وجل وكان يسافر بها في السفينة إلى البلاد
ويستصحبها فيث أي موضع أراد فسمع الولد الكبير بصيت ذلك الملك فقصده وهو لا يعلم من
هو فلما دخل عليه أخذه وأئتمنه على سره وجعله كاتبًا له وسمع الولد الآخر بذلك الملك العادل
الصالح فقصده وسار إليه وهو لا يعلم من هو أيضًا فلما دخل عليه وكله والنظر في أموره
وبقي مدة من الدهر في خدمته وكل واحد منهم لا يعلم بصاحبه وسمع الرجل التاجر الذي
عنده المرأة بذلك الملك ويرد للناس وإحسانه إليهم فأخذ جانبًا من الثياب الفاخرة ومما
يستظرف من تحف البلاد وأني بسفينته والمرأة منه حتى وصل إلى شاطيء الجزيرة وتزل
إلى الملك وقدم له هديته فنظرها الملك وسر بها سرورًا كثيرًا وأمر الرجل بجائزة سنية وكان
في الهدية عقاقير أراد الملك من التاجر أن يعرفها له بأسمائها ويخبره بمصالحها فقال الملك
للتاجر أقم الليلة عندنا. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
( (وفي ليلة ٤٦٠
قالت بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر لما قال له الملك أقم الليلة عندنا قال أن لي في
السفينة وديعة عاهدتها أن لا أوكل أمرها إلى غيري وهي امرأة صالحة تمنيت بدعائها
وظهرت لي البركة في آرائها فقال الملك سأبعث إليها أمناء يبيتون عليها ويحرسون كل ملديها
قال فأجابه لذلك وبقى عند الملك ووجه الملك كاتبه ووكيله إليها وقل لهما اذهبا فاخرسا سفينة
هذا الرجل الليلة إن شاء الله تعالى قال فسار أو صعد إلى السفينة وقعد هذا على مؤخرها
وهذا على مقدمها وذكر الله عز وجل برهة من الليل ثم قال أحدهما للآخر يافلان أن الملك قد
أمرنا بالحراسة وتخاف النوم فتعالى نتحدث بأخبار الزمان وما رأيناه من الخير والامتحان
فقال الآخر يا أخي أما أنا فمن امتحاني أن فرق الدهر بيني وبين أبي وأمي وأخ لي كان أسمه
كإسمك والسبب في ذلك أنه ركب والدنا البحر من بلد كذا وكذا فهاجت علينا الرياح واختلفت
فكسرت السفينة وفرق الله شملنا فلمع سمع الآخر بذلك قلل وما كان اسم والدتك يا أخي قال
فلانة قال وما اسم والدك قال فلان فترامى الأخ على أخيه قال له أنت أخي والله حقا وجعل
كل واحد منهما يحدث أخاه بما جرى عليه في صغره والأم تسمع الكلام ولكنها كتمت أمرها
وصبرت نفسها فلما طلع الفجر قال أحدهما للآخر هيا يا أخي نتحدث في منزلي قال نعم
فسارا وأتي الرجل فوجد المرأة في كرب شديد فقال لها ماذا بك قالت جاءإلى الليلة من أرادني
بالسوء وكنت منهما في كرب عظيم فغضب الملك وارسل فى طلب الأمينان فأحضرهما الملك
بسرعة وكان يحبهما لما تحقق فيهما من الأمانةواحضر المرأة حتى تذكر ما كان منهما
مشافهة فجيء بها وأحضرت فقال لها أيتها المرأة ماذا رأيت من هذين الأمينين فقالت أيها
الملك اسألك بالله العظيم رب العرش الكريم إلا ما أمرتهما أن يعيدًا كلامهما الذي تكلما به
البارحة فقال لهما الملك قولا ما قلتما ولا تكتمامنه شيئًا فأعاد كلامهما وإذا بالملك قد قام من
فوق السرير وصاح صيحة عظيمة وترامى عليهما واعتنقهما وقال والله أنتما ولداي حقًا
فكشفت المرأة عن وجههما وقالت أنا والله امهما فاجتمعوا جميعًا وصار في الذ عيش واهناه
إلى أن أتاهم الموت فسبحان من إذا قصده العبد نجا ولم يخيب ما أمله فيه ورجا وما أحسن .