مشاهدة النسخة كاملة : الوسواس القهري: الأسباب والعلاج (حلقات)
**ولد مزغنة**
2008-07-02, 12:34
مقدمة:
هل أصابك أنت أو أحد أفراد عائلتك الوسواس الشديد؟ هل تتوضأ عدة مرات قبل أن تحس أنك قمت به على الطريقة الصحيحة؟ أو ربما تقضي الساعات في الحمام محاولا التأكد من مستوى الطهارة؟، هل تعقتد أنك لو لم تقم بطقوس معينة فلربما تتسبب في موت أحدهم أو في كارثة ما؟ هل توسوس لك نفسك بأبشع الوسواس؟ هل تسمع السباب والشتائم في رأسك طوال اليوم؟ أو ربما أنت من النوع الذي لابد أن يعد ويعد ويعد ليتأكد ؟، أو ربما تكرر قراءة القرآن في الصلاة حتى تضمن أنك قد قمت بقراءة السورة بالشكل الصحيح؟.
عادة الذين يشتكون من هذا الوسواس يعانون من الوحدة أو العزلة، يتخفون من الناس حتى لا يعتقد أحد أنهم مجانين (وهم ليسوا كذلك)، وربما تأثر عملهم من جراء الوساوس أو قد أثر الوسواس على حياتهم الاجتماعية، فأصبحت أسرة الموسوس متشابكة مع المريض بشكل يومي، حياتهم أصبحت أكثر تعقيدا بسبب الطقوس، وأصبحوا وكأن ليس لهم أي سيطرة على سلوكهم أو عاداتهم الشخصية.
أنت قد تعاني من مرض الوسواس القهري، لا، هذه الوساوس ليست من الجن، ولا علاقة لها بأي قوة خارقة، بل هو مرض أصله في المخ كما أثبتت البحوث العلمية، وأقول أنه ليس له أي علاقة بالجن لأنه لو كان كذلك لغادرت هذه الوساوس بمجرد الذكر، ولكن ربما كررت وكررت وكررت قراءة القرآن والدعاء ولكن لم تصل إلى نتيجة، وذلك لأن السبب هو التركيبة المضطربة في مقدمة المخ والتي تسببت في هذا المرض، فتتكرر وتتكرر عليك الوساوس رغما عنك، ولعل أغرب ما في هذا المرض هو أنه يدافع عن نفسه وكأن له عقل خاص به.
ولكن لا تيأس فالمرض يمكن علاجه، وقد عولج الكثير من هذا المرض اللعين، ورجعت حياتهم إليهم كما يجب أن تكون، فهي خالية من الوساوس والأفكار المتطفلة، بل وعادت إليهم صداقاتهم وأسرتهم وحياتهم.
الذين يصابون بالمرض قد يعتقدون أن هذه الوساوس إنما هي نتيجة ضعف بالشخصية أو أنها من عمل الشيطان أو الجن أو أنها تكون بسبب حالة نفسية، ولكن الحقيقة ليست كذلك، وربما يكون الاعتقاد هذا يسبب في زيادة حدة المرض، فكيف يمكن أن يتخلص أحدهم من ضعف في الشخصية والتي ربما أنشأ عليها طوال حياته، أو كيف له التخلص من الشياطين والجن وهو ليس لديه القدرة عليهم، أو كيف يمكنه أن يتخلص من الحالة النفسية وهو ربما يستحي أن يفصح للمختصين بها؟ كل هذا يدعو لفقدان الثقة بالنفس وزيادة حدة المرض.
ما هو مرض الوسواس القهري؟
إذن، فما هو هذا المرض؟ ما السبب في وجوده؟ وكيف يمكن للأفكار أن تتطفل بهذه الشدة؟ ولماذا الإحساس وكأنك مرغم على القيام بعادات غريبة؟ ولماذا تتكرر هذه الأفكار كلأسطوانة المكسورة؟ هذه الأفكار التي تخلق الشعور بالخطر (كالتي تقول: "إذا لامست مسكة الباب ستتنجس يداي،" أو "أنا أعلم أنني لو تركت لوحدي فسوف أقتل أبني،" أو "أعد قراءة الآية لأنك أخطأت في قراءتها،") ليست إلا أفكار سببها خلل كيمائي حيوي في المخ.
تشير بعض الدراسات أن المرض قد يكون وراثيا ولكن لا يظهر إلا بعد أن يقع الشخص تحت ضغط أو إرهاق نفسي على سبيل المثال، ولقد دل البحث العلمي على أن السبب في مرض الوسواس القهري هو خلل في انتقال الرسائل من مقدمة المخ إلى أعماقه، ولانتقال الرسائل بشكل طبيعي يستخدم المخ مادة السروتونين (Serotonin) لنقل الرسائل بين الوصلات العصبية، فمرض الوسواس القهري يتعلق بنقصان مادة السروتونين. لذلك فإن الأطباء المختصين وبعد تشخيصهم لمرض الوسواس القهري يقومون في بعض الأحيان بإعطاء المرضى أدوية تزيد من نسبة مادة السروتونين حتى يسهل العلاج النفسي.
تنقسم أعراض الوسواس القهري إلى قسمين، الأول سيحتوي على الوساوس والشكوك الفكرية، والثاني يحتوي على العادات والسلوكيات والتي تترتب على هذه الوساوس.
ما هي أعراض الوسواس القهري:
الوساوس الفكرية:
الوساوس الفكرية هي أفكار أو صور ذهنية أو نزعات تتكرر وتتطفل على العقل بحيث يحس الشخص أنها خارجة عن سيطرته، وتكون هذه الأفار بدرجة من الإزعاج بحيث يتمنى صاحبها مغادرتها من رأسه، وفي نفس الوقت يعرف صاحب الأفكار أن هذه الأفكار ليست إلا تفاهات أو خرافات. ويصاحب هذه الأفكار عدم الارتياح، والشعور بالخوف أو الكراهية، أو الشك أو النقصان. بعض هذه الوساوس هي:
1. استحواذ فكرة الوسخ والتنجيس: مخاوف بلا أساس من التقاط مرض خطير، أو الخوف المبالغ من الوسخ أو النجاسة أو الجراثيم (أو حتى الخوف من نقلها إلى الآخرين، أو البيئة أو المنزل)، أو كراهية شديدة للإخراجات الشخصية، أو الاهتمام الزائد عن الحد بالجسم، أو المخاوف الغير الطبيعية من المواد اللاصقة.
2. استحواذ فكرة الحاجة إلى تناسق: الحاجة العارمة لتنسيق الأشياء، والاهتمام المبالغ بالترتيب في الشكل الشخصي أو البيئة المحيطة.
3. التكرار الكثير: تكرار عادات روتينية بلا سبب مثل تكرار السؤال مرة تلو الأخرى، أو عادة قراءة أو كتابة كلمات أو جمل.
4. شكوك غير طبيعية: مخاوف لا أساس لها من أن الشخص لم يقوم بالشيء على وجهه الصحيح، مثل دفع مبلغ معين أو إغلاق أجهزة.
5. أفكار دينية المستحوذة: تراود أفكار محرمة أو مدنسة بشكل غير طبيعي، الخوف المبالغ فيه من الموت أو الاهتمام الغير طبيعي بالحلال والحرام.
6. استحواذ أفكار العنف: الخوف من أن يكون الشخص هو السبب في مأساة خطيرة مثل حريق أو قتل، تكرار تطفل أفكار عنف، أو الخوف من أن يقوم الشخص بتنفيذ فكرة عنف مثل طعن شخص أو رميه بالرصاص، الخوف الغير منطقي من التسبب في إيذاء الآخرين، مثل الخوف من أن تكون أصبت أحدهم أثناء قيادة السيارة.
7. استحواذ تجميع الأشياء: تجميع مهملات لا فائدة منها مثل الجرائد أو أشياء تم أخذها من القمامة، عدم القدرة على التخلص من شيء للاعتقاد أنها من الممكن أن تكون لها فائدة في المستقبل، والخوف من أن يكون الشخص قد تخلص من شيء بالخطأ.
8. استحواذ الأفكار الجنسية: أفكار جنسية التي لا يتقبلها الشخص.
9. أفكار تطيرية أو خيالية: الاعتقاد أن بعض الأرقام أو الألوان أو ما أشبه هي محظوظة أو غير محظوظة.
العادات والسلوكيات:
المصابين بمرض الوسواس القهري يحاولون التخلص من الأفكار المتكررة عن طريق القيام بعادات اضطرارية، وتكون هذه العادات قائمة على أسس معينة، والقيام بهذه العادات لا يعني أن القائم بها مرتاح من قيامه بها، ولكن العمل بهذه العادات هي مجرد للحصول على راحة مؤقة من تكرار الوسواس.
1. التنظيف والتغسيل الكثير: التكرار الروتيني المبالغ فيه للغسيل أو السباحة أو دخول الحمام أو تغسيل الأسنان، أو الشعور الذي لا يمكن التخلص منه بأن الأواني المنزلية مثلا نجسة وأنه لا يمكن غسيلها بما فيه الكفاية حتى تكون نظيفة بالفعل.
2. الاضطرار لعمل شيء بالطريقة الصحيحة: الحاجة لأن يكون هناك تناسق أو نظام متكامل في البيئة المحيطة للشخص، مثلا الحاجة لتصفيف قناني في خط مستقيم أو بطرية ألف بائية، أو تعليق الملابس في نفس المكان في كل يوم، أو لبس ملابس معينة في أيام معينة، أو الحاجة لعمل شيء معين إلى أن يصبح صحيحا، أو إعادة قراءة آية أو سورة أو إعادة الصلاة حتى تتم على أكمل وجه.
3. الاضطرار إلى تجميع الأشياء: التأكد من كل ما هو موجود في البيت من بلى للتأكد إذا ما كان شيء ذو قيمة قد رمي في الخارج، تجميع أشياء لا قيمة لها.
4. المراجعة أو التدقيق الاضطراري: التأكد من أن الباب مقفول أو جهاز كهربائي مطفأ بشكل متكرر، أو التأكد من أن الشخص لم يضر أحدا، مثلا قيادة السيارة حول المكان مرة تلو الأخرى للتأكد من أن الشخص لم يصطدم بأحد، أو التأكد وإعادة التأكد من عدم وجود أخطاء، مثلا عند حساب الأموال، أو التأكد المرتبط بالجسد، مثل التأكد من عدم وجود عوارض مرض خطير في الجسم.
5. اضطرارت أخرى: عادات تعتمد على اعتقادات تطيرية، مثل النوم في وقت معين حتى يبعد الشر، أو الحاجة للابتعاد عن وضع الرجل في الشقوق على الأرض، أو طلب الطمأنة بشكل متكرر من الآخرين، أو الإحساس بالرعب ما لم ينفذ الشخص عملية معينة، أو الحاجة الماسة لقول شيء معين لشخص ما، أو سؤال شيء ما، أو الاعتراف بشيء ما، أو لحاجة للمس شيء أو المسح عليه بشكل متكرر، أو العد الاضطراري، مثل عد اللوحات أو الشبابيك في الطريق، أو الشعائر العقلية، مثل تكرار الصلوات في النفس حتى تذهب الفكرة السيئة. عمل قوائم أو لائحة أشياء بشكل مبالغ فيه.
ـ يتبع ـ
**ولد مزغنة**
2008-07-04, 01:09
هل يمكن علاج مرض الوسواس القهري:
ود أن أقول من خلال قراءاتي وتجربتي الشخصية وبكل ثقة، نعم، فالمرض يمكن علاجه، ولمدة طويلة لم يفهم أحد هذا المرض بالشكل الصحيح، فقام البعض بعلاجه بطرق ربما نجحت وربما فشلت، وفي كثير من الأحيان تفشل، وربما تكون أحيانا سببا في تفاقمه. لذلك فأنا أنصح إن كنت قد حاولت كل ما لديك من محاولات أن لا تيأس، وربما يكون هذا هو آخر المطاف مع هذا المرض الشديد الإزعاج.
هناك أربعة أمور مهمة لابد من مراعاتها في العلاج:
1- معرفة الشخص المريض بالمرض والتحدث مع المختصين في مجال الطب النفسي لتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة.
2- تعريف أهل المريض بالمرض لمراعاة المريض والاهتمام به بالشكل الصحيح وعدم اليأس والاستسلام.
3- قيام المريض بالعلاج النفسي السلوكي لمقاومة المرض.
4- قيام المريض بأخذ الدواء وعدم تركه إلى النهاية إذا ما وصف له (خصوصا أن بعض أدوية مرض الوسواس القهري تتطلب على الأقل 6 أسابيع قبل أن تعمل بالشكل الصحيح).
لماذا لا يتوقف المريض بالوسواس القهري من التفكير أو القيام بالعادات القهرية؟
المصاب بالوسواس القهري يتمنى لو أنه يتخلص من الأفكار الشنيعة أو الأفعال المتكررة، ولكنه لا يقدر لشدة قلقه بسبب تلك الأفكار، والسبب يرجع في ذلك أن الوسواس القهري هو مرض حقيقي نفسي ويرتبط ارتباط مباشر باختلال كيميائي في المخ، وتقول الدراسات أن المرض قد ينشأ في الشخص وراثيا.
معرفة مرض الوسواس القهري:
إحدى مشاكل هذا المرض هو عدم المعرفة الصحيحة بماهيته، فالتشخيص الصحيح للمرض هو أول العلاج، فالكثير من المرضى بالوسواس القهري لا يعرفون أنهم مصابين بمرض اختلال في الكيمياء في المخ فيتصور بعضهم أنهم إما أن الجن أو الشياطين يقومون بالتشويش على أفكارهم أو أنهم ضعيفوا الشخصية أو أن الله غاضب عليهم، والمشكلة أن هذا التصور للمرض لا يؤدي إلى العلاج بل ربما إلى زيادة حدة المشكلة. أضف إلى ذلك أنه وفي بعض الأحيان (وخصوصا في عالمنا العربي) لا يقوم الكثير من الأطباء بتشخيص المرض بالطريقة الصحيحة إما لقلة اطلاعهم على المستجدات أو لعدم اكتراثهم (قد قرأت في إحدى الصفحات المختصة بمرض الوسواس القهري أن المريض في الولايات المتحدة قد يقضي 9 سنين في محاولة علاج مرضه بطرق غير صحيحة قبل أن يصل إلى التشخيص الصحيح ثم العلاج، فكيف بنا نحن).
والمشكلة الأخرى هي أن المريض قد يحرج من أن يخبر أحدا بمرضه خوفا من أن يعتقد الناس أنه مجنون أو غريب أو ما شابه، وقد يكون السبب في ذلك أنه يعتقد أنه من العيب أن يفكر بهذه الطريقة فكيف إذن يخبر الغير بذلك؟ أضف إلى ذلك أن البعض قد يتصور أن هذا المرض ليس مرضا، بل قد يعتقد أن ما يقوم به إنما هو صحيح، خصوصا في بعض الوساوس التي تختص بالعادات القهرية، فمثلا الذي يقوم بتكرار الوضوء لاعتقاده بأنه أخطأ أو لأنه يريد أن يتقنه فيكرر ويكرر ويكرر ليس اعتقادا منه بأنه مريض، بل لاعتقاده أن ما يقوم به صحيح، لذلك فهو لا يقوم بالعلاج لأنه يعتقد أنه لا يحتاج إليه.
تعاطي الدواء:
من المهم جدا أن يقوم المريض بأخذ الدواء إذا ما وصفه الطبيب المختص له، خصوصا أن الأدوية في الوقت الحالي وصلت إلى مرحلة متقدمة، على سبيل المثال الحبوب التي تسمى بـ: بروزاك (Prozac) هذا النوع من الدواء ينتمي إلى مجموعة (SSRI أو Selective Serotonin Reuptake Inhibitor)، ويقوم هذا الدواء بزيادة نسبة مادة السيروتونين في المخ بحيث يستعيد المخ نشاطه الطبيعي وتزول الأفكار السلبية، ويتميز هذا الدواء بأعراض جانبية طفيفة لا تكاك تؤثر على المتعاطي، وكما تبين أنها تزول بعد فترة من التعاطي، والجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يدمن عليه متعاطيه بل أنه يقدر أن تركه في أي وقت يشاء.
ولكن المشكلة في تعاطي هذا النوع من الدواء أنه يحتاج إلى عدد من الأسابيع حتى يبدأ بالتأثير الإيجابي على المريض، وهذه هي المشكلة، وخصوصا أن المريض على عجلة من أمره، واليأس والإحباط ينخران في تفكيره، لذلك قد يترك المريض الدواء مبكرا، والمشكلة الأخرى أن بعض الأطباء الذين يصفون الدواء للمريض لا يكاك أن يؤدوا دورهم في تبيان كيفية عمل الدواء والمدة التي يستغرق الدواء قبل أن يحصل التأثير المطلوب.
فالذين يصف لهم الطبيب الدواء عليهم أن يستمروا في أخذه حتى الشفاء أو حتى يقول الطبيب بقطعه.
هل من الممكن أن تذهب هذه الوساوس لوحدها إذا ما تركت للوقت؟
لا، إذا لم تعالج مرض الوسواس القهري فلن يذهب لوحدة، فقد أكدت الدراسات التي قام بها الدكتور جفري شوارتز Jeffrey Shwartz من جامعة يو سي إل أي (UCLA) أنه إن ترك هذا المرض للزمان فسيبقى مع الشخص متنقلا من وسواس إلى آخر. وقد يؤدي هذا إلى تأزم الحالة النفسية والاكتئاب، وربما ينعزل الشخص عن أسرته وأصدقائه.
نقاط رئيسية حول مرض الوسواس القهري:
1- مرض الوسواس القهري لا يذهب بنفسه لو ترك للزمان. لابد من ممارسة التغيير حتى يتغلب صاحب المرض على مرضه.
2- كلما استسلم الشخص لهذه الاستحواذات والاضطرارات كلما ازدادت حدة - كالنار التي تزداد حدة كلما نرمي فيها الخشب، وكلما تركت للزمان انتقلت من فكرة إلى أخرى.
3- هناك الكثير ممن يعانون من نفس هذا المرض في أنحاء العالم، فلست أنت الوحيد الذي تعاني منه، والحل بسيط، وإن كان سيأخذ بعض الوقت، ربما ستة أشهر .
ـ يتبع ـ
اوسكار الجزائري
2008-07-04, 15:26
http://img120.imageshack.us/img120/6548/ibengifqx4mm4.gif
**ولد مزغنة**
2008-07-06, 22:55
شكرا لكما على المرور ونسأل الله تعالى أن يعافينا والمسلمين من الأمراض النفسية والعضوية
**ولد مزغنة**
2008-07-08, 16:31
علاج الدكتور جيفري شوارتز: (لمرض الوسواس القهري)
(سجل هذا الشريط عن طريق الدكتور Jeffrey M. Schwartz)
قال الدكتور: دعني أبدأ بالتحدث إليكم عن الخطوات الأربع للعلاج التي ابتكرتها لتغيير التركيبة الكيميائية للمخ، سأبدأ بتقديم تعليمات تامة لممارسة هذه الخطوات الأربع عن طريق قراءة كتابي الوجيز للعلاج الذاتي.
إذا كانت لديك وساوس مستحوذة وعادات اضطرارية سترتاح عندما تعلم عن التطورات الرئيسية في علاج هذه الحالة. على مدى العشرون سنة السابقة أثبت أن علاج السلوك (behavior therapy) فعال في علاج مرض الوساوس القهرية، والتي تعرف باسم OCD (أو سي دي).
مفهوم العلاج الذاتي – كجزء من أسلوب علاج السلوك – يعتبر تقدما كبيرا، سأعلمك كيف تكون المعالج السلوكي الشخصي، ستكون لك القدرة على التغلب على الإلحاح للقيام بالعادات القهرية، وستتمرس بطرق جديدة للتعامل مع الوساوس المزعجة المستحوذة، وذلك عن طريق تعليمك لحقائق أساسية عن مرض الوسواس القهري وتعريفك بحقيقته على أنه حالة طبية تستجيب للعلاج الطبي، نحن نطلق على هذه الطريقة في جامعة UCLA إسم cognitive biobehavioral self treatment (العلاج الذاتي السلوحيوي – سلوكية حيوية - المعرفي). كلمة cognitive مشتقة من كلمة "لمعرفة" في اللغة اللاتينية، والعلم يلعب دورا مهما في هذا الأسلوب لتعليم طرق العلاج السلوكي الأولية.
لقد بين البحث العلمي أن أسلوبا "التعرض ومنع الاستجابة" على أنهما طريقتان فعالتان في العلاج السلوكي لعلاج مرض الوسواس القهري، في الطرق التقليدية للتعرض وعدم الاستجابة يتعلم الأشخاص المصابين بمرض الوسواس القهري - وهم تحت إشراف دائم لمعالج متخصص - تعريض أنفسهم لمؤثرات ترفع من حدة وساوسهم الاستحواذية وعاداتهم القهرية، ثم يتعلمون كيف يقاومون الاستجابة لهذه الإلحاحات بالطريقة القهرية التي اعتادوا عليها، على سبيل المثال، يطلب من أولئك الذين يوسوسون - بطريقة غير منطقية - وساوس الخوف من التعرض للتلوث من الوسخ يطلب منهم مسك شيء وسخ في أيديهم ثم يطلب منهم عدم غسل اليدين لمدة ثلاث ساعات على الأقل.
لقد قمنا ببعض التعديلات على هذه الطريقة للسماح لك بالقيام بها بنفسك، هذه الطريقة تسمى منع الاستجابة، وذلك لأنك ستتعلم منع الاستجابة للعادات الإلحاحية وباستبدالها بعادات جديدة بناءة. نحن نسمي هذه الطريقة biobehavioral (سلوحيوية) لأننا نستخدم علوم جديدة تعتمد على الأساس بيولوجي لمرض الوسواس القهري، وذلك لمساعدتك على التحكم باستجاباتك المثيرة للقلق، ومن ثم زيادة قدرتك على مقاومة الأعراض المزعجة لمرض الوسواس القهري.
طريقتنا تختلف عن الطريقة التقليدية للتعرض ومنع الاستجابة بشيء واحد وأساسي، لقد قمنا باستحداث أسلوب الأربع خطوات والتي من شأنها أن تعزز قيامك بالعلاج عن طريق التعرض ومنع الاستجابة بنفسك، ومن دون أن يكون معك معالج، والفكرة الأساسية تعتمد على معرفتك الحقيقة لهذه الوساوس، ومن خلال هذه المعرفة يمكن لك أن تدير هذه المخاوف وحالات القلق التي يسببها لك مرض الوسواس القهري، والتحكم بهذه المخاوف بالتالي سيسمح لك في التحكم بردود فعلك بطريقة أكثر فعالية، ستستخدم علم بيولوجي وإدراك واعي لمساعدتك للقيام بالتعرض ومنع الاستجابة لوحدك.
هذه الطريقة تتكون من أربع خطوات أساسية، وهي:
1ـ أعد التسمية
2ـ أعد النسبة
3ـ أعد التركيز
4ـ أعد التقييم
الهدف هو القيام بهذه الخطوات بشكل يومي، الخطوات الثلاث الأولى هي مهمة - بالأخص - في بداية العلاج، والعلاج الذاتي هو جزء رئيسي لهذا الأسلوب الذي يعلمك كيفية الاستجابة لمرض الوسواس القهري بشكل يومي، لنبدأ بتعلم الخطوات الأربع.
الخطوة الأولى: أعد التسمية
الخطوة الأولى والحرجة هي أن تتعلم تمييز الوساوس المستحوذة والإلحاحات القهرية، لا تريد أن تقوم بهذه الخطوة بأسلوب سطحي، ولكن عليك بالحصول على فهم عميق بأن الشعور المزعج جدا في هذه اللحظة هو وسواس مستحوذ أو أنه إلحاح قهري، وحتى تفعل ذلك، من المهم أن ترفع من إدراكك الواعي بأن هذه الأفكار المتطفلة إنما هي أعراض لإضطراب مرضي، وفي مقابل هذا الوعي يكون الوعي البسيط اليومي شبه أوتوماتيكي، وعادة يكون سطحي، ولكن الإدراك الواعي أعمق من ذلك وأكثر دقة، ويمكن الحصول عليه عن طريق التركيز، ويتطلب منك المعرفة اليقينية والتسجيل الذهني لأعراض هذه الاستحواذات أو الإلحاحات. عليك القيام بتسجيل ملاحظات فكرية، على سبيل المثال: "هذه الفكرة هي مجرد وسواس"، "هذا الإلحاح هو مجرد إلحاح قهري،" لابد أن تسعى لإدارة هذه الأفكار والإلحاحات الشديدة المنتقلة بيولوجيا والتي تتطفل بإلحاح في العقل، وهذا يعني أن تصرف جهدك للإبقاء على وعيك في ما نسميه بالمراقب الحيادي. وهي القوة المراقبة في داخلنا والتي تعطي كل شخص القابلية لمعرفة الفرق بين ما هو حقيقي وما هو مجرد عرض، ومن ثم الوقاية من الرغبة الملحة المرضية حتى تبدأ تذبل وتختفي.
الهدف من الخطوة الأولى هو تعلم إعادة تسمية الوساوس المتطفلة والإلحاحات في عقلك على أنها استحواذات واضطرارات، وعلى أن تتم هذه التسمية بطريقة حازمة، إبدأ بتسميتها بهذه التسمية، استخدم التسميات: "استحواذ"، و"إضطرار"، على سبيل المثال درب نفسك للقول: "أنا لا أعتقد أو أحس أن يداي وسختان، إنما أعاني من وسواس أن يداي وسختان." أو "أنا لا أحس أنني أحتاج إلى غسل يداي إنما أعاني من إلحاح قهري للاستجابة للإلحاح لغسل يداي." الأسلوب هذا يمكن اتباعه حتى في الأنواع الأخرى من الإلحاحات والإضطرارات، بما فيها الإلحاح للتأكد من الأبواب أو الأجهزة الكهربائية والعد الذي ليس له لزوم، لابد لك من تعلم تمييز الأفكار والإلحاحات المتطفلة على أنها مرض الوسواس القهري، في هذه الخطوة الأولى - خطوة إعادة التسمية - الفكرة الأساسية منها هي أن تسمي الوسواس الملحة والإلحاحات القهرية بإسمها الحقيقي، أعد تسميتها بحزم، حتى تبدأ أن تفهم أن الشعور هذا إنما هو إنذار زائف ليس له أو له رابط ضئيل بالواقع.
بسبب نتائج البحث العلمي الوافرة نحن نعرف في الوقت الحالي أن هذه الإلحاحات سببها إضطرابات حيوية في المخ، عند تسميتها بإسمها الحقيقي على أنها إلحاحات واضطرارات ستبدأ بالمعرفة أن هذه الأفكار لا تعني ما تقوله، إنما هي مجرد إشارات زائفة تأتي من المخ، من المهم أيضا أن تتذكر أن مجرد إعادة تسمية هذه الأفكار والإلحاحات لن يجعلها تزول، وفي الواقع إن أسوء شيء من الممكن أن تقوم به هو أن تحاول أن تجعلها تختفي، لن تنجح في ذلك، لأن الأفكار والإلحاحات سببها حيوي وهو خارج عن نطاق إرادتك، ما تستطيع أن تتحكم فيه هو سلوكك في رد الفعل لهذه الإلحاحات.
من خلال إعادة التسمية ستعرف أنه مهما كانت حقيقة شعورك بها فإن ما تقوله هذه الأفكار ليس حقيقيا، الهدف هو أن تتعلم كيف تقاومها، البحوث العلمية الحديثة في مرض الوسواس القهري أوضحت أنه من خلال تعلم كيفية مقاومة الوساوس والإلحاحات من خلال العلاج السلوكي فإنه بإمكانك في الواقع تغيير الكيمياء الحيوية المتسببة في أعراض مرض الوسواس القهري، ولكن اعلم أن عملية تغيير المشكلة البيولوجية الأساسية ومن ثم تغيير الإلحاح قد يأخذ الأسابيع أو الأشهر من الوقت، هذه العملية تتطلب الصبر والجهد الحثيث، أما محاولة إلغاء هذه الأفكار والإلحاحات في خلال ثوان أو دقائق لن يسبب سوى الإحباط وتحطيم المعنويات والتوتر، وفي الحقيقة سيجعل الإلحاحات تسوء، وربما أهم شيء يمكن تعلمه في هذا العلاج السلوكي هو أن رد فعلك تجاه هذه الأفكار والإلحاحات إنما هو تحت سيطرتك مهما كانت قوية ومزعجة، الهدف هو التحكم في رد فعلك لهذه الأفكار والإلحاحات، وليس الهدف هو أن تتحكم في الأفكار والإلحاحات نفسها.
الخطوتين التاليتين صممتا لتساعدك على تعلم طرق جديدة للتحكم برد فعلك السلوكي لأعراض مرض الوسواس القهري.
ـ يتبع ـ
**ولد مزغنة**
2008-07-16, 18:15
الخطوة الثانية: أعد النسبة
النقطة الرئيسية في علاج السلوك الذاتي لعلاج مرض الوسواس القهري يمكن أن نجمله في كلمة واحدة: "لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري،" هذا هو نداءنا في هذه الحرب، هذه ذكرى أن وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري ليست لها معنى، وأنها ليست سوى إشارات زائفة في المخ، علاج السلوك الذاتي يعطيك فهما أعمق لهذه الحقيقة، أنت تعمل للحصول على الفهم العميق الذي يفسر لك السبب في أن نفسك تلح عليك للتأكد من قفل الباب أو السبب في أن هذه الوساوس: "أن يداي وسختان" تكون بهذه القوة وبهذه الهيمنة، إذا كنت تعلم أن الفكرة غير منطقية لماذا إذن تستجيب لها؟ أن نفهم لماذا هذه الفكرة قوية ولماذا هذه الفكرة لا تذهب هو المفتاح لتقوية إرادتك في مصارعة الإلحاح للغسل أو التأكد، الهدف هو إعادة نسبة شدة الوسواس والإلحاح إلى مصدرها الحقيقي، وأيضا المعرفة أن الشعور والإنزعاج سببه إضطراب كيمياحيوي في المخ، وإنه مرض الوسواس القهري، وإنها حالة مرضية، فهمها على حقيقتها هي الخطوة الأولى للوصول إلى فهم أعمق بأن هذه الأعراض ليست كما تبدو، ستتعلم أن لا تأخذها مأخذا جديا.
في داخل الدماغ توجد تركيبة تسمى Caudate Nucleus كوديت نيكليوس، درس العلماء حول العالم هذه التركيبة، وهم يؤمنون أن Caudate Nucleus كوديت نيكليوس لا تعمل بصورة صحيحة في الذين أصابهم مرض الوسواس القهري، تستطيع أن تتخيل الـ Caudate Nucleus كوديت نيكليوس على أنها مركز العمليات أو محطة مصفاة للرسائل المعقدة والمنتجة من الجزء الأمامي من المخ، وقد يكون هذا الجزء من المخ المسؤول عن التفكير والتخطيط والفهم، هذا الجزء (الـ Caudate Nucleus مع التركيبة الأخت الـ Putamone البيوتايمون – والتي تأتي بجانبها – يعملان كما يعمل الغيار الأوتوماتيكي في السيارة، هذان التركيبتان معا تسميان الـ Striatom ستراتيوم، وهما يأخذان الرسالات من الجهات المعقدة من المخ – والتي تتحكم بحركات الجسم من الإحساس والتفكير والتخطيط – يأخذان الرسالات التي تنطوي على هذه الحركات والأحاسيس، هاتان التركيبتان تعملان بتوافق كما في الغيار الأوتوماتيكي وهما يؤكدان على الحصول على تغيير انسيابي من سلوك إلى آخر.
عادة عندما يقرر أحدنا أن يقوم بحركة تصفىَ الحركات المتطفلة والأحاسيس الدخيلة وبشكل أوتوكاتيكي، وذلك حتى تنجز الحركات المطلوبة بشكل سريع وفعال، بهذه الحالة يكون هناك انتقال سريع وانسيابي للغيارات، نحن نقوم بالكثير من هذه التغييرات السلوكية السريعة بانسيابية وسهولة في الأيام العادية، وتنجز هذه السلوكيات من غير أي حاجة للتدبر فيها، ويعود سبب هذه العملية هو التركيبتان Putamone و Caudate Nucleus، ولكن في حال مرض الوسواس القهري يبدو أن سبب المشكلة هو أن التغييرات الانسيابية في الأفكار والسلوكيات تقاطع بسبب خلل في الـ Caudate Nucleus، ونتيجة لهذا الخلل تصبح مقدمة المخ نشيطة زيادة عن الحد وتستخدم الطاقة بشكل مفرط، نمثل هذا الوضع بسيارة وقعت في حفرة ترابية، السيارة تدير وتدير وتدير عجلاتها ولكن لا يمكنها الخروج من هذه الحفرة من غير انجرار، في مرض الوسواس القهري، الكثير من الطاقة تستخدم في مقدمة المخ - المنطقة المسماة بالـ Orbital Cortex أوربتال كورتيكس، وكأن الـ Orbital Cortex أوربتال كورتيكس له دائرة كشف الأخطاء وتبدو وكأنها لا تقدر على تبديل الغيار، وهذا ما يجعل المصابين بمرض الوسواس القهري يشعرون أن: "هناك خطأ." ويضل هذا الشعور عالقا، فلابد لك العمل على تبديل هذا الغيار أو نقل الغيار.
إعتبر أن لديك غيار يدوي بدلا من الأوتوماتيكي، في الحقيقة أن المصاب بمرض الوسواس القهري لديه غيار يدوي يعلق، لابد له أو لها أن تبدل الغيار وهذا يتطلب الجهد الكبير لأن الدماغ يتجه إلى العلق في الغيار، ولكن ليس كما في حال غيار السيارة المصنوع من الحديد والذي لا يمكن له تصليح نفسه فإن المصابين بمرض الوسواس القهري يمكنهم تعليم أنفسهم كيف يبدلون الغيار من خلال العلاج السلوكي الذاتي، ومن خلال هذه الممارسة بإمكانهم أن يصلحوا عملية نقل الغيار المكسورة، نحن نعلم الآن أنك بإمكانك تصليح الخلل الكيمياحيوي الموجود بداخل دماغك.
النقطة الرئيسية في إعادة النسبة هي أن تدرك أن التطفل والشدة الملوعان لأفكار مرض الوسواس القهري سببها حالة مرضية، بسبب الاختلال في كيمياحيوية المخ تصبح هذه الأفكار والإحاحات شديدة التطفل، هذا هو السبب في أنها لا تغادر، بإمكانك تغيير الخلل في كيمياحيوية المخ عند اتباعك لأسلوب الأربع خطوات، هذا قد يتطلب منك العمل الجاد لأسابيع أو لأشهر، وفي الوقت الحالي فهم الدور الذي يلعبه المخ في مرض الوسواس القهري من وساوس وإلحاحات سيساعد على تجنب واحدة من أكثر الأمور إضرارا وتحطيما للمعنويات والتي يقوم بها المصابين بالمرض، وهو المحاولة المحبطة للتخلص من الأفكار والإلحاحات، ليس بإمكانك أن التخلص منها بشكل سريع، ولكن تذكر أن لا تستجيب لهذه الأفكار بقيامك بما تطلب، لا تأخذها مأخذ الجد، لا تستمع إليها، أنت تعلم ما هي، إنها أفكار زائفة من المخ سببها حالة مرضية تسمى مرض الوسواس القهري، استخدم هذه المعلومة لتجنب العمل بما تطلبه منك.
أكثر الأمور فاعلية والتي بإمكانك القيام بها والتي ستغير دماغك للأفضل في المدى الطويل هي تعلم كيفية وضع هذه الأفكار والمشاعر على جنب وإكمال طريقك إلى السلوك التالي، هذا ما نعنيه بتبديل الغيار، قم بسلوك آخر. محاولتك لأن تجعل الأفكار تذهب سيراكم عليك توترا بعد توترا، والتوتر يجعل من مرض الوسواس القهري أسوء حالا، استخدام طريقة إعادة النسبة سيساعدك على تجنب القيام بالطقوس للمحاولة العقيمة للحصول على الشعور الصحيح، على سبيل المثال الشعور بالعدل أو الكمال، عند المعرفة أن الإلحاح للحصول على ذلك الشعور الصحيح سببه هو اختلال كيمياحيوي في المخ بإمكانك أن تتجاهل الإلحاح والاستمرار، تذكر: " لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري،" بإمكانك تغيير دماغك وجعل الشعور مخففا إذا رفضت الاستماع إلى الأفكار أو العمل على تنفيذها. إذا صدقت الإلحاحات وبدأت بتنفيذها ربما ستحصل على راحة لحظية، ولكن في وقت قصير جدا سيزداد الإلحاح حدة، هذا قد يكون أهم درس يجب أن يتعلمه المصابين بمرض الوسواس القهري، وهذا سيساعدك على تفادي أن تكون المخدوع الذي يأخذ طعم مرض الوسواس القهري في كل مرة.
خطوتا إعادة التسمية وإعادة النسبة عادة يعمل بهما في نفس الوقت وذلك حتى نحصل على فهم أعمق لما يحدث حقيقة عندما يسبب لك مرض الوسواس القهري الألم الشديد. أعد تسميته أو سمها بإسمها الحقيقي على أنه إلحاح أو إضطرار وأدرك ذلك بوعي تام، وابتعد عن الفهم السطحي مرض الوسواس القهري، واحصل على فهم أعمق بأن هذه الوساوس والإلحاحات ليست إلا وقوع في حالة مرضية.
ـ يتبع ـ
**ولد مزغنة**
2008-08-02, 23:12
الخطوة الثالثة: أعد التركيز
خطوة إعادة التركيز هي خطوة العمل الحقيقي، في البداية من الممكن أن تفكر فيها على أنها مفهوم: "بلا ألم لا تحصل على ربح،" الممارسة العقلية تقابل الرياضة البدنية، في عملية إعادة التركيز إنك لديك عمل عليك البدء فيه، لابد لك من تبديل الغيار بنفسك، بالجهد والإدراك الواعي ستقوم أنت بعمل الـ Caudate Nucleus والذي تقوم به هي بشكل اعتيادي وأوتوماتيكي، وهذا العمل هو تعلمك متى تنتقل إلى سلوك آخر، فكر في جراح يغسل يديه قبل العملية الجراحية، هذا الجراح لا يحتاج إلى ساعة موقتة تخبره متى يتوقف عن الغسل، بعد قليل سيكون السلوك الذي يليه أتوماتيكي، وبعد قليل يحصل على شعور يخبره بأنه قد قام بالغسل بما فيه الكفاية، ولكن في المقابل الناس المصابين بمرض الوسواس القهري لا يمكنهم الحصول على الشعور بأن العملية قد انتهت متى ما انتهت، فالطيار الأوتوماتكي قد تعطل عن العمل، من حسن الحظ فأن الخطوات الأربع غالبا تصلح العطل، الفكرة الكامنة في عملية إعادة التركيز هي أن تعمل من حول وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري عن طريق تحويل الانتباه إلى شيء آخر، حتى ولو لبضع دقائق، في البداية من الممكن أن تختار سلوك معين لاستبدال الغسل أو التأكد القهري، من الممكن استبداله بأي عمل بناء وممتع بالخصوص إذا كانت هواية، على سبيل المثال من الممكن أن تتخذ القرار للمشي أو التمرين أو القراءة أو اللعب بلعبة على الكمبيوتر أو الخياطة أو لعب كرة السلة.
عندما يأتي الوسواس إبدأ بإعادة تسميته على أنه وسواس مستحوذ أو رغبة ملحة، ثم أعد نسبته على أساس أنك مصاب بالحالة المرضية الوسواس القهري، ثم أعد تركيز انتباهك إلى العمل الآخر الذي اخترته لنفسك، ابدأ عملية إعادة التركيز عن طريق عدم تصديق أعراض الوساوس القهري أو الرغبات الملحة، قل لنفسك: "أنا أحس بعرض من أعراض مرض الوسواس القهري، أنا أحتاج أن أقوم بعمل آخر،" لابد لك من أن تدرب نفسك على طريقة جديدة للاستجابة للوساوس والإلحاحات عن طريق توجيه انتباهك إلى شيء يختلف عن أعراض مرض الوسواس القهري، الهدف من العلاج هو التوقف عن الاستجابة لأعراض مرض الوسواس القهري مع الإقرار بأن هذه الأحاسيس المزعجة ستضايقك لفترة قصيرة، وستبدأ بالعمل من حولها عن طريق القيام بسلوك مختلف، وستتعلم أنه حتى لو أن الشعور بمرض الوسواس القهري كان موجودا لا يعني ذلك أنها ستتحكم بما ستفعله، أنت تتخذ القرار عما ستقوم به، بدلا من الاستجابة لوساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري كما لو كنت رجلا مبرمجا فعن طريق إعادة التركيز ستستعيد قوة اتخاذك للقرار، هذه الإضطرابات الكيمياحيوية في المخ لم تعد تتحكم فيك.
قاعدة الـ 15 دقيقة:
إعادة التركيز ليست عملية سهلة، ليس من الصدق القول أن صرف النظر عن الأفكار والإلحاحات والمضي إلى السلوك الآخر لا يتطلب الجهد الكبير واحتمال لبعض الألم، ولكن لا يمكن تغيير المخ إلا بعد تعلم كيفية مقاومة أعراض مرض الوسواس القهري، لتقلل من الألم بعد مضي الوقت، لقد قمنا بتطوير قاعدة الـ 15 دقيقة حتى يمكنك إدارة هذه العملية، الفكرة هي أن تؤخر استجابتك لوسواس مستحوذ أو رغبة ملحة للقيام بعادة اضطرارية لوقت ما، ومن الأفضل أن يكون الفاصل الزمني على الأقل 15 دقيقة قبل أن تفكر بالاستجابة للوسواس أو الإلحاح، ولكن في البداية أو عندما يكون الإلحاح في أشده قد تحتاج أن تجعل مدة الانتظار أقصر، على سبيل المثال 5 دقائق، ولكن القاعدة هي ذاتها دائما: لا تستجيب للإلحاح من غير أن يكون هناك تأخير في بعض الوقت.
تذكر أن مدة الانتظار هذه ليست فترة ركود إنما هي مدة العمل بشكل نشط، وذلك عن طريق إعادة التسمية وإعادة النسبة وإعادة التركيز، ولابد لك أن تدرك بوعي أنك تعيد تسمية هذه المشاعر على أنها مرض الوسواس القهري، وإعادة نسبتها إلى خلل كيمياحيوي في المخ، فمرض الوسواس القهري هو السبب في هذه المشاعر، وهو ليست كما يبدو، إنها رسالات زائفة تأتي من المخ. بعد ذلك قم بسلوك آخر، بإمكانك القيام بأي سلوك ممتع وبناء، بعد انتهاء مدة الانتظار أعد تقييم الإلحاح، واسأل نفسك إن كان هناك أي تغير في حدتها وسجل ذهنيا أي تغيير، فإن أي تغيير سيعطيك الشجاعة للانتظار مدة أطول، ستتعلم أنه كلما كانت مدة انتظارك أطول كلما سيتغير الإلحاح، الهدف سيكون دائما 15 دقيقة أو أكثر، وكلما تمرنت ستلاحظ أن نفس الجهد الذي تبذله سيضعف من الحدة بشكل أكبر، عموما كلما جربت قاعدة الـ 15 دقيقة كلما أصبحت العملية أسهل، بعد فترة بسيطة ربما ستغير المدة إلى 20 دقيقة أو 30 دقيقة أو أكثر من ذلك.
التأثير يأتي مما تفعله، من المهم جدا أن تغير من انتباهك بعيدا عن الوسواس أو الإلحاح إلى نشاط معقول، لا تنتظر أن يختفي الوسواس أو الشعور، لا تتوقع أن تغادر الأفكار لحظيا، والأهم من ذلك أن لا تفعل ما يطلبه منك مرض الوسواس القهري، بدلا من ذلك ابدأ بأي نشاط بناء أنت تختاره لنفسك، ستلاحظ أن إقامة فترة زمنية بين بداية الإلحاح وبين حتى التفكير في الاستجابة سيخفف من الرغبة الملحة وسيغيرها، والأهم من ذلك أنه حتى لو لم يتغير الإلحاح حتى ولو بشكل بسيط (كما يحدث في بعض الأحيان) ستتعلم أن لديك بعض التحكم في ردود فعلك لهذه الرسائل الزائفة من دماغك.
ـ يتبع ـ
(http://www.djelfa.info/vb/editpost.php?do=editpost&p=347966)
المثابر120
2008-08-03, 21:12
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووور
**ولد مزغنة**
2008-08-05, 17:51
شكرا على مرورك ونفع الله بك
**ولد مزغنة**
2008-08-29, 01:27
التأثير يأتي مما تفعله، من المهم جدا أن تغير من انتباهك بعيدا عن الوسواس أو الإلحاح إلى نشاط معقول، لا تنتظر أن يختفي الوسواس أو الشعور، لا تتوقع أن تغادر الأفكار لحظيا، والأهم من ذلك أن لا تفعل ما يطلبه منك مرض الوسواس القهري، بدلا من ذلك ابدأ بأي نشاط بناء أنت تختاره لنفسك، ستلاحظ أن إقامة فترة زمنية بين بداية الإلحاح وبين حتى التفكير في الاستجابة سيخفف من الرغبة الملحة وسيغيرها، والأهم من ذلك أنه حتى لو لم يتغير الإلحاح حتى ولو بشكل بسيط (كما يحدث في بعض الأحيان) ستتعلم أن لديك بعض التحكم في ردود فعلك لهذه الرسائل الزائفة من دماغك.
هذه الممارسة من الإدراك الواعي والمراقبة الحيادية ستعطيك القوة، خصوصا بعد سنوات من الإحساس أنك تحت سيطرة قوة غريبة لا يمكن تفسيرها، الهدف البعيد المدى من إعادة التركيز هو – طبعا – أن لا تستجيب للإلحاح أو لمرض الوسواس القهري، ولكن الهدف الأولي هو أن تفرض فترة زمنية قبل أن تقوم بعادة ملحة، وأن تتعلم أن لا تدع مشاعر مرض الوسواس القهري يحدد ما تفعله.
ستكون الإلحاحات هذه قوية جدا في بعض الأحيان، وربما ستستجيب لها، هذه الاستجابة ليست دعوة لكي تنهزم، أدرك أنك كلما طبقت الخطوات الأربع كلما تغيرت أفكارك ومشاعرك، وإذا استسلمت واستجبت للإلحاح بعد فترة وجيزة وأنت في مرحلة إعادة التركيز، فإعمل بجهد خاص لإعادة تسمية السلوك هذا وأدرك أن في هذه المرة غمرك مرض الوسواس القهري، ذكر نفسك أنه: "أنا لم أغسل يداي لأنها وسخة، ولكن غسلتها بسبب مرض الوسواس القهري، لقد تغلب علي مرض الوسواس القهري في هذه الجولة، ولكن في المرة القادمة سأنتظر مدة أطول،" وبهذه الطريقة يمكن الاستفادة من ذات الاستجابة لاحتوائها على علاج سلوكي، من المهم جدا إدراك هذه الحقيقة، إعادة تسمية هذا الإلحاح على أنه إلحاح يعتبر نوع من العلاج السلوكي، وهو أفضل بكثير من الاستجابة للإلحاح من غير أن تقوم بتسجيل فكرة ذهنية عن ماهيتها.
سأقول للذين يقومون بعادة التأكد نقطة مساعدة، فمثلا التأكد من الأقفال أو الأفران أو أجهزة أخرى، إذا كانت مشكلتك أنك تتأكد من قفل الباب، إقفل الباب مع الإدراك الواعي والاعتناء الشديد في ملاحظة القفل في المرة الأولى، بهذه الطريقة ستكون لديك صورة ذهنية كمرجع عندما تبدأ الوساوس في الظهور، لأنك تتوقع أن الوسواس سيظهر فيك فقم بقفل الباب بطريقة بطيئة ومدروسة وقم بتسجيل عملية القفل في الذهن، على سبيل المثال قل لنفسك: "الباب الآن مقفل،" أو "أنا أرى أن الباب مقفول،" أنت تريد صورة ذهنية واضحة بأن الباب مقفول، حتى إذا ما أدركك وسواس التأكد من الباب بإمكانك إعادة تسميته مباشرة، ثم تقول لنفسك: "هذا مجرد وسواس، إنه مرض الوسواس القهري،" ستقوم بإعادة تسمية لهذه الحدة والتطفل ولهذا الإلحاح للتأكد مرة أخرى ولمرض الوسواس القهري، ستتذكر أنه: "لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري، إنه مجرد دماغي،" ستعيد التركيز، وستبدأ بالإلتفاف حوالي إلحاحات مرض الوسواس القهري وذلك عن طريق قيامك بسلوك آخر. وباستخدامك لصورة ذهنية جاهزة لقفلك للباب - ولأنك فعلت ذلك بانتباه شديد واهتمام في المرة الأولى - بإمكانك استخدام هذا العلم لمساعدتك على إعادة انتباهك على سلوك آخر بشكل عملي.
الاحتفاظ بدفتر يومي
من المهم الاحتفاظ بدفتر العلاج السلوكي كسجل لنجاحات إعادة التركيز، لا يحتاج الدفتر أن يكون مبهرجا، الفكرة هي أن يكون لديك سجل مكتوب ليذكرك بنجاحاتك في العلاج السلوكي الذاتي، الدفتر مهم لأنك ستعود له لترى أي العادات التي ساعدتك في إعادة تركيزك بشكل أكبر، ولكن – وهذا يشكل نفس الدرجة من الأهمية – سيساعدك الدفتر لبناء ثقتك بنفسك حينما ترى أن عدد إنجازاتك تزداد.
ليس من السهل تذكر أي العادات نحتاج إلى التركيز عليها في حرارة الحرب ضد عادة قهرية، الاحتفاظ بدفتر سيساعدك لتبديل الغيار عندما يكون الإلحاح في أشده أو حينما تسخن الوساوس أو الإلحاحات، وسيمرن عقلك على تذكر ما نجح معك في الماضي، وكلما كبرت قائمة نجاحاتك سيعطيك ذلك حافزا روحيا، سجل فقط نجاحاتك – لا حاجة لك لتسجيل إخفاقاتك، ولابد لك أن تتعلم تشجيع نفسك، هذا الشيء يحتاج أن يتعلم أن يعمل به المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل أكبر، تأكد من أن تشجع نفسك، وذلك عند طريق إدراكك بشكل واع لنجاحك في استخدام عادات لإعادة التركيز وعلى أنها عمليات أتمت بشكل ممتاز، إدعم هذا النجاح بتسجيله في دفتر العلاج السلوكي اليومي، وأعط نفسك جائزة، حتى لو كانت هذه الجائزة القول لنفسك كم أنت رائع لعملك الدؤوب لمساعدة نفسك.
الكثير من الناس يكتشفون أن حتى أبسط الأمور – كتسجيل عادة في إعادة التركيز وتسميتها: "نجاح اليوم" – يساهم بشكل أكيد في تقوية ثقتهم في نفسهم.
ـ يتبع ـ
(http://www.djelfa.info/vb/report.php?p=358190)
cherif_eddine
2008-08-29, 19:21
بارك الله فيك على هذا المجهود الجبار والمعلومات القيمه
اللهم اجعلها في ميزان حساناتك
**ولد مزغنة**
2008-09-03, 02:11
يعطيك العافية وسلمت على مرورك
نفع الله بك وننتظر منك مشاركة بموضوع
oumyahia
2008-09-03, 09:56
السلام عليكم
بارك الله فيك
asma1992
2008-09-03, 13:44
وااااااااااااااااااااو إنه موضوع مثير للجدل شكرا على مجهوداتك *بالتوفيق
aziz2828
2008-09-03, 17:45
ربي يعافينااااااااااا
**ولد مزغنة**
2008-09-04, 05:55
السلام عليكم وحياكم الله:
أخي aziz، أختي asma، شكرا لكما على المرور، ونفعني الله وإياكم وكفانا شر الأمراض والأدواء.
أما أختي oumyahia فعليك بالصبر والتأني وحسن التعامل مع المرض، لأن هذه الوساوس والتسلطات لا تختفي بسرعة ولا تنقضي مرة واحدة وهي تختفي وتظهر لأدنى استجابة منك، ولهذا لا ينتابك القلق والفشل إذا حصلت انتكاسة من جديد، لأن العلاج طويل المدى يستغرق وقتا لأنك في طور البرمجة العصبية للخطوات الأربعة فإذا تمت برمجتها كاملة بنجاح حصل المقصود بإذن الكريم الودود، و أبشري يا أختي بالخير في الأيام القادمة مع حلقات أخرى في هذا المنتدى أو في منتدى المجتمع وأنا رهن إشارتكم جميعا.
اللهم اشف مرضى المسلمين واكشف كرب المكروبين وفرج الهم عن المهمومين يا رب العالمين
آميــــــــن
nadjibourezg
2008-09-06, 14:21
بارك الله فيك ....
oumyahia
2008-09-06, 15:24
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي
أسأل الله أن يسخّر لي و لزوجي من يدعو لنا في بيته الحرام بظهر الغيب :
كي نعتمر مرّة ثانية أو نحجّ وأن يشفينا ويرزقنا الله ولدا صالحا عاجلا غير آجل ..ويكون له الأجر إن شاء الله
**ولد مزغنة**
2008-09-07, 07:16
الخطوة الثالثة: أعد التركيز
.......... لابد لك من أن تدرب نفسك على طريقة جديدة للاستجابة للوساوس والإلحاحات عن طريق توجيه انتباهك إلى شيء يختلف عن أعراض مرض الوسواس القهري، الهدف من العلاج هو التوقف عن الاستجابة لأعراض مرض الوسواس القهري مع الإقرار بأن هذه الأحاسيس المزعجة ستضايقك لفترة قصيرة، وستبدأ بالعمل من حولها عن طريق القيام بسلوك مختلف، وستتعلم أنه حتى لو أن الشعور بمرض الوسواس القهري كان موجودا لا يعني ذلك أنها ستتحكم بما ستفعله، أنت تتخذ القرار عما ستقوم به، بدلا من الاستجابة لوساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري كما لو كنت رجلا مبرمجا فعن طريق إعادة التركيز ستستعيد قوة اتخاذك للقرار، هذه الإضطرابات الكيمياحيوية في المخ لم تعد تتحكم فيك.
قاعدة الـ 15 دقيقة:
إعادة التركيز ليست عملية سهلة، ليس من الصدق القول أن صرف النظر عن الأفكار والإلحاحات والمضي إلى السلوك الآخر لا يتطلب الجهد الكبير واحتمال لبعض الألم، ولكن لا يمكن تغيير المخ إلا بعد تعلم كيفية مقاومة أعراض مرض الوسواس القهري، لتقلل من الألم بعد مضي الوقت، لقد قمنا بتطوير قاعدة الـ 15 دقيقة حتى يمكنك إدارة هذه العملية، الفكرة هي أن تؤخر استجابتك لوسواس مستحوذ أو رغبة ملحة للقيام بعادة اضطرارية لوقت ما، ومن الأفضل أن يكون الفاصل الزمني على الأقل 15 دقيقة قبل أن تفكر بالاستجابة للوسواس أو الإلحاح، ولكن في البداية أو عندما يكون الإلحاح في أشده قد تحتاج أن تجعل مدة الانتظار أقصر، على سبيل المثال 5 دقائق، ولكن القاعدة هي ذاتها دائما: لا تستجيب للإلحاح من غير أن يكون هناك تأخير في بعض الوقت.
تذكر أن مدة الانتظار هذه ليست فترة ركود إنما هي مدة العمل بشكل نشط، وذلك عن طريق إعادة التسمية وإعادة النسبة وإعادة التركيز، ولابد لك أن تدرك بوعي أنك تعيد تسمية هذه المشاعر على أنها مرض الوسواس القهري، وإعادة نسبتها إلى خلل كيمياحيوي في المخ، فمرض الوسواس القهري هو السبب في هذه المشاعر، وهو ليست كما يبدو، إنها رسالات زائفة تأتي من المخ. بعد ذلك قم بسلوك آخر، بإمكانك القيام بأي سلوك ممتع وبناء، بعد انتهاء مدة الانتظار أعد تقييم الإلحاح، واسأل نفسك إن كان هناك أي تغير في حدتها وسجل ذهنيا أي تغيير، فإن أي تغيير سيعطيك الشجاعة للانتظار مدة أطول، ستتعلم أنه كلما كانت مدة انتظارك أطول كلما سيتغير الإلحاح، الهدف سيكون دائما 15 دقيقة أو أكثر، وكلما تمرنت ستلاحظ أن نفس الجهد الذي تبذله سيضعف من الحدة بشكل أكبر، عموما كلما جربت قاعدة الـ 15 دقيقة كلما أصبحت العملية أسهل، بعد فترة بسيطة ربما ستغير المدة إلى 20 دقيقة أو 30 دقيقة أو أكثر من ذلك.
التأثير يأتي مما تفعله، من المهم جدا أن تغير من انتباهك بعيدا عن الوسواس أو الإلحاح إلى نشاط معقول، لا تنتظر أن يختفي الوسواس أو الشعور، لا تتوقع أن تغادر الأفكار لحظيا، والأهم من ذلك أن لا تفعل ما يطلبه منك مرض الوسواس القهري، بدلا من ذلك ابدأ بأي نشاط بناء أنت تختاره لنفسك، ستلاحظ أن إقامة فترة زمنية بين بداية الإلحاح وبين حتى التفكير في الاستجابة سيخفف من الرغبة الملحة وسيغيرها، والأهم من ذلك أنه حتى لو لم يتغير الإلحاح حتى ولو بشكل بسيط (كما يحدث في بعض الأحيان) ستتعلم أن لديك بعض التحكم في ردود فعلك لهذه الرسائل الزائفة من دماغك.
أختي الكريمة أحمد الله إليك أنك بدأتي تشعرين بالتحسن وهذا فضل الله وحده سبحانه وتعالى.
ممكن لو تعيدي النظر جيدا وتقرأي قراءة تمعن وتدبر لكلام الدكتور شوارتز المقتبس أعلاه؟
إذن طبقي قاعدة الـ 15 دقيقة عند قراءة القرآن وتقليب الصفحات كما ذكرتي، قد تقولي في نفسك: نحن في شهر القرآن ويجب علي أن أختم القرآن قدر المستطاع من المرات، وقاعدة الـ 15 دقيقة ستعيقني عن ذلك بكثير؟؟!!!
أقول لك: لا أبدا، إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، والعبرة في التلاوة بالتدبر وعقل المعنى وليس بالهجاء وتحريك اللسان، ثم إنك تتعاملين مع رب غفور رحيم ودود يعلم حالك ومآلك يجزيكي على العمل القليل بالأجر العظيم الكثير....
ثم حاولي قدر المستطاع اجتناب الوحدة والعزلة والهدوء السباتي لأن لها تأثير مباشر على المرض، وإن كان لا مناص لك منها فحاولي أن تخلقي في البيت جوا من الحيوية والحركة كالاستماع إلى الأشرطة او الراديو أو مشاهدة القنوات الإسلامية والهادفة وغير ذلك من الأشياء المفيدة.....
وبالنسبة للجديد بإذن الله ستجدينه في منتدى المجتمع لأن المواضيع هنا متاخرة عن هناك وسأطرح فيها استشارات وأجوبة عن الحالات المتعددة للوسواس القهري يجيب عنها نخبة من الأطباء النفسيين الإسلاميين لنستفيد منها جميعا.
أختي الفاضلة أبشري جايك الخير عن قريب بإذن الله، واللي يصدق مع الله ما يخيب ابدا.........
فالك أختي على لسانك وما راح أنسى إخواني وأخواتي بالدعاء وأنا مثلكم أحتاج إلى الدعاء لأن مكة المكرمة حرسها الله لا تقدس أرضها أحدا من الناس..........والله المستعان وعليه التكلان.
oumyahia
2008-09-07, 11:06
السلام عليكم
بارك الله فيك
**ولد مزغنة**
2008-09-08, 06:01
(( ولكن في البداية أو عندما يكون الإلحاح في أشده قد تحتاج أن تجعل مدة الانتظار أقصر، على سبيل المثال 5 دقائق، ولكن القاعدة هي ذاتها دائما: لا تستجيب للإلحاح من غير أن يكون هناك تأخير في بعض الوقت.))
يقصد شوارتز من هذا الكلام:
أنه في أول بداية تطبيقك لخطة إعادة التركيز ستجعلين المدة قصيرة أي: أقصر من 15 دقيقة لماذا؟ لأنك لسه غير معتادة على هذه الخطوة وهي بدورها تحتاج إلى تدريب ومعاودة حتى تعتادين على إطالة مدة الانتظار لأنه كلما كانت مدة الانتظار طويلة مثلا كما يذكر هو أنها تصل إلى 20 دقيقة كلما كان ذلك عونا لك في صرف انتباهك وعقلك الى شيء آخر فتنسين عادتك القهرية وتنتقلين إلى شيء آخر بدون شعور منك.
وهكذا الأمر بالنسبة للإلحاح الحاد الشديد، لأنه مرات إذا لاحظتي يكون الوسواس خفيفا ومرات حادا وشديدا ومسترسل، ففي هذه الحالة أيضا يصعب عليك تطويل مدة الانتظار وتحويل التركيز إلى شيء آخر لماذا؟ لأن في حالة هيجان الوسواس يحتاج المريض أن يكون متمرسا ومتدربا في تطويل المدة ومتحكما جيدا في انتباهه وهذا يصعب نوعا ما مع من هو جديد التعامل مع خطوة إعادة التركيز.
لكن أهم شيء يجب أن تفعلينه هو محاولتك تأخير الاستجابة للإلحاح ولو لبضع دقائق، وهكذا مع التدريب والاعتياد على الأمر تصبح المدة عندك طويلة وبالتالي تنتقلين إلى سلوك آخر وينتقل انتباهك إلى شيء آخر بدون ما تشعرين وهذه هي الثمرة والخلاصة المستفادة من هذه الخطوة.
فإذا كنت مثلا في قراءة القرآن وطرأ عليك الوسواس في مخارج الحروف أو تقليب الصفحات، مباشرة غيري انتباهك وتركيزك على شيء آخر مفيد أو مفرح وكلما كانت المدة طويلة ساعدك على تغيير السلوك فترجعين إلى نفس الموضع من الآية وتواصلين التلاوة بكل هدوء وارتياح وكأنه لم يحصل شيء.
هذا هو المقصود من هذه الفقرة وأظن أن الفكرة وصلت لك بكل بساطة ووضوح.
وكذلك فمرّات أتوضأ قبل الخروج من البيت ، وأكون في عجالة ، فلا أستطيع تطبيق ذلك
أما الإشكال التي طرحتيه في الوضوء فهو صحيح معك حق، لأنه يعيقك عن مصالحك ويؤخرك عن شؤونك هذا إذا كانت المدة طويلة، فهذه حالة خاصة لا يقاس عليها لانها لا تتكرر كثيرا، ولكن حاولي ان تكون المدة قصيرة ولو لدقيقة او دقيقتين المهم أخّري الاستجابة للالحاح وعوّدي نفسك على تأخير الوقت في الاستجابة فقط.
لا والله تحسنّ كبير والحمد لله ، بارك الله فيك ، ولكن خفت يزيد عليّ الشيئ ونوليّ كي ما كنت
أختي إذا خفتي وتراجعتي للوراء وضعفت إرادتك وهمتك في دراسة هذا المرض وأخذ الدواء فمن تنتظرين كي يخلصك بعد الله عز وجل من هذا المرض.....!!!!!!!!!!!
يقول المثل: ما حك ظهرك مثل ظفرك
أختي أنت الآن تتخذين في الأسباب التي أمر الله بها وهذا الكلام كله مما يعينك على فهم المشكلة وكيفية التعامل معها..........
أختي خلاص آن الأوان لك أن تضعي حدا لهذا الصراع الداخلي الذي يؤرقك وينغص عليك حياتك الزوجية، بالله عليك يا أختي كم تظلين وأنت في نكد وعذاب صامت وهذا الوسواس ينخر جسمك وشبابكّّّّ!!!!!!!
معذرة أختي على خطابي المباشر ولكن فقط أريد تحفيزك ورفع معنوياتك ودفعك قدما إلى الأمام ليس إلا.
على العموم رب ضارة نافعة والدنيا هذه مدرسة لنا جميعا لم تصفو لاحد من الناس ولعل الله تعالى يريد ان يرفع شانك وميزان حسناتك أو يدفع عنك به شرا أعظم من هذا المرض، وما أكثر الشرور والبلايا في هذه الدنيا الحقيرة التي ما تسوى عند الله جناح بعوضة!!!!!!!!
لاباس طهور ان شاء الله وانا يا أختي دائما عند إشارتك إذا اشكل عليك شيء، فلا تحرجني ولا تتعبني أسئلتك بالعكس إنني محتسب مع عند الله فاليوم لك وغدا عليك...........هكذا علمتنا الحياة.
oumyahia
2008-09-08, 12:11
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك
**ولد مزغنة**
2008-09-08, 19:20
شكرا لك أخي najibouresg على مرورك وبارك الله فيك
أختي oumyahia شكرا لك مرة أخرى على تجاوبك وسأرد على استفساراتك في منتدى المجتمع إن شاء الله في المساء
وفيما يخص عند قولي: الصراع الداخلي
المقصود به ما يعانيه المريض بالوسواس القهري من صراع داخل نفسه وذلك الصمت المخيم عليه، فهو في صراع مرير مع نفسه ومجتمعه فإذا باح بوسواسه للناس خاف أن يتهمه من حوله في دينه وعقله وإذا أخفاه ودفنه في نفسه فهو في نكد وكبد....... والقليل منهم من يجاهد نفسه ويوفق ليكشف عن مرضه عند المختصين.
وأنا أريد فقط أن أوصل لك رسالة مفادها: لا داعي للمخاوف والهواجس والانتكاسات طالما أنك في الطريق القويم الصحيح للعلاج من هذا المرض الذي سيوصلك بإذن الله إلى شاطئ النجاة وبر الأمان.
وفقنا الله وإياكم للقيام والصيام
oumyahia
2008-09-08, 21:40
السلام عليكم
بارك الله فيك
والسلام عليكم
**ولد مزغنة**
2008-09-09, 06:42
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يسعدكما في الدنيا والآخرة ويتمم لكما بالخير والذرية العامرة
قال العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى:
(( يا شباب الجزائر: هكذا كونوا أو لا تكونوا ))
oumyahia
2008-09-09, 09:20
السلام عليكم
بارك الله فيك
والسلام عليكم
زكريا علاك
2008-09-09, 16:12
تســــــــــــــــــــلم
**ولد مزغنة**
2008-09-09, 22:57
سلمت يا الغالي على مرورك
oumyahia
2008-09-15, 14:56
السلام عليكم
وبارك الله فيك
والسلام عليكم
**ولد مزغنة**
2008-09-16, 04:27
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أختي الكريمة اليأس والقنوط والفشل والرجوع إلى الوراء لم يكن يوم ما بلوغا للنجاح أو عنوانا للفلاح......
كما تعلمين ولا يخفى عليك أن هذا المرض يظهر ويخبو وينقص ويقوى وهكذا... فيجب أن تكوني دائما مستعدة له وجاهزة
أنت قوية بالله ثم قوية بشخصيتك المتميزة...........أين أختنا التي كانتأمس فقط بمنتدى المسابقات....نشاط وحيوية وعزم وإرادة ما شاء الله تبارك الرحمن!!!!!
أختي الفاضلة إليك هذه الاستشارة من أحد الأطباء المسلمين الذين نعتز بهم وبأمثالهم وهو يجيب عن تساؤل أحد مريضاته.... لكن رجاءا حاولي أن تتمعني جيدا في جواب الطبيب لأنه بإذن الله تعالى سيفكك لك الوسواس قطعة قطعة...
أتركك مع الاستشارة وبالله التوفيق.
معلومات عن المريض:
الاسم:فجر جديد
السن: 20-25
الجنس: أنثى
الديانة: مسلمة
البلد: الخليج
عنوان المشكلة: هل تزيد الوسوسة في رمضان؟
تفاصيل المشكلة:
(بدأت معاناتي من جديد مع الوسواس القهري)
بسم الله الرحمن الرحيم،السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، كل عام و انتم بخير، الدكتور الفاضل...
للأسف مع بداية شهر رمضان بدأت الحالة من جديد.... بدأت الأفكار تعود إلي من جديد ولا تجعلني أكون سعيدة بهذا الشهر المبارك والكريم.... نعم أقرأ القرآن وأصلي، ولكن لا أشعر بخشوع طالما أن هذه الأفكار لا زالت تراودني..... أشعربحزن شديد عندما أقارن كيف كنت سابقا في رمضان أشعر براحة وخشوع وكيف فقدتهذا الإحساس الآن والذي يحزنني أكثر هو ذلك الشيء الثقيل الذي أشعر به علىصدري..... أشعر بعدم الرضا في داخلي،ولكنني أحاول التخلص من ذلك حتى لا أكون ممن لم يرضوا بقضاء الله وقدره،وكثيرا ما أسأل نفسي هل صلاتي وصيامي وقراءتي للقرآن.. هل كل هذه الأشياء يقبلها الله عز وجل مع هذه الأفكار..
وهناك مشكلة أخرى وهي: أن بقرب شهر رمضان بدأت مخاوفي تزداد لأن الوسواس يزيد فيرمضان ويحول هذا الشهر الكريم إلى شهر عذاب بالنسبة لي خاصة أنني لم أعاودزيارة الأخصائية... وكيف سأفعل ذلك وكل الطرق سدت في وجهي! !!! حتى زوجة أخي التي وثقت بها تخلت عني!!!
الدكتور الفاضل وائل (http://www.maganin.com/drs/site_owner.htm) : هل تنصحني بأن أكثر من قراءة القرآن أم أتقيد بكلام الأخصائية التي طلبتمني تقليل ذلك، أحب كثيرا الصلاة في المسجد ولكنني لم أذهب بعد خوفا منشعوري بالألم لأنني لن أشعر بتلك الراحة التي كنت أشعر بها في السابق، لاتقل لي أكملي العلاج فهذا صعب الآن لأنني لن أجرؤ على طلب ذلك من أهليوأفكر أن أبدأ العلاج من جديد عندما أتخرج وأعمل لأن ذلك ربما يعطيني الاستقلالية...
أرجوك ماذا أفعل من أجل تقليل هذه الأفكار والشعور بالراحة النفسية..... والله إن زوال هذه الأفكار والشيء الثقيل أصبح حلما بالنسبة لي لا أعلم إن كان سيتحقق يوما أو لا .... آسفة على الإطالة.
جواب الطبيب:
الابنة العزيزة،أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك الدائمة، كل عامٍ وأنت بخير، وجعله الله شهرًا مباركا عليك وعلى كل المسلمين، لست أدري ماذا أقول لك يا بنيتي، صحيحٌ أنك صديقة قديمة لصفحة مشاكل وحلول للشباب ، ولكن مراجعتنا لردودنا السابقة عليك، تبينُ أنك لا تسمعين الكلام، لا أقصد بالطبع تشبيهك بالأطفال فعمرك ما شاء الله فوق العشرين، لكنني أقصد أنك تطلبين الراحة من معاناتك الطويلة دون أن تسلكي سبل العلاج منها، فقد بينا لك الطريق الأمثل كما نحسبه أكثر من مرة.
فبعد أن قلت في إفادتك الأولى: (منذ أكثر من3 سنوات أعاني من وساوس كثيرة، بعض منها على شكل أفكار تشككني في الإسلام، ومع بداية هذه الأفكار كنت أشعر بشيء يتكون على صدري يجعلني لا أشعر بالراحة، ولا أشعر بنفس الخشوع الذي كنت أشعر به سابقا عند قراءة القرآن وعند الصلاة)
وقلت أيضًا في أول إفادة: (وهناك أيضا فكرة أخرى تضايقني كثيرا، وهي أنني أخاف على كل الذين أحبهم أن أصيبهم بعيني، الأمر الذي يجعلني دائما أردد بسبب وبلا سبب "تبارك الله"، ولكن الأفظع من ذلك أن الشيطان أصبح يوسوس لي بأن أحسد، وللأسف أن أحسد أقرب الناس لي)
وقلنا لك في ردنا على تلك الإفادة ما نصه: علاجك بفضل الله تعالى ممكن وإن شاء الله ناجح وساحق وماحق، باستخدام أحد عقارات الماس أو الماسا من مضادات الاكتئاب الكثيرة، وهو ما يستطيع أقرب طبيب نفسي لك أن يكتبه وتتحسنين إن شاء الله خلال عدة أسابيع من الاستمرار على العقار الموصوف.
ثم قلت لنا في إفادتك الثانية: (أبشرك: لقد ذهبت إلى طبيب نفسي، ولكن هناك شيئا يحيرني، لقد قلت: إنه يجب علي أن أقرأ القرآن بنفسي، أما الطبيب فقال لي: لا تقرئي القرآن كثيرا، وإنما استعيني بقارئة تقرأ عليك، وحسبناك قد بدأت العلاج وتوقعنا لك الشفاء، ورددنا ضمن ردنا لك على رأي ذلك الطبيب النفسي أو الأخصائية النفسية بقولنا: وأما الاختلاف الذي يقلقك ما بينَ نصيحتي لك بقراءة القرآن الكريم بنفسك بل والإكثار منها، ورأي طبيبك النفسي الذي نصحك بأن تستعيني بقارئة تتلوه عليك؟
فهذا الاختلاف راجع إلى أن أمر العلاج النفسي للمسلمين -مع الأسف- والرد على مثل أسئلتك وأسئلة غيرك.. أمرٌ متروك لرأي وحكم كل طبيب نفسي على حدة، لأن الأطباء النفسيين في بلادنا يتعلمون الطب النفسي الغربي كما يمارسه أصحابه وبلغتهم، وعلى كل طبيبٍ أن يجتهد بعد ذلك ويتصرف مع مرضاه بما يتوافق مع آرائه الشخصية.
فأما رأيي أنا فهو أنني أنصح كل من يستطيعُ من المرضى أن يقرأ القرآن الكريم بأن يفعل ذلك ما عدا في الحالات الذهانية التي لا يدرك المريض فيها أفعاله، وأما جميع الحالات الأخرى بما في ذلك مرضى الوسواس القهري فإن قراءة القرآن الكريم جزءٌ من علاجهم حتى ولو كانت سببًا في زيادة معاناتهم من الأفكار التسلطية، لأن اجتناب القرآن أو الصلاة يزيدُ حالتهم سوءًا!!!
ولكن هذا الرأي ليس هو رأي كل الأطباء النفسيين، وكل واحدٍ منا له تفكيره ورأيه فلا تقلقي، عليك أن تلتزمي بعلاج طبيبك الدوائي، ولك الحرية فيما يتعلقُ بقراءة القرآن بنفسك أو الاستعانة بغيرك، ولا تجعلي من ذلك مشكلة، بل اجعلي الفيصل في ذلك هو قدرتك أنت على تلاوة القرآن وشعورك بالراحة بعدالقراءة، هل يكونُ أكثر إذا قرأته أنت بنفسك؟ أم إذا قرأته أخرى عليك؟ وأخبري طبيبك بما تجدينه بنفسك.
ــ يتبع ــ
**ولد مزغنة**
2008-09-16, 12:39
كنا في ذلك الوقت نتوقع أنك تتابعين مع أحد زملائنا من الأطباء النفسيين المسلمين، لكن الواضح هو أنها كانت زيارةٌ ولم تكرر، كما لم نعرف إن كان الطبيب قد وصف لك علاجًا عقاريا أم لا؟؟، وهل اتفق معك على جلسات علاج سلوكي معرفي أم لا؟؟، وعرفنا من إفادتك الأخيرة هذه أنك قطعت العلاج:
(خاصة أنني لم أعاود زيارة الأخصائية... وكيف سأفعل ذلك وكل الطرق سدت في وجهي! حتى زوجة أخي التي وثقت بها تخلت عني!!).
المهم أن مسيرة الأمور بعد ذلك وضحت نصائحنا وإرشاداتنا لك ولم يكن في مقدروك تنفيذها، وهو ما يجعلنا في حيرةٍ ليس من أمرك، فأنت في الأول والآخر مريضةٌ تتشبثُ بتمني الخلاص من معاناتها، لكن الحيرة الحقيقية هي من أمر الطب النفسي ومواجهته بقوة شديدة من الرفض والخوف والحذر والخجل والوصمة من قبل مجتمعاتنا التي ربما لم تواجه ما دخل عليها من موبقات نعاني منها جميعا بنفس القوة التي واجهت بها الطب النفسي وما قد يكونُ فيه من قدرةٍ على معالجة عذابات الناس، أي أنا هنا لا أتناسى وضعك كفتاةٍ عربية في أسرةٍ من أسر المجتمع الخليجي الرافض عن جهلٍ مع الأسف لفكرة الطب النفسي شكلاً وموضوعا.
ولا أستطيع مطالبتك بأن تقفي في وجه الجميع لأنني بمنتهى الصدق لست واثقًا من قدرتك على ذلك، ولا أستطيع حتى تخمين قوة أوحجة الأطراف التي قد تتوجبُ عليك مواجهتها إذا أنت قررت مطالبة الأسرة بأن تعالجي، ولكنني فقط وددت التذكير بأن عقولنا التي انفتحت لتحتضن كاميرات الفيديو والدش والإنترنت والهاتف المحمول وما سيأتي سريعا، لم تناقش أيامن هذه الوافدات في نفس الوقت الذي تصلبت وتشنجت فيه في مواجهة الطب النفسي.
وأنا لم يأتِ معي هذا التشبيه كما اتفق ، وإنما أقوله لأنني أعرف ما هي القوى الفكرية التي تحرك فئاتٍ كثيرةٍ من مجتمعاتنا عميان وعورَ على أفضل تقدير، في تعاملهم مع معطيات الطب النفسي، وسببُ ذلك هو تداخل المفاهيم بشكلٍ خطير بين ما هو علامة على اعتلال الجهاز النفسي للإنسان، وما هو علامةٌ على أنه غير مؤمن أو ضعيف الإيمان، وأن حالات كثيرةٍ وصفت في كتب التراث على أنها علامات وسمات ضعاف الإيمان بينما هي علامات اكتئاب أو قلق أو وسوسة.
والمشكلة أن هذه الفئات حكمت وتصرفت بشكل مباشرٍ مع وافد عليها، ورأته باطلاً يناقضُ ما لديها، فالاكتئاب ضعفُ إيمان والوسوسة من الشيطان، والفصام من الجان وهكذا!!!
فماذا يفعل علم النفس أو طب النفس الغربيان؟ وكان ذلك وما يزال في نفس الوقت الذي قبلت فيه نفس الفئات أن يتسلل إلىبيوتنا باسم العلم والتكنولوجيات ما زلزل بالفعل كل مفاهيمنا من الأساس، وجعلنا مطالبين الآن بالوقوف وبسرعة من أجل مجرد تحديد مكان الأقدام، لعلنا في السقطة القادمة لأمتنا نكونُ أوعى بمكان أقدامنا، ولعل أيدينا تستطيع الاحتفاظ ببعض ما كنا نواجه به أي شيء، ولعل الله يهيئُ لنا من يرفعنا ويظهر الحق قبل أن يفوت الأوان.
أعود إليك يا بنيتي لأقول لك أن معظم أسئلتك التي ترد في الإفادة الأخيرة هذه، قد أجبناك عليها من قبل، فاقرئي القرآن، وأكثري الصلاة، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ولا تيئسي من رحمة الله، وتعالي نناقش ما بدأت ألاحظه في الفترة الأخيرة أثناء جلسات العلاج المعرفي مع مرضى الوسواس القهري المسلمين، من تعليقاتٍ يائسةٍ مثل:
أشعرُبضغطٍ نفسي شديد لأنني لا أستطيع أن أمارس حياتي بصورةٍ طبيعية، وأتمنى من داخلي لو أن الله لم يفرض علينا موضوع التطهر والصلاة، وهذه من مريضةٍ كانت بعد ساعةٍ على الأقل تقضيها في الوضوء، تجد نفسها مضطرةً على مدى ثلاثة أعوام أن تسجل على الكاسيت كل صلاة تصليها بصوت عالٍ ليصل الكاسيت لتتأكد أنها نوت نية صحيحة وأنها قرأت الفاتحةَ قراءةً صحيحةً، وأنها لم تنس أحد مرات السجود، لا أشعرُ بأني سعيدةٌ في حياتي، ويؤلمني جدا أنني غير راضيةٍ بأقدار الله، وهذه المريضةُ كانت تتوضأ يوميا عشر مرات لنصف ساعةٍ كل مرةٍ على الأقل، بسبب نزول الإفرازات الطاهرة العادية منها، وكانت قبل بداية العلاج لا تكتفي بأقل من الغسل الكامل!!!، أعتقدُ أن ابتلاء الله لي بهذا المرض يدل على أنه لا يريد لي الخير، وأنني سأظل في هذه الدوامة إلى نهاية حياتي، فلا مني استمتعت بالدنيا ولا مني فزت بالآخرة.
وهذا كان يعاني من أفكار تسلطية تأتيه في العقيدة، ومن وسواس القولون أيضًا، بكل ما يعنيه ذلك من عذاب،الوضوء والصلاة هما بمثابة خمس جلسات تعذيب أعقدها لنفسي كل يوم، ولا أظن خلاصًا من مثل هذا الابتلاء، فمن كانت بلواه في دينه فقد خسر بالتأكيد، وأنا ابتليت في ديني أحيانا أتمنى أن أكونَ كالآخرين لا مبالٍ، ولكنني لا أستطيع، وهذا المريضُ كان يقفُ كالمشلول في ميضأة المسجد، ولا يكادُ يلحقُ الإمام قبل أن يسلم!!!!
أقدم لك كل هذه الأمثلة لأصل معك إلى نقطةٍ في منتهى الأهمية، تتعلقُ بجوهر العبادات في الإسلام، فجوهر الوضوء هو أن تتهيأ للوقوف بين يدي المولى عز وجل، ومهما تكلمنا عن الأركان والفروض والواجبات فيه فإنني سأقول لك، أن الذي شرع لنا الوضوء سبحانه شرع لنا التيمم عند غياب الماء أو ثبوت وقوع الضرر منه على المتوضئ كما قال الفقهاء، وأنا هنا لا أريد إلا الإشارة إلى أن علينا هنا أن نبحث عن الجوهر المشترك بين أن تغسل وجهك ورأسك وأطرافك بالماء الطهور، وأن تتيمم بضرب يديك في الأرض ومسح وجهك؟ إن الجوهر إذن هو نوعٌ من التهيؤ للقاء الله عز وجل أليس كذلك؟
فأي سلاسة ويسر يحرجنا بهما هذا الدين العظيم؟؟!! ولا ننسى هنا ما للوضوء من فضل وأثر طيب على الحالة النفسية للإنسان، حتى أنه أحد ما أوصي به لعلاج الغضب!!! ولكن الذي يحدثُ من مريض الوسواس القهري هو أن وساوسه المتعلقة بالوضوء تجعل الوضوء بمثابة الموقعة الحربية التي يلقي الشخص بنفسه فيها، فيفقد القدرةعلى الاسترخاء والاطمئنان، ويسقط في منطلق الشكليات إلى أن يفقد الجوهرالذي من أجله شرع الوضوء.
ونفس الكلام ينطبقُ على الصلاة، تلك التي ينتظرُ منها أن تغير الكيان النفسي للمصلي من حالٍ إلى حال، حتى أن أصحاب النعمة والمنة من الله يجدون متعةً لا تعادلها متعة في كل صلاة!!! فنجدُ من الموسوسين من وصلت به وساوسه وأفكاره التسلطية وأفعاله القهرية إلى حد تمني لو أن الله سبحانه لم يفرض الوضوء والتطهر والصلاة!!!، وهم في ذلك بالطبع لا ينطلقون لا من ضعف إيمان ولا من تلبس الشيطان بهم، وإنما ينطلقون من معاناةٍ طويلةٍ متعددة الأفخاخ يسقطون فيها ما شاء الله لهم إلى أن ينعم عليهم بالشفاء.
ـ يتبع ـ
**ولد مزغنة**
2008-09-16, 13:01
وها أنت يا بنيتي تقولين ما قاله المرضى اللذين قدمت لك نماذج من كلماتهم حين تقولين في أول إفادتك هذه:
(للأسف مع بداية شهر رمضان بدأت الحالة من جديد.... بدأت الأفكار تعود إلي من جديد ولا تجعلني أكون سعيدة بهذا الشهر المبارك والكريم.... نعم أقرأ القرآن وأصلي، ولكن لا أشعر بخشوع طالما أن هذه الأفكار لا زالت تراودني)
كما تقولين أيضًا:
(بقرب شهر رمضان بدأت مخاوفي تزداد لأن الوسواس يزيد في رمضان ويحول هذا الشهر الكريم إلى شهر عذاب بالنسبة لي)
لا أنكرُ أنني سمعت من كثيرين من مرضى الوسواس القهري أن الوساوس تزيد في رمضان، وهذا ما يفهمه الطبيب النفسي المسلم على أنه بسبب زيادة حرص المسلم على سلوكياته الدينية في رمضان، بما يعينه ذلك من إكثار من قراءة القرآن ومن الصلاة.
ومريض الوسواس القهري يأتيه وسواسه أكثر ما يأتيه فيمايحرص هو عليه من أفعالٍ أو معانٍ، حتى أن إحدى مريضاتي كانت تجفف فمها بالمنديل من الداخل لتضمن أن لعابها لا يبتلع فتفطر!!! وهكذا فإن حرصك على إحسان صيامك وتوجهك نحو ربك سبحانه وتعالى، جعل وسواسكيزيد في هذه الناحية، وهذا بالفعل أمرٌ مؤسف، ويفقدك كثيرًا من المتعة الروحية في رمضان، ولا أرى مجابهةً لذلك إلا بأن تلجئي إلى الله سبحانه وتعالى أن ينعم عليك بالقدرة على أداء الأفعال الدينية قدر استطاعتك، وألا يسلمك لفكرة أن كونها لم تعطك الراحة المطلوبة يعني أنها غير مقبولة، لأن الذي يقبل هو الله سبحانه وتعالى وهو الرحمن الرحيم وأكرم الأكرمين سبحانه.
أصل بعد ذلك إلى ما أشرت إليه في آخر إفادتك:
(أحب كثيرا الصلاة في المسجد ولكنني لم أذهب بعد خوفا من شعوري بالألم لأنني لن أشعر بتلك الراحة التي كنت أشعر بها في السابق)
فهل يعني ذلك أنك لن تصلي في المسجد في رمضان؟؟!! والسببُ هو أنك لن تشعري بتلك الراحة التي كنت تشعرين بها في السابق؟؟!!
أليس من الأفضل أن تذهبي للمسجد وتطلبي من الله سبحانه وتعالى أن ينعم عليك بها، ألا تحاولين مراجعة موقفك من مرضك؟؟ بدل مراجعة موقفك من الصلاة في المسجد ومن قراءة القرآن؟؟ ثم تقولين بعد ذلك: لاتقل لي أكملي العلاج فهذا صعب الآن!!، لأنني لن أجرؤ على طلب ذلك من أهلي!!، وأفكر أن أبدأ العلاج من جديد عندما أتخرج وأعمل!!، لأن ذلك ربما يعطيني الاستقلالية...
وأنا يا بنيتي لا أستطيع إلا أن أقول لك: لا ابدئي العلاج فقط، بل جاهدي في سبيل أن تبدئيه وأن تكمليه، واجعلي سعيك لوجه الله تعالى واطلبي منه العون فيذلك، فلا مفر من أن تطلبي العلاج، خاصةً وأننا مأمورون شرعا بذلك، وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما أنزل الله داءاً إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام)) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما النقطة التي تجب الإشارة إليها فهي أن هناك من الدراسات العلمية ما يشيرُإلى أن المآل المرضي لاضطراب الوسواس القهري قد يكونُ أفضل كلما بدأ العلاج مبكرًا، أي أنه كلما زادت سنوات معاناتك دون علاج، زادت سنوات احتياجك للعلاج بعد ذلك.
أتمنى أن تقيمي الأمور بالشكل الذي تستحقه، وندعو لك الله بالتوفيق، وتابعينا بأخبارك.
( انتهت الاستشارة الطبية)
oumyahia
2008-09-16, 22:59
فلا مفر من أن تطلبي العلاج، خاصةً وأننا مأمورون شرعا بذلك
السلام عليكم
بارك الله فيك
والسلام عليكم
**ولد مزغنة**
2008-09-17, 05:46
أختنا في الله
كان قصدي بالدرجة الأولى من اختياري لهذه الاستشارة الطبية هو: سبب زيادة الوسواس في رمضان عند المرضى
وكيف أجاب عنه الأستاذ وائل بفهمه وخبرته عند قوله:
(( لا أنكرُ أنني سمعت من كثيرين من مرضى الوسواس القهري أن الوساوس تزيد في رمضان، وهذا ما يفهمه الطبيب النفسي المسلم على أنه بسبب زيادة حرص المسلم على سلوكياته الدينية في رمضان، بما يعينه ذلك من إكثار من قراءة القرآن ومن الصلاة.
ومريض الوسواس القهري يأتيه وسواسه أكثر ما يأتيه فيمايحرص هو عليه من أفعالٍ أو معانٍ، حتى أن إحدى مريضاتي كانت تجفف فمها بالمنديل من الداخل لتضمن أن لعابها لا يبتلع فتفطر!!! وهكذا فإن حرصك على إحسان صيامك وتوجهك نحو ربك سبحانه وتعالى، جعل وسواسك يزيد في هذه الناحية، وهذا بالفعل أمرٌ مؤسف، ويفقدك كثيرًا من المتعة الروحية في رمضان، ولا أرى مجابهةً لذلك إلا بأن تلجئي إلى الله سبحانه وتعالى أن ينعم عليك بالقدرة على أداء الأفعال الدينية قدر استطاعتك، وألا يسلمك لفكرة أن كونها لم تعطك الراحة المطلوبة يعني أنها غير مقبولة، لأن الذي يقبل هو الله سبحانه وتعالى وهو الرحمن الرحيم وأكرم الأكرمين سبحانه)). (الجمل المكتوبة باللون الأحمر تحتاج إلى تمعن)
وهكذا ندرك بعض الأسباب التي تجعل الوسواس يلصق بأحدنا دون الآخر.
وكان قصدي كذلك قول الأستاذ:
(( أقدم لك كل هذه الأمثلة لأصل معك إلى نقطةٍ في منتهى الأهمية، تتعلقُ بجوهر العبادات في الإسلام، فجوهر الوضوء هو أن تتهيأ للوقوف بين يدي المولى عز وجل، ومهما تكلمنا عن الأركان والفروض والواجبات فيه فإنني سأقول لك، أن الذي شرع لنا الوضوء سبحانه شرع لنا التيمم عند غياب الماء أو ثبوت وقوع الضرر منه على المتوضئ كما قال الفقهاء، وأنا هنا لا أريد إلا الإشارة إلى أن علينا هنا أن نبحث عن الجوهر المشترك بين أن تغسل وجهك ورأسك وأطرافك بالماء الطهور، وأن تتيمم بضرب يديك في الأرض ومسح وجهك؟ إن الجوهر إذن هو نوعٌ من التهيؤ للقاء الله عز وجل أليس كذلك؟
فأي سلاسة ويسر يحرجنا بهما هذا الدين العظيم؟؟!! ولا ننسى هنا ما للوضوء من فضل وأثر طيب على الحالة النفسية للإنسان، حتى أنه أحد ما أوصي به لعلاج الغضب!!! ولكن الذي يحدثُ من مريض الوسواس القهري هو أن وساوسه المتعلقة بالوضوء تجعل الوضوء بمثابة الموقعة الحربية التي يلقي الشخص بنفسه فيها، فيفقد القدرةعلى الاسترخاء والاطمئنان، ويسقط في منطلق الشكليات إلى أن يفقد الجوهرالذي من أجله شرع الوضوء.)).
إذا عرفنا وهي نقطة مهمة أن المقصود من الوضوء هو التهيؤ للقاء الله تعالى على أحسن حال، وليس المقصود منه النظافة لأنه منطقيا لا تحصل نظافة الأعضاء بالوضوء وإنما بالغسل.
إذا عرفنا هذا الأمر المنطقي فلماذا المريض بالوسواس يكرر غسل أعضائه ويكرر تدليكها؟؟!! إذن فعلى المريض أن يبرمج في عقله أن الوضوء ليس للنظافة وإنما هو للتعبد ولقاء الله تعالى بالصلاة.
أختنا الكريمة هذا الذي كنت أريده بالأصالة من هذه الاستشارة، أما زيارة الطبيب وأخذ الدواء فأنا أعرف رايك فيه وقد جاء تبعا.
oumyahia
2008-09-17, 11:29
السلام عليكم
بارك الله فيك
**ولد مزغنة**
2008-09-18, 00:47
((تمالكني خوف ولا أدري ماذا وانا أقرأ في الإستشارة وبدات أتصوّر نفسي و أنا عند الطبيب))
أختنا في الله ممكن أعرف سبب هذا الخوف وطبيعته، يعني أريد أن أعرف تصورك للطبيب لعله يكون هناك خلل في الرؤية.....
((فإرتحت نوعا ما عندما قرأت أنّه يزيد في رمضان ( فلعلي بعده أرتاح ) وأنني لست الوحيدة في هذا))
سترتاحين عاجلا غير آجل، لكن أختي هل عرفت سبب زيادته في رمضان؟؟؟ هذا هو المقصود، ممكن أعرف ماذا فهمتي عن هذا السبب؟؟.
جربت البارحة قاعدة ال15 الدقيقة عند قراءتي للقرآن و أستطيع أن أقول نجحت ب 95%
وأمّا الوضوء فلم أستطع التطبيق !! والحمد لله
الحمد لله، سبحانك ربي ما أرحمك، أهنئك على ذلك والعاقبة في المزيد من النجاح.
أما الوضوء فتستطيعين بحول الله، وإذا كان هناك عائق فيا حبذا تذكرينه.
إذن فعلى المريض أن يبرمج في عقله أن الوضوء ليس للنظافة وإنما هو للتعبد ولقاء الله تعالى بالصلاة.
هذه هي المشكلة يا أخي !!!
ممكن شيء من التفصيل في هذه النقطة؟
عقارات الماس أو الماسا من مضادات الاكتئاب الكثيرة
ما هذا ؟
يقول الدكتور وائل أبو هندي:
(فهي لفظٌ قمتُ بنحته لاختصار عبارة (مثبطات استرجاع السيروتونين الانتقائية) فأخذت الميم من مثبطات والألف من استرجاع والسين من السيروتونين والألف الأخيرة من الانتقائية، وذلك بعدما شعرت بالملل من الاختصار الإنجليزي SSRIs لعبارة Selective Serotonin Reuptake Inhibitors )
سنتكلم عليه لاحقا بالتفصيل حتى تكتمل لديك الصورة الكاملة عن هذا المرض.
ربي يجازيك خير في الدنيا و الآخرة فاللهمّ آته في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقه عذاب النّار اللهمّ وإرزقه الفردوس الأعلى فاللهمّ جازيه عنّي خير الجزاء ، اللهمّ جازيه عنّي خير الجزاء اللهم جازيه بالاحسان احسانا ، اللهم جازيه بالإحسان إحسانا
اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين، وإياك وجميع المسلمين، والله ما قصرت في الدعاء، الله يرفع مقامك ويعز شانك.
oumyahia
2008-09-18, 22:52
بارك الله فيك
والسلام عليكم
**ولد مزغنة**
2008-09-19, 06:00
أختنا الفاضلة لا تشيلي هم الإطالة أو الازعاج ...... فكما قلت لك كم من مرة أن هذا الأمر يشرفني ويقربني من ربي وأمنيتي في هذه الحياة أن يسخرني خالقي ومعبودي في خدمة الإسلام والمسلمين وهي دعوة ألهج بها كثيرا في الدعاء.
أختنا الكريمة عرفت منك نوعا ما تعانينه وأسأل الله تعالى أن يعجل لك بالسعادة والطمأنينة وانشراح الصدر والشفاء التام من المرض....
1ـ بالنسبة للوضوء أنصحك أن تتوضئي في طست أو آنية صغيرة وأن تجتنبي الوضوء من الصنبور او الحنفية.
2ـ أقنعي نفسك وبرمجي عقلك أن هذا الماء القليل يكفيك لجميع أعضائك وهو هديه صلى الله عليه وسلم فقد كان يتوضأ في المد ويغتسل في الصاع.
3ـ حاولي لمدة أسبوعين أن تتوضئي مرة واحدة لكل عضو ولا تزيدي على ذلك.
4ـ حاولي أن يكون معك أحد في الوضوء ليقوم هو بإفراغ الماء على يديك ويشرف على رؤية تدليكك للأعضاء.
5ـ إذا هجمت عليك فكرة عدم مساس الماء لجسمك أو أن وضوءك ناقص ولا يقبل الله صلاتك، تجاهليها مباشرة ولا تناقيشها كما تعلمنا عن طريق الخطوات الأربع.
6ـ ابعدي الخوف من الوضوء أو الخوف من الدخول إلى مكان الوضوء وذلك بأن تقولي لنفسك: أنا ذاهبة لكي أتهيأ بالوضوء للقاء ومناجاة ربي الكريم الرحيم الودود لكي استأنس بخلوته واستمتع بلقائه وأنسى همومي ومشاكلي، ولست ذاهبة لكي أتنظف أو أتطهر لأن المسلم طاهر بطهارته الكبرى.
هذه أهم النقاط التي ينصح بها المشايخ والأطباء في الوضوء........ولي عودة بإذن الله وبالله التوفيق.
oumyahia
2008-09-19, 11:32
السلام عليكم
بارك الله فيك
والسلام عليكم
**ولد مزغنة**
2008-09-19, 12:18
أختنا في الله فالك على لسانك، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يكرمك وزوجك بزيارة الحرمين الشريفين عاجلا غير آجل وأنت معافاة ومشافاة وفي أحسن الأحوال والمقامات.
أختنا في الله إليك هذه التجربة الميدانية من أحد المرضى الذي ابتلاه الله تعالى بالوسواس الحاد لمدة عشر سنوات ثم منّ الله تعالى عليه بالشفاء التام ومن حكمة الله تعالى بهذا الرجل أن جعله سببا في شفاء كثير من الناس بهذا المرض الذي يروي لنا قصته مع المرض وطريقة الشفاء منه عن طريق علاج سلوكي معرفي هو خلاصة تجربته مع المرض........لا أطيل عليك فإليك القصة.
(1) قصتــي المؤلمة مع الوسواس ..!
الفصل الأول
قصتي مع الوسواس ...!
سأذكر نبذة بسيطة جداعن معاناتي مع الوسواس القهري وكيف استطعت بفضل الله تعالى ثم بفضل هذا العلاج الذي بين يديك أن أشفى من الوسواس بنسبة مائة بالمائة ولله الحمد بعد معاناة استمرت عشر سنوات .
لكيتعلم نعمة الله عليك وأن الوسواس وإن كان شديدا وقديمالا بد له من شفاءلقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي جاء في سنن أبي داوودوصححه الشيخ الألباني رحمه الله:
( ( تداووا فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم ) )
فلقد أصبت بالمرض وأنا في نهاية المرحلة الثانوية فيالطهارة والصلاة وجميع العبادات من صوم وحج .
وفي غير العبادات من الشك في كل شيء ،حتى وصل الأمر أني أجلس في الحمام – أعزكم الله - جميع وقتي ولا أخرجإلا للصلاة ثم أعود بعد جهد جهيد إلى دورة المياه مرة أخرى !! وهكذاحتى النوم لم يكن لي نصيب منه إلا القليل .
وكان من كثرة شكي !! أني أشك عند الغسلهل مس الماء جسمي أم لا! ،فكنت أضع الصابون على جسمي ثم أنظر إليه ثم أصبالماء لكي أتأكد من وصول الماء بعد أن يزول الصابون !! ثم أشك هل وضعت صابونا أم لا، وهكذا كنت أسير في حلقة مفرغة.
ومن شدة المعاناة نزل وزني ( 14 ) كجم وكان كل من يراني لا يعرفني لتغير شكلي وغيبتيعن الناس فترة طويلة
قرأت على نفسي وقرأعلي مشايخ كثر ، زرت كثيرا من العلماء الربانيين وجلست معهم ونصحونيوعندما يملُّمني الشيخ أذهب إلى غيره وهكذا حتى عرفني وملني أغلب العلماءفبقيتلوحدي ، بعد أن مل مني أهلي وزملائي ثم العلماء.
زرت الأطباءالنفسيين ولكن ، ساءت حالتي أكثر وأكثر!
المهم أني وصل إلى مرحلة أشم فيها رائحةالأكل المتعفن !! وأعيد الوضوء ظنا مني أني قد أخرجت ريحا !! مع تأكدي من عدم صحة ذلك ،بل إنني كنت أتوضأ في دورات المياه في المساجد وكنت أقطع الوضوء عندما أسمع صوتا يخرج من أحد الموجودين في دورة المياه !! مع تأكدي أني بريء من هذا الصوت .
كنت لا أتوضأ إلا مع وجود أحد من أهلي ، ثم يمل مني ويذهب! لعدم التفرغ ، ثم أحاول الوضوء لوحدي ، تنتهي أحيانا بكسر ديكور المغسلة! أو بإصاباتبسيطة في اليد والساعد! ، وهذا ليس على سبيل المبالغة بل هو عين الحقيقة ، و والله إني أحدثكم عن واقع أخفيت كثيرا منه حتى لا تتهمونيبالجنون.
وحق لكم أن تفعلوا ذلك ، لأن الجنون فنون ،فو الله الذيلا إله غيره إني أنظر إلى الشمس وأشك هل هي طالعة أم لا بل إن ضوء الشمسيؤلمني ، وأقاوم الألم لأتأكد هل أشرقت أم لا؟
قديستغرب أحدكم ويقول : وما الفائدة من رؤيتي للشمس !! فأقول:( لكي أنوي لصلاة الفجرهل هي أداء أم قضاء).
الوسواس يزيد وأنامستسلم له !! حتى وصل الأمر أن بدأت أدعوا على نفسي بالمرض والموت !!
فكنت أدعو على نفسي إن فعلت كذا أن يصيبني الله بكذا وكذا !!
ولو استرسلت في بيان حالي التي ينقضي منها العجب لكتبت في ذلك دساتير وكتب .
وحسبي أن أضع القارئ على حجم المعاناة التي يعاني منها مريض الوسواس ولكي يعرف المريض أنه مهما بلغ به الوسواس فإنه سيشفى بعد توفيق الله وعونه .
وقبل أن اختم قصتي المؤلمة أشير إلى أمر مهم وهو أن البعض قد يتهمني بقلة العقل أو الجنون ، فأقول والله لو تعلمون ما أتمتع بهمن فطنة وذكاء لتعجبتم أشد العجب ولكن هذا هو الوسواس يوصل صاحبه إلى مرحلة أشد من الجنون والله المستعان مع العلم أن الوسواس لا يصيب إلا الأشخاص الأذكياء أما قليلوا العقل فهم في راحة من ذلك .
وبعد أن أنهيت قصتي المؤلمة أرى أنه من المناسب جدا الانتقال إلى الفصل الثاني والذي سأتكلم فيه عن رؤيتي عن مرض الوسواس وأسبابه ومصدره بحكمقراءاتي واستماعي من العلماء والأطباء النفسيين ومن ثم من تجربتي الطويلة مع المرض ومع هؤلاء المرضى .
**ولد مزغنة**
2008-09-19, 12:33
الفصل الثاني
نبذة موجزة عن رؤيتي لمرض الوسواس وأسبابه ومصدره
لا يزال الاختلاف ظاهرا كبيرا .. في مصدر الوسواس وأسبابه بين العلماء والأطباء النفسيين، مما أوقع الموسوس بحيرة كبيرة هو في غنى عنها مماساعد كثيرا في تعقيد عملية شفائه، فهو يثق بالعالم كثيرا ، كما يثق بصدقه وحرصهالظاهر كما أن العالم يعمل لله تعالى لا يطلب منه مالا ولا يريد شكرا بل يريد وجه الله تعالى .
فيسمع منه كلاما ونصحا ، لكن الموسوس لا يطبقه فلا يستفيد ،فيذهب للطبيب النفسي ، ويسمع منه كلاما يخالف ما فهمه من العالم ! ويبدأ الطبيب بإقناعه بما يراه فيقع الموسوس في حيرة كبيرة ! من الصادق منهما؟
هل هو العالم الشرعي الذي يعمل لوجه الله تعالى ولكنه قد يجهل بعض أسرار النفس البشرية ، أم هو الطبيب الذي قد يستمليه حب المال وتخفى عليه كثيرا من الأحكام الشرعية ، غير أنه ربما يكون خبيرا بالنفس وطبيعيتها، وبعد أن تتصادم الأفكار في رأسه تسقط ثقته بالجميع ثم لا يستفيد أبدا .
فلذا أقول لك أيها المريض بالوسواس: بحكم خبرتي الطويلة مع مرض الوسواس، وسماعي من العلماء والأطباء توصلت إلى أن الوسواس سببه الشيطان أولا، لقوله تعالى :{وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً}الإسراء 64
جاء في تفسير الطبري : (قال آخرون: عنى به واسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بدعائك إياه إلـى طاعتك ومعصية الله ).
وهذا هو الوسواس فهو طاعة للشيطان وعصيان للرحمن .
ولكن هل الوسواس من الشيطان فقط !
لا ، ولكنه وجد قابلية من الإنسان بأن يكون ذا شخصية وسواسية فأصيب بهذا المرض وهو الوسواس القهري وكلما طال به الوقت كلما زاد تمكن النفس الموسوسة منه أكثر وأكثر ،حتى تصبح أعماله لا إرادية أحيانا، وكلما كان الإنسان متوترا وقلقا كلما كان تمكن المرض منه أكثر وأكثر، ومما يدل على أن الوسواس يكون من النفس قول الله تعالى : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16
ولذلك فالشيطان يوسوس لكل إنسان لكن الفرق هو أن الإنسان الطبيعي يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يزول
عنه ما يجد، لكن الموسوس بعد أن يستعيذ بالله يخنس الشيطان ثم تبدأ نفسه الموسوسة بالإلحاح عليه بما وسوس
به الشيطان ولا تهدأ حتى يفعله .
أو يعرض عنه نهائيا أما إن استمر في التفكير به دون فعل أو تجاهل فيعني هذا بقاء الفكرة تلح في رأسه حتى يفعلها ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمن أشغله الوسواس ( فليستعذ بالله ولينته ) رواه البخاري ومسلم .
فلم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بإرشادنا بالاستعاذة فقط بل زاد على ذلك بأن أمرنا بالانتهاء عنه نهائيا .
قد يتساءل البعض ويقول: أحيانا لا يتعلق الوسواس بأمور العبادة فكيف يكون من الشيطان ؟
فأقول : يقول الله تعالى ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) المجادلة 10
فنفهم من هذه الآية أن الشيطان يبذل كل ما في وسعه من أجل أن يصاب المؤمن بالحزن ، بأمور كثيرة كالمناجاة بين رجلين دون الثالث فيبدأ الشيطان يوسوس للرجل الثالث أن المتناجيين يريدان به سوءا ليحزن ذلك المؤمن .
فالشاهد هنا أن الشيطان يسعى جاهدا في أن يعيش المؤمن في قلق وحزن بأساليب كثيرة ومن ضمنها الوساوس القهرية والأفكار التسلطية.
**ولد مزغنة**
2008-09-19, 12:36
الفصل الثالث
المبحث الأول
مقدمة قبل العلاج
بالنسبة للعلاج .. فلا يمكن أن يشفى المرء من مرض دون تضحية فلا بد من الألم أحيانا حتى يكون العلاج ذا مفعول فعال فعلاج الغرغرينا يكون بالبتر، وعلاج بعض أنواع السرطان بالاستئصال وبعض الأمراض بالكي.
أخي المصاب بمرض الوسواس إن كنت تريد الشفاء من الوسواس بلا تعب ولا ألم !! فلا داعي للمحاولة لأنها ستصبح من العبث كمن يريد العلاج من السرطان بأكل الحلوى!. نعم ليس هناك حل سريع أبدا لا في العلاج السلوكي ولا الجراحي! ولا بالحبوب المهدئة، بل إن الحبوب قد تعرضك لأمور أشد من الوسواس القهري بمراحل مع أنها لا تخلو من فائدة ، ماأريد أن أصل إليه هو أن تكون مستعدا للعلاج معنا في طريقتنا هذه والاستمرار فيها مهما واجهك من صعوبات ، مع العلم أن طريقتنا في العلاج يكون الألم فيها نفسي فقط ولفترة محدودة جدا.المهم لا تتراجع بعد أن تبدأ العلاج وإن تراجعت فستفسد على نفسك فرصة الاستفادة منه . ولعلمك فلو بدأت في تطبيق برنامجنا العلاجي ستشعر بالراحة بعد أيام قليلة بإذن الله . لكن الشفاء الكامل بإذن الله يحتاج إلى الثبات على العلاج وعدم تركه .
**ولد مزغنة**
2008-09-19, 12:37
المبحث الثاني
الخطوات العملية للعلاج
اقرأ العلاج كاملا أكثر من مرة قبل التطبيق حتى تفهمه وإن أشكل عليك شيء فأعد القراءة مرة أخرى ثم اختر الوقت المناسب للتطبيق حتى يتحقق الشفاء بإذن الله .
الخطوة الأولى من البرنامج العلاجي
التهيئة النفسية
قبل أن نبدأ رحلة العلاج لا بد من التهيئة النفسية قبله ، ليتقبله الإنسان ويستمر عليه ويضحي من أجله مهما واجه الموسوس من صعوبات.
بعد أن يتضح ذلك ، لك الحق أن تسأل فتقول: وكيف أهيئ نفسي؟ فأقول: إذا أردت ذلك لا بد أن تمر بخطوات عدة ، وهي كالآتي:
1- أن تخلوا بنفسك في غرفة هادئة بعد أن تتوضأ وتقرأ الورد اليومي ثم تصلي ركعتين تدعو فيهما ربك بإخلاص أن يعينك على الشفاء، ثم تجلس جلسة مريحة مصطحبا معك دفترا وقلما.
2- أن تسأل نفسك الأسئلة التالية وحاول أن تجيب عنها بصراحة تامة بينك وبين نفسك والأسئلة هي ما يلي (وسأضع لك جوابا مساعدا):
س1/ منذ متى وأناأعاني من الوسواس ؟
ج/ أعاني منذ سنة .. سنتين .. عشر سنوات ( أذكر المدة ).
س2/ هل أنا موسوس بالفطرة أم طرأ علي الوسواس ولماذا ؟
ج/ لا بل كنت صحيحا معافى أعيش كما يعيش الآخرون ولكنني تساهلت في بادئ الأمر فتطور معي شيئا فشيئا حتى وصلت للمرحلة التي أنا فيها الآن ( وقد يكون هناك سبب آخر).
س3/ هل الأعمال التي تصدر مني هي جائزة شرعا أم هي محرمة ؟
ج/ بل هي محرمة لأدلة كثيرة جدا ، والعلماء كلهم أجمعوا على تحريم الاستجابة للوسواس وأن الدين وسط لا غلو فيه ولا تفريط والله عز وجل أمرنا بالتعوذ من الوسواس.
س4/ أيعقل أن يكون الناس كلهم على خطأ وأنا وقلة معي هم المصيبون ؟
ج/ لا ، بل أنا مقتنع أن الناس على صواب بل وأتمنى أن أكون مثلهم.
س5/ ما هو الدافع الأساسي للأفعال الوسواسية ؟
ج/ لكي أرتاح من المعاناة النفسية .
س6/ أسألك بالله ، وهل أحسست بالراحة بعد فعل السلوكيات الوسواسية ؟ فكما ترى حالك لك سنين طويلة في الوسواس هل شعرت بالراحة التي كنت تنشدها ؟ أم أن معاناتك تزيد يوما بعد يوم ؟
ج/ لا . بل معاناتي في ازدياد كبير ، وكل يوم أزداد هما وأزداد تعاسة !
س7/ إذا ما الفائدة من فعل كل هذه السلوكيات الوسواسية ؟!
ج / لا أدري .
س8/ هل تريد أن ترتاح من هذه المعاناة الطويلة ؟
ج/ بالتأكيد ، دلني عليها وبأسرع طريق.
بالطبع فبرنامجنا العلاجي ستجد فيه الراحة والطمأنينة في ظرف أيام قليلة بإذن الله تعالى .
حاول أخي الفاضل وأختي الفاضلة .. أن تقنعوا أنفسكم بهذه الإجابات لكي تتهيأ أنفسكم للعلاج والتضحية من أجله .وذلك بأن تسرحوا بأذهانكم بتخيل بداية الإصابة بالمرض ، ثم تحاولوا أن تستشعروا قسوة المعاناة التي بدأتم تعانونها ومدى الحرج الذي وقع بكم وساعات البكاء والألم وفترات الحزن والقلق ، ساعات التوتر والأعصاب المشدودة. حاولوا أن تتذكروها بتفاصيلها، ثم مباشرة اعزموا داخليا أن تتركوا جميع هذه الوساوس لتعيشوا حياة السعداء وابدؤوا بتخيل حياتكم بعد الشفاء بإذن الله .
تخيل أيها الأخ والأخت قيامك بالعبادة بكل هدوء وطمأنينة وتخيل السكينة في تصرفاتك ، استشعر السعادة في قلبك ، تخيل نفسك وأنت صحيح معافى في مدرستك في عملك في مجلسك في حياتك كلها تخيل نفسك والبسمة على شفتيك بعد أن حرمتها سنين طويلة.
وبعدذلك اسأل نفسك بكل هدوء وعزيمة: ولم لا أصبح ذلك الرجل وتلك المرأة .. ؟ ما الذي يمنعني من الإقلاع عن هذه الوساوس ؟ إلى متى وأنا مستمر على هذه الحال ؟؟ لو كان العلاج بالكي هل أنا مستعد له ؟
إذا كانت إجابتك بنعم، فأقول لك : أبشر ، بل شفاؤك أسهل من ذلك بكثير بإذن الله ولكن نحتاج منك إلى عزيمة ثابتة ثبوت الجبال.
وإن كانت إجابتك بلا، فاعلم أنك لم تصل بعد إلى مرحلة الوسواس الشديد ، وشفاؤك سهل جدا بإذن الله تعالى.
ثم اسأل نفسك :أيعقل أن يأتيني الشفاء في يوم وليلة وبدون كفاح؟ طبعا لا، وللعلم فقط : ( فعلاج الوسواس لا يمكن أن يتم بالحبوب المهدئة فقط ولا بالعلاج السلوكي فقط إلا أن يشاء الله ولكنه بإذن الله يتم بالعزيمة الصادقة على ترك الوسواس نهائيا كما جربت أنا وجربه كثير ممن عالجتهم ولله الحمد ) .
ثم اسأل نفسك :ولم لا أعزم عزيمة صادقة ثابتة ثبوت الجبال على مكافحة الوسواس الآن ؟
أنا متأكد الآن أنك وصلت بحمد الله إلى قناعة تامة وعزيمة ثابتة ثبوت الجبال في مكافحة الوسواس .
لكي تصبح إنسانا سويا كما تحب أنت وكماتحب أن يراك الجميع.
وبعد أن تكون قد تهيأت نفسيا للعلاج ننتقل إلى الخطوة الثانية :
**ولد مزغنة**
2008-09-19, 12:38
الخطوة الثانية من البرنامج :
ابدأ بتخيل أفعالك الوسواسية الخاطئةأو التي تشك أنها وسواسية واحدا واحدا.
ثم اعزم على ترك السلوك الوسواسي وفعل السلوك الصحيح ( مع تخيل نفسك وأنت تفعل السلوك الصحيح ولا مانع من كتابته)، مثال:
1-تخيل طريقتك في الوضوء عندما تكرر البسملة أكثر من مرة. ثم اعزم على أن تقولها مرة واحدة فقط عند الوضوء ثم تخيل هذا الموقف الجديد بتفاصيله ثم اكتبه في الدفتر كأن تكتب: (قبل الوضوء أسمي مرة واحدة فقط دون وسوسة).
2-تخيل طريقتك عند الوضوء حيث كنت تكرر غسل الأعضاء في الوضوء كثيرا ثماعزم على ترك ذلك والاكتفاء بغسلها مرة واحد في البداية ثم تخيل هذا الموقف الجديد ثم اكتبه عند الوضوء سأكتفي بغسلة واحدة لكل عضو ولا أزيد).
3-تخيل غسل اليدين بعد لمس مقبض باب الحمام أو عند إطفاء النور ونحو ذلك ثم اعزم على ترك غسل اليدين ثم تخيل هذا الموقف الجديد ثم اكتبه:( مقبض الحمام طاهر ونظيف لذا لن أغسل يدي بعد لمسه).
4- تخيل نفسك وأنت تمتنع عن الجلوس على الأرض أو على بعض الأماكن خشية النجاسة ! ثم اعزم على الجلوس عليها ونبذ هذه الأوهام ثم تخيل هذا الموقف الجديد ثم اكتبه: (هذه الأماكن طاهرة ونظيفة لذا سأجلس عليها دون شك أو وسوسة).
وهكذا حتى تنتهي منتخيل جميع السلوكيات الوسواسية الخاطئة التي تصدر منك ثم إبدالها بالسلوك الصحيح مع تخيل ممارسة السلوك الصحيح وكتابته إن أردت. ومعرفة السلوك الصحيح تكون بناءا على تصرفات الآخرين الأسوياء كأبيك مثلا أو إخوتك أو معلميك أو زملائك ولا تعتمد على نفسك الموسوسة بل بناءا على ما تشاهده وما سبق أن شاهدته من تصرفات الأسوياء.
تنبيهات مهمة جدا عندهذه النقطة:
1- يجب أن تتخيل جميع السلوكيات الوسواسية التي تمارسها ثم تعزم على تركها جميعا وما نسيته الآن لا يهم المهم أن تعزم على تجنب أي سلوك وسواسي عند تذكره مستقبلا ولا تتساهل في هذا الأمر فالوسواس كالسم قليله وكثيره مضر خاصة في الأشهر الأولى من العلاج .
واعلم أنك ستندم كثيرا على كل سلوك وسواسي لم تتركه الآن فوصيتي لك أن تتركها جميعا ولا تتردد في ذلك .
2-لا تتهاون بأي سلوك وسواسي حتى ولو كان سخيفا أو بسيطا بل اعزم على تجنب كل ماتشك في كونه وسواسا حتى لو كان بسيطا جدا جدا.
3- لا تحاول أن تسأل عن كيفية السلوك الصحيح خاصة الواضح عند الكثير لأن السؤال هو في حقيقته وسواسا!! فما الفائدة من ذلك، بل الموسوس يعلم السلوك الصحيح أكثر من غيره لكن الشيطان يحاول التلبيس عليه فتوكل على الله واطرح الشك والوسواس وافعل السلوك الصحيح ولا تتردد.
وفي هذه الأثناء نكون قد وصلنا بفضل الله إلى النتائج التالية:
1-عرفنا حقيقة الوسواس وأسبابه.
2-وصلنا إلى القناعة التامة بضرر الوسواس وحتمية العلاج.
3-قمنا بحصر السلوكيات الوسواسية ومعرفة السلوكيات الصحيحة.
4-وصلنا بفضل الله إلى مستوى عال جدا من العزيمة لتحمل كل شيء من أجل الشفاء ومن ثم السعادة في الدنيا والآخرة.
**ولد مزغنة**
2008-09-19, 12:40
الخطوة الثالثة من البرنامج :
وهي أن تصلي صلاة الاستخارة (من غير وسوسة)
حيث تصلي ركعتين كالنافلة ولكنك تقول بعد السلام هذا الدعاء : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر الذي هو ( تطبيقي لهذا البرنامج المتمثل بترك جميع الأعمال والأوهام والأفكار التي أعتقد أنها وسواسا أو أشك في كونها وسواسا ) خير لي في عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلمه شرا لي في عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به. عندها ستشعر بإذن الله بعزيمة صادقة لا تقبل التردد ولا الخور على ترك وتجنب جميع السلوكيات والاعتقادات والأوهام الوسواسية وستجد العون من الله تعالى بحوله وقوته.
أختنا الكريمة أنصحك أن تقرئي قراءة متأنية للقصة والعلاج، وبالتالي ما هو بلازم أن تقرئي كل الفقرات في يوم واحد، بل خصصي كل فترة بقراءة فقرة، حتى ترسخ المعلومات ويتم الاستيعاب، ولا ينتابك الملل، تخيلي نفسك كأنك تقرئين في قصة طريفة ظريفة....وبالله التوفيق.
ــ يتبع ــ
**ولد مزغنة**
2008-10-20, 14:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر لإخواني وأخواتي عن الغياب والمشاركة في هذا المنتدى لأسباب وظروف خاصة، لذا أسأل الله تعالى أن يعيننا على الخير و أن يجبر كسرنا لفراق شهرنا الكريم وأن يرزقنا الصحة والعافية والسداد في الرأي والرشد في الأمر والغنيمة من كل بر .....إنه ولي ذلك والقادر عليه.
إخواني أخواتي قبل أن نستمر في الموضوع ونكمل ما تبقى من المشوار، أنا جاهز لكل إشكال أو استفسار انتابكم وورد عليكم فيما مضى من المواضيع...
فلبّيكم وأنا رهن إشارتكم وخدمتكم....وبالله التوفيق
**ولد مزغنة**
2008-10-30, 06:38
الخطوة الرابعة من خطوات البرنامج العلاجي وهي أهم الخطوات على الإطلاق
خطوة : ( ( تطبيق العلاج ) )
ما سبق من خطوات إنما هو تمهيد للدخول في الخطوة الأهم والأبرز في هذا البرنامج وهي خطوة تطبيق العلاج :
وعلاج الوسواس القهري له ثلاثة أركان .
ولا يكتمل العلاج من الوسواس القهري إلا إذا بني على هذه الأركان جميعا فأي هدم لأحدها سيؤدي بالتالي إلى جعل الشفاء ناقصا ومعرضا للانهيار في أي وقت .
وإذا كان الأمر كذلك فإنه من المهم جدا بيان هذه الأركان مع شيء من التوضيح والتفصيل .
مقدمة عن
أركان العلاج الثلاثة :
( ( التجاهل – الصمود – المواجهة ) )
فكما رأيت أخي المتعالج من الوسواس أن كل ركن من هذه الأركان قد حصل على ثلث العلاج وهذا إنما يدل على أهمية كل واحد منها فلو فرطت في أحدهما فتكون قد فرطت في ثلث العلاج ويكون شفاؤك على أعلى تقدير 66بالمائة !! ، وهذه النسبة تكون لمن أجاد تطبيق الركنين الآخرين دون نقص .
مع أن كثيرا من المتعالجين هداهم الله يكتفون بركن واحد وغير كامل أيضا !!
ثم يتحسنون كثيرا في البداية ولكن الوسواس لا يزول نهائيا !! ولهذا يكثرون من السؤال عن سبب تأخر الشفاء النهائي !! مع أنهم لم يطبقوا سوى 33 بالمائة من العلاج أو أقل !!
الشرح المفصل لهذه الأركان
لقد بينت فيما سبق أهمية هذه الأركان وحاجة المتعالج لها جميعا كما بينت أيضا أن التفريط في واحد منها يجعل العلاج ناقصا ومعرضا للانهيار في أي وقت .
وسأفصل الآن في بيان هذه الأركان الثلاثة :
الركن الأول
( ( التجاهل التام ) )
والمراد بالتجاهل التام هو تجاهل جميع الأفكار الوسواسية صغيرها وكبيرها وعدم الالتفات لها نهائيا ويجب ألا يكتفي المتعالج بعدم فعل السلوك الوسواسي بل يجب عدم التفكير به أيضا !!
فلو توضأ إنسان ثم أحس بخروج شيء منه فيجب ألا يلتفت لهذا الأمر نهائيا بل يذهب إلى الصلاة مباشرة كما يجب عليه ألا يحاول إقناع نفسه بعدم خروج شيء منه !! لأن محاولة الإقناع هي وسواس في حقيقة الأمر يجب مقاومتها واعلم أيها المتعالج أن أفضل علاج للوسواس هو تجاهل الفكرة مع بقاء الإحساس بالخطأ !! لأن إقناع النفس بصحة تجاهل الفكرة يلغي فائدة المقاومة نهائيا ، لأننا نريد بعلاجنا هذا أن يعتاد المتعالج على الصمود أمام الفكرة الملحة وصموده هذا يجعل الإلحاح يخف تدريجيا إلى أن يزول نهائيا بإذن الله .
بخلاف القناعة بصحة التجاهل فإنه لا يؤدي الغرض الذي نريد بل هو مثل فعل السلوك الوسواسي سواءا بسواء !! لأن الموسوس يفعل السلوك الوسواسي ليوقف الفكرة الملحة !! والآخر أقنع نفسه بعدم صحة الفكرة الملحة ليوقفها عن الإلحاح أيضا وكلا هما سواء !!
فمثلا : لو ألحت فكرة وسواسية على المتعالج أن يده نجسة !!
فهو لا يخلوا من ثلاثة أحوال :
1/ أن يغسل يده لتتوقف الفكرة !!.
2/ أن يقنع نفسه بعدم نجاستها فتتوقف الفكرة أيضا !!
وكلا الحالين خطأ !!
3/ عدم غسلها نهائيا وعدم التفكير بها حتى تستمر الفكرة بالإلحاح ثم تتوقف بسبب عدم الاستجابة .
وهذا هو التصرف الصحيح لأن توقف الفكرة الملحة جاء بسبب التجاهل فقط ولم يأتي بسبب التجاوب كما في الحالين الأول والثاني .
**ولد مزغنة**
2008-11-11, 04:29
الركن الثاني
المواجهة وعدم الفرار !
ونقصد بالمواجهة : أن يواجه المتعالج الفكرة الوسواسية بكل شجاعة ويلغي فكرة الهرب نهائيا ثم يثبت في المواجهة!
فكم هرب المتعالج من الوضوء أمام الناس !! وكم مرة هرب من الصلاة في المسجد ، أو هربت المرأة من الصلاة أمام أهلها وأخواتها !!
وكم مرة هرب فيها المتعالج من الزيارات العائلية أو رفض الخروج من المنزل قبل صلاة العشاء حتى لا تدركه الصلاة في مكان بعيد عن بيته !!
وكم هي المرات التي هرب المتعالج فيها من الدخول إلى دورات المياه العامة !! بل قد يهرب من جميع دورات المياه إلا من واحدة اختص بها لنفسه ومنع منها غيره !!
بل قد يصل الأمر بالمتعالج أن يختصر دخول دورات المياه وسوسة !! مما يعود عليه بالضرر مرتين ! ضرر صحي وضرر في تأخر الشفاء .
هذه أمثلة فقط وإلا فالمواقف التي يهرب منها المتعالج كثيرة جدا !! والمشكلة أن المتعالج يظن بهروبه هذا أنه حقق شيئا ذا بال !! وما علم المسكين أنه يضر نفسه بنفسه !!
وأن هروبه هذا يؤجل الشفاء فترة أطول فلو استمر في هروبه عشرين سنة فمعنى ذلك أنه يؤخر الشفاء عشرين سنة أيضا ولا يمكن أن يأتي الشفاء دون مواجهة !! فالمواجهة حتمية مهما طال الزمن فلماذا يتأخر المتعالج بتطبيق هذا الركن المهم وهو ركن ( المواجهة وعدم الهرب ) !!
والغريب في هذا الأمر أن الوسواس يسهل للمتعالج سياسة الهرب من المواجهة !!
مثال يوضح ذلك : لو دخل المتعالج المسجد ، فأراد أن يصلي في جهة اليسار من الصف .
فقد يأتي الشيطان للمتعالج ويحاول صرفه عن هذا الأمر ويلح عليه بأن يصلي في جهة اليمين ويبدأ بسرد الأدلة في بيان أفضلية اليمين !
وهنا يبدأ المتعالج بالتوتر ويجد نفسه مضطرة للذهاب إلى جهة اليمين بل ويحس أحيانا بسهولة الذهاب لليمين وصعوبة الصلاة في جهة اليسار !!
ولهذا يجب على المتعالج أن يتفطن لهذه الحيلة الشيطانية ولا يغتر بسهولة الأمر عند الهرب من المواجهة وتخفيف الضغط عليه من قبل الوسواس !!
لأن الشيطان إنما يريد بهذا التسهيل سلب سلاحك الفعال في مقاومة الوسواس وهو ( المواجهة ) وإبداله بهذا السلاح الضعيف ( الهرب من المواجهة ) والذي سيكون مع الوقت وبالا عليك ويتحول من سلاح ضعيف أمام الوسواس إلى خنجر مسموم يقضي على جميع الإنجازات التي حققتها بفضل الله ثم بفضل هذا العلاج الذي بين يديك
فاحذر أن تستبدل سياسة المواجهة الفعالةبسياسة الهرب الفاشلة!
وسياسة المواجهة تحتاج إلى عزيمة وإصرار ، وقد بذلتُ الكثير من الوقت والجهد لكي أخرج بطريقة فعالة تكون معينة بعد الله تعالى في تطبيق ( ركن المواجهة ) وها هي الطريقة الفعالة بإذن الله :
استخدام قاعدة
( ابدأ ، استمر ، أكمل )
وهذه القاعدة هي الطريقة الفعالة بإذن الله تعالى لتطبيق هذه السياسة :
فلو أردت الوضوء مثلا فبدأ الشيطان بتخويفك وإرهابك فهنا إياك من الانسحاب بل طبق هذه القاعدة بسرعة وابدأ الوضوء مباشرة وقل :
( بسم الله ) .
ثم تمضمض واستنشق وهكذا حتى تنهي الوضوء ، فإن ضغط عليك الوسواس لكي تقطع الوضوء فاستمر فيه ولا تبالي بالوسواس فإن استمر الضغط الوسواسي عليك فأكمل الوضوء حتى النهاية وإياك ثم إياك من الانسحاب .
وبهذا تكون قد أنهيت الوضوء كاملا بعد تطبيقك هذه القاعدة ( ابدأ ، استمر ، أكمل ) ، ثم اذهب إلى الصلاة فإن جاءك الوسواس يخوفك منها فطبق القاعدة مرة أخرى وابدأ مباشرة في الصلاة وكبر ، فإن ضغط عليك الوسواس فاستمر في الصلاة ولا تبالي بهذه الوساوس فإن استمر الضغط ولم يذهب فأكمل الصلاة حتى النهاية وإياك ثم إياك من الانسحاب وقطع الصلاة !
ولعلمك فالوضوء صحيح والصلاة صحيحة بفضل الله حتى لو نويت قطع الوضوء أو الصلاة فاستمر فيهما وصلاتك ووضوؤك صحيحان كما أفتاني بذلك أحد العلماء الأجلاء .
الركن الثالث
الثبات والصمود
والمقصود بالصمود والثبات أمران :
أولا : هو صمود المتعالج على تجاهل الفكرة الوسواسية وعدم تنفيذها أو التفكير بها .
ثانيا : استمرار المتعالج بالعبادة وعدم قطعها مهما واجه من أفكار !
وذلك بأن يستمر بالصلاة والوضوء والغسل وغيرها من العبادات ولا يقطعها أبدا .
والصمود والثبات غالبا ما يكون بعد التجاهل وبعد المواجهة .
وهذا الركن هو أهم أركان العلاج لأن جميع الأركان تستند عليه فلو فشل الإنسان في الصمود فقطعا سيفشل بركن المواجهة وركن التجاهل أيضا !!
لأنه لا يمكن أن يكون هناك تجاهل ومواجهة فعالة مع عدم الثبات والصمود !!
فلو أحس المتعالج بخروج قطرات بول منه ولكنه تجاهل الفكرة ولم يفكر في الأمر ولكن الوسواس بدأ يضغط عليه ويشتد و المتعالج لا يلتفت لذلك ولكنه بعد اشتداد الوسواس فشل في الصمود والثبات وغير ملابسه !!
فما رأيكم الآن ؟!
هل المتعالج فشل في الصمود فقط أم أنه فشل في ركنين كاملين من أركان العلاج وهما الصمود والتجاهل!!
بالتأكيد هو فشل في الأمرين معا لأن التجاهل السابق لا فائدة منه بعد أن فشل في الصمود فيه .
مثال آخر : نفرض أن المتعالج أراد الصلاة في المسجد فضغط عليه الوسواس واشتد كثيرا !! ولكنه طبق سياسة المواجهة وذهب للمسجد وعندما دخل في الصف كبر للصلاة ولكن الوسواس اشتد أكثر وأكثر !! ففشل المتعالج في الصمود وقطع الصلاة !!
فما رأيكم الآن ؟؟! هل فشل في الصمود فقط أم أنه فشل في الصمود وكذلك في المواجهة أيضا ؟!
بالطبع هو فشل في الأمرين معا لأن المواجهة لا فائدة منها بعد أن فشل في الصمود .
ولهذا قلنا بداية أن ( ( ركن الصمود) ) هو أهم أركان العلاج لأن جميع الأركان تستند عليه فلو فشل الإنسان في الصمود فقطعا سيفشل بركن المواجهة وركن التجاهل أيضا !!
ولكي يستطيع المتعالج أن يصمد أمام الأفكار يجب عليه أن يتذكر دائما أن النصر لمن يصبر في اللحظات الأخيرة فربما يصمد الإنسان مدة من الزمن ولم يتبقى سوى ثواني أو دقائق معدودة وينهار الوسواس ولكن المتعالج للأسف يكون هو السابق في الانهيار دائما !
ومن الأمور المساعدة على الثبات تذكر قاعدة ( استمر – أكمل ) وذلك بان يستمر في الصمود ولا يستسلم وإن اشتد عليه الوسواس يستمر بالصمود حتى يكمل العبادة التي هو فيها .
أو يستمر في الصمود حتى تتلاشى الفكرة الملحة نهائيا .
ـ يتبع ـ
mek_malek
2008-11-29, 22:03
مشكوررررررررررررررررررررررررررررررررررر
**ولد مزغنة**
2008-12-01, 00:12
مشكور وسلّمك الله من كل مكروه
العدواني الجزائري
2008-12-01, 01:24
لي ايظافة علي الموضوع في ما يخص الوساوس القهري او غيره لقد وقفت علي كلام للامام القرطبي في تفسيره عندما شرح الاية من سورة الاعراف( واما ينزغنك من الشيطان نزغ فستعذبالله )الاية قال عليه رحمة الله هاده الاية تنفع من الشيطان مطلقا اما من اختلجته شبهة وغلب عليه الحس فيجب مشافهته بالدليل العقلي كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم معا صاحب الابل الاجرب لما سئله عن العدوي قال فمن اعدي الاول فصتئصل الشبهة من اصلها . انتهي
اما ابن القيم عله رحمة الله له فصل في كتابه طريق الهجرتين باب قاعدة في حفظ الخواطر ارجوا من الاخوة مراجعة هاذا الفصل من الكتاب ما دامت المشكلة تكمن في الخاطر( الفكر) ولقد وقفت علي كلام يشبه هاده القاعدة في مجلة بالفرنسية من تاريخ1975r Revue psychologique titre la peur
Discipline de la pansai
Le conflit psychologique entre la peur le désire et interdis :19:
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir