المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من طبائع النّفوس **الشيخ محمّد الغزالي رحمه الله **


زكرياء1409
2010-12-11, 15:13
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقتطفات من كتاب تأملات في الدين والحياة للشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى ص 145/144




من طبائع النفوس

هناك رجال يؤثرون الهزيمة المنطقية الصريحة على النصر الملتوى اللئيم! ويوجهون سياستهم فى

الحياة على هذه القاعدة اللازمة الدائمة! لا ترى أزمات الدنيا منهم . إلا شخصية لها مبدأ واحد .

وعقلية لها تفكير واحد . ولتكن النتائج بعد ذلك ما تكون! وهم قد يستطيعون تحقيق أغراضهم لو

غيروا قليلا من اتجاه نفوسهم . واتجاه عقولهم . أو قد يستطيعون لو تغيروا قليلا أن يفوتوا على

خصومهم أهم أغراضهم . ومع ذلك يرفضون . فإما نصر يجىء وفق مبادئهم النفسية واستقامتهم

العقلية وأسلحتهم المرضية أو.. لا نصر!

فلا قيمة له إن جاء من غير هذه الطريق..

وفى طليعة هؤلاء الرجال على بن أبى طالب كرم الله وجهه . فقد كان منطقيا مع نفسه على هذا

النحو الدقيق . يسعى إلى النصر من سبيل الشرف والصراحة ولو أدركه الجهد وغامت النتائج! ويكره

هذا النصر من كل السبل الأخرى . بل يرفضه وهو فى متناول يده.!

وتفصيل سيرته معروف. ونسوق على سبيل المثال منها موقفه عندما سبقه جند الشام إلى

الاستيلاء على الماء . وكان يستطيع تدويخهم عطشا بعد أن استولى عليها منهم . ولكنه أبى ذلك

وتركهم يستقون!!

وكان أعداؤه يعلمون أن طبيعته تأبى عليه حرمانهم من الماء وإن سبقوه هم بالحرمان . ذلك أن عليا

يكره النصر بهذا الثمن ويحتقر الحرب بهذا السلاح . فإن طبيعة الفرسان ذوى التقاليد الكريمة . أن

يبرز الواحد منهم لصاحبه فى الساحة العادلة . فإذا زلقت قدمه لم يسارع إلى الإجهاز عليه بطعنة

غادرة . بل أعانه على الوقوف لينتصر عليه فى مبارزة شريفة . أو هى فى زماننا طبيعة الرجال

الرياضيين . لا يسجل لأحدهم الفوز فى مباراة ما . إلا إذا خضعت لقوانين اللعب . واطمأن إليهم ضمير

الحكم . ومن ثم رفض `على` النصر القريب حول مواقع المياه . لأن عناصر الغلب الشريف لم تتوفر

فى هذه المبارزة أو لأن قوانين النزال لم تراع فى هذه المباراة . وإذا كان خصومه قد انتهكوها فإن

ذلك لا يبيح له انتهاكها.!

ومن هؤلاء الرجال أنس بن النضر فقد أقبل وهو واحد على المشركين وهم جيش مع أن النتيجة

محققة . لأن الأمر عنده ليس أمر هزيمة أو نصر . ولكنه أمر رجل قطع على نفسه عهدا فاستقام مع

منطق نفسه الموقنة وحدها!! غير مكترث لمنطق الحياة وسياسة النجاة ولو إلى حين.

ومنهؤلاء فى الجاهلية `كليب ` سيد بنى تغلب . قيل له: الرمح وراءك . فأبى أن يلتفت إليه حتى قتل

به! لأن كليبا لا يرى بأسا من أن يهزم فى معركة يكون قتله فيها غيلة . ولا يرى لعدوه شرفا فى

إدراك هذا النصر. وتلك نفوس تؤثر الهزيمة الشريفة . كما قلنا . على النصر الخسيس!. على أنه

تبقى بعد ذلك أسئلة شتى عن مدى نفع هؤلاء الرجال لأممهم . وعن قيمة النجاح الذى تحظى به

سياستهم فى عالم ملىء بالانتهازيين والانتفاعيين؟؟ ومع رجال يدينون بأن الغاية تبرر الوسيلة؟؟

وفى تاريخ يضم أصحاب المبادئ الجامدين عليها بالحمق . والعقم . وضعف النظر . وضيق الأفق؟؟

ومهما كثرت هذه الأسئلة المتفهمة تارة والمتهكمة تارة أخرى . فإن أمثال هؤلاء الرجال مدار لقوى

الخير الذى لابد منه على ظهر الأرض . ومظهر للإنسانية المتعالية بفضلها ونبلها على الأعراض

والمغريات.!

fatimazahra2011
2010-12-14, 19:22
http://www.al-mhj.com/up/uploads/images/al-mhj-2fe0977445.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayatc67888cab2.gif


http://store2.up-00.com/May10/Cpq97973.gif

http://dc06.arabsh.com/i/00838/kvvw3txepjzm.gif

islameaya
2010-12-14, 20:01
جزااااااااااك الله خيرا

فريدرامي
2010-12-14, 21:48
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

سيف92
2010-12-15, 10:25
الله أكبر دمتتم ودامت تدخلاتكم لانقاد اخوانكم من الضلال

جواهر الجزائرية
2010-12-17, 10:21
جزاك الله كل الخير والصلاح
وجعلكم لؤلؤ الاسلام وخير الفلاح