المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المغنية مادونــــا، وفقير بـــــلادي!! / قصة من الواقع


boulboul
2008-06-30, 20:17
في صبيحةِ هذا اليوم الصيفي، خرجتُ من منزلي لقضاءِ بعضِ الحوائج، فإذا بي أرى مسكيناً بائسَ القسماتِ، رثَّ الثيابِ، ثقيلَ الخطوات، قد احْدَودَبَ ظهرُهُ، وارتخَتْ كتفاه حتى باتت لا تصلحُ حَمْل صغيرٍ أو احتواءِ حبيبٍ، فقد هدتها همومُ الأيامِ وأحمالُها ...

اقتربَ من حاوية القمامة، وأدخلَ يداً مرتجفة لم يبق منها إلا بقايا قديدٍ، ورسمٌ سيءٌ لهيكلٍ عظميٍّ، وعروقٌ ملتويةٌ ما زالت تَنتظرُ دورَها لخروجِ الروحِ منها !!

أدخلَ يده بين القاذورات.. يقلبُ.. يبحثُ عن رزقٍ ألقاهُ بَعْضُ البشرِ.

فأخرجَ حبتانِ أو ثلاثة مِنَ الخُضارِ.. !!!

نعم خضارٌ!! رماها أحدُهم في القمامةِ ربما لِعَفَنٍ أصابها أو لدودٍ سَكَنها ..

أخذها هذا المسكين، ووضَعْها في جيبه، وانطلق ليعيشَ على قَدْرِ ما تحملُ هذهِ الحباتِ العفنةِ من قوتٍ للحياة...

فَذَرفْتُ لِحالهِ من الشفقةِ دموعاً، لا يذرِفُها إلا المتأسفُ العاجزُ الملتاعُ، الذي تطاولتْ عيناه لبناءِ صرحَ بلدِهِ عالياً سامياً، وشلت يداه الضعيفتان للوصولِ إلى قِمّةِ البناءِ..

سألتُ نفسي: هلَ كُتِبَ على هذا الفقير أنْ يُلَمْلِمَ رزقه منْ حاوياتِ القُمامةِ؟

أم أنَّ طعامَهُ سرقَهُ أحدُ المبطونين الأغنياء ؟!

وعدتُ أدراجي ودخلتُ بيتي حاملةً السخطَ والألمَ، و كانَ صوتُ المذياع قد ملأَ المكان، وكأنَّه جلسَ لي بالمرصاد لِيُكْمِلَ لي حكايةَ غضبي وألمي.

فسمعتُ خبراً مفاده أنَّ المطربةَ الأميركيةَ مادونـــــا، وقَّعتْ عقداً بقيمةِ (25 مليون دولار أمريكي)، وذلك مقابل إقامة حفلتين غنائيتين تستغرقان 3 ساعاتٍ في مدينة دبـــــي.

مما يعني أنَّ الدقيقةَ الواحدةَ ستكلفٌ حوالي 170 ألف دولار لكل دقيقـــــة

!!!!!!!!!!!! !!!

انتهى الخبر.... وانتهى معه شعوري بكرامة العرب وعزتهم

ماذا أقولُ وبأي لهجةٍ سأكتبُ وأصرخ وأنا أرى جيوبَ أغنياءِ العربِ تُوهَبُ لعيون لمادونـــــا ، وفقير بلادي يقتات على مخلفاتِ قُمامـــــــــةٍ !!



فيا أصحابَ الأموالِ رفقاً بالفقراء ..

فإنكم لا تعلمونَ - كمْ مِنْ طِفلٍ نَهَشَهُ الجوعُ والجهــــل- ستمسحون دمعَهُ بعطائِكمْ ..

فَبعطائِكُم ستنقذونَ أُمَّاً ممزقةَ الفؤادِ، وأباً حائراً بائساً لا يجد ما يطعم أطفاله....

أنتم – أيها الأغنياء - إنْ أَشبَعْتُمْ الفقراءَ، ستغلقونَ أبواباً منَ الفسادِ وأبواباً مِنَ الجرائمِ..

وبذلك تمنحون للحياة أجيالاً مُتَعَلِمـــةً مُنتِجــةً بَنّـــاءةً، وستفتحون أسباب الرّحمة والرزقِ منَ السماء.



هذه حكاية مادونــــــــــا وفقير بلادي قد سمعناها..

والسمعُ ناقصٌ بلا فهمٍ ..

والفهمُ يحتاجُ لقرارٍ وحركةٍ ...

والحركةُ يلزمها وضوح الهدفِ والإيمان به ...

فإذا ما اتضحَ الهدفُ سعى الإنسانُ ..

فتحركَ .. فــبَنَى ورَفعَ .. ثم أعْـطى وبَـذَل..

فكان بهذا إنســـــاناً... وكانت الحياةُ القويمةُ .

فبعد أن سمعنا، أما آن لنـــــــــا أن نبدأ ؟؟

Abjad
2008-06-30, 20:59
حقا إنها قصة معبرة

ولكن من يأبه ؟

فالكل يقولون "نفسي ، نفسي"

ماذا تفعل إذا لم يرى الغني الفقير

ليس بعينه وإنما بقلبه ، لا شيء

ومع أنهم لا ينفقون عليهم

إلا أنهم يقهرونهم ورأيت الكثير منهم

يقهرةنهم بأنهم أكثروا من التسول

والذل حتى تصل بهم الجرأة إلى ركلهم والبزق عليهم

ألا تبكيك هذه ؟ ولكن ليس بيد المساكين شيء

غير الله فهو الغني الحميد

شكرا لك أخي boulboul

تحيااااتي

le fugitif
2008-06-30, 21:05
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ولا حول ولا قوة الا بالله شكرا بلبل

http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/kitty.gif

النيلية
2008-06-30, 21:35
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم

ولا يمنع ذلك من اننا مسئولون ايضا عن هؤلاء الفقراء وعن تقديم يد العون اليهم

boulboul
2008-07-01, 15:37
شكرا للجميع على المرور و التفاعل