مشاهدة النسخة كاملة : بحث عاجل
مساء الخير
ارجو منكم ان تساعدوني في بحثي حول
النظرية العلمية و البحث السوسيولوجي
hano.jimi
2010-12-07, 19:49
المعرفة العلمية والبحث السوسيولوجي
د. عبد الغني عماد
اعتمد الناس منذ القدم على طرق متعددة لفهم الظواهر الانسانية، وهذه الطرق
المتعددة والمختلفة تأتى عنها أنواع من المعرفة يمكن تصنيفها الى أربعة أصناف:
١- المعرفة الحسية: وهي في الغالب تعتمد على الحواس والخبرة الذاتية المتأتية
والتعميمات التي Trail and error أو المحاولة والخطأ Chance من المصادفة
يؤمن بها الأفراد من خلال التجربة والخبرة الذاتية. وهذه من أقدم أنواع المعرفة
وأسهلها استنتاجًا وملاحظة، إذا لا تحتاج الى حجج وبراهين تثبتها، فالانسان
عندما يعجز عن تفسير ظاهرة ما، فإنه يرجعها الى قوى غيبية. وبالرغم من
المشكلات المنهجية للمعرفة الحسية لجهة جمع الحقائق والوقائع وتفسيرها وتعليل
أسبابها إلا أنها تعتبر الأساس الأول لأي معرفة علمية.
ربما اكتشف الناس عن طريق المصادفة حقائق ووقائع، ولكنهم بالتأكيد تعلموا
أشياء أخرى بالمحاولة المقصودة عن طريق التجربة والخطأ. وعن طريق ذلك
تراكمت كثير من المعارف والخبرات الانسانية. وهناك الكثير من التعميمات
الشائعة بيننا نؤمن بها اعتمادًا على الخبرة المكتسبة وليس إعتمادًا على موضوعية
التعميمات ذاتها أو مصداقيتها. فهناك معارف اكتسبها الانسان يناقض بعضها
بعضًا. ويكفي استرجاع بعض الأمثال والحكم الشعبية السائدة ليتبين مدى تناقضها
في بعض الجوانب.
٢- المعرفة التسليمية أو النقلية: وهي تعتمد على الأخذ بالموروث وإقتباس ما
كتبه أهل الثقة في مختلف المجالات، حتى ولو كانوا مخطئين في بعض أو كل ما
قالوه. لقد إعتمد الانسان قديمًا على الكهنة والحكماء في اكتساب المعرفة، وتطور
العلوم حفل بإصطدامات عديدة مع أمثال هؤلاء الذين اعتبروا أنفسهم حراسًا
للتقاليد.
وبما أن الموروث ومصادر الثقة هذه يمكن أن تكون خاطئة، فإن مخاطر
الاعتماد عليها تبدو واضحة. ومع ذلك تستمر المعرفة التسليمية عندما لا تتوفر
الحقائق والدلائل الكافية اللازمة لحل مشكلة معينة. فمن الطبيعي أن يكون رأي
صاحب الخبرة والدراية بالمشكلة أكثر قيمة ووزنًا من رأي من ليس له خبرة
ودراية. ومن جهة أخرى يستمر الناس في اعتماد الموروث ومصادر الثقة عندما
لا يتوفر لهم الوقت والتدريب الكافي لحل المشاكل التي تعترضهم.
المعرفة الحسية والتسليمية هي أوسع حدودًا وتأثيرًا في المجتمعات المتخلفة
منها في المجتمعات المتقدمة، لكنها موجودة في كل المجتمعات. إن قوة تأثير
وشيوع المعرفة الحسية والتسليمية يعتبر مؤشرًا من المؤشرات التي تدل على
التخلف العلمي في المجتمع.
٣- المعرفة الفلسفية: إنها المرحلة التي تتميز بالشك في كل أو بعض ما هو
2
موروث وشائع، حيث لا يمكن الوصول الى الحقيقة والمعرفة إلا عن طريق
التأمل والحوار العقلاني. المعرفة الفلسفية تأملية عقلانية تتجاوز متطلبات الحياة
اليومية والمعرفة الحسية والتجارب الإجتماعية، إنها أساس البناء الحضاري
والفكري للإنسان والمجتمع. إنها تصور ذهني يتكون في العقل والذي يقابله
الوجود المحسوس. ويقال إن لكل إنسان فلسفة حياتية ونظامًا فكريًا وايديولوجيًا
يستمده من المجتمع الذي يعيش فيه ويتفاعل معه، وهذا صحيح الى حد كبير، اذ
أن الفلسفة أو الايديولوجية كمنظومة فكرية هي أساس سلوك الإنسان وعمله
اليومي وأساس علاقاته وتفاعلاته مع الآخرين.
إن إدراك الإنسان للأشياء كما هي في الواقع هو المعرفة، وهو يدركها كما هي
بواسطة الحواس، لكن تأويله لهذه الأشياء وتفسيره لها، وتوظيفه لأبعادها ومعانيها
لا يكون عن طريق الحواس، بل عن طريق العقل.
٤- المعرفة العلمية: وهي بلا شك أرقى درجات المعرفة وهي في النتيجة محصلة
مجهود فكري منظم يندرج في إطار دراسة الأشياء والظواهر دراسة موضوعية
حيادية تعتمد على خواصها وطبيعتها والعلاقة بين ظاهرها وباطنها، وهي في
دراستها هذه تبتعد عن التحيز والتعصب والأفكار الشخصية والذاتية التي يحملها
الأشخاص الذين يقومون بدراستها ووصفها وتحليلها.
ذلك أن النتائج التي (induction) تعتمد المعرفة العلمية أساسًا على الاستقراء
والقياس المنطقي قد لا (deduction) يصل اليها الإنسان عن طريق الاستنباط
تصدق ولا يمكن أخذها بعين الإعتبار إلا إذا قامت على مقدمات صادقة وثابتة
وموضوعية. وعليه إبتكر العقل الإنساني التفكير الاستقرائي ليكمل به التفكير
الاستنباطي في البحث عن المعرفة. ففي الوقت الذي يعتمد فيه الاستنباط على
قضايا وبديهيات ومسلمات ليخرج منها بنتائج، يعتمد الاستقراء على جمع الأدلة
والبراهين المادية والعلمية التي تساعد على اصدار تعميمات محتملة الصدق
والثبات. وإذا استطاع الباحث ان يصل الى نتيجة عن طريق الاستقراء فمن
الممكن أن يستخدمها كحجة علمية في استدلال استنباطي أو فلسفي. وهكذا فالبحث
العلمي يعتمد على الاستقراء ويعتمد على الاستنباط ايضًا، فكل جانب يعزز نتائج
.( الجانب الآخر ويدعم صحتها وعلميتها( ١
وتتكون المعرفة العلمية من حقائق ومعلومات متكاملة قادرة على تفسير
التفاعلات والتغيرات التي تتعلق بالظواهر المدروسة والعناصر والمواد التي
تتكون منها، وهذه الحقائق ينبغي أن تكون نظرية وتطبيقية في آن واحد، ذلك أن
العلم لا يسمى علمًا دون أن يصل الى نظريات وقوانين وفرضيات، وهي في كل
الحالات تبقى قابلة للزيادة والتراكم كلما ازدادت الأبحاث النظرية والتطبيقية. إن
أي أن حقائقها (Empirical) المعرفة العلمية هي معرفة أمبيريقية وتجريبية
وقوانينها لم تظهر إلا بعد دراسات وأبحاث ومسوح ميدانية وعلمية. وأ هم ميزة
من ميزات المعرفة العلمية أنها نسبية، قابلة للتبدل والتغير تبعًا لتبدل وتغير
الظروف الموضوعية للظواهر والوقائع التي تدرسها وتحللها.
3
ولا يمكن فصل الجانب التطبيقي عن الجانب النظري في المعرفة والبحث
العلمي، فكلاهما يعتمدان على بعضهما البعض، والجامع بينهما هو التفكير العلمي
ومن أبرز مميزات التفكير العلمي: Critical thinking والتفكير النقدي
- أنه يفترض دائمًا سبب للحوادث والوقائع، وهو يسعى لكشف هذه الأسباب ما
دام ذلك ممكنًا.
- أنه يرفض الاعتماد على مصادر الثقة والموروث المعرفي، بل يعتمد الفكرة
.Evidence القائلة بأن النتائج لا تعتبر صحيحة إلا إذا دعمها الدليل
- الأفكار والحقائق سواء تم الوصول اليها عن طريق المنطق أو عن طريق
الاستعانة بمصادر الثقة، يجب أن تخضع للاختبار والتجربة لإظهار صحتها أو
بطلانها.
-يجب أن تكون حيثيات النتائج التي يصل اليها التفكير العلمي منطقية دائمًا.
بمعنى أن النتائج يجب أن تكون متمشية مع الدليل ومع الحقائق المعروفة، ومع
التجربة داخل مجال الدراسة.
واستخدام طريقة التفكير العلمي تؤدي الى نظريات وقوانين علمية، لا يمكن
فهمها والتوصل اليها بدون فرضيات تشكل المادة الأساسية لهذه النظريات
هي مجموعة من الأفكار والآراء والمفاهيم (Hypothesis) والقوانين. فالفرضية
غير المبرهنة وغير المعززة بالحجج والدلائل الاحصائية، انها جواب مقترح قد
تثبت صحته حيث يتفق مع الحقائق المتوفرة، وقد يكون خاطئًا ينبغي اهماله،
وبالتالي البحث عن فرض جديد. أما النظرية العلمية فهي منظومة من الأفكار
يوجد بينها ترابط، يضعها في قالب منسجم يعكس معنى المفاهيم التي يطرحها
الباحث في سياق أبحاثه الأكاديمية. وهي لا تقتصر بطبيعة الحال على مجرد
الانسجام والاتساق المنطقي بين حججها وبياناتها، وانما تتعدى ذلك الى التحقق
العلمي الناتج عن اختبار أدلتها وافتراضاتها اختبارًا يعتمد على التجربة والقياس
وغيرها من وسائل البحث العلمي، بحيث تكون بعد ذلك قادرة على الكشف عن
العلاقات الوظيفية بين ظواهر معينة وتفسيرها وتوضيح المبادئ والقوانين المنظمة
لها. أما القانون العلمي فهو المفسر للعلاقة التي تقوم بين ظاهرتين أو أكثر. فعندما
نقول إن الظاهرة (أ) سببت وقوع الظاهرة (ب). فإننا نعني إذن أنه يوجد علاقة
Causal laws “ سببية ومنطقية بين الظاهرتين.والقوانين العلمية نوعين ”سببية
القوانين السببية تفسر العلاقة الموضوعية بين Functional laws “ و”وظيفية
حادثتين أو ظاهرتين، يعتمد أحدها على وجود الآخر المستقل. كالقانون الذي يربط
بين ظاهرة مستقلة، كالحرارة مث ً لا وظاهرة التبخر أو المطر. أما القوانين الوظيفية
فتعبر عن العلاقات بين الظواهر التي توجد في آن واحد، وتتغير تغيرًا نسبيًا
بحيث تعتبر كل منهما شرطًا من شروط وجود الأخرى، دون امكان القول أن
أحدهما سبب والأخرى نتيجة. والقوانين الوظيفية تكثر في العلوم الاجتماعية
وتكون صحتها أعلى نسبيًا من صحة القوانين السببية وذلك لتعقد الظواهر
الاجتماعية وكثرة المتغيرات التي تؤثر فيها.
4
ان العلوم الاجتماعية والانسانية لا تتمتع بدقة العلوم الطبيعية لأنها لم تتمكن
حتى الآن من اكتشاف القوانين السببية الثابتة التي من خلالها نستطيع تفسير
الوقائع والأحداث والظواهر الاجتماعية، ويعود ذلك لصعوبة الحقل الدراسي الذي
هو المجتمع والانسان، حيث تتشابك العوامل والمتغيرات مع بعضها البعض بحيث
يصعب اعادة أو تفسير سلوك ما لسبب واحد أو أكثر نظرًا لانفتاح الحقل الانساني
على التفاعل مع هذه المتغيرات وفق أنماط مختلفة ومتعددة بحيث يصعب حصرها
وتحديدها.
ولا يخفى أهمية القوانين العلمية، فهي تساعد على تفسير الغموض الذي
يصاحب بعض الظواهر والوقائع، ويكشف الاسباب المؤدية لحدوث بعضها،
وتساعد على حل المشكلات الطبيعية والاجتماعية التي تواجه الانسان، بل يمكنها
في كثير من الأحيان التنبؤ بما سيطرأ على الوقائع والظواهر من تغييرات في
المستقبل. ولكي تصبح القوانين علمية، ينبغي أن تتمتع بالقدرة على تفسير الوقائع
والظواهر التي تدرسها وأن تكون قادرة على التنبؤ بها قبل وقوعها، علمًا أن
الكثير من القوانين العلمية تكمل بعضها البعض والقليل منها يلغي الآخر، بحيث
يصبح القانون الملغى بحكم المتجاوز وبالتالي خارج دائرة العلم. نخلص الى أن
القوانين العلمية، نسبية في صحتها وليست مطلقة، مما يعني أن لا أحد يملك
مفاتيح العلم لوحده.
هل يمكن أن تبلغ معرفة الظاهرات الاجتماعية درجة من الدقة والوضوح
تسمح بوضع قوانين يمكن تعميمها في العلوم الاجتماعية بما يشبه القوانين في
العلوم الطبيعية؟ هذا السؤال كان مثار نقاش منذ القرن الثامن عشر ولا يزال. في
القانون الطبيعي هو تعبير رياضي دائم الصحة ينتج (exact) العلوم الصحيحة
عن علاقات متكررة وملاحظة وتجربة في الظاهرات الطبيعية. إذن انه نتاج
علاقة ثابتة بين ظاهرتين أو أكثر. والعلاقة الثابتة هي من أصعب المسائل التي
يمكن اثباتها أو تقريرها في العلوم الاجتماعية.
الذي يعتبر ان لكل حدث سببًا. Determinism فهي مرتبطة بمبدأ الحتمية
والأسباب نفسها إذا اتيحت لها الشروط نفسها تنتج الأحداث نفسها، مما ينطوي
على وجود قوانين خاصة تربط الوقائع بالأسباب المقدرة لها. والحتمية في
الظاهرات الاجتماعية مسألة طرحت منذ نشأة علم الاجتماع واستقطبت نقاشًا
موسعًا وكبيرًا، لكنه خُفت منذ مطلع القرن العشرين، بسبب ما لحق بعلم الفيزياء
من تطور في مجال الميكروفيزياء، اضافة الى ما أحدثته نظرية اينشتاين النسبية
التي تقول إن الزمن لا يمر بالوتيرة نفسها لفردين يلاحظان ذلك ويتحركان الواحد
.( بالنسبة للآخر ( ١
هذه الأفكار والقوانين العلمية الجديدة أثرت كثيرًا على الخاصية الميكانيكية
الصارمة لمفهوم الحتمية التقليدي، بحيث أصبحت ”الحتمية“ في العلوم الطبيعية،
”احتمالية“ في العلوم الاجتماعية، فالميدانان مختلفان. إن دراسة الأسباب والنتائج
في الظاهرات الاجتماعية، يمكن أن تؤدي الى قوانين اجتماعية، ليست بالضرورة
5
حتمية الوقوع، بقدر ما يمكن أن تكون احتمالية إحصائيًا، لذلك أصبحت صرامة
القوانين الاجتماعية محدودة بنسبيتها، وهي نادرًا ما تكون مطلقة وعالمية، لأنها
تمثل في معظمها نسبية عالية.
البحث السوسيولوجي
التعريف: يعرف علماء الاجتماع البحث بأنه مجموع العمليات المتميزة
والمتتابعة والمتداخلة التي يقوم بها دارس أو أكثر في علم من العلوم بهدف جمع
معلومات بشكل نظامي تنير ظاهرة ما قابلة للملاحظة بهدف شرحها وفهمها إنه
محاولة لاكتشاف المعرفة، والتنقيب عنها، وتنميتها، وفحصها، وتحقيقها بتقصٍ
دقيق، ونقد عميق، ثم عرضها عرضًا مكتم ً لا بذكاء وإدراك لكي تضاف الى
الانتاج الحضاري الإنساني.
والبحث الاجتماعي يتبع نفس المسار الفكري للعلوم الطبيعية. فعن طريق
دراسة الظاهرات، يجب أن يتبين القوانين التي تحكم الظاهرة وحدوثها دون التأثر
بالأفكار الميتافيزيقية والشائعة. فعن طريق شرح الظاهرة تتضح العلاقات ما بين
أسبابها ونتائجها( ١) والبحث العلمي، اجتماعيًا كان أم غير اجتماعي لا يعتبر
مجرد تتابع تقنيات يطبقها الباحث بشكل دقيق لينجح في عمله. البحث الاجتماعي
يتحدد، بالرغم من كونه ظاهرة خاصة بالعلم المعاصر، من التزاوج بين تقليدين
أوروبيين قديمين، تقاليد النظرية الاجتماعية التي تعود الى أفلاطون، وتقاليد البحث
التجريبي الذي ينتمي الى القرن السابع عشرة إن اندماج هذين التقليدين، قد تم
الذي Impiric ، بصورة تدريجية( ٢)، بحيث أصبح البحث التجريبي والأمبيريقي
يعتمد على تراكم المعطيات والأحداث الاجتماعية والموضوعية، يتكامل مع
.Theoric وجود ه م نظري
في الخلاصة ”البحث“ يعبر عن معضلة يعاني العلم منها، ويرزح تحت
وطأتها، فيمارس الباحث بهدف معالجتها وحل مشكلتها وإزالة همها والتخفيف من
وطأتها، ما نسميه ”البحث العلمي“.. وما دامت المعضلة العلمية قائمة وموجودة،
يكون البحث العلمي موجودًا وقائمًا. فحضورها يعني حضوره، وغيابها يعني
غيابه، وحل مشكلتها يعني انتفاء الحاجة اليه. ما هي هذه المعضلة العلمية؟ انها
من جهة، وبين (theory) معضلة الرابط بين الأفكار والتصورات النظرية
من جهة أخرى. ويستحيل الجمع بين (practice) الملموس والواقع والممارسة
النظرية والواقع في فعل ذهني من طبيعة واحدة. ما هو ممكن ومتاح فقط ممارسة
الروابط والعلاقات بينهما. والعمل يملك طريقين الى المعرفة العلمية. فإما
فالأول ”استدلال هابط يبدأ (induction) واما الاستقراء (deduction) الاستنباط
من مقدمات كلية ويهبط منها الى نتائج جزئية تلزم عنها بالضرورة، وبغير حاجة
الى تجريب. أما الاستقراء، فهو استدلال صاعد يبدأ من ملاحظة جزئيات تجريبية
ليصعد منها الى صيغة كلية على هيئة قانون عام يحكم جميع الحالات المماثلة
أينما وقعت ووقتما وقعت. وهكذا نجد أن الاستقراء في جوهره عملية تعميم
.( للملاحظات التجريبية“( ١
6
وسيبقى النقاش مفتوحًا بين الباحثين الذين ينطلقون من الواقع والباحثين الذين
يعتمدون الحدس والتخيل والالهام والتكهن للملاحظة والتفسير. وكلا الموقفين فيه
ثغرات، فالوقائع الملموسة مبعثرة والروابط بينها لامتناهية في عددها، وبدون
النظر اليها بوصفها عناصر في نظام نظري متكامل، لن يكون بإمكاننا الوصول
الى حقائق وتفسيرات علمية. كذلك فالتخيل والحدس والتخمين عملية لا تكون في
فراغ، بل تتضمن في معناها الوقائع الملموسة التي تشكل موضوعًا لها، وإلا كانت
النظرية منقطعة ومقطوعة عن الواقع
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir