تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإقتراح العجيب .... قصة بقلم بوفاتح سبقاق ج 2 و الأخير


بوفاتح سبقاق
2008-06-29, 13:15
لقد ضاعت الفرصة وما خططت له منذ مدةتبخر في لحظات ، هم السبب في تضييع فرصة إخراج البلاد من الأزمة ، واصل المسؤولالأكثر أهمية خطابه وكلما ينتهي من كلمة إلا وتهتز القاعة بالهتاف والتصفيق وحتىالزغاريد ولما لا وقد أحضرت نساء خصيصا لهذا الدور .
أخذ يطوف بنظراته عبر هذاالجمع من المصفقين واستطاع أن يلمح الرجل الأنيق يرمق إليه بنظرات غريبة ، تخيلهاكلهاازدراء وشماتة فيه لأنه لم يستطيع طرح اقتراحه العجيب ، من حقه أن يفعلأكثر من هذا ، فهو على الأقل لم يحرك ساكنا، فهو يبدو متوقعا لما حدث ، ثمة شيءيحيرني ، ماذا تخفي نظراته الجليدية .
انتهى المسؤول الأكثر أهمية من كلمتهوأعلن المهم عن نهاية الندوة ، خرج المشاركون جماعات ووحدانا ، وكانت الدنيا قدأظلمت بالخارج والأجواء قاتمة وما أن ابتعد صاحب الاقتراح الذي لم ير النور عنالقاعة حتى شعر بمدى خيبته وفشله من جديد وهو يعود كما أتى ، هل ينتظر الندوةالقادمة ، أم يتوجه نحو السلطات العليا ، الاقتراح الذي بحوزته عجيب وغريب ولن يضمنله صدى وسلامة لنفسه إلا إذا ألقاه أمام الملأ ، وفيما هو منشغل بهذه التساؤلات حتىشعر بيد تربت على كتفه وسيارة تتوقف بقربه ، التفت فإذا به يجد نفسه بمواجهة الرجلالأنيق بصحبة رجل آخر ، لم يجد صعوبة في معرفة غريمه ولكنه احتار ، أين رأى الرجلالآخر ، وجهه ليس بغريب عليه ، ربما شاهده في أحد الأشرطة الإشهارية بالتليفزيون.
- هناك مسؤول يريد رؤيتك والتحدث إليك
- أتقصد المسؤول الذي حضر متأخراللقاعة
- لا مسؤول أكثر أهمية
- وهل أنا مرغم على رؤيته
- ليس لك فرصةالاختيار ، هيا أسرع لا تضيع وقتنابقي صالح مندهشا ووجد نفسه يمشي معهم بدونإدراك وكأنه فقد السيطرة على جسمه ، وما أن وضع قدمه على حافة السيارة حتى تأملالقمر مليا ، هذا الأخير بدا أقل جمالا مما كان عليه ساعة خروجه من القاعة وسرعانما انطلقت السيارة تشق طريقها كالسهم وكأن الشارع أراد التخلص منها في برهة منالزمن فاختفت في لمح البصر .
بعد أيام ظهرت صورة صغيرة لصاحبنا صالح في إحدىالصفحات الداخلية لجريدة يومية ،كل هذا ظهر في ركن أبحاث في فائدة العائلات .