المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل تتعلق بالايمان


عبدالمومن عبدالقدوس
2010-12-06, 13:17
جزاء الإيمان باليوم الأخر

﴿ قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [المائدة : 119] ﴾

﴿ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [الحديد : 12] ﴾

﴿ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً [النساء : 162] ﴾

﴿ وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 72] ﴾

﴿ أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 89] ﴾

جزاء من كذب بيوم القيامة

﴿ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ [الأنعام : 31] ﴾

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ [الأعراف : 40] ﴾

﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ [الأعراف : 146] وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف : 147] ﴾

﴿ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً [الفرقان : 11] ﴾

﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التغابن : 10] ﴾

تفضيل الآخرة علي الدنيا

﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران : 14] قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [آل عمران : 15] ﴾

زين للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين والأموال الكثيرة من الذهب والفضة والخيل المدربة والأنعام والزرع ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن الثواب وهو الجنَّة . قل أأخبركم بخير مما زُيِّن للنَّاس في هذه الحياة الدنيا ؟ جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ولهم أزواج مطهرة من الحيض والنفاس وسوء الخلق ورضوان من الله . والله بصير بالعباد .

﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [الأنعام : 32] ﴾

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [يونس : 23] إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [يونس : 24] ﴾

﴿ اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ [الرعد:26]﴾

الله يوسِّع الرزق لمن يشاء من عباده ويضيِّق على مَن يشاء منهم وفرح الكفار بالسَّعة في الحياة الدنيا وما هذه الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة إلا شيء قليل سُرعان ما يزول.

﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى[طه:131]﴾

لا تنظر إلى ما مَتَّعْنا به المشركين من أنواع المتع فإنها زينة زائلة متعناهم بها; لنبتليهم بها ورزق ربك وثوابه خير لك مما متعناهم به وأدوم حيث لا انقطاع له ولا نفاد.

﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ [القصص : 60] أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ [القصص : 61] ﴾

ما أُعطيتم من شيء فهو متاع تتمتعون به في هذه الحياة الدنيا وزينة تتزينون بها وما عند الله لأهل طاعته وولايته خير وأبقى لأنه دائم لا يفنى أفلا تعقلون ؟ هل يستوي من وعدناه بالجنة فهو ملاقٍ ما وُعِدَ كمن متعناه في الحياة الدنيا متاعها فتمتع به ثم هو يوم القيامة من المحضرين للنار !!

﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [القصص : 79] وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ [القصص : 80] ﴾

خرج قارون على قومه في زينته لإظهار عظمته وكثرة أمواله وحين رآه الذين يريدون الحياة الدنيا قالوا : يا ليت لنا مثل ما أُعطي قارون إن قارون لذو حظ عظيم . وقال الذين أوتوا العلم للذين قالوا : يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون : ويلكم جزاء الله لعباده المؤمنين الصالحين في الدار الآخرة خير مما أوتي قارون ولا يلقى الجنة إلا الصابرون
¤[ يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرءوا إن شئتم { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }

﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت : 64] ﴾

وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة هي الحياة الحقيقة الدائمة التي لا موت فيها لو كانوا يعلمون

﴿فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[الشورى:36]﴾
مهما حصلتم وجمعتم فلا تغتروا به فإنما متاع الحياة الدنيا فاني لا محالة وثواب الله خير للذين أمنوا وعلى ربهم يتوكلون وهو باقي فلا تقدموا الفاني على الباقي

﴿ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ [غافر : 39] مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ [غافر : 40]﴾

يا قوم إنما متاع الحياة الدنيا قليل وإن الآخرة هي دار القرار لا زوال لها ولا انتقال منها إما نعيم وإما جحيم من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب
﴿ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف : 32] ﴾

رحمة الله بخلقه خير لهم مما بأيديهم من الأموال والأشياء ومتاع الحياة الدنيا

﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الجمعة : 11] ﴾

إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئًا مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها وتركوك أيها النبي قائمًا على المنبر تخطب قل لهم ما عند الله من الثواب والنعيم أنفع لكم من اللهو ومن التجارة والله خير مَن رزق وأعطى فاطلبوا منه واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة .
سادسا الإيمان بالقدر

هو التصديق بأن كل شيء بقضاء الله وقدره وأنه الفعال لما يريد فلا يكون شيء إلا ما يريد ولا يخرج شيء عن مشيئته فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وكل شيء في العالم يجري بتقديره و تدبيره . ولا يحيد أحد عن قضاء الله
وقدره كما قال تعالي ﴿ َخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [الفرقان : 2] ﴾

﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً [الأحزاب : 38] ﴾

﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ [القمر : 49]﴾
قدر الله للأشياء وكتبها في اللوح المحفوظ قبل خلقها لقوله تعالي ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد : 22] لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد : 23] ﴾

ما أصابكم من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم من الأمراض والجوع والأسقام إلا هو مكتوب في اللوح المحفوظ من قبل أن تُخْلَق الخليقة إن ذلك على الله يسير. لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الدنيا ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل فخور .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم [ الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ] رواه مسلم
¤وعن الوليد بن عبادة قال دخلت على أبي وهو مريض أتخايل فيه الموت فقلت يا أبتاه أوصني واجتهد لي فقال أجلسوني فلما أجلسوه قال يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره قلت يا أبتاه وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره قال تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك يا بني إني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول أول ما خلق الله القلم قال أكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة يا بني إن مت ولست على ذلك دخلت النار رواه أحمد

مراتب الإيمان بالقدر

1- الإيمان بأن الله تعالي عالم بكل شيء وأنه تعالي قد علم جميع خلقه قبل أن يخلقهم وعلم أرزاقهم وآجالهم وأقوالهم وأعمالهم وجميع حركاتهم وسكناتهم وأسرارهم وعلانيتهم وعلم من سيكون من أهل الجنة ومن سيكون من أهل النار لقوله تعالي ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ [الحشر : 22]

﴿ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً [الطلاق : 12] ﴾

2- الإيمان بأن الله كتب جميع ما سبق به علمه في اللوح المحفوظ لقوله تعالي ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد : 22] ﴾

¤و عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال[ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء] رواه مسلم

3- الإيمان بمشيئة الله النافذة التي لا يردها شيء وقدرته التي لا يعجزها شيء فكل الأحداث وقعت بمشيئة الله وقدره فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لقوله تعالي ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً [الإنسان : 30] ﴾

﴿ يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ [إبراهيم : 27] ﴾

4- الإيمان بأن الله خلق كل شيء وفق تقديره كما قال تعالي ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً [الفرقان : 2] ﴾

لا تعارض بين القدر وبين إرادة العبد

الإيمان بالقدر كما سبق لا ينافي أن يكون للعبد إرادة في أفعاله الاختيارية والقدرة عليها والدليل من القرآن الكريم والواقع يؤيد ذلك

الدليل علي إرادة العباد : ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً[الكهف:29] ﴾

﴿ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً [النبأ : 39] إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً [النبأ : 40] ﴾

﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا [يونس : 108]﴾

﴿ مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ [النساء : 79] ﴾

﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا [الشمس : 7] فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا [الشمس : 8] قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا [الشمس : 9] وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا [الشمس : 10] ﴾

الآية فألهمها فجورها وتقواها إثبات لقدر الله والآيات قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها إثبات لإرادة العبد

الدليل علي إرادة العباد والقدرة عليها : ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ [البقرة : 286] ﴾
﴿ لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً [الطلاق : 7] ﴾

﴿ مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [الأنعام : 160] ﴾
﴿ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا[الإسراء : 7] ﴾

الدليل من الواقع : كل إنسان له مشيئة وقدرة علي العمل ومن خلالها يختار ما يريد ويفعل ما يريد ويترك ما يريد ويستطيع أن يفرق بين ما يقع بإرادته كاختيار الدين والعمل والتعليم والزواج والكلام والمشي والنوم والأكل واللبس وما يقع بغير إرادته كعمره ورزقه واختيار أبنائه ودقات قلبه والحواس الخمسة لديه وجميع ما لديه من أجهزة حركية وعصبيه وغيرها .
لا حجة بالقدر علي المعصية

لا يوجد حجة علي ترك أوامر الله فمن احتج بالقدر علي فعل المعاصي فهذا احتجاج باطل لعدة أسباب

1- أن الله أمر العباد ونهاهم كما قال تعالي

﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [التغابن : 16]﴾

2- أن رسول الله أوجب العمل ونهي عن التواكل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال إعملوا فكل ميسر لما خلق له أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاوة فسييسر لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ{ فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى[الليل:5]وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى [الليل:6] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل:7] وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى [الليل:8] وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى [الليل:9] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [الليل:10] متفق عليه

3- أن الإنسان غير مجبر علي المعصية والدليل أن الله لا يحاسب العبد إذا كان مجبرا كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم { رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ]

4- أن الله وضع شروطا للحساب وهي وجود العقل والإدراك واليقظة كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم [ يرفع القلم عن ثلاث الصبي حتى يبلغ والنايم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق ]

5- القدر سر لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل و لا يعلم إلا بعد وقوع المقدور وإرادة العبد لما يفعله تكون سابقة علي علمه بالقدر ولذلك لا حجة للعبد فيما لا يعلمه . كأن يقول العاصي أنا عصيت لأن المعصية مكتوبة علي فنقول له من الذي أعلمك بأن هذه المعصية مقدرة عليك ؟ ولماذا المكتوب هو المعصية وليس الطاعة والعمل الصالح

6- هل يقبل أي إنسان أن يعتدي عليه إنسان أخر فيأخذ ماله وينتهك حرمته ثم يحتج المعتدي بالقدر ويقول أن ما حدث كان بقدر الله ؟ !! لا تقبل حجته . فكيف لا يقبل الإنسان اعتداء الآخرين عليه بحجة القدر ويقبل هو الاعتداء علي حقوق الله وحدوده بحجة القدر
ثمرة الإيمان بالقدر

1- الأخذ بالأسباب مع التوكل علي الله تعالي والإيمان بأن الأسباب لا تحقق النتائج إلا بإذن الله يقول النبي صلي الله عليه وسلم [ المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير إحرص علي ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ] رواه مسلم
2- الإيمان بالقدر يعصم الإنسان من الغرور والكبر إذا أصابه خير و يعصمه من الجزع والحزن إذا أصابه ضر وبلاء كما قال تعالي ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [الحديد : 22] لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ [الحديد : 23] ﴾

3- الإيمان بالقدر سبب لهداية القلب هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى لقوله تعالي ﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [التغابن : 11] ﴾

4- الإيمان بالقدر يجعل المؤمن صابرا محتسبا

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة : 155]الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ [البقرة : 156] أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة : 157]﴾

¤ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خير له وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له ]

قال علي رضي الله عنه [ إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد : ثم رفع صوته فقال : ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ] رواه البخاري

وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة

قال شيخ الإسلام المصائب نعمة لأنها مكفرات للذنوب وتدعو الى الصبر فيثاب عليها ولأنها تقتضي الإنابة إلى الله

وثواب الصبر عظيم كما قال تعالي ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر : 10] ﴾

5- الإيمان بالقدر يقضي علي كثير من الحقد والحسد بين المؤمنين لأن المؤمن يرجع كل شيء إلي الله الخالق الرازق فالحسد هو اعتراض من المؤمن علي قدر الله للعباد . كما قال تعالي { أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ [النساء : 54]

6- الإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة ويقوي العزائم فتثبت في مواجهة الأعداء لأنها توقن أن الآجال محددة بقدر الله وأن لا يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله له كما قال تعالي { قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [التوبة : 51]

7- الإيمان بالقدر يجعل العبد يعتمد علي الله ويتوكل عليه ويثق فيه

فريدرامي
2010-12-06, 18:02
بارك الله فيك وجزاك كل خير

fatimazahra2011
2010-12-07, 06:30
http://www.al-mhj.com/up/uploads/images/al-mhj-2fe0977445.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayatc67888cab2.gif


http://store2.up-00.com/May10/Cpq97973.gif

http://dc06.arabsh.com/i/00838/kvvw3txepjzm.gif