sollo44
2010-12-04, 14:43
خرج من بيته غاضبا شديد الاحتقان ، و قال أنه يتمنى أن لا يعود لهذا المسكن من جديد و لكن أمه الطاعنة في السن قالت له بأنه مخطئ و لا بد له من العدول عن خطئه . لم يبال لها لأنه كان يعاني من وسواس غريب دفعه ذات مرة للانتحار . و دفعه كذلك للشجار مع عدة أشخاص لا يعرفهم . قال تقرير الطبيب بأنه يعاني من الوسواس القهري و سلطته الرهيبة لذلك فمن الممكن أن يشكل خطرا على الآخرين . حتى في الدول الأوربية يواجهون هذا المشكل الرهيب دون حل حقيقي . و سأله نفسه في فتور قائلا : لماذا يبدو اليوم هكذا من غير طعم أو معنى ؟
تثاقلت خطواته و هو يتجه لموقف الحافلات و رغم أنه لا يملك وجهة معينة يذهب إليها إلا أنه فكر كثيرا في إغراءات ممكنة الحدوث هذا اليوم . و عبر الضجيج و الزحام رأى فتاة جميلة تخطر كزهرة الربيع في مشية أنيقة هادئة . و خطرت في باله فكرة لتمضية الوقت و تجربة فروسيته . ركبت الفتاة في الحافلة فركب خلفها ثم تبعهما عدد كبير من المسافرين ..
و في الحافلة تزاحمت الأقدام و الأكتاف بكل قوة و لم يتبق مجال للحركة أو للتنفس . كان واقفا لأنه لم يجد مكانا للجلوس فرفع يده ليتشبث في المقبض المخصص للواقفين. ثم حاول أن يقاوم حركات الحافلة العنيفة بأن يباعد بين قدميه حتى يتفادى السقوط أو الانحراف . راح يقلب بصره في الوجوه حوله . تفحصها في سرعة خاطفة بحثا عن الفتاة . و عندما أمال بوجهه من ناحية الزجاج لمحها تقف في وضعية مزرية ، ألقى إليها بنظرات بها ألف معنى و ابتسم لها في حين كانت تتشبث في المقبض العلوي . لا يمكن لفتاة في هذه الوضعية أن تفكر في الحب أو في المعاكسة و لكنه قرر المبادرة بابتسامة أعرض !!
شعر أن أحدا يتحسس جسمه من الخلف ، استدار ليطالعه رجل غامض بابتسامة مصطنعة و قال له آسفا :
- المعذرة يا سيدي .
فرد عليه في هدوء :
- لا داعي للاعتذار فالمكان ضيق بما يكفي لمثل هذه الظروف .
و استدار من جديد إلى الفتاة الجميلة لعله ينال منها ابتسامة أو حضوة . ربما فكر في دعوتها لغداء في مطعم " المحارة" . أو ربما سيدعوها لاحقا لمشاهدة الخيول في ميدان الفروسية . و لكن الوسواس القهري مرض عجيب لا يصلح لمناسبة صاخبة . و هو أولى بالطبيب و الدواء لا بالاحتقان و الحب و الخيال . ثم انه مخطئ رغم كل شيء، فقد يعالج نفسه قبل غروب الشمس لو كان من أصحاب العزيمة !!
توقفت الحافلة في الموقف المخصص لها و نزل الجميع و نزلت الفتاة . حاول أن يتبعها و لكنها نظرت إليه بعدائية بخرت كل أحلامه . تراجع عن موقفه و شعر بالإحراج و القلق و قال أنها فتاة مستهترة مثل بقية الفتيات لعله بهذا يتمالك أعصابه .
- تقدم بهدوء نحو بائع التبغ لشراء سيجارة ، فهي الآن مناسبة لإخماد شعوره بالاحراج ، وضع يده في جيبه الخلفي لإخراج حافظة النقود فأخرجها فارغة فوضعها على عجل في الجيب الثاني فأخرجها فارغة أيضا . و في تلك الأثناء تذكر الرجل الذي تفحصه من الخلف و قال في شعور به طعم الحماقة :
- لعنة الله عليكم أيها اللصوص !!
تثاقلت خطواته و هو يتجه لموقف الحافلات و رغم أنه لا يملك وجهة معينة يذهب إليها إلا أنه فكر كثيرا في إغراءات ممكنة الحدوث هذا اليوم . و عبر الضجيج و الزحام رأى فتاة جميلة تخطر كزهرة الربيع في مشية أنيقة هادئة . و خطرت في باله فكرة لتمضية الوقت و تجربة فروسيته . ركبت الفتاة في الحافلة فركب خلفها ثم تبعهما عدد كبير من المسافرين ..
و في الحافلة تزاحمت الأقدام و الأكتاف بكل قوة و لم يتبق مجال للحركة أو للتنفس . كان واقفا لأنه لم يجد مكانا للجلوس فرفع يده ليتشبث في المقبض المخصص للواقفين. ثم حاول أن يقاوم حركات الحافلة العنيفة بأن يباعد بين قدميه حتى يتفادى السقوط أو الانحراف . راح يقلب بصره في الوجوه حوله . تفحصها في سرعة خاطفة بحثا عن الفتاة . و عندما أمال بوجهه من ناحية الزجاج لمحها تقف في وضعية مزرية ، ألقى إليها بنظرات بها ألف معنى و ابتسم لها في حين كانت تتشبث في المقبض العلوي . لا يمكن لفتاة في هذه الوضعية أن تفكر في الحب أو في المعاكسة و لكنه قرر المبادرة بابتسامة أعرض !!
شعر أن أحدا يتحسس جسمه من الخلف ، استدار ليطالعه رجل غامض بابتسامة مصطنعة و قال له آسفا :
- المعذرة يا سيدي .
فرد عليه في هدوء :
- لا داعي للاعتذار فالمكان ضيق بما يكفي لمثل هذه الظروف .
و استدار من جديد إلى الفتاة الجميلة لعله ينال منها ابتسامة أو حضوة . ربما فكر في دعوتها لغداء في مطعم " المحارة" . أو ربما سيدعوها لاحقا لمشاهدة الخيول في ميدان الفروسية . و لكن الوسواس القهري مرض عجيب لا يصلح لمناسبة صاخبة . و هو أولى بالطبيب و الدواء لا بالاحتقان و الحب و الخيال . ثم انه مخطئ رغم كل شيء، فقد يعالج نفسه قبل غروب الشمس لو كان من أصحاب العزيمة !!
توقفت الحافلة في الموقف المخصص لها و نزل الجميع و نزلت الفتاة . حاول أن يتبعها و لكنها نظرت إليه بعدائية بخرت كل أحلامه . تراجع عن موقفه و شعر بالإحراج و القلق و قال أنها فتاة مستهترة مثل بقية الفتيات لعله بهذا يتمالك أعصابه .
- تقدم بهدوء نحو بائع التبغ لشراء سيجارة ، فهي الآن مناسبة لإخماد شعوره بالاحراج ، وضع يده في جيبه الخلفي لإخراج حافظة النقود فأخرجها فارغة فوضعها على عجل في الجيب الثاني فأخرجها فارغة أيضا . و في تلك الأثناء تذكر الرجل الذي تفحصه من الخلف و قال في شعور به طعم الحماقة :
- لعنة الله عليكم أيها اللصوص !!