تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خذوا بدمي ذات الوشاح


doom45
2010-12-04, 02:44
هذه القصيدة ليزيد بن معاوية بن ابي سفيان من امراء الدولة الاموية



خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني ** رأيتُ بعيني في أناملها دمي

أغار عليها من أبيها وأمها ** ومن خطوة المسواك إن دار فيالفم ِ

أغار على أعطافها من ثيابها ** إذا ألبستها فوق جسم منعم ِ

وأحسد أقداحا تقبلُ ثغرها ** إذا أوضعتها موضع المزج ِفي الفم ِ

خذوا بدمي منها فإني قتيلها ** فلا مقصدي ألا تقوت وتنعمي

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها ** بلى , خبروها بعد موتي بمأتمي

وقولوا لها يا منية النفس ** إنني قتيل الهوى والعشق لو كنت ِتعلمي

ولا تحسبوا أني قتلت بصارم ** ولكن رمتني من رباها بأسهم ِ

ولو قبـل مبكاهـا بكيـت صبابـة ** لكنت شفيت النفـس قبـل التنـدم ِ

ولكن بكت قبلي فهيج لـي البكـاء ** بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم ِ

بكيت على من زين الحسن وجههـا ** وليس لها مثـل بعـرب وأعجمـي

مدنيـة الألحـاظ مكيـة الحشـى ** هلاليـة العينيـن طائيـة الـفـم ِ

وممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا ** بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم ِ

أشارت بطرف العين خيفـة أهلهـا ** إشـارة محـزون ٍِ ولــم تتكـلـم ِ

فأيقنت أن الطرف قد قـال مرحبـا ** وأهـلا وسهـلا بالحبيـب المتيـم ِ

فوالله لـولا الله والخـوف والرجـا ** لعانقتهـا بيـن الحطيـم ِ وزمـزم ِ

وقبلتهـا تسعـا وتسعيـن قبـلـةً ** براقـة ًبالكـف ِوالـخـدِ والـفـم ِ

ووسدتهـا زنـدي وقبلـت ثغرهـا ** وكانت حلالا لي ولو كنـت محـرم ِ

ولمـا تلاقينـا وجــدت بنانـهـا ** مخضبـه تحكـي عصـارة عنـدم ِ

فقلت خضبت الكف بعـدي ,هكـذا ** يكـون جـزاء المستهـام ِ المتيـم ِ

فقالت وأبدت في الحشى حر الجوى ** مقاله من فـي القـول لـم يتبـرم ِ

وعيشـك ما هـذا خضـاباً عرفتـهُ ** فلا تكُ بالبهتان ِ والـزور متهمـي

ولكننـي لمـا رأيـتـك نائياً ** وقد كنت كفي وزنـدي ومعصمـي

بكيت دما يـوم النـوى , فمسحتـهُ ** بكفي , وهذا الأثرُ من ذلكَ الدم

فجر الجزائر
2010-12-04, 09:46
رائعة جزاك الله خيرا

ذبُــولْ ~
2010-12-04, 11:21
شكرا على القصيدة رائعة..بارك الله فيك..

الباشـــــــــــق
2010-12-04, 19:59
هذه الابيات تنسب ليزيد بن معاوية – رحمه الله –
و لم يكن يزيد بن معاوية رحمه الله بذلك الشاب اللاهي ، كما تصوره لنا الروايات التاريخية الركيكة ؛ بل هو على خلاف ذلك ، لكن العجب في المؤلفين من الكتاب الذين لا يبحثون عن الخبر الصحيح ، أو حتى عمّن يأخذوه ، فيجمعون في هذه المؤلفات الغث و السمين من الروايات و الكلام الفارغ الملفق ، فتراهم يطعنون فيه فيظهرون صورته و يشوهونها ، بأبشع تصوير .

و للأسف فإن بعض المؤرخين من أهل السنة أخذوا من هذه الروايات الباطلة و أدرجوها في كتبهم ، أمثال ابن كثير في البداية و النهاية ، وابن الأثير في الكامل ، وابن خلدون في العبر والإمام الذهبي في تاريخ الإسلام و في غيرها من الكتب .

و المصيبة في هؤلاء الكتاب المعاصرين أنهم يروون هذا الطعن عن بعض الشيعة المتعصبين أمثال أبي مخنف و الواقدي و ابن الكلبي و غيرهم ، و غير هذا أن معظم هذه الكتب ألفت على عهد العباسيين ، وكما هو معروف مدى العداء بين الأمويين و العباسيين ، فكانوا يبحثون عمّن يطعن في هؤلاء فيملؤون هذه الكتب بالأكاذيب .

و هناك أمور و أشياء أخرى و طامات كبرى في غيرها من الكتب ، رويت لتشويه صورة و سيرة يزيد رحمه الله و والده معاوية رضي الله عنه ، و كان على رأس هؤلاء الطاعنين بنو العباس وأنصار ابن الزبير حين خرج على يزيد و الشيعة الروافض عليهم غضب الله ، و الخوارج قاتلهم الله و أخزاهم .

منقبة ليزيد بن معاوية :
أخرج البخاري عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت و هو نازل في ساحة حمص و هو في بناء له و معه أم حرام ، قال عمير : فحدثتنا أم حرام أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ، فقالت أم حرام : قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال : أنت فيهم . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ، فقلت : أنا فيهم قال : لا . البخاري مع الفتح (6/120) .

فتحرك الجيش نحو القسطنطينية بقيادة بسر بن أرطأ رضي الله عنه عام خمسين من الهجرة ، فاشتد الأمر على المسلمين فأرسل بسر يطلب المدد من معاوية فجهز معاوية جيشاً بقيادة ولده يزيد ، فكان في هذا الجيش كل من أبو أيوب الأنصاري و عبد الله بن عمر و ابن الزبير و ابن عباس وجمع غفير من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين .

و أخرج البخاري أيضاً ، عن محمود بن الربيع في قصة عتبان بن مالك قال محمود : فحدثتها قوماً فيهم أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوته التي توفي فيها ، ويزيد بن معاوية عليهم – أي أميرهم - بأرض الروم . البخاري مع الفتح (3/73) .

و في هذا الحديث منقبة ليزيد رحمه الله حيث كان في أول جيش يغزوا أرض الروم .