تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الى كل من درس او يدرس علم الاجتماع ارجو الدخول


دكتورة بإذن الله
2010-12-03, 17:32
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الى كل القلوب الطيبة في هذا المنتدي
الى كل من يريد ان تكون له صدقة جارية و الرحمة لوالديه
الى كل من يريد ان يزيد من ميزان حسناته

ارجوووووووووووووكم اخوتي اريد مساعدة في بحث في مقياس دخل الى علم الاجتماع حول
التعريف بعلم الاجتماع -فلسفة التنوير-
او فلسفة التنوير و نشاة علم الاجتماع
و اجركم على الله في اقرب وقت و شكرااااااا جزيلاااااا

آمنة فخر الإسلام
2010-12-03, 18:51
عزيزتي اتمنى ان اكون قد ساعدتك قليلا بهذه الروابط
تفضلي :


http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B5%D9%86%D9%8A%D9%81:%D9%81%D9%84%D8%A7% D8%B3%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%88%D 9%8A%D8%B1




هنا ستجدي بعض الكتب يمكن تساعدك
http://search.4shared.com/network/search.jsp?sortType=1&sortOrder=1&sortmode=2&searchName=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%88%D9%8A%D8 %B1&searchmode=2&searchName=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%88%D9%8A%D8 %B1&searchDescription=&searchExtention=&sizeCriteria=atleast&sizevalue=10&start=0

syrus
2010-12-03, 19:21
موضوع جيد: فلسفة التنوير من اهم رجالها ديدرو و فولتير و جان جاك روسو و مونتيسكيو و كوندورسيه غير هم من الادباء و الفلاسفة و المفكرين و ساهمت هذه المدرسة في محاربة الخرافات و سيطرة الكنيسة و دعت للفكر الحر و مهدت للثورة الفرنسية على النظام القديم و من اهم افكارها فكرة التطور(تطور البشرية نحو الامام ) و الايمان بالعلم و رفض السلطة الغيبية على الفكر وبالتالي حاولت النظر للمجتمع من منظور علمي لمعرفة القوانين التي تحكمه و هذه الافكار مهدت لظهور السوسيولوجيا بوصفها الدراسة العلمية للمجتمع . و مع انتصار حركة التنوير و سقوط النظام الملكي في فرنسا و قيام الجمهورية بدأ الفكر الاجتماعي العلمي بالتشكل من خلال كتابات الكسيس دو توكفيل و اوغست كونت . اوغست كونت الذي وضع نظرية المراحل الثلاث الميتافيزيقية و اللاهوتية والوضعية متأثرا بنظرية كوندورسيه عن التطور و ألكسيس دو توكفيل في كتابة عن الديموقراطية في امريكا و كتابه عن الثورة الفرنسية لكن قبل توكفيل و كونت كان جان جاك روسو قد وضع نظرية العقد الاجتماعي و بحثا أخر عن أصل التفاوت بين الناس و كتب مونتسكسو كتابة الشهير روح القولنين و هذه الكتب لم تكن ابحات سوسيولوجية بحتة لكنها ضمت نوعا من التفكير و التناول العلمي لقضايا المجتمع و مهدت لظهور فكر توكفيل و اوجست كونت. و إذا كان روسو و مونتيسكيو قد جاء تحليلهم العقلي لمسائل المجتمع و التاريخ ذو اسباب سياسية فإن كونت و من بعده دوركايم فصلا علم الاجتماع عن الفلسفة السياسية و حددا له اهدافه و مناهجه بصورة عامة .
من جهة أخرى كان للفكر ااشتراكي الذي يعتبر أحد تنائج فكر التنوير مساهمة في تطور الفكر السيسيولوجي مع سان سيمون و بعده مع كارل ماركس الذي وضع نظريته الشهيرة حول الطبقات و الصراع الاجتماعي .
و للفهم افضل لتطور الفكر الاجتماعي من عصر التنوير إلى القرن ال19 لابد من الاطلاع على الاوضاع السياسية لأوروبا و التحول من الارستقراطية إلى انظمة جمهورية و دستورية و كذالك تراجع الكنيسة الذي تزامن مع الثورة الصناعية وتطور المدن و ظهور الكبقة البرجوازية .
اتمنى ان تطالعي بعض المقالات حول . فولتير , ديدرو , مونتيسكيو , جان جاك روسو , كوندورسيه , توكفيل , اوجست كونت , دوركايم , الثورة الفرنسية , الأرستقراطية , الاقطاع , الثورة الصناعية , البورجوازية , النظرية الوضعية , تاريخ الفكر الاشتراكي , كارل ماركس ..... إلخ . مادمت طالبة هذا وقت المطالعة و ما تقوليش بزاف ماعندك حتى حاجة أخرى تديريها بلا القراية . و اذا احتجت للمساعدة على الرحب و السعة
حاولي بعد ان تفهمي الموضوع جيدا ان تضعي خطة للموضوع (تقسيم بحثك لمباحث) و ممكن مناقشتها بعد ذلك

la.khadidja
2010-12-03, 19:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارجو اريد دراسات سابقة حول الفكر التربوي الاسلامي والفكرالتربوي الغربي جزاكم الله خيرا

دكتورة بإذن الله
2010-12-03, 19:46
ربي يبارك فيك اختي amouni17+47
و جعله في ميزان حسناتك

دكتورة بإذن الله
2010-12-03, 19:52
موضوع جيد: فلسفة التنوير من اهم رجالها ديدرو و فولتير و جان جاك روسو و مونتيسكيو و كوندورسيه غير هم من الادباء و الفلاسفة و المفكرين و ساهمت هذه المدرسة في محاربة الخرافات و سيطرة الكنيسة و دعت للفكر الحر و مهدت للثورة الفرنسية على النظام القديم و من اهم افكارها فكرة التطور(تطور البشرية نحو الامام ) و الايمان بالعلم و رفض السلطة الغيبية على الفكر وبالتالي حاولت النظر للمجتمع من منظور علمي لمعرفة القوانين التي تحكمه و هذه الافكار مهدت لظهور السوسيولوجيا بوصفها الدراسة العلمية للمجتمع . و مع انتصار حركة التنوير و سقوط النظام الملكي في فرنسا و قيام الجمهورية بدأ الفكر الاجتماعي العلمي بالتشكل من خلال كتابات الكسيس دو توكفيل و اوغست كونت . اوغست كونت الذي وضع نظرية المراحل الثلاث الميتافيزيقية و اللاهوتية والوضعية متأثرا بنظرية كوندورسيه عن التطور و ألكسيس دو توكفيل في كتابة عن الديموقراطية في امريكا و كتابه عن الثورة الفرنسية لكن قبل توكفيل و كونت كان جان جاك روسو قد وضع نظرية العقد الاجتماعي و بحثا أخر عن أصل التفاوت بين الناس و كتب مونتسكسو كتابة الشهير روح القولنين و هذه الكتب لم تكن ابحات سوسيولوجية بحتة لكنها ضمت نوعا من التفكير و التناول العلمي لقضايا المجتمع و مهدت لظهور فكر توكفيل و اوجست كونت. و إذا كان روسو و مونتيسكيو قد جاء تحليلهم العقلي لمسائل المجتمع و التاريخ ذو اسباب سياسية فإن كونت و من بعده دوركايم فصلا علم الاجتماع عن الفلسفة السياسية و حددا له اهدافه و مناهجه بصورة عامة .
من جهة أخرى كان للفكر ااشتراكي الذي يعتبر أحد تنائج فكر التنوير مساهمة في تطور الفكر السيسيولوجي مع سان سيمون و بعده مع كارل ماركس الذي وضع نظريته الشهيرة حول الطبقات و الصراع الاجتماعي .
و للفهم افضل لتطور الفكر الاجتماعي من عصر التنوير إلى القرن ال19 لابد من الاطلاع على الاوضاع السياسية لأوروبا و التحول من الارستقراطية إلى انظمة جمهورية و دستورية و كذالك تراجع الكنيسة الذي تزامن مع الثورة الصناعية وتطور المدن و ظهور الكبقة البرجوازية .
اتمنى ان تطالعي بعض المقالات حول . فولتير , ديدرو , مونتيسكيو , جان جاك روسو , كوندورسيه , توكفيل , اوجست كونت , دوركايم , الثورة الفرنسية , الأرستقراطية , الاقطاع , الثورة الصناعية , البورجوازية , النظرية الوضعية , تاريخ الفكر الاشتراكي , كارل ماركس ..... إلخ . مادمت طالبة هذا وقت المطالعة و ما تقوليش بزاف ماعندك حتى حاجة أخرى تديريها بلا القراية . و اذا احتجت للمساعدة على الرحب و السعة
حاولي بعد ان تفهمي الموضوع جيدا ان تضعي خطة للموضوع (تقسيم بحثك لمباحث) و ممكن مناقشتها بعد ذلك


الله يحفظك و يسترك نورتني اخي
يعني سابدا من القرن17 و 18 حول الفكر الاجتماعي يعني قبل اوغست كونت قبل انطلاقة علم الاجتماع
لقد ساعدتني كثيرا .....جزاك الله خيرا
و تحليلك جد رائع وفي محله ربي يحفظك وخي و يفتح عليك و شكرا على نصيحة المطالعه فهو شي لازم منا كطلبة و ماشي بزاف نوووورمال:19: لكن الوقت ضيق للبحث ...فالف شكر لك
لكن سؤال ماهي الكتب التي استعين بها اذا امكن لاعداد خطة للبحث
مع احترامي وخي و زادك الله علم على علم

syrus
2010-12-03, 22:11
الله يحفظك و يسترك نورتني اخي
يعني سابدا من القرن17 و 18 حول الفكر الاجتماعي يعني قبل اوغست كونت قبل انطلاقة علم الاجتماع
لقد ساعدتني كثيرا .....جزاك الله خيرا
و تحليلك جد رائع وفي محله ربي يحفظك وخي و يفتح عليك و شكرا على نصيحة المطالعه فهو شي لازم منا كطلبة و ماشي بزاف نوووورمال:19: لكن الوقت ضيق للبحث ...فالف شكر لك
لكن سؤال ماهي الكتب التي استعين بها اذا امكن لاعداد خطة للبحث

مع احترامي وخي و زادك الله علم على علم


ممتاز بالتوفيق إن شاء الله
سأحاول ان أجد بعض الكتب المفيدة حول الموضوع

anino1987
2010-12-13, 10:20
1 - عصر التنوير

آ - عصر يفكر بعقله الخاص، لا بعقل السلف

أطلق النقاد ومؤرخو الفلسفة على القرن الثامن عشر اسم "عصر الأنوار" أو عصر التنوير، ورأى فيه بعضهم عصراً من أبرز سماته "الميل إلى النفي والهدم والنقد"[1]، نفي المنظومات الناجزة، التيولوجية منها والميتافيزيقية والعقلانية، كالأفلاطونية والأرسطية والتومائية والديكارتية وغيرها، وهدمها بالنقد؛ والميل إلى استقلال الفكر النظري عن علوم الطبيعة، بخلاف مذهب ديكارت الذي جمع بين فلسفة الطبيعة وفلسفة الذهن. ومعلما هذا القرن هما نيوتن ولوك؛ فالقسم الجوهري من فكر نيوتن، أي الفلسفة الطبيعية، لا يمت إلا بصلة واهية إلى نظراته في الموجودات الروحية التي كان يميل إلى الإيمان بها بسائق التصوف الشخصي، أكثر مما كان يميل إلى اتخاذها موضوعاً لتأملات منهجية ذات ارتباط لا تنفصم عراه بعلمه الطبيعي. ولوك وضع فلسفة في الذهن تعنى بفكرة اللاتناهي وبمسالة الحرية وروحانية النفس ووجود الله، (محاولة في الفهم البشري) لا يربطها رابط جوهري بالتطور المعاصر للعلوم الرياضية والطبيعية لدى بويل أو لدى نيوتن.[2]

ومع أن نيوتن ظل يستنجد بـ "عقل أعلى" لتفسير ما لا يمكن استنتاجه رياضياً، (مواقع الكواكب في المجموعة الشمسية وحركة دورانها) فقد وضع أساساً مكيناً لتفسير الظاهرات الطبيعية بالعلل الكامنة فيها، ومهد لظهور نظريات جديدة في نشوء الكون وحركة المادة. فحين صاغ قانون الجاذبية الكلية لم يكن يتصور أنه وصل إلى العلة الأخيرة للظاهرات التي يفسرها هذا القانون الذي سوف يلهم كانط ولابلاس وغيرهما وصولاً إلى هيزنبرغ وإينشتاين.

قال لابلاس: "لا أستطيع إلا أن ألاحظ كم حاد نيوتن، بصدد هذه النقطة (ترتيب الكواكب) عن المنهج الذي وفق أيما توفيق في تطبيقه في نقاط أخرى .. فترتيب الكواكب هذا ألا يمكن أن يكون هو نفسه نتيجة لقوانين الحركة؟ والعقل الأعلى الذي يستنجد به نيوتن ألا يمكن أن يكون رهن ترتيب الكواكب بظاهرة أعم؟ وما هذه الظاهرة، على ما تذهب إليه ظنوننا سوى مادة متناثرة بكتل متفاوتة في لا تناهي الأفلاك .. فلنقلِّب النظر في تاريخ تقدم العقل البشري وأخطائه يستبن لنا أن العلل الغائية تتراجع فيه على الدوام إلى حدود معارفه". ويقول برهييه: لقد قبل الكثيرون بعلم نيوتن الطبيعي، وأشاحوا في الوقت نفسه، عن نظريته في ما بعد الطبيعة. ثم إن علمه الطبيعي نفسه يطالعنا بنمط من المعقولية مباين بما فيه الكفاية للنمط الديكارتي[3].

العقل الأعلى (الله) الذي كان نيوتن يستنجد به هو، بالأحرى، سؤال مفتوح يتحدى الذكاء البشري ويحفزه، (الله مبدأ معرفة، لا نهاية المعرفة، ومبدأ حرية لا قيد على الحرية، والحرية هنا ودوماً هي الفكر الذي يوجه العمل ويحدد أنماط السلوك، لا دوغما مغلقة وكتيمة ونهائية). ولقد أدرك دلامبير ذلك في رده على من اتهم نيوتن بالاستعانة بكيفيات خفية بقوله: "ما الضرر الذي أنزله (نيوتن) بالفلسفة عندما أتاح لنا أن نفترض أن المادة يمكن أن تكون لها خاصيات لا نشتبه في وجودها، وعندما حررنا من وهم ما استقر فينا من ثقة مضحكة بأننا نعرف تلك الخاصيات جميعها؟"

أجل، الله، التجريد الأعلى للطبيعة، أي للكون اللامتناهي زماناً ومكاناً، أو الروح الإنساني الكلي، المطلق، المغترب عن ذاته في الطبيعة وفي نتاجاته ومخلوقاته، سؤال مفتوح يقيم الحد على نسبية المعرفة البشرية وجزئيتها وظرفيتها ويضع قابليتها للنمو، ويكشف في كل مرة عما يعتريها من نقص وعما يلتبس بها من أوهام؛ إنه سؤال مفتوح يضع حداً بين العقل والإيمان، ويقيم الحد على إيمان العجائز، ويضع الحرية مبدأ ومسعى وغاية على طريق المعرفة التي تتجاوز نفسها وتتخطى حدودها باستمرار. المطلق حد يحد النسبي من جميع الوجوه، ويعين ماهيته، ويمنحه معنى واتجاهاً، ويضعه تحت مقولة الشكل ومنطق التشكُّل؛ و"الشكل، في مغزاه الأكثر عينية هو العقل بوصفه معرفة نظرية، والمضمون، في مغزاه الأكثر عينية أيضاً، هو العقل بوصفه الماهية الجوهرية للواقع الفعلي، سواء كان واقعاً أخلاقياً أو طبيعياً". "ومن ليس في روحه وفي فكره المطلق يحول نسبيَّه إلى مطلق، وذلكم هو الاستبداد". فليس مصادفة أن تقترن فلسفة التنوير بمناهضة الاستبداد والطغيان. إن مفهوم العقل في فلسفة الأنوار مقترن بمفهوم الحرية لا ينفك عنه، ولعل لهذا الاقتران أثراً حاسماً في اكتساب مفهوم العقل مضامين ودلالات جديدة تنأى به عن أي شبهة تيولوجية.

القول الفصل في المعرفة الموضوعية هو للتجربة والاستقراء وحدهما[4]، وهو ما يجعلنا على الدوام أسرى الشك وعدم اليقين، لا بحكم النقص الملازم للمعرفة البشرية فحسب، بل بحكم حركة الواقع المطردة وتغيره المستمر؛ "فثمة تصادر يبعث على الدهشة بين دقة النتائج وعدم صلابة المبادئ، ولسوف يكون هذا التصادر هو الموضوع الضمني لشطر لا بأس به من فلسفة القرن الثامن عشر"[5]، فلسفة الأنوار.

العبرة كلها في النتائج، نتائج التجربة العملية الحية، أما المبادئ والأسس المفترضة والنظريات و"القوانين" فقابلة للنمو والتغير والدحض؛ والأسباب الفعلية والعلل المعقولة تكمن في النتائج فحسب. ذلك لا يقلل من شأن النظرية التي تظل ضرورية لا غنى عنها، ولا يحط من شأن القانون، بصفته تجريداً نظرياً كلياً للتجربة الجزئية، بل يضع النظرية والقانون كليهما على محك التجربة العملية المفتوحة على تقدم المعرفة ونمو الخبرة، ويشير، من ثم، إلى التعارض الملازم بين جزئية التجربة وكلية القانون، وبين أفرادية الواقع وعمومية النظرية.

إذا كانت التجريبية والآلية، الميكانيكية، المشفوعتان بنزعة نقدية صارمة، تنفيان الغائية على اختلاف صورها، فإنهما تتركان دوماً مساحة معتمة تحتلها الظاهرات التي لا تستطيعان تفسيرها، فتظل التيولوجيا قابلة للحياة، يعززها ميل عميق إلى إيجاد مبدأ تنظيمي شامل يقبع خلف الأشياء المختلفة والظاهرات المتباينة، سواء كان هذا المبدأ هو الطبيعة أم الله. لذلك فإن القرن الثامن عشر يقدم لنا شهادة حية على أن التأليه، ولا سيما تأليه الطبيعة، هو قرين الجهل، وعلامة تدل على النقص، وهذه الشهادة تنم على طبيعة ذلك العصر، عصر التحولات الجذرية الكبرى التي دشنتها الثورة الفرنسية، بما هي محصلة ذلك العصر وخاتمته.

فليس مصادفة أن يلجأ فلاسفة القرن الثامن عشر (المثاليون والماديون على السواء) إلى موضعة الله في الطبيعة وتلمس قدرته وحكمته في نظامها وفي طبيعة الأشياء ذاتها. الله حاضر حضوراً كلياً في الطبيعة التي يمكن فهم جميع ظاهراتها بالتجربة والاستقراء، فهو مبدأ الخلق المستمر والنظام الشامل، لا يخرج من دائرته شيء، وهو، على حسب ما رأى اللورد بولنغروك (1678-1751) أشبه ما يكون بملك إنكليزي يسلك دوماً وفق الأصول التي تمليها طبيعة الأشياء، فهو محدود بالقواعد التي تضعها حكمته اللامتناهية لسلطته اللامتناهية[6].

لعل لهذا الميل إلى تأليه الطبيعة صلة قوية ببزوغ الفردية، وبإيلاء التجربة الفردية الأهمية التي تستحق ومنحها القيمة التي تستحق؛ "فقد باتت قواعد التفكير والعمل تُطلب في قلب التجربة الشخصية للفرد المعني وفي منطقه بالذات، فهما الحكم الأخير، ولا حاجة بهما إلى ضامن أو كفيل، فعلى الإنسان أن يتدبر أمر نفسه في وسط السديم، وأن ينظم علمه ونشاطه بالاعتماد على جهوده الخاصة"[7]. فالله هو الروح الذي يسري في الطبيعة، وفي طبيعتنا ذاتها وليس شيئاً مفارقاً ومتعالياً كالذي اخترعه دهاء الكهنة والساسة. "إن الله لكائن في الطبيعة، لا كما من قبل في التاريخ؛ كائن في العجائب والآيات التي يحللها علماء الطبيعة وعلماء الأحياء، لا كما من قبل في السريرة والطوية حيث يترافق حضوره بمشاعر الخطيئة أو السقوط أو الخلاص؛ إنه يترك للإنسان أمر مصيره الخاص.[8]"

اقترن التأليه الطبيعي والإلحاد بكل الحركات المطالبة بالتسامح وبكل الاتجاهات الإصلاحية، واقترن كذلك بالمذهب التجريبي اقترانه بالمذهب الفردي وبسلطة العقل وحرية الفكر. "فالشعور الداخلي (جوانية الفرد) هو، على وجه التعيين، العدو اللدود لأصحاب العقيدة القويمة"[9]. في هذه الحيثية تتموضع "مشكلة الحرية"، ويغدو الإيمان ذاته مظهراً من مظاهرها، وتفصح "العقيدة القويمة"، أي عقيدة، عن حقيقتها بوصفها سلطة على ضمير الفرد؛ فبمقدار ما ينزاح الإيمان من دائرة الشعور الفردي إلى دائرة العقيدة الجمعية تتقلص الحرية وتزداد سلطة العقيدة قوة وعسفاً.

النفي والنقد والهدم، أو النفي ونفي النفي، من أبرز سمات المراحل التاريخية التي تشهد تحولات جذرية أو تمهد لها.

وللبحث صلة











--------------------------------------------------------------------------------

[1] - إميل برهييه، تاريخ الفلسفة، الجزء الخامس، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى، 1983، ،ص5



- [2] راجع: إميل برهييه، تاريخ الفلسفة، الجزء الخامس، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى، 1983، ص6

كانت ميكانيكا نيوتن تتميز بسمتين معاكستين تماماً لسمات العلم الطبيعي الديكارتي، هما: دقتها في تطبيق الرياضيات على الظاهرات الطبيعية، مما أفسح في المجال أمام حساب الظاهرات الكونية الكبرى (حركة الكواكب وجاذبية الأرض والمد والجزر) حساباً دقيقاً إذا ما توافرت معطياتها الأولية، وتركها هامشاً واسعاً جداً لما لا يقبل التفسير؛ على اعتبار أن هذه المعطيات الأولية لا يمكن استنتاجها رياضياً، ولم يكن لغير التجربة أن تعطيها، وهما سمتان متضامنتان، إذ كانت الأولى منهما مرهونة باختراع حساب التفاضل، وهو اللغة الوحيدة المطابقة للميكانيكا الجديدة، إذ يعبر حساب التفاضل لا عن وضع مقدار بعينه في لحظة بعينها، نظير ما تفعل الهندسة التحليلية، بل يعبر أيضاً عن كيفية تغيره شدة واتجاهاً في تلك اللحظة المحددة. بيد أن الشروط التي تجعل تطبيق هذا الحساب على الوقائع الطبيعية ليست متضمنة ،وهذه هي السمة الثانية، في هذا الحساب نفسه: فمن الممكن بسهولة أن نتخيل شروطاً معينة لو قيض لها أن تتحقق لجعلت من المحال تماماً استخدام هذا الحساب واكتشاف قانون الجاذبية. (ص 7-8)

[3] - المصدر نفسه، ص 9- 10

[4] - هذا لا ينفي الحدس الذي أشبه ما يكون بومضة برق أو اشتعال عود ثقاب، ولا يقلل من أهميته وأثره في تطور المعارف. ولكنه يقيم الحد على المنهج الاستنتاجي، ويعيِّن حدود موضوعيته.

[5] - المصدر نفسه ص 13

[6] - عن برهييه، المصدر السابق نفسه، ص 18

[7] - المصدر نفسه، ص 18

[8] - المصدر نفسه، ص 20

[9] - المرجع نفسه، ص 26

دكتورة بإذن الله
2011-01-23, 17:55
ربي يبارك فيك اخي

نجيب بطوش
2011-01-30, 16:20
نشأة علم الاجتماع وتطوره


يتشبع علم الاجتماع من بين العلوم الاجتماعية، بالعقائد والمذاهب والفلسفات المتعددة، المبثوثة داخل الأبحاث النظرية والتطبيقية، التي تعكس الخلفيات العقائدية والفكرية لكتابها وواضعيها. وهذا يخالف الظن الشائع والسمعة الرائجة عن هذا العلم، حيث يظن أنه يقدم نظريات وآراء ونتائج علمية، بعيدة عن الشكوك والأوهام، من نتاج العلم وحده. وهذا ما جعل كثيراً من أبناء المسلمين يقبل ما فيه من أفكار ونظريات وآراء، على أنها حقائق علمية، يجب التسليم بها، حتى ولو عارضت مبادئ دينهم. فأصبح علم الاجتماع إشكالية تبحث عن حل.

ويمكن تلخيص مشكلة علم الاجتماع بوضعه الراهن في أمرين:

الأول: أن هذا العلم يحمل، مع حقائقه العلمية، وفائدته الملموسة، عقائد وأفكار ومبادئ واضعية. وأن هذا العلم منذ دخوله إلى العالم الإسلامي، كان يعزز من حالة فقدان الهوية، التي تعني التخلي عن الإسلام، كمبدأ عام يحكم المجتمعات الإسلامية.

الثاني: أن نظريات هذا العلم، وضعت لفهم مشاكل وقضايا خاصة بالغرب، لا يمكن تعميمها على المشاكل المماثلة في العالم الإسلامي، ولا تؤدي إلى فهم واقع المجتمعات الإسلامية.

وقد طُرحت هذه الإشكالية على بساط البحث من قبل كثير من علماء الاجتماع في العالم العربي، والعالم الإسلامي، وكانت النتيجة اتجاهين مختلفين:

أحدهما: ينادي بعلم اجتماع عربي قومي لم تحدد ملامحه، وهذا الاتجاه لم يكن يلتفت كثيراً إلى المشكلة الأولى، وهي تشبع علم الاجتماع بالعقائد والأفكار، التي تصطدم بالإسلام، وإنما يركز ويهتم بالمشكلة الثانية وهي: أن نظريات علم الاجتماع أخفقت في فهم المشكلات المطروحة في العالم العربي.

وثانيهما: ينادي بعلم اجتماع إسلامي، أو علم اجتماع المجتمعات الإسلامية، وهو اتجاه لا يخلو من ملاحظات العالم المتخصص، التي يسهل الجواب عنها، ولكنه لا يهمل أياً من المشكلتين السابقتين، وهو الاتجاه الذي يجب أن يتبناه علماء الاجتماع، لأنه اتجاه وثيق الصلة بثقافة وهوية المجتمعات الإسلامية، حيث يتخذ من الإسلام إطاراً عاماً، يدور في فلكه. ويجب أن تتضافر الجهود للعناية به.
على الرغم من أن التفكير الاجتماعي قديم قدم الإنسان نفسه، فإن الاجتماع الإنساني لم يصبح موضوعاً لعلمٍ إلا في فترة لاحقة. وكان أول من نبه إلى وجود هذا العلم، واستقلال موضوعه عن غيره، هو ابن خلدون. فقد صرح في عبارات واضحة أنه اكتشف علماً مستقلاً، لم يتكلم فيه السابقون، إذ يقول: " وكأن هذا علم مستقل بنفسه، فإنه ذو موضوع، وهو العمران البشري، والاجتماع الإنساني، وذو مسائل، وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته، واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كل علم من العلوم، وضعياً كان أو عقلياً ". ويقول أيضاً: " واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة، غريب النزعة، أعثر عليه البحث، وأدى إليه الغوص. . . . ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة، ما أدري: ألغفلتهم عن ذلك، وليس الظن بهم؟ أو لعلمهم كتبوا في هذا الغرض، واستوفوه، ولم يصل إلينا؟ ". كما أنه لم يكتفِ بذلك، بل دعا القادرين إلى استكمال ما نقص منه : " ولعل من يأتي بعدنا ممن يؤيده الله بفكر صحيح، وعلم مبين، يغوص من مسائله على أكثر مما كتبنا ". و إضافة إلى ذلك فإن مقدمته شملت على أقل تقدير سبعة من فروع علم الاجتماع المعاصر، ناقشها ابن خلدون في وضوح تام.

ولكن على الرغم من ذلك، وعلى الرغم من قول عالم الاجتماع الشهير جمبلوفتش : لقد أردنا أن ندلل على أنه قبل أوجست كونت، بل قبل فيكو الذي أراد الإيطاليون أن يجعلوا منه أول اجتماعي أوروبي، جاء مسلم تقي، فدرس الظواهر الاجتماعية بعقل متزن، وأتى في هذا الموضوع بآراء عميقة، وإن ما كتبه هو ما نسميه اليوم علم الاجتماع، على الرغم من ذلك كله، فإن التأريخ لعلم الاجتماع يقف عند كونت الفرنسي باعتباره المنشئ الأول لهذا العلم. ويتجاهل بذلك المؤسس الحقيقي لهذا العلم الذي نبه عن وعي وفي وضوح إلى اكتشافه لهذا العلم. ومهما كانت ظروف النشأة الجديدة فإن من النكران للجميل، والظلم أيضاً عدم الاعتراف لابن خلدون بفضله في هذا المجال.

وعلى كل حال، فإن ابن خلدون لم يخلفه خلف يتمم ما بدأ، ويبني على ما أسس. لقد نشأ علم الاجتماع المعاصر نشأة مستقلة، في بيئة أخرى غير بيئة ابن خلدون. لقد نشأ العلم الحديث في أوروبا على يد أوجست كونت، حيث نحت له هذا الاسم: "علم الاجتماع "، وقد كانت هذه النشأة الغربية مرتبطة أشد الارتباط بظروف التحول الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والفكري، التي كان يمر بها المجتمع الأوربي في ذلك الوقت، بحيث نستطيع أن نقول: " إن علم الاجتماع الغربي بكافة اتجاهاته وفروعه النظرية، قد تطور استجابة للتطورات والمشكلات الاجتماعية في مرحلة الانتقال من النظام القديم إلى النظام الجديد" .

و علم الاجتماع الغربي هذا "هو الذي كتب له الاتصال والاستمرار والسيطرة، كنظام فكري وعلمي، بحكم ارتباطه بالحضارة المسيطرة "، ولهذا فقد أصبح عالمياً، وفرض نفسه على الآخرين، كالحضارة الغربية تماماً.

ويذكر بعض المؤرخين لعلم الاجتماع، أن له أربعة أصول فكرية، تتمثل في : " الفلسفة السياسية. وفلسفة التاريخ. والنظريات البيولوجية في التطور. والحركات التي قامت تنادي بالإصلاح الاجتماعي والسياسي، ووجدت أنه من الضروري أن تجري لهذا الغرض دراسات مسحية للظروف الاجتماعية "، وكان التأثير الأكبر والأهم، من قبل فلسفة التاريخ التي قدمت لعلم الاجتماع أفكار النمو والتقدم، ومفاهيم المراحل التاريخية، والأنماط الاجتماعية.

و من قبل المسح الاجتماعي أيضاً، الذي قدم لعلم الاجتماع إمكانية دراسة الشؤون الإنسانية بمناهج العلوم الطبيعية - فالظواهر الإنسانية أيضاً يمكن تصنيفها وقياسها - وإمكانية إصلاح المجتمع، حيث اهتمت المسوح الاجتماعية بمشكلة الفقر، انطلاقاً من أنها مشكلة نتجت عن الجهل الإنساني أو الاستغلال.

ومن ناحية أخرى، فلا يزال المسح الاجتماعي من أهم طرق البحث في علم الاجتماع.

كما أن الحديث عن نشأة علم الاجتماع، لا بد أن يتطرق إلى فلسفة التنوير العقلانية النقدية، التي أثارت كثيراً من مسائل علم الاجتماع، ثم بعد ذلك ، الموقف منها، هل هو: موقف المتقبل، كما هو الحال في علم الاجتماع الماركسي. أو موقف الرافض، كما هو الحال في علم الاجتماع المحافظ؟ أو موقف الموفق بينها وبين غيرها من الأفكار المعارضة؟

كما أن آثار الثورة الصناعية، والثورة الفرنسية، مهدت الطريق بشكل مباشر لتطور علم الاجتماع، حيث أفرزتا الكثير من لمشاكل التي تبحث عن حل.

وعلى كل حال، فإن كونت إضافة إلى وضعه لاسم علم الاجتماع، فقد دعا إلى الدراسة الوضعية للظواهر الاجتماعية، ووضع الفيزياء الاجتماعية على رأس العلوم قاطبة، وقد عني بعلم الاجتماع والفيزياء الاجتماعية "ذلك العلم الذي يتخذ من الظواهر الاجتماعية موضوعاً لدراسته، باعتبار هذه الظواهر من روح الظواهر الفلكية، والطبيعية، والكيماوية والفسيولوجية نفسها، من حيث كونها موضوعاً للقوانين الطبيعية الثابتة ".

ويعد هربرت سبنسر الإنجليزي، أحد رواد علم الاجتماع المعاصرين لكونت. وقد أدرك إمكانية تأسيس علم الاجتماع، وأخرج مؤلفات متعددة في هذا العلم "كالاستاتيكا الاجتماعية، و "دراسة علم الاجتماع" و "مبادئ علم الاجتماع". وقد سيطرت عليه فكرة التطور الاجتماعي المستمر عبر الزمان، وهو من رواد الفكر التطوري ". كما أن ماركس الذي يعد القائد الأول للحركة العمالية الثورية، قدم وجهات نظر وآراء تعد داخلة في علم الاجتماع، بالمعنى الحديث، وقد أصبح أباً فيما بعد لعلم الاجتماع الماركسي، الذي تعد المادية التاريخية أساساً له.

ويذكر أحد المؤرخين لعلم الاجتماع، أنه خلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر، انقسم إلى عدد من لمدارس الرئيسة والفرعية، بحيث أصبح من العسير أن تجد أي قدر من الالتقاء بين علوم الاجتماع المتعددة، فمثلاً كان هناك من يعرف علم الاجتماع بأنه: دراسة العلاقة بين البناء الاقتصادي للمجتمع، والجوانب الأخلاقية، والقانونية، والسياسية، من بنائه العلوي. وهناك من يعتبر موضوع علم الاجتماع: دراسة صور الالتقاء الإنساني

دكتورة بإذن الله
2011-02-13, 11:48
بارك الله فيكم جميعااااااااا

freeman2008
2011-02-21, 20:55
الله ايكون في عون الجميع

دكتورة بإذن الله
2011-02-24, 16:08
الله ايكون في عون الجميع

شكرا اخي فريمان لزيارة الصفحة ...ربي يبارك فيك