تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صوت صفير البلبل


محب النبي
2008-06-26, 23:45
السلام عليكم

هذه القصيدة المميزة للأصمعي التى قهرت ذاكرة أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور في قصة سأرويها لكم لاحقا المهم تفضلوا القصيدة

^..^صوت صفير البلبل .... هيج قلبي الثمل^..^
المــاء والــــزهـر مـعــاً ..............مـــع زهــــر لـحـظ المُقل

وأنــــت يـــا ســيــدلـي............ وسـيـدي ومـولـلـي

فــكـــم فــكـــم تـيـمـلــي........... عــزيل عُــــقــيـــقـل

قـــطــفــتـه مــن وجـــــنةٍ ............مـــن وجـــن لثــم الخجل

فـقـــــــــــــال لا لا لــلـــلا ...........وقـــد غـــدا مـهـــرول

والخــــوذ مــالت طــربـــاً .............مــن فــعـل هـذا الـرجل

فـــولــــولت و ولــــــــولت............. ولــي ولـي يا ويــللي

فــقــــلت لاتـــولــــــولــي.............. و بـيـنـي الـلـؤلـؤلي

قـالـت لـه حــين كـذا................ إنـهـض وجـد بــالنـقــل

وفـتـيــةً سـقـونـنــي................ قــهــوة كـالـعسـلـلـــي

شـمـمـتـها بـأنـفي................ أزكـى مـن الـقـرنـفـل

فـي وسـط بسـتان حُــلي.......... بـالـزهــر و السرور لـي

والعـــــود دنـدنــدنـلـي.............. والـطبـل طـبطـب طـبلـي

طب طبيطب طب طبيـطب.............. طـب طـبـيـطـب طبطبلي

والسقف سقسق سقلي............ والـرقـص قـد طـاب إلـي

شـوى شـوى وشـــاهشٌ............ عـلى ورق سـفـر جــل

وغــرد القِـمـــري يـصــيـح............ مــلاً فــي مــلالالي

ولــــــو تـــرانــي راكـبـاً............ عـلـى حـمـار أهـــزل

يـمـشـي عـلى ثـلاثـة.............. كـمــشـيـة الـعرنــجـل

والنـــاس تـرجـم جـمــلي............... فـي السـوق بـالقـلقللي

والكـــل كـعـكـع كــعِكع............... من خلفي و من حـويللي

لـكـن مـشـيـت هاربــاً.............. مِـــن خـشيــة الـعَقنقِلي

إلــى لـِـقـــاء ملـكٍ............ مُــعـظـــم مُـــبـَجَـــلِ

يـأمـرلـي بــخــلـعـةٍ.............. حـمــراء كـالــدمـدمـلـي

أجـــــر فـيـهـا مــاشــياً ...............مـُـبــغـدداً لـــلـذيــل

أنـا الأديب الألـمـعــي................ مـن حي أرض الـمـوصل

نظــمت قـطعــاً زُخــرفت .................يـعـجـز عـنـهـا الأدبُــل

أقــول فــي مـطلعــها................. صــوت صـفـيــر البـلبـل

لا تبخلونا من الردود والتشجيع

مهاجر إلى الله
2008-06-27, 10:57
بسم الله الرحمن الرحيم

بيان تهافت قصيدة " صوت صفير البلبل"
تحقيق مرويّات أدبية(2) : بقلم : د. عبد الله بن سليم الرشيد

2- صوت صفير البلبل :
شاع بين نابتة هذا العصر قصيدة متهافتة المبنى والمعنى ، منسوبة للأصمعي ، صنعت لها قصة أكثر تهافتاً ، وخلاصة تلك القصة أن أبا جعفر المنصور كان يحفظ الشعر من مرة واحدة ، وله مملوك يحفظه من مرتين ، وجارية تحفظه من ثلاث مرات ، فكان إذ ا جاء شاعر بقصيدة يمدحه بها ، حفظها ولو كانت ألف بيت (؟!!) ثم يقول له :إن القصيدة ليست لك ، وهاك اسمعها مني ، ثم ينشدها كاملة ، ثم يردف : وهذا المملوك يحفظها أيضاً – وقد سمعها المملوك مرتين ، مرة من الشاعر ومرة من الخليفة – فينشدها ، ثم يقول الخليفة : وهذه الجارية تحفظها كذلك – وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات- فتنشدها ، فيخرج الشاعر مكذباً متهماً
قال الراوي : وكان الأصمعي من جلسائه وندمائه ، فعرف حيلة الخليفة ، فعمد إلى نظم أبيات صعبة ، ثم دخل على الخليفة وقد غيّر هيئته في صفة أعرابي غريب ملثّم لم يبِنْ منه سوى عينيه (!!) فأنشده :
صــوت صفير البلبل هيّج قلب الثمــل
الماء والزهـــر معاً مع زهر لحظ المقل
وأنت يا سيـــددلي وسيددي وموللي (!)
ومنها - وكلها عبث فارغ - :
وقــــال : لا لا لللا وقد غدا مهــرولي (!)
وفـــــتية سقونني (!) قهــيوة كالعسل
شممـــــتها في أنففي (!) أزكى من القرنفل
والــعود دن دن دنلي والطبل طب طب طبلي (!)
والكـــل كع كع كعلي (!) خلفي ومن حويللي (!)
وهلمّ شرّا ( بالشين لا بالجيم ) ، فكلها هذر سقيم ، وعبث تافه معنى ومبنى .
ولم ينته العبث بالعقول ، فقد زاد الراوي أن الخليفة والمملوك والجارية لم يحفظوها ، فقال الخليفة للأصمعي : يا أخا العرب ، هات ما كتبتها فيه نعطك وزنه ذهباً ، فأخرج قطعة رخام وقال : إني لم أجد ورقاً أكتبها فيه ، فكتبتها على هذا العمود من الرخام ، فلم يسع الخليفة إلا أن أعطاه وزنه ذهباً ، فنفد ما في خزانته (!!!) .
إنّ هذه القصة السقيمة والنظم الركيك كذب في كذب ، وهي من صنيع قاصّ جاهل بالتاريخ والأدب ، لم يجد ما يملأ به فراغه سوى هذا الافتعال الواهن .
إن القصة المذكورة لم ترد في مصدر موثوق ، ولم أجدها بعد بحث طويل إلا في كتابين ، الأول : إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ، لمحمد دياب الإتليدي ( ت بعد 1100هـ ) وهو رجل مجهول لم يزد من ترجموا له على ذكر وفاته وأنه من القصّاص ، وليس له سوى هذا الكتاب .
والكتاب الآخر : مجاني الأدب من حدائق العرب ، للويس شيخو ( ت 1346هـ ) ،وهو رجل متّهم ظنين ، ويكفي أنه بنى أكثر كتبه على أساس فاسد - والتعبير لعمر فرّوخ ( ت 1408هـ ) - وكانت عنده نزعة عنصرية مذهبية ، جعلته ينقّب وينقّر ويجهد نفسه ، ليثبت أن شاعراً من الجاهليّين كان نصرانياً ( راجع : تاريخ الأدب العربي 1/23) .
ويبدو أن الرجلين قد تلقفا القصة عن النواجي ( ت859هـ ) _ وقد أشار شيخو إلى كتابه ( حلبة الكميت ) على أنه مصدر القصة ، ولم أتمكّن من الاطلاع عليه ، على أن النواجي أديب جمّاع ، لا يبالي أصحّ الخبر أم لم يصحّ ، وإنما مراده الطرفة ، فهو يسير على منهج أغلب الإخباريين من الأدباء ، ولذا زخرت مدوّنات الأدب بكل ما هبّ ودبّ ، بل إن بعضها لم يخلُ من طوامّ وكفريّات
وتعليقاً على كون الإتليديّ قصّاصاً ، أشير إلى أن للقصّاص في الكذب والوضع والتشويه تاريخاً طويلاً ، جعل جماعة من الأئمة ينهون عن حضور مجالسهم ، وأُلّفت في التحذير منهم عدة مصنّفات ( راجع : تاريخ القصّاص ، للدكتور محمد بن لطفي الصباغ ) .
ثمّ اعلم أيها القارئ الحصيف أن التاريخ يقول : إن صلة الأصمعي كانت بهارون الرشيد لا بأبي جعفر المنصور الذي توفي قبل أن ينبغ الأصمعي ، ويُتّخذ نديماً وجليساً ، ثم إن المنصور كان يلقّب بالدوانيقي ، لشدة حرصه على أموال الدولة ، وهذا مخالف لما جاء في القصة ، ثم إن كان المنصور على هذا القدر العجيب من العبقريّة في الحفظ ، فكيف أهمل المؤرخون والمترجمون الإشارة إليها ؟
أضف إلى ذلك أن هذا النظم الركيك أبعد ما يكون عن الأصمعي وجلالة قدره ، وقد نسب له شيء كثير ، لكثرة رواياته ، وقد يحتاج بعض ما نُسب إليه إلى تأنٍّ في الكشف والتمحيص قبل أن يُقضى بردّه ، غير أن هذه القصة بخاصة تحمل بنفسها تُهَم وضعها ، وكذلك النظم ، وليس هذا بخاف عن اللبيب بل عمّن يملك أدنى مقوّمات التفكير الحرّ .
ولم أعرض لها إلاّ لأني رأيت جمهرة من شداة الأدب يحتفون بالنظم الوارد فيها ، ويتماهرون في حفظه ، وهو مفسدة للذوق ، مسلبة للفصاحة ، مأذاة للأسماع .
وبعد : فإنه يصدق على هذه القصّة قول عمر فرّوخ رحمه الله :( إن مثل هذا الهذر السقيم لا يجوز أن يُروى ، ومن العقوق للأدب وللعلم وللفضيلة أن تؤلف الكتب لتذكر أمثال هذا النظم) .

منقول للفائدة

جويرية
2008-06-27, 13:20
قد قرات انها لا تصح بايرادها على هذا المنوال والله ا علم

tarek22
2008-07-04, 16:21
شكرا أخي مهاجر إلى الله فقد أفدتنا حقا