المهلهل40
2010-11-30, 18:02
أمسيات صيفية
من تأليف : ب/ ع
مسعد في : السبت 24جويلية 2010 م
الموافق لـ : شعبان 1430 هـ
صندوق التراب
حكى لنا احد الرجال قال : يرو ي انه في سالف العصر والأوان اشتكي أخ من أخيه إلي جماعة القبيلة مدعيا أن هذا الأخير استولي على قطعة ارض حرثية له ظلما وجورا ، فلم تستطع الجماعة الخيرية من استرداد حقه المهضوم فلجا إلي إمام المسجد فلم يستطع هو كذلك من إقناع هذا الأخ برد القطعة إلي صاحبها رغم تذكيره وترغيبه ثم ترهيبه من مغبة هذا الظلم مذكرا إياه بأن الظلم مرتعه وخيم .وتكررت المحاولات والتوسلات والوسائط من الأقارب والأولاد والأصدقاء حتى كلوا وملوا .أمام إصراره وتجبره واستبداده ، أمام هذا الأخ الذي ضرب كل الأعراف والتقاليد والشرائع والقوانين عرض الحائط .... عندئذ لم يجد هذا الأخ أمامه سوى العدالة فقرر أن يلجأ إليها .
وذات ليلة من الليالي توجه احد عقلاء وحكماء القرية إلي هذا ألأخ المتكبر المتغطرس فطرق عليه الباب طرقا خفيفا ففتح الباب وبعد لحطة ادخل إلي غرفة الضيوف وبعد مد وجزر في الحديث قال الحكيم : أريد ك في الغد أن تساعدني في تحويل بعض الأثاث من غرفة إلي غرفة أخري ، فلا تستغرب إذ لجأت إليك فأنت كما تعلم من اعز أصدقائي ومن أخلصهم وأكتمهم لأسرار البيوت ..وفي الصباح قدم عليه وشرعا في تحويل الأثاث وبعد مدة من الزمن استطاعا آن يحول كل الأثاث ولم يبق إلا صندوقا واحدا هناك في زاوية الغرفة فقال له هيا احضر ذلك الصندوق فقد بقي وقد اخذ مني التعب كما ترى ...ثم تعال لتستريح قليلا وتتناول معي الشاي ، فحاول أن يحمله فوجده ثقيلا ، ثم حاول ولكن عبثا استطاع حمله ، فقال : ما أثقله كأن فيه ترابا ....في هذا الوقت اقترب منه صديقه وهوى لفتح الصندوق فإذا به مملوء ترابا . فقال ويحك هذا صندوق صغير لم تستطع حمله فكيف غدا تستطيع حمل تراب ارض أخيك فكلنا نعلم أنها لأخيك.
فبقي واجما لا يستطيع التكلم ثم امسك بيد صاحبه وقال : الآن هيا بنا إلي أخي ، فطلب منه الحكيم تأجيل ذلك إلى صباح الغد ، فقاطعه بقوله : الآن فمن يضمن لي العيش لغد ...وفي طريقهما عرجا علي صديق ثالث ورابع وتوجها إليه مسرعين وعندما وصلا دخلا إلي البيت وعانق أخاه باكيا طالبا منه الصفح والعفو واشهد الحاضرين بأنه رد الأرض لصاحبها ....فقال له : أما وان اعترفت الآن بخطئك فلك نصفها واشهد الحاضرين عل ذلك وكتبوا بذلك صكا ......
النهاية
من تأليف : ب/ ع
مسعد في : السبت 24جويلية 2010 م
الموافق لـ : شعبان 1430 هـ
صندوق التراب
حكى لنا احد الرجال قال : يرو ي انه في سالف العصر والأوان اشتكي أخ من أخيه إلي جماعة القبيلة مدعيا أن هذا الأخير استولي على قطعة ارض حرثية له ظلما وجورا ، فلم تستطع الجماعة الخيرية من استرداد حقه المهضوم فلجا إلي إمام المسجد فلم يستطع هو كذلك من إقناع هذا الأخ برد القطعة إلي صاحبها رغم تذكيره وترغيبه ثم ترهيبه من مغبة هذا الظلم مذكرا إياه بأن الظلم مرتعه وخيم .وتكررت المحاولات والتوسلات والوسائط من الأقارب والأولاد والأصدقاء حتى كلوا وملوا .أمام إصراره وتجبره واستبداده ، أمام هذا الأخ الذي ضرب كل الأعراف والتقاليد والشرائع والقوانين عرض الحائط .... عندئذ لم يجد هذا الأخ أمامه سوى العدالة فقرر أن يلجأ إليها .
وذات ليلة من الليالي توجه احد عقلاء وحكماء القرية إلي هذا ألأخ المتكبر المتغطرس فطرق عليه الباب طرقا خفيفا ففتح الباب وبعد لحطة ادخل إلي غرفة الضيوف وبعد مد وجزر في الحديث قال الحكيم : أريد ك في الغد أن تساعدني في تحويل بعض الأثاث من غرفة إلي غرفة أخري ، فلا تستغرب إذ لجأت إليك فأنت كما تعلم من اعز أصدقائي ومن أخلصهم وأكتمهم لأسرار البيوت ..وفي الصباح قدم عليه وشرعا في تحويل الأثاث وبعد مدة من الزمن استطاعا آن يحول كل الأثاث ولم يبق إلا صندوقا واحدا هناك في زاوية الغرفة فقال له هيا احضر ذلك الصندوق فقد بقي وقد اخذ مني التعب كما ترى ...ثم تعال لتستريح قليلا وتتناول معي الشاي ، فحاول أن يحمله فوجده ثقيلا ، ثم حاول ولكن عبثا استطاع حمله ، فقال : ما أثقله كأن فيه ترابا ....في هذا الوقت اقترب منه صديقه وهوى لفتح الصندوق فإذا به مملوء ترابا . فقال ويحك هذا صندوق صغير لم تستطع حمله فكيف غدا تستطيع حمل تراب ارض أخيك فكلنا نعلم أنها لأخيك.
فبقي واجما لا يستطيع التكلم ثم امسك بيد صاحبه وقال : الآن هيا بنا إلي أخي ، فطلب منه الحكيم تأجيل ذلك إلى صباح الغد ، فقاطعه بقوله : الآن فمن يضمن لي العيش لغد ...وفي طريقهما عرجا علي صديق ثالث ورابع وتوجها إليه مسرعين وعندما وصلا دخلا إلي البيت وعانق أخاه باكيا طالبا منه الصفح والعفو واشهد الحاضرين بأنه رد الأرض لصاحبها ....فقال له : أما وان اعترفت الآن بخطئك فلك نصفها واشهد الحاضرين عل ذلك وكتبوا بذلك صكا ......
النهاية