تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما ورد عن الطاقة في القرآن الكريم وحيرة العلماء


رستم النوايا الحسنة
2010-11-30, 02:25
بعض ما ورد عن الطاقة في القرآن الكريم


بسم الله الرحمن الرحيم خالق الأكوان ومدبرها، الخبير بدقائقها، والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه، علمه ربه من لدنه علماً، وأدبه أدباً وأوحى إليه بكل ما ينفع البشرية، فما ينطق عن الهوى.
أما بعد:
فهذه الرسالة تبدأ انطلاقاً من عدة مسلمات أهمها:
1ـ أن القرآن الكريم كتاب هداية وليس كتاباً أكاديمياً في الفيزياء أو غيرها من العلوم.
فلا نتوقع أن نجد فيه تعريفاً للطاقة وأنواعها وخصائصها واستخداماتها وتحويلاتها مثلاً.
2ـ أن علماء الفيزياء اليوم، عند تدبر القرآن وإحكام النظر فيه، بفهم ووعي وقصد، يجدون إشارات كثيرة فيه تومىء إلى حقائق عن الطاقة بأنواعها وإن لم تسمها بأسمائها.
3ـ أن القرآن نزل منذ أكثر من 1430 عام ولم يكن الإنسان يعرف عندئذٍ شيئاً عن الجاذبية ولا المغناطيسية ولا الكهربية، بل لم يكن يعرف عن الحرارة إلا أن الشمس تدفئه وتجفف ملابسه، وأن احتراق الوقود يولد حرارة تنضج له طعامه، ولذلك لا نتوقع أن نجد هذه الأسماء أو غيرها حيث لم يكن الإنسان يعرف شيئاً عن مسمياتها.
4ـ أن الذي أنزل القرآن هو الذي خلق الأكوان، والذي يعلم كل صغيرة وكبيرة في خلقه، ويعلم متى يتم الكشف عن هذا العلم أو ذلك، ومن هذا كان الاتفاق تاماً بين الآيات القرآنية والآيات الكونية، ولن نجد خلافاً بين فهم صحيح لآية أو حديث وبين حقيقة علمية يقينية ) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ( [سورة الملك:14].
5ـ أن محاولتنا للتعرف على إشارات القرآن الكريم إلى موضوعات الطاقة بأنواعها قد تصيب وقد تخيب.
فإن أصبنا فمن توفيق الله، وإن أخطأنا فمن أنفسنا، ونرجو من الله أجر المجتهد، ولنبدأ في الموضوع باسم الله الخالق البارىء المصور:
أولاً: عن الطاقة (energy) بصفة عامة:
الطاقة كمصطلح بشري تعني إمكانية بذل شغل أو فعل أو تأثير، وفي القرآن الكريم وردت بمعنى قريب، هو الاستطاعة أو الوسع، في ثلاث آيات فقط هي: ) وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ([سورة البقرة:184].
قال السدي: يطيقونه أي: يتجشمونه ( يريد أنهم يجدون صعوبة في أدائه ).
وقال ابن عباس: نزلت في الشيخ الكبير الذي لا يطيق الصوم.
والآية الثانية: ) قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ([سورة البقرة:249].
أي: قال اليهود لطالوت أنهم لا يستطيعون وليس في وسعهم مقاومة جالوت والفلسطينيين والآية الثالثة: ) رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ([سورة البقرة:286].أي: لا تكلفنا بما لا نقدر على فعله أو بما لا نستطيع الوفاء به.
والقوة (force):هي في الاصطلاح البشري تعني المؤثر الذي يعمل، أو يميل إلى العمل، على إحداث حركة جسم ما أو تغيرها إيجاباً أو سلباً، والقوة في هذا المصطلح لها مقدار واتجاه ونقطة تأثير، أما في القرآن الكريم فقد ورد لفظ قوة 28 مرة بمعنى أوسع، وغالباً بمعنى الطاقة وخاصة في الآيات التي تتحدث عن أن القوة أو الطاقة مخلوقة من الله سبحانه وتعالى ومنها قوله: )إن القوة لله جميعاً ([سورة البقرة:165]. )لا قوة إلا بالله ([سورة :الكهف:39]. )إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ([سورة الذاريات:58].ومثلها )ويزدكم قوة إلى قوتكم ([هود:52]. )وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ([الأنفال:60]. )فأعينوني بقوة ([الكهف:95].
ثانياً: الطاقة الحركية:
هي أول صور الطاقة التي عرفها الإنسان وهو يزيح حجراً عن موضعه أو يرفعه إلى أعلى أو يهوي به على شيء ليحطمه به.
وفي القرن الـ 17 م توصل ( نيوتن ) إلى ما سمي بقوانين الحركة، ( أولها ) قانون القصور الذاتي ومن صيغه: أن الأجسام قاصرة بذاتها عن تغيير حالتها من سكون أو حركة منتظمة. أي: أن المركب ذات الشراع الرابضة على الشاطىء لا تتحرك إلا إذا دفعتها الريح والمركب التي تتهادى بتأثير الريح على سطح الماء لا تسكن إلا إذا سكنت الريح أو طوي شراعها وجذبت بالحبال، وفي إشارة لذلك قال سبحانه وتعالى: )إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره ([الشورى:42].
والقانون الثاني يتناول العلاقة بين القوة المؤثرة على جسم وكتلة هذا الجسم وما تحدثه في حركته من تسارع.
والقانون الثالث له صيغة مشهورة وهي: أن لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.

لقد تمكن الإنسان من الاستفادة من طاقة الرياح لتوليد الكهرباء وهي طاقة مجانية سخرها الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان
وقد زادت شهرة هذا القانون الأخير بتطبيقه في المعويات والعلاقات بين البشر وفي ضوئه نفهم قوله سبحانه وتعالى: )فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ([سورة البقرة:194].
وقوله سبحانه وتعالى: )وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ([النحل:126].
قوة الجاذبية:وقد اكتشف نيوتن أيضاً صورة أخرى من صور الطاقة وهي قوة الجاذبية الأرضية حيث يسقط أي جسم، إذا ترك بدون سند رأسياً نحو مركز الأرض بسرعة تتزايد حتى تصل أقصاها لحظة اصطدامها بالأرض، واكتشف نيوتن أن للجاذبية قانوناً عاماً، أو سنة كونية، حيث أن قوة الجاذبية بين جسمين تتناسب طردياً مع كتلتيهما وعكسياً مع مربع المسافة بينهما، ويسمى هذا القانون التربيع العكسي وله مشابه في كل صور الطاقة الأخرى.
القوة المركزية الطاردة:وأي جسم يدور بسرعة في مسار على شكل محيط دائرة حول مركز هذه الدائرة، فإنه تؤثر عليه قوة تعمل على طرده بعيداً عن هذا المركز، وتمسى بالقوة المركزية الطاردة.
وما الذي يحفظ الأجرام السماوية في مواضعها النسبية؟ وقد اكتشف الإنسان أن جميع الأجرام السماوية من نجوم وكواكب وأقمار في حركة دائبة، ففي المجموعة الشمسية نجد أن الأرض تدور في فلكها حول الشمس بسرعة 30 كم / ث في أحد التقديرات. والشمس ذاتها تدور في فلكها حول مركز مجرة سكة التبانة بسرعة 220 كم/ ث.
لذلك نجد أن هناك قوة طاردة على إبعاد الأرض عن الشمس وقوة جاذبة تعمل على جذب الأرض نحو الشمس، ولا بد أن تتعادل هاتان القوتان لتبقى الأرض في موقعها النسبي من الشمس، ويعبر د. فاروق الباز عن هذه الحقيقة العلمية بأن بينهما ( عمود غير مادي ) ثابت من ( التوازن ) بين قوتي الجذب والطرد، في إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ([سورة الرعد:2].
وقوله ( سبحانه وتعالى ): )خلق السماوات بغير عمد ترونها ([سورة لقمان:10].
قال ابن كثير: ( روي عن ابن عباس ومجاهد أنهم قالوا: لها عمد ولكن لا ترى.
وقال إياس بن معاوية: السماء على الأرض مثل القبة بلا عمد وكذلك روي عن قتادة، وهذا هو اللائق بالسياق والظاهر من قوله ( سبحانه وتعالى ): )يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه (65/22 الحج. أي: هي مرفوعة بغير عمد كما ترونها ( ص499ج2 ) ولكننا نرى أن آية سورة الحج تشير إلى القوة الطاردة التي أوجدتها حكمة الخالق ( سبحانه وتعالى ) لتمنع تصادم السماء والأرض بسبب التجانب بينهما، كما نرى أن في قوله ( سبحانه وتعالى ) )إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ([سورة فاطر:40].
إشارة إلى قوة الجذب التي أوجدتها حكمة الخالق ( سبحانه وتعالى ) لتمنع تفرق السماوات والأرض وتشتتهما وزوالهما في فضاء الكون الفسيح.
قال ابن كثير: ( أي: أن تضطربا عن أماكنها ) ( ص561 ج3 ).
كيف نفهم الآيات السابقة في القرن الـ 21؟.
ظلت أفكار نيوتن عن الجاذبية، كصورة من صور الطاقة، سائدة كالعقيدة بين العلماء حتى بواكير القرن العشرين ـ حيث خرج أينشتاين بنظرية عن النسبية الخاصة عام 1905 وفيها قال: أن نواميس الكون مستقلة تمام الاستقلال عن الحالة التي يكون فيها من يرصد هذه النواميس.
وقال: إن توافق حدثين ليس مطلقاً: وأن أي حادثين يحدثان في وقت واحد في نظر مشاهد ما ( أو راصد ) قد يكون أحدهما سابقاً للآخر في نظر مشاهد آخر ( أو راصد ) إذا كانت حركة أحدهما مختلفة عن حركة الآخر، مما يدعو إلى ضرورة تعديل نظرتنا إلى الزمان والمكان.
وفي عام 1915 خرج إينشتاين بنظريته عن النسبية العامة وفيها رفض كثيراً من اقتراحات نيوتن وقال: أن الجاذبية في نظره ليست قوة. وأن القول بأن كل جسمين ماديين يتجاذبان إنما هو خداع، وأنه من غير المحتمل إطلاقاً أن قوة جاذبية الأرض للأجسام تصل إلى أبعد الآفاق في الفضاء. وقد تشكك مع المشككين في نظرية التأثير عن بعد.
ويصف أينشتاين سلوك الكواكب مثلاً، في مجال جاذبية الشمس، لا على أساس قوة جذب وإنما على أساس الممرات والمسالك التي تحددها الخواص القياسية للفضاء وهي خواص ما سماه متصل الزمان والمكان (space - time)ويسمونه في اللغة العربية جداً أو هزلاً، بالزمان، أي: أن الجاذبية عند أينشتاين ليست إلا صفة هندسية لهذا الزمكان وفي ضوء ذلك، لا نحتاج في فهمنا لقوله تعالى: )الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها (إلى الحديث عن التوازن بين قوة جذب وقوة طرد، وإنما نفهم أن الله ( سبحانه وتعالى ) خلق من البداية متصل الزمان والمكان متصفاً بخواص هندسية عبارة عن ممرات ومسالك محددة لكل جرم سماوي يصبح فيها دون حاجة إلى أعمدة مادية ترفع هذه الأجرام إلى مواقعها.
وبذلك لا يقع جرم ولا يزول جرم أو يضطرب مساره أو يتوه في الفضاء الكوني، ولكننا نرى أن هذه التصور يوجب وجود وسط ما في الفضاء له كثافة ما وأن هذه الكثافة تقل فيما سماه أينشتاين الممرات والمسالك، أي: أنه يعيدنا إلى فرضية الأثير التي ثبت خطؤها عند أينشتاين نفسه ورفضها.
http://lovemoons.com/Zup//uploads/images/Lovemooncc5b9591cf.gif

زكرياء1409
2010-11-30, 19:06
جزاك الله خيرا ووفقك لكل خير وسدد خطاك

رستم النوايا الحسنة
2010-11-30, 20:31
جزاك الله خيرا ووفقك لكل خير وسدد خطاك






جزانا واياك في جنة الفردوس
شكرا للك اخي زكريا على مرورك العطر

abdelaziz_dz
2010-11-30, 22:26
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزيل الشكر لك على المعلومات التي أفدتنا بها
ننتظر جديدك

رستم النوايا الحسنة
2010-12-01, 00:24
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزيل الشكر لك على المعلومات التي أفدتنا بها
ننتظر جديدك


وعليكم السلام حتى يوم النعيم
بارك الله فيك اخي عبد العزيز على مرورك الكريم وان شاء الله سيكون الجديد بكم ولكم يا اخواني الكرام
سلام