المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يكفي المسيء إساءته


محب بلاده
2010-11-26, 22:41
قال بكر بن عبد الله: كان رجل يغشى بعض الملوك، فيقوم بحذاء الملك، فيقول: «أحسن إلى المحسن بإحسانه
، فإن المسيء سيكفيكه إساءته».

فحسده رجل على ذلك المقام والكلام،
فسعى به إلى الملك، فقال: «إن هذا الذي يقوم بحذائك، ويقول ما يقول، زعم أن الملك أبخر»، فقال له الملك: «وكيف يصح ذلك عندي»، قال: «تدعوه إليك، فإنه إذا دنا منك، وضع يده على أنفه لئلا يشم ريح البخر»، فقال له: «انصرف حتى أنظر».

فخرج من عند الملك، فدعا الرجل إلى منزله، فأطعمه طعاما فيه ثوم، فخرج الرجل من عنده، وقام بحذاء الملك على عادته، فقال: «أحسن إلى المحسن بإحسانه، فإن المسيء سيكفيكه إساءته». فقال له الملك: «أدن مني» فدنا منه، فوضع يده على فيه، مخافة أن يشم الملك منه رائحة الثوم. فقال الملك في نفسه: «ما أرى فلانا إلا قد صدق».

قال: وكان الملك لا يكتب بخطه إلا بجائزة أو صلة، فكتب له كتابا بخطه إلى عامل من عماله: «إذا أتاك حامل كتابي هذا فاذبحه واسلخه واحش جلده تبنا وابعث به إلي».

فأخذ الكتاب وخرج، فلقيه الرجل الذي سعى به، فقال: «ما هذا الكتاب؟»، قال: «خط الملك لي بصلة»، فقال: «هبه لي»، فقال: «هو لك»، فأخذه ومضى به إلى العامل، فقال العامل: «في كتابك أن أذبحك وأسلخك»، قال: «إن الكتاب ليس هو لي، فالله الله في أمري حتى تراجع الملك»،
فقال: «ليس لكتاب الملك مراجعة»، فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنا، وبعث به.

ثم عاد الرجل إلى الملك كعادته، وقال مثل قوله، فعجب الملك، وقال: «ما فعل الكتاب؟»، فقال: «لقيني فلان فاستوهبه مني فوهبته له»، قال له الملك: «إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر»، قال: «ما قلت ذلك»، قال: «فلما وضعت يدك على فيك؟»، قال: «لأنه أطعمني طعاما فيه ثوم، فكرهت أن تشمه»، قال: «صدقت، ارجع إلى مكانك، فقد كفي المسيء إساءته».

التسامح هو أن تنسى الإساءة بكامل إرادتك .
. إنه القرار بأن لا تعاني أكثر من ذلك، وأن تعالج قلبك وروحك .
. إنه الاختيار ألا تجد قيمة للكره أو الحقد، والتخلي عن الرغبة في رد الإيذاء للآخرين لما بدر منهم ..
إنه الرغبة في أن تفتح عينيك على مزايا الآخرين، بدلا من أن تحاكمهم أو تدينهم.

التسامح هو أن تشعر بالعطف والرحمة والحنان،
وتحمل كل ذلك في قلبك، مهما بدا لك العالم من حولك.. أن تكون مفتوح القلب .. أن تشعر بالسلام الداخلي .. أن تعلم أن كل بني آدم خطاء، وتغمض عينيك قليلا عن تتبع عيوب الآخرين وجرح مشاعرهم.

التسامح معناه التساهل، وهو نصف السعادة ..
التسامح ليس سهلا، لكن من يصل إليه يسعد، وصاحبه من الله أقرب.

يقول ابن القيم رحمه الله:
«الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق، زاد عليك في الدين». .. فالتسامح كسلوك وموقف ليس مِنّة أو دليل ضعف وتميع في الالتزام بالقيم، بل هو من مقتضيات القيم ومتطلبات الالتزام بالمبادئ. فالغلظة والشدة والعنف في العلاقاتالاجتماعية والإنسانية، هي المناقضة للقيم، وهي المضادة لطبيعة متطلبات الالتزام، وهي دليل ضعف وخواء.


أقوال مضيئة


· قال ابن القيم رحمه الله: «إذا اقْتُدِحَتْ نار الانتقام من نار الغضب، ابتدأت بإحراق القادِح، أَوْثِقْ غضبك بسلسلة الحِلم، فإنه [أي:الغضب] كلبٌ إن أفلت أَتلف».


· قال عطاء بن أبي رباح: «ما أبكى العلماءَ بكاء آخِرَ العمر من غضبة غَضِبها أحدهم، فتهدم عملَ خمسين سنة، أو ستين سنة، أو سبعين سنة».

مصريه جدا
2010-11-26, 23:03
«الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق، زاد عليك في الدين»



جزاك الله خيرا

محب بلاده
2010-11-26, 23:12
جزاكِ الله خيرا اختي الفاضلة على المرور


لكِ مني كل الاحترام والتحية

ايمانalg
2010-11-26, 23:15
الدين معاملة
مشكووووووووووووور على الموضوع المفيد

محب بلاده
2010-11-26, 23:30
بارك الله فيكِ اختي الطيبة على المرور


لكِ مني كل الاحترام والتقدير