المهلهل40
2010-11-26, 17:15
أمسيات صيفية
قصة بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال الوطني
مهداة لكافة المجاهدين والمجاهدات والشهداء الأبرار
تأليف : ب/ ع
مسعد في : جويلية 2005
قصة : الانتماء
جرت أحداث هذه القصة أثناء الثورة التحريرية المجيدة، وكالعادة ففي إحدى ليالي الصيف الحارة، ليالي السمر الممتعة ، استمعت إلى هذه القصة ، والتي أخذت مني كل مآخذ، وهاأنذا اسردها كما سمعتها من أحد الشيوخ والعهدة على صحتها تعود على الراوي .
- في إحدى القرى النائية بالقرب من مدينة مسعد كانت تقطن إحدى الأسر ، أسرة بسيطة في كل شيء، أسرة تتكون من أب عطوف حنون ، وأم رؤوم ، وأخوين...هذه الأسرة كانت لها علاقة وطيدة بالثورة التحريرية المجيدة، حيث كانت تقدم كل ما تستطيع أن تقدمه من غذاء ، ودواء ، ولباس و...بالإضافة إلى بعض المعلومات عن تحركات الاحتلال .....
- وذات يوم من أيام الثورة الساخنة حيث بلغت أوجها . وفد إلى تلك القرية عدد من المجاهدين وكمنوا بالقرب منها، وما أن أرخي الليل سدوله، وخيم الظلام على تلك القرية حتى تسلل أحدهم إلى داخلها، ومن ..ومن ..حتى تمكن من الوصول إلى بيت تلك الأسرة المجاهدة وطرق طرقا خفيفا، عرف الشيخ من خلاله من الطارق ، فاستيقظت في تلك اللحظة زوجته فزعة فغالبا ما يداهم الاحتلال البيوت في مثل هذه الساعات المتأخرة من الليل ..فهدأ من روعها ، واخبرها الخبر وطلب مها التزام الحذر حتى لا تحدث ضوضاء أو شيئا يدعو إلى الريبة وخاصة أمام الأطفال ,وعلى وقع حديثهم نهض الولدين...سارعت الزوجة للأولاد، بينما هو سارع لفتح الباب فإذا به كما خمن وزعم أمام زوجته، تعانقا وادخله بسرعة إلى غرفة داخلية ..جلس واضعا بندقيته بجانب منه وراحا يتحدثان ...
بينما اشتغلت الزوجة الطيبة بإعداد بعض الطعام ، بينما توجه أحد الأخوان إلى النوم، والآخر توجه إلى تلك الغرفة التي بداخلها الشيخ وصاحبه الذين كانا يتحدثان حول العمل الذي جاء من اجله ومن الكلام الذي يقوله:(إن الإخوة كلفوني باش نطلب منك جمع معلومات كافية عن هذا المركز)..فرد عليه الشيخ بقوله:( حاضر)..فقال له:(هذا الشيء ألا يمكن أن أعرفه الآن ؟؟؟؟ )..المهم أنا الآن اذهب لقد مر الوقت بسرعة ، وبعد ثلاث أيام (سنلتقي في المكان المعتاد)..مفهوم هذا ..فقال الشيخ :كل شيء مفهوم ..وقبل أن يغادر المكان اخبره الشيخ بخطورة وصعوبة المهمة المكلف بها فقال :الله معنا.الشيخ: هذا شيء صحيح...الزوجة تدعو : رب يحفظكم وينصركم ..وردد الشيخ قائلا:آمين.
-وبعد انقضاء الأيام الثلاثة خرج الشيخ متوجها إلى المكان المعهود، متوخيا الحذر والحيطة ، وما إن اقترب منه حتى تبادر إلى سمعه طلقات الرصاص ودوي المدفع، فلم يفهم شيئا مما يحدث ، قفل راجعا مسرعا يسوق أمامه حمارا - جلّ الله قدركم - وكأنه يريد أن يحمل عليه الحطب...وفي المساء شاع الخبر بين السكان بان اشتباكا وقع بين المجاهدين والاحتلال وقد أسفر عن مقتل عدد من الجنود وتدمير سيارة من نوع جيب ، وقد استشهد من المجاهدين اثنين رحمهما الله تعالى ، وجعل مثواهم الجنة ..
-احتار الشيخ في الأمر وراح يفكر كيف وقع هذا...هل وقع هذا بمحض الصدفة ، أم هناك أمر دبر بليل.....ربما هي من محض الصدفة فقط ...فلا أحد يعلم بوجودهم غيري و زوجتي ...راح الشيخ يضرب كفا بكف وهو يردد :لن يمر هذا بسهولة...كيف أقنعهم بأنني بريء من هذا العمل .... أنت فوق الشبهات أيها الشيخ الكريم ...لا تأسف...ولا تحزن ...ولا تحمل هما....فعلا لم تمر هذه الحادثة بسهولة ,بل تساءلوا حتى عرفوا من وراء هذه الخيانة البشعة ..اجل عرفوا من ذا المجرم المهزوم داخليا الذي يبيع وطنه، وعزته، وشرفه إلى الكلاب الضالة...... وبعد التقصي والتحري تم اكتشاف الخائن وعرفوا انه الابن الأكبر للشيخ حيث كان يعمل عميلا لدى الاحتلال الغاشم وانه منذ مدة يعمل هذا العمل الرخيص ...فأمر الثوار بترحيل العائلة تجنبا لانتقام الاحتلال منها وأمرت بتصفية القمح من الكوز.................
النهاية
تحيا الجزائر
المجد والخلود للشهداء الأبرار
قصة بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال الوطني
مهداة لكافة المجاهدين والمجاهدات والشهداء الأبرار
تأليف : ب/ ع
مسعد في : جويلية 2005
قصة : الانتماء
جرت أحداث هذه القصة أثناء الثورة التحريرية المجيدة، وكالعادة ففي إحدى ليالي الصيف الحارة، ليالي السمر الممتعة ، استمعت إلى هذه القصة ، والتي أخذت مني كل مآخذ، وهاأنذا اسردها كما سمعتها من أحد الشيوخ والعهدة على صحتها تعود على الراوي .
- في إحدى القرى النائية بالقرب من مدينة مسعد كانت تقطن إحدى الأسر ، أسرة بسيطة في كل شيء، أسرة تتكون من أب عطوف حنون ، وأم رؤوم ، وأخوين...هذه الأسرة كانت لها علاقة وطيدة بالثورة التحريرية المجيدة، حيث كانت تقدم كل ما تستطيع أن تقدمه من غذاء ، ودواء ، ولباس و...بالإضافة إلى بعض المعلومات عن تحركات الاحتلال .....
- وذات يوم من أيام الثورة الساخنة حيث بلغت أوجها . وفد إلى تلك القرية عدد من المجاهدين وكمنوا بالقرب منها، وما أن أرخي الليل سدوله، وخيم الظلام على تلك القرية حتى تسلل أحدهم إلى داخلها، ومن ..ومن ..حتى تمكن من الوصول إلى بيت تلك الأسرة المجاهدة وطرق طرقا خفيفا، عرف الشيخ من خلاله من الطارق ، فاستيقظت في تلك اللحظة زوجته فزعة فغالبا ما يداهم الاحتلال البيوت في مثل هذه الساعات المتأخرة من الليل ..فهدأ من روعها ، واخبرها الخبر وطلب مها التزام الحذر حتى لا تحدث ضوضاء أو شيئا يدعو إلى الريبة وخاصة أمام الأطفال ,وعلى وقع حديثهم نهض الولدين...سارعت الزوجة للأولاد، بينما هو سارع لفتح الباب فإذا به كما خمن وزعم أمام زوجته، تعانقا وادخله بسرعة إلى غرفة داخلية ..جلس واضعا بندقيته بجانب منه وراحا يتحدثان ...
بينما اشتغلت الزوجة الطيبة بإعداد بعض الطعام ، بينما توجه أحد الأخوان إلى النوم، والآخر توجه إلى تلك الغرفة التي بداخلها الشيخ وصاحبه الذين كانا يتحدثان حول العمل الذي جاء من اجله ومن الكلام الذي يقوله:(إن الإخوة كلفوني باش نطلب منك جمع معلومات كافية عن هذا المركز)..فرد عليه الشيخ بقوله:( حاضر)..فقال له:(هذا الشيء ألا يمكن أن أعرفه الآن ؟؟؟؟ )..المهم أنا الآن اذهب لقد مر الوقت بسرعة ، وبعد ثلاث أيام (سنلتقي في المكان المعتاد)..مفهوم هذا ..فقال الشيخ :كل شيء مفهوم ..وقبل أن يغادر المكان اخبره الشيخ بخطورة وصعوبة المهمة المكلف بها فقال :الله معنا.الشيخ: هذا شيء صحيح...الزوجة تدعو : رب يحفظكم وينصركم ..وردد الشيخ قائلا:آمين.
-وبعد انقضاء الأيام الثلاثة خرج الشيخ متوجها إلى المكان المعهود، متوخيا الحذر والحيطة ، وما إن اقترب منه حتى تبادر إلى سمعه طلقات الرصاص ودوي المدفع، فلم يفهم شيئا مما يحدث ، قفل راجعا مسرعا يسوق أمامه حمارا - جلّ الله قدركم - وكأنه يريد أن يحمل عليه الحطب...وفي المساء شاع الخبر بين السكان بان اشتباكا وقع بين المجاهدين والاحتلال وقد أسفر عن مقتل عدد من الجنود وتدمير سيارة من نوع جيب ، وقد استشهد من المجاهدين اثنين رحمهما الله تعالى ، وجعل مثواهم الجنة ..
-احتار الشيخ في الأمر وراح يفكر كيف وقع هذا...هل وقع هذا بمحض الصدفة ، أم هناك أمر دبر بليل.....ربما هي من محض الصدفة فقط ...فلا أحد يعلم بوجودهم غيري و زوجتي ...راح الشيخ يضرب كفا بكف وهو يردد :لن يمر هذا بسهولة...كيف أقنعهم بأنني بريء من هذا العمل .... أنت فوق الشبهات أيها الشيخ الكريم ...لا تأسف...ولا تحزن ...ولا تحمل هما....فعلا لم تمر هذه الحادثة بسهولة ,بل تساءلوا حتى عرفوا من وراء هذه الخيانة البشعة ..اجل عرفوا من ذا المجرم المهزوم داخليا الذي يبيع وطنه، وعزته، وشرفه إلى الكلاب الضالة...... وبعد التقصي والتحري تم اكتشاف الخائن وعرفوا انه الابن الأكبر للشيخ حيث كان يعمل عميلا لدى الاحتلال الغاشم وانه منذ مدة يعمل هذا العمل الرخيص ...فأمر الثوار بترحيل العائلة تجنبا لانتقام الاحتلال منها وأمرت بتصفية القمح من الكوز.................
النهاية
تحيا الجزائر
المجد والخلود للشهداء الأبرار