المهلهل40
2010-11-25, 17:39
أمسيات صيفية
تأليف : ب/ ع
مسعد في : أوت 2005 م
الصراع المؤقت
مدخل:
قديما قالوا من أجل بعير قامت القيامة أتت على الأخضر واليابس كيوم البسوس ، أو من اجل رهان كان يوم داحس والغبراء .أ ومن اجل هتك عرض،أو غصب ارض ،أومن اجل تسلط وتجبر،أومن اجل كذا وكذا ..ولكن أن تقوم من اجل أشياء تافهة فهذا ليس من العقل في شيء ..وليس من التمدن والتحضر في شيء ..والقصة التي اطرحها بين يدي القارئ الكريم تدور أحداثها حول أشياء تبدو هينة ولكن –حسب رأيي-لاتقل شأنا عن الأمثلة التي ذكرتها آنفا ، وذلك اعتبارا للنتائج الناجمة عنها-وقديما قال الشاعر ابن حزم الأندلسي رحمه الله :
أسيء ظني بكل محــــــــتظر تأتي به,والحقيــــــر من حقره
كي لا يرى أصل هجرة وقلى فالنار في بـــــدء أمرها شرره
واصل عظم الأمور أهــــونها ومن صغر النوى ترى شجرة
من بحر المنسرح- طوق الحمامة ص:31ط 1 1424ه/2003م - دار صادر –بيروت
وسأتركك أيها القارئ الكريم تعيش أحداثها راجيا آن أكون قد جمعت لك زهورا لا قشورا ، وعرضتها عليك في قالب لائق....مقترحا لها العنوان :(الصراع المؤقت).وما توفيقي إلا بالله..
القصة :
- في غرفة المطبخ تزدحم المواعين جنبا آلي جنب دون فوضى كل في مكانه مع إخوانه ، الصحون مع بعضها البعض, والملاعق هي الأخرى مصطفة مع بعضها وأمامها الشوكات ,وورائها الملاعق الكبيرة ,وهنا الكؤوس ، وهناك السكاكين والأكواب, وعلى اليسار الفناجين ، وعلى اليمين الأطباق...و..و..و..و...الكل في غرفة واحدة يؤدي عمله كوحدة متكاملة (يعمل بروح الفريق).
لا فضل لملعقة على مغرفة, ولا أداة على أخرى إلا بالعمل الذي تؤديه أثناء التحضير أو الطهي...
لكن ما الذي يحدث الصراع .انه الإنسان المسكين بسبب المواعين..
يوم الملعقة
...الوقت غداء...يومها كان عائدا من عمله متعبا جدا, ولما وصل آلي البيت , وجد الباب مفتوحا وما إن ولجه ووضع الخطوة الأولى داخله حتى سمع صراخا وزعيقا,أو صد الباب من ورائه, وأسرع بالدخول فإذا معركة حامية الوطيس بين أمه وزوجته.
الأم:من هذا ال.....؟؟...الذي فعل الفعلة النكراء..لابد أن يجلد ويحرم من طعامه هذا اليوم ...
الزوجة:وماذا فعل حتى يعاقب بمثل العقاب:؟..
الأم:نشتريها بالدراهم وتقولين..لم يفعل شيئا...(هييييييه ياأبي)......
الزوجة:تنظر إلي الملعقة المقتولة عفوا المكسرة..من اجل هذا فقط...
الأم:عندك الحق,أنت ماذا تخسرين ..ولدي (تقصد الزوج)هو الذي يخسرها...
الزوجة :سآتي بملعقة من بيت آبي تعويضها عنها...تقول ذلك بسخرية..
الأم:زوجك..أنا اعرف انه زوجك هو الذي يسمح لك بهذا الكلام..(تريد أن تشركه المعركة)..
نظر مستغربا..ساكتا لا يتكلم..
الزوجة:هذا حديث النسوان...وليس حديث الرجال..(تقصد بحديثها شؤون داخلية لا يجوز التدخل فيها).
الأم:تنهال عليها سبا وشتما..
الزوجة:تتمتم بكلام غير مفهوم..
الأم: أنا اعرف أن كلامي لا يسمع,ولا يشتهيه احد..
تدخل قائلا:مادمت تعرفين ذلك فلماذا هذا الكلام...انظري إلي فلانة (إحدى قريباته تحدث الأشياء أمامها ولا تتدخل )
الأم:يا وليدي..وإذا لم أتدخل أنا فمن يدبر شؤون البيت...
فيرد بقوله:هذا ليس تدبير,بل غيره,يا....الناس الحكماء ماذا يقولون:
الأم:كلامهم كثير...
ثم أردف يقول:يقولون:لا تتدخل فيما لا يعنيك حتى لا تسمح ما لا يرضيك...
الأم:لا ادري (غير مقتنعة).
يتدخل المسكين موضحا:يا ناس ,الأواني لها أعمار مثل الإنسان,تنتهي عندما ينتهي اجلها...
الزوجة :هي ,تفهم غير ذلك....قل لها(ترى في انتصارا لها).
الأم : هيه ، يا سيدي ...من اليوم( قم) بمعنى لن أتكلم أبدا ( قالت ذلك وهي تضع يدها على فمها )
....هدوء مؤقت ...للعلم مازالت عندهم ملاعق أخرى مثلها كبيرة وصغيرة ( خشبية ،معدنية ، ومن اللدائن أيضا ....)
يوم الصحن
هذه المرة ربما كان عائدا من السوق يحمل في يده اليمنى خضرا وفي اليسرى بعض علب الياغورت للطفل الصغير ، وللآخرين من إخوته ، وأمه العزيزة تضرب معهم بسهم ...فهي تستحق أكثر من ذلك ويكفيها أنها أمه التي أحبها حتما وسيكون حبه لا يساوي شيئا أمام حبها الفياض فلو كان بإمكانه أن يحضر لها الدنيا بين يديها لفعل ولا يبالي ، وبالرغم من ذلك لايمكن أن يفي بحقها ....أيها الأبناء أحسنوا إلى والديكم ...أحسنوا إلى أمهاتكم وإبائكم ..فهما جنتكم أو ناركم واعلم أن رضا الله في رضا الوالدين ، فقد جاء في الحديث الشريف "
{ أن رجلا سال النبي –ص- قال : من أحق الناس بصحبتي يا رسول الله ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال أمك .قال : ثم من؟ قال : أبوك }.
قلت كان عائدا وما إن وضع رجله في الدرجة الأولى حتى رأى أمامه احد الأولاد ينزل بسرعة فائقة ، والأحذية تنهال وراءه ، وسيل جارف من الكلمات ...انتظر يا حلوف ...انتظر يا كلب ...يا شيطان ...سيأتي أبوك واخبره بما حدث ..فقال : ما هذا ؟ !!!!!
قالت له : لقد تحطم صحن من صحون الفخار – بالمناسبة اشترى منها مجموعة للضيوف فقط – أما الأطفال فلهم صحونا خاصة من المعدن فهي أكثر متانة و أطول عمرا !!!!
امسك بالولد وخاطبه معنفا : قلت لك مرارا وتكرارا لا تستعمل هذه الصحون ؟!!!!
فرد عليه المسكين وهو يرتجف من شدة الخوف :والله لم أكسره يا أبي .
فتركه لشانه ولكنه حذره ، وان ينتبه في المرة القادمة ...فعلى الأقل يعلم أنها ليست بالمجان ...وان ذلك يغضبها ...قالت له : هذا أنت خوّفهم ...فأراد أن يميّع القضية فرد عليها متهكما - هاه هوه-- وبفهمها أن للأواني هي الأخرى أعمارا مثل أعمارنا ...بداية ونهاية ..
فتمتمت بكلام لم يفهمه ولكنه يدل على عدم الرضا على هذا التصرف السلبي حسب نظرها ....
وضع الحاجيات في مكانها ، اخذ مكانا له في الغرفة ...تناول فنجان قهوة من سينية كانت موضوعة على مائدة أمامه ثم تناول آخر ..بادرته بالحديث قائلة : انـْهِ الأولاد عن تكسير المواعين ....قال : وماذا فعل ؟1لا بد من استعمالها فنحن لم نشتريها للتخزين فهل يعقل أن يتناولوا أكلهم في أيديهم ..أم على الأرض ...
قالت وهي متجاهلة حديثه: لو يزورنا ضيف غدا فلا نجد المواعين اللازمة لتقديم الطعام له فيها في النايلون ...اخبرني بالله عليك ...قال : غدا نشتري كل ما ينقصك ....
قالت : نشري ...نشري....يالمشري – المشري اسم لأحد أقاربه - قالت ذلك تهكما - لا يدري متى صارمشهورا وتضرب به الأمثال ...
قالت الأخرى – الزوجة – من هناك بصوت مسموع : [ طلبوعليه مواليه ]وهذا مثل شعبي يقال في مثل هذه المواقف .
ردت عليها : اكسروا الأشياء وقولوا – طلبو عليه مواليه – كلوا في لقبي –فمي –
...هدوء مؤقت ...ومازال عندهم صحون أخرى ...صحون من اللدائن واحذروا من قربها من النار ....وصحون من الزجاج فاحذروا فهي سريعة الانكسار ، وصحون من المعدن – الألمنيوم والزنك – واحذروا من اعوجاجها.
يوم الفنجان
في اغلب الأوقات ينهض في الصباح الباكر ، وقلما يشهد صلاة الصبح رغم اجتهاده ومحاولاته المتكررة لحضورها ، فكم هو جميل بالمرء أن يشهد صلاة الصبح فهي الخير كله ...فقد جاءت الأحاديث ترغب فيها مثل قوله –ص- ( عن آبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله –ص- قال : من صلى البردين دخل الجنة ) – متفق عليه –
والبردان هما الصبح والعصر وحديثه : ( عن أبي زهير عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله –ص- يقول : لن يلج النار احد صلى قبل الشمس وقبل غروبها ) يعني الفجر والعصر –رواه مسلم – والأحاديث هي كثيرة مشهورة ، فما أردنا إلا أن ننبه فقط ...أضف إلى ذلك الفوائد الجمة التي ذكرها العلماء والحكماء أهل الرأي والعقل على السواء : سعة رزق- صفاء في العقل – وقوة في البصر – واستنشاق هواء نقي - ، وبعد أن يتوضأ ويؤدي صلاته وورده يتبادر إلى ذهنه قولها قاطعة بذلك خلوته : انظروا ...انظروا ...ماذا حدث ؟!!!! البارحة كان لا باس عليه !!!!
يرد المسكين مشدوها فاتحا فاهه : ماذا حدث ؟؟!!!
البارحة وضعته بنفسي هنا في هذا المكان سالما ...
يستيقظ احدهم ...صباح الخير ...وتسال كل من يستيقظ ...بخير وعافية ، من فعل هذا ؟!!فيجيبها بقوله : لا ادري كنت نائما .فترد بعنف : وهل كسر نفسه ؟!!!
في بعض الأحيان يتدخل ليوضح الأمور : ما هذا الشيء الذي تحطم ؟!
يسمع جوابا من داخل المطبخ : فنجان ...فنجان ...
ربما أسقطه القط ؟! فهو كثير الصعود إلى هناك ، يبحث عن طعام يأكله ....
يسمع كلاما من غرفة أخرى : يا – حني- فنجان فقط – كلمة تقال للتقليل من شان الشيء –
ويأتيها الرد سريعا سرعة البرق : وأنت ما يكلفك هذا شيئا !!كل شيء من السوق ..ويتطور الكلام من مجرد مناقشة إن صح التعبير واعتبرناها مناقشة – إلى حرب حامية الوطيس يتبادلون فيها القذائف : قذائف الشتم والسب ..يحاول إخماد نار الاختلاف هذه بكل ما يستطيع وبمعاونة أطراف أخرى يتمكن من إطفائها ....هدوء مؤقت ....واعلم أيها القارئ الكريم انه ما زال عندهم فناجين أخرى متنوعة الأحجام والأشكال والألوان ....وما قد يحدث مع الفناجين يحدث مع الكؤوس والأكواب : الزجاجية – الفخارية – والمعدنية – وتلك المصنوعة من اللدائن -.......
يوم الجفنة
...في الوقت اليومي المعتاد للعجين...أخرجت جفنة من الزنك ووضعتها أمامها,وعلى يمينها دقيقا,وعلى يسارها ماء وملحا وخميرة,وما إن شرعت في إعداد العجين ,حتى شرعت هي الأخرى في الحديث...
قالت:ضعي فراشا تحتها...
ردت عليها بقولها:وضعناه...
قالت:لا تكثري من الدقيق و...
قاطعتها:وضعناه بقدر...
قالت:اخلطية بالفرينة ...
أجابتها وهي تتأفف:خلطناه..
قالت:لا تكثري من الملح...البارحة أكثرتم منه...احرق قلوبنا وقطع أمعاءنا..
ردت عليها:لم نكثر منه ...اسكتي رجاء فلسنا صغارا...
قالت: سكتنا...
سكتت برهة من الزمن,ولكنها لم تصبر,ولم تف بوعدها....هكذا النساء إلا من رحم ربك.
فقالت:اخبزي بقدرنا فلا تكثري ..
أجابتها وهي تخرج نفسا عميقا من صدرها:مثل العادة..
وما إن أكملت العجين وخبزته ووضعته في منديل نظيف ليختمر حتى بادرتها بالحديث قائلة:اجمعي هذا الدقيق المبعثر ,حافظي على النعمة..
لم تجبها نكاية بها..وفعلت ما أمرت به...
هدوء مؤقت ...وما زال عندهم جفان أخريات من الخشب,منها الكبيرة ومنها الصغيرة ..ضف إلى ذلك أكياس الدقيق والفرينة...
يوم إبريق القهوة
..الآن وقت أعداد القهوة,عفوا ليس لإعدادها وقت محدد معين بساعة أو تاريخ,قد تحضر في اليوم بل في الساعة عدة مرات حسب الظروف والمناسبات...وما إن حان وقتها حان حديثها فقد صار لكل ماعون حديث خاص به(على قياس لكل مقام مقال),والآن انك بلا شك تسمح معه إلي صوت أواني القهوة من فناجين وأباريق و..و..و..وهي محمولة في السينية فهلم لنستمع آلي بعض حديث القهوة:
الأم:بهدوء بهدوء..
الزوجة:هات هات, القهوة والسكر....
الأم:هاك هاك ولا تكثري من السكر(قياسا على لا تكثري من الملح)..
الزوجة:(هيه),مازالت القهوة لم تأخذ نصيحتها من تدخلاتك المستمرة.....
الأم:قالت اتركيها(شعرة موز).القهوة الحلوة(تدور على القلب).
الزوجة:تقولين هذا وكأننا أول مرة نحضر فيها القهوة ..
أحضرت القهوة..تناول منها عدة فناجين دون تعليق عن إعجابه بها أو عدمه ,المهم عنده انه شرب القهوة وحسب,وأثناء تناوله سمح بعض الكلمات ولم يكلف نفسه مشقة الرد عليها وكأنه لم بسمعها-احتراما لها-ورأى تصرفات وغض عنها البصر..(كلنا نفعل ذلك وخاصة إذا لم تتعد حدود الدين والشرف ).
هدوء مؤقت....... ,واعلم-حفظك الله,وحفظ المسلمين جمعاء ,من كل بلاء –انه مازالت عندهم أباريق أخرى ,بعضها للشاي , وبعضها الآخر للحليب........
يوم أواني الماء
انه يوم حاسم حيث تكثر فيه الأشغال ,وكلما كثرت الأشغال كثر القائمون بها,ففي هذا اليوم ,وسائر أيام الماء,ينقسم القائمون إلى فوجين,فوج لملء الأواني الفارغة وهي متنوعة ومختلفة في شكلها وحجمها ,وفوج لتنظيف الغرف والحوش وبعض أواني الطبخ.وما إن ينادي المنادي:السبالة جات ..السبالة جات ..اسمعوا ....يجيبه احدهم من الداخل :واش قلت..
بصوت مرتفع:جات السبالة....اسقوا المواعين..
وعند وصول هذا الخبر السعيد يهب الجميع من أماكنهم وينقسمون إلى فوجي عمل كما سبق وأن اشرنا...تأتي الأوامر من أعلى مستوى,محددة ومنظمة...أنت,وأنت, تقومين بالتنظيف,وأنت وأنت الغرف,أما الحوش فيشترك فيه الجميع الكبار والصغار,الذكور والإناث.. وما من عمل جماعي لايخلوا من كلام..
الأم:من هنا,من هنا نظفي جيدا..
الزوجة:الماء ..صبي الماء..
الأم:أعطينا(التيو-بمعنى أنبوب الماء- )..هات..
الأخرى المكلفة بملء الأواني:بعد قليل.................نسقوا أولا...
الأم: (يا شهدة) رانا –بمعنى نحن- نرجعه لك....
الأخرى:اسقوا...وإلا نظفوا....انتم ديمة – بمعنى دائما - تخلطوا....
الأم:هات وإلا روحي...
ترمي الأنبوب ....وتذهب....
الأم:ارجعي....ارجعي...
الأخرى:ترجع وتمسك الأنبوب وتسقي,وهي تمتمتم بكلام غير مفهوم..
الأم:ماذا تقولين تقولين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الأخرى:ولا شيء...؟؟؟
وتحول وجهتها إلى عمل آخر لم ينته بعد..مازال العمل متواصلا عن قدم وساق..
الأم:الغرف أولا....
الزوجة:أكملنا تنظيف الغرف...
الأم:الحوش نظفوه جيدا...انه الصيف...
الزوجة:لا تنسوا الأدراج
المتعاونون معا: نعم..نعم...
ملئت الأواني , ونظف الحوش والغرف ,ووضعت المكانس و...و...ووضعت الحرب أوزارها ...وحول الماء آلي حي آخر...هدوء مؤقت...ولكن أن شاء الله ستعود(السبالة)..
ولكن لا يمكن أن نتصور الحياة بلا ماء..-قال الله تعالى:[وجعلنا من الماء كل شيء حي]صدق الله العظيم.
وختاما لهذا الموضوع الطويل ,والشائك في نفس الوقت, وخوفا من الإطناب نكتف بما قدمنا من أمثلة لإيضاح الفكرة أو المشكل المطروح والمستمد من الواقع المعيش والذي يراه البعض هينا,ولكنه عكس ذلك تماما لما يحدثه من فوضى كبيرة ولو مؤقتة تزول بزوال السبب,ولكن عند ضعاف العقول قد يتسبب في انفكاك الروابط الأسرية فيحدث التنافر والتباعد والتباغض, وحتى ربما التشتت والتفرق....وتجنبا لكل هذا، على الإنسان أن يعرف كيف يعالج الأمور بكل روية وبكل هدوء ودون عصبية, ودون حمية، وليضع نصب عينيه بالدرجة الأولى أن هؤلاء هم أفراد أسرته لا غير.....ولأنه وببساطة لا يستطيع العيش دونهم ، بمفرده، ولا يمكن على الإطلاق الاستغناء عنهم ...
وسيدوم هذا النوع من الصراع دوام الأيام ...مادامت المواعين مرتبطة بالإنسان ,والإنسان مرتبط بها..
وهكذا وصلنا إلى النهاية وللحديث بقية.
النهاية
تأليف : ب/ ع
مسعد في : أوت 2005 م
الصراع المؤقت
مدخل:
قديما قالوا من أجل بعير قامت القيامة أتت على الأخضر واليابس كيوم البسوس ، أو من اجل رهان كان يوم داحس والغبراء .أ ومن اجل هتك عرض،أو غصب ارض ،أومن اجل تسلط وتجبر،أومن اجل كذا وكذا ..ولكن أن تقوم من اجل أشياء تافهة فهذا ليس من العقل في شيء ..وليس من التمدن والتحضر في شيء ..والقصة التي اطرحها بين يدي القارئ الكريم تدور أحداثها حول أشياء تبدو هينة ولكن –حسب رأيي-لاتقل شأنا عن الأمثلة التي ذكرتها آنفا ، وذلك اعتبارا للنتائج الناجمة عنها-وقديما قال الشاعر ابن حزم الأندلسي رحمه الله :
أسيء ظني بكل محــــــــتظر تأتي به,والحقيــــــر من حقره
كي لا يرى أصل هجرة وقلى فالنار في بـــــدء أمرها شرره
واصل عظم الأمور أهــــونها ومن صغر النوى ترى شجرة
من بحر المنسرح- طوق الحمامة ص:31ط 1 1424ه/2003م - دار صادر –بيروت
وسأتركك أيها القارئ الكريم تعيش أحداثها راجيا آن أكون قد جمعت لك زهورا لا قشورا ، وعرضتها عليك في قالب لائق....مقترحا لها العنوان :(الصراع المؤقت).وما توفيقي إلا بالله..
القصة :
- في غرفة المطبخ تزدحم المواعين جنبا آلي جنب دون فوضى كل في مكانه مع إخوانه ، الصحون مع بعضها البعض, والملاعق هي الأخرى مصطفة مع بعضها وأمامها الشوكات ,وورائها الملاعق الكبيرة ,وهنا الكؤوس ، وهناك السكاكين والأكواب, وعلى اليسار الفناجين ، وعلى اليمين الأطباق...و..و..و..و...الكل في غرفة واحدة يؤدي عمله كوحدة متكاملة (يعمل بروح الفريق).
لا فضل لملعقة على مغرفة, ولا أداة على أخرى إلا بالعمل الذي تؤديه أثناء التحضير أو الطهي...
لكن ما الذي يحدث الصراع .انه الإنسان المسكين بسبب المواعين..
يوم الملعقة
...الوقت غداء...يومها كان عائدا من عمله متعبا جدا, ولما وصل آلي البيت , وجد الباب مفتوحا وما إن ولجه ووضع الخطوة الأولى داخله حتى سمع صراخا وزعيقا,أو صد الباب من ورائه, وأسرع بالدخول فإذا معركة حامية الوطيس بين أمه وزوجته.
الأم:من هذا ال.....؟؟...الذي فعل الفعلة النكراء..لابد أن يجلد ويحرم من طعامه هذا اليوم ...
الزوجة:وماذا فعل حتى يعاقب بمثل العقاب:؟..
الأم:نشتريها بالدراهم وتقولين..لم يفعل شيئا...(هييييييه ياأبي)......
الزوجة:تنظر إلي الملعقة المقتولة عفوا المكسرة..من اجل هذا فقط...
الأم:عندك الحق,أنت ماذا تخسرين ..ولدي (تقصد الزوج)هو الذي يخسرها...
الزوجة :سآتي بملعقة من بيت آبي تعويضها عنها...تقول ذلك بسخرية..
الأم:زوجك..أنا اعرف انه زوجك هو الذي يسمح لك بهذا الكلام..(تريد أن تشركه المعركة)..
نظر مستغربا..ساكتا لا يتكلم..
الزوجة:هذا حديث النسوان...وليس حديث الرجال..(تقصد بحديثها شؤون داخلية لا يجوز التدخل فيها).
الأم:تنهال عليها سبا وشتما..
الزوجة:تتمتم بكلام غير مفهوم..
الأم: أنا اعرف أن كلامي لا يسمع,ولا يشتهيه احد..
تدخل قائلا:مادمت تعرفين ذلك فلماذا هذا الكلام...انظري إلي فلانة (إحدى قريباته تحدث الأشياء أمامها ولا تتدخل )
الأم:يا وليدي..وإذا لم أتدخل أنا فمن يدبر شؤون البيت...
فيرد بقوله:هذا ليس تدبير,بل غيره,يا....الناس الحكماء ماذا يقولون:
الأم:كلامهم كثير...
ثم أردف يقول:يقولون:لا تتدخل فيما لا يعنيك حتى لا تسمح ما لا يرضيك...
الأم:لا ادري (غير مقتنعة).
يتدخل المسكين موضحا:يا ناس ,الأواني لها أعمار مثل الإنسان,تنتهي عندما ينتهي اجلها...
الزوجة :هي ,تفهم غير ذلك....قل لها(ترى في انتصارا لها).
الأم : هيه ، يا سيدي ...من اليوم( قم) بمعنى لن أتكلم أبدا ( قالت ذلك وهي تضع يدها على فمها )
....هدوء مؤقت ...للعلم مازالت عندهم ملاعق أخرى مثلها كبيرة وصغيرة ( خشبية ،معدنية ، ومن اللدائن أيضا ....)
يوم الصحن
هذه المرة ربما كان عائدا من السوق يحمل في يده اليمنى خضرا وفي اليسرى بعض علب الياغورت للطفل الصغير ، وللآخرين من إخوته ، وأمه العزيزة تضرب معهم بسهم ...فهي تستحق أكثر من ذلك ويكفيها أنها أمه التي أحبها حتما وسيكون حبه لا يساوي شيئا أمام حبها الفياض فلو كان بإمكانه أن يحضر لها الدنيا بين يديها لفعل ولا يبالي ، وبالرغم من ذلك لايمكن أن يفي بحقها ....أيها الأبناء أحسنوا إلى والديكم ...أحسنوا إلى أمهاتكم وإبائكم ..فهما جنتكم أو ناركم واعلم أن رضا الله في رضا الوالدين ، فقد جاء في الحديث الشريف "
{ أن رجلا سال النبي –ص- قال : من أحق الناس بصحبتي يا رسول الله ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال أمك .قال : ثم من؟ قال : أبوك }.
قلت كان عائدا وما إن وضع رجله في الدرجة الأولى حتى رأى أمامه احد الأولاد ينزل بسرعة فائقة ، والأحذية تنهال وراءه ، وسيل جارف من الكلمات ...انتظر يا حلوف ...انتظر يا كلب ...يا شيطان ...سيأتي أبوك واخبره بما حدث ..فقال : ما هذا ؟ !!!!!
قالت له : لقد تحطم صحن من صحون الفخار – بالمناسبة اشترى منها مجموعة للضيوف فقط – أما الأطفال فلهم صحونا خاصة من المعدن فهي أكثر متانة و أطول عمرا !!!!
امسك بالولد وخاطبه معنفا : قلت لك مرارا وتكرارا لا تستعمل هذه الصحون ؟!!!!
فرد عليه المسكين وهو يرتجف من شدة الخوف :والله لم أكسره يا أبي .
فتركه لشانه ولكنه حذره ، وان ينتبه في المرة القادمة ...فعلى الأقل يعلم أنها ليست بالمجان ...وان ذلك يغضبها ...قالت له : هذا أنت خوّفهم ...فأراد أن يميّع القضية فرد عليها متهكما - هاه هوه-- وبفهمها أن للأواني هي الأخرى أعمارا مثل أعمارنا ...بداية ونهاية ..
فتمتمت بكلام لم يفهمه ولكنه يدل على عدم الرضا على هذا التصرف السلبي حسب نظرها ....
وضع الحاجيات في مكانها ، اخذ مكانا له في الغرفة ...تناول فنجان قهوة من سينية كانت موضوعة على مائدة أمامه ثم تناول آخر ..بادرته بالحديث قائلة : انـْهِ الأولاد عن تكسير المواعين ....قال : وماذا فعل ؟1لا بد من استعمالها فنحن لم نشتريها للتخزين فهل يعقل أن يتناولوا أكلهم في أيديهم ..أم على الأرض ...
قالت وهي متجاهلة حديثه: لو يزورنا ضيف غدا فلا نجد المواعين اللازمة لتقديم الطعام له فيها في النايلون ...اخبرني بالله عليك ...قال : غدا نشتري كل ما ينقصك ....
قالت : نشري ...نشري....يالمشري – المشري اسم لأحد أقاربه - قالت ذلك تهكما - لا يدري متى صارمشهورا وتضرب به الأمثال ...
قالت الأخرى – الزوجة – من هناك بصوت مسموع : [ طلبوعليه مواليه ]وهذا مثل شعبي يقال في مثل هذه المواقف .
ردت عليها : اكسروا الأشياء وقولوا – طلبو عليه مواليه – كلوا في لقبي –فمي –
...هدوء مؤقت ...ومازال عندهم صحون أخرى ...صحون من اللدائن واحذروا من قربها من النار ....وصحون من الزجاج فاحذروا فهي سريعة الانكسار ، وصحون من المعدن – الألمنيوم والزنك – واحذروا من اعوجاجها.
يوم الفنجان
في اغلب الأوقات ينهض في الصباح الباكر ، وقلما يشهد صلاة الصبح رغم اجتهاده ومحاولاته المتكررة لحضورها ، فكم هو جميل بالمرء أن يشهد صلاة الصبح فهي الخير كله ...فقد جاءت الأحاديث ترغب فيها مثل قوله –ص- ( عن آبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله –ص- قال : من صلى البردين دخل الجنة ) – متفق عليه –
والبردان هما الصبح والعصر وحديثه : ( عن أبي زهير عمارة بن رويبة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله –ص- يقول : لن يلج النار احد صلى قبل الشمس وقبل غروبها ) يعني الفجر والعصر –رواه مسلم – والأحاديث هي كثيرة مشهورة ، فما أردنا إلا أن ننبه فقط ...أضف إلى ذلك الفوائد الجمة التي ذكرها العلماء والحكماء أهل الرأي والعقل على السواء : سعة رزق- صفاء في العقل – وقوة في البصر – واستنشاق هواء نقي - ، وبعد أن يتوضأ ويؤدي صلاته وورده يتبادر إلى ذهنه قولها قاطعة بذلك خلوته : انظروا ...انظروا ...ماذا حدث ؟!!!! البارحة كان لا باس عليه !!!!
يرد المسكين مشدوها فاتحا فاهه : ماذا حدث ؟؟!!!
البارحة وضعته بنفسي هنا في هذا المكان سالما ...
يستيقظ احدهم ...صباح الخير ...وتسال كل من يستيقظ ...بخير وعافية ، من فعل هذا ؟!!فيجيبها بقوله : لا ادري كنت نائما .فترد بعنف : وهل كسر نفسه ؟!!!
في بعض الأحيان يتدخل ليوضح الأمور : ما هذا الشيء الذي تحطم ؟!
يسمع جوابا من داخل المطبخ : فنجان ...فنجان ...
ربما أسقطه القط ؟! فهو كثير الصعود إلى هناك ، يبحث عن طعام يأكله ....
يسمع كلاما من غرفة أخرى : يا – حني- فنجان فقط – كلمة تقال للتقليل من شان الشيء –
ويأتيها الرد سريعا سرعة البرق : وأنت ما يكلفك هذا شيئا !!كل شيء من السوق ..ويتطور الكلام من مجرد مناقشة إن صح التعبير واعتبرناها مناقشة – إلى حرب حامية الوطيس يتبادلون فيها القذائف : قذائف الشتم والسب ..يحاول إخماد نار الاختلاف هذه بكل ما يستطيع وبمعاونة أطراف أخرى يتمكن من إطفائها ....هدوء مؤقت ....واعلم أيها القارئ الكريم انه ما زال عندهم فناجين أخرى متنوعة الأحجام والأشكال والألوان ....وما قد يحدث مع الفناجين يحدث مع الكؤوس والأكواب : الزجاجية – الفخارية – والمعدنية – وتلك المصنوعة من اللدائن -.......
يوم الجفنة
...في الوقت اليومي المعتاد للعجين...أخرجت جفنة من الزنك ووضعتها أمامها,وعلى يمينها دقيقا,وعلى يسارها ماء وملحا وخميرة,وما إن شرعت في إعداد العجين ,حتى شرعت هي الأخرى في الحديث...
قالت:ضعي فراشا تحتها...
ردت عليها بقولها:وضعناه...
قالت:لا تكثري من الدقيق و...
قاطعتها:وضعناه بقدر...
قالت:اخلطية بالفرينة ...
أجابتها وهي تتأفف:خلطناه..
قالت:لا تكثري من الملح...البارحة أكثرتم منه...احرق قلوبنا وقطع أمعاءنا..
ردت عليها:لم نكثر منه ...اسكتي رجاء فلسنا صغارا...
قالت: سكتنا...
سكتت برهة من الزمن,ولكنها لم تصبر,ولم تف بوعدها....هكذا النساء إلا من رحم ربك.
فقالت:اخبزي بقدرنا فلا تكثري ..
أجابتها وهي تخرج نفسا عميقا من صدرها:مثل العادة..
وما إن أكملت العجين وخبزته ووضعته في منديل نظيف ليختمر حتى بادرتها بالحديث قائلة:اجمعي هذا الدقيق المبعثر ,حافظي على النعمة..
لم تجبها نكاية بها..وفعلت ما أمرت به...
هدوء مؤقت ...وما زال عندهم جفان أخريات من الخشب,منها الكبيرة ومنها الصغيرة ..ضف إلى ذلك أكياس الدقيق والفرينة...
يوم إبريق القهوة
..الآن وقت أعداد القهوة,عفوا ليس لإعدادها وقت محدد معين بساعة أو تاريخ,قد تحضر في اليوم بل في الساعة عدة مرات حسب الظروف والمناسبات...وما إن حان وقتها حان حديثها فقد صار لكل ماعون حديث خاص به(على قياس لكل مقام مقال),والآن انك بلا شك تسمح معه إلي صوت أواني القهوة من فناجين وأباريق و..و..و..وهي محمولة في السينية فهلم لنستمع آلي بعض حديث القهوة:
الأم:بهدوء بهدوء..
الزوجة:هات هات, القهوة والسكر....
الأم:هاك هاك ولا تكثري من السكر(قياسا على لا تكثري من الملح)..
الزوجة:(هيه),مازالت القهوة لم تأخذ نصيحتها من تدخلاتك المستمرة.....
الأم:قالت اتركيها(شعرة موز).القهوة الحلوة(تدور على القلب).
الزوجة:تقولين هذا وكأننا أول مرة نحضر فيها القهوة ..
أحضرت القهوة..تناول منها عدة فناجين دون تعليق عن إعجابه بها أو عدمه ,المهم عنده انه شرب القهوة وحسب,وأثناء تناوله سمح بعض الكلمات ولم يكلف نفسه مشقة الرد عليها وكأنه لم بسمعها-احتراما لها-ورأى تصرفات وغض عنها البصر..(كلنا نفعل ذلك وخاصة إذا لم تتعد حدود الدين والشرف ).
هدوء مؤقت....... ,واعلم-حفظك الله,وحفظ المسلمين جمعاء ,من كل بلاء –انه مازالت عندهم أباريق أخرى ,بعضها للشاي , وبعضها الآخر للحليب........
يوم أواني الماء
انه يوم حاسم حيث تكثر فيه الأشغال ,وكلما كثرت الأشغال كثر القائمون بها,ففي هذا اليوم ,وسائر أيام الماء,ينقسم القائمون إلى فوجين,فوج لملء الأواني الفارغة وهي متنوعة ومختلفة في شكلها وحجمها ,وفوج لتنظيف الغرف والحوش وبعض أواني الطبخ.وما إن ينادي المنادي:السبالة جات ..السبالة جات ..اسمعوا ....يجيبه احدهم من الداخل :واش قلت..
بصوت مرتفع:جات السبالة....اسقوا المواعين..
وعند وصول هذا الخبر السعيد يهب الجميع من أماكنهم وينقسمون إلى فوجي عمل كما سبق وأن اشرنا...تأتي الأوامر من أعلى مستوى,محددة ومنظمة...أنت,وأنت, تقومين بالتنظيف,وأنت وأنت الغرف,أما الحوش فيشترك فيه الجميع الكبار والصغار,الذكور والإناث.. وما من عمل جماعي لايخلوا من كلام..
الأم:من هنا,من هنا نظفي جيدا..
الزوجة:الماء ..صبي الماء..
الأم:أعطينا(التيو-بمعنى أنبوب الماء- )..هات..
الأخرى المكلفة بملء الأواني:بعد قليل.................نسقوا أولا...
الأم: (يا شهدة) رانا –بمعنى نحن- نرجعه لك....
الأخرى:اسقوا...وإلا نظفوا....انتم ديمة – بمعنى دائما - تخلطوا....
الأم:هات وإلا روحي...
ترمي الأنبوب ....وتذهب....
الأم:ارجعي....ارجعي...
الأخرى:ترجع وتمسك الأنبوب وتسقي,وهي تمتمتم بكلام غير مفهوم..
الأم:ماذا تقولين تقولين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الأخرى:ولا شيء...؟؟؟
وتحول وجهتها إلى عمل آخر لم ينته بعد..مازال العمل متواصلا عن قدم وساق..
الأم:الغرف أولا....
الزوجة:أكملنا تنظيف الغرف...
الأم:الحوش نظفوه جيدا...انه الصيف...
الزوجة:لا تنسوا الأدراج
المتعاونون معا: نعم..نعم...
ملئت الأواني , ونظف الحوش والغرف ,ووضعت المكانس و...و...ووضعت الحرب أوزارها ...وحول الماء آلي حي آخر...هدوء مؤقت...ولكن أن شاء الله ستعود(السبالة)..
ولكن لا يمكن أن نتصور الحياة بلا ماء..-قال الله تعالى:[وجعلنا من الماء كل شيء حي]صدق الله العظيم.
وختاما لهذا الموضوع الطويل ,والشائك في نفس الوقت, وخوفا من الإطناب نكتف بما قدمنا من أمثلة لإيضاح الفكرة أو المشكل المطروح والمستمد من الواقع المعيش والذي يراه البعض هينا,ولكنه عكس ذلك تماما لما يحدثه من فوضى كبيرة ولو مؤقتة تزول بزوال السبب,ولكن عند ضعاف العقول قد يتسبب في انفكاك الروابط الأسرية فيحدث التنافر والتباعد والتباغض, وحتى ربما التشتت والتفرق....وتجنبا لكل هذا، على الإنسان أن يعرف كيف يعالج الأمور بكل روية وبكل هدوء ودون عصبية, ودون حمية، وليضع نصب عينيه بالدرجة الأولى أن هؤلاء هم أفراد أسرته لا غير.....ولأنه وببساطة لا يستطيع العيش دونهم ، بمفرده، ولا يمكن على الإطلاق الاستغناء عنهم ...
وسيدوم هذا النوع من الصراع دوام الأيام ...مادامت المواعين مرتبطة بالإنسان ,والإنسان مرتبط بها..
وهكذا وصلنا إلى النهاية وللحديث بقية.
النهاية