تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأستاذ في البريد


hocinepo
2010-11-19, 11:21
في صبيحة يوم السبت خرج الأستاذ أمين متجه صوب البريد الجزائري لسحب بعض النقود لسد حاجات ملحة..وهو متشائم من وجود السيولة النقدية التي أمست عزيزة هذه الأيام ولكن لا مفر من الذهاب والأصطفاف مع الناس وتحمل مشقة الانتظار لعل وعسى يغنم دريهمات تغنيه عن الأستدانة من جاره مرة أخرى..
وعند ولوجه باب البريد الفرعي وجدة أمة من الناس في هرج شديد نساء ورجال ينتظرون رئيس القباضة لعله يجود بما يجود عليه البريد المركزي في الولاية من سيولة الكل في حاجة ماسة إليها..
جلس الأستاذ أمين على مقعد تنازل عليه شاب للأستاذ بعد أن وضع صكه في الطابور كبقية الناس..
ومن بعيد رأي الأستاذ أمين كوكبة من النسوة في حال توتر شديد وهن يتبادلن أطراف الحديث عن المشاكل اليومية وعن هذه الدولة التي لا تقدم خدمات جد ملحة لشعبها المغلوب على أمره..وكانت من بينهن فتاة جميلة عليها ملامح التمدرس والأستاذ خبير في ملامح المتمدرسين..فالمتمدرسون تغلب علهيم السكينة والدهشة والانضباط كأنهم داخل القسم وكانت هذه الفتاة بيدها جريدة تختلس النظر إليها من حين الى أخر لطرد الملل الذي يعم المكان المكتض بالناس
فتحمس الأستاذ أمين وتقدم الى الفتاة وأستسمحها في جريدتها حتى يلقي نظرة عليها فلم تتردد الفتاة في إعطائها إياه والخفر يعلو محياها..وكانت جميلة المنظر بلباسها البسيط الذي ينم على مستوى اجتماعي قريب من المتوسط و لكن الأستاذ لم يفوت الفرصة وسألها عن أسمها فقالت غيثاء فأبتسم ابتسامة خفيفة من هذا الاسم غير المألوف ولكنه فيه الكثير من الفتاة التي كانت قامتها متوسطة الطول يميزها مسحة جمال في عينيها وبراءة في وجهها الذي كان يخلو من الزينة تماما وهذا ما كساه بهاء فطري يشد الأفئدة ..تكلمت غيثاء فقالت :أنت أستاذ أليس كذلك قال نعم.. وعلم أنها وضعت حاجزا بينهما بهذه المقولة.فأبتسم الأستاذ أمين وأردف وأنت معلمة..أليس كذلك ضحكت غيثاء وقالت بل تلميذة في قسم النهائي ..وهل شكلي يوحي بأني معلمة..قال الأستاذ أمين أجل ففيك ما يوحي للناظر أنك أكبر من سنك ..ربما هموما داخلية وضغط الدروس كساك بهذا..هنا أحس الأستاذ أن كلامه لم يرق لها..فقال ولكنك جميلة بمقياس ما ..كأنه يريد أسترضائها..
عزفت غيثاء عن الكلام تنتظر جريدتها من الأستاذ وهو ينظر نظرتين واحدة في قلب الجريدة وأخرى الى الفتاة يحاول أن يجد منفذا في شخصها يلج إليه..لكنه لم يجد ما يصبو إليه .سلمها جريدتها وأنسحب الى الخلف ينتظر دوره في الطابور...
وبعد ساعة أو أكثر خرج الأستاذ أمين من مكتب البريد وهو يلف بعض المال في جيبه..وكانت قبلته السوق فجأة أبتهج وأنشرحت أساريره عندما وجد الفتاة غيثاء في محطة الانتظار للحافلة المتجهة للسوق ..فسلم عليها ثانية وأصبح يناديها بأسمها حتى يزيل الحواجز بينهما تكلمت الفتاة هذه المرة بنبرة شديدة كأنها ترد الاعتبار الى نفسها...أستاذ هل أنا معلمة الملامح فعلا..
أبتسم الأستاذ وهما يركبان الحافلة ويجلسا في مقعدين متجاورين..لالا أنت صغيرة ولكن لك هيبة التعليم و إغراء النساء وصدق الطفولة..أنت مزيج لكل هذا..فأنعكس كلامه على وجهها البرئ فأبتسمت من أعماقها وأقتربت من الأستاذ حتى لامس ذراعه شئ من جسدها وقالت وهي متحررة من عقدها الكامنة..أنت أستاذ مميز..فيك قوة تشدني إليك بالرغم من فارق السن وأشعر في قرارتي أنك ملكي دون سائر الناس..قالتها ثم أحست أنها تسرعت في أخراج ما يلوج في صدرها ولكنها تتكلم بعفوية وصدق..كأنها والأستاذ صديقين من زمن بعيد..
نظر الأستاذ أمين في وجه غيثاء يريد أن يرى شيئا أحس به في كلماتها السجية فبدت له ملائكية المنظر عميقة التفكير دون بقية النساء .
وهما يترجلان من الحافلة قالت غيثاء أنا سعيدة بك يا أستاذ..وكانت تهم أن تعطيه رقم هاتفها..لكن الأستاذ لم يطلبه منها..فأحجمت عن ذلك حياءا.. فنظرت الى وجهه ولسان حالها يقول متى ألقاك يا أستاذي الكريم..فهم الأستاذ أمين ما يدور بخلدها فقال لها عليك بالمثابرة في دراستك فهي مفتاح سحري للمستقبل الغامض ..هنا مدت غيثاء يدها نحوه لتصافحه وما كان الأستاذ أمين يميل لمصافحة النساء وإن كن في سن غيثاء..لكنه صافحها مبتسما وقال لها أنت علامة استفهام كبيرة
سأجتهد في فهمها وكان يرى في وجهها عينين رائعتين وثغر أروع ووجنتين في منتهى البهاء والجاذبية..وبحكم سنها لم يكن لها نهد يعتد به أمام الرجال بل كعب لا يكاد يرى إلا باجتهاد شديد
هناك أفترقا..وكل في خاطره شئ يحاول أن يبلوره ليكون له معنى على المدى القريب

fatimazahra2011
2010-11-22, 12:43
http://www.al-mhj.com/up/uploads/images/al-mhj-2fe0977445.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayatc67888cab2.gif

http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayat632b27691f.gif



http://dc06.arabsh.com/i/00838/kvvw3txepjzm.gif