فراح_
2010-11-15, 20:21
"بسم الله الرحمن الرحيم"..
عنوانُ قصتي: "أُضحيةُ العِيد"..
تحبو الدقائق "مسرعة متباطئة" فوق رمق الحياة المظلم، متناثرةً برقة بلورية ..، مكتسية بريماس النور الخبيث، الذي لايهدي إلا لشفا حفرة من جحيم لحظات شهدتها فراقد تنزف ألماً..ونجوماً أفل بريقها، لتبقى ذكريات تختزنها الذاكرة المرهقة بين سطور الدفاتر البائسة.
قبضة بالصدر،وكابوس مزعج اجتاح سكون خلوة أمه بأشواقها في ليل بهيم، وأب يكابد مرارة التوق وينتظر قدوم فلذة كبده بصبر نافذ، "لن أطيل المكوث في رحلتي" كلمات بقت مدوية في أروقة صبابة والديه، حتى عرج صوت الهاتف مدوياً قبيل الفجر،وأشعل مرارة وجحيماً فتح أبواب جهنم على مصراعيها بألمها ونصبها ومرارتها وهي تقول هل من مزيد..؟ ، هبت رياح القدر وأطفأت شمعته ، وتهاوت سيارته في وادٍ متردٍ لعين، وتمادت سيوف القضاء لتنهش بقايا العمر وتلتهمها التهاما وتوزع دماءه بين قبائل الأيام.
سقطت سماعة الهاتف على الأرض ، ونقضت الأنامل الهدنة مع الأسلاك، التي غدت كالغراب ينعق بنذير الشؤم،جوهرة سُلبت من تاج حياة والديه والعيد فاتحاً ذراعيه ،هيت لك،لم يعد خروف العيد كسوة لأوجاع الفقراء،بل بات ابنهم أُضحية العيد الحزين واقتات والديه على كسوة رحيله الذي أسرهم في معتقل مؤبد من الأتراح وتكبيرات العيد تعانق رحب السماء وزفرات الألم تصدح من معتقل الدموع والنوح والبكاء الذي يملأ حشايا الروح والفؤاد..
لم يقضِ القدر على متنفسه من أنقاض الطفولة،ولم يحرمه نصيبه من تَرِكَةِ الذكريات،في فناء منزله كنا نلعب بشقاوة ونركل أحلامنا لتتدحرج مع تلكم الكرات الملونة في الزاوية،تارةً نتسابق بالدراجات ،ويلهو تارة أخرى بخصل شعري المسترسل،تتطاير ضحكاتنا المتمادية فوق الرواق،وتلتهم الدقائق عمرنا الزهري..
لم أكن أدري بأن الأيام ستجري بسرعة،لكي تنضج تلك الثمرة في داخلي،لم أدرك بعد أنني غدوت صبية في عمر الزهور،نَضِرةً في قلبه،ليجرف قلبي بأنهار مشاعره،ليسكن فوق ضفافه،ليظمأ قليلاً،منتظراً مطلع الفجر لكي يأسر اصبعي بخاتم ذهبي ،بل ألماس، تودد في الطلب،لم أكن أعشق سوى الكتب والدفاتر،رفضت، عاند وأعاد الكَرةَ،ألحت بوجهي عن مطلبه.."أنت أخي ورفيقي ..هذا محال"،تهشم الخاتم الذهبي عند أعتاب قلبه..
انحبس في زوايا مخدعه،أسر نفسه في آسار التكرار والإجترار ليبصر حلمه،غدوت إلى مكتبي،وانحبست به ساعة ..أكثر..لا أدري..،أدرك أنني أجهضت حلمه..
هرول إلى عرين ما ليدس الألم به،ليوهم نفسه بكذبة النسيان،ولوعة الحب الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الهلاك،ودع والديه،وسافر بعيداً جداً..
تهاوى قلبه في بحر لُجيٍ من الألم،وسحق القدر أنفاسه،ولفحت لوعة الأسفار سيارته،أصيبت بعطل،يفقد السيطرة على السيارة،السيارة تتهاوى..،أنا أتألم..
إنني أنزف..وداعا يا قلبي..شكرا..لقد قسوتي علي..أنا أموت..روحي تفارقني..
لقد مُت..!!
رحلت البسمة وشدت وثاقها، لم يعد غير البكاء.. أهزوجة العيد المرتقب..!!
رداء أبيض..،، وبعض قسمات ندية من شباب نابض..،، قد كفن غرفته بخيوط سرمدية الأسى..،، بقايا من ذكريات باتت تخيم كالأشباح فوق ذلك البيت التعيس..!!
لأول مرة يخيم ذلك الشبح البغيض فوق ذلك البيت " شبح الموت"..،، لم تجد أمه سوى نقاء ملابسه لتسطر فوق بياضها ملحمة ثكل مرير وحزن لايعرف للنهاية مأوى أو سبيل..!!
أحست الثكل..،، وماتت ألف مرة في ذاتها..،، بطعنات الحسرة ومرارة الفراق وقضاء قد طوى صفحات الحياة..!!!ولم تعد تتنفس سوى شذاً مخنوق من بقايا ذكرياته المحفورة..!!
ضحكاته..همساته .. مداعبته.. كانت تملأ المكان.. تزاحم كل الظروف.. لتتربع على عرش كل شبر أو شلو في أزقة البيت.. جدرانه وأبوابه..زوايا الطفولة التي كنا نلعب بها سوياً،أصبحت رماداً لكن الصدى مازال مدوي!!
وفي زاوية من البيت التعس جلس والده وسط كومة من الترح العميق..،، ينظر إلى مقبض الباب منتظراً أن يفتح الباب فيطل ابنه باسما حلو السجايا..،ويحضنه كما أعتاد دوماً،كان أمله عندما دبت كتائب اليأس،وسراجه حينما ادلهم الليل..
يختلس جميع الأنظار..،، ويتسلل بثكل وظمأى أبوي إلى غرفة ابنه..،، ليفترش سريره ويلتحف نسيمات عبقه الطفولية الباسمة..!!
وينهي دوره العصيب في مسرح الأحزان.. بعبرات طفولية وتشهج روحه بالبكاء..حتى الثماله..،، يالتعاسة دموع الرجال!!
..
ياله من ثكل عميق..،، الضحكات تتردد وتتناثر عبر أثير هذا اليوم..،، وفي ذلك البيت..،، لايوجد سوى الحزن والبكاء المر..!!فياله من يوم.. ويالها من ضحية كانت هدية أول يوم عيد!!!!
كنت أنتظر أن يفيق من كابوس لحده..،، كنت أتمنى أن يكون ذلك قاب قوسين أو أدنى من حلم أو كابوس..،، أو مجرد مقلب عابر..!!كنت أنتظر أن يفتح الباب ويلفحنا بسنا طلته..
أكنت قاسية؟،أم هو القلب أستاذ الهوى؟،سأنتظر أن نلتقي،في أضغاث أحلامٍ..، أو في حفرة تؤنسك..أكون جارتك..أعلل نفسي بآمالك..،ويذوب رفاتي في رفاتك ،وأرقب يوم الخلود..
أفاق فجأة..،رداء أبيض يكسوه،ابستم لي،مد يداه،تلقفتها،مضى ومضيت..إلتهمتنا الأطياف..وإنتهى كل شيء..
وشكرا ا وكل عام وانتم بخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
عنوانُ قصتي: "أُضحيةُ العِيد"..
تحبو الدقائق "مسرعة متباطئة" فوق رمق الحياة المظلم، متناثرةً برقة بلورية ..، مكتسية بريماس النور الخبيث، الذي لايهدي إلا لشفا حفرة من جحيم لحظات شهدتها فراقد تنزف ألماً..ونجوماً أفل بريقها، لتبقى ذكريات تختزنها الذاكرة المرهقة بين سطور الدفاتر البائسة.
قبضة بالصدر،وكابوس مزعج اجتاح سكون خلوة أمه بأشواقها في ليل بهيم، وأب يكابد مرارة التوق وينتظر قدوم فلذة كبده بصبر نافذ، "لن أطيل المكوث في رحلتي" كلمات بقت مدوية في أروقة صبابة والديه، حتى عرج صوت الهاتف مدوياً قبيل الفجر،وأشعل مرارة وجحيماً فتح أبواب جهنم على مصراعيها بألمها ونصبها ومرارتها وهي تقول هل من مزيد..؟ ، هبت رياح القدر وأطفأت شمعته ، وتهاوت سيارته في وادٍ متردٍ لعين، وتمادت سيوف القضاء لتنهش بقايا العمر وتلتهمها التهاما وتوزع دماءه بين قبائل الأيام.
سقطت سماعة الهاتف على الأرض ، ونقضت الأنامل الهدنة مع الأسلاك، التي غدت كالغراب ينعق بنذير الشؤم،جوهرة سُلبت من تاج حياة والديه والعيد فاتحاً ذراعيه ،هيت لك،لم يعد خروف العيد كسوة لأوجاع الفقراء،بل بات ابنهم أُضحية العيد الحزين واقتات والديه على كسوة رحيله الذي أسرهم في معتقل مؤبد من الأتراح وتكبيرات العيد تعانق رحب السماء وزفرات الألم تصدح من معتقل الدموع والنوح والبكاء الذي يملأ حشايا الروح والفؤاد..
لم يقضِ القدر على متنفسه من أنقاض الطفولة،ولم يحرمه نصيبه من تَرِكَةِ الذكريات،في فناء منزله كنا نلعب بشقاوة ونركل أحلامنا لتتدحرج مع تلكم الكرات الملونة في الزاوية،تارةً نتسابق بالدراجات ،ويلهو تارة أخرى بخصل شعري المسترسل،تتطاير ضحكاتنا المتمادية فوق الرواق،وتلتهم الدقائق عمرنا الزهري..
لم أكن أدري بأن الأيام ستجري بسرعة،لكي تنضج تلك الثمرة في داخلي،لم أدرك بعد أنني غدوت صبية في عمر الزهور،نَضِرةً في قلبه،ليجرف قلبي بأنهار مشاعره،ليسكن فوق ضفافه،ليظمأ قليلاً،منتظراً مطلع الفجر لكي يأسر اصبعي بخاتم ذهبي ،بل ألماس، تودد في الطلب،لم أكن أعشق سوى الكتب والدفاتر،رفضت، عاند وأعاد الكَرةَ،ألحت بوجهي عن مطلبه.."أنت أخي ورفيقي ..هذا محال"،تهشم الخاتم الذهبي عند أعتاب قلبه..
انحبس في زوايا مخدعه،أسر نفسه في آسار التكرار والإجترار ليبصر حلمه،غدوت إلى مكتبي،وانحبست به ساعة ..أكثر..لا أدري..،أدرك أنني أجهضت حلمه..
هرول إلى عرين ما ليدس الألم به،ليوهم نفسه بكذبة النسيان،ولوعة الحب الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الهلاك،ودع والديه،وسافر بعيداً جداً..
تهاوى قلبه في بحر لُجيٍ من الألم،وسحق القدر أنفاسه،ولفحت لوعة الأسفار سيارته،أصيبت بعطل،يفقد السيطرة على السيارة،السيارة تتهاوى..،أنا أتألم..
إنني أنزف..وداعا يا قلبي..شكرا..لقد قسوتي علي..أنا أموت..روحي تفارقني..
لقد مُت..!!
رحلت البسمة وشدت وثاقها، لم يعد غير البكاء.. أهزوجة العيد المرتقب..!!
رداء أبيض..،، وبعض قسمات ندية من شباب نابض..،، قد كفن غرفته بخيوط سرمدية الأسى..،، بقايا من ذكريات باتت تخيم كالأشباح فوق ذلك البيت التعيس..!!
لأول مرة يخيم ذلك الشبح البغيض فوق ذلك البيت " شبح الموت"..،، لم تجد أمه سوى نقاء ملابسه لتسطر فوق بياضها ملحمة ثكل مرير وحزن لايعرف للنهاية مأوى أو سبيل..!!
أحست الثكل..،، وماتت ألف مرة في ذاتها..،، بطعنات الحسرة ومرارة الفراق وقضاء قد طوى صفحات الحياة..!!!ولم تعد تتنفس سوى شذاً مخنوق من بقايا ذكرياته المحفورة..!!
ضحكاته..همساته .. مداعبته.. كانت تملأ المكان.. تزاحم كل الظروف.. لتتربع على عرش كل شبر أو شلو في أزقة البيت.. جدرانه وأبوابه..زوايا الطفولة التي كنا نلعب بها سوياً،أصبحت رماداً لكن الصدى مازال مدوي!!
وفي زاوية من البيت التعس جلس والده وسط كومة من الترح العميق..،، ينظر إلى مقبض الباب منتظراً أن يفتح الباب فيطل ابنه باسما حلو السجايا..،ويحضنه كما أعتاد دوماً،كان أمله عندما دبت كتائب اليأس،وسراجه حينما ادلهم الليل..
يختلس جميع الأنظار..،، ويتسلل بثكل وظمأى أبوي إلى غرفة ابنه..،، ليفترش سريره ويلتحف نسيمات عبقه الطفولية الباسمة..!!
وينهي دوره العصيب في مسرح الأحزان.. بعبرات طفولية وتشهج روحه بالبكاء..حتى الثماله..،، يالتعاسة دموع الرجال!!
..
ياله من ثكل عميق..،، الضحكات تتردد وتتناثر عبر أثير هذا اليوم..،، وفي ذلك البيت..،، لايوجد سوى الحزن والبكاء المر..!!فياله من يوم.. ويالها من ضحية كانت هدية أول يوم عيد!!!!
كنت أنتظر أن يفيق من كابوس لحده..،، كنت أتمنى أن يكون ذلك قاب قوسين أو أدنى من حلم أو كابوس..،، أو مجرد مقلب عابر..!!كنت أنتظر أن يفتح الباب ويلفحنا بسنا طلته..
أكنت قاسية؟،أم هو القلب أستاذ الهوى؟،سأنتظر أن نلتقي،في أضغاث أحلامٍ..، أو في حفرة تؤنسك..أكون جارتك..أعلل نفسي بآمالك..،ويذوب رفاتي في رفاتك ،وأرقب يوم الخلود..
أفاق فجأة..،رداء أبيض يكسوه،ابستم لي،مد يداه،تلقفتها،مضى ومضيت..إلتهمتنا الأطياف..وإنتهى كل شيء..
وشكرا ا وكل عام وانتم بخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ