المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطريقة التجانية ودعمها للحملات الإستعمارية


FARIDGH
2008-06-18, 17:52
لالة أوريي بيكارد "زوجة السيدين"

يقول الأستاذ الدكتور "عمر فروخ: " يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين لا يبخلون بالمال أو التأييد بالجاه للطرق الصوفية.. وكل مندوب سامي أو نائب الملك.. لابد أنه يقدم شيخ الطرق الصوفية في كل مكان، وقد يشترك المستعمر إمعاناً في المداهنة في حلقات الذكر"..

لكن المستعمر لم يكتف بهذا الدور السطحي، بل حاول اختراق هذه المؤسسات الدينية وذلك بالنفاذ إلى عمق قيادتها. قد تبدو القصة الحالية من نسج الخيال أو من وحي أفلام جيمس بوند لكنها قصة حقيقية بالصور والأدلة على الدور الخطير الذي لعبته فرنسا في صناعة وتطوير وتوجيه الطرق الصوفية وتحريف وجهتها.

زاوية عين ماضي

لقد سعت إلى اختراق الطريقة التجانية عبر استعمال سلاح المرأة، والسلاح الفتاك الذي أثبت نجاحه في كل قصص المخابرات والجوسسة عبر التاريخ. واستطاعت الحكومة الفرنسية تزويج فتاة فرنسية للخليفة العام للطريقة التجانية وأشرف على هذا الزواج الغريب صانع النصرانية المعاصر الأب لافيجري. وبالفعل نجحت الجميلة أوريي بيكارد في السيطرة على الطريقة طيلة 60 سنة قضتها متنقلة بين فرنسا وعين ماضي مقر الزاوية.

ولدت أوريي بيكارد في 12 يونيو 1849 في مدينة مونتانيي لو روا (Montigny-le-Roi (Haute-Marne)) وكان والدها دركيا خدم في الجزائر في جوقة الشرف ويذكر التاريخ أنه كان فخورا جدا بخدمته تحت العلم وكثيرا ما يردد حكاياته خاصة أنه كان من بين الجنود الذين استولوا على عاصمة الامير عبد القادر بن محي الدين "الزمالة" سنة 1943.

في 1861 اتبعت أوريي والدها الذي أصبح يعمل لدى الجنرال فرواساد ولما وصل سنها إلى 18 عملت كبائعة في متجر صغير. وفي هذه الأثناء تعرفت على مدام ستيناكر زوجة الحاكم العام للمدينة فاقترحت عليها أن تعمل لديها وصيفة وعلمتها حرفة العزف على البيانو والصولفاج. وبعد ثلاث سنوات التحقت عائلة ستيناكر بالحكومة الفرنسية حيث تحول السيد ستيناكر إلى وزير البريد لدى الحكومة. وتعرضت الحكومة الفرنسية لهجوم من طرف البروسيين الذين قطعوا الاتصالات والأسلاك الخاصة بمورص مما حدا بها للاستفادة من خدمة الطيور في مراسلاتها خاصة الحمام الزاجل. وقد عهد الوزير للفتاة أوريي بهذه المهمة الصعبة مما يدل على الثقة الكبيرة التي وضعها فيها.

وفي احد الأيام التي كانت تعتني بالحمام شعرت بوجود جسم خلفها وعندما استدارت صرخت بكل قوتها. لقد وقف امامها رجل لم تتعرف على شكله الذي لا يشبه شكل الأوروبيين ولا لباسه مثل اللباس المتعاهد لدى الفرنسيين.

كان الواقف أمامها هو سي احمد التجاني الخليفة العام للطريقة التجانية والبالغ من العمر بضعة وعشرين سنة، الذي يملك البركة الازلية حسب اعتقاد التجانيين. كان هذا الشاب الصغير لا يعي شيئا في الاعيب الساسة الاستعماريين، وهو شيخ الطريقة التي ورثها عن أبيه. كان احمد التجاني مرفوقا بأخيه سي البشير والغرض من زيارتهم لفرنسا هو حضور مراسيم بدعوة من الحكومة الفرنسية؟!..

ويبدو ان المخابر الاستعمارية هيأت الأجواء لمشروع مؤامرة كبرى على الطريقة التجانية وذلك باختراقها في العمق.

حاول الشيخ الصغير ان يحي الشابة الفرنسية التي تلعلع جمالها وبياضها في قلبه، ومالت لها جوارحه ودار في ذهنه خيال الرجولة أمام منظر الفتاة الطري. ولكنه كان عاجزا عن الكلام ولم تسعفه حركة رأسه. سمع الصرخة أحد الجنود فتقدم مسرعا وتحدث مع الخليفة العام بلغة لم تفهمها وقال لها:"الشيخ يعتذر لك لأنه ازعجك في عملك، وقال أنكم لديكم الحظ لانكم تعرفون لغة الطير ورسولنا يقول غناء العصافير هو لغة الملائكة".. كانت المغازلة الظريفة قد طبعت شيء خاص في قلب الفتاة. أما الشاب التجاني فقد طار عقله مع فتائل شعرها الذهبي وقوامها الرشيق وأردافها الممتلئة.. وفي غضون الأيام اللاحقة شاهدت المرأة كثيرا هذا الشاب، الذي اهمه شكلها الممتلئ بكل انواع الغواية النسائية، فبياض بشرتها وعيناواها البنيتين وضفائرها المنسكبة كلها علامات الجاذبية التي لا يصمد امامها الرجال..

في قلب السياسة الفرنسية صنعت هذه العلاقة الغامضة، وعندما سمع والدها بيكارد عاد بسرعة إلى بوردو حتى يحذر ابنته من هذا الزواج لان العرب لهم عاداتهم وتقاليدهم التي لا ترحم المرأة!؟

لكن أين لهذا الجندي المسكين أن يعترض على قرارات أسياده.. طلب الوزير ستيكر من الشابة ان تفكر مليا في مستقبلها ودورها .. وسرعان ما تم الزواج بين سيدي الشيخ احمد التجاني وأوريي بيكارد وقال له والدها كلود :"لدينا الشرف أن أزوجك ابنتي ولكن هناك بعض التفاصيل التي يجب أن نتحدث فيها قبل أن نصبح عائلة واحدة بعد ان أصبحنا شعبا واحدا" قال الشيخ بقلب يكاد ينخلع من اضلعه من شدة الفرح:"طلباتك وطلبات ابنتك هما طلباتي وانا مستعد كي أقدم لها 400 ناقة و 2000 معزة ووزنها مجوهرات وسلاسل ذهبية وزمرجد حتى أربط حياتي بحياة كريمتك" هز الوالد رأسه وخاف الشاب ان يكون العرض غير سخي فأردف يقول:"ستقاسمني حياتي ومملكتي وستعيش متوجة بالبركة". ووافق الشيخ المتيم ان تبقى زوجته تؤمن بالله على طريقتها الخاصة. ولكن العسكري المحنك لم تتوقف طلباته هنا. فسأل الشيخ عن زوجاته الأخريات والاماء الذين يتسرى بهم. فقال له الشيخ سأتخلص منهن كلهن بمجرد ان أعود إلى عين ماضي.

تمت مراسيم الزواج في الجزائر ببركة الكنيسة سنة 1871 وعقد قرانهما المبشر الخطير شارل لافيجري وما أدراك ما لافيجري!

جاء اليوم الموعود وجهز الأمير لفتاة أحلامة باسورا (الجمل بالهودج) يليق بمقامها السامي. وبعد عشرين يوما من السير سمعت الأميرة رجال القافلة يصيحون عين ماضي عين ماضي وهي مقر الزاوية التجانية ومملكة سيدي احمد التجاني. وتوافد رجال الطريقة يحيون سيدهم. انقبض قلب الفتاة قليلا: هل هذه هي المدينة والمملكة التي حدثني عنها هذا الرجل؟؟ أين ذلك من الحدائق الغناء في مقر الحكومة الفرنسية..!! شعرت بالبكاء؟ ولكنها تماسكت.. هذا قدرها!!

وبعد مضي عدة أشهر شعرت القادمة الجديدة بعزلة في هذا العالم الغريب وبدأت تنسج العلاقات والتحالفات والتفكير في التأثير على أم زوجها. وباختصار نجحت الخطة! وبسرعة استطاعت أوريي السيطرة على محيطها واتخذت لنفسها لقبا جديدا: "لا لا يمينة". وبدأت في تشييد قصرها الذي سيحمل اسمها قصرا قريبا من نبع الكوردون البعيد بحوالي 7 كيلومتر عن عين ماضي. كانت هي المهندسة والمخططة وهي واضعة الأسس.

نظرة من نافذة القصر

والاهم من ذلك هو عملها على تنظيم الزاوية. لقد لاحظت أن هناك فوضى كبيرة لأن العرب لا يحسنون التنظيم! واعادة هيكلة بناءها.. كان كل شيء يمر على يديها ولم يكن زوجها المسكين يملك من أمره شيئا. فهو يخضع لها وتدوره كما تدور الخاتم في اصبعها..

بدأ تأثيرها بادخال انواع الطبابة فكانت تظهر على يدها المعجزات فقط عن طريق تعميم النظافة والاغتسال والاستعمال الصحي للأشياء.

كانت لا لا يمينة تتحرك دائما وفي قلبها فرنسا، فهي تنصح زوجها في كل ما يتعلق بعلاقاته بفرنسا التي كانت مثل السمن على العسل. وساهمت بقوة في توجيه النصائح للمستكشفين. هكذا يقول المؤرخون.

طلبت أوريي من السلطات الفرنسية انشاء مدرسة سنة 1882 وتم استقدام مدرس فرنسي لمدينة عين ماضي. وبوفاة محاسب الزاوية تحولت الشيخة أمينة بيكارد إلى المكلف بالمالية وقد لاحظت تراجع كبير في المداخيل ورافقت زوجها في خرجاته لجمع الاموال والصدقات والتبرعات. وخططت من جهتها لتطوير أعمال الزاوية، بطريقتها الخاصة. وبدات في احداث استثمارات فلاحية حتى يعود دخلها للزاوية. وانشات مدرسة جديدة في منطقة كوردان.

في 20 افريل 1897 توفي زوجها سي احمد وتولى مهام الزاوية أخوه سي البشير التجاني. ووجد الفرصة الخليفة الجديد كي يعرض على الأميرة الشقراء الزواج منه. وطبعا حتى تحفظ حقوقها فقد تزوجت رسميا بسي البشير التجاني في مقر العمالة الفرنسية بالأغواط وتحت عين ونظر الادارة الفرنسية.

وفي ربيع 1899 قام السيد مارتي باسين (Marthe Bassenne) بزيارة أميرة الصحراء وقد طلبت منه كتابة حياتها الخاصة في هذه المملكة الطرقية وكانت نتاج ذلك مؤلف باسم أوريي بيكارد التجاني أميرة الصحراء(5). في عام 1903 أعطيت لها شهادة التفوق الزراعي على جهودها في الصحراء وفي 1906 تم تعيينها ضابط بالأكادمية. وبعد بضعة سنوات توفي زوجها الثاني في 9 يونيو 1911 وتولى ابنه علي مهام الطريقة. لكن لا لا أمينة كانت تكره هذا الولد فغادرت عين ماضي إلى الجزائر العاصمة. وعادت إلى قصرها في 1914 بطلب من الحاكم العام للجزائر وذلك بغرض تشجيع الشباب العرب للالتحاق بالجيش الفرنسي للدفاع عن فرنسا.

وفي 1920 عادت إلى بلدها الأصلي في فرنسا ولكنها سرعان ما عادت إلى الأغواط في 1922 . وهنا شاركت في حل النزاع الذي ظهر في الطريقة التجانية بعد وفاة سي علي في 1918 وقد طلب منها الشيخ محمد بالبقاء في قصرها وتولي مهام تسيير شؤون الطريقة(6) مثلما كان الحال في السابق.

ولكن الجو الجديد لم يعجبها فرجعت لفرنسا ولكنها شعرت بقساوة البرد الذي لم تتعود عليه فعادت إلى الجزائر وبقيت في البليدة ثم انتقلت إلى سيدي بلعباس وعادت إلى عين ماضي في 2 ماي 1928.

وفي 9 يناير 1931 أعطي لها وسام الشرق من طرف وزارة الحربية وماتت بعين ماضي في 23 أغسطس 1933 . كان عمرها 84 سنة.

يقول الدكتور عمر فروخ:"الطريقة التيجانية التي كانت تسيطر على الجزائر أيام الاستعمار معروف أنها كانت تستمد وجودها من فرنسا، وأن إحدى الفرنسيات من عميلات المخابرات تزوجت شيخاً فلما مات تزوجت بشقيقه، وكان الأتباع يطلقون عليها "زوجة السيدين" ويحملون التراب الذي تمشي عليه لكي يتيمموا به، وهي كاثوليكية مازالت على شركها.. وقد أنعمت عليها فرنسا بوسام الشرق، وجاء في أسباب منحها الوسام.. أنها كانت تعمل على تجنيد مريدين يحاربون في سبيل فرنسا كأنهم بنيان مرصوص"


منقول
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=70849

oumyahia
2008-06-23, 10:43
السلام عليكم
عجب والله العجب ، واش يقدرو يديرو النساء ، القصة رحلت بي إلى البعيد إلى عين ماضي !

FARIDGH
2008-06-28, 11:19
شكرا على مرورك

هذي هي ما يسمونها الطريقة الربانية

moudir
2009-02-12, 20:27
دور رجال الطريقة التيجانية في مقاومة الاحتلال - الشيخ عز الدين القسام أحد رجال التيجانية المجاهدين -
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على كل حال، حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده، لا إله إلا هو مالك الملك وهو على كل شيء قدير، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، وصلاة وسلاما على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها،الطاهر المطهر الشفيع المشفع، سيدنا محمد أفضل العرب والعجم ورسول الله إلى أفضل الأمم الفاتح الخاتم صلى الله عليه وسلم كثيرا، أما بعد :
كان المؤرخون المسلمون منصفين، فقد كتبوا عن خصومهم فأشادوا بما فيهم من فضل، وعمل المستعمرون من الأوروبيين على إخفاء كل فضيلة في الأمم الإسلامية وعلى إلصاق التهم الكاذبة بهم، والدس والوقيعة بينهم .
فإذا أراد الباحث استقصاء مآثر الدول الإسلامية التي قامت في إفريقيا الغربية وجاهدت المستعمرين ونشرت راية الإسلام لا يجد من المراجع ما يكفي لأن المستعمرين أبادوا ما كتبه الأولون، وعملوا على تعليم النشء أمجاد أوروبا، ونسبوا إلى أنفسهم كل فضيلة، فصار غالب المسلمين الذين ابتلوا بهم يعلمون الكثير عن أوروبا وتاريخها، ويجهلون تاريخ العرب والمسلمين، اللهم إلا الشيءالقليل .
وكان المستعمرون المحتلون لبلاد المسلمين يعملون على طمس اللغة العربية لغة القرآن الكريم وإقامة المدارس الفرنسية ومنع إقامة المدارس العربية والإسلامية، فكانوا ينشئون كنيسة ومدرسة ومستشفى وهذا التجمع لا يدخله إلا المسيحيون برعاية المحتل الغاصب للبلاد، ولا يستفيد منه المسلمون، وبعد التخرج يعينون الدارسين للغة الفرنسية في المصالح التي يتحكمون فيها، وبذا يضيقون على المسلمين، فماذا فعل شيوخ الطريقة التجانية إزاء هذا الوضع المؤلم الذي يؤدي ببساطة شديدة للجهل والفقر والمرض ؟
لقد أقام شيوخ الطريقة مدارس في بيوتهم لتحفيظ القرآن الكريم واللغة العربية والنحو وغيرها، واستخدموا الطب النبوي في علاج المرضى، وعلموا أبناءهم الزراعة ورعاية الماشية والأغنام، وبذلك تغلبوا على القهر الاستعماري البغيض وهنا في هذا البحث سوف نتعرض لعدد من المجاهدين من أقطاب الطريقة التجانية بما يتناسب مع الوقت المخصص للبحث، حيث إننا لو تتبعنا جهود شيوخ الطريقة التجانية وجهادهم ضد الاحتلال الأجنبي لما كفى مجلدات ضخمة، ونعتذر لكل من لم يذكر من هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بحياتهم فداء لأوطانهم وأهليهم ودينهم، ومازال هناك جنود مجهولون يناضلون لدحض الأشكال الجديدة للاحتلال المتمثلة في التحكم في الاقتصاد، ومنع تقدم الدول الإسلامية، واحتكار التكنولوجيا المتقدمة والسلاح والبنوك والإعلام، إلى آخر ما يحتاجه الإنسان المسلم .
المجاهدون هم:
1. سيدي أحمد عمار التجاني وأخوه سيدي البشير من أحفاد الشيخ الأكبر سيدي أحمد التجاني مؤسس الطريقة التجانية والمدفون بالمغرب في مدينة فاس:
اعتقل سيدي أحمد عمار في 10 فبراير 1869م وأخوه سيدي محمد البشير ونفوهما إلى بوردو بفرنسا، وظلا طوال الحرب السبعينية بين فرنسا وألمانيا معتقلين بفرنسا.
2. سيدي ابن عمر التجاني :
ذكر مولانا الشيخ محمد الحافظ التجاني في كتابه (الانتصاف) طبعة الزاوية التجانية بتماسين ص39، ما أذاعته محطة صوت العرب بمصر يوم الاثنين الموافق 18مارس 1957م أن الاستعمار الفرنسي اعتقل سيدي ابن عمر التجاني زعيم التجانيين، والسيد باش آغا حميده والسيد مولود بالأغواط، حيث وجدوا عندهم أسلحة وصلة وثيقة بالثوار الجزائريين .
3. شيخ الإسلام الحاج عبد الله نياس وخليفته الشيخ إبراهيم نياس الكولخي :
يقول الأستاذ إبراهيم تيام تلميذ الشيخ في مؤلفه (25 سنة على رحيل الشيخ) في ذكر مواقفه الشجاعة في مواجهته العدوان الاستعماري على إفريقيا :
كان الشيخ معروفا بمواقفه الشجاعة لدحض محاولات الجمعيات التبشيرية التي كانت تساندها السلطات الاستعمارية لاستقطاب المسلمين المحتاجين، فيبين لهم أن الرزق على الله، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من يتعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله .
ويؤكد الشيخ أن السنغال لم ولن تكون أبدا لقمة سائغة في أفواه الاحتلال الأجنبي .
ويعود الشيخ إبراهيم بذاكرته إلى سنة 1340هـ تاريخ وفاة والده المجاهد الكبير شيخ الإسلام الحاج عبد الله نياس الذي نشر الإسلام في طول السنغال وعرضها، وعمل هو وتلاميذه على نشر أنوار الكتاب والسنة والتحذير من فتنة الاستعمار الفرنسي، حيث خاض معارك طاحنة من الجهاد المسلح ضد المستعمرين والوثنيين الغزاة في ملاحم مشهورة بالسنغال .
ثم يستطرد قائلا: وهكذا وجدت نفسي أمام المسئولية في استمرار مسيرة والدي ولولا فضل الله ما استطاع أحد أن يتغلب على الأساليب الشيطانية للحكم الاستعماري المظلم في تلك الفترة .
4. الرائد الأول للجهاد في الشام وفلسطين البطل الشيخ عز الدين القسام خليفة الطريقة التجانية بحيفا :
ولد محمد عز الدين القسام في بلدة جبلة عام 1300 هــ الموافق 1883 م ودرس بالأزهر الشريف وأكمل دراسته في تركيا ثم عاد معلما ومدرسا وخطيبا، إذ ألقى موعظة لفتت أنظار الحاضرين إليه، وتساءلوا فيما بينهم من هذا الذي أسر القلوب ببيانه , فكانت دعوة القسام لإحياء الإسلام بصورته الشاملة التي تهتم بقضايا المجتمع، وقد كان للشيخ عز الدين القسام علاقات مع علماء الطريقة التجانية منهم الشيخ سيدي محمد عبد المالك بن العلمي الذي عرفه بدار سيدي أحمد التجاني، فأصبح الشيخ عز الدين القسام عالم من علماء الطريقة التجانية المتمسكين بالكتاب والسنة والحرص على العمل الصالح والتخلق بمكارم الأخلاق .
جهاده :
وقد أجاد الطالب جمال غريسي والأستاذ علي غريسي من الزاوية التجانية بالوادي بالجزائر وقدما بحثا قيما حول شخصية الرائد الأول للجهاد في فلسطين الشيخ عز الدين القسام خليفة التجانية بحيفا، فلا نكون كالمثل القائل: يبيع الماء في حارة السقايين، ونكتفي بما قيل في هذا البحث في جهاده للمحتل الفرنسي والبريطاني وقطعان الصهاينة.
5. فضيلة الشيخ علي الدقر :
ولد في دمشق عام 1294 هـ الموافق 1877 م من أسرة صالحة وكان رضي الله عنه علم الأعلام أسس الجمعية الغراء لتعليم أولاد الفقراء، وكان له الدور الرئيسي لقيام الثورة السورية ضد الاحتلال
6. فضيلة الشيخ عمر بن سعيد الفوتي :
ولد الشيخ عمر سنة 1212 هـ بالسنغال , وحفظ القرآن الكريم عن والده سعيد بن عثمان ولم يتجاوز عمره اثنا عشره سنة، واجتهد في تحصيل العلوم الشرعية وتبحر فيها قبل الثلاثين من عمره المديد، وكان يدعو المسلمين للعمل بكتاب الله العزيز وشرحه لهم وقراءة السنة المشرفة فأقبل على صحبته خلق كثير، فخاف أعداء الإسلام من المستعمرين الفرنسيين وملوك الكفار من ظهور عصبية إسلامية تهدد تخومهم، وتساءلوا فيما بينهم: هل يتم تمدين السودان الغربي على يد فرنسا وضباطها المسيحيين أم على يد التجانية رسل الإسلام والسلام ؟
ولذلك عملوا على إطفاء هذا النور في بدايته، خاصة وقد رأوا الكثير من أتباعهم يعتنقون الإسلام ويلتحقون بالشيخ عمر بن سعيد الفوتي، فاضطر للدفاع عن الإسلام ومعتنقيه بمحاربة الاستعمار الفرنسي، وبنى إمبراطورية إسلامية مترامية الأطراف، حتى إن المؤرخين الإفرنج تباهوا مشيرين إلى أن إفريقيا كادت تكون كلها إسلامية لولا قضاء فرنسا على السلطة التجانية بغرب إفريقيا، بقيادة عمر بن سعيد الفوتي و أنجاله وأتباع الطريقة التجانية بقيادة شيوخها .
ومن أقوال الشيخ عمر بن سعيد الفوتي في مجاهدته للاحتلال الفرنسي :
حاربناهم فهزمناهم مرارا، ثم جاءونا بأسلحة لا قبل لنا بها، يصيبوننا ولا نصيبهم، فعلمنا أن الأمر حتم، ولجأوا إلى خندق، فوشى بعض الخونة على مكانهم، فأطلق المستعمرون عليهم الدخان والغازات السامة، فخرج بعض أبنائه فقاتلوا حتى قتلوا .
7. فضيلة الشيخ محمد الحافظ التجاني :
ولد الشيخ رضي الله عنه عام خمسة عشر وثلاثمائة وألف من هجرة الرسول r بمحافظة المنوفية من أعمال الديار المصرية.
وتعلق قلبه بالعلم والعلماء منذ طفولته، ثم درس القرآن والفقه والحديث والتفسير وغيرها على كبار علماء عصره، وقد وهبه الله ذاكرة عجيبة وحافظة واعية، فكان لا يقرأ شيئا إلا حفظه ووعاه، حتى أن أحد علماء الشام قابله في منى في الحج ولما سأله الشيخ عن علماء الشام بأسمائهم قال للحاضرين مع الشيخ:يا قوم إن شيخكم لموسوعة في حفظ الأسماء .
دور الشيخ محمد الحافظ في مقاومة الاحتلال الإنجليزي في مصر :
أخبرني الحاج فريد مرسي التجاني مقدم الطريقة وأحد الذين أدخلهم الشيخ الخلوة قال : كان شيخنا الحافظ عضوا في جمعية اليد السوداء لمجاهدة الإنجليز، وكان للجماعة موقع سري وعند اجتماعهم يجدون الشيخ يدخل عليهم مسرعا ويطلب منهم مغادرة المكان فورا، وما أن يغادروا إذ بالضباط الإنجليز والجنود يدخلون المكان ويدمرونه .
كما أخبرني أنه رضي الله عنه عمل ساعيا بالسفارة الإنجليزية، فكان يصور الوثائق الخطيرة والمستندات الهامة ويرسلها إلى قادة الثورة والدفاع المدني .
هذا وقد أخبرني الشيخ بنفسه أنه كان يركب الحصان من الشمس إلى الشمس في الدعوة إلى مقاومة الاحتلال، وفي أواخر عام 1918 م قاد ثورة شعبية ضد الاحتلال البريطاني لمصر من البر الغربي للنيل، وكانت ثورة أخرى بالبر الشرقي، ولولا أن الإنجليز فتحوا كبري أسيوط لنجحت الثورة، ولكنها أجهضت لانقسام الثوار قسم بالشرق وآخر بالغرب، حيث أطلق عليهم جنود الاحتلال النار فاستشهد عدد كبير من الثوار .
ولقد عثرت في أوراق والدي على خطاب من قريبه بأسيوط واسمه أحمد أبو بكر أرسله لعمي عبد العزيز عبد اللطيف في أسيوط في 18 سبتمبر 1918 م، يقول فيه:حضرة المحترم ولدنا عبد العزيز أفندي عبد اللطيف، بعد السلام والسؤال عن صحتكم، لعلكم بخير وسلامة، أعرفكم الأسبوع الماضي قبض على أخيكم عبد الحافظ في نقطة شارع الخزان الساعة 11 مساء، وجاءوا به صحبة مكنوتن مفتش الداخلية وواحد ريس وواحد عسكري، ودخلوا معه منزلنا وأجروا تفتيش الأودة الساكن فيها وتفتيش هدومه، ولما لم يجدوا عليه اثبات تركوه بعد أخذ ورد وإهانة وقت دخول المفتش المنزل وإجراء التفتيش أمر لا يمكن التعبير عنه.
بالاختصار أرجو التنبيه على أخيكم بأن يأخذ هدومه من منزلنا ويسكن محل ما يرغب بعيدا عنا، أو أولى أن يقدم استعفا ويترك أسيوط لأنه الآن أصبح مهدد وتقريبا مراقب من رجال الحكومة .... إلخ، (مرفق صورة أصل الخطاب).
وأخبرني الأستاذ محمود الحبيب سعيد عبد الحافظ، وهو على قيد الحياة الآن، ووالده وجده من كبار علماء التجانيين، أنه سأل سيدنا الشيخ محمد الحافظ التجاني عن موقف التجانيين من الجهاد، فأجاب رضي الله عنه: إن شقت عظام التجانيين تجد الجهاد محفورا فيها وممتزجا بدمائهم .
كما روى لنا واقعة القبض على مولانا الحافظ الذي قال: إن الانجليز أمروا باعتقاله، فحبس في حجرة بمفرده، فوجد عنده بالحجرة وهي مغلقة عليه من يسأله: أنت هنا ليه ؟ فأجابه بأنه مسجون، فقال له : قل مع ثني الأصبع : (ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فأنا يبصرون) عشر مرات مع الأصابع العشرة ثم افتح يديك إلى الأمام واخرج، قال فضيلة مولانا محمد الحافظ: ففعلت مثلما قال، وخرجت من باب الحجرة ثم من باب السجن نهارا ظهرا والحراس واقفون كما هم، أما القائل لي فقد اختفى من الحجرة بعد أن قال ما قال .
وختاما أتوجه بخالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، ووزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، ومعالي الوزير، وسيادة الدكتور محمد العيد التماسيني شيخ الطرقة التيجانية وخليفة سيدي الحاج علي التماسيني وسائر القائمين على تنظيم هذا الملتقى سائلا المولى عز وجل أن يجعل ثواب ذلك في ميزان حسناتهم، والحمد لله أولا وأخرا.
الأربعاء 21 جمادى الثاني 1429 هـ/ 25 يونيه 2008 م.

kadirou831
2009-02-12, 21:28
من أين لك أن الشيخ عز الدين القسام كان تيجاني؟؟؟؟؟؟

راجع هذا الرابط

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=94131

belle
2009-02-12, 22:23
شوف الطري قة التجانية كان لها دور جد كبير في أيام الثورة و الكلام و معلوماتكم خاطأة و صحيح أنا شيخ سيدي أحمد عمار تزوج لاكن هناك معلومات اخرى لا تعلموها أبدا

hed2
2009-02-13, 10:44
يا سلام على الطريقة التجانية وعلى روادها
مشكور أخي على الموضوع

AKIS
2009-02-13, 10:51
belle (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=132061)
العلم تاع الصوفية دعيه لنفسك

kadirou831
2009-02-13, 11:08
الزوايا والطرق = قنطرة الشرك والبدع

ربوح ميلود
2009-02-15, 22:18
تعالوا الى كلمة سواء
الطريقة التجانية طريقة على الدجل واليكم القليل من الكثير
الهدية الهادية
إلى
الطائفة التجانية
تأليف
الدكتور محمد تقي الدين الهلالي
رحمه الله و غفر له
يقول محمد تقي الدين الهلالي :
لما رأيت الشرك الأكبر، بله الأصغر، قد انتشر في البلاد الإسلامية والبدع عمت جميع الأقطار، وقل علماء الكتاب والسنة الناصحون للأمة، وانتشرت طرائق المتصوفة المبتدعين في الخاصة والعامة، ومنها الطريقة التجانية التي يعد متبعوها بعشرات الملايين في البلاد الإسلامية، وكنت عالما بعُجرها و ُبجرها فأطْلعت على بعض ما فيها من الضلالات صاحب الفضيلة العالم الورع الداعي إلى الله على بصيرة محي السنة ومميت البدعة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فتعجَّب من ذلك غاية التعجُّب، وحثني على تأليف جزء في بيان حقيقة هذه الطريقة وما فيها من الأباطيل، ليحذرها من لم يقع في شباكها، ويتنبه لما فيها الذين ما يزالون متورطين في مهاويها، عسى الله أن ينقذهم ويردهم إلى المحجة البيضاء(1) فامتثلت أمره شاكرا ً وألفت هذا الكتاب وسميته :
" الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية "
وقد تفضل سماحته، فأمر بطبعه، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين أحسن الجزاء، وجعل هذا العمل ذخرا في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
ولا يفوتني في هذا المقام أن أقدم أسمى آيات الشكر لكل من ساعد على نشر هذا الكتاب ولاسيما الأديب العبقري، فضيلة الأمين العام للجامعة الإسلامية الأستاذ الشيخ محمد العبودي فإنه تلقى هذا العمل باغتباط، وبذل جهوده المشكورة فجزاه الله خيراً .
__________
(1) وهذا شأنه ـ حفظه الله ـ في رد عدوان أصحاب البدع والضلالات من أعداء السنة النبوية ، والمتسترين ، من أمثال زاهد الكوثري وتلامذته . جزاه الله عن الإسلام وأهله كل خير ، وكتب له العون والسداد


--------------------------------------------------------------------------------

والله أسأل متوسلا إليه بأسمائه الحسنى كلها وبمحبتنا واتباعنا لخليله محمد خاتم النبيين، وإمام المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، أن ينفعنا بهذا الكتاب وينفع به كثيراً من خلقه، ينير لهم الظلمات بمصابيح الكتاب والسنن المحكمات، ويهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم ، ويجعل مأوانا في جنات النعيم، مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين، وحسن أولئك رفيقا، والحمد لله رب العالمين .
الحمد لله الذي أرسل خاتم النبيين وإمام المرسلين، محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين بشيرا لمن آمن به، واهتدى بهديه، بالفوز المبين ونذيرا لمن كفر به وخالف سنته بالعذاب المهين وصلِّ اللهم على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم، صلاة تشمل آله ومن تمسك بسنته إلى يوم الدين .
أما بعد فيقول أفقر العباد إلى الغني الكبير المتعالي، محمد تقي الدين بن عبد القادر الحسيني الهلالي غفر الله ذنبه وستر عيبه :
نشأت في بلاد سجلماسة وحفظت القرآن وأنا ابن اثنتي عشرة سنة ورأيت أهل بلادنا مولعين بطرائق المتصوفة لا تكاد تجد واحدا منهم لا عالما ولا جاهلا إلا وقد انخرط في سلك إحدى الطرائق، وتعلق بشيخها تعلق إلهام الوامق، يستغيث به في الشدائد ويستنجد به في المصائب، ويلهج دائما بشكره والثناء عليه فإنْ وجد نعمة شكره عليها، وإن أصابته مصيبة اتهم نفسه بالتقصير في محبة شيخه والتمسك بطريقته، ولا يخطر بباله أن شيخه يعجز عن شيء في السماوات ولا في الأرض فهو على كل شيء قدير و سمعت الناس يقولون: من لم يكن له شيخ فالشيطان شيخه . وينشدون قول ابن عاشور في أرجوزته التي نظمها في عقيدة الأشعرية ، وفي فروع المالكية، وفي مبادئ التصوف :
يصحب شيخا عارف المسالك == يقيه من طريقه المهالك
يذكره الله إذا رآه == ويوصل العبد إلى مولاه
ورأيت الطرائق المنتشرة في بلادنا قسمين:


--------------------------------------------------------------------------------

1- قسم ينتمي إليه العلماء وعِلْيَةُ القوم .
2- وقسم ينتمي إليه السُّوقة وعامة الناس .
فمالت نفسي إلى القسم الأول، وسمعت أبي وهو من علماء بلدنا مرارا يقول:
لولا أن الطريقة التجانية تمنع صاحبها من زيارة قبور الأولياء والإستمداد منهم وطلب الحاجات إلا قبر النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، وإلا قبر الشيخ التجاني ، وقبور من ينتمي إلى طريقته من الأولياء، قال أبي: لولا ذلك لأخذت ورد الطريقة التجانية، لأني لا أستطيع أن أترك زيارة جدِّنا عبد القادر بن هلال، وجدُّنا كان مشهوراً بالصلاح وله قبر يزار وهو معدود من جملة الأولياء في ناحية الغرفة من القسم الشرقي الجنوبي من بلاد المغرب.
والطريقة التجانية، والدرقاوية، والكتانية، وإن كان أهلها في بلادنا قليلا، تؤلف القسم الأول، فاشتاقت نفسي إلى أخذ وِرد الطريقة التجانية وأنا قد ناهزت البلوغ فذهبت إلى المقدم وقلت له : يا سيدي أريد منك أن تعطيني ورد الطريقة التجانية، ففرح كثيراً، وقال لي : تأخذ الورد على صغر سنك ؟ قلت: نعم، فقال: بخ بخ لك أفلحت وأنجحت فأعطاني الورد وهو :


--------------------------------------------------------------------------------

ذكر لا إله إلا الله مائة مرة، والاستغفار مائة مرة، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة مائة مرة، لكن صيغة الفاتح لما أغلق هي أفضل الصيغ، وسيأتي إن شاء الله ذكر فضلها)(1)( في هذا الكتاب بعون الله وتوفيقه . وأعطاني كذلك الوظيفة وهي أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ثلاثين مرة، وصلاة الفاتح لما أغلق خمسين مرة ولا إله إلا الله مائة مرة، وجوهرة الكمال: اللهم صلي وسلم على عين الرحمة الربانية ...الخ، وسيأتي ذكر ألفاظها اثنتي عشرة مرة، وهذه الصلاة لا تذكر إلا بطهارة مائية، فمن كان فَرْضُه التيمم فعليه أن يذكر بدلها صلاة الفاتح عشرين مرة، قال: وإنما اشْتُرِطَت الطهارة المائية على ذاكرها لأن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين يحضرون مجلس كل من يذكرها ولا يزالون معه مادام يذكرها .
ويجب ذِكر الوِرد مرة في الصباح ومرة في المساء بطهارة كما يشترط في الصلاة، ويكون الذاكر جالسا كجلسة التشهد على الأفضل مغمضا عينيه مستحضرا صورة الشيخ أحمد التجاني وهو رجل أبيض مشرب بحمرة ذو لحية بيضاء، ويتصور في قلبه أن عموداً من النور يخرج من قلب الشيخ ويدخل في قلب المريد .
أما الوظيفة فيجب أن تُذكر جماعة بصوت واحد، إن كان للمُريد إخوان في بلده، فإن لم يكن له إخوان تجانيون في بلاده جاز له أن يذكرها وحده مرة في كل يوم .
__________
(1) 1 الفضل المزعوم عندهم

يتبع

ربوح ميلود
2009-02-15, 22:23
الجزء الثاني
الهدية الهادية
إلى
الطائفة التجانية
تأليف
الدكتور محمد تقي الدين الهلالي
رحمه الله و غفر له

وأخبرني المقدم الشيخ عبد الكريم المنصوري ببعض فضائل هذا الوِرد وسأذكرها فيما بعد إن شاء الله واستمررت على ذكر الوِرد والوظيفة بإخلاص ملتزما الشروط مدة تسع سنين، وهنالك ذِكر آخر يكون يوم الجمعة متصلا بغروب الشمس وهو: لا إله إلا الله ألف مرة، والأفضل أن يكون معه سماع قبله أو بعده، وهو إنشاد شيء من الشعر بالغناء والترنم جماعة ثم يقولون جميعا : الله حي، والمنشد ينشدهم وهم قيام حتى يخلص عند تواجدهم إلى لفظ آه، آه ، آه، ويسمون هذه الحالة العمارة، وقد تركوها مند زمان طويل لأن أبناء الشيخ التجاني لا يستعملون هذه العمارة، وهم يأتون من الجزائر إلى المغرب وقد أشاروا على المغاربة أن يتركوا العمارة لأنهم لا يستحسنونها، ولكن في كتب الطريقة أنها فُعلت أمام الشيخ التجاني وبرضاه وإقراره .


--------------------------------------------------------------------------------

وكنت كلما أصابتني مصيبة أستغيث بالشيخ فلا يغيثني، فمن ذلك أنِّي كنت في الجزائر مسافراً من ناحية) بركنت( بقرب حدود المغرب إلى )المشرية(، وكان لي رفيق له جمل فعقله وأوصني بحراسته وتركني في خيمة قِلنا فيها من خيام أهل البادية، فانحل عِقال الجمل وانطلق في البرية فتبعته فاخذ يستهزئ بي، وذلك أنه يبقى واقفا إلى أن أكاد أضع يدي على عنقه ثم يجفل مرة واحدة ويجري مسافة طويلة ثم يقف ينتظرني إلى أن أكاد أقبضه ثم يهرب مرة أخرى وذلك في نحر الظهيرة و شدة الحر، فقلت في نفسي : هذا وقت الاستغاثة بالشيخ فتضرعت إليه وبالغت في الاستغاثة أن يمكِّنني من قبض الجمل و إناخته فلم يستجب، فعدت على نفسي باللوم واتهمتها بعدم الإخلاص والتقصير في خدمة الطريقة ولم أتهم الشيخ البتة بعجز عن قضاء حاجتي، ومع أن شيوخ الطريقة يوصون المريد أن لا يطالع شيئا من كتب التصوف إلا كتب الطريقة التجانية وقع في يدي مجلد من كتاب " الإحياء " للغزالي فطالعته فأثار في نفسي واجتهدت في العبادة و التزمت قيام الليل في شدة البرد فبينما أنا ذات ليلة أصلي قيام الليل أمام خيمتي الصغيرة التي إذا كنت جالسا فيها يكاد رأسي يمس سقفها إذ رأيت غماما أبيض سدَّ الأفق كالجبل المرتفع من الأرض إلى السماء و أخذ ذلك الغمام يدنو مني آتيا من جهة الشرق - وهو قبلة المصلي في المغرب و الجزائر - حتى وقف بعيدا مني وخرج منه شخص وتقدم حتى قرب مني ثم شرع يصلي بصلاتي مؤتما بي، وثيابه تشبه ثياب جارية بنت خمس عشرة سنة، ولم أستطع أن أميز وجهه بسبب الظلام، ولما شرع يصلي معي كنت أقرأ في سورة آلم السجدة ففزعت وخفت خوفا شديدا فخرجت منها إلى سورة أخرى أظنها سورة سبأ، ولم أستطع قراءة القران مع شدة حفظي له بسبب الرعب الذي أصابني، فتركت السور الطوال وأخذت أقرأ بالسور القصار التي لا تحتاج قراءتها إلى رباطة جأش واستحضار فكر، فصلى معي ست ركعات، ولم أرد أن أكلِّمه، لأن كتب


--------------------------------------------------------------------------------

الطريقة توصي المريد أن لا يشتغل بشيء مما يعرض له في سلوكه حتى يصل إلى الله، وتنكشف له الحجب فيشاهد العرش و الفرش، ولا يبقى شيء من المغيبات خافيا عليه، ولما طال عليَّ زمن الاضطراب دعوت الله في سجود الركعة السادسة فقلت: يا رب إن كان في كلام هذا الشخص خير فاجعله هو يكلمني ، وان لم في كلامه خير فاصرفه عني، فلما سلَّمت من التشهد بعد الركعة السادسة سلَّم هو أيضا، ولم أسمع له صوتا ولكني رأيته التفت عند السلام إلى جهة اليمين كما يفعل المصلي المنفرد على مذهب المالكية، فإنه يسلم مرة واحدة عن يمينه، السلام عليكم دون أن يضيف إليها رحمة الله وبركاته، وإن كان مؤتما بإمام يسلم ثلاث تسليمات إن كان بيساره مصل تسليمة عن يمينه وهي تسليمة التحليل، و تسليمة أمامه للإمام، و تسليمة ثالثة عن شماله للمصلي الذي يجلس عن شماله وقد ثبت في الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الحافظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلِّم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وهذا هو الذي ينبغي لكل مصل أن يعتمد عليه سواء أكان إماما أو مأموما أو منفردا .
وبعد السلام انصرف ومشى على مهل حتى دخل في الغمام الأبيض الذي كان قائما في مكانه الذي كان ينتظره، وبعد دخوله في الغمام فورا أخذ الغمام يتقهقر إلى جهة الشرق حتى اختفى عن بصري وكان في قبيلتي (حميان) شيخ شنقيطي صالح ما رأيت مثله في الزهد والورع ومكارم الأخلاق وسأذكره فيما بعد، فسافرت إليه وحكيت له تلك الحادثة فقال لي : يمكن أن يكون ذلك شيطانا لو كان ملكا ما أصابك فزع ولا رعب، فظهر لي أن رأيه صواب .


--------------------------------------------------------------------------------

وبعد ذلك بزمن طويل أخذت أدرس علم الحديث، فرأيت في كتاب" صحيح البخاري " ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه جبريل وهو في غار حراء، فظهر لي أن رأي ذلك الشيخ رحمه الله غير صحيح وبقيت المشكلة بلا حل إلى الآن وكنت حينئذ مشركا أستغيث بغير الله وأخاف وأرجو غير الله ومن هذا تعلم أن ظهور الخوارق وما في عالم الغيب ليس دليلا على صلاح من ظهرت له تلك الخوارق ولا على ولايته لله البتة فإن كل مرتاض رياضة روحية تظهر له الخوارق على أي دين كان وقد سمعنا وقرأنا أن العُبَّاد الوثنيين من أهل الهند تقع لهم خوارق عظام . وبعد ذلك بأيام رأيت في المنام رجلا نبهني وأشار إلى الأفق فقال لي : أنظر فرأيت ثلاثة رجال فقال لي : إن الأوسط منهم هو النبي صلى الله عليه و سلم فذهبت إليه فلما وصلت إليه انصرف الرجلان اللذان كانا معه فأخذت يده فقلت يا رسول الله خذ بيدي إلى الله فقال لي اقرأ العلم ففكرت فعلمت أني في بلاد الجزائر وكان الفرنسيون مسؤولين عليها وكان فقهاء بلدنا يُكفِّرون كل من سافر إلى الجزائر وإذا رجع من سفره يأمرونه بالاغتسال والدخول في الإسلام من جديد ويعقدون له عقدا جديدا على زوجته فقلت في نفسي هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرني بطلب العلم، وأنا في بلاد يحكمها النصارى فأما أن أكون عاصيا أو كافرا فكيف يجوز لي أن أطلب فيها العلم هذا كله وقع في لحظة وأنا لا أزال واقفا أمام النبي صلى الله عليه و سلم فقلت في بلاد المسلمين أوفي بلاد النصارى ؟ فقال لي: البلاد كلها لله فقلت يا رسول الله أدع الله أن يختم لي بالإيمان فرفع إصبعه السبابة إلى السماء وقال لي: عند الله وبعد ما خرجت من الطريقة التجانية على إثر المناظرة التي سأذكرها فيما بعد إن شاء الله بزمن طويل رأيت النبي صلى الله عليه و سلم مرة أخرى في المنام على صورة تخالف الصورة التي رأيته عليها في المرة المذكورة، ففي الأولى كان طولا أبيض نحيفا مشربا


--------------------------------------------------------------------------------

بحمرة لحيته بيضاء ، أما في هذه المرة فكان ربعة من الرجال إلى الطول أقرب ولم يكن نحيفا ولحيته سوداء وبياض وجهه وحمرته أقرب إلى ألوان العرب من المرة الأولى وكانت رؤية له في فلاة من الأرض وكنت بعدما خرجت من الطريقة التجانية توسوس نفسي أحيانا بما في كتاب جواهر لمعاني مما ينسب إلى الشيخ التجاني أنه قال : من ترك ورده وأخذ وِردنا وتمسك بطريقتنا هذه الأحمدية المحمدية الإبراهيمية الحنيفية التجانية فلا خوف عليه من الله ولا من رسوله ولا من شيخه أيا كان من الأحياء أومن الأموات أما من أخذ وِردنا وتركه فإنه يحل به البلاء دنيا وأخرى ولا يموت ألا كافرا ً قطعا وبذلك أخبرني سيد الوجود صلى الله عليه و سلم يقظة لا مناما وقال لي : سيد الوجود صلى الله عليه و سلم فقراؤك فقرائي وتلاميذك تلاميذي وأنا مربيهم وسيأتي من هذه الأخبار وأمثالها إن شاء الله كثير في ذكر فضائل الأوراد والأصحاب فكنت أدفع هذا الوسواس بأدلة الكتاب والسنة وأرجم شيطانه بأحجارها فيخْنَس ثم يخسأ ثم يُدبر فاراً منهزما ً فلما رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في هذه المرة خطر ببالي ذلك فعزمت على أن أبدأ الكلام مع النبي صلى الله عليه و سلم بأن أسأله أن يدعو الله لي أن يختم لي بالإيمان وأظن القارئ لم ينسى أني سألته ذلك في المرة الأولى فلم يدعوا لي ولكنه رفع إصبعه السبابة إلى السماء وقال عند الله فقلت يا رسول الله: أدع الله أن يختم لي بالإيمان فقال لي: أدع أنت وأنا أؤمن على دعائك فرفعت يدي وقلت اللهم اختم لي بالإيمان فقال النبي صلى الله عليه و سلم: آمين وكان رافعا يديه فزال عني ذلك الوسواس ولكني لم آمن مكر الله تعالى فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون والرؤيا تبشر ولا تغُر وبين هذه الرؤيا التي دعا لي فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يختم الله لي بالإيمان بتأمينه على دعائي والرؤيا التي قدَّمت ذكرها ولم يدع لي فيها عشرون سنة


--------------------------------------------------------------------------------

وتأولت اختلاف الصورة وعدم الدعاء في الرؤيا الأولى والدعاء في المرة الثانية بما كنت عليه من الشرك في العبادة وبما صرت إليه من توحيد الله تعالى وإتباع سنة نبيه صلى الله عليه و سلم والله أعلم .
سبب خروجي من الطريقة التجانية
لقد كنت في غمرة عظيمة وضلال مبين وكنت أرى خروجي من الطريقة التجانية كالخروج من الإسلام ولم يكن يخطر لي ببال أن أتزحزح عنها قيد شعرة وكان الشيخ عبد الحي الكتاني عدوا ً للطريقة التجانية لأنه كان شيخا رسميا للطريقة الكتانية و إنما قلت رسميا لأن أهل سلا أعني الكتانيين أنصار الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني مؤسس الطريقة الكتانية لا يعترفون به أي بالشيخ عبد الحي و يقولون أن الاستعمار الفرنسي هو الذي فرضه على الكتانيين فرضا ً والذي حدثني بذلك العالم الأديب النبيل الشيخ عبد الله بن سعيد السلاوي فإنه كان حامل لواء نصرة الشيخ عبد الكبير الكتاني وكان يُعادي أخاه عبد الحي عداوة ويرميه بالعظائم والكبائر التي لا يسوغ ذكرها هنا والاستطراد بذكر أسباب العداوة بين الشيخين الكتانيين الأخوين يخرج بنا عن الموضوع، أقول مرَّ بنا الشيخ عبد الحي في وَجْدَة و أنا عند العالم الأديب الشاعر المتفنن في علوم كثيرة الشيخ أحمد سكيرج قاضي القضاة بناحية وجدة معلما لولده الأديب السيد عبد الكريم وابن أخيه السيد عبد السلام كنت أعلِّمهما الأدب العربي بدعوة من الشيخ أحمد سكيرج فمدحت عبد الحي بقصيدة ضاعت مني ولا أذكر شيئا منها ولكنه أعجب بها أيما إعجاب حتى قال لي: عاهدني أنك إذا قدمت " فاسًا" تنزل عندي ضيفا فعاهدته على ذلك ففي ربيع الأول من سنة أربعين من هذا القرن الهجري سافرت إلى فاس ونزلت عنده، وَوُلِد له في تلك الأيام ولد سماه عبد الأحد فالتمس مني نظم أبيات في التهنئة وتاريخ مولده فنظمتها ولا أذكر منها شيئا وفي اليوم السابع من مولده عمل مأدبة عظيمة دعا إليها خلقا كثيراً وبعد ما أكلوا وشربوا


--------------------------------------------------------------------------------

قاموا للعمارة التي تقدم ذكرها ودعوني أن أشاركهم في باطلهم فامتنعت لأن من شروط التجاني المخلص أن لا يذكر مع أهل طريقة أخرى ذكرهم وان لا يرقص معهم وفي كتاب" البغية " للشيخ العربي بن السايح وهو شرح المنية للتجاني ابن بابا الشنقيطي حكاية في وعيد شديد لمن يشارك أصحاب الطرائق في أورادهم وأذكارهم و حاصلها أن شخصا تجانيا ذهب إلى زاوية أهل طريقة أخرى لغرض دنيوي فاستحي أن يبقى منفردا عنهم وهم يذكرون وظيفتهم فشاركهم في الذكر فلما فتح فاه ليذكر معهم أصابه شلل في فكَّيْه فبقي فاه مفغورا ولم يستطع سده حتى مات ولكن الجماعة ألوحوا علي وجروني جرا حتى أوقفوني في حلقتهم فرأيت أفواها مفغورة من وجوه بعضها فيه لحية سوداء وبعضها فيها لحية خطها الشيب وبعضها أمرد ليس له لحية من الغلمان الذين لم يلتحوا بعد، أما حلق اللحية فلم يكن موجودا في ذلك الزمن إلا عند الفرنسيين المستعمرين وقليل جدا من حواشيهم وسمعت أصواتا تنبعث من تلك الأفواه ليس لها معنى في أي لغة بعضها آ آ آ وبعضها آه آه آه وبعضها أح أح أح فاستنكرت تلك الهيئة وقلت في نفسي إن الله لا يرضى بهذه الحالة أن تكون عبادة له لبشاعتها ثم ندمت على ذلك ندامة الكسعى أو الفرزدق حين طلَّق نوار فقال :
ندمت ندامة الكسعى لما *** غدت مني مطلقة نوار
وكانت جنتي فخرجت منها *** كآدم حين أخرجه الضرار


--------------------------------------------------------------------------------

وقلت في نفسي كيف يسوغ لي أن أنكر شيئا حضر مثله خاتم الأولياء القطب سيدي أحمد التجاني فتبت من ذلك الخاطر ولكن جاءني امتحان آخر وذلك أن الشيخ عبد الحي الكتاني قال لي منتقدا أن الطريقة التجانية مبنية على شفا جرف وأنه لا ينبغي لعاقل أن يتمسك بها فقلت له والطريقة الكتَّانِية التي أنت شيخها فقال لي كل الطرائق باطلة وإنما هي صناعة للاحتيال على أكل أموال الناس بالباطل وتُسَخِّرهم وتَستعبدهم، قال أنا لم أؤسس الطريقة وإنما أسسها غيري وهذه الأموال التي آخذها منهم أنفقها في مصالح لا ينفقونها فيها ثم قلت له : ومن الذي حملك على الطعن في الطرائق وما دليلك على بطلانها، قال لي ادعاء كل من الشيخين أن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر بذاته وظيفة أصحابه حين يذكرونها وهذه قلة حياء منهما وعدم تعظيم منهما للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تُكلفونه أن يخرج من قبره ويقطع كل هذه المسافات من البر والبحر ليجلس أمامكم فأنتم تبسطون له ثوبا أبيض ليجلس عليه وأصحابنا يقومون على الباب ليتلقوه فقلت إذن أنت لا تعتقد صحة طريقتك فقال لا أعتقدها أبدا وقد أخبرتك أنها صناعة لأكل أموال الناس بالباطل وأزيدك على ذلك أن اعتماد طريقتكم على كتاب "جواهر المعاني" الذي تزعمون أن شيخكم أحمد التجاني أملاه على علي حرازم نصفه مسروق بالحرف وهو تأليف لمحمد عبد الله المدفون بكذا وكذا بفاس وسمى ناحية نسيتها الآن، قال وأنا قابلت الكتابين من أولهما إلى آخرهما فوجدت المجلد الأول من جوهر المعاني مسروقا كله من كلام الشيخ المذكور ففارقته وبعد أيام كنت جالسا عند الشيخ عمر بن الخياط بائع الكتب بقرب القرويين فقال لي هلْ اجتمعت بالأستاذ الشيخ محمد بن العربي العلوي، فقلت لا، فقال لي هذا الرجل من أفضل علماء فاس وعنده خزانة كتب لا يوجد مثلها في فاس وأثنى عليه بالعلم والأدب فقلت له أنا لا أجالس هذا الرجل ولا أجتمع به لأنه يبغض الشيخ أحمد التجاني ويطعن


--------------------------------------------------------------------------------

في طريقته فقال لي طالب العلم يجب أن يتسع فكره وخلقه لمجالسة جميع الناس وبذلك يتسع علمه وأدبه ولا يجب أن يقلدهم في كل ما يدَّعون، يأخذ ما صفا ويدع ما كدر وإن لم تجتمع بهذا الرجل يفوتك علم وأدب كثير فذهبت إليه لأجتمع به وكان قاضيا في محكمة فاس الجديدة فنظمت أربعة أبيات لا أحفظ منها إلا شطر البيت الرابع وهو ( وهذا مدى قصدي وما أنا مستجد ) ... أعني أن غرضي بالاجتماع بك المذاكرة العلمية فهي غاية قصدي وإن اعتبرنا ما موصولة يكون المعنى والذي استجديه أي أطلب وإن اعتبرناها نافية تميمية يكون المعنى ولست مستجديا أي طالبا مالا فلما خرج من المحكمة وأراد أن يركب بغلته التي كانت على باب المحكمة ولجامها بيد خادمه تقدمت إليه وأعطيته الصحيفة التي فيها الأبيات فلما قراها فقال لطالب كان يرافقني وهو الحاج محمد بن الشيخ الأراري أنت تعرف بيتنا، فقال نعم، قال فأت به على الساعة التاسعة صباحا فخرجت مع الرفيق المذكور من مدرسة الشَّرَّاطين وكان يسكن فيها على الساعة الثامنة والنصف لنصل إلى الشيخ على الساعة التاسعة وكان ذلك اليوم الثاني عشر من ربيع الأول وهو يوم عيد عند المغاربة وكثير من البلدان الإسلامية وفي المغرب طائفة يسمون (العيساويين) أتباع الشيخ بنعيسى المكناسي وهؤلاء لهم موسم في كل سنة يجتمعون فيه في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول ويأتون من جميع أنحاء المغرب فيضربون طبولهم ومزاميرهم ويترنمون بأناشيدهم إلى إن يظهر للناس أنهم أصيبوا بالجنون وحينئذ يفترسون الغنم والدجاج بدون ذكاة بل يقطعونه بأظافرهم ويأكلون لحمه نيِّئا والدم يسيل منه وقد ملئوا أزقة فاس وهي ضيقة في ذلك الزمان وحتى في هذا الزمن فلم نستطع أن نصل إلى بيت الشيخ إلاَّ بعد مُضي ساعتين ونصف من شدة الزحام فلما وصلنا وأخبرنا بوابه ذهب ثم رجع إلينا و قال إنكما لم تجيئا في الموعد المضروب والشيخ مشغول عنده حكام فرنسيون فارجعا إليه بعد صلاة

يتبع

ربوح ميلود
2009-02-15, 22:27
الجزء الثالث
الهدية الهادية
إلى
الطائفة التجانية
تأليف
الدكتور محمد تقي الدين الهلالي
رحمه الله و غفر له
يقول محمد تقي الدين الهلالي
العصر فرجعنا وقلت لصاحبي لا نرجع إليه فقد كفانا الله شر لقائه لأنه مبغض لشيخنا وطريقته فالخير فيما اختاره الله تعالى فقال لي ليس الشيخ بملوم وقد اعتذر بعذر قائم والصواب أن نرجع إليه، فرجعنا إليه بعد العصر، ووجدت عنده من الترحيب والبشاشة والإكرام والتواضع ما لم أجده عند الشيخ الكتاني ولا عند أحد من علماء فاس وأخذنا في أحاديث أدبية وكان يقوم ويأتي بالكتب ويضعها أمامي . ووجدته كما قال السيد عمر بن الخياط ولما كادت الشمس تغرب استأذنته في الانصراف فقال لي إلى أين تذهب أنت غريب في هذا البلد وهذا المكان معد للضيوف لا نحتاج إليه فأمكث فيه وبت هنا فقبلت دعوته وبعد أن صلينا المغرب جاء أصحابه أذكر منهم الشيخ عبد السلام الصرغيني والشيخ المهدي العلوي وهو لا يزال في قيد الحياة أما الأول فقد مات فأخذ بعضهم يلعب الشطرنج وهو يراهم ولا ينكر عليهم فقلت في نفسي هذا دليل على أنه من العلماء الذين لا يعملون بعلمهم فهو جدير أن ينكر على أولياء الله ما خصهم الله به من كرامة ثم تركوا الشطرنج وأخذوا ينتقدون الطريقة الكتانية ويستهزئون بها ويسخرون من أهلها وكل منهم يحكي حكاية فقال الشيخ عندي حكاية هي أعجب وأغرب مما عندكم جاءني شاب كان متمسكا بالطريقة الكتانية تمسكا عظيما فقال لي أريد أن أتوب على يدك من الطرائق كلها وتعلمني التمسك بالكتاب والسنة فقلت وما دعاك إلى الخروج من طريقتك التي كنت مغتبطا بها فقال لي أنه أمس شرب الخمر وزني وترك صلاة العصر و المغرب والعشاء فمر بالزاوية الكتانية وسمع المريدين يرقصون ويصيحون بأصوات عالية والمنشد ينشدهم وكانت بقية سُكر لا تزال مسيطرة عليه فهَمَّ أن يدخل الزاوية ويرقص معهم ولكنه أحجم عن ذلك لأنه جُنب ولم يصلِّ شيئا من الصلوات في ذلك النهار إلا أن سُكره غلب على عقله فدخل الزاوية ووجد الشيخ محمد بن عبد الكبير في صدر الحلقة والمريدون يرقصون فاشتغل معهم في الرقص وكان


--------------------------------------------------------------------------------

أنشطهم فلما فرغوا من رقصهم دعاه الشيخ وقبله في فمه وقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبلك فاقتديت به قال ولما دعاني خِفت خوفا شديدا وظننت أنه قد انكشف له حالي وهو يريد أن يوبخني على ذنوبي فلما قال لي ذلك أيقنت أنه كاذب في كل ما يدعيه ويدعوا إليه وإلاَّ كيف يرضى عنِّي النبي صلى الله عليه وسلم ويُقبِّلني في فمي مع تلك الكبائر التي ارتكبتها في ذلك اليوم قال فهذا سبب مجيئي إليك لأتوب إلى الله من الطرائق كلها وأتَّبع طريقة الكتاب والسنة . ولما رأيتهم يعيبون الطريقة الكتانية ويستهزئون بها أصابني خوف شديد وندمت على زيارتي للشيخ فقلت في نفسي هذا الذي كنت أخافه قد وقعت فيه فكيف الخلاص ؟
وذكرت قول التجاني بن بابا الشنقيطي في منيته :
ومن يجالس مبغض الشيخ هلك *** وضل في مهامه وفي حلك
وشدد النهي لنا الرسول *** في ذلك فلتعمل بما أقول
والشيخ قال هو سم يسري يحل *** من فعله في خسر


--------------------------------------------------------------------------------

ومعنى ذلك أن الشيخ أحمد التجاني قال : قال لي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما قل لأصحابك لا يجالسوا المبغضين لك فإن ذلك يؤذيني فصممت على أن أخرج من ذلك المجلس فقمت فقال لي الشيخ إلى أين فقلت إلى بيت الخلاء، كذبت عليه، فلما وصلت إلى الباب منعني البواب من الخروج وقال لي هل أَذِن لك الشيخ في الخروج فقلت نعم فقال لي هذا محال لأنك غريب والقانون الفرنسي يقضي بأن التَّجول بعد الساعة العاشرة ليلا فيه خطر فإنك لا تمشي خطوات حتى يُقبض عليك وتؤخذ إلى السجن وتبقى فيه إلى ضحى الغد وحينئذ يُنظر في إطلاق سراحك وقال لي أنا لا أفتح لك الباب إلاّ إذا سمعت الإذن من الشيخ فقلت إذن أرجع ورجعت وجلست في مكاني ولم تخف حالي على الشيخ فقال لي أراك منقبضا فما سبب انقباضك فقلت سببه أنكم انتقلتم من الطعن في الطريقة الكتانية إلى الطعن في الطريقة التجانية وأنا تجاني لا يجوز لي أن اجلس في مجلس أسمع فيه الطعن في شيخي وطريقته فقال لي لا بأس عليك أنا أيضا كنت تجانيا فخرجت من الطريقة التجانية لما ظهر لي بطلانها فإن كنت تريد أن تتمسَّك بهذه الطريقة على جهل وتقليد فلك عليَّ ألا تسمع بعد الآن في مجلسي انتقادا لها أو طعنا فيها وإن كنت تريد أن تسلك مسلك أهل العلم فهلُمَّ إلى المناظرة فإن ظهرت عليَّ رجعتُ إلى الطريقة وإن ظهرتُ عليك خرجتَ منها كما فعلت أنا فأخذتني النخوة ولم أرض أن أعترف أني أتمسك بها على جهل فقلت قَبِلت المناظرة .
المناظرة


--------------------------------------------------------------------------------

قال الشيخ أريد أن أناظرك في مسالة واحدة إن ثبتت ثبتَت الطريقة كلها، قلت ما هي ؟ قال ادعاء التجاني أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما وأعطاه هذه الطريقة بما فيها من الفضائل فإن ثبتت رؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة وأخْذه منه الطريقة فأنت على حق وأنا على باطل والرجوع إلى الحق حق وإن بَطُل ادعاؤه ذلك فأنا على حق وأنت على باطل فيجب عليك أن تترك الباطل وتتمسك بالحق ثم قال تبدأ أو أبدأ أنا فقلت ابدأ أنت فقال عندي أدلة كل واحد منها كاف في إبطال دعوى التجاني قلت هات ما عندك وعليَّ الجواب فقال :
الأول : إن أول خلاف وقع بين الصحابة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كان بسبب الخلافة قالت الأنصار للمهاجرين منا أمير ومنكم أمير وقال المهاجرون إن العرب لا تذعن إلا لهذا الحي من قريش ووقع نزاع شديد بين الفريقين حتى شغلهم عن دفن النبي صلى الله عليه وسلم فبقي ثلاثة أيام بلا دفن صلاة الله وسلامه عليه فكيف لم يظهر لأصحابه ويفصِل النزاع بينهم ويقول الخليفة فلان فينتهي النزاع كيف يترك هذا الأمر العظيم لو كان يُكلِّم أحدا يقظة بعد موته لكلَّم أصحابه وأصلح بينهم وذلك أهم من ظهوره للشيخ التجاني بعد مضي ألف ومائتي سنة ولماذا ظهر ؟ ليقول له أنت من الآمنين ومن أحبك من الآمنين ومن أخذ وردك يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب هو ووالداه وأولاده وأزواجه لا الحفدة فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم الظهور يقظة والكلام لأفضل الناس بعده في أهم الأمور ويظهر لرجل لا يساويهم في الفضل ولا يقاربهم لأمر غير مهم فقلت له :


--------------------------------------------------------------------------------

إن الشيخ رضي الله عنه قد أجاب عن هذا الاعتراض في حياته فقال أن النبي صلى الله عليه وسلم يلقى الخاص للخاص والعام للعام في حياته أما بعد موته فقد انقطع اللقاء العام للعام وبقي اللقاء الخاص للخاص لم ينقطع بوفاته وهذا الذي ألقاه على شيخنا من إعطاء الوِرد والفضائل هو من الخاص للخاص فقال أنا لا أُسلِّم أن في الشريعة خاصا وعاما لأن أحكام الشرع خمسة وهذا الورد وفضائله أن كان من الدين فلابد أن يدخل في الأحكام الخمسة لأنه عمل أعد الله لعامله ثوابا فهو إما واجب أو مستحب ولم ينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى حتى بين لأمته جميع الواجبات والمستحبات وفي صحيح البخاري عن علي ابن أبى طالب أنه قيل له هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم معشر أهل البيت بشيء فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء إلا فهما يعطاه الرجل في كتاب الله وإلا ما في هذه الصحيفة ففتحوها فإذا فيها العقل، وفكاك الأسير وألا يقتل مسلم بكافر فكيف لا يخص النبي صلى الله عليه وسلم أهل بيته وخلفاؤه بشيء ثم يخص رجلا في آخر الزمان بما يتنافى مع أحكام الكتاب والسنة فقلت إن الشيخ عالم بالكتاب والسنة وفي جوابه مقنع لمن أراد أن يقنع قال احفظ هذا .


--------------------------------------------------------------------------------

الأمر الثاني : اختلاف أبى بكر مع فاطمة الزهراء رضي الله عنهما على الميراث فلا يخفى أن فاطمة طلبت من أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه حقها من ميراث أبيها واحتجت عليه أنه إذا مات هو يرثه أبناؤه، فلماذا يمنعها من ميراث أبيها، فأجابها أبو بكر الصدِّيق بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( نحن معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة )، وقد حضر ذلك جماعة من الصحابة فبقيت فاطمة الزهراء مغاضبة لأبي بكر حتى ماتت بعد ستة أشهر بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم فهذان حبيبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال فاطمة بضعة مني يسوءني ما ساءاها أو كما قال عليه الصلاة والسلام وصرح أن أبا بكر أحب الناس إليه، وقال: (ما أحد أمن علي في نفس ولا مال من أبي بكر الصدِّيق ) رواه البخاري . وهذه المغاضَبة التي وقعت بين أبى بكر وفاطمة، تسوء النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان يظهر لأحد بعد وفاته لغرض من الأغراض لظهر لأبي بكر الصديق وقال له : إني رجعت عما قلته في حياتي فأعطها حقها من الميراث، أو لظهر لفاطمة وقال لها يا ابنتي لا تغضبي على أبي بكر فإنه لم يفعل إلا ما أمرته به فقلت له ليس عندي من الجواب إلا ما سمعتَ قال احفظ هذا .


--------------------------------------------------------------------------------

الأمر الثالث : الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة، وعلي بن أبى طالب من جهة أخرى واشتد النزاع بينهم حتى وقعت حرب الجمل، في البصرة فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين وعقر جمل عائشة فكيف يهون على النبي صلى الله عليه وسلم سفك هذه الدماء ووقوع هذا الشر بين المسلمين بل بين أخص الناس به، وهو يستطيع أن يحقن هذه الدماء بكلمة واحدة وقد أخبر الله سبحانه في آخر سورة التوبة برأفته ورحمته بالمؤمنين وأنه يشق عليه كل ما يصيبهم من العنت وذلك قوله تعالى : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) } فقلت له ليس عندي من الجواب إلا ما سمعت وظهوره وكلامه للشيخ التجاني فضل من الله، والله يؤتي فضله من يشاء قال احفظ هذا وفكِّر فيه .
الأمر الرابع : خلاف علي مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر النبي صلى الله عليه وسلم لرئيس الخوارج وأمره بطاعة أمامه لحقنت تلك الدماء، فقلت الجواب هو ما سمعت، فقال لي احفظ هذا وفكر فيه، فإني أرجو أنك بعد التفكير ترجع إلى الحق ...


--------------------------------------------------------------------------------

والأمر الخامس : النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية، وقد قُتل في الحرب التي وقعت بينهما خلق كثير، منهم عمار بن ياسر، فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم الظهور لأفضل الناس بعده وفي ظهوره هذه المصالح المهمة من جمع كلمة المسلمين وإصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم، وهو خير المصلحين العاملين بقوله تعالى : وَأَصْلِحُوا { ذَاتَ بَيْنِكُمْ } وقوله تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ } ثم يظهر للشيخ التجاني في آخر الزمان لغرض غير مهم وهو في نفسه غير معقول لأنه مضاد لنصوص الكتاب والسنة فلم يجد عندي جوابا غير ما تقدم ولكني لم أُسلِّم له فقال لي فكِّر في هذه الأدلة وسنتباحث في المجلس الآخر، فعقدنا بعد هذا المجلس سبعة مجالس كل منها كان يستمر من بعد صلاة المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء بكثير . وحينئذ أيقنت أنني كنت على ضلال، ولكن أردت أن أزداد يقينا فقلت له من معك من العلماء هنا في المغرب على هذه العقيدة ؟ وهي أن كل مسألة في العقائد أو في الفروع يجب أن نعرضها مع قصر باعنا وقلة اطلاعنا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ظهر لنا أنه موافق لهما قبلناه وما ظهر لنا أنه مخالف رددناه فقال لي يوافقني على هذا أكبر مُقدِّم للطريقة التجانية في المغرب كله وهو الشيخ الفاطمي الشرادي، فكدت أُكذِّبه لأن المشهور في جميع أنحاء المغرب أن هذا الرجل من كبار العلماء وهو أكبر مقدم للطريقة التجانية ولم أقل أكبر شيخ لأن الشيخ التجاني لا يبيح لأحد أن يكون شيخا للطريقة سواه، لأن تلقيبه بالشيخ قد يُفهم منه أنه يجوز لغيره أن يتصرف في أوراد الطريقة وفضائلها وعقائدها وذلك ممنوع لأن الذي أعطى هذه الطريقة هو النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما كما تقدم والمتلقي الأول لها هو الشيخ أحمد التجاني والنبي صلى الله عليه وسلم سماه شيخاً لهذه الطريقة، وكل ناشر للطريقة وملقن


--------------------------------------------------------------------------------

لأورادها يسمى مقدما فقط فالطريقة لها مصدر واحد وشيخ واحد ولا يجوز تعدد المصدر ولا تعدد الشيخ حسبما في كتب الطريقة .
فتوجهت إلى الشيخ الفاطمي رحمه الله وكان الوقت ضحى وقد أوصاني شيخنا محمد بن العربي ألا أسأله إلا في خلوة فوجدت عنده جماعة فانصرف بعضهم وجاء آخرون وبقيت عنده أنتظر أن أخلو به حتى صلينا الظهر وجاء الغداء فلم أستطيع أن أخلو به وكان ثلاثة ممن كانوا في مجلسه حاضرين فقلت له إن الشيخ محمد بن العربي العلوي يقول يجب علينا أن نعرض جميع المسائل أصولا وفروعا على كتاب الله وسنة رسول الله فما وافق في نضرنا القاصر قبلناه وما خالف رددناه ولو قال به الإمام مالك أو الشيخ أحمد التجاني فأشار إلي بيده يستمهلني وكان جلوسي عنده قد طال فانصرفت إلى مدرسة الشَّرَّاطين حيث كنت نازلا قبل لقائي بالشيخ العلوي وفي ذلك اليوم بعد صلاة العشاء جاءني بواب المدرسة وقال لي إن الشيخ الفاطمي الشرادي أرسل إليك عبده وبغْلته يطلب أن تزوره فتعجَّبتُ كثيرا لأمرين أحدهما أن الوقت ليس وقت زيارة وثانيهما أنه لم تجر العادة أن كبار العلماء الطاعنين في السن، يبعثون الدابة للركوب إلا لمن هو مثلهم في السن و العلم وأنا شاب فركبت البغلة وسار العبد أمامي حتى وصلت إليه وسلمت عليه فرد أحسن رد ورحَّب بي وقال يا ولدي أنا رجل كبير طاعن في السن ليس لي قدرة على القتال أما سيدي محمد بن العربي العلوي فهو شاب مستعد للقتال وأنت سألتني أمام الناس عن مسألة مهمة لا يسعني أن أكتم جوابها ولا أستطيع أن أصرح به أمام الناس فاعلم أن ما قال لك سيدي محمد بن العربي العلوي هو الحق الذي لا شك فيه وقد أخذت الطريقة القادرية وبقيت فيها زمانا، ثم أخذت الطريقة الوزانية وبقيت فيها زمانا، ثم أخذت الطريقة التجانية والتزمتها حتى صرت مقدما فيها فلم أجد في هذه الطرائق فائدة وتركتها ولم يبق عندي من التصوف إلا طلب الشيخ المربي على الكتاب والسنة علما


--------------------------------------------------------------------------------

وعملا ولو وجدته لصاحبته وصرت تلميذا له وأنت تريد أن تسافر إلى الشرق فإن ظفرت بالشيخ مرب متخلق بأخلاق الكتاب والسنة علما وعملا فاكتب إلي وأخبرني به حتى أشد الرحال إليه فازددت يقينا بالنتيجة التي وصلت إليها في مناظرتي مع الشيخ العلوي . ولو كان عندي من العلم مثل ما عندي الآن لقلت له إن ضالَّتك المنشودة هي أقرب إليك من كل قريب فإن هذا الشيخ الذي تطلبه وتريد أن تشد الرحال ولو بعُدت الدار وشط المزار هو أنت نفسك . بشرط أن يكون عندك العزم التام على العمل بالكتاب والسنة وطرح التقليد جانبا كيفما كان الأمر فجزاهم الله خيرا وتغمدهما برحمته، وبعد ذلك بعشرين سنة اجتمعت بالشيخ عبد العزيز بن إدريس من علماء تطوان وهو من تلاميذ الشيخ الفاطمي فذكرت له الحكاية السالفة فقال لي وأنا أيضا وقع لي ما يشبه هذا فإني بعد إتمام دراستي في جامع القرويِّين ذهبت إليه وهو أفضل شيوخي فقلت له أيها الشيخ أريد أن أرجع إلى وطني تطوان فأريد أن تزودني بدعاءك الصالح وأن تلقنني وِرد الطريقة التجانية فقال لي : يا أسفاً عليك أنت تحفظ كتاب الله وقد درست العلوم الإلهية التي تمكِّنك من فهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولم يكفيك ذلك كله حتى تطلب الهدى في غيره والطريقة لا شيء فعليك بكتاب الله وسنة رسول الله فكشف الله عني بفضله ظلام الشرك والبدعة وفتح لي باب التوحيد والإتباع فله الحمد والمنة نسأله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة إنه الهادي إلى الصراط المستقيم .
من أين جاء أصل هذه المناظرة التي وقعت بيني وبين الشيخ محمد بن العربي العلوي رحمه الله تعالى ؟.


--------------------------------------------------------------------------------

كنت أظن أن أصلها من الشيخ العالم المصلح شعيب الدُكَّالي لأنه ناظر بها شيخنا محمد بن العربي فأفحمه واضطره إلى الخروج من الطريقة ففعل هو معي مثل ما فعله معه الشيخ شعيب الدكالي رحمهما الله تعالى ولكني بعد ذلك بزمن وجدت هذه المناظرة في كتاب (غاية الأماني في الرد على النبهاني ) لمؤلفه العالم السلفي محمود شكري الألوسي البغدادي رحمة الله، وهذا الكتاب من أنفس كتب السلفية جادل المبتدعين من المتصوفة وشدد عليهم الخناق بعبارات بليغة كأنها عقود الجمان في أجياد الحسان فيه من المتعة والفوائد ما يقل نظيره في الكتب والمثل الإنكليزي يقول ما معناه : ينبغي أن يكون الأصدقاء والكتب قليلين لكن طيبين، وهذا المثل ينطبق على هذا الكتاب .
هذا سبب خروجي من الطريقة التجانية الذي لم يكن يخطر ببالي، وإنما اضطرني إليه البرهان اليقيني الذي لا يترك شكا ولا ريبا في أن هذه الطريقة كما هي في كتب أهلها وفي اعتقادهم لا يمكن الجمع بينها وبين اتباع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم البتة وبيان ذلك تجده في الفصول التالية .
الفصل الأول : ما جاء في كتب الطريقة من فضل شيخها أحمد التجاني
اعلم نفعني الله وإياك بكتابه وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعصمنا بها من الزيغ والزلل أن كتب الطريقة التجانية كثيرة أقتصر على ذكر بعضها :
الأول : "جواهر المعاني من فيض أبي العباس التجاني" لمؤلفه علي حرازم بن العربي برادة الفاسي أخبرني الشيخ أحمد سكيرج أنه قرأ بخط الشيخ أحمد التجاني على هامش النسخة المخطوطة التي كتبها علي حرازم العبارة التالية ( كل ما في هذا الكتاب فهو من إملائنا على محبنا سيدي علي حرازم ) وفضائل هذا الكتاب عندهم كثيرة، منها أن البيت الذي تكون فيه نسخة منه تكثر عليه الخيرات والبركات ويحفظ أهله من جميع الشرور ومما أحفظه من المنية أرجوزة في علوم الطريقة للتجاني ابن بابا الشنقيطي ما نصه :


--------------------------------------------------------------------------------

وقال فيه المصطفى كتابي *** وأنا ذا ألفت للأحباب
الضمير في فيه يعود إلى جواهر المعاني يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال جواهر المعاني كتابي وأنا الفته للأحباب وهم التجانيون وسيأتي في ذكر فضائلهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يحبهم محبة خاصة وأنهم تلاميذه وفقراؤه وهم مربيهم .
الكتاب الثاني : " الجامع " للشيخ محمد بن المشري، وهو من قدماء أصحاب الشيخ أحمد التجاني ولكن التجانيين لا يعباؤن بهذا الكتاب ومن الشائع عندهم أن الشيخ التجاني لم يكن راضيا عن مؤلفه كل الرضا لأنه أظهر الولاية وادعاء المشيخة في حياة شيخه وأن الشيخ أمره ألا يُساكنه في بلد واحد، قال محمد تقي الدين ولعل هذا النهي ينطبق على المثل المصري بلغة أهل الصعيد ( السفينة اللي فيها ريِّسين تغرق ) ترجمته ( السفينة التي فيها ربانان تغرق ) .
الكتاب الثالث : " الإفادة الأحمدية " ، إذا أردت أن تعرف تراجم علي حرازم مؤلف جوهر المعاني ومحمد بن المشري مؤلف الجامع، والطيب السفياني مؤلف الإفادة الأحمدية وعمر الفوتي مؤلف كتاب الرماح الآتي ذكره وغيرهم من رؤساء الطريقة التجانية، فعليك بمطالعة كتاب كشف الحجاب عمن تلاقى مع الشيخ التجاني من الأصحاب، لمؤلفه الشيخ أحمد سكيرج فإنه جمع فيه صحابة الشيخ التجاني ومناقبهم كما جمع الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب والحافظ بن حجر في الإصابة تراجم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
الكتاب الرابع : " رماح حزب الرحيم على نحور حزب الرجيم " لمؤلفه عمر بن سعيد الفوتي السنيغالي .


--------------------------------------------------------------------------------
يتبع الرابع

أم عمر
2009-02-19, 18:29
جزاك الله خيرا
إنها الصوفية الممالئة للاستعمار

العقلاني
2010-05-08, 12:21
إعلم كل ماقلته لهم تزيف للتواريخ وتلريخ الجزائر وإداكنت تبحث عن الخقيقة فأبواب الزاوية التجانية مفتوحة أولا حقيقة إسم أورلي هو أمنة والأن هي مسلمة وليس من الأدب أن ترجع إسمها إلى الإسم كافر وإن ماتدهب إليه هو عبارة عت حسد
إن تعرف المرأة على سيدنا كان في السجن حيث أخد الإستعمار الشريق في قلة ماء عاى جمال إلى بوردوا كي لا يعرف جراء وشاة أمثالك
و لم يكن لهده المرأة أي دور في تنضيم الزاوية أو مكانة بل كانت حجته إسلامها فقط ولقد تزوج من بعدها وجاب أولاد وهي لم يجب معها ولا ولد لحكمة الربانية وبعد وفاته تزوجها أخوه حتى لا يتدخل الإستعمار في مراث الزاوية ولم تجب معه أيضا ولد ولم تشأ أن تدهب إلى مطنها ولقد ماتت مسلمة ولدلك دفنة في مقبرة إسلامية أبها الباغظ وعلم الزواية عموما والطريقة النجانية قد كانت في مساعدة جدورك وأصلك ختى تأتي بنتقاداتك الهدامة الحقائق التي تأتي من قبل المفتنين إعلم لتحقيق الوحدة واجب الرجواع إلى الأصل حيث كان الأدب بين المسلمين متفشي إتقي الله

عبد الحفيظ 26
2010-05-08, 13:08
إعلم كل ماقلته لهم تزيف للتواريخ وتلريخ الجزائر وإداكنت تبحث عن الخقيقة فأبواب الزاوية التجانية مفتوحة أولا حقيقة إسم أورلي هو أمنة والأن هي مسلمة وليس من الأدب أن ترجع إسمها إلى الإسم كافر وإن ماتدهب إليه هو عبارة عت حسد
إن تعرف المرأة على سيدنا كان في السجن حيث أخد الإستعمار الشريق في قلة ماء عاى جمال إلى بوردوا كي لا يعرف جراء وشاة أمثالك
و لم يكن لهده المرأة أي دور في تنضيم الزاوية أو مكانة بل كانت حجته إسلامها فقط ولقد تزوج من بعدها وجاب أولاد وهي لم يجب معها ولا ولد لحكمة الربانية وبعد وفاته تزوجها أخوه حتى لا يتدخل الإستعمار في مراث الزاوية ولم تجب معه أيضا ولد ولم تشأ أن تدهب إلى مطنها ولقد ماتت مسلمة ولدلك دفنة في مقبرة إسلامية أبها الباغظ وعلم الزواية عموما والطريقة النجانية قد كانت في مساعدة جدورك وأصلك ختى تأتي بنتقاداتك الهدامة الحقائق التي تأتي من قبل المفتنين إعلم لتحقيق الوحدة واجب الرجواع إلى الأصل حيث كان الأدب بين المسلمين متفشي إتقي الله


أعلم أن الحلال بين والحرام بين

toha39
2011-01-10, 22:42
لماذا يكره أصحاب الطريقة التجانية الشيخ عبد الحميد بن باديس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ففي ولايتنا يسمونه تسمية أستحي من ذكرها

حميد أبو نوفل
2011-01-10, 23:35
جزاك الله خيرا

saadani
2011-02-02, 12:42
بالله عليك لقد كان مشايخ الطريقة في زاوية قمار من اكبر مخزني السلاح الموجه للثورة وماثرهم لازالت تحكى لغاية اليوم في الاشعار والاغاني التي يقصدها النساء العجائز

abdel39
2011-03-05, 19:47
دور الصوفية في مقاومة الاستعمار في إفريقيا


الكاتب :الدكتور عمر مسعود التجاني
لقد كان للصوفية دور كبير في إنتشار الإسلام في إفريقيا ، نشروه فكرا وسلوكا ، وذلك عن طريق القدوة الحسنة المقيمة بين الناس ، نشروا العدل وحرضوا عليه وقاوموا الظلم ، وساووا بين الظلم والكفر، قاوموا الاستعمار لأنهم ربطوا بينه وبين الكفر والظلم ، ولأجل ذلك تعلقت قلوب المسلمين بمحبتهم ، إلا أن البعض رأي فيهم مصانعين للاستعمار وصنايع له جهلا منهم بتاريخ الإسلام في إفريقيا من مصر إلي المحيط الأطلسي غربا والمحيط الهندي شرقا ، فإن سير الأئمة الصوفية تحكي عن ملاحم المقاومة والرفض أكثر مما تروي مظاهر الخضوع والخنوع .
لقد أخطأ المهاجمون في فهم التصوف لأنهم أخطاوا فهم روح الإسلام ورسالته فليس التصوف خمولا ولا انهزاما كما أدعوا وليس التصوف تواكلا وهوانا ورضا بالذل ولو كان هذا ، ما كان صاحبه مسلما كاملا ولا عابدا عارفا بالله.
فالتصوف قوة وبأس ونضال ، إنه تصعيد بالحياة إلي أعلي معرفة وإيمان وايقان. أنه قوة روحية تكمن وراء كل حركة وخاطرة و تعلق بالله وحده يرفع من معنوية الإنسان في الحياة فلا يابه بطغيان طاغية ولاجبروت سلطان ولايزن أعماله ألا بميزان دقيق أساسه مراقبة الله وتحكيم الحق الصرف في كل عمل وفي كل حركة وفي كل خاطرة وفي كل التفاتة .
لقد كانت الحركة الفكرية والتجديدية في الإسلام اثرا لائمة التصوف الإسلامي ولجهودهم الضخمة في نصرة الإسلام والعمل علي النهوض بالمسلمين بل إن الإسلام لم ينتشر في أواسط إفريقيا وفي الممالك النائية في آسيا وفي جزر المحيط الهندي وفي إندونيسيا وفي ماليزيا وأيضا في أوربا في بلغاريا وفي رومانيا وفي بلاد يوغسلافيا وفي البوسنة والهرسك وكوسوفو( بلاد الصقالبة ) لم يكن كل ذلك إلا علي أيدي الدعاة من الصوفية المجاهدين .
وكيف ننسي هذا التراث الروحي الكبير أو ننتقص من قيمته وهو جزء مهم من تاريخنا الوطني والسياسي فهؤلاء الصوفيون الأعلام هم الذين قاوموا طغيان الحكام وانتصروا للشعب في محنته وكافحوا الاستعمار الصليبي والأيطالي والفرنسي والإنجليزي كما كافحوا من قبل ظلم المماليك وطغيانهم ، ( 1 ) لقد كان الصوفية هم من وراء تأهيل المصريين لزعامة العالم الإسلامي بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة وبتأييدهم وحشود مريديهم ومحبيهم انتصر المسلمون علي الصليبيين في حطين وفي دمياط وفي المنصورة وانتصروا علي التتار في عين جالوت وانظر تاريخ الشيخ أحمد الدرديري شيخ الطريقة الخلوتية وانظر تاريخ الشيخ عبدالله الشرقاوي شيخ الطريقة الشاذلية وانظر تاريخ الشيخ السادات والشيخ عمر مكرم والشيخ أحمد بن السنباطي وكل هؤلاء صوفيون .
وفي تاريخنا المعاصر برز الشيخ النوراني محمد بن علي السنوسي الصوفي الكبير شيخ الطريقة السنوسية في ليبيا ، هذه الطريقة التي كافحت الجهل والفوضي التي جاهدت الاستعمار الإيطالي في ليبيا جهادا شديدا ، وقد قضي الشيخ الشريف احمد السنوسي حفيد شيخ الطريقة السنوية حياته في كفاح الاستعمار الإيطالي وازعج الدويتش موسيليني زعم الحزب الفاشستي ورئيس الدولة الإيطالية وجهاد الشريف أحمد السنوسي يعتبر من أيام البطولات الخالدة في تاريخنا المعاصر ويكفي الطريقة السنوسية المجاهدة فخرا ان الشيخ عمر المختار هو أحد رجالات هذه الطريقة ومن كبار مقدميها ومن أخلص التلاميذ لقائد الجهاد الأعلي الشيخ الشريف أحمد ابن السنوسي ( 2 )
وكان من قبل الشيخ شمس الدين الدمياطي يرابط في ثغر دمياط في مواجهة العدو وكان الشيخ محمد خفاجي الصوفي الجليل يقيم هو وأسرته في دمياط في جهاد العدو كما هو مدون في تاريخه ولاننسي الشيخ الصوفي المحدث العلامة ضياء الدين الكمشخانوي من كبار رجال الطريقة النقشبندية الذين حاربوا الروس في غزوهم الظالم لمنطقة القوقاز سنة 1280هـ ولا ننسي الشيخ أحمد شاكر بن خليل علامة الروم الذي قاد كتيبة من المتطوعين من تلاميذ الزوايا الصوفية حتي فتحوا مدينة ( علكسانيج) في حرب الصرب وألقي يوم الفتح خطبة الجمعة باسم الخليفة في أكبر كنيسة هنالك .
ومن شواهد الروح الجهادية عن الصوفية ، جهاد شيخ الإسلام الصوفي محمد سعد الدين ( المتوفي عام 1008 ) الذي كان مع السلطان محمد الثالث في حرب ( هنغاريا ) وحضر المعركة المشهورة باسم( أكري) ولا ننسي جهاد السلطان الصوفي تاج الدين إسماعيل في ( دار مساليت ) الذي اعتدي عليه الفرنسيون بعد أن استولوا علي ( أبشه ) في شهر ربيع الثاني 1327 هـ فحاربهم تاج الدين في ( كرندن ) وفي وادي( كجه) شرق الجنينة وهزم جيش الفرنسيين وقتل قائدهم الكابتن ( فينجشون) وغنموا منهم أسلحة وذخائر ثم اعتدي عليه الفرنسيون مرة ثانية بقيادة الكولونيل ( مول) فحاربهم تاج الدين في ( دورتي ) وانهزم جيش الفرنسيين وقتل الكولونيل مول ثم اشتغل الناس بأخذ الغنائم فانقلب النصر هزيمة وقتل السلطان تاج الدين فنال الشهادة في سبيل الله .
ويخبرنا الشيخ المؤرخ العلامة الجبرتي في تاريخه المشهور ماذا فعل الصوفية حينما هاجم الفرنسيون مصر بقيادة الجنرال ( نابليون بونابرت) قال الجبرتي:
خرجت الفقراء ( تلاميذ الصوفية ) وارباب الأشاير ( مقدمو الزوايا) بالطبول الزمور والأعلام والكاسات وهم يضجون ويصيحون ويذكرون بأذكار مختلفة وصعد السيد عمر افندي نقيب الأشراف إلي القلعة فإنزل منها بيرقا كبيرا أسمته العامة ( البيرق النبوي ) فنشره بين يديه من القلعة إلي بولاق وأمامه وحوله ألوف من العامة بالنبابيت والعصي يهللون ويكبرون ويكثرون من الصياح ومعهم الطبول والزمور وغير ذلك وأما مصر فإنها بقيت خالية الطرق ولاتجد بها أحدا سوي النساء في البيوت والصغار وضعفاء الرجال الذين لايقدرون علي الحركة(3).
ويمضي الجبرتي فيعطينا صورة معاصرة في كل تفاصيلها فيقول:
وغلا سعر البارود والرصاص بحيث بيع رطل البارود بتسعين نصفا والرصاص بتسعين وغلا جنس أنواع السلاح وقل وجوده وخرج معظم الرعايا بالنبابيت والعصي والمساوق وجلس مشايخ العلماء بزاوية علي بك ببولاق يدعون ويبتهلون إلي الله بالنصر واقام غيرهم مع الرعايا البعض بالبيوت والبعض بالزوايا والبعض في الخيام ومحص الأمر أن جميع من بمصر من الرجال تحول إلي بولاق ).
ولكن آلية الحرب الفرنسية المتطورة وكفاءة التدريب العالية للجندي الفرنسي والوفرة من السلاح والذخيرة والخطة المدروسة منذ سنوات والخيانة الداخلية كل ذلك كان من جملة العوامل التي جعلت فرنسا تكسب الحرب وتحتل مصر ولكن شيوخ الصوفية الذين هم زعماء الأمة واصلوا الجهاد وأعلنوا به مع الآذان في الصلوات الخمس لقد حاول ( الجنرال نابليون بونابرت ) أن يشتري تعاونهم عن طريق تعظيمهم وتشرفهم وتكريمهم فرفضوا جميع ذلك في أباء المسلم الذي لايرضي إلا بربه (4) .
فرفضت سلطات الأحتلال إدارة جديدة من المصريين بمدينة الإسكندرية وكل من أبرزها ( المسيري ) الذي عينه ( كليبر) رئيسا للديوان بعد تحطيم الاسطول في موقعة ( ابي قير ) وهو منافق من الطراز الرفيع جدا كان نموذجا للقادة الذين يبحث عنهم الفرنسيون بل وكل مستعمر كان رائعا في تمثيله لروح العصر ومساير الزمن ولعله في الأسكندرية وحدها وعلي مائدة ( المسيري) قدم الارز في ثلاثة ألوان رمزا لراية الثورة الفرنسية ولاشك إن ( حلة ) الأرز المثلثة الالوان وأطباقه التي كان يجري توزعها والمساواة والإخاء كان كل ما فهمه المتعاونون عن الثورة الفرنسية ومبادئها وأيضا كما يود الفرنسيون أن يفهموه لهؤلاء المتعاونين ولكن قادة الشعب الحقيقين كانت لهم وجهة نظر أخري .. فعندما جمع نابليون المشاي وأراد تكريمهم .. ( قال الجبرتي ) ( فلما استقروا عنده نهض ( بونابرته ) من المجلس ورجع وبيده طيلسانات ملونة بثلاث ألوان كل طيلسانة ثلاث عروض أبيض وأحمر وكحلي فوضع منها واحدا علي كنف الشيخ الشرقاوي فرمي به علي الارض واستعفي وتغير مزاجه وانتفع لونه واحتد طبعه ( حياه الله ورضي عنه ) فقال الترجمان يا مشايخ انتم صرتم احبابا لساري عسكر وهو يقصد تعظيمكم وتشريفكم بزيه وعلامته فإذا تميزتم بذلك عظمتكم العساكر والناس وصار لكم منزلة في قلوبهم فقالوا له لكن قدرنا يضيع عند الله وعند اخواننا من المسلمين .
علق الاستاذ محمد جلال كشك قائلا :
استاء إمام المدرسة الاستعمارية ( صبحي وحيد مؤلف كتاب اصول المسألة المصرية ) استاء من موقف الشيوخ هذا وعلق عليه بأن احرار أوربا كانوا يتخاطفون هذه الشارة وقتها .. نفس الشارة التي ألقاها المشايخ علي الأرض).
إن ما فعله الشيخ الشرقاوي شيخ الطريقة الشاذلية هو امتداد طبيعي للنشاط الجهادي للسادة الصوفية ولننظر مافعله صديقه الشيخ المهدي ذلك الشيخ الصوفي في معركة ( سنهور ) في 3 مارس 1799م
قال الاستاذ كشك في كتابه ( ودخلت الخيل الأزهر ) ناقلا عن الرافعي في كتابه ( التاريخ العلمي والحربي للحملة الفرنسية ):
وصل المدد إلي الرحمانية وانضم إلي الجنود الذين بها وسارت القوات الفرنسية مجتمعة فالتف برجال المهدي ( وهو اسم وليس لقبا ) يوم 3 مايو بسنهور البحيرة علي مقربة من دمنهور ودات معركة من أشد المعارك هولا قال ( ريبو ) في وصفها إن عدد رجال المهدي كانوا خمسة عشر ألف من الفرسان وإن القتال استمر سبع ساعات كان فيها أشبه بمجزرة فظيعة وهذه الواقعة من أشد الوقائع التي واجهها الفرنسيون في القطر المصري اظهر فيها اتباع المهدي من الفلاحين والعرب شجاعة كبيرة واستخفافا بالموت لا نظير له وبذل الكولونيل ( لفيفر) أقصي ما انتجه العلم والفن في القتال بجعل جيشه علي شكل مربع علي الطريقة التي ابتكرها نابليون وهجم علي الجموع المقاتلة عشرين مرة فكان يحصد صفوفهم حصدا بنيران البنادق والمدافع وكان اتباع المهدي قد غنموا في دمنهور مدفعا فرنسيا فاستخدموه في المعركة وركبوه علي مركبة تجرها الثيران واخذوا يطلقون منه النار علي الفرنسيين واستمر القتال حتي جن الليل وكان الجنود الفرنسيون قد خارت قواهم من القتال ففكر ( لفيفر ) في الانسحاب من الميدان والاتجاه إلي الرحمانية ولكن جموع المهدي لكثرة عددها كانت تسد الطريق امامهم فأمر رجاله ان يضموا صفوفهم ويخترقوا الجموع التي طوقتهم وركب المدافع علي رؤوس المربع لاقتحاح هذه الجموع وانحسبوا من ميدان القتال بعد أن فدحتهم الخسائر ).
إن موقف الشيخ الشرقاوي والشيخ المهدي وهما من أعلام شيوخ الصوفية يذكرنا بموقف ذلك الشيخ الصوفي سليمان المنصوري يقول الاستاذ محمد جلال كشك وهو ينقل عن الجبرتي ويعلق ك
وفي سنة 1148 هـ ، 1735 م ) أصدر السلطان مراسيم واوامر منها ( إبطال مرتبات أولاد وعيال ومنها ابطال التوجيهات وان المال يقبض إلي الديوان ويصرف من الديوان وأن الدفاتر تبقي بالديوان ولاتنزل بها الافندية الي بيوتهم فلما قري ذلك قال القاضي ( التركي ) أمر السلطان لايخالف ويجب طاعته.
فماذا كان موقف الشيوخ في مواجهة هذا التهديد ( قال الشيخ سليمان المنصوري ياشيخ الإسلام هذه المرتبات فعل نائب السلطان وفعل النائب كفعل السلطان وهذا شيء جرت به العادة في مدة الملوك المتقدمين وتداولته الناس وصار يباع ويشتري ورتبوه علي الخيرات ومساجد وأسبلة ولايجوز ابطال ذلك وإذا بطل بطلت الخيرات وتعطلت الشعائر المرصد لها ذلك فلا يجوز لاحد يؤمن بالله ورسوله أن يبطل ذلك وإن امر ولي الأمر بابطاله لايسلم له ويخالف أمره لأن ذلك مخالف للشرع ولايسلم للإمام في فعل مايخالف الشرع ولا نائبه ايضا.. فكست القاضي فقال الباشا هذا يحتاج إلي المراجعة ).
هذه السطور الأخيرة من المرافعة الدستورية للشيخ المنصوري أليست كافية وحدها لكشف زيف كل ما يكتب عن الدور التحضيري الذي لعبته الحملة الفرنسية أو الاستعمار الغربي أو أوربا في المفاهيم السياسية بالعالم الإسلامي؟
هل هنالك حكم بعدم دستورية مرسوم سلطاني أوضح وأجرأ وأكثر دقة من هذا الحكم الذي اصدره الشيخ المنصوري فاسكت القاضي وألزم الباشا أن يقول أن الأمر يحتاج لمراجعة.
هذا المبدأ الخطير الذي يعلنه الشيخ ( المنصوري ) عن اي مرسوم سلطاني يخالف الشريعة أي يخالف الدستور .. الشرع .. يعلنه الشيخ الأزهري في سنة 1148 هـ ( 1735 م) أي قبل سقوط الباستيل بأكثر من نصف قرن قبل أن يفكر أي عقل غربي في الفارة الأوربية بجواز معارضة الملوك فضلا عن أن يجرؤ علي ذلك في مواجهة السلطة ويمثل هذا الوضوح والتحدي .
إن أخر مايمكن أن تعلمه أوربا للشرق الإسلامي هو فكرة بشرية الحاكم ومن ثم افتراض الخطأ أو الصواب في أحكامه الأمر الذي ينبني عليه حق الاعتراض والنقد وبطلان الأحكام الخاطئة .
لقد ظل الصوفية منذ كانوا أعداء للظلم والظالمين وكان شيوخهم نماذج يقتدي بها ومن أشهرهم الشيخ عثمان بن فودي ففي عام 1810م قام الشيخ عثمان بن فودي وهو من كبار شيوخ الطريقة القادرية وجمع جيشا من ( فوتا ) و( ليتاكو ) و( ماسينا) و( سنكوي ) وأعلن الجهاد ودعا إلي رفع الظلم عن أهالي ( جوبر) وعلي ( الحوصة ) واستولت علي ( نساوة ) عاصمة ( جوبر) ثم علي (سكتو) و( كتسينا ) و( زندر ) و( كنو ) و ( زاريا) وغيرها من المدن واقام بين ( نهر النيجر) و( بحيرة تشاد ) دولة جعلت عاصمتها عند ( ورنو) الغربية من(سكتو) وأخذ في توزيع رقعتها حتي وصلت حدودها إلي ( نوبا ) في الجنوب الغربي وإلي ( إدمار ) في الجنوب الشرقي توفي الشيخ بن فودي عام 1815م إثر نوبة من الوجد غشيته .
إن الدول التي أنشاها الشيخ عثمان بن فودي – شيخ الطريقة القادية – قد استمرت الي اربع وتسعين ( 1819م- 1904م) وكان آخر سلاطينها السلطان ( مياسو) 1877 – 1904 الذي لم يستطع أن يقاوم الجيوش الانجليزية بقيادة ( فردرك لجارد) التي احتلت سكتو عام 1904 وقضت علي دولة الإسلام التي اقامها شيخ الطريقة القادرية في بلاد الحوصا.
وحين قامت الحركة المهدية في السودان لازالة المنكر والظلم والطغيان وتحكيم القوانين الوضعية والمكوس وإذلال النفوس المؤمنة شارك الصوفية بمشخيتهم ومريديهم في تلك الحركة وبعض هؤلاء الشيوخ له رايه الخاص في حقيقة مهدية الإمام محمد أحمد بن السيد عبدالله ولكن النظرة العامة التي تمثلت في هدف الثورة المهدية غلبت الرأي الخاص.
فهذا هو الشيخ عبدالباسط الجمري من مشايخ الطريقة السمانية وقد ولاه المهدي علي عريان الدويم وأمره بحصار الدويم فحاصرها حصارا شديدا حتي أن عبدالقادر باشا اضطر إلي إرسال ( جيكلر) من الخرطوم فهاجم العربان في ديمهم وقتل منهم خلقا كثيرا وأخذ الشيخ عبدالباسط الجمري اسيرا وتم إرساله إلي عبدالقادر باشا بالخرطوم الذي اعدمه شنقا فنال الشهادة في سبيل الله .
وهناك الشريف أحمد طه شيخ الطريقة السمانية ( شرق الازرق ) بين أبي حراز ورفاعة ورفع رايات الجهاد واجتمع حوله خلق كثير من البطاحين والشكرية والجعليين والدناقلة وغيرهم من سكان تلك الجهات فأرسل إليه ( جكلر باشا ) كتيبة بقيادة المك يوسف السنجك فاحاط بهم الشريف أحمد طه ورجاله وهزموهم هزيمة منكرة ثم هجم جكلر علي رأس جيش ضخم وارسلوا إلي الشريف ينصحونه بالإستسلام قال قولته المشهورة ( دعوا النصيحة فإني قد أوقدت نارا – يعني نار الجهاد – واريد أن أتدفأ بها ) ووقعت المعركة التي كانت الغلبة فيها للرصاص حتي تراكمت القتلي بعضها فوق بعض وقتل الشريف أحمد طه شهيدا ثم حرقوا قرية الشريف بالدار وحملوا جثته علي جمل وأوا بها إلي ابي حراز ثم قطع جيكلر باشا رأسه وعلقه علي عود ثم أرسله إلي الخرطوم فعلق فيها أياما!! فأنظر إلي هذا الحقد الدفين علي الإسلام وأهله.
وهنالك الشيخ عبدالله ود الشيخ حمد النيل شيخ العركيين كان أميرا علي قومه من قبل المهدي ومعه الشيخ ود البحر وذلك بعد وقعة شيكان فلحقوا بالشيخ محمد ودالبصير شيخ السمانية الذي كان يقاتل صالح المك في منطقة فداسي ونزل شيخ العركيين من جهة جنوب الخندق لمنع المدد من سنار ونزل الشيخ ود البصير في شمال الخندق لمنع المدد من الخرطوم وأرسل صالح المك إلي غردون يطلب المدد ولكن مركز غردون كان حرجا فلم يستطع انجادهم كما أنهم يئسوا من مدد سنار ولكن غردون رفع رتبة صالح المك إلي درجة لواء !! ورفع رتب كل ضابط في جيشه !! تحميسا لهم علي مواصلة القتال!! وماذا تغني رفع الدرجات العسكرية لقوم احاط بهم جند الله ورفع درجاتهم الي مقعد صدق عند مليك مقتدر!! فيئس صالح المك من مواصلة القتال فاستسلم هو وحاميته .
وهنالك الشيخ عبدالقادر أبو الحسين شيخ السمانية اليعقوباب حضر مع المهدي موقعة شيكان ثم ذهب مع أبي فرجة إلي فداسة لمساعدة الشيخ عبدالله ود الشيخ حمد النيل في حربه ضد صالح المك وبعد استسلام الحامية قصد سنار خرج عليه مديرها حسن بك صادق بمعظم العساكر وذلك في 11/7/1884م فأوقعه شيخ السمانية في كمين بين اصحاب الاسلحة النارية من الوراء والحرابة (اصحاب الحراب) والأسلحة البيضاء من الإمام .
وأنظر إلي شيخ الإسلام الإمام العلامة الاستاذ محمد البدوي شيخ الطريقة التجانية أدرك الإمام المهدي وجاهد معه الإنجليز والأترا لكونهم اظهروا الفسوق والطغيان فاستحقوا لذلك التطهير بالسيف ومن مواقفه المشهورة في قول الحق منعه اللورد كرومر المندوب السامي لملك بريطانيا الذي يرجف من هيبته خديوي مصر منعه دخول المسجد بامدرمان وقال ( لايصح دخوله المسجد ) وكان الشيخ الإمام محمد عبده حاضرا فافني بصحة دخوله فقال الشيخ محمد البدوي ( دخوله المسجد لايصح وهو مشرك كافر والله يبارك وتعالي يقول إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام ) ثم إلتفت إلي اللورد كرومر وانتهره نهره شديدة تقهقر لها المندوب السامي البريطاني الذي يرجف من هيبته ملك مضر .
وهنالك الشيخ الطيب احمد هاشم ابن الشيخ أحمد هاشم قاضي بربر وعالمها وأخوه شيخ الإسلام أبوالقاسم أحمد هاشم أدرك المهدية وشارك في حروبها وكان وزيرا للأمير الصوفي الشيخ محمد الخير خوجلي التجاني وكان الشيخ الطيب أحمد هاشم هو التردد بالرسائل بين الامير والمهدي وصحب الشيخ محمد الخير في إمارته علي دنقلا ثم شغل منصب اول مفتي للسودان واقام في الإفتاء مدة ربع قرن .
وهناك الشيخ محمد الخير خوجلي شيخ الطريقة التجانية وأمير المهدية علي بربر ونواحيها هاجر إلي المهدي في كردفان فجعله أميرا علي بربر وأصحبه رسائل إلي رؤوس قبائلها يدعوهم فيها إلي طاعته والجهاد معه ضد الترك فرجع الأمير محمد الخير من عند المهدي في 27/4/ 1884م ونزل في وادي بشارة فلقي الشيخ الصوفي احمد الهدي شيخ الطريقة التجانية فبايعه علي الجهاد ثم سار شمالا بصحبة الشيخ احمد الهدي وهو يدعو الناس في طريقه فيجيبونه حتي دخل المتمة في جيش كبير فلقي فيها الحاج علي ود سعد النفيعابي فبايعه علي الجهاد ثم لحقه الشيخ محمد حمزة السعدابي الذي قطع التلغراف بين بربر والخرطوم وأرسل الامير محمد الخير بعض رجال فقطع التلغراف بين بربر ومصر وكان قطعه من أكبر الضربات علي غردون ثم وصل إلي الدامر فلقي فيها الشيخ الامين أحمد المجذوب شيخ المجاذيب فبايعه علي الجهاد وارسل الشيخ محمد الخير رسالة من الدامر إلي حسين باشا مدبر بربر وضابط الحامية هناك يدعوهم إلي التسليم وثم عاودهم بالإنذار إلي ثلاث مرات فلما راي إصرارهم علي الحرب سير عليهم الجيوش من الدامر تباعا ثم وصل هو إلي بربر 12/5/ 1884م فنزل مع الحاج ود سعد وعبدالماجد أبو لكيلك في حلة ( الدكة ) فحصر بربر من الشمال وأمر ود بنونة السعدابي فنزل في ( قوز الفونج ) وحصرها في الجنوب وحصرها البشاريون والجعليون من الشرق وبدأت المعركة في صبيحة الجمعة 16/5/1884 فكانت ملحمة من أروع الملاحم بقيت أمجادها تراثا للمسلمين وسقطت بربر فسقط غردون فقطع دابر القوم الذين ظلموا .
وهناك الشيخ أحمد الهدي السوارابي – شيخ التجانية - أرسل إليه المهدي سيفا وألف ريال والإمارة علي دنقلا فلما نزل عليه الشيخ محمد الخير في وادي بشار بايعه علي الجهاد وسار معه إلي حصار بربر وارسل خاله ود عبود بخطاب إلي الشيخ الطيب الشايقي السوارابي يستنهضه للجهاد فجمع الشيخ الطيب جموعه ونزل علي دار الحكومة فسيطر علي المواقع فيها واستلب الخزينة والشونة ثم سار في وجه شمالا يستنفر أهل البلاد للجهاد وكان مدير دنقلا مصطفي باشا ياور قد لحق به في منطقة ( الكرو ) شمال ( دبة الفقراء ) وباغت الشيخ الطيب بالهجوم فقتل فيهم مقتلة عظيمة وشتت جموعهم وكان ذلك قبل سقوط بربر بيوم ولما سقطت بربر تحرك الشيخ الهدي في نحو أربعمائة مقاتل وجاء بلاد الشايقية ونادي بالنفير فاجتمع عليه الناس من الشايقية والشيخ النعمان ود قمر شيخ المناصير وبعض بادية الحسانية والهواوير فزحف بهم قاصدا الدبة وهاجم حاميتها التي كانت محصنة بالمدافع فقتل الشيخ نعمان ودقمر شهيدا وقتل من جيش الشيخ احمد الهدي 2700 شهيد ثم جرت الملحمة الكبري في يوم الخميس 4/9/1884م قرب ( كورتي ) وكان معركة عنيفة قتل فيها الشيخ الهدي شهيدا وقطع فيها مصطفي ياور باشا رأس الشيخ أحمد الهدي رحمة الله عليه وارسله إلي سردار الجيش المصري بحلفا وطلب منه أن يرسله إلي الخديوي بمصر فكتب إليه السردار بأنه لم تجر العادة في هذه البلاد بمثل هذه الافعال وقد نعي الإمام المهدي في رسالته التي أرسلها إلي ( زقل) امير دارفور بتاريخ 8 ذي الحجة 1301 هـ الموافق 29/ 12/ 1884م نعي فيها الشيخ أحمد الهدي وأشاد بجهاده في رفع راية الإسلام .
وهناك الشيخ العبيد ود بدر شيخ الطريقة القادرية التي زحف بجيش عظيم علي غردون في الخرطوم وحاصر المدينة من جهة الشرق ومعه أبناؤه الشيخ إبراهيم والشيخ العباس ومعهم الشيخ المضوي أحد شيوخ الطريقة القادرية وكانت أول المعارك في حصار الخرطوم هي المعركة التي قادها الشيخ العبيد ودبدر في 13/3/ 1884م والتي تم فيها ترقية ابراهيم بك فوزي إلي درجة لواء !! ( وعلي طريقة غردون في تحميس ضباطه علي القتال ) ثم توالت سلسلة الاقتحامات والمعارك واستطاع الشيخ العبيد ودبدر ان يصطدم بمحمد علي باشا – أفضل القادة العسكريين لدي غردون – وأن يهزم جيشه وأن يقتل محمد علي باشا وكان وقع هذا الخبر علي غردون شديدا حتي أنه أقام عزاء رسميا عزاه فيه رؤساء العسكرية وقنصل اليونان ثم جرت بعد ذلك الملاحم التي انتهت بسقوط الخرطوم ومقتل غردون باشا وقيام دولة الإسلام.
رضي الله عن السادة الصوفية فقد أبلوا بلاء حسنا في جهادهم الأصغر والأكبر ورفعوا راية الإسلام عالية وكانوا هم النموذج القدوة في تزكية النفس وفي جهاد العدو – الجهاد الأصغر والأكبر – وسوف تظل منارة الإسلام عالية شامخة في سماء المجد ما دام هؤلاء السادة موجودين بيننا .
الجهاد في سبيل الله : الطريقة التجانية أنموذجا
لم يكن الإستعمار الفرنسي بالجزائر احتلالا عسكريا أو استنزافا اقتصاديا فحسب وإنما كان يريد إلغاء شخصية الشعب وتذويبها ، لقد كان الاستعمار في الشرق العربي يعرف أن العرب سيظلون عربا ولذلك لم يفكر يوما من الايام أن يجعلهم انجليزا أو فرنسيين أما في الجزائر فقد حاول أن يجعلهم فرنسيين أو يجعلهم ( لا شيء ) ولذا لاذ الشعب العربي السملم في الجزائر بالدروع التي هي اقوي الدلالات علي شخصيتهم واقوي مايميزه عن أوربا كلها .. دروع الإسلام .. ممثلة في شيوخ الصوفية وكلما كان الإستعمار الفرنسي يمعن في تمزيق شخصية الجزائريين ومحوها كان الجزائريون يزدادون اعتصاما بهذه الدروع.
وكان يوما مشهودا في الجزائر يوم صلي الجزائريون أول جمعة في مسجد(كنشاوة) فهذا المسجد الجزائري القديم كان آخر حصن تحسن به المقاتلون الجزائريون يوم احتل الفرنسيون البلاد فسقط في صحنه أكثر من ثلاثمائة شهيد وكان أول عمل قامت به فرنسا ان حولته إلي كنيسة كاثوليكية ولقد صمم الجزائريون بعد ذلك الثورة في أول نوفمبر أن تكون أول صلاة جمعة لهم في هذه الكنيسة بعد أن أعادوها مسجدا .
وقد كانت ملاحم الصوفية في سبيل الله واستعادة هوية الأمة المسلمة شاهدا ومشهودا فأنظر إن شئت إلي موقف التجانيين والقادريين والشاذليين والدرقاويين وغيرهم .. تري أمرا يملا العين ويشرح الصدر ويعظم في القلب.. خذ الطريقة التجانية مثلا فقد ثار الشريف أحمد عمار ( حفيد الشيخ التجاني) في وجه فرنسا ثورة امتدت لعدة سنوات وفي أوائل سنة 1860 اقتحمت الجيوش الفرنسية بقيادة الجنرال ( سونيز) بلدة عين ماضي مقر الشريف احمد عمار وقمعت الثوار واعتقلت الشريف عمار وسجنته في مدينة الجزائر سنة كاملة ثم قامت في الحرب السبعينية بين فرنسا وألمانيا خافت فرنسا علي وضعها الاستراتيجي في الجزائر أن يهتز فيؤثر علي حربها في أوربا ولم تخش إلا ذلك الرجل – الشريف عمار – فنفته من الجزائر واعتقلته في فرنسا ثم خشيت أن يقوم أخوه الشريف محمد البشير بالثورة أيضا فاعتقلته والحقته بالمنفي وبقيا طوال الحرب السبعينية معتقلين في فرنسا .
ثم جاء ابناء الشريف محمد البشير ليواصلوا الجهاد والحرب علي فرنسا فهذا هو الشريف محمود بن الشريف البشير يتعاون تعاونا وثيقا مع الأمير عبدالكريم الخطابي أمير الجهاد في حرب الريف .
وقد خرج الشريف ابن عمر- وهو الإبن الأكبر للشريف محمد الكبير بن الشريف البشير – وطاف العالم العربي والإفريقي فدخل مصر والسودان والسنغال ومالي ونيجيريا والكنغو يشرح القضية الجزائرية ويدعو المسلمين للتكاتف وتاييد أخوانهم في الجزائر وكانت فرنسا تراقب نشاطه ولما عاد لجزائر تم استجوابه واعتقاله ، وقد نشرت المصور المصرية في عددها الصادر في 14 / 12/ 1956 صور بعض زعماء جيش التحرير الجزائري وكان أحد هؤلاء الزعماء من التجانيين وفي 18/3/1957 أذاعت محطة ( صوت العرب ) من القاهرة أن الفرنسيين اعتقلوا الشريف ابن عمر زعيم التجانيين والسيد باش اغا حميدة والسيد مولودي ووجدوا عندهم صلة وثيقة بالثوار ، وهؤلاء الثلاثة من زعماء التجانيين ، لقد تربي التجانيون علي بغض فرنسا التي حاولت مسح الشخصية المسلمة ومحو الهوية العربية .
وانظر ماكتبه عبدالله شليفر مستشرق أمريكي مسلم له عدة دراسات منها كتاب ( سقوط القدس) وكتاب ( فكرة الجهاد في العصر الحديث ) وقد نشر بحثا بعنوان ( الشيخ عزالدين القسام : حياته وفكره 9 قال في بحثه :
في 21 تشرين الثاني نوفمبر 1935 نشرت صحيفة جيروزلم بوست علي ثلاثة أعمدة في صدر صفحتها الأولي نبأ اصطدام رجال الشرطة البريطانيين بمسلح عرب بجوار (جنيين ) واصفة المسلحين برجال العصابات وقطاع الطرق ذاكرة ان الشيخ عزالدين القسام كان بين القتلي ناعتة إياه بمنظم العصابة غير أن دوائر الاستخبارات البريطانية والصهيونية أعلم بالحقيقة فهي تعرف أن الشيخ عزالدين القسام رئيس لجمعية الشبان المسلمين وخطيب واسع الشعبية في جامع الاستقلال بجوار محطة حيفا الحديدية وماذون في محكمة حيفا الشرعية ثم إنه كان تحت المراقبة وقد استدعي للتحقيق معه ووجه إليه التحذير من الدعوة العلنية للجهاد ضد الاحتلال البريطاني والاستعمار الصهيوني خلال العقد المنصرم ثم إنه كان متهما بتنظيم سلسلة من الهجمات المسلحة السرية علي المستوطنيين اليهود والموظفين البريطانيين في حيفا وجوارها ابتداء من اوائل الثلاثينيات .. وانتقل إلي جبال بجار ( يعبد ) بين نابلس وجنيين في أوائل تشرين الثاني نوفمبر وبعد مقتل شرطي يهودي عامل في القوات البريطانية طوقت مجموعة عزالدين القسام بقوة كبيرة من الشرطة والجيش البريطاني ودعيت للاستسلام غير أن عزالدين القسام دعا رجاله للمقاومة والاستشهاد وفتح النار علي القوة التي كانت تطوقه وقد الهب تحديه والطريقة التي استشهد به حماس الشعب الفلسطيني.. وبعد خمسة اشهر استطاعت مجموعة من المجاهدين بقيادة أحد رفاق عزالدين القسام أن تنصب كمينا لمجموعة من اليهود في شمال فلسطين وفي الاسابيع اللاحقة نشأت في مختلف أنحاء فلسطين مجموعات من الفدائيين في القري والمدن بقيادة أخرين من انصار عزالدين القسام وبذلك بدأت ثورة عام 1936م
ولد عزالدين القسام في جبلة في منطقة اللاقية في سوريا عام 1882م – 1300 وكان جده وشقيق جده اللذان قدما إلي جبلة من العراق شيخين بارزين في الطريقة القادرية كذلك كان والده عبدالقادر موظفا في المحكمة الشرعية في ظل الحكم العثماني وهناك قول آخر بأن والده كان يتبع الطريقة النقشبندية ايضا والتي لعبت دورا ملحوظا في مكافحة الفتوح الاستعمارية في القرن التاسع عشر في سوريا.
وفي أوائل العشرينات التقي عزالدين القسام بالشيخ الجزائري محمد بن عبدالمالك العلمي الذي عمل علي الحصول علي إذن لزوجة عزالدين القسام وبناته للخروج من سوريا واللحاق بالشيخ في فلسطين وللشيخ الجزائري اثر آخر علي الشيخ عزالدين القسام فهو مقدم في الطريقة التجانية جاب الشرق العربي في اوائل القرن العشرين وأنشا فروعا وزوايا لهذه الطريقة في مصر والسودان وليبيا وسوريا وفلسطين والعراق والجزيرة العربية وادخل عزالدين القسام وثلاثة آخرين في هذه الطريقة حتي بلغ رتبة مقدم فيها وإذا كان عزالدين القسام لم يسع إلي إدخال الآخرين في هذه الطريقة فإن حركة المجاهدين التي بناها في حيفا كانت علي أساس الطريقة التجانية .
في حياة عزالدين القسام شيء يصعب إدراكه حتي علي اشد المعجبين بالحركة القومية العربية فهذا أحمد الشقيري يكتب بتأثر عن محاولته كمحامي قوي شاب للدفاع عن القساميين الذين نجوا بعد معركة ( يعبد) ويشير إلي ذهوله أمام هدوئهم ورباطة جأشهم بانتظار المحاكمة ، لقد اعتقد أحمد الشقيري في بحثه عما يدافع به عنه أن القساميين تعرضوا لتعذيب وإكراه علي الاعتراف والواقع أنهم اعترفوا بحرية باسهامهم في المعركة وقالوا إنهم مجاهدون في سبيل الله ولن يصيبهم إلا ما كتبه الله لهم ) انتهي مانقلناه من بحث المستشرق المسلم عبدالله شليفر.
وفي كتاب ( الإسلام والنصرانية في إفريقيا ) لمؤلفه الفرنسي ( بوني موري) تحت عنوان ( التجانية ):
هنالك الطريقة التجانية مؤسسها أحمد بن محمد التجاني المتوفي في فاس سنة 1782 وكان يتظاهر بالتسامح مغ غير المسلمين ومع هذا ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر لم تقف التجانية عن استعمال القوة في مخاصمة أقرانهم ونشر العقيدة الإسلامية وأهم مراكز التجانية عين ماضي علي سبعين كيلومترا في الجنوب الشرقي من الأغواط وفي تماسين وهم كثيرون في مراكش ولقد تبع الطريقة التجانية عدد كبير من أهل ( ماسينا) في السودان ( وأهالي فوتا تورو) و ( فوتا جالون ) وأمه ( البله) وصاروا من أشد انصار الإسلام وانضموا حول راية الحاج عمر هذا ابن شيخ مرابط ولد سنة ( 1779 ) في قرية الفار من بلاد ( ديمار) فرباه أبوه وعلمه ثم حج البيت الحرام وزار المدينة وقرأ مدة في الأزهر وعاد إلي (بورنو) سنة 1833 ثم ذهب إلي بلاد الهوسا وأخذ بعظ الناس بالرجوع إلي عقيدة السلف وفي أثناء ذلك جاء أخوه ومضي به إلي بلاد ( فوتا السنغال) فعرج علي بلاد( البمبارا) وحصلت معه هناك حوادث وعوارض كثيرة لكنه تغلب عليها وانضم إليه في بلدة( كونكان ) رجل يقال له محمدو سار علي طريقته وادخل في الإسلام فرقة من ( البله) يقال لهم( الواسو لونكه) ولما عل كلمة الحاج عمر ونظر إليه الناس نظرهم إلي المهدي حشد جيشا صغيرا وآثار جميع مسلمي بلاد( غابون ) وهزم البمبارا الوثنيين شر هزيمة في( مونيا ) واستولي بعدها علي ( كونياكري) سنة 1854 وجعل مقره العام في( نيورو) ثم استولي علي مملكة (سيقو) وعلي بلاد ماسينا وكانت وفاة الحاج عمر سنة 1865م وهو في حرب مع مسينا ثم وقد خلف للطريقة التجانية سلطنة إسلامية عظيمة في وسط بلاد الزنوج الفتيشيين ثم خلف الحاج عمر ابن أخيه ومريدا آخر له اسمه أحمدوا شيخو وحاولا توسيع فتوحات الحاج عمر وآثارا أهالي فوتا تورو والسوننكة الذين في بلاد كاراته والتوكلولور الذين في السنغال علي فرنسا فصار وجود هذه السلطنة التجانية في وسط السودان خطرا عظيما علي سيادتنا وكان تحرير الخلاف هو هذا : هل يتم تمدين السودان الغربي علي يد فرنسا وضباطها المبشرين المسيحيين أم علي يد التجانية رسل الإسلام ؟. فالكولونيل ( ارشينارد) بأخذه( جنة ) و( بندجاقار) أوقف غارة التجانية في هذا القسم من إفريقية ويسر فتح السودان بين يدي المدنية الاوروبية ثم عقب ذلك فتح الكولونيل ( دور غنيس ديبورد) لبلد باماكو واستلحاق القومندان ( غلييني ) لبلاد( فوتا جالون ) وافتتاح الكولونيل ( ارشينارد) لبلاد ( ماسينا ) وتتوجت جميع هذه الفتوحات باحتلال ( تمبكتو) في 10 يناير 1894 مما خلد أعظم الشرف للعساكر الفرنسيين واعاد ذكري ظفر (شارل مارتل ) في بواتييه بسبب ما كان يترتب من النتائج العظام لمستقبل افريقية في ما لو لم يتم هذا الظفر – انتهي كلام ( بوني موري) أنظر كتاب ( حاضر العالم الإسلامي )
فها هو رأي الفرنسيين في الطريقة التجانية وكيف أنهم يعتبرونها أكبر عدو لهم في المنطقة وأنهم هم الذين كانوا يعوقون تقدم الاستعماريين الفرنسيين ولقد علق الاستاذ الامير شكيب أرسلان علي كلمة هذا الكاتب بونه موري التي في آخر المقال اعلاه وهي :
اعاد ذكري ظفر ( شارل مارتل ) في بواتييه بسبب ما كان يترتب من النتائج العظام لمستقبل افريقية في ما مالو لم يتم هذا الظفر : قال :
بشير إلي ان افريقية كانت تكون كلها إسلامية لولا قضاء الفرنسيين علي سلطة التجانية هذه كما أن اوربا كانت تكون إسلامية لولا انتصار شارل مارتل علي العرب في بواتييه وهلي الكلمة التي يتفق عليها مؤرخو الأفرنج.
يقول د. عبدالله عبدالرازق ابراهيم في كتابه ( المسلمون والاستعمار الأوربي لإفريقيا )
وفي عام 1852م أعلن الحاج عمر الجهاد ضد الوثنيين في السودان الغربي واستطاع خلال عشر سنوات أن يسيطر علي تل السودان الغربي من حدود مدينة تمكبت حتي حدود السنغال الفرنسية ورغم أنه اعتبر نفسه مصلحا دينيا وأعلن الزهد في الأمور الدنيوية المؤقتة ألا أنه كان مستعدا لتحقيق أماله من خلال الطرائق السياسية والعسكرية واعتبر الحاج عمر أن رسالته المقدسة هي تنقية الإسلام في السودان الغربي من كل ما علق به من شوائب ووضع حد للوثنية وتطبيق الشريعة الإسلامية ومن هنا وضع نفسه علي رأس دولة إسلامية واتبع اسلوب العنف في تحويل الناس الوثنيين الي الشريعة الإسلامية وقام ببناء المساجد ونشر المدارس القرآنية في كل أرجاء المنطقة التي امتدت إليها حركته الإصلاحية
وكان حماس جيشه واضحا في تطبيق مباديء الشريعة الإسلامية وكان هذا الحماس سببا في زيادة عدد الأتباع الذين انتشروا علي نطاق واسع يدافعون عن الدين ويعيدون للإسلام مجده في هذه المنطقة لدرجة ان حاكم السنغال الفرنسي عبر عن دهشته لهذا الحماس الديني واندفاع المسلمين بكل شجاعة وقوة نحو نيران الفرنسيين سعيا في الاستشهاد في سبيل الله والوطن .
وكان الحاج عمر قد ارسل إلي المسلمين في سانت لويس يطلب منهم شن حرب مقدسة ضد حكامهم الوثنيين والمسيحيين ووعدهم بمحاربة الفرنسيين حتي يطلبوا السلام منه وقال : ( إن الحرب ضد الوثنيين يجب ان تستمر حتي يوافقوا علي دفع الجزية)
وكانت هذه الدعاية التي نشرها الحاج عمر علي طول نهر السنغال ضد الفرنسيين من العوامل التي جعلت القائد الفرنسي فيدهرب يخشي قوة الحاج عمر ويفكر في دراسة الموقف جيدا علي نهر السنغال بل ذهب شخصيا في احدي السفن إلي باكل لمعرفة الاخبار علي الطبيعة وادرك فيدهرب أن الحاج عمر يرغب في أن يدفع الفرنسيون ضرائب له بالإضافة إلي منعهم من اقامة مراكز عسكرية علي طول شواطي النهر واكد فيدهرب في مراسلته المستمر الي باريس علي ان الحاج عمر ينوي شن هجوم شامل علي الفرنسيين اسوة بالأمير عبدالقادر الجزائري وفي فبراير عام 1856 كتب إلي وزير المستعمرات والبحرية قائلا ( إن الحاج عمر ينظم لثورة عامة ضدنا ).
كل هذه الامور كانت سببا في أن يتحفز الفرنسيون لاتخاذ إجراءات عسكرية لمواجهة خطط قائد المسلمين وترتيب علي ذلك قيام الفرنسيين ببناء قلعة في مادينا في مقاطعة كاسو Khasso ووقع فيدهرب معاهدة الصلح والتجارة مع سامبالا ملك كاسو.
وبعد أن ثبت فيدهرب مركز الفرنسيين علي طوال نهر السنغال بدأ يسعي لعقد معاهدة سلام مع الحاج عمر فاصدر قبل سفره إلي باريس تعليمات إلي نائبه موريل بشأن التفاوض مع الحاج عمر علي مشروع الاعتراف به كملك الكارتا مقابل أن يحد من نشاطه في هذه المنطقة .
ويتضح من هذه المحاولات أن الفرنسيين يحاولون التعامل مع الحاج عمر مثلما يتعاملون مع الامير عبدالقادر الجزائري بعد توقيع اتفاق تافنه Tafna معه في عام 1837 ويعني هذا تدعيم موقفهم قبل الدخول في توسيعات كبري وبعد عودة فيدهرب الي السنغال في نهاية عام 1856 بدأ الحاج عمر كفاحه المباشر مع الفرنسيين بمهاجمة مركز مادينا وهو الامر الذي ضيع فرص السلام بين الطرفين وكان الحاج عمر يرغب بعد غزو كارتا في أن يضم وطنه في فوتا تارو إلي المناطق التي سيطر عليها خصوصا وأن سكان المنطقة كانوا من المتعصبين لقضيته وكانوا يكرهون الحكم المسيحي الذي يعتبر بمثابة الشوكة في صدورهم ذلك لأن الفرنسيين يحاولون تدمير القري التي يسكنها اعوان الحاج عمر.
وفي الشهور الاولي من عام 1857 بدأ الحاج عمر هجومه علي قلعة مادينا واحتل أحدي المناطق في كاسو وتدعي تومرو(Tomoro ) دون قتال واقترب من النهر في 14 ابريل هاجم سابوسيري Sabourire عاصمة مقاطعة الفرنسيين لوجو Logo واتخذها مقرا لعملياته العسكرية ضد الفرنسيين وفي العشرين من ابريل وصل جيش المسلمين إلي منطقة مادينا حيث بدأ الحصار وكان الجيش يسير في ثلاثة طوابير بلغ عددها 15000 مقاتل وكانت حامية المدينة تضم 64 رجلا بقيادة بول هول Paul Holle الذي استطاع ارسال احد رجاله الي باكل ليخبر القيادة الفرنسية عن الوضع في مادينا وفعلا صدرت الأوامر لإحدي السفن الفرنسية بالتوجه إلي مكان العمليات العسكرية في مادينا لكن تحطمت هذه السفينة علي احدي الصخور ومنع الحاج عمر رجالها من الوصول غلي القلعة المحاصرة وظلوا في حطام السفينة .
وفي أوائل يونيه قرر فيدهرب أن يقود بنفسه حملة لانقاذ حامية مادينا ووصل بقواته الي حطام السفينة المحاصرة لكن جنودها كانوا ماتوا من الحمي وفي الوقت نفسه كان مصير بول هول وحامية مادينا يتوقف علي حصول حملة الانقاذ ووصل فيدهرب فعلا الي المنطقة في 18 يوليو أي بعد حوالي ثلاثة أشهر من بدء الحصار فوجد عددا من سكان المدينة قد ماتوا جوعا بسبب رفض بول هول الاستسلام لقوات الحاج عمر ونجح فيدهرب في انقاذ مادينا ذلك النجاح الذي كان امتحانا لقوات الحاج عمر حيث توقف نشاطه في المنطقة لمد عامين بل تحرك من سابوسيري ولم يعد لهذه الاماكن إلا في عام 1859 عندما هاجم المركز الفرنسي في ماتلم Matam الذي كان ايضا تحت قيادة بول هول الذي اصاب قوات الحاج بخسارة فادحة حيث نقص عدد الجيش إلي النصف اي من 15000 جندي إلي 7000 جندي .
بعد هذه النكسة التي حلت بقوات الموحدين انسحب الحاج عمر إلي جيومو Guemou التي تبعد حوالي اربعين كيلومترا عن باكل وبني حصنا هناك وبدأ يعرقل تجارة الفرنسيين علي طول نهر السنغال ولهذا قرر فيدهرب تدمير حصن جيومو وعهد بهذه المهمة إلي بعثة استكشافية بقيادة الضابط فارونFaron وفي 25 اكتوبر هاجم فارون الحصن واستولي عليه بعد أن اصيب بعدة جروح لكن الحاج عمر كان قد انسحب منه قبل وصول البعثة الفرنسية وقتل ابن اخي الحاج عمر ودمر الحصن تماما ..
شعر الحاج عمر أن النضال ضد الفرنسيين لن يتوقف وأن طمع الفرنسيين لا حدود له وأن محاولات عقد الصلح معه ماهي إلا مرحلة مؤقتة في خطط الفرنسيين لابتلاع ممتلكاته وضمها للسيطرة الفرنسية ولذا فإنه قرر ترك هذه المنطقة والاتجاه إلي منطقة النيجر علي أمل التحالف مع زعماء المسلمين هناك في محاولة لتوحيد صفوف المجاهدين ضد عدو اوربي يطمع في السيطرة علي بلادهم كانت هذه هي استراتيجية الحاج عمر في مرحلة سدت فيها كل السبل أمام ايقاف التوسع الفرنسي وهي استراتيجية تدل علي بصيرة قوية وعقلية عسكرية تواجه هذه التحديات الأوربية ، لكن أفكار الحاج عمر لم تجد من يفهمها في المناطق الجديدة التي احست انه جاء لغزوها والقضاء عليها فتحالفت ضده وتأمرت عليه في وقت هو في أشد الحاجة إلي مؤازرتها والوقوف معه ضد العدو المشترك ولهذا ضاعت جهود هذا المناضل الإسلامي في صراعات جانبية مع هؤلاء الزعماء المسلمين واضطر إلي الدخول في حروب ضدهم.
وهكذا استشهد هذا المناضل الإسلامي وهو يناضل من أجل بناء دولته الإسلامية عن عمر يناهز السبعين عاما حاول خلالها مقاومة التوسع الفرنسي بكل ما أوتي من قوة وترك لابنائه مسئولية هذا العبء الكبير.
كان جهاد الحاج عمر وابنائه مثالا من الشجاعة والإقدام وكان الإصرار علي المحافظة علي أمبراطورية إسلامية ناشئة في فترة كان التكالب الاوربي علي القارة قد اتخذ شكلا عسكريا وجعل الحاج عمر يخوض المعارك في جبهتين : احداهما داخلية مفككة ومتصارعة والاخري خارجية منظمة وعلي اهبة الاستعداد لخوض المعارك للاستيلاء علي أراضي السملمين لذا كان الجهاد صعبا والمقاومة عنيفة .
كان علي الحاج عمر أن يعمل بشكل مستمر علي استتباب الجبهة الداخلية وان يواصل الجهاد للقضاء علي الوثنيين وفي الوقت نفسه مقاومة أطماع الفرنسيين ومن هنا طال أمد النضال واستمر جهاد الحاج عمر وابنه احمدو مدة قاربت نصف قرن من الزمان ارهق فيها المسلمون الفرنسيين الذين اضطروا الي تغيير القيادة أكثر من مرة وتحملت الميزانية الفرنسية نفقات كثيرة وتكبت القوات الفرنسية اعدادا كبيرة من القتلي والجرحي لكن رغم كل هذا فلقد فعل التسليح الأوربي دوره في هذه اللقاءات وحسم الموقف لصالح الفرنسيين الي حين يستعد المسلمون لجولة جديدة من النضال خصوصا وان مباديء العقيدة قد ترسخت في القلوب ولم تستطع قوي البغي والقهر والعدوان ان تنال منها وهذه من أعظم ثمار جهاد الحاج عمر التكروري الذي استشهد في المعارك العسكرية وهو يدافع عن دين الإسلام وحضارته .
وإذا كان الجهاد في سبيل الله قد واجه المسيحيين في غرب إفريقيا وانتهي اللقاء لصالح قوي المسيحيين ألا أن الطريقة التجانية ظلت كامنة في النفوس عالقة في القلوب بل ازداد المسلمون تمسكا بها وحافظوا علي تقاليدها في وجه التيارات المسيحية والوثنية وظلت هذه الروح الثورية الدينية تمارس نشاطها وتحافظ علي العقيدة الإسلامية حتي هبت كل شعوب المنطقة في وجه الاستعمار الفرنسي واجبرته علي أن يحمل عصاه ويرحل عن أرض القارة الإفريقية التي عادت للإسلام والمسلمين .
كان الحاج عمر مغامرا من نوع جديد ورجلا صلبا لا يلين لديه امال عراض لبناء امبراطورية تتخذ من الشريعة الإسلامية أساسا لها ومنهاجا وما كان يدري ان الطريق مليء بالاشواك وان المنطقة التي اختارها لبناء دولته تكتظ بالمشكلات الداخلية والصراع الأوربي عليها فناضل وكافح وفتح جبهة هنا وجبهة هناك واستخدم اسلوبي الدبلوماسية والحرب كان يهادن في جبهة ليتفرغ للأخري وساعده كل هذا علي نشر الطريقة التجانية التي تعمقت في نفوس الناس وصارت تضارع الطرق الصوفية الأخري ولو فهم المسلمون مايرمي إليه هذا الشيخ المجاهد والجهود التي يبذلها لبناء دولة إسلامية ولو وقفوا بجانبه في صراع الأوروبيين لتغير الوضع تماما لكن للاسف الشديد عاني الحاج عمر من المسلمين والوثنيين الذين تكاتفوا ضده واعتبروه غازيا وعقدوا حلفا ضده وهو في أمس الحاجة لجهودهم وحاصروه في حمد الله وهو يناضل من أجل الوقوف في وجه الفرنسيين وسقط هذا الزعيم شهيدا برصاص المسلمين الذي تتبعوه وحاصروه حتي قضوا علي جهوده واستشهد الحاج عمر وهو في روعة انتصاراته وفي قمة صراعه مع الفرنسيين الذين عانوا كثيرا علي يديه .
ورغم سقوط امبراطورية التوكولور إلا أن اتباع الحاج عمر قد اكتسبوا شهرة القيادة الإسلامية في السودان الغربي وانتشرت التجانية بعد ذلك وقاومت التبشير المسيحي الذي اجتاح امبراطورية التوكلور في أعقاب السيطرة الأوربية ورغم سقوط الامبراطورية سياسيا الا أنها استمرت تمارس حياتها الدينية وحافظت علي تراث الإسلام وحضارته امام موجات الغزو والتوسع الاوربي والتبشير المسيحي.
إن عداوة اهل الطريقة مع سائر المستعمرين معروفة عند المنصفين ولو ذهبنا نقص عليك عداوتهم مع الاستعمار الانجليزي في مصر والسودان وفلسطين لطال بنا الكلام.
وبقي تنبيه يجب أن نلفت النظر إليه أن الصوفية في عداوتهم مع المستعمر لايعادونه لأنهم صوفية وإنما لأنهم مسلمون يغارون علي دينهم ويعلمون ان الإسلام يعلو ولا يعلي عليه وأنه ليس للمسلم أن بذل نفسه كما ورد في الحديث الشريف فمن هذه القاعدة انطلقوا وعن هذا المنظور توجهوا فأهل الإسلام كلهم- صوفية وغيرهم – يد واحدة علي جميع المستعمرين بجميع أنواعهم .
الجهاد في سبيل الله : الطريقة القادرية انموذجا
يقول الدكتور عبدا لله عبدا لرازق إبراهيم في كتابه ( المسلمون والاستعمار الأوربي لإفريقيا ):
من البديهي ونحن نعالج المقاومة الإسلامية للاستعمار الأوروبي للقارة الإفريقية أن نحدد بشكل سريع الملامح الرئيسية لذلك التكالب الاستعماري علي القارة في اواخر القرن التاسع عشر تلك الفترة التي توافقت مع جهاد زعماء المسلمين في القارة وخصوصا في إفريقية جنوب الصحراء ومحاولات زعماء حركات الجهاد أن ينشروا الدين الإسلامي الصحيح بعد قيام حركات الإصلاح والتجديد بزعامة الشيخ عثمان بن فودي في شمال نيجيريا وانتشار حركته علي نطاق واسع وتأثر العلماء المسلمين في غرب القارة بتلك الحركة الإصلاحية التي وجدت صداها في إمبراطورية الحاج عمر الفوتي التكروري وفي الحركة التي قادها الزعيم المسلم الشيخ محمد الأمين في بلاد التكرور أيضا في حركة الجهاد الإسلامي للزعيم الإمام ساموري توري ولم تتوقف هذه الحركة الإسلامية عند هذه المنطقة من غرب القارة بل امتدت إلي منطقة بحيرة تشاد حيث ظهرت حركة زعيم آخر هو رابح فضل الله وامتد هذا الأثر الجهادي إلي بلاد الصومال بزعامة السيد محمد عبدالله حسن ومن الطبيعي ان تواجه هذه الحركات الإسلامية مقاومة عنيفة من الدول الاستعمارية التي كانت قد خططت لاستعمار القارة الإفريقية بعد مؤتمر برلين لعام 1884 – 1885
وبدأ التوسع الفرنسي الكبير في غرب إفريقيا في حوض نهر السنغال حيث التقت القوات الفرنسية بامبراطورية التوكولور بزعامة أحمدو شيخو نجل الحاج عمر الفوتي التكروري زعيم الطريقة التجانية في القارة الإفريقية وخليفة والده في حكم الامبراطورية واستمرت الاشتباكات بين القوات الفرنسية وقوات الشيخ أحمدو حتي انهارت هذه الامبراطورية ودخل الفرنسيون وادي النيجر الأعلي واستولوا علي باماكو في عام 1883م كما التقت مجموعة من الفرنسيين بساموري توري احد قواد المسلمين من بلاد الماندنجو في المنطقة الشاسعة مابين حوض نهري الفولتا العاليا والنيجر وصار خصما عنيدا للفرنسيين ورغم احتلالهم لمعظم مناطقه في عام 1891 إلا أنه لم يهزم نهائيا الا في عام 1898م
ويقول د. عبدالله عبدالرازق ايضا :
إن الصراع بين امارات بلاد الهوصا لم يساعد إلا علي التفرقة وعدم الاستقرار وعدم التركيز علي النواحي الثقافية أو الدينية فصار الدين الإسلامي غريبا بين السكان واختلط العادات الوثنية بالتقاليد الإسلامية وصار الحكام يحملون لقب المسلمين شكلا دون فهم واع لأصول هذا الدين وعندما أحس أحد ابناء الفولاني المسلمين بما ألم بالدين علي ايدي هؤلاء الحكام شبه الوثنيين اعلن الجهاد في سبيل الله لاعادة الدين الإسلامي إلي اصوله وقواعده وصارت إمارة جوبير هي الساحة التي انطلقت منها هذه الثورة الإسلامية الكبري التي غيرت مجري حياة السكان واعادت للدين الإسلامي هناك مكانه لم يحققها في القرون السابقة وصار الجهاد الفولاني لاخماد البدعة واحياء السنة هو العمل الكبير الذي قام به الداعية والمجاهد عثمان بن فودي .. إن هذا الزعيم الذي كان له ولحركته الإسلامية فضل كبير في نشر الدين الإسلامي علي نطاق واسع في غرب إفريقيا ومازالت نيجيريا الإسلامية تدين حتي يومنا هذا لحركة ذلك المجاهد الذي جعلها اكبر دولة إسلامية في غرب افريقيا بل في افريقيا باسرها ولم يتوقف جهاد هذا الرجل عند حدود اعلان حرب علي الوثنيين بل تعداه إلي اقامة دولة إسلامية حملت لقب الخلافة الإسلامية في سوكوتو وظل ابناؤه يحكمون في هذه الدولة الواسعة طوال قرن من الزمان وكان لاحفاده شرف النضال والكفاح ضد الأوروبيين الذين جاؤوا غازين ديار الإسلام والمسلمين فكانوا حماة الدين وشهداء العقيدة الإسلامية في أوائل القرن العشرين .
كانت الهجرة إلي مدينة جودو بداية تأسيس امبراطورية الفولاني التي اتخذت من مدينة سوكوتو عاصمة لها وأخذ الشيخ معه الأنصار والأتباع إلي اطراف الصحراء وهنالك اقروا له بالطاعة والولاء وحلفوا اليمين علي طاعته علي الكتاب والسنة وحمل الشيخ لقب امير المؤمنين ذلك اللقب الذي استمر مع الخلافة حتي نهايتها في عام 1903 كما حمل لقب خليفة في بعض الأحيان وهو اللقب الذي حمله أبناؤه وذريته من بعده .
كانت هذه البيعة بداية الجهاد وايذانا بتأسيس الخلافة الإسلامية ذلك لأن البيعة كانت تعني نقل الجهاد من الدور السلبي إلي الدور الإيجابي الجديد وانتشرت اخبار الجهاد ضد حكام الهوصا واصدر الشيخ ( وثيقة اهل السودان) التي صارت اعلانا رسميا للجهاد حيث حدد الشيخ الاسس التي بني عليها الجهاد واقرت هذه الوثيقة مباديء منها : أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب اجماعا وان الهجرة من بلاد الكفار واجبة اجماعا وان الجهاد واجب اجماعا وان قتال البغاة واجب اجماعا.
كان الرد العملي علي هذه الوثيقة أن ارسل الحاكم إخوانه الأمراء في كاتسينا وكانو ودورا يطلب منهم يد المساعدة لانه أهمل إطفاء شرارة من النار في إمارته حتي اتسعت رقعتها وزادت حدتها وصار فوق احتماله القضاء علي خطورتها.
تزعم سلطان جوبير جبهة المعارضة ضد الشيخ عثمان وصارت الحرب وشيكة بين المؤمنين والوثنيين ولم يجد الشيخ بدا من اعلان الجهاد في سبيل الله فلبي تلاميذه النداء لأن ارتباطهم به لم يكن مجرد حلقات درس تنتهي بل كان الارتباط عميقا بالحب والتقدير فكانوا له مؤيدين تكبدوا المعاناة وتحملوا عبء الكفاح عندما هاجم الشيخ امارة جوبير إثر قرار حاكمها بتاديب الشيخ عثمان فحدث الالتحام وبدأت الحرب وانتقلت الدعوة من مرحلة السلم إلي مرحلة الهجوم المسلح وبعد أن اغار حاكم جوبير علي قري المسلمين وممتلكات الموحدين .
وفي الرابع من يونيو عام 1804 تقدمت قوات الجهاد بزعامة عبدالله بن فودي الذي اخلي مواقعه في جودو توقعا لهجوم من سلطان جوبير واتجه إلي بحيرة تابكين كونو وعلي ضفاف هذه البحيرة اطبق المسلمون علي قوات البغي والعدوان ودارت عليها الدائرة وهرب من وجد سبيلا لذلك وسقط في ساحة المعركة الكثير وتفرق شمل الاعداء في اول مواجهة حاسمة في الجهاد لكن النصر لم يكن نهائيا لأن قوات المشركين عادت بعد أن جمعت قواتها في عام 1805 وبدأت الهجوم من جديد علي الشيخ وجماعته ودارت معركة تسونسو التي هزم فيها المسلمون في البداية وراح منهم أكثر من ألف قتيل ولكنهم صمدوا للهجوم .
استمرت الحرب سجالا بين الطرفين دون تفوق طرف علي الآخر وتمكنت قوات الجهاد من السيطرة علي إمارة كيبي KEEBE ووواتخذتها عاصمة للجهادوتوالي سقوط امارات الهوصا في إيدي المسلمين حيث سقطت زاريا عام 1805م واستمر النصر حليف الشيخ واتباعه حتي تحقق النصر المبين ودخل عاصمة الإمارة وتسمي الكالاوا في عام 1808 وتم قتل السلطان يونفا مع عدد من اتباعه وانتهت مقاومة الوثنيين وصارت كلمة الذين امنوا هلي العليا وتوافدت القبائل زرافات ووحدانا الي معسكر الشيخ تعلن الدخول في الإسلام والانضمام إلي حلف المسلمين وتوسعت امبراطورية الفولاني وتكونت امارة جديدة واعطي الشيخ اعلانا لاتباعه لاعلان الجهاد في مختلف المناطق فتوسعت رقعة الدولة ودخل الناس تحت راية الجهاد وانتقل الشيخ الي مدينة سيفاوا عام 1809 بينما استقر ابنه محمد بلو في مدينة سوكوتو.
وعادت المنطقة الي حكم المسلمين ولأول مرة تشكلت وحدة سياسية كبري اطلق عليها امبراطورية الفولاني واختلفت التفسيرات حول هذا الجهاد فمنهم من رأي فيه صراعات سياسيا بين الهوصا والفولاني استخدم الفولاني عامل الدين كهدف أو مناورة عسكرية من أجل تحقيق اهدافهم والسيطرة الفولانية علي بلاد الهوصا اما العالم النيجري عبدالله سميث فيري في الحركة أكثر من محاولة مجموعة من الرجال المحرومين من أجل السيطرة السياسية لصالحهم بل هي حركة فكرية تهدف غلي خلق مجتمع مثالي تسوده الشريعة الغراء .
وحاول اعداء الشيخ تفسير الجهاد علي أنه جهاد يخفي وراءه اطماعا سياسية بل ذهب فريق آخر الي أن هذه الثورة قد خططت من أجل مساعدة الفولاني علي السيطرة علي أمور البلاد وتحقيق امتيازات كانوا قد حرموا منها من قبل.
لكن مهما اختلفت الآراء حول اسس الجهاد فإ ن الجميع يتفق علي أن الحركة شمولية ارتكزت اساسا علي الناحية الدينية وأن الشيخ عثمان نفسه حدد الغرض من الجهاد في وثيقة أهل السودان وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهجرة من بلاد الكفار وتنفيذ احكام الشرع وقتال الملك الكافر الذي لايقول ( لا إله إلا الله)
وقامت دولة الفولاني علي نظام الخلافة الإسلامية وصار الخليفة يشرف علي كل امارات الدولة التي احيت الخلافة الإسلامية التي كانت ايام مجد العباسيين وتاصلت جذور الدعوة الإسلامية فنمت وترعرعت وأتت أكلها فتمسك المسلمون بالشريعة الغراء وساد الأمن الذي كانت تحكم به المنطقة وازدهرت الحضارة الإسلامية في كل ارجاء الامبراطورية .
وفي عام 1812م اقتصر دور الشيخ علي التاليف والوعظ والارشاد بعد ان قسم الامبراطورية الي قسمين قسم شرقي تحت اشراف ابنه محمد بلو والآخر غربي تحت اشراف اخيه عبدالله بن فودي وكرس الشيخ الجزء الباقي من حياته في التأمل والدراسة في مدينة سيفاوا ( SIFAWA ) حتي وافاه الأجل المحتوم في عام 1871م بعد أن ارسي قواعد دولة إسلامية استقرت فيها الخلافة وحكم ابناؤه من بعده مدة قرن من الزمان حتي سقوط هذه الخلافة في أيدي البريطانيين في عام 1903م
لقد لعب ابناء الشيخ واحفاده دورا بطوليا ضد الاستعمار الاوربي الذي تكالب علي مناطق الدولة الإسلامية ابتداء من الربع الأخير للقرن التاسع عشر لكن رغم سقوط الدولة عسكرية إلا أن الاسس التي وضعوها والنظم الإسلامية التي ساروا عليها ادهشت الأوروبيين وجعلتهم عاجزين عن ابدال تلك الحضارة الراسخة بنظم جاؤوا بها فاضطروا للابقاء عليها ولم يحاولوا التدخل في شئون المسلمين في تلك الدولة الإسلامية فعاشت حضارتهم وازدادات ازدهارا حتي يومنا هذا .

المراجع :

1-الامام الجبرتي – كتاب التاريخ ، القاهرة 1965م
2- لوثورب – حاضر العالم الإسلامي ، ترجمة سكيب أرسلان ، القاهرة 1971م
3- محمد جلال كشك ، ودخلت الخيل الأزهر ، القاهرة 1976م
4- صبحي وحيد ، أصول المسألة ، القاهرة 1972م
5- عائشة عبالرحمن بنت الشاطيء، القرآن وقضايا الإنسان ( القاهرة : دار العلم للملايين 1975م
6-عامر النجار : التصوف الإسلامي (القاهرة : دار المعارف 1984م)
7-عبدالرازق الكاشاني : رشح الزلال في شرح الالفاظ المتداولة بين ارباب الاذواق والأحوال ( القاهرة : المكتبة الأزهرية 1995)
8-عبدالحليم محمود : استاذ السائرين ، القاهرة ، المكتبة الازهرية 1988
9-عبدالحميد محمد أحمد : الصوفية في السودان مجلة الفيض العدد الثاني 1998م
10-عبدالرحمن احمد عثمان : في موكب النور في مولد النبي المصطفي الرسول صلي الله عليه وسلم ( المجلس القومي للذكر والذاكرين ، طبع بمطابع جامعة افريقيا العالمية 1998 صفحة 12 ومابعدها.
11-الشيخ عبدالمحمود نورالدائم ، ازاهير الرياض ، في مناقب العارف بالله سيدي احمد الطيب ، القاهرة ، مكتبة الازهر.
12-عبدالوهاب الشعراني ، الانوار القدسية في معرفة القواعد الصوفية ( بغداد : دار احياء التراث العربي 1984م
13-عبداللطيف البوني ، در الصوفية في تدامع القبائل بالجزيرة ، مجلة الفيض العدد الثالث 1998م ص 16
14-عبدالله الأنصاري الهروي : منازل السائرين مع العلل والمقامات ( ايران طهران 1979
15- عون الشريف قاسم ، موسوعة القبائل الأنساب في السودان واشهر اسماء الاعلام والاماكن الخرطوم ، افروقراف للطباعة والتغليف
16-المجلس القومي للذكر والذاكرين : الشيخ الجعلي ملف العدد الثامن ، مجلة الفيض 1999
17-محمد نور ودضيف الله كتاب الطبقات
18-الشيخ عبدالمحمود نورالدائم ، نظرات في التصوف
19-مقابلة مع الشيخ عبدالرحيم البرعي بمسجده في المجاهدين يونيو 1999م
20-مقابلة مع الشيخ بن ادريس الحسن الإدريسي شيخ السجادة الإدريسية بمسيدهم بالموردة يناير 1999م
21-الدكتور محمد ابراهيم ابوسليم : تاريخ الخرطوم ( لبنان – بيروت ، دار الجيل 1979) ص 154
22-المجلس القومي للذكر والذاكرين ، البادراب ملف العدد الأول ، مجلس الفيض 1998م

1976m
2011-03-05, 20:02
الزوايا والطرق = قنطرة الشرك والبدع

لولا الطريق ما حفظ الدين في المغرب والمشرق

abdel39
2011-03-06, 07:24
قالت طائفة من الناس:
إنّ الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود ، وإن لم يصر للحاسد مثلها. بخلاف الغبطة فإنها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط. والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود. وهو نوعان:أحدهما كراهة للنعمة عليه مطلقاً فهذا هو الحسد المذموم وإذا أبغض ذ لك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه فيكون ذلك مرضاً في قلبه ، ويلتذ بزوال النعمة عنه وإن لم يحصل له نفع بزوالها. والنوع الثاني: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسداً في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق). ورواه البخاري من حديث أبي هريرة ولفظه(لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه رجل فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا. ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: يا ليتني أوتيت ما أوتي هذا فعملت فيه ما يعمل هذا).فهذا الحسد الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم إلا في موضعين هو الذي سماه أولئك الغبطة ، وهو أن يحب مثل حال الغير ويكره أن يفضل عليه.وقد يشكل هنا تسميته حسداً ما دام همه أن ينعم الله عليه بمثل ما أنعم على صاحبه؟ فيقال: مبدأ هذا الحب هو نظره إلى إنعامه على الغير وكراهيته أن يفضل عليه.ولولا وجود ذلك الغير لم يحب ذلك ، فذلك كان حسداً لإنه كراهة تتبعها محبة. واما من أحب أن ينعم الله عليه مع عدم التفاته إلى أحوال الناس فهذا ليس عنده من الحسد شىْ. ولهذا يبتلى غالب الناس بهذا القسم الثاني.وحقيقة الحسد شدة الأسى على الخيرات تكون للناس الأفاضل وهو غير المنافسة.قال صاحب اللسان:إذا تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته أو يسلبهما هو.وقال الجوهري: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وخصه بعضهم بأن يتمنى ذلك لنفسه والحق أنه أعم.وقال النووي: قال العلماء: هو حقيقي: تمني زوال النعمة عن صاحبها وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصريحة ، ومجازي: هو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها فإذا كانت من أمور الدنيا كانت مباحة وإذا كانت طاعة فهي مستحبة.وقيل :الحسد تمني زوال النعمة عن صاحبها سواء كانت نعمة دين أو دنيا.وقيل: أن تكره النعم على أخيك وتحب زوالها ، فحد الحسد: كراهة النعمة وحب وإرادة زوالها عن المنعم عليه، والغبطة:ألاّ تحب زوالها ، ولا تكره وجودها ودوامها ، ولكن تشتهي لنفسك مثلها.والمنافسة: هو أن يرى بغيره نعمة في دين أو دنيا ، فيغتم ألا يكون أنعم الله عليه بمثل تلك النعمة ، فيحب أن يلحق به ويكون مثله ، لا يغتم من أجل المنعم عليه نفاسة منه عليه ، ولكن غمّاً ألا يكون مثله. وفي الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله ، فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله ويحب زوالها والله يكره ذلك فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته و لذلك كان إبليس عدوه حقيقة لإن ذنبه كان عن كبر وحسد.وللحسد حد وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفة أن يتقدم عليه نظيره فمتى تعدى صار بغياً وظلماً يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه ، ومن نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس.
وقد اُبتلي يوسف بحسد إخوته له حيث قالوا(لَيوسف وأخوه أحب إلى أبينا منّا ونحن عصبة إنَّ أبانا لفي ضلال مبين) فحسدوه على تفضيل الأب له ولهذا قال يعقوب ليوسف ( لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين) ثم إنهم ظلموه بتكلمهم في قتله وإلقائه في الجبّ وبيعه رقيقاً لمن ذهب به إلى بلاد الكفر فصار مملوكاً لقوم كفار ، وقد قيل للحسن البصري: أيحسِد المؤمن ؟ فقال: ما أنساك إخوة يوسف لا أبا لك؟! ولكن غمه في صدرك فإنه لايضرك ما لم تعد به يداً ولساناً. وقال تعالى في حق اليهود(ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفرا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) يودون أي يتمنون ارتدادكم حسدا ، فجعل الحسد هو الموجب لذلك الودّ ، من بعد ما تبين لهم الحق لإنهم لمّا رأوا أنكم قد حصل لكم من النعمة ما حصل - بل ما لم يحصل لهم مثله حسدوكم. وكذلك في الآية الأخرى( أم يحسدون الناس على ما ءاتهم الله من فضله فقد ءاتينا آل إبراهيم الكتب والحكمة وآتينهم ملكاً عظيماً فمنهم من ءامن به ومنهم من صدّ عنه وكفى بجهنم سعيراً) وقال تعالى( قل أعوذ برب الفلق من شر ماخلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد) وقد ذكر طائفة من المفسرين أنها نزلت بسبب حسد اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم حتى سحروه ، سحره لبيد بن الأعصم اليهودي. وقال الله تعالى( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أُوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) أي مما أُوتي إخوانهم المهاجرون . قال المفسرون: لا يجدون في صدورهم حاجة أي حسداً وغيظاً مما أُوتي المهاجرون. ثم قال بعضهم: من مال الفئ ، وقيل: من الفضل والتقدم ، فهم لا يجدون حاجة مما أُوتوا من المال ولا من الجاه ، والحسد يقع على هذا. وكان بين الأوس والخزرج منافسة على الدين ، فكان هؤلاء إذا فعلوا ما يفضلون به عند الله ورسوله أحب الآخرون أن يفعلوا نظير ذلك ، فهي منافسة فيما يقربهم إلى الله كما قال تعالى( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). والحسد يبقى إلى لحظة نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان قبيل قيام الساعة، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والله لينزلن ابن مريم حكماً عادلا، فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص نوع من أشرف أنواع الإبل فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد).

القافلة تسير و....

بن جعفر خالد
2011-04-06, 20:41
الطريقة التيجانية .يجب على على كل مسلم الإطلاع على معتقداتها الضالة , كل ما جا ء في الموضوع صحيح ومشكور صاحبه لأنه نور المسلمين بهذه الطريقة
اخواني كيف نترك سنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به وناخذ باقوال شخص يدعي انه إلتقى بالرسول يقضة في بوسمغون بالبض واهداه الفتح العظيم وهي عبارة عن صلاة الفاتح وهي تعدل في فضلها ختمة للقرآن الكريم 6آلاف مرة وكل تسبيح وقع في الكون .......وأن عمر الناس ذهب هباءا الا أصحاب الفاتحي .....فحتى ابوبكر وعمر و......و.......أعمارهم ذهب هدرا لأنهم لم يعرفوا الفاتح التيجانية .........أيعقل هاذا الهراء او اصبح التيجاني نبيا بعد محمد ...بل أكثر حيث يعتقدوا مريدوا الطريقة أن التيجاني يراهم ويسمعهم في كل مكان والأدى من ذلك يملكه الله في بعض المرات الكون ويقول للشيئ كن فيكون .....أستغفر الله هذه بعض من معتقداتهم .....وأصبح التيجاني الاه بما وصف والعياذ بالله ........من أراد معرفة المزيد يقرأ جوهر المعاني وجوهرة الكمال و......كتب تيجانية
نسأل الله والعافية والحمد لله أن نبينا جاءنا بتشريع سماوي لا غبار فيه .....ولا حاجة لنا بأشخاص نصبوا أنفسهم انبياء بل ارباب واستغفلوا العامة والدراويش من اجل المصالح وجمع المال باسم البركة والصالحين

talbi77
2011-04-06, 22:36
بل هي طريقة شيطانية وليس تجانية فهذا قليل عليهاوصلت بهم الجرأءة ابتداع دعاء اسمه جوهرة الكمان
هل تدرون انو قبل قرائتها يجب الاغتسال ثم الوضوء
نعم حتى ولو كنت طاهرا وليس جنبا عليك الاغتسال ثم الوضوء لقراءة هذا الدعاء
الذي اصبح اكثر قيمة من القران الكريم
لاحول ولاقوة الا بالله
يزعمون انها نزلت علي شيخهم التيجاني في بغداد
الطريقة التيجينية اشر من ابليس نفسه
وصلت بهم الجراء ان مسؤولهم لو اعجبته احدى النساء ولو كانت متزوجة ياخذها من زوحها عادي عنذهم
وجواريه وفاسقاته وفاجراته لا يعدون ولا يحصون
يعيشون في مكان مستور مثل الحيوانات تماما
ان من منطقة فيها القيادة العامة للتيجانية في الجنوب
وهذا معروف عليهم
اللهم زلزلهم واخسف بهم مثل اليابان
التيجانية تنظيم صهيوني اجرامي خطير علىالدين و الدولة والمجتمع
ابن باديس يكرهونه
ويسمونه ابن ابليس
الله ينعلهم في الدنيا والاخرة

talbi77
2011-04-06, 22:46
فيه مقولة مشهورة للابن باديس رحمه الله على هذا الكيان السرطاني
كل الطرق بدع وظلالة الا التيجانية فهي كفر
ولهذا يكرهونه ويسمونه ابن ابليس
مستحيل تجد اعند ابنائهم اسم عبد حميد
لان الشيخ رحمه الله توعدهم بحرب مثل الاستعمار الفرنسي تماما

talbi77
2011-04-06, 23:02
كذب المنجمون ولو صدقوا
هناك التابع لطريقة عن جهل وهم العامة وندعوا الله ان يهديهم
نعم ممكن يكونوا عامتنهم شاركو في دعم الثورة وندعواالله ان يقبل جهادهم
اما قادتهم فمن الظاهر يدعمون الثورة لكن باطنهم وما يفعلونه في السر خيانة وتجسس ضد المجاهدين
وان شاء الله لو اعطاني الله العمر
راح ابحث لكم على صورة لهذا الطلسم الشيطاني المسمى جوهرة الكمان
التي هي عندهم اقدس من القران الكريم
وهنا قالو لليهود الملاعين اسكتوا
نحن لا نريد السلفية العلمية التابعة للاستخبارت السعودية للتجند ابنائنا من حيث لا يشعرون ولا نريد الطرق الظالة الشيطانية الخبيثة
نحن نريد اسلام دين وسط
متفتح واصيل في ان واحد

عبدلله
2011-04-29, 15:25
صاحب السجادة الكبرى يلقي بين يدي فرنسا "خطبة الإخلاص" الجزائر في 23ـ 1ـ 1350 لمراسل الفتح.

نشرت جريدة La Presse Libre وهي جريدة فرنسية استعمارية يومية كبرى تصدر في عاصمة الجزائر في عددها الصادر يوم السبت 16 مايو (28 ذي الحجة: خطبة طويلة ألقاها الشيخ "سيدي" محمد الكبير صاحب "السجادة الكبرى"ـ أي: رئيس الطريقة الصوفية المسماة بالطريقة التجانية ـ بين يدي الكولونيل سيكوني "الفرنسي" الذي ترأس بعثة من الضباط قامت بنزهة استطلاعية في الجنوب الجزائري، ومهدت "لابريس ليبر" للخطبة بكلمة جاء فيها.

وبعد ما طافت هذه البعثة العسكرية في مدينة الأغواط، سافرت إلى عين ماضي المركز الأساسي للطريقة الصوفية الكبرى "التجانية" ملبين دعوى رئيس هذه الطريقة المحترمة المبجلة الشيخ سيدي محمد الكبير، وبعدما تفرجوا على المدينة ـ يعني قرية عين ماضي ـ وعلى الزاوية ذهبوا إلى القصر العظيم الذي شيد بإيعاز من السيدة الفرنسية مدام أوريلي التجاني "أيّم التجاني"، وفي ردهات هذا القصر الرائعة الجميلة أقيمت مأدبة فخمة فاخرة كبرى لهؤلاء الضباط ولنواب الحكومة العسكرية المحلية بالأغواط وعين ماضي، وفي أثناء شرب الشاي قام حبيبنا حسني سي أحمد بن الطالب، وتلا باسم المرابط سيدي محمد الكبير صاحب السجادة التجانية الكبرى خطبة عميقة مستوعبة للخدمات الجليلة الصالحة التي قامت بها الطائفة التجانية لفرنسا وفي سبيل فرنسا في توطيد الاستعمار الفرنسي، وفي تسهيل مهمة الاحتلال على الفرنسيين، وفي إشارات التعقل كانت تسديها هذه الطريقة لمريديها من "الأحباب"...

ثم قالت الجريدة: وحيث طلب منا نشر هذه الخطبة القيمة فإننا ننشرها فيما يلي: وهنا أوردت الجريدة جانباً كبيراً من الخطبة ـ نصفها أو ثلثيها ـ كله ثناء لا يحصى ولا يعد على فرنسا المستعمرة، فوصفها الخطيب بأنها "أم الوطن الكبرى" وانهال عليها مدحاً وشكراً بما لا يخرج عن معنى ما نسمعه دائماً من دعاتها المأجورين، إلا أنه قال: "حتى اعترفوا لفرنسا بالمدنية والاستعمار، وبأنها حملت عنا ما كان يثقل كواهلنا من أعباء الملك والسيادة، وحملة الأمن والثروة والرخاء والسعادة والهناء...

ولكن المهم من الخطبة هو الجانب الأخير منها، لأنه يحوي اعترافات خطيرة مثبتة بتواريخها، ونحن ننقل هذه الاعترافات حرفياً، ونعرضها على صفحات "الفتح" المجلة التي يثق بها المسلمون جميعاً، ولكل مسلم أن يحكم على هذه الاعترافات بما يشاء.

قال الشيخ سيدي محمد الكبير صاحب السجادة الكبرى "التجانية"، وهو "خليفة" الشيخ أحمد التجاني الأكبر مؤسس هذه الطريقة، وهذا "الخليفة" يسيطر على جميع أرواح "الأحباب" المريدين التجانيين في مشارق الأرض ومغاربها:

... إنه من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا مادياً وأدبياً وسياسياً، ولهذا فإني أقول لا على سبيل المنّ والافتخار، ولكن على سبيل الاحتساب والتشرف بالقيام بالواجب... أن تصل بلادنا وقبل أن تحتل جيوشها الكرام ـ كذا ـ ديارنا.

ففي سنة 1838 كان جدي سيدي محمد الصغير ـ رئيس التجانية يومئذ ـ أظهر شجاعة نادرة في مقاومة أكبر عدو لفرنسا، الأمير عبد القادر الجزائري، ومع أن هذه العدو ـ يعني الأمير عبد القادر ـ حاصر بلدتنا عين ماضي، وشدد عليها الخناق ثمانية أشهر، فإن هذا الحصار تم بتسليم فيه شرف لنا نحن المغلوبين، وليس فيه شرف لأعداء فرنسا الغالبين، وذلك أن جدي أبى وامتنع أن يرى وجهاً لأكبر عدو لفرنسا، فلم يقابل الأمير عبد القادر!

وفي سنة 1684 كان عمي سيدي أحمد ـ صاحب السجادة التجانية يومئذ ـ مهّد السبيل لجنود الدوك دوماك، وسهل عليهم السير إلى مدينة بسكرة، وعاونهم على احتلالها.

وفي سنة 1870 حمل سيدي أحمد هذا تشكرات الجزائرين للبقية الباقية من جنود "التيرايور" الذين سلموا من واقعه "ريش ـ هوفن" وواقعه "ويسانبور"، ولكي يظهر لفرنسا ولاءه الراسخ وإخلاصه المتين، وليزيل الريب وسوء الظن اللذين ربما كانا بقياً في قلب حكومتنا الفرنسية العزيزة عليه ـ يعني: من حيث كونه مسلماً ولو بالاسم فقط ـ برهن على ارتباطه بفرنسا ارتباطاً قلبياً، فتزوج في أمد قريب بالفرنسية الآنسة أوريلي بيكار (مدام أو أيّم التجاني بعدئذ)، وبفضل هذه السيدة ـ نعترف به مقروناً مع الشكر ـ تطورت منطقة كوردان هذه ضاحية من ضواحي عين ماضي من أرض صحراوية إلى قصر منيف رائع، ونظراً لمجهودات مدام أوريلي التجاني هذه المادية والسياسية فإن فرنسا الكريمة قد أنعمت عليها بوسام الاحترام من رتبة "جوقة الشرف".

المراسل: وسيدي أحمد هذا لما تزوج في سنة 1870 بهذه المرأة الفرنسية، كان أول مسلم جزائري تزوج بأجنبية،وقد أصدرت هي كتاباً فرنسياً في هذه الأيام أسمته "أميرة الرمال" تعني نفسها، وقد ملأته بالمثالب والمطاعن على الزاوية التجانية، وذكرت فيه أن سيدي أحمد هذا إنما تزوجها على يد الكاردينال لافيجري على حسب الطقوس الدينية المسيحية، وذلك لأن قانون الزواج الفرنسي كان دينياً مسيحياً لا مدنياً، ولما توفى عنها سيدي أحمد هذا خلفه عليها وعلى السجادة التجانية أخوه سيدي علي!...

ولما أنعمت فرنسا بوسام الشرف على هذه السيدة منذ أربعة أعوام، قالت الحكومة في تقريرها الرسمي ما نصه:لأن السيدة قد أدارت الزاوية التجانية الكبرى إدارة حسنة كما تحب فرنسا وترضى، ولأنها كسبت للفرنسيين مزارع خصبة ومراعي كثيرة، لولاها ما خرجت من أيدي العرب الجزائريين "التجانيين"، ولأنها ساقت إلينا جنوداً مجندة من "أحباب" هذه الطريقة ومريديها، ويجاهدون في سبيل فرنسا صفّاً كأنهم بينان مرصوص...

واليوم تعيش هذه السيدة (أيّم التجاني) في مزرعة لها كبرى في ضواحي مدينة بالعباس ـ وهران عيشة المترفين ذوي الرفعة والنعيم، وهي الآن لم تقطع علاقاتها بالزاوية التجانية، بل لا تزال تسيطر عليها، وتقبض على أزمتها، ومع أن الأحباب التجانيين يتبركون بهذه السيدة ويتمسكون بآثارها ويتيممون لصلواتهم على التراب الذي تمشي عليه، ويسمونها "زوجة السيدين"، فإنها لا تزال مسيحية كاثوليكية إلى هذه الساعة، ومن العجيب أن إحدى وستين سنة قضتها كلها في الإسلام وبين المسلمين من (1870 إلى الآن 1930) لم تغير من مسيحيتها شيئاً، وهذا دليل على ما كانت عليه تكنه في قلبها لهؤلاء "الأحباب" الذين حكموها في رقابهم وأموالهم!!.

ولنرجع إلى نقل الاعترفات فنقول: ثم قال سيدي محمد الكبير: وفي سنة 1881 كان أحد "مقاديمنا" سي عبدالقادر بن حميدة مات شهيداً مع الكولونيل فلانير حيث كان يعاونه على احتلال بعض النواحي الصحراوية.

وفي سنة 1894 طلب منا جول كوميون والي الجزائر العام يومئذ أن نكتب رسائل توصية، فكتبنا عدة رسائل، وأصدرنا عدة أوامر إلى أحباب طريقتنا في بلاد الهكار (التوارق) والسودان نخبرهم بأن حملة فوولامي الفرنسة هاجمة على بلادهم، ونأمرهم بأن لا يقابلوها إلا بالسمع والطاعة، وأن يعاونوها على احتلال تلك البلاد، وعلى نشر العافية فيها!!.

وفي سنة 1906ـ 1907 أرسل المسيو جونار والي الجزائر العام يومئذ ضابطه المترجم مدير الأمور الأهلية بالولاية العامة سيدي مرانت برسالة إلى أبي المأسوف عليه سيدي البشير، فأقام عنده في زاوية كوردان شهراً كاملاً لأداء مهمة سياسية، ولتحرير رسائل وأوامر أمضاها سيدي البشير والدي ـ رئيس التجانية يومئذ ـ. ثم وجهت ـ أرسلت ـ إلى كبراء مراكش ـ المغرب الأقصى ـ وأعيانها وزعماء تلك البلاد وجلهم ـ أو قال: وأكثرهم ـ تجانيون من أحباب طريقتنا نبشرهم بالاستعمار الفرنسي، ونأمرهم بأن يتقبلوه بالسمع والطاعة والاستسلام والخضوع التام، وأن يحملوا الأمة على ذلك، وأن يسهلوا على جيوش فرنسا تلك البلاد.

وفي الحرب العالمية الكبرى أرسلنا ووزعنا في سائر أقطار شمال أفريقية منشورات تلغرافية وبريدية استنكار لتدخل الأتراك في الحرب ضد فرنسا الكريمة وضد حلفائها الكرام، وأمرنا أحباب طريقتنا بأن يبقوا على عهد فرنسا وعلى ذمتها ومودتها.

وفي سنة 1913 إجابة لطلب الوالي العام للجزائر أرسلنا بريداً إلى المقدّم الكبير للطريقة التجانية في السنغال سيدي الحاج مالك عثمان ساي نأمره بأن يستعمل نفوذنا الديني الأكبر هناك في السودان لتسهيل مأمورية كلوزيل الوالي العام للجزء الشمالي من إفريقية الغربية ـ أي: لكي يسهل عليه احتلال واحة شنقيط.

وفي سنة 1916 إجابة لطلب المريشال ليوتي عميد فرنسا في مراكش كان سيدي علي ـ صاحب السجادة الرئيس الذي كان قبلي ـ كتب مئة وثلاث عشرة رسالة توصية، وأرسلها إلى الزعماء الكبار وأعيان المغاربة يأمرهم بإعانة فرنسا في تحصيل مرغوبها وتوسيع نفوذها وذلك بواسطة نفوذهم الديني!...

وفي سنة 1925 في أثناء حرب الريف أرسلت أنا ـ حبيبنا ـ المخلص ومريد طريقتنا ومستشارنا المعتبر حسني سي أحمد بن الطالب ـ الذي قرأ هذه الخطبة بلسان سيده ـ إلى المغرب الأقصى، فقام بدعاية كبرى ـ وبروباغندا ـ واسعة في حدود منطقة الثوار، وتمكن من أخذ عناوين الرؤساء الكبار والأعيان الريفيين "والمقاديم" وأرباب النفوذ على القبائل الثائرة، وكتبنا إليهم رسائل نأمرهم فيها بالخضوع والاستسلام لفرنسا، وقد أرسلنا هذه الرسائل إلى "مقدّمنا" الأكبر في فاس، فبلغها إلى المبعوث إليهم يداً بيد.

وبالجملة فإن فرنسا ما طلبت من الطائفة التجانية نفوذها الديني إلا وأسرعنا بكل فرح ونشاط بتلبية طلبها وتحقيق رغائبها، وذلك كله لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا "النبيلة".

والله المسؤول أن يخلد وجودها بيننا لنتمتع برضاها الخالد!. ثم لما ختم خطبته هذه بالثناء العاطر على الموظفين الفرنسيين وعلى الضباط العسكريين واحداً واحداً، ومدح الوالي العام الحالي ووصفه بأنه "المستعمر الأكبر".

وما إن انتهى الشيخ من خطبته حتى نهض ليوتنان كولونيل سيكوني رئيس البعثة العسكرية وشكر الشيخ وأثنى عليه، ثم قال له: "من كمال مروءتك وإحسانك يا سيدي الشيخ (المرابط) أنك لم تذكر ولا نعمة واحدة من النعم التي غمرتني بها، فأنت الذي أنجيتني من التوارق الملثمين، وأنقذتني من أيديهم... وهكذا جعل الكولونيل يذكر مناقب أخرى للشيخ كثيرة.

أ هـ .

عبدلله
2011-04-29, 15:29
ويقول بول أودينو:

"خلال السنين الستين الأخيرة كانت التيجانية تقدّم لنا العون، ومنذ سنة 1911م ونحن نستغل نفوذها القوي في جنوبي الغرب وموريطانيا والريف".

ويقول روم لاندو:

"وقد خبر الفرنسيون قضية الطرق الصوفية والدور الذي تلعبه مرات متعددة من قبل، وثمة وثيقتان قلما يعرفها الناس تزودنا بالمعلومات الطريفة: أولاهما رسالة بعث بها قبل قرن من الزمن المارشال (بوجو) أول حاكم للجزائر، إلى شيخ التجانية ذات النفوذ الواسع، إذ أنه لولا موقفها المشبع بالعطف لكان استقرار الفرنسيين في البلاد المتفتحة حديثاً أصعب بكثير مما كان.

ويقول المارشال في نهاية الرسالة: عند ما تشعر بحاجة إلى شيء ما أو إلى خدمة من أي نوع كانت فما عليك إلا أن تكتب إلى مرافقي الذي سيسرّه أن يبلغني رغباتك.

ثم قال (روم لاندو): ووثيقتنا الثانية تلقي ضوءاً على طريقة الإقناع أنها إعلان بعث به خليفة التجاني الذي تلقى رسالة المارشال (بوجو) إلى أتباعه بمناسبة الحرب بين فرنسا والأمير عبد الكريم سنة 1925م يدعو فيه إخوانه إلى مؤازرة الدولة المسيحية ضد مواطنيهم من المسلمين. ويقول الشيخ التجاني محمد الكبير بن البشير في هذا الإعلان: أن فرنسا تكافئ على الخدمات التي تقدّم لها... وفرنسا قد انتصرت مؤخراً في حرب (1914م ـ 1919) على واحدة من أعظم دول أوربا وأقواها. ألا ينصر سبحانه ويمنح عباده من يشاء".

وينقل عن جوليان أنه أثنى على الحكومة الفرنسية قائلاً:

" لقد عرفت الحكومة الفرنسية كيف تجمع المتصوفة الذين سوّلتهم وحمتهم"

فهذه هي إحدى الطرق الصوفية المشهورة في شمال أفريقيا والغرب وبلاد المغرب العربي فصلنا القول فيها لما لها من أهمية ومكانة عند المغفلين والسذج من الناس، ولا زال كثير من الذين أعياهم العلم، وأعماهم التعصب، واستولى عليهم الجهل، وأقعدهم الكسل والبطالة أو أكل أموال الناس بالباطل يعتنقونها ويروجون أباطيلها وينشرون أضاليلها ويؤولون مقولاتها مبتعدين عن الحق حائرين متحيرين، ومن يضلل الله فما له من هاد.

من كتاب " دراسات في التصوف " ص 273 .

كوعليم
2011-05-05, 12:09
اريد من الاخ الوهابي....ان يتحدث لنا عن الوهابية....من اين جاءت...وما اهدافها....وما هو الاستعمار والارض التي حررتها....وان يعطينا اسم وهابي واحد من الابطال المقاومة المعروفين....وان يذكر لنا اسم احد مشايخ الوهابية ممن يحرضون على الجهاد الحق وليس التكفير والتفجير ..... ارجوا من الاخ ان يجيب حتى يسمع منا ما يسره.... وهذا قبل ان يتكلم عن سادته الذين بدمائهم هو اليوم ينعم بالحرية....لا بالكتيبات السندويتش التي تاتينا من السعوجية

menaceurcom
2011-08-12, 23:18
على هذا الرابط
http://ia600404.us.archive.org/28/items/MUCHTAKHARIF/MUCHTAKHARIF.pdf
او
http://www.9alam.com/forums/showthread.php/11691-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%B4%D8%AA%D9%87%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%AF-%D8%B2%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%86%D9%82%D9%8A%D8%B7%D9%8A

ابومحمدالسعيد
2011-08-12, 23:28
كل جزائري شارك في تحرير الجزائر باستثناء الحركة و قد ذهبو مع الاستعمار

فلا يتزايد احد على الاخر

بديدة رشيد
2012-05-04, 22:36
لن أقول شيئا ولكن أقول لأعضاء هذا المنتدى كما قال الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" فلا أحد يحق له أن يعقب ولا أن يعلق ولا أن يعجب بأي منشور دون الرجوع إلى المصادر و المراجع الأساسية.فالإنسان محاسب -إخوتي وأخواتي-عن كل إشارة بدرت منه فاتقوا الله.

sahratube.com
2012-05-04, 22:46
يا إخوان
أنا أرى أنه يجب أن نكون واعين لكل محاولات التدليس واللبس التي يعتمدها أعداء المسلمين
لتكريس الفرقة ومظاهر التشتت في المجتمعات العربية والإسلامية

فالمخطط أمسى واضحا

ضرب الأمة الإسلامية من الداخل

أما الطرق الصوفية فلا يعدو الأمر على أنها نمط إيجابي تعرفه الأمة الإسلامية منذ القدم إلى جانب العديد من المذاهب التي تندرج ضمن المذهب الواحد الصحيح والشامل لها وهو مذهب أهل السنة والجماعة ، وهي إلى جانب غيرها من الحركات الإسلامية والتنظيمات السياسية والحزبية والدعوية تشكل تكاملا فيما بينها

فالمطلوب إذن عدم العمل على تعميق الفجوة بين مكونات الأمة في الوقت الذي تستباح فيه دماء شعوبها
وشكرا

النينجا الغامض
2012-05-10, 13:02
بارك الله فيك

عبد الله-1
2012-05-10, 14:12
الطرق الصوفية عالم من الجهل والضلال وقد حاربهم ابن باديس وجمعيته في الجزائر ويحاربهم أهل العلم في كل مكان ولقد كان سببا في استعمار شعوبهم لأن الاستعمار يحتل البلاد التي يسودها الجهل والتخلف .
لكن صراحة لا أخاف على الأمة من هذا الخطر لأن هذه الفرق الضالة الخبيثة قيض الله لها أسودا من أسود السنة يحاربونهم بالقرآن والسنة رغم أن في المنطقة التي أسكن فيها فيه عدة طرق صوفية خبيثة ولكن الكثير من الشباب عرف أمور دينه ولا خوف عليه إن شاء الله.
ولمن يقول بأن هذه الفرق هم من أهل السنة ويدافع عنهم أقول:
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل تلك الطقوس؟ هل عمل الصحابة تلك الطقوس الغريبة الراقصة الماجنة؟
مع العلم أن ممن ينتسبون للصوفيه عندنا أفعالهم خبيثة غير محافظين على الصلوات وفيهم من لايصلي إطلاقا وفيهم من يعمل امورا أستحيي من ذكرها والله.

عبد الله-1
2012-05-10, 14:19
يا إخوان
أنا أرى أنه يجب أن نكون واعين لكل محاولات التدليس واللبس التي يعتمدها أعداء المسلمين
لتكريس الفرقة ومظاهر التشتت في المجتمعات العربية والإسلامية

فالمخطط أمسى واضحا

ضرب الأمة الإسلامية من الداخل

أما الطرق الصوفية فلا يعدو الأمر على أنها نمط إيجابي تعرفه الأمة الإسلامية منذ القدم إلى جانب العديد من المذاهب التي تندرج ضمن المذهب الواحد الصحيح والشامل لها وهو مذهب أهل السنة والجماعة ، وهي إلى جانب غيرها من الحركات الإسلامية والتنظيمات السياسية والحزبية والدعوية تشكل تكاملا فيما بينها

فالمطلوب إذن عدم العمل على تعميق الفجوة بين مكونات الأمة في الوقت الذي تستباح فيه دماء شعوبها
وشكرا
إتق الله أخي الكريم الصوفية هم فرقة ضالة حتى شك الإمام مالك في إسلامهم فكيف تدافع عنهم بهذه الطريقة .
إذا كنت لا تعلم فتعلم دينك أخي الكريم .

meur@
2012-05-10, 14:58
ان ارى في فترة الاستعمار الناس تتبع الصوفية فهذا شيئ عادي لما كان عليه الناس من الجهل ..ولكن لا عذر لشخص يتبع الصوفية في هذا الوقت الا ان كان لا يريد مفارقة الجهل...كل شي باين

نـور على الدرب
2012-05-10, 15:06
ان ارى في فترة الاستعمار الناس تتبع الصوفية فهذا شيئ عادي لما كان عليه الناس من الجهل ..ولكن لا عذر لشخص يتبع الصوفية في هذا الوقت الا ان كان لا يريد مفارقة الجهل...كل شي باين
نعم بارك الله فيك

hamiddeg
2012-05-10, 15:30
الطريقة التيجانية من اكبر الطرق الصوفية و هي أكثر فرقة اسلامية نفيرا فالحمد لله الواحد انها كانت السبب في نشر الإسلام في ربوع القارة الافريقية فأين ذهبت عن عقولكم هذه الفضائل ثم من قال بأنها ساندت المستعمر أرجعوا إلى كتب التاريخ و سترون ان مشائخها و أتباعها كانوا من بين المجاهدين الأفذاذ ولكم في جميع دول العالم الاسلامي المثل فهذا الشيخ عز الدين القسام مقدم في الطريقة التجانية .
لقد قال لي ذات مرة أحد الوهابيين الأوباش لإن بقيت افريقيا على عبادة الأوثان خير لها من أن تدخل الاسلام عن يد التيجانية . و قال كذلك أزني بأمي ولن أتبعها . استغفر الله فأنت ........
اما القائل بأن المتبع لطريق التجانية جاهل فلعمري لهو الجاهل الحاقد الأعمى .
أما من قال بأن الامام مالك رضي الله عنه قد ذم الصوفية
تعريف الصوفية: قال القاضي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى : ( التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية )( الرسالة القشيرية).
وقال الإمام أبو القاسم الجنيد رحمه الله تعالى: ( التصوف أن يختصك الله بالصفاء فمن صفا من كل ما سوى الله فهو صوفي) . ( مقدمة الشيخ عبد الحليم محمود على كتاب غيث المواهب العلمية في شرح الحكم العطائية )
ما قيل في تعريف الصوفي: سئل الإمام سهل بن عبد الله التستري من الصوفي؟ فقال: ( من صفا من الكدر وامتلأ من الفكر وانقطع إلى الله من البشر واستوى عنده الذهب والمدر)( التعرف لمذهب أهل التصوف والموسوعة اليوسفية في بيان أدلة الصوفية) .
ما قيل في تعريف الصوفية: قال السراّج رحمه الله تعالى: إذا قيل لك : الصوفية من هم في الحقيقة ؟ صفهم لنا , فقل: هم العلماء بالله وبأحكام الله العاملون بما علمهم الله تعالى, المتحققون بما استعملهم الله عز وجل)( اللمع) .
أقوال الأئمة في التصوف: قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق) (حاشية العدوي على شرح الزرقاني على متن العزية في الفقه المالكي وشرح عين العلم وزين الحلم للإمام ملا علي القاري).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ( حبب إلّي من دنياكم ثلاث : ترك التكلف وعشرة الخلق بالتلطف والاقتداء بطريق أهل التصوف) ( كشف الخفاء ومزيل الإلباس للعلامة العجلوني) .
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى عن الصوفية: ( لا أعلم أقوامًا أفضل منهم) ( غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ونقل هذا الكلام العلامة السفاريني الحنبلي عن إبراهيم بن عبد الله العلاني).
أهمية علم التصوف: قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: ( وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والرياء ونحوها) فقال الغزالي: ( إنها فرض عين) ( الأشباه والنظائر).
وقال حجة الإسلام الغزالي رحمه الله تعالى بعد أن اختبر طريق التصوف ولمس نتائجه وذاق ثمراته:
( الدخول مع الصوفية فرض عين , إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ) . (النصرة النبوية على هامش شرح الرائية للفاسي وإيقاظ الهمم لابن عجيبة).

حقيقة الصوفية: قال الإمام أحمد الرفاعي رحمه الله تعالى : ( كل حقيقة ردتها الشريعة فهي زندقة إذا رأيتم شخصًا تربع في الهواء فلا تلتفتوا إليه حتى تنظروا حاله عند الأمر والنهي ) ( البرهان المؤيد للإمام أحمد الرفاعي رحمه الله تعالى )

أصول طريق الصوفية: يقول شيخ الإسلام النووي رحمه الله تعالى: إن أصول طريق التزكية :
- تقوى الله تعالى في السر والعلانية .
- اتباع السُنة في الأقوال والأفعال .
- الرضا عن الله في القليل والكثير .
- الرجوع إلى الله في السراء والضراء ( مقاصد الإمام النووي في التوحيد والعبادة وأصول التصوف) .

moussa salim
2012-05-10, 15:53
صاحب هذا الموضوع ينطبق عليه قول الساعر:

كضرائر الحسناء قلنا لوجهها*حسدا وبغضا إنه لذميم

ومنذ أن ظهرت الطائفة التي تسمي نفسها بـ (السلفية) وهي تسعى بأي شكل من الأشكال إلى محاربة روح الدين ألا وهو التصوف

وتحاول دوما أن تجعله ذلك المتهم، سواء في العقيدة أو في الفكر أو التشكيك في جهادها كما فعلوا مع الكثير من الطرق الصوفية

ونسوا أو تناسوا أن الجهاد في الجزائر إنما كان عن طريق رجال التصوف: الأمير عبد القادر الجزائري-الشيخ الحداد-الشيخ بوعمامة-الشيخ محمد المقراني-لالة فاطمة انسومر- والقائمة طويلة جدا..

ومن هنا قال الأستاذ "محمد قناش" في كتابه (المواقف السياسية بين الإصلاح والوطنية)
""..التوجيه السياسي في الجزائر: يتميز الاحتلاف الفرنسي للجزائر بفترتين متباينتين: الأولى فترة الإحتلال العسكري المبني على الاستيلاء على الأرض الجزائرية وسكانها وخيراتها وتمتد هذه الفترة إلى ما بعد الثمانين وقد قام الشعب الجزائري أثناءها بمقاومة مسلحة تحت راية الطرق الدينية والزوايا على أساس ديني لا يقبل المساومة ولا يرضى بالعيش تحت حكم الكافر...."" ص 99


هذه حقائق تاريخية بسيطة لا ينكرها إلا معاند وكابر للحق والحقيقة

نأتي الآن لصلب الموضوع وهو الطريقة التجانية:

لقد طالبنا في أكثر من مرة أن تأتونا بمصادر موثوقة عن هذه المزاعم، لكن للأسف لم نجد الجواب المقنع

والعجيب أنك ترى أحدهم يقول:

نشرت جريدة la presse libre وهي جريدة فرنسية استعمارية يومية كبرى

فهل هذا هو المصدر الموثوق الذي تدعون؟ جريدة "فرنسية" "استعمارية"

صحيح، إذا لم تستح فافعل ما شئت
************************
إتق الله أخي الكريم الصوفية هم فرقة ضالة حتى شك الإمام مالك في إسلامهم فكيف تدافع عنهم بهذه الطريقة .
إذا كنت لا تعلم فتعلم دينك أخي الكريم .

هلا تتفضل وتذكر لنا عبارة الإمام مالك عليه رحمة الله كاملة، مع ذكرك للمصادر؟

يقول الشاطبي في كتابه الاعتصام :" إن كثيرا من الجهال يعتقدون (في الصوفية) أنهم متساهلون في الإتباع ، والتزام ما لم يأت في الشرع التزامه، مما يقولون به ويعملون عليه ، وحاشاهم من ذلك أن يعتقدوه أو يقولوا به."
وقال أيضا في كتابه الموافقات :" وقد بنو نحلتهم على إتباع السنة وهم باتفاق أهل السنة صفوة الله من الخليقة."
*****************
*****************

لكن قولوا لي أنتم يا من تستشهدون بالإمام عبد الحميد بن باديس:

كم مرة دخل للسجن؟ وهل كان يعاني من تضايق وتقييد في تحركاته؟

ثم أجيبوني بتفسيرات معقولة عن الكلام الذي نشره في جريدة البصائر، وهذا بعض منه:

وبعد فما ينقم علينا الناقمون ؟ أينقمون علينا تأسيس جمعية دينية إسلامية تهذيبية تعين فرنسا على تهذيب الشعب وترقيته ورفع مستواه إلى الدرجة اللائقة بسمعة فرنسا و مدنيتها و تربيتها للشعوب و تثقيفها فإذا كان هذا ما ينقمون علينا فقد أساءوا إلى فرنسا قبل أن يسيئوا إلينا , و قد دلّوا على رجعية فيهم و جمود لا يتناسبان مع المبادئ الجمهورية و لا مع حالة هذا العصر . أفتكون في الهند جمعيات للعلماء تقوم بأعمالها بغاية الحرية و الهناء عشرات من السنين تحت السلطة الإنجليزية الغاشمة القاسية وتضيق صدوركم أنتم عن تكوّن جمعية واحدة للعلماء المسلمين بالجزائر تحت المبادئ الجمهورية العادلة المشعة بعلومها على الأمم فتناهضوها و هي ما تزال في المهد , أفظننتم أن الأمّة الجزائرية ذات التاريخ العظيم تقضي قرنا كاملا في حجر فرنسا المتمدنة ثم لا تنهض بجنب فرنسا تحت كنفها يدها في يدها فتاة لها من الجمال و الحيوية ما لكل فتاة أنجبتها أو ربّـتها مثل تلك الأم أخطأتم يا هؤلاء التقدير وأسأتم الظن بالمربي و المربى و بعّدتم عن العلم بسنن الكون في نهضات الأمم بعضها ببعض عند الاختلاط أو التجاور أو الترابط بشيء من روابط الاجتماع .
انظروا شيئا إلى ما حواليكم من الأمم و تأملوا فيما تنادي به الشعوب و ما تعلنه من مطالب فإنكم إذا نظرتم و تأملتم حمدتم لهذه الجزائر الفتية نهضتها الهادئة و تمسكها المتين بفرانسا و ارتباطها القوي بمباديها و عدها نفسها جزءا منها و قصرها لطلبها منها على أن تعطى جميع حقوقها كما قامت بجميع واجباتها و أن لا يتقدمها في أيام السلم من قد لا يساويها في أيام الحرب .
لا ، لا أخالكم تنظرون و لا تتأملون فإن الأثرة المستولية على النفوس حجاب كثيف يحول دون رؤية الحقائق كما هي و يحول حتى دون رؤية مصلحة فرنسا الحقيقية نفسها . و إنّي لأفهم من مناهضتكم العجيبة للجمعية هي جمعية دينية تهذيبية بعيدة عن كل سياسة ـ أنّكم لا تريدون من الجزائر إلاّ أن تبقى جامدة و أن لا تتمتع بشيء من الحق إلاّ ما لا غناء فيه و لا بقي معه ـ و لعمر الحق أنّ من يريد هذا بالجزائر اليوم لمخالف للشريعة و الطبيعة إذ من الطبيعي أن تتحرك الجزائر ضمن الجمهورية الفرنسية في زمان تحرك ما فيه حتى الحجر , ومن الشرعيّ أن تنال منها الحقوق كفاء ما قامت به من الواجبات .
آستكثرتم على الجزائر أن تكون لها جمعية لها منزلتها العظيمة في قلبها و جريدة لها قيمتها الكبيرة في نظرها ؟ فنبشركم أنه سيكون للجزائر الفرنسية جمعيات و صحف و سيكون لها وسيكون. . . حتى يقف المسلم الجزائري مع أخيه من بقية أبناء فرنسا على قدم المساواة الحقة التي يكون من أول ثمراتها الاتّحاد الصحيح المنشود للجميع .
أم هالكم أن يكون في أبناء الجزائر الفرنسوية من لا يزحزحه عن مبدئه وعد و لا وعيد و لا يستهويه رنين و لا زخرفة ؟ فنبشركم بأن الجزائر المفطورة على مبادئ الإسلام و المتغذية بمبادئ فرنسا أنجبت و تنجب رجالا كما رأيتم و فوق ما تظنون رجالا تفتخر بهم فرنسا كما تفتخر بسائر أبنائها الأحرار .
كونوا كما تشاءون أيّها السادة فلكم ـ و أنتم تمثلون ما تمثلون ـ كل احترامنا , و ظنوا بنا ما تشاءون فإنّا على بصيرة من أمرنا و يقين من استقامة خطتنا و نبل غايتنا . و مهما تبدلت اعتقاداتنا في أناس بتبدل معاملاتهم لنا فلن تتبدل ثـقتنا بفرنسا و قانونها .
و على خطتنا المستقيمة و هي نشر العلم و الفضيلة و مقاومة الجهل و الرذيلة .
و على غايتنا النبيلة و هي تثقيف الشعب الجزائري المرتبط بفرنسا و رفع مستواه العقلي والخلقي و العملي إلى ما يليق بسمعة فرنسا .
و على ثقتنا بعدالة فرنسا و حرية الأمّة الفرنسية و ديموقراطيتها .
ـ أسّست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و أسّست جريدة << السنّة >> المعطلة ، و أسّسنا اليوم بدلها جريدة << الشريعة المطهرة >> و ستقوم ـ إن شاء الله ـ مقامها و تحل من القلوب محلها والله المستعان و هو حسبنا و نعم الوكيل. اهــ
********

ياسرمحمد
2012-05-30, 10:42
بارك الله فيك

mouha.24
2012-10-20, 12:12
نحن لا نريد السلفية العلمية التابعة للاستخبارت السعودية للتجند ابنائنا من حيث لا يشعرون!!!!!!!!!!!!??????

نحن نريد اسلام دين وسط
متفتح واصيل في ان واحد
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
?????????????????
ا ريد توضيخ اكثر اخي الكريم

challenge
2012-10-28, 12:09
بارك الله فيك

الجليس الصلح
2012-11-08, 06:54
شكراعلى الموضوع المثير والهام

novosti
2014-10-14, 19:59
فيه مقولة مشهورة للابن باديس رحمه الله على هذا الكيان السرطاني
كل الطرق بدع وظلالة الا التيجانية فهي كفر
ولهذا يكرهونه ويسمونه ابن ابليس
مستحيل تجد اعند ابنائهم اسم عبد حميد
لان الشيخ رحمه الله توعدهم بحرب مثل الاستعمار الفرنسي تماما

السلام عليكم. ان الموضوع المطروح هام جدا وشائك ولكن يتطلب منا ان ناتى بالبرهان ولا نقذف الناس بالباطل و بما ليس فيهم وان نتقى الله سبحانه وتعالى ولا ندعى العلم والمعرفة لان كل كلام سنحاسب عليه عند الله سبحانه وتعالى يوم لا يتفع الندم. اقول للاخ الكريم talbi الذى يمثل وبلاد حياء الاستعمار الفرنسى البغيض بالتيجانية والذى يستشهد حسب قوله بمقولة الشيخ ابن باديس رحمه الله التى اشك في مصدرها " كل الطرق بدع وظلالة الا التيجانية فهى كفر " احذر اخى من هذا النوع من الكلام الخطير لان الشيخ حسب ما نعرف عنه لا يمكن ان يقول مثل هذا الكلام فى اخوانه التيجانيين المسلمين الذين يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. هل يعقل ان نصدق هذا الكلام خاصة اذا جاء من افواه العلماء ! بربك ماذا يقول ابن باديس اذا كان هذا كلامه فعلا والذي يكفر التيجانية او التيجانيين غذا لرب العالمين. هل له الحق ان يكفرهم وهم يوحدود الله ويكبرونه ويستغفرونه صباح مساء ؟! اتقوا الله يا اخوان وان كل الطرق الصوفية جاءت الا لخدمة الاسلام وليس العكس كما يحلوا للبعض ان يقول. تذكروا الدور الذى لعبته الزوايا فى الجزائر ابان الاستعمار الفرنسى. فلولاها لما بقى للاسلام اثار فى هذا الوطن. لقد حافظت على الهوية وعلى الدين الاسلامى عندما اراد الاستعمار الفرنسى القضاء علي اللغة والاسلام ولكن كانت الزوايا بالمرصاد والتاريخ يشهد عليها من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب. ان الدين يتكلمون فى الطرق الصوفية بشكل عام ما هم فى الحقيقة الا ادناب الوهابية التى تريد السيطرة على البلاد الاسلامية. وانها تريد خراب بيوت المسلمين من الداخل. فبدلا من الانشغال بالاخرين كان عليها ان تنشغل بما يجرى فى عقر دارها بالسعودية. اننا نعرف السادة التيجانيين عن قرب اشد المعرفة فى بلادنا وهم انقياء اتقياء رجال دين يسعون دائما للخير وان هذه الافتراءات من الاعداء ما هى الا لتضليل الناس فقط. اننا نشهد عليهم بانهم مسلمون يحبون الله ورسوله ويعظمونهم ويحبون الخير للجميع اما ما يصدر من بعض المتطفلين على الطريقة التيجانية فنقول بان شيخ الطريقة سيدى احمد التيجانى رضى الله عنه برىء منهم وبرىء من كل ما يصدر منهم فى مقولته المشهورة " زنوا كلامى بالقران والسنة فان خالفهم فاضربوه عرض الحائط ". اذن ماذا تريدون اكثر من هذا ايها المشككين !
ختاما لكلامى اقول لهؤلاء الاعداء المتعصبين الذين يشنون الحرب على الطرق الصوفية بشكل عام والطريقة التيجانية بشكل خاص وعلى اولياء الله احذروا فان الكلام فى الاولياء لحومهم مسمومة. وارجعوا الى كتاب الله عز وجل الذي يقول فيه رب العزة " الى ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون " وقال ايضا سبحانه وتعالى فى حديث قدسى " من عاد لى وليا ادنته بحرب ". فالنتقى الله فى انفسنا ولا نقول الا ما يرضى الله ورسوله. السلام عليكم.