مشاهدة النسخة كاملة : إضرب القانون بالأرض ولتكن ساعة وساعة .. يا حبيب
يوسُف سُلطان
2010-11-09, 13:25
إضرب القانون بالأرض ولتكن ساعة وساعة .. يا حبيب
بين رأس وعقل تتراكم الأفكار مزدحمة تتقاذفها جدران الصمت والثرثرة .. أحاول أن أتجاهلها وأتركها رزقا للريح فتغلبني ككلّ مرة في معركة الأوراق ، و إلى صفحة مغرورة من دفتري المحتوم تقودني لأستسلم لها وأسلّمها أناملي ، فتتسابق مع انحناءات ريشتي وتتقاذفها الكلمات من هامشٍ محبوب على يمين الكون ..
تنبعثُ الكلمات كشعاع يعصِفُ أسطرا تفتك بالبياض ، وتراني أستعجلُ ككلّ مرةٍ نيّتي فتنسى نفسي البسملة ، وأعود جريا لأبنيها في سطر ضيّق بالكاد يسعُ حروفها ..
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا رأس وكذا يقول :
فالرجل منّا ضاق ذرعا بكم واصفّرت رؤيته واسوّدت نظرته ، وصار صدره يسحب الهواء بغير شهيّة .. أنفاسا تعذّب قصباته في هاته الساحة ..
هاته الساحة التي هي منتدانا والتي أملنا فيها الراحة بعد تعب يومنا ، وناشدنا فيها الهدوء بعد صخبٍ وضوضاء بطول يومٍ مليء بالأشغال والواجبات ، وللأسف صار التعبُ والصخب يلازمان الصدور ويتواصلان معنا في العمل ، في البيت في الطريق ، في المنتدى .. حيثما حلّ وحطّ .. الواحدُ منّّا ، وصار الجميع يأمر ويتآمر على أفكاره، وحرّيته بأسماء وأعذار...
فها هو الرئيس فيالبلاد يأمر باسم الشعب و الدستور ولا بأسَ قلنا من أجل الجزائر ، وهذا المدير في العمل يأمر باسم الواجب ومقتضيات العمل ولا بأس رضينا من أجل اللقمة الحلال ، و ذاك الشرطيّ في الطريق يأمر باسم الأمن وقوانين المرور ومن أجل حياة أولادنا وجيوبنا أطعنا خوفا وطمعا ، والأب في البيت يأمرباسمهِ ربّا للعائلة ، والزوجة والأولاد باسمِ الأسرة والمجتمع ، كلّهم يأمرون و يتآمرون على هذا الجسد النحيف والأفكار المسلوبة ، والحرّيّة الضائعة ، ويعبثون بأذنيه ، فإذا هما أشبه بأذني أرنب – ونظلم الأرنب هنا بعذرٍ، حتى لا نهبط في الكلام – ونذكر من الخلائق ما يُدخل الوساوس والظّنون .
من الظنون إلى الشاعرية
و يجيء المساء أخيرا مبتسما معانقا ويخفت ضوء النهار وتتبدّلُ ضوضاءهُ شاعرية حالمة تُنزلُ معها السكينة والسعادة و كأننا انتقلنا لكوكب آخر ،
تنتهي الواجبات وتسكت الهواتف عن الرنين وترتخي عضلات الوجه العابس طول النهار، وحين نغلق هواتفنا ونغلق على أنفسنا الغرف ونفتح المنتدى ونجلس نُقابِل هواياتنا هربا إلى الراحة والإستمتاع ، تلسعنا الأوامر كرّة أخرى .. في .. وباسم القانون أيضا .. فيا له من شقاءٍ
ورّطنا أنفسنا فيه .
وهذا عقل وكذا يقول :
ونسينا أيّهاالإخوان أنّ الدّين المعاملة ، ونحن حيثُ نتعامل مع بعضنا فكأننا نتعبّد ..وإنّنا نتعبّد ..
بكلمة طيّبة لهذا هنا ، ومعونة لذاك هناك ، وتذكرة بينهما ، فنخرجُ من سُويعة نقضيها بالمنتدى وقد حطّ الواحد منّا بعض وزره ،واستغفر للبعض المتبقي ، وجاء يومئذ وكتابه بيمينه ..
أفليس هذا هو الفلاح أيّها الأصحاب ؟
نعم عن لغتي أتحدّث ، وليس عن غيرها
أيّ فرد منّا يجهل بالله رفعة هذه اللغة ومقامها ، حتى نذكر لبعضنا ونُراجع معا الذي غفلنا عنه واحتقرناه من القول
فوصيّتي ألاّ يتحدّث الأصحاب سوى بالفصحى ما استطاعوا .. ساعة وساعة
هي اللغة نعم .. وعاء الحضارة ، وممارساتنا اللغوية هي اللغة ، وأيّ خروج فيها يستهلك جزءا من المخ والقلب والمشاعر ويبعد عن الأصل
و حيتُ الشعور يأتي بالتعوّد فمن عوّد نفسه الفصحى شعر بها وفكر بها وعاش بها وعمل بها ،وبذلك تخلّص من العامية التي يحبها الأعداء ، فقط لأنّها تُبعدنا عن لغة القرآن التي فيهاالهداية والثواب، وبها نفهم السُنن ودُرر السلف ، ونواكب العلوم جميعا ، ومعها ترتقي الأنفس وتستعيد شيم الأباة من تراثهم الفصيح
فهلا وعينا الدرس ؟
إنها لغة الكرامةومقدمة العزة
أفيصير القرآن غريبا على العقول ، ولا يجتهد الناس لتعلّم الفصحى ؟!
بها نزل القرآن يا رِجال ، وبها تحدّث سيّد الخلق رسول الله عليه أفضل الصلوات والتسليم
ومن ضيّعها فكَمَنْ استبدل الخير بالذي هو أدنى حتى إذا سار إلى الأدنى ، وفي الأدنى الصّعابُ كلّها والعُسر فلا تطمع ، وفي الخير كلّ سهل ويُسر .
هل هي صعبةٌ مستعسرة؟
لا والله بل خُيّل إلينا .. بل هو الحبّ وسرّه
العربية أوسع لغات الأرض ولا توجد لغة بنفس السعة ولا بنفس الجمال ، وإنّ بلوغها وإدراكها لا يوّفى لعبد إلا بنعمة حبّها ، فمن أحبّها أحبّتهُ ولم تبخل عليه .. فحاول أن تحبّها فقط ولا تحاول أن تتعلّمها ، ففي عشقها يكون التعلّم ، ولكن التعلّم مجهود ، والحبّ استمتاع .. فاستمتع !
تتعذّرون : لغتنا قريبة من الفصحي :
الحمدُ لله ، ولكن انتبه !
انتبه ! فالعامية تحطّم الفصحى لأنّها لا تلتزم بالإعراب ، وتسكن أواخر الكلمات ، وتغيّرالحركات في أوّل الكلمات ، وتبدّل بعض الحروف (كإبدال الثاء تاءً عند إخواننا في العاصمة ، والقاف ألفا عند بعض أهلنا في تلمسان ، ودع الحديث عن الرّفاقفي الجلفة )
إنّ التحول من الفصحى إلى العامية أيّها الرفاق مصيبة حدثت وداءٌ حلّ لابد من التداوي منه لأنه يصيب الدين والنفس معا
يهيم بالغرب لم يقرأ له أدباً ** ويجحد العرب لا يدرى الذى جحدا
وكل ما عنده كتب يعددها ** لم يدر مما حَوت غياً ولا رشدا
ومن حما لغة الأسلاف من عبث ** وزاد عنها حما دينا ومعتقدا
أفق ... العالم كله يكافح لأجل لغته ....:
قامت إسرائيل بإحياء اللغة العبرية الميتة
وترفضفرنسا تلويث الأذن الفرنسية بالإنجليزية حتى سن معينة فلا تعلمها للأطفالوتسن قوانين لتكون نسبة الأفلام المترجمة صوتيا كبيرة كي لا يعتاد الناسسماع غير لغتهم ( في عصر العولمة ) واليابان لها باع في حفظ لغتها بالمثل ومنع الأجنبية عن الأطفال
وتحافظ ألمانيا على لغتها بقواميس وكتب ومعاجم لغوية متطورة كل عام - خاصة بعدالتوحيد - لرأب الصدع اللغوي ، رغم أن لغتهم صعبة وفقيرة
فلماذا ؟
لأن اللغة هي جزء من الذات ...
والأدب هو المعبر الذي تصل به الدعوة للقلوب ، وتصل به كل رسائل الإصلاح (أوالإفساد )، وترسخ به المعاني وتُحبُّ به اللغة التي صيغ بها !!
فلو صيغ الأدب بطريقة تحبّب الناس في العامية فهو أدب محارب لديننا وهويتنا ، ويقلّص من مساحة الحق داخلنا ... مهما حسنت نيّة قائله
ولو تعود الناس على روائع الفصحى أحبوها وانتصر الدين في تلك الخطوة
وإليكم بعضُ الغناء .. فويحي لا نجاة !
طغى العقوق وعذر الأقربين على ** هذا التراث فأضحى وهو ينتهبُ
باعوا اللآلئ والأصداف من سفه ** وعذرهم أنهم فى الغوص ما تعبُ
لا يخجلون حياء إن هم لحنوا ** فيها وفيما سواها اللحن يجتنبُ
ما قصرت لغة الفرقان عن غرض ** ولم يؤد سواها كل ما يجبُ
كم فى معاجمها من طرفة عجزت **عنها لغات الورى لوتكشف الحجبُ
وكم ترى فى تراب الأرض تحقره ** وفى ثناياه لو فتشته الذهبُ
فهل يصح أن نقول : عامية أو فصحى ! المهم المضمون ؟...:
في تلك النقطة أعتقد أن الأمر لا خلاف عليه - على الأقل بيننا - فأراكم والجميع أهلُحرصٍ .. أحسبكم كذلك والله حسيبكم ونسأل الله لنا ولكم مزيدا من العلم والإخلاص
الأمر ليس صراعا بين وسيلة وغاية ...
فالفصحي جزء من الغاية وركن من الهدف، والمعادون للأمة يدعمون تلك المحاولات ( التي لا شك في حسن نية الكثيرين من أصحابها ) في هجوم خبيث لتفتيت اللغة العربية وعلومها وآدابها والإبتعاد عن القرآن
وقد تحدث أهل العلم على أن تعلم العربية الفصحى واجب على المسلم لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، على الأقل يوما بيوم ، ساعة فساعة ..
ورغم ذلك فيبقى لكلّ شعب بعض الخصوصية وبعض الممارسات التي تميّزه وهو مالا ينفي قصدنا هذا ويعكسه ..
لهفي على الفصحى رماها معشر*** من أهلها ! شلت يمين الرامي
لا شلّت لكم يدُ والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
ملاحظة
لا يلومني منكم أحد والنصّ يتسّع للجميع
حيثُ أنّه ليس كلّه من عندي فبعضهُ منقول متصرف فيه
السلام عليكم
أخي يوسف كما عهدناك وفيا مخلصا بارك الله فيك
أخي يوسف هناك لو تبصر وتتأمل ... لو فتحت علي الهاتف واستقبلت الصوت الذي لم يكن يوما ولا حتى حلم فكان اليوم حقيقة.
أخي يوسف معظمنا يحاكي الفصاحة بعاميته ومنا من استطاع أن يعود أنامله فيكتب جمل بالفصحى لا العامية
المشكل كيف نتخلص من العامية ونلتزم بالفصحى ..
طيب يشهد الله أني ولجت شبكة العنكبوت وانتسبت الى منتدى قبل هذا وكنت لا أستطيع أن أكتب جملة
لأن معظم الأقلام فصيحة فكانت متلهف لما تكتب هذه الأقلام تكتب عن كل شيئ ولكن بفصاحة
أقلام لا يتوقف حبرها كأن مدادها البحر ملازمتها عودتني أن أجاريها وليس لي عهد بها ولا بمعاهد أو مدارس
ها هي الرقعة الرقمية وهاهو الحبر النبضي أيعجز منتدانا الغالي على أن يجمع أقلام مشتتة فيدفعها كعجلة تجاريها معظم الأقلام
لماذا لا نستفيد من تجارب ونوظفها هنا فتعود علينا بالخير .
أخي يوسف ان كنا نغار على لغتنا الغرة لا يشفع لنا أن نقول لناس استعملوا الفصحى بل نقدم لهم شيئا يجعلهم متعودون عليها فيستعملونها حبا
نصيحتي من كان يتقن الفصحى ويستعمل العامية هنا فليتب من ذنب
هذه كلماتي ولعلى من يسمعنا ويفقه عنا
وبارك الله فيك
طاهر القلب
2010-11-09, 23:03
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بَخٍ بَخٍ لك أخي الودود يوسف على هاته الكلمات المتغلغلة مباشرة الى دياجي القلب
و المترجمة بمعانيها العميقة و في ثوانيها الأولى بواسطة العقل المدرك لها و لمكنونها العظيم ...
أخي الطيب , إخوتي الأفاضل ... معيار القوة و الضعف عند قياسه في أي مجتمع او كيان , يأخذ الجانب الأدبي فيه المجال الواسع لأن الثقافة تلعب الدور الأهم في حياة الناس خاصة النخبة او الطبقة المثقفة فيه , فإذا كانت تلك الطبقة تشرق و تغرب في ثقافتها فذاك مجتمع فاشل لا محالة , و أيل الى تدهور و ما نحن عنه ببعيد , و هذا أمر لا مفر منه و لا خروج عنه , و ما يهم حقيقة إضافة لما أسلفه الأخ يوسف في مقاله الطيب ,,, لغة التخاطب ,,, على الأقل بين أفراد هاته النخبة و مدى إعتزازها بلغتها و غيرتها عليها , فإنما هي قطع يتبع بعضها بعضا فإن سقطت الأولى تبعتها أخواتها تباعا , و هي ذات الأهمية الكبرى في تقدم أي أمة , و لنا العبرة في التاريخ الطويل للعربية .
الملاحظ ان المثقف في نظر البعض هو من يتلون كلامه بكلمات شرقية أو غربية بعيدة عن العربية , و إنه من الدناءة بمكان - من الدنو - أن يتكلم المثفق العربي المسلم بلغة غير لغته , و الداهية التفاخر بها ( دعوني أفتح قوسا هنا و أذكر بحادثة الرئيس الراحل هواري بومدين عندما تحدث بلغة عربية فصيحة في مجلس الأمم المتحدة على ما أعتقد ) موقف حقا يحسب لهذا القائد الفذ , لأنه أدرك أولا مكانة العربية في كيانه ثم أنه أدرك هدف عدوه و كذلك أدرك فضل لغة القرآن ... كان الأجداد أو بالأحرى إنما وصل أجدادنا لما وصلوا إليه إلا لعنايتهم بلغتهم فكانت لهم السلاح الخفي الذي لم و لن يهزمه أي سلاح , لأن القضية قضية وجود في نظرهم ... أكتفي بهذا القدر و للحديث بقية إن شاء الله ... و السلام عليكم
السلام عليكم
سلمت يمناك ايها السلطان
لغتنا لو عرفنا قيمها الراقية ، لما تغلغلت الى أفواهنا تلك اللهجات التي مزجت بين الشرق والغرب، لهجات في الحظيظ ، تتغير بعض حروفها كل متر ، وتتغير كلماتها من منطقة لأخرى ، في حين نجد البعض يتغنى بهذه اللهجات باعتبارها تراثا ؟؟؟
الشكر ممدود الى الاخوين مصطفى والطاهر على مداخلتهما القيمة
سلام
يوسُف سُلطان
2010-11-10, 18:44
السلام عليكم
أخي يوسف كما عهدناك وفيا مخلصا بارك الله فيك
أخي يوسف هناك لو تبصر وتتأمل ... لو فتحت علي الهاتف واستقبلت الصوت الذي لم يكن يوما ولا حتى حلم فكان اليوم حقيقة.
أخي يوسف معظمنا يحاكي الفصاحة بعاميته ومنا من استطاع أن يعود أنامله فيكتب جمل بالفصحى لا العامية
المشكل كيف نتخلص من العامية ونلتزم بالفصحى ..
طيب يشهد الله أني ولجت شبكة العنكبوت وانتسبت الى منتدى قبل هذا وكنت لا أستطيع أن أكتب جملة
لأن معظم الأقلام فصيحة فكانت متلهف لما تكتب هذه الأقلام تكتب عن كل شيئ ولكن بفصاحة
أقلام لا يتوقف حبرها كأن مدادها البحر ملازمتها عودتني أن أجاريها وليس لي عهد بها ولا بمعاهد أو مدارس
ها هي الرقعة الرقمية وهاهو الحبر النبضي أيعجز منتدانا الغالي على أن يجمع أقلام مشتتة فيدفعها كعجلة تجاريها معظم الأقلام
لماذا لا نستفيد من تجارب ونوظفها هنا فتعود علينا بالخير .
أخي يوسف ان كنا نغار على لغتنا الغرة لا يشفع لنا أن نقول لناس استعملوا الفصحى بل نقدم لهم شيئا يجعلهم متعودون عليها فيستعملونها حبا
نصيحتي من كان يتقن الفصحى ويستعمل العامية هنا فليتب من ذنب
هذه كلماتي ولعلى من يسمعنا ويفقه عنا
وبارك الله فيك
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بَخٍ بَخٍ لك أخي الودود يوسف على هاته الكلمات المتغلغلة مباشرة الى دياجي القلب
و المترجمة بمعانيها العميقة و في ثوانيها الأولى بواسطة العقل المدرك لها و لمكنونها العظيم ...
أخي الطيب , إخوتي الأفاضل ... معيار القوة و الضعف عند قياسه في أي مجتمع او كيان , يأخذ الجانب الأدبي فيه المجال الواسع لأن الثقافة تلعب الدور الأهم في حياة الناس خاصة النخبة او الطبقة المثقفة فيه , فإذا كانت تلك الطبقة تشرق و تغرب في ثقافتها فذاك مجتمع فاشل لا محالة , و أيل الى تدهور و ما نحن عنه ببعيد , و هذا أمر لا مفر منه و لا خروج عنه , و ما يهم حقيقة إضافة لما أسلفه الأخ يوسف في مقاله الطيب ,,, لغة التخاطب ,,, على الأقل بين أفراد هاته النخبة و مدى إعتزازها بلغتها و غيرتها عليها , فإنما هي قطع يتبع بعضها بعضا فإن سقطت الأولى تبعتها أخواتها تباعا , و هي ذات الأهمية الكبرى في تقدم أي أمة , و لنا العبرة في التاريخ الطويل للعربية .
الملاحظ ان المثقف في نظر البعض هو من يتلون كلامه بكلمات شرقية أو غربية بعيدة عن العربية , و إنه من الدناءة بمكان - من الدنو - أن يتكلم المثفق العربي المسلم بلغة غير لغته , و الداهية التفاخر بها ( دعوني أفتح قوسا هنا و أذكر بحادثة الرئيس الراحل هواري بومدين عندما تحدث بلغة عربية فصيحة في مجلس الأمم المتحدة على ما أعتقد ) موقف حقا يحسب لهذا القائد الفذ , لأنه أدرك أولا مكانة العربية في كيانه ثم أنه أدرك هدف عدوه و كذلك أدرك فضل لغة القرآن ... كان الأجداد أو بالأحرى إنما وصل أجدادنا لما وصلوا إليه إلا لعنايتهم بلغتهم فكانت لهم السلاح الخفي الذي لم و لن يهزمه أي سلاح , لأن القضية قضية وجود في نظرهم ... أكتفي بهذا القدر و للحديث بقية إن شاء الله ... و السلام عليكم
السلام عليكم
سلمت يمناك ايها السلطان
لغتنا لو عرفنا قيمها الراقية ، لما تغلغلت الى أفواهنا تلك اللهجات التي مزجت بين الشرق والغرب، لهجات في الحظيظ ، تتغير بعض حروفها كل متر ، وتتغير كلماتها من منطقة لأخرى ، في حين نجد البعض يتغنى بهذه اللهجات باعتبارها تراثا ؟؟؟
الشكر ممدود الى الاخوين مصطفى والطاهر على مداخلتهما القيمة
سلام
..عليكم السلام أيّها الأصحاب الأوفياء .. وإنّي كنت لكم من المنتظرين ..
وقد راق لي نشرُك أيّها الطاهر .. ودهنت كلماتك منّي مواضع الوجع فلانت وبرأت .. ولكن ما اكتفين من ذاك المرهم من طيبه وفعله .. فهلا عاودت
حبيبي الطاهر .. الفحلُ ابن بوسعادة .. اسعدك الله ويسّر لك طريق الخير والفلاح .
أمّا صديقي وحيد فقد اشتقنا لحديثه جدّه وهزله .. وإنّي ادري انّي المقصّر ..
فسلامٌ وتحية منّي أيّها الحبيبُ وحيد .. وعذرا عذرا على التقصير ..
كذا مداخلتك تسّر وقد حطّت هنا ببعض القسوة .. لا قست ايّامك ..
أحييك يا وحيد تحيةً بطعم العناق ..
مصطفى .. اخترتني اليوم
ولا استمتاع أجده كهذا الاستمتاع وانا أنصت لك . وقد حظينا قبلا بحوار معك على الخاص عرفتُ موقفك واعتمدته في موضوعي .. وأقصدُ هذا :
تتعذّرون : لغتنا قريبة من الفصحي :
الحمدُ لله ، ولكن انتبه !
انتبه ! فالعامية تحطّم الفصحى لأنّها لا تلتزم بالإعراب ، وتسكن أواخر الكلمات ، وتغيّرالحركات في أوّل الكلمات ، وتبدّل بعض الحروف (كإبدال الثاء تاءً عند إخواننا في العاصمة ، والقاف ألفا عند بعض أهلنا في تلمسان ، ودع الحديث عن الرّفاقفي الجلفة )
إنّ التحول من الفصحى إلى العامية أيّها الرفاق مصيبة حدثت وداءٌ حلّ لابد من التداوي منه لأنه يصيب الدين والنفس معا
.. فما رأيك وأنت تكرر هذه الفقرة يا مصطفى ...
دعك .. هل ترى أنّ هذه العربية التي نهابها ونتعذّر بعقدها التي هي فينا وليست فيها .. هل تراها هي الفصحى حقا ..
بل هي صبغةٌ منها .. ومع ذلك فما أحلاها ..
مصطفى .. لو علمت أنّي أفرح حين اغلبك .. ولا اعلم أتنزعج أم تبتسم وانت تخسر معي رهانا ..
شوف يا مصطفى .. لستُ كما تعلم أديبا ولا ادعي الأدب .. وكنا في يوم مضى نعجزُ عن رسم الألف مستقيما شامخا للأعلى وكثيرا ما كُنت أحنيه وأقلبُ همزته ، وكانت عصى المعلّم تحنّ على ظهري طبعا وتصنعُ فيه الحفر .. ولا زلتُ حتى الآن أتعلّمُ .. فما يضيرُ .. وهل تريد يا مصطفى أن تتمدّد على كنبة ممتلأة و تمنح لرأسك متكأ مريحا من الوسادات وتأتيك العربية منظّمة على راحتي حسناء ..
فكّر يا مصطفى .. وسدّد
لا انسى جهود الإشراف على تثبيت الموضوع .. أفتخر أنا
صالح القسنطيني
2010-11-11, 19:47
السلام عليكم
آثرت الهزيل على السمين و السنة في السمين حتى لا تمضي حديدتك على رقبتها و إذا أبيت إلا الدم فقد قربتَ هزيلا فأنصحك أن لا تطمع و إلا قربتُ ما مضى منك و ما هو آت
و بعد: قد علت العلل فرفعت لنا رقابها فمررنا كأننا لم نراها و قد مسنا مسّ سحر جاء في موضوعك و لكن تعاويذونا حجبته و قد لاح لنا شق عهدناه منك فهلا رحمت سحرك برميه على أرض متماسكة و لو كانت بورا فسيصيرها جنّة و أما أن ترميه و الصدوع في كل جانب فحتما ستبلعه تلك الصدوع فنمر كمن به عمى لأن صدع الأرض قد أتى على سحرك
و بعد: قال لا تمضها حياء من القسم و مما دعا إليه الرجل فقلت بل أمضها و إن في لسان العامة حكما (( وين هذي الغيبة، انا و الله غير توحشتك))
يوسُف سُلطان
2010-11-11, 19:54
السلام عليكم
آثرت الهزيل على السمين و السنة في السمين حتى لا تمضي حديدتك على رقبتها و إذا أبيت إلا الدم فقد قربتَ هزيلا فأنصحك أن لا تطمع و إلا قربتُ ما مضى منك و ما هو آت
و بعد: قد علت العلل فرفعت لنا رقابها فمررنا كأننا لم نراها و قد مسنا مسّ سحر جاء في موضوعك و لكن تعاويذونا حجبته و قد لاح لنا شق عهدناه منك فهلا رحمت سحرك برميه على أرض متماسكة و لو كانت بورا فسيصيرها جنّة و أما أن ترميه و الصدوع في كل جانب فحتما ستبلعه تلك الصدوع فنمر كمن به عمى لأن صدع الأرض قد أتى على سحرك
و بعد: قال لا تمضها حياء من القسم و مما دعا إليه الرجل فقلت بل أمضها و إن في لسان العامة حكما (( وين هذي الغيبة، انا و الله غير توحشتك))
.. عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أيها الحبيب الغالي المفقود ..
اصبر سأفرغ لك غدا بحول الله .. وقد فهمت البعض من قصدك هذه المرة ولكن بصعوبة ...
ونحنُ أكثر منكم نحنّ .. يا صاحبي ونشتاقُ فإلى متى هذا الغياب ؟
صالح القسنطيني
2010-11-14, 20:11
السلام عليكم
عملت يدك في مؤثر فبان أثره عندي، فلما وجدت الأثر حولته بقوة لمؤثّر من غذ فتخلف أثره عندك لأن محله كان مغلقا و قد أمضيته كما عهدته Masqué
السلام عليكم
أخي يوسف
لم أنقلب على عقبي لو راجعت كلماتي
وأنا أقول لك أضرب الوتد في عمق الأرض وليتكأ عليه من شاء
وهل تريد يا مصطفى أن تتمدّد على كنبة ممتلأة و تمنح لرأسك متكأ مريحا من الوسادات وتأتيك العربية منظّمة على راحتي حسناء
يكفي أن تضغط على الرابط في توقيعي ...... ه>ا ردي لك
بارك الله فيك صديقي وأخي يوسف
يوسُف سُلطان
2010-11-15, 12:55
السلام عليكم
عملت يدك في مؤثر فبان أثره عندي، فلما وجدت الأثر حولته بقوة لمؤثّر من غذ فتخلف أثره عندك لأن محله كان مغلقا و قد أمضيته كما عهدته Masqué
.وصلت رسالتك يا صالح ولكن .. لا أعتب اللآن عليك (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=419975)
السلام عليكم
أخي يوسف
لم أنقلب على عقبي لو راجعت كلماتي
وأنا أقول لك أضرب الوتد في عمق الأرض وليتكأ عليه من شاء
..والله يا مصطفى .. ما ظننت فيك أخي مصطفى غير الصدق والثبات .. وإنّي أعلم انّك احرص منّي عليها .. وذلك يطمئنني ويريحني جدا .. بارك الله فيك و"صحّ عيدك " (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=419975)
يوسُف سُلطان
2010-11-15, 12:57
السلام عليكم
أخي يوسف
لم أنقلب على عقبي لو راجعت كلماتي
وأنا أقول لك أضرب الوتد في عمق الأرض وليتكأ عليه من شاء
وهل تريد يا مصطفى أن تتمدّد على كنبة ممتلأة و تمنح لرأسك متكأ مريحا من الوسادات وتأتيك العربية منظّمة على راحتي حسناء
يكفي أن تضغط على الرابط في توقيعي ...... ه>ا ردي لك
بارك الله فيك صديقي وأخي يوسف
.. هههه يا مصطفى .. هذا من الغشّ
اسد اليل3
2010-11-15, 22:57
مشكور .............................................مشكور
مشكور..........مشكور.....................مشكور.... .....مشكو ر
مشكور.............مشكور...............مشكور....... ........ مشكور
مشكور........................مشكور ............................مشكور
مشكور............................................. ..... ..........مشكور
مشكور............................................. ..... ......مشكور
مشكور..................................... ......... مشكور
مشكور.......................................مشكور
مشكور.................................مشكور
مشكور........................مشكور
مشكور..................مشكور
مشكور.....مشكور
مشكو رمشكور
مشكور
السلام عليكم
كلمة الأستاذ الدكتور عبد الكريم خليفة رئيس مجمع اللغة العربية الأردني
الثلاثاء 13/9/2005م
" اللغة العربية والإعلام وكتّاب النّص "
تحمل هذه الندوة، أيها السادة، في مبناها ومعناها، إيحاءات العلاقة الحيَّة التي تجمع بين اللغة العربية والفكر العربي الحديث، وكذلك العلاقة الخالدة بين اللغة العربية الفصيحة وبين القرآن الكريم. ولا شك عندي، أن ما تجابهه، هذه العلاقة، لا سيما في العقد الأخير من القرن العشرين، وعلى المدارج الأولى من القرن الحادي والعشرين، من هجوم شرس على لغة الأمة وتراثها وهويتها كان من وراء عقد هذه الندوة واختيار موضوعها.
ونحن إذا ألقينا نظرة شاملة على السياسات اللغوية المفروضة، بصورة وبأخرى، على مختلف الأقطار العربية، نجدها تهدف إلى إقصاء اللغة العربية عن مجالاتها الحيوية في التعليم الجامعي والبحث العلمي، وإحلال اللغات الأجنبية محلها، في المشرق العربي كما هو الحال في المغرب العربي. وإننا لنلمس بالمشاهدة والمعلومة الموثقة، اشتداد هذه الحملة المسعورة، القديمة والحديثة، على اللغة العربية الفصيحة، لغة الأمة الجامعة، على الامتداد الجغرافي وفي العمق التاريخي عبر القرون... وباتت هذه الحملة المسمومة، تتعدى التعليم الجامعي ومراكز البحث العلمي إلى التعليم الثانوي بل وإلى التعليم العام، وفي رياض الأطفال في معظم المدارس الخاصة...!!!
ويساند هذه الحملة الثقافية للتغريب والنيل من هوية الأمة، وإعاقة نهضتها الأصيلة المبدعة، سياسات غير معلنة، تقوم على امتهان العربية الفصيحة وعدم احترامها، ويتجلىَّ ذلك في لغة التعليم، التي تغلب عليها العاميات في أكثر الأحيان، وفي دواوين الدولة ومؤسساتها العامة والخاصة. ويبرز الخطر كبيراً، بعد لغة التعليم في مراحله المختلفة، في ما نراه ونسمعه في الوقت الحاضر في لغة المعقل الآخر، لغة الإعلام بأجناسه ووسائله المختلفة، المسموعة والمقروءة والمرئية... وإن الهدف، من وراء ذلك كله، واضح وجلي. إنه يهدف إلى تمزيق كيان هذه الأمة، وتشرذمها، في كيانات سياسية، مصطنعة في معظم الأحيان، ضعيفة ومعزولة، لا حول لها ولا قوة... وإنه لمن طبيعة الأشياء، والقوانين التي تحكم العمران البشري، أن تسير هذه السياسات المعادية للغة العربية الفصيحة، اللغة الموحِّدة للأمة العربية، متلازمة مع سيادة النفوذ الأجنبي، الاقتصادي والسياسي والثقافي، تقدماً وتراجعاً، طغياناً وانحساراً، وقد استشرت هذه السياسة اللغوية في الوقت الحاضر، ونزعت عنها الأقنعة، مع اللجوء إلى الحملات العسكرية الظالمة، التي تزرع الخراب والدمار، وتشرد السكان، وتدنس مقدسات الأمة، وتمزِّق الأوطان، كما هو الحال في فلسطين وفي ثالث الحرمين الشريفين، وكذلك بالعراق الشقيق، وبغداد عاصمة الخلافة العباسية، ومركز ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، ولغتها العربية الفصيحة التي أصبحت إذ ذاك اللغة الأولى للعلوم في العالم وَبِعِدَّة قرون...
إن اللغة بصورة عامة، وسيلة توصيل الأفكار والانفعالات والرغبات عن طريق نظام رموز يستخدمها الفرد باختياره، وإنها من حيث كونها لغةً، تعبِّر عن الفكر عن طريق منظومة من الأصوات والألفاظ والتعابير اللغوية، إذ لكل لغة نظامها الصوتي.
وقد بات من البدهيات القول: إن الإنسان يفكر من خلال اللغة، وأنه لا تفكير بدون لغة. فاللغة ليست وسيلة للتواصل، ونقل المعلومات وتراكمها عبر الأجيال، فحسب، ولكنها هي جوهر الفكر وماهيته.
واللغة العربية، من حيث هي لغة، تصدق عليها أحكام النواميس التي تصدق على اللغات الأخرى، وإنه لمن طبائع الأشياء، أن تكوِّن اللغة العربية الفصيحة سمات الفكر العربي، وأنَّه لا إبداع ولا مشاركة عربية أصيلة في بناء الحضارة العالمية، إلا من خلال اللغة العربية الفصيحة. فهي لغة ثابتة بأصولها، من حيث نطقها ونحوها وصرفها، وهي في الوقت نفسه، لغة حيَّة نامية ومتطورة، من حيث أساليبها وألفاظها ودلالاتها واصطلاحاتها.
لقد أثبتت اللغة العربية الفصيحة، عبر تاريخها الطويل، وتجربتها الزاهرة، أنها بخصائصها الذاتية، قادرة على استيعاب حصيلة المعرفة الإنسانية، وأنها قادرة في الوقت الحاضر، على الرغم من المعوقات الكبيرة، على التعبير بوضوح ودقة عن الفكر العلمي الحديث. وإن تجربة مجمع اللغة العربية الأردني، في ترجمة بعض المصادر العلمية المهمة في مجال العلوم الأساسية والطبية، شاهد على توظيف اللغة العربية السليمة السهلة، للتعبير عن الفكر العلمي الحديث. فالفكر العلمي الدقيق، تعبِّر عنه لغة دقيقة واضحة وسهلة. وإن الارتقاء بمستوى الأداء اللغوي، هو ارتقاء بالفكر. وإننا لنرى في الوقت الحاضر الجهود الكبيرة التي تبذلها الأمم المتقدمة، من أجل العناية بلغاتها، وتطوير أساليب تعليمها وتعلمها واكتسابها. وإن أهم هذه الوسائل هي المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإعلامية.
ونحن إذا صوبنا نظرنا نحو المؤسسات الإعلامية، نجد أن لغة الإعلام تتمثل من حيث الأساس باللغة المسموعة أو المكتوبة أو المرئية. وإن جميع المعطيات المتوافرة لدينا، تدل، في عهد ثورة الاتصالات الحديثة، أن اللغة العربية السليمة السهلة، هي وحدها اللغة العربية الجامعة والمشتركة، عبر الفضائيات والأقمار الصناعية العربية.
ونحن نعتقد أيضاً أن المحاولات البائسة، في كثير من الفضائيات العربية، لإحياء العاميات القطرية والعناية بها في وسائل الإعلام، محاولات فاشلة. وقد بلغ الأمر في بعض الأقطار العربية أن تقعَّد للعاميات القواعد والأصول نحواً وصَرْفاً وأن تصبح لغة مكتوبة...!!!
ونحن على يقين، بأن هذه المحاولات العدائية للغة العربية الفصيحة، ستتلاشى عندما تتحرر الأقطار العربية من الغزو الأجنبي العسكري والسياسي والاقتصادي، وتدخل هذه الأقطار، من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، في علاقات التآخي والتكامل والوحدة. فإن عناصر الوحدة الأصيلة المتوافرة للأمة العربية متمثلة باللغة والعقيدة والتاريخ والموقع الجغرافي والمصالح المشتركة، لا توازيها ولا تقاربها روابط الوحدة في كثير من الدول المتقدمة، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإسبانيا وفرنسا أيضاً... ناهيك عن مشروع الوحدة الأوروبية؛ الذي يحاول أن يقيم وحدة كاملة بين دول وشعوب، مختلفة في التاريخ واللغات والثقافات... وكثير منها لا يربط بينها رابط سوى العداء التاريخي والحروب العالمية والمزمنة...
إن هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا، لتوجب أن تقوم وسائل الإعلام المتنوعة بدورها التاريخي، وأن تكون مؤسساتٍ مؤهلة وفاعلة لتعليم اللغة العربية السليمة السهلة، لغة الإعلام العربي في كل فعالياته ومجالاته وبرامجه. فوسائل الإعلام قادرة على تكوين البيئة السماعية للغة العربية السليمة، في جميع مناشط الحياة وفي جميع مجالات الإعلام وبرامجه. وإن اللغة الإعلامية هي لغة الحياة في جوانبها المختلفة... واللغة، أي لغة، تكتسب اكتساباً بالاستعمال وبالسماع إلى جانب تعلم القراءة والكتابة.
وجملة القول: إن اللغة الإعلامية كما تُجْمع كثير من الدراسات العلمية، تؤثر في تصور الجماهير واستجلاء حقائق الأشياء والأحداث، وتسهم مساهمة أساسية في إغناء الرصيد المعرفي واللغوي بين عامة الناس. وإن الظروف العصيبة التي تمرُّ بها أمتنا العربية في الوقت الحاضر، لتحتِّم علينا أن يوجَّه الإعلام العربي، للقيام بدوره التاريخي في نهضة الأمة العربية ووحدتها، وفي التحول عن اللغات العامية القطرية، التي ترمز للتخلف والجهل والفرقة، والتوجه إلى اللغة العربية السليمة السهلة، لغة العلم والحضارة، اللغة الجامعة التي تعطي للأمة العربية هويتها وتميزها بين الأمم.
فالإعلام ووسائله مراكز للتعليم الدائم والمستمر لجميع الأجيال ولمختلف الشرائح الاجتماعية، وإن العلوم الحديثة تتضافر جميعاً، لإنجاز إعلام مؤثر، في هذا العصر، عصر العولمة، وسيادة التجمعات السياسية والاقتصادية الكبيرة، وأنه لا حياة كريمة للتشرذم والتنازع والفرقة. وتُجمع الدراسات التي بين أيدينا، أن دور اللغة، منطوقة أو مكتوبة أو مسموعة، دور أساسي. وهي وحدها تشكل الرابط الأساس بين الإعلام والمجتمع. ونحن بدورنا نتساءل: مَنْ هو هذا الإعلامي العربي؟ وما خصائصه؟ وما هي مكوناته العلمية والثقافية واللغوية؟... وأسئلة أخرى كثيرة، حول الإعلام العربي ولغته المشتركة ما زالت تنتظر جهود الباحثين الدارسين...
يتحدث الإعلاميون، عن اللغة الإعلامية وعن كتابة النص الإعلامي. وتكاد تجمع الدراسات الإعلامية على أن اللغة الإعلامية ترتكز إلى محورين أساسين: أحدهما يخصُّ فن التحرير في ضوء ما يسمى "الجنس الإعلامي"، مثل: الخبر، الافتتاحية، التعليق، الاستطلاع والتحقيق، سواء أكانت وسيلة الإعلام: الصحيفة أو الإذاعة أو التلفاز أو شبكة الاتصالات (الإنترنت).
وأما المحور الآخر، فإنه يتصل بطبيعة اللغة المستخدمة في عملية الاتصالات وخصائصها.
ونختم القول متسائلين عن دور اللغة العربية السليمة السهلة (اللغة العربية الفصيحة المعاصرة) في العملية الإعلامية العربية، التي تتراءى لنا بهذه الخطورة والأهمية. فقد باتت الأمم المتقدمة، والمهيمنة على مقدرات العالم الحديث، تتسابق فيما بينها لامتلاك الإعلام وتطوير وسائله، وذلك من أجل إحكام سيطرتها الاقتصادية والثقافية والسياسية على بقية الشعوب. وإن من أهم أسلحتها زرع الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة والوطن الواحد، والدأب على سياسية التقسيم والتشرذم في الوطن العربي... وإحياء العاميات، وإقصاء اللغة العربية السليمة السهلة، عن مجالاتها الحيوية في التعليم الجامعي والبحث العلمي...
وقد تطور الحال في السنوات الخمس الأولى من القرن الحادي والعشرين، إلى ردَّة لغوية في مسيرة حملة التعريب الشاملة التي بدأت منذ أواخر الستينيات من القرن الماضي. وقد شملت هذه الردة الجامعات العربية ومراكز البحث العلمي فيها... وتعدى الأمر إلى التعليم الثانوي ومرحلة التعليم العام، وقد وصل إلى رياض الأطفال...
مساهمة منا في تدعيمكم وتقوية العزيمة نقلت لكم هذه الكلمة
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir