ben aissa
2010-11-06, 11:51
لاربعة الذين تكلموا في المهد
1- عيسى ابن مريم - عليه السلام
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً {32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33} سورة مريم .
لا شك أن عيسى - عليه السلام - تكلم في المهد كما جاء في سورة مريم أعلاه . وكما قال رسول الله (ص) : (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم ...... إلخ . (رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء في بابين رقم (3436) ، ومسلم في كتاب / البر والصلة - باب : تقديم بر الوالدين على التطوع ، وأحمد (2/395 ، 385 ، 433 ، 434) .
إلا أن العلماء اختلفوا في بداية نكلم عيسى - عليه السلام - في المهد .
هل كان عندما كان في شرقي المسجد الأقصى ؟
أو كان عندما رجعت مريم ومعها ولدها ودخلت على قومها ؟
وإليك البيان : قال الله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً {22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26} فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً {27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً {28} فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً {32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33} سورة مريم .
أما التفاصيل والشروحات والبيان فننصح بالرجوع إلى الكتاب المصدر أو المصنفات العديدة في ذلك ، ولكن نحب أن نشيرهنا إلى أن بعض الاختلافات في القراءات مثل : (فناداها "مَن" تحتها بفتح الميم ، وقُرِأَ بكسر الميم "مِن" نافع وحمزة والكسائي وحفص (تفسير الرازي (10/434) ، والقرطبي (11/93) ، وابن كثير (3/117) .
في المنادى ثلاثة أوجه :
الأول : أنه عيسى - عليه السلام - وهو قول الحسن وسعيد بن جبير .
الثاني : أنه جبريل - عليه السلام - وأنه كان كالقابلة للولد ، وهو الأظهر وبه قال الاكثر .
والثالث : أنّ المُنادى على القراءة بالكسر هو الملك وعلى القراءة بالفتح هو عيسى - عليه السلام - وهو مروي عن ابن عُيينة وعاصم .
والقول بأن عيسى هو المُنادى هو الأقرب لوجوه :
الأول : أن قوله (فناداها مَن تحتها) بفتح الميم إنما يُستعمل إذا كان قد علم قبل ذلك أن تحتها أحدا ، والذي عُلم كونه حاصلا تحتها هو عيسى - عليه السلام - فوجب حمل اللفظ عليه ، أما القراءة بكسر الميم فهي لا تقتضي كون المنادي جبريل - عليه السلام - فقد صحّ قولنا .
والثاني : أنَّ ذلك الموضع موضع اللوث والنظر إلى العورة وذلك لا يليق بالملائكة .
والثالث : أنَّ قوله : (فناداها) فعل ولا بد أن يكون فاعله قد تقدَّم ذكره ، ولقد تقدم قبل هذه الآية ذكر جبريل وذكر عيسى - عليهما السلام - إلا أن ذكر عيسى أقرب لقوله تعالى : (فحملته فانتبذت به) والضمير ههنا عائد إلى المسيح فكان حمله عليه أولى .
والرابع : وهو دليل الحسن بن علي - عليه السلام - أن عيسى - عليه السلام - لو لم يكن كلمها لما علمت أنه ينطق ، فما كانت تُشير إلى عيسى - عليه السلام - بالكلام (تفسير الرازي) .
2- صاحب جُريج:- عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم ، وصاحب جُريج ، وكان جُريج رجلا عابدا ، فاتخذ صومعة ، فكان فيها ، فأتته أمه وهو يُصلّي ، فقالت : يا جُريج ، فقال : يا رب ، أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته فانصرفت .
فلما كان من الغد ، أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جُريج ، فقال : أي ربِّ أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فقالت : اللهم لا تُمِته حتى ينظر إلى وجوه المومِسات .
فتذاكر بنوا إسرائيل جُريجًا وعبادته ، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها ، فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم" .
قال : فتعرضت له ، فلم يلتفت إليها ، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته ، فأمكنته من نفسها ، فوقع عليها ، فحَمَلت ، فلما ولَدَتْ ؛ قالت : هو من جُريج ، فأتوه ، فاستنزلوه ، وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه ، فقال : ما شأنكم ؟ قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك ، فقال : أين الصبي ؟ (اسم هذا الغلام يابوس كما جاء مصرحا به في رواية البخاري) ، فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى أُصلِّي ، فصلى فلما انصرف ؛ أتى الصبي فطعن في بطنه ، وقال : يا غلام ، من أبوك : قال : فلان الراعي .
قال : فأقبلوا على جُريح يقبلونه ويتمسحون به ، وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب ، قال : لا أعيدوها كما كانت ، ففعلوا .
وبينا صبي يرضع من أمه ، فمرّ رجل راكب على دابة فارهة ، وشارة حسنة ، فقالت امه : اللهم اجعل ابني مثل هذا ، فترك الثدي وأقبل إليه ، فنظر إليه فقال : اللهم لا تجعلني مثله ، ثم أقبل على ثديه ، فجعل يرتضع .
قال : فكأني انظر إلى رسول الله (ص) وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه ، فجعل يمصُّها .
قال : ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون : زنيتِ سَرقتِ ، وهي تقول : حسبي الله ونعم الوكيل . فقالت أمه : اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع ، ونظر إليها ، فقال : اللهم اجعلني مثلها . (هناك حديث آخر مشابه أخرجه البخاري (3436) ، وأخرجه أحمد ، ومسلم ، وأبو يعلى ، والبيهقي ، وابن أبي الدنيا) .
3-ابن ماشطة بنت فرعون:-
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ فَقَالَ هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلَادِهَا قَالَ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهَا قَالَ بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَقَطَتْ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا فَقَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ أَبِي قَالَتْ لَا وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ قَالَتْ أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ قَالَتْ نَعَمْ فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا فَقَالَ يَا فُلَانَةُ وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي قَالَتْ نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلَادُهَا فِيهَا قَالَتْ لَهُ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ وَمَا حَاجَتُكِ قَالَتْ أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا قَالَ ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنْ الْحَقِّ قَالَ فَأَمَرَ بِأَوْلَادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنْ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ قَالَ يَا أُمَّهْ اقْتَحِمِي فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ فَاقْتَحَمَتْ
قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ وَشَاهِدُ يُوسُفَ وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَذَكَرَ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ مَنْ رَبُّكِ قَالَتْ رَبِّي وَرَبُّكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
سنن ابن ماجه- كتاب الفتن
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ قَالَ هَذِهِ رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنَيْهَا وَزَوْجِهَا قَالَ وَكَانَ بَدْءُ ذَلِكَ أَنَّ الْخَضِرَ كَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ مَمَرُّهُ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ فَيَطَّلِعُ عَلَيْهِ الرَّاهِبُ فَيُعَلِّمُهُ الْإِسْلَامَ فَلَمَّا بَلَغَ الْخَضِرُ زَوَّجَهُ أَبُوهُ امْرَأَةً فَعَلَّمَهَا الْخَضِرُ وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تُعْلِمَهُ أَحَدًا وَكَانَ لَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ فَطَلَّقَهَا ثُمَّ زَوَّجَهُ أَبُوهُ أُخْرَى فَعَلَّمَهَا وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تُعْلِمَهُ أَحَدًا فَكَتَمَتْ إِحْدَاهُمَا وَأَفْشَتْ عَلَيْهِ الْأُخْرَى فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى أَتَى جَزِيرَةً فِي الْبَحْرِ فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ يَحْتَطِبَانِ فَرَأَيَاهُ فَكَتَمَ أَحَدُهُمَا وَأَفْشَى الْآخَرُ وَقَالَ قَدْ رَأَيْتُ الْخَضِرَ فَقِيلَ وَمَنْ رَآهُ مَعَكَ قَالَ فُلَانٌ فَسُئِلَ فَكَتَمَ وَكَانَ فِي دِينِهِمْ أَنَّ مَنْ كَذَبَ قُتِلَ قَالَ فَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ الْكَاتِمَةَ فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشُطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ فَقَالَتْ تَعِسَ فِرْعَوْنُ فَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا وَكَانَ لِلْمَرْأَةِ ابْنَانِ وَزَوْجٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَرَاوَدَ الْمَرْأَةَ وَزَوْجَهَا أَنْ يَرْجِعَا عَنْ دِينِهِمَا فَأَبَيَا فَقَالَ إِنِّي قَاتِلُكُمَا فَقَالَا إِحْسَانًا مِنْكَ إِلَيْنَا إِنْ قَتَلْتَنَا أَنْ تَجْعَلَنَا فِي بَيْتٍ فَفَعَلَ فَلَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً فَسَأَلَ جِبْرِيلَ فَأَخْبَرَهُ
شرح سنن ابن ماجه للسندي
قَوْله ( بَدْء ذَلِكَ )
أَيْ اِبْتِدَاؤُهُ وَسَبَبه
( مَمَرّه بِرَاهِبٍ )
يَدُلّ عَلَى وُجُود الرَّاهِبِينَ قَبْل زَمَان عِيسَى
( فَعَلَّمَهَا )
مِنْ التَّعْلِيم أَيْ عَلَّمَهَا الْإِسْلَام
( أَنْ لَا تُعَلِّمهُ )
مِن الْإِعْلَام أَيْ لَا تُخْبِر أَحَدًا بِأَنَّ فُلَانًا عَلَّمَنِي هَذَا
( لَا يَقْرَب )
مِنْ قَرِبَ كَسَمِعَ
قَوْله ( فَتَزَوَّجَ )
أَيْ الْكَاتِم
( الْمُشْط )
بِتَثْلِيثِ الْمِيم وَسُكُون الشِّين وَهُوَ آلَة يُمَشَّط بِهَا
( تَعِسَ )
كَسَمِعَ أَيْ هَلَكَ وَهُوَ دُعَاء عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ
( فَرَاوَدَ الْمَرْأَة )
أَيْ أَكْثَر الذَّهَاب وَالْمَجِيء إِلَيْهَا وَفِي الزَّوَائِد فِي إِسْنَاده سَعِيد بْن بَشِير قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظه وَهُوَ يُحْتَمَل وَقَالَ أَبُو حَاتِم سَمِعْت أَبِي وَأَبَا زَرْعَة قَالَا مَحِلّه الصِّدْق عِنْدنَا قُلْت يُحْتَجّ قَالَا لَا وَضَعَّفَهُ غَيْرهمْ
4-شاهد يوسف - عليه السلام
1- عيسى ابن مريم - عليه السلام
(فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً {32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33} سورة مريم .
لا شك أن عيسى - عليه السلام - تكلم في المهد كما جاء في سورة مريم أعلاه . وكما قال رسول الله (ص) : (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم ...... إلخ . (رواه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء في بابين رقم (3436) ، ومسلم في كتاب / البر والصلة - باب : تقديم بر الوالدين على التطوع ، وأحمد (2/395 ، 385 ، 433 ، 434) .
إلا أن العلماء اختلفوا في بداية نكلم عيسى - عليه السلام - في المهد .
هل كان عندما كان في شرقي المسجد الأقصى ؟
أو كان عندما رجعت مريم ومعها ولدها ودخلت على قومها ؟
وإليك البيان : قال الله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً {22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26} فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيّاً {27} يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً {28} فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً {29} قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً {30} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً {31} وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً {32} وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً {33} سورة مريم .
أما التفاصيل والشروحات والبيان فننصح بالرجوع إلى الكتاب المصدر أو المصنفات العديدة في ذلك ، ولكن نحب أن نشيرهنا إلى أن بعض الاختلافات في القراءات مثل : (فناداها "مَن" تحتها بفتح الميم ، وقُرِأَ بكسر الميم "مِن" نافع وحمزة والكسائي وحفص (تفسير الرازي (10/434) ، والقرطبي (11/93) ، وابن كثير (3/117) .
في المنادى ثلاثة أوجه :
الأول : أنه عيسى - عليه السلام - وهو قول الحسن وسعيد بن جبير .
الثاني : أنه جبريل - عليه السلام - وأنه كان كالقابلة للولد ، وهو الأظهر وبه قال الاكثر .
والثالث : أنّ المُنادى على القراءة بالكسر هو الملك وعلى القراءة بالفتح هو عيسى - عليه السلام - وهو مروي عن ابن عُيينة وعاصم .
والقول بأن عيسى هو المُنادى هو الأقرب لوجوه :
الأول : أن قوله (فناداها مَن تحتها) بفتح الميم إنما يُستعمل إذا كان قد علم قبل ذلك أن تحتها أحدا ، والذي عُلم كونه حاصلا تحتها هو عيسى - عليه السلام - فوجب حمل اللفظ عليه ، أما القراءة بكسر الميم فهي لا تقتضي كون المنادي جبريل - عليه السلام - فقد صحّ قولنا .
والثاني : أنَّ ذلك الموضع موضع اللوث والنظر إلى العورة وذلك لا يليق بالملائكة .
والثالث : أنَّ قوله : (فناداها) فعل ولا بد أن يكون فاعله قد تقدَّم ذكره ، ولقد تقدم قبل هذه الآية ذكر جبريل وذكر عيسى - عليهما السلام - إلا أن ذكر عيسى أقرب لقوله تعالى : (فحملته فانتبذت به) والضمير ههنا عائد إلى المسيح فكان حمله عليه أولى .
والرابع : وهو دليل الحسن بن علي - عليه السلام - أن عيسى - عليه السلام - لو لم يكن كلمها لما علمت أنه ينطق ، فما كانت تُشير إلى عيسى - عليه السلام - بالكلام (تفسير الرازي) .
2- صاحب جُريج:- عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال : "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : عيسى بن مريم ، وصاحب جُريج ، وكان جُريج رجلا عابدا ، فاتخذ صومعة ، فكان فيها ، فأتته أمه وهو يُصلّي ، فقالت : يا جُريج ، فقال : يا رب ، أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته فانصرفت .
فلما كان من الغد ، أتته وهو يصلي ، فقالت : يا جُريج ، فقال : أي ربِّ أمي وصلاتي ، فأقبل على صلاته ، فقالت : اللهم لا تُمِته حتى ينظر إلى وجوه المومِسات .
فتذاكر بنوا إسرائيل جُريجًا وعبادته ، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها ، فقالت : إن شئتم لأفتننه لكم" .
قال : فتعرضت له ، فلم يلتفت إليها ، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته ، فأمكنته من نفسها ، فوقع عليها ، فحَمَلت ، فلما ولَدَتْ ؛ قالت : هو من جُريج ، فأتوه ، فاستنزلوه ، وهدموا صومعته ، وجعلوا يضربونه ، فقال : ما شأنكم ؟ قالوا : زنيت بهذه البغي فولدت منك ، فقال : أين الصبي ؟ (اسم هذا الغلام يابوس كما جاء مصرحا به في رواية البخاري) ، فجاءوا به ، فقال : دعوني حتى أُصلِّي ، فصلى فلما انصرف ؛ أتى الصبي فطعن في بطنه ، وقال : يا غلام ، من أبوك : قال : فلان الراعي .
قال : فأقبلوا على جُريح يقبلونه ويتمسحون به ، وقالوا : نبني لك صومعتك من ذهب ، قال : لا أعيدوها كما كانت ، ففعلوا .
وبينا صبي يرضع من أمه ، فمرّ رجل راكب على دابة فارهة ، وشارة حسنة ، فقالت امه : اللهم اجعل ابني مثل هذا ، فترك الثدي وأقبل إليه ، فنظر إليه فقال : اللهم لا تجعلني مثله ، ثم أقبل على ثديه ، فجعل يرتضع .
قال : فكأني انظر إلى رسول الله (ص) وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه ، فجعل يمصُّها .
قال : ومروا بجارية وهم يضربونها ويقولون : زنيتِ سَرقتِ ، وهي تقول : حسبي الله ونعم الوكيل . فقالت أمه : اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع ، ونظر إليها ، فقال : اللهم اجعلني مثلها . (هناك حديث آخر مشابه أخرجه البخاري (3436) ، وأخرجه أحمد ، ومسلم ، وأبو يعلى ، والبيهقي ، وابن أبي الدنيا) .
3-ابن ماشطة بنت فرعون:-
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا كَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِيَ بِي فِيهَا أَتَتْ عَلَيَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ فَقَالَ هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلَادِهَا قَالَ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهَا قَالَ بَيْنَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَقَطَتْ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا فَقَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ أَبِي قَالَتْ لَا وَلَكِنْ رَبِّي وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ قَالَتْ أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ قَالَتْ نَعَمْ فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا فَقَالَ يَا فُلَانَةُ وَإِنَّ لَكِ رَبًّا غَيْرِي قَالَتْ نَعَمْ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلَادُهَا فِيهَا قَالَتْ لَهُ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ وَمَا حَاجَتُكِ قَالَتْ أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا قَالَ ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنْ الْحَقِّ قَالَ فَأَمَرَ بِأَوْلَادِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنْ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِيٍّ لَهَا مُرْضَعٍ وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ قَالَ يَا أُمَّهْ اقْتَحِمِي فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الْآخِرَةِ فَاقْتَحَمَتْ
قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ وَشَاهِدُ يُوسُفَ وَابْنُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَذَكَرَ نَحْوَهُ حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ مَرَّتْ بِهِ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَذَكَرَ مَعْنَاهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ مَنْ رَبُّكِ قَالَتْ رَبِّي وَرَبُّكَ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَهُ
سنن ابن ماجه- كتاب الفتن
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً فَقَالَ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ قَالَ هَذِهِ رِيحُ قَبْرِ الْمَاشِطَةِ وَابْنَيْهَا وَزَوْجِهَا قَالَ وَكَانَ بَدْءُ ذَلِكَ أَنَّ الْخَضِرَ كَانَ مِنْ أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَانَ مَمَرُّهُ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ فَيَطَّلِعُ عَلَيْهِ الرَّاهِبُ فَيُعَلِّمُهُ الْإِسْلَامَ فَلَمَّا بَلَغَ الْخَضِرُ زَوَّجَهُ أَبُوهُ امْرَأَةً فَعَلَّمَهَا الْخَضِرُ وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تُعْلِمَهُ أَحَدًا وَكَانَ لَا يَقْرَبُ النِّسَاءَ فَطَلَّقَهَا ثُمَّ زَوَّجَهُ أَبُوهُ أُخْرَى فَعَلَّمَهَا وَأَخَذَ عَلَيْهَا أَنْ لَا تُعْلِمَهُ أَحَدًا فَكَتَمَتْ إِحْدَاهُمَا وَأَفْشَتْ عَلَيْهِ الْأُخْرَى فَانْطَلَقَ هَارِبًا حَتَّى أَتَى جَزِيرَةً فِي الْبَحْرِ فَأَقْبَلَ رَجُلَانِ يَحْتَطِبَانِ فَرَأَيَاهُ فَكَتَمَ أَحَدُهُمَا وَأَفْشَى الْآخَرُ وَقَالَ قَدْ رَأَيْتُ الْخَضِرَ فَقِيلَ وَمَنْ رَآهُ مَعَكَ قَالَ فُلَانٌ فَسُئِلَ فَكَتَمَ وَكَانَ فِي دِينِهِمْ أَنَّ مَنْ كَذَبَ قُتِلَ قَالَ فَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ الْكَاتِمَةَ فَبَيْنَمَا هِيَ تَمْشُطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ سَقَطَ الْمُشْطُ فَقَالَتْ تَعِسَ فِرْعَوْنُ فَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا وَكَانَ لِلْمَرْأَةِ ابْنَانِ وَزَوْجٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَرَاوَدَ الْمَرْأَةَ وَزَوْجَهَا أَنْ يَرْجِعَا عَنْ دِينِهِمَا فَأَبَيَا فَقَالَ إِنِّي قَاتِلُكُمَا فَقَالَا إِحْسَانًا مِنْكَ إِلَيْنَا إِنْ قَتَلْتَنَا أَنْ تَجْعَلَنَا فِي بَيْتٍ فَفَعَلَ فَلَمَّا أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَ رِيحًا طَيِّبَةً فَسَأَلَ جِبْرِيلَ فَأَخْبَرَهُ
شرح سنن ابن ماجه للسندي
قَوْله ( بَدْء ذَلِكَ )
أَيْ اِبْتِدَاؤُهُ وَسَبَبه
( مَمَرّه بِرَاهِبٍ )
يَدُلّ عَلَى وُجُود الرَّاهِبِينَ قَبْل زَمَان عِيسَى
( فَعَلَّمَهَا )
مِنْ التَّعْلِيم أَيْ عَلَّمَهَا الْإِسْلَام
( أَنْ لَا تُعَلِّمهُ )
مِن الْإِعْلَام أَيْ لَا تُخْبِر أَحَدًا بِأَنَّ فُلَانًا عَلَّمَنِي هَذَا
( لَا يَقْرَب )
مِنْ قَرِبَ كَسَمِعَ
قَوْله ( فَتَزَوَّجَ )
أَيْ الْكَاتِم
( الْمُشْط )
بِتَثْلِيثِ الْمِيم وَسُكُون الشِّين وَهُوَ آلَة يُمَشَّط بِهَا
( تَعِسَ )
كَسَمِعَ أَيْ هَلَكَ وَهُوَ دُعَاء عَلَيْهِ بِالْهَلَاكِ
( فَرَاوَدَ الْمَرْأَة )
أَيْ أَكْثَر الذَّهَاب وَالْمَجِيء إِلَيْهَا وَفِي الزَّوَائِد فِي إِسْنَاده سَعِيد بْن بَشِير قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِي حِفْظه وَهُوَ يُحْتَمَل وَقَالَ أَبُو حَاتِم سَمِعْت أَبِي وَأَبَا زَرْعَة قَالَا مَحِلّه الصِّدْق عِنْدنَا قُلْت يُحْتَجّ قَالَا لَا وَضَعَّفَهُ غَيْرهمْ
4-شاهد يوسف - عليه السلام