qsiqmourad
2008-06-14, 01:15
إلهي! أنا الفقير في غناي فكيف لا أكون فقيراً في فقري، وأنا الجهول في علمي فكيف لا أكون جهولاً في جهلي.
إلهي! مني ما يليق بلؤمي، ومنك ما يليق بكرمك. إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنّةُ علي، وإن ظهرت المساوئ مني فبعدلك ولك الحجة علي.
إلهي! كيف تكلني وقد توكلت لي! وكيف أضام وأنت الناصر لي، أم كيف أخيب وأنت الحَفِيُّ بي؟!
ها أنا أتوسل إليك بفقري، وكيف أتوسل بما هو محال أن يصل إليك! أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك! أم كيف أترجم بمقالي وهو منك برز وإليك، أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت عليك، أم كيف لا تحَسُنُ أحوالي وبك قامت وإليك؟!
إلهي! ما ألطفك بي مع جهلي، وما أرحمك بي مع قبيح فعلي! وما أقربك مني وما أبعدني عنك، وما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك؟!
إلهي! كما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك، وكلما أيأستني أوصافي أطمعتني منَّتُك.
إلهي! من كانت محاسنه مساوئ فكيف لا تكون مساويه مساوئ؟! ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي؟!
إلهي! كيف أعزم وأنت القاهر، وكيف لا أعزم وأنت الآمر.
تردُّدي في الآثار يوجب بُعدَ المزار، فاجمعني عليك بخدمةٍ توصلني إليك.
كيف يستدلُّ عليك بما هو في وجوده مفتقرٌ إليك؟!
أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المُظهِرَ لك؟!
متى غِبتَ حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟!
إلهي! عَمِيَت عينٌ لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقةُ عبد لم تجعل له من حبك نصيباً.
إلهي! هذا ذلي ظاهر بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك. منك أطلب الوصول وبك أستدل عليك، فأهدني بنورك إليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك.
إلهي! علّمني من علمك المخزون، وصِنّي بسرِّ اسمك المصون، وحَقِّقني بحقائق أهل القرب، واسلك بي في مسالك أهل الجَذب، وأغنني بتدبيرك عن تدبيري، وباختيارك عن اختياري، وأوقفني على مراكز اضطراري، وأخرجني من ذل نفسي، وطهرني من شكي وشركي قبل حلول رمسي.
بك أستنصر فانصرني، وعليك أتوكل فلا تكلني، وإليك أسأل فلا تحرمني، وفي فضلك أرغب فلا تخيبني، ولجنابك أنتسب فلا تُبعدني، وببابك أقف فلا تطردني.
إلهي! إن القضاء والقدر غلبني، وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني، فكن أنت الناصر لي حتى تنصرني وتُبَصِّرني، وأغنني بفضلك عن طلبي.
أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك، وأنت الذي أزلتَ الأغيار من أسرار أحبائك. أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم.
ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك؟
ولقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى دونك مُتَحَوَّلاً.
كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان، وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان؟!
يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين.
يا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين.
أنت الذاكر من قَبلِ الذاكرين، وأنت البادي بالإحسان من قَبلِ توجه العابدين، وأنت الجواد بالإعطاء من قَبلِ طلب الطالبين، وأنت الوهّاب لنا ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين، فاطلبني برحمتك حتى أصل إليك، واجذبني بِمِنَّتك حتى أقبل عليك.
إلهي! إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتُك، كما أن خوفي لا يُزايلني وإن أطعتك. قد دفعتني العوالم إليك، وأوقفني علمي بكرمك عليك، فكيف أخيب وأنت أملي، أم كيف أهان وعليك مُتَّكَلي؟! كيف أستعز وفي الذلة أَركَزتَني، أم كيف لا أستعز وإليك قد نسبتني؟! كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني، أم كيف أفتقر وأنت الذي بجودك أغنيتني؟!
أنت الذي لا إله غيرُك. تَعَرَّفتَ لكل شيء فما جَهِلَكَ شيء، وأنت تَعَرَّفتَ لي في كل شيء فرأيتك ظاهراً في كل شيء، فأنت الظاهر لكل شيء.
يا من استوى برحمانيته على عرشه، فصار العرشُ غيباً في رحمانيته كما صارت العوالم غيباً في عرشه. محقت الآثار بالآثار، ومَحَوتَ الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار.
يا من احتَجَبتَ في سُرادِقاتِ عزه عن أن تدركه الأبصار، يا من تجلي بكمال بهائه فتحققت عظمته الأسرار، كيف تخفى وأنت الظاهر أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟!
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي، وعلى آله صلاةً تُحَلُّ بها العُقد، وتُفرَجُ بها الكرب، ويزول بها الضرر، وتهون بها الأمور الصعاب. صلاةً ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يا رب العالمين.
يا من يرى ما في الضمير ويسمع – أنت المعدُّ لكل ما يتوقعُ
يا من يرجى للشدائد كلها – يا من إليه المشتكى والمفزعُ
يا من خزائن رزقه في قول كُن – أُمنُن فإنَّ الخير عندك أجمعُ
ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ – فبالافتقار إليك فقري أدفعُ
ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ – فلئن رددت فأي باب أقرعُ؟
ومن الذي أدعو واهتف باسمه – إن كان فضلك عن فقيرك يمنعُ
حاشا لجودك أن تقنط عاصياً – الفضل أجزل والمواهب أوسعُ
بالذل قد وافيت بابك عالماً – أن التذلل عند بابك ينفعُ
وجعلت معتمدي عليك توكلاً – وبسطت كفيَّ سائلاً أتضرعُ
فبحق من أرسلته وبعثته – وأجبت دعوة من به يستشفعُ
أجعل لنا من كل ضيقٍ مخرجاً – وألطف بنا يا من إليه المرجعُ
إلهي! مني ما يليق بلؤمي، ومنك ما يليق بكرمك. إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنّةُ علي، وإن ظهرت المساوئ مني فبعدلك ولك الحجة علي.
إلهي! كيف تكلني وقد توكلت لي! وكيف أضام وأنت الناصر لي، أم كيف أخيب وأنت الحَفِيُّ بي؟!
ها أنا أتوسل إليك بفقري، وكيف أتوسل بما هو محال أن يصل إليك! أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك! أم كيف أترجم بمقالي وهو منك برز وإليك، أم كيف تخيب آمالي وهي قد وفدت عليك، أم كيف لا تحَسُنُ أحوالي وبك قامت وإليك؟!
إلهي! ما ألطفك بي مع جهلي، وما أرحمك بي مع قبيح فعلي! وما أقربك مني وما أبعدني عنك، وما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك؟!
إلهي! كما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك، وكلما أيأستني أوصافي أطمعتني منَّتُك.
إلهي! من كانت محاسنه مساوئ فكيف لا تكون مساويه مساوئ؟! ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوي؟!
إلهي! كيف أعزم وأنت القاهر، وكيف لا أعزم وأنت الآمر.
تردُّدي في الآثار يوجب بُعدَ المزار، فاجمعني عليك بخدمةٍ توصلني إليك.
كيف يستدلُّ عليك بما هو في وجوده مفتقرٌ إليك؟!
أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المُظهِرَ لك؟!
متى غِبتَ حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟!
إلهي! عَمِيَت عينٌ لا تراك عليها رقيباً وخسرت صفقةُ عبد لم تجعل له من حبك نصيباً.
إلهي! هذا ذلي ظاهر بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك. منك أطلب الوصول وبك أستدل عليك، فأهدني بنورك إليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك.
إلهي! علّمني من علمك المخزون، وصِنّي بسرِّ اسمك المصون، وحَقِّقني بحقائق أهل القرب، واسلك بي في مسالك أهل الجَذب، وأغنني بتدبيرك عن تدبيري، وباختيارك عن اختياري، وأوقفني على مراكز اضطراري، وأخرجني من ذل نفسي، وطهرني من شكي وشركي قبل حلول رمسي.
بك أستنصر فانصرني، وعليك أتوكل فلا تكلني، وإليك أسأل فلا تحرمني، وفي فضلك أرغب فلا تخيبني، ولجنابك أنتسب فلا تُبعدني، وببابك أقف فلا تطردني.
إلهي! إن القضاء والقدر غلبني، وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني، فكن أنت الناصر لي حتى تنصرني وتُبَصِّرني، وأغنني بفضلك عن طلبي.
أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك، وأنت الذي أزلتَ الأغيار من أسرار أحبائك. أنت المؤنس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حتى استبانت لهم المعالم.
ماذا وجد من فقدك، وما الذي فقد من وجدك؟
ولقد خاب من رضي دونك بدلاً، ولقد خسر من بغى دونك مُتَحَوَّلاً.
كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان، وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان؟!
يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته فقاموا بين يديه متملقين.
يا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بعزته مستعزين.
أنت الذاكر من قَبلِ الذاكرين، وأنت البادي بالإحسان من قَبلِ توجه العابدين، وأنت الجواد بالإعطاء من قَبلِ طلب الطالبين، وأنت الوهّاب لنا ثم أنت لما وهبتنا من المستقرضين، فاطلبني برحمتك حتى أصل إليك، واجذبني بِمِنَّتك حتى أقبل عليك.
إلهي! إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتُك، كما أن خوفي لا يُزايلني وإن أطعتك. قد دفعتني العوالم إليك، وأوقفني علمي بكرمك عليك، فكيف أخيب وأنت أملي، أم كيف أهان وعليك مُتَّكَلي؟! كيف أستعز وفي الذلة أَركَزتَني، أم كيف لا أستعز وإليك قد نسبتني؟! كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقر أقمتني، أم كيف أفتقر وأنت الذي بجودك أغنيتني؟!
أنت الذي لا إله غيرُك. تَعَرَّفتَ لكل شيء فما جَهِلَكَ شيء، وأنت تَعَرَّفتَ لي في كل شيء فرأيتك ظاهراً في كل شيء، فأنت الظاهر لكل شيء.
يا من استوى برحمانيته على عرشه، فصار العرشُ غيباً في رحمانيته كما صارت العوالم غيباً في عرشه. محقت الآثار بالآثار، ومَحَوتَ الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار.
يا من احتَجَبتَ في سُرادِقاتِ عزه عن أن تدركه الأبصار، يا من تجلي بكمال بهائه فتحققت عظمته الأسرار، كيف تخفى وأنت الظاهر أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟!
وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي الطاهر الزكي، وعلى آله صلاةً تُحَلُّ بها العُقد، وتُفرَجُ بها الكرب، ويزول بها الضرر، وتهون بها الأمور الصعاب. صلاةً ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يا رب العالمين.
يا من يرى ما في الضمير ويسمع – أنت المعدُّ لكل ما يتوقعُ
يا من يرجى للشدائد كلها – يا من إليه المشتكى والمفزعُ
يا من خزائن رزقه في قول كُن – أُمنُن فإنَّ الخير عندك أجمعُ
ما لي سوى فقري إليك وسيلةٌ – فبالافتقار إليك فقري أدفعُ
ما لي سوى قرعي لبابك حيلةٌ – فلئن رددت فأي باب أقرعُ؟
ومن الذي أدعو واهتف باسمه – إن كان فضلك عن فقيرك يمنعُ
حاشا لجودك أن تقنط عاصياً – الفضل أجزل والمواهب أوسعُ
بالذل قد وافيت بابك عالماً – أن التذلل عند بابك ينفعُ
وجعلت معتمدي عليك توكلاً – وبسطت كفيَّ سائلاً أتضرعُ
فبحق من أرسلته وبعثته – وأجبت دعوة من به يستشفعُ
أجعل لنا من كل ضيقٍ مخرجاً – وألطف بنا يا من إليه المرجعُ