تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة العائدون إلى المنهج السلفي 01


أبو عبد الرحمن ربيع
2008-06-13, 19:00
العباسي من مشايخ الأشاعرة والصوفية إلى رحاب السلفية



إن من علامات التوفيق لمريد الهُدى أن يوفق لعالم من علماء السنة، وأن يجافي أهل البدعة والمذمة، ولئن زلت به القدم فسرعان ما يعاود إلى الحق، فهو طالب حق، لا طالب شهرة ومال، حتى وإن طاله من ذاك الأذى، أو سفه وتزايد عليه البلاء، فما هو إلا تمحيص، وهذا الطريق الذي لا يسلكه إلا الرجال.

هكذا كانت بداية سليل آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، الشيخ العالم العامل محمد عيد بن جاد الله العباسي –أطال الله بقاءه على خير- من مواليد عام 1357 هـ بسورية من ديار الشام، بدأ حياته بحفظ القرآن، ثم ذهب إلى بعض من اشتهر أنهم من الأعلام فمكث يدرس على يدي ملا رمضان البوطي (والد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي) ومفتي سوريا الذي هلك العام المنصرم أحمد كفتارد وتخرج من مدرسة حسن حبنكة، وهؤلاء غفر الله لنا ولهم من رؤوس أهل الأهواء في ديار الشام، وممن تصدرهم وتعلي قدرهم الحكومة النصيرية الطاغوتية، في حين تقمع أصوات الهُداة، فملا رمضان هو الذي رأى بأن لا تقرأ سورة المسد لأنها تؤذي النبي عليه الصلاة والسلام ففيها دعاءٌ وسبٌ لعمه!! فقه ما علم به السلف السابقون من الصحابة والتابعين!! وولده الدكتور نصير الطاغوت البعثي النصيري، والمكافح لأي داعية سني، والشيخ أحمد كفتارو الأشعري النقشبندي مفتي النصيرية وشيخهم الأكبر ..
هكذا أبصر هذا الطالب في وحل العقائد الكلامية المخالفة لهدي السنة النبوية، والطرق الصوفية المجافية للطريقة المحمدية، والعداء لأهل السنة بدعاوى أنهم وهابية!!

لكن الله إذا شاء لأحدهم الهُدى وفقه لسبله، ويسر طرقه، وأعانه ووفقه لصاحب سنة، وهكذا وفق الله الشيخ العباسي من طريق صديقه الأستاذ خير الدين وانلي –رحمه الله- أن يعرفه على مُحدث الشام وحبرها محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله- وعن هذه العلاقة يقول الشيخ العباسي:
(وفي عام 1374 عرفني صديقي الأستاذ خير الدين وانلي على العالم المحدث السلفي الجليل محمد ناصر الدين الألباني، فأخذت أحضر دروسه ومحاضراته، فأعجبت به وبعلمه وتحقيقه ومنهجه السلفي أيما إعجاب، وتعرفت من خلاله على شيوخ الدعوة السلفية وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم والحافظ ابن كثير وغيرهم، ولزمت مجالسه وأخذت منه الدعوة السلفية بشمولها وكمالها، كما أخذت منه علم الحديث الشريف، وما كان يزيدني مرور الأيام إلا تعلقا بهذه الدعوة وإيمانا بها وإعجابا بالشيخ الألباني،بخلاف مناهج غيره الذين سبق تعرفي عليهم، ولازمت الشيخ حتى صرت من خواصه القليلين المقربين).

يقول عن دعوة شيخه الألباني رحمه الله:
(كانت الدعوة السلفية في بلاد الشام قبله ينقصها الفهم الواضح الشامل السديد، كما كانت تفتقد إلى الحيوية والنشاط والاندفاع اللائق بها، فقد كان هناك بعض المشايخ والدعاة المؤمنين بعقيدة السلف ومنهجهم في الجملة، ولكن كان ينقصهم الوضوح والصراحة والجرأة؛ فكانوا يبثون الدعوة بين محبيهم وتلامذتهم في نطاق ضيق ومحدود وعلى تخوف واستحياء، كما كانوا غير متمكنين في علم الحديث، فكانت الدعوة محصورة بين القليل من طلاب العلم، وفيها بعض الغبش.
ولما كان أستاذنا الألباني جهر بها بين ظهراني الناس جميعاً، وأعلن بكل قوة وجرأة، ولم يخش في الله لومة لائم، وتحمل في سبيل ذلك أنواعاً من الإيذاء والاستنكار والإشاعات الباطلة والحملات الظالمة، والسعي للوشاية به إلى الحكام، وكثيراً ما منع من الفتوى والتدريس، والاجتماعات، واستدعي للجهات الأمنية، كما أنه قد سجن مدة طويلة أكثر من مرة، وأخرج من أكثر من بلد، ومع ذلك فقد ظل ثابتاً كالطود، لا يضعف، ولا تلين له قناة، ولا تنثني له عزيمة حتى لقي ربه تبارك وتعالى.
كان يجول في المدن والبلدان داعياً إلى منهج السلف واتباع الدليل، يجادل ويناظر، ويكتب ويدرس، دون خور أو ضعف، ودون كلل أو ملل.
وبمثل ذلك تنتصر الدعوات وتنتشر؛ وهكذا فقد انتشر ما كان يحمله من الدعوة إلى التوحيد واتباع السنة وإيثار الدليل، ومحاربة البدع والمحدثات، ونشر الأحاديث الصحيحة، ومحاربة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وتقريب السنة إلى الأمة، كما انتشر تلاميذه ومحبوه في كل مكان، وصارت الدعوة إلى منهج السلف حديث الناس، وموضع اهتمامهم ودراستهم).

عندها أنطلق طالباً، ثم داعياً، ثم واصل البحث فكان عالماً، ألف بعد هدايته عشرات الرسائل، منها [سلسلة الدعوة السلفية]، ونشر في سبيلها كتب السلفيين، وشارك في بعض المجلات العلمية، مُشرفاً وكاتباً وداعماً، حتى وهو يناهض السبعين ترى الروح الشبابية في الدعوة تتجلى في حركته، فبارك الله فيه وزاده الله فضلاً.

ومن مؤلفاته:


.1- كتاب بدعة التعصب المذهبي وآثارها الخطيرة في جمود الفكر وانحطاط المسلمين وذلك عام 1390هـ الموافق 1970 بدمشق
2- ملحق كتاب بدعة التعصب المذهبي بتاريخ 1390هـ الموافق 1970 بدمشق
وكانت مناسبة هذين الكتابين أن الدكتور البوطي نشر عام 1389 هـ رسالة سماها " اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية "هاجم فيها السلفيين وافترى عليهم من خلال رده على رسالة الشيخ سلطان العصومي التي كنا نشرناها بعنوان " هل المسلم ملزم باتباع مذهب من المذاهب الأربعة " مع الإبقاء على عنوانها الأصلي " هدية السلطان إلى مسلمي بلاد اليابان " فكلفني شيخنا الألباني بالرد عليه، فكان ذلكما الكتابان
3- التقديم لرسالة " الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام " لأستاذي الألباني. نشر دمشق
4- رسالة " قضية الإنسان الكبرى: الخطر الرهيب" نشر دار ابن الجوزي في الدمام.
5- رسالة حكم دخول الجنب والحائض والنفساء المسجد. نشر دار المسلم في الرياض
6- بحث بعنوان " نصيحتي للجماعات والأحزاب الإسلامية " نشر المكتبة الإسلامية في عمان
7- كتاب حقيقة التوسل وأحكامه في ضوء الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة. (مخطوط ) تعاقدت عليه مع مكتبة المعارف في الرياض
8- بحث عن كتاب " جامع البيان في تأويل القرآن " للطبري نشر ي الأعداد 2،3،4 من مجلة البصائر التي تصدر في هولندا.
9- بحث عن " الدعوة السلفية في بلاد الشام ينشر قريبا في الموسوعة الوسيطة في الديانات والمذاهب والحركات المعاصرة " بإشراف الدكتور ناصر العقل وستنشره دار إشبيلية في الرياض قريبا.
10- التقديم والتعليق على رسالة " مآخذ اجتماعية على حياة المرأة العربية " للأديبة نازك الملائكة. نشر دار الفضيلة في الرياض
11- التخريج والتعليق على كتاب " التفسير الواضح على منهج السلف الصالح " للشيخ محمد نسيب الرفاعي. وهو في طريق النشر بواسطة مكتبة المعارف بالرياض
12- التأليف والتنسيق لكتاب " التوسل أحكامه وأنواعه " لأستاذي الألباني
13- تخريج أحاديث " الحسنة والسيئة لشيخ الإسلام ابن تيمية.نشر مكتبة المعرفة بدمشق
14- التخريج والتعليق على كتاب " الفكر الصوفي " للأخ عبد الرحمن عبد الخالق
15- التعليق والتخريج لأحاديث كتاب " شفاء العليل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل " للإمام ابن القيم
16- السيرة النبوية الصحيحة وفقهها (تحقيق السيرة على طريقة المحدثين مع بيان الأحكام المأخوذة منها) "مخطوط"


كتبه
أبو عمر الدوسري – شبكة الدفاع عن السنة

أبو عبد الرحمن ربيع

oumyahia
2008-06-13, 22:30
السلام عليكم
بارك الله فيك

أبو عبد الرحمن ربيع
2008-06-15, 22:26
توبة المدرس بالحرم المكي الشيخ الأزهري من رواسب التصوف



قطار التائبين .. قطار لا يتوقف .. يحمل معه أرباب العلم .. ومنارات الفكر .. ومدارس المعارف .. حين يقف أحدهم متجرداً فينظر بعلمه إلا واقعه .. تنخفض عينه لكآبة المنظر .. وبعد الواقع عن كثير من الحق .. فمخالطة للحق بالباطل .. تجعل من الصعب على النفوس الصغيرة أن تقتنع بضرورة اتباع الحق .. ولكن صاحبنا أكبر من هؤلاء .. وأرفع من أن يتبعد الله بغير ما شرع .. فكان علمه حُجةً له لا عليه .. إنه ريحانة الحرم المكي .. ومنارة الدجى في أرض الكنانة .. بل نور التوحيد في أصقاع الدنيا كلها .. إنه العلامة المحدث الأزهري محمد عبدالرزاق حمزة –رحمه الله- من سلالة آل البيت عليهم السلام ..

ولد شيخنا عام 1308هـ بكفر عامر .. بدأ بالكتّاب، ثم تعلم الجبر والهندسة والحساب، وفاق بها الأصحاب، ثم التحق بالأزهر ودرس فيها وخارجها .. حتى تخرج والتحق بدار الدعوة والإرشاد التي أنشأئها السيد رشيد رضا، واشتغل فيها ودرس مناهجهم خلال سنتين .. وقطع مواصلة الدراسة النظامية في المعهد قيام الحرب العالمية الأولى؛ ولكن شيخنا أصلب من أن تقصيه حربٌ ليس لهُ فيها ناقة ولا جمل عن مواصلة التسلح بسلاح العلم، فكان يذهب وبعض طلاب الدار إلى المدرسة باختيارهم وكان يأتيهم هناك الشيخ السيد رشيد رضا والدكتور محمد توفيق صدقي –رحمهم الله- .. وبعد نهاية الحرب أقفلت المدرسة نهائياً .. ولكن شيخنا طالب علم، ومنهومان لا يشبعان، فعقد العزم على مواصلة التعلم بملازمة السيد رشيد رضا، فكان يعاونه في تصحيح ما يطبع في مطبعة المنار من الكتب العلمية، ويحضر دروسه التي يقرؤها في دراه على خيار الطلبة كالشيخ عبدالرحمن أبي حجر، والشيخ عبدالظاهر أبو السمح، وغيرهم من العلماء الفضلاء .. وكان السيد رشيد رضا قد غرس فيه حب السنة والنهل منها، ونبذ التقليد الأعمى ..

ولا ينسى شيخنا هنا أن يسجل الجميل، فيذكر بقصة هدايته، حيث كان أشعرياً فيه رواسب للتكايا والزوايا الصوفية .. فبعد مسيرة أكثر من عقد من الزمان في مدارس العلم يلتقي بمن أنار له طريق الحق .. وأشاح عنه ظلمات البعد عن طريق الحق .. فيقول الشيخ الأزهري محمد بن عبدالرزاق حمزة:

( وعلى ذكر الشيخ عبدالظاهر أبي السمح اذكر له بالثناء الجميل توجيه قلبي ونفسي إلى مطالعة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد كان أستاذي بدار الدعوة والإرشاد في تجويد القرآن، وتجويد الخط، وبالاتصال به دارت بيننا مباحثات في مسائل التوسل، والشفاعة، ودعاء الصالحين، فأعارني كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية، في التوسل والوسيلة، فقرأته فتأثرت به أي تأثر، وانتقلت رأساً على عقب، وامتزج حب ذلك الشيخ: شيخ الإسـلام ابن تيمية بلحمي وعصبي ودمي [هكذا لأهل التجرد والباحثين عن الهدى والحق]، وأصبحت حرياً على البحث عن كل كتاب له، ولمن يتابعه [عطشى في طلب الحق، وهذا هو كلام العلماء]، وقرأت بعض كتب تلميذه كالشيخ محمد بن عبدالهادي "الصارم المنكي في الرد على السبكي" فخرجت بيقين ثابت، وإيمان قوي، ومعرفة جيدة بمذاهب السلف في هذه الأمور، وبحب مطالعة كتب الحديث، وأسانيده، والكلام على رجاله، كل ذلك ببركة مطالعة كتابي: التوسل والوسيلة والصارم المنكي).

هكذا هي النفوس الكبيرة، وهذه رؤية العلماء، من عاش بين العلم وأهله عشرات السنين، يوضح لنا حقيقة الصفاء والنقاء، في صفاء نفسك وتجردها للحق!!
وبهذين الكتابين استنار له طريق الهدى، فعاد للسنة، وتبرأ من البدعة، وعاد عن الأشعرية بعقيدة الصفاء والنقاء (الكتاب والسنة) ..

بعدها رفعه الله .. فكان إماماً وخطيباً بالحرم المكي .. ومدرساً به .. وشارك في تأسيس دار الحديث بمكة المكرمة .. ودرس بالمعهد العلمي بمكة المكرمة، وكذلك بأول معهد علمي بالرياض .. ثم إماماً وخطيباً بالمسجد النبوي ودرس فيه .. هكذا رُفِعَ بالعلمِ، فعزَ وارتفع وشمخ .. والعلم هو الهدى وليس الوبال والتقليد الأعمى!! فطالب العلم طالب حق .. لا يحيده ما يجد عليه الآباء أن يعرف الحق ويدعوا إليه ..

لقد رفع راية الدعوة إلى التوحيد في أصقاع المعمورة، بدأ بكفر عامر، وانطلق بمصر، وتابع بالحرم المكي، واهتدى على يديه الكثير، وقد رافقه وزامله في كثيرٍ من دربه صاحبه وأستاذه والذي أنار له طريق الهدى العالم الفاضل عبدالظاهر أبو السمح، والذي أنار له –أيضاً- طريق الهدى والبيان علامة شنقيط من بلد مورتانيا، العالم الفاضل أمين الشنقيطي، فتعاون الشيخان في جماعة أنصار السنة، ومن ثم في مكة، في الإمامة بالحرم المكي، والتدريس بالحرم ودار الحديث ..

وقد خلف هذا البحر المتلاطم جيلاً كبيراً من طلبة العلم في أصقاع المعمورة، ومن أبرز طلابه: العلامة عبدالله خياط، والشيخ علي الهندي، والشيخ سليمان الصنيع، والأستاذ المحقق أحمد عبدالغفور عطار، والعلامة المؤرخ حمد الجاسر، والشيخ محمد الصومالي، والشيخ إسماعيل الأنصاري، والشيخ محمد بن عمر الشايقي السوداني، والشيخ يحي بن عثمان بن الحسين عظيم أبادي، والشيخ محمد الفاداني، والشيخ محمد نور الدين حسين جِمَاوي الحبشي، والشيخ المحقق أبو تراب الظاهري، والدكتور محمد بن سعد الشويعر، والشيخ عبدالله العبدلي –رحم الله حيهم وميتهم- ..

يقول الشيخ عبدالله بن سعدي الغامدي العبدلي عن تأثره بشيخه وتحرره من التقليد إلى اتباع الدليل:
( كان الشيخ يحرص على الكتب الستة، وقد تأثرت به في دراستي على الشيخ فأصبحت أسير مع الدليل ولو خالف المذهب والآراء).
وكما ترى .. فلما كان باحثاً عن الحق ومتحرراً للدليل، خرج من هذه المدرسة عدد من كبار أهل العلم من جميع المذاهب، حنابلة وشوافع ومالكية وأحناف وظاهرية إلى رابطة تجمعه وهي طلب الدليل .. وهو ما أكده الأئمة الأربعة .. وتجرده وطلبه للحق وعلمه .. أنار به من كان من أهل البدع إلى العودة للسنة ..

وقد خلف لنا تركة أخرى لا تقل أهمية عن طلبته، وهي جملة من مؤلفاته الثمينة، منها:
1- كتاب الصلاة
2- الشواهد والنصوص من كتاب الأغلال على ما فيه من زيغ وكفر وضلال.
3- ظلمات أبي ريه في كتاب أضواء على السنة.
4- المقابلة بين الهدى والضلال [رد على الكوثري عندما نشر اعتراضاته وشتائمه على الصحابة والتابعين وكبار علماء الأمة]
5- الإمام الباقلاني وكتابه التمهيد.
6- الباحث الحثيث إلى فن الحديث
7- تعليقات على الحموية الكبرى
8- تعليقات على الكبائر للذهبي
9- تعليقات على رسالة الطلاق لشيخ الإسلام ابن تيمية
10- الله رب العالمين في الفطر والعقول والأديان
11- موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان.
12- عنوان المجد في تاريخ نجد
13- رسالة التوحيد للإمام جعفر الصادق
14- روضة العقلاء ونزهة الفضلاء (تحقيق وتصحيح) مع بعض أهل العلم.
15- القرى لقاصد أم القرى للطبري (تحقيق وتصحيح) مع بعض أهل العلم.

هكذا عاش مناراً للهدى، وسقاءً للعطشى، ومورداً للظمآن، وحقيقةً لمن تعلق بالسراب وظلمات الهوى والتأويل .. وقد وافته المنية بالبلد الحرام بمكة المكرمة في 22/2/1392هـ ... رحمه الله وغفر له .. ورفع منزلته في عليين .. ونحن على آثاره سائرين .. في اتباع النبي الهادي الأمين .. عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم.


كتبه:
أبو عمر الدوسري (المنهج) – شبكة الدفاع عن السنة

أبو عبد الرحمن ربيع
2008-06-15, 22:27
عودة العالم الأزهري عبدالظاهر أبو السمح إلى العقيدة السلفية


عبدالظاهر بن محمد نور الدين أبو السمح، ومن لا يعرف هذا الاسم للعلم الأشم، إنه العالم الأزهري، أحد كبار أئمة الدعوة إلى السنة في مصر، والإمام والمدرس بالحرم المكي، كم من مرةٍ أُعتدي عليه بسببِ أنه استنار بالحق فأناره لأهل الدنيا قاطبة، ما زال مسجده يشهد تلك الهجمات الجبانة التي لا تقوى على مهاجمة إلا وهو إمام قائم يصلي بالناس، فإذا صلى كأنه ارتحل من الدنيا إلى دار الآخرة ..

ولد العالم الجليل ببلدة (تلين) بمصر، في عام 1300هـ، من عائلة عُرفت باهتمامها بالقرآن وحفظته وتعليمه، فليس عجيباً أن يتم حفظه على يد والده في التاسعة من عمره، ثم التحق بالأزهر فقرأ الروايات السبع، وزادت همته في حفظ السنة، واهتم بالتفسير والفقه واللغة وغيرها ..

وكان يحضر مجلس الشيخ محمد عبده وهو صغير السن ..

وبعد سنين من طلبه للعلم اتصل بعلامة شنقيط العالم محمد أمين الشنقيطي –رحمه الله- فلامس الحق قلبه فاستنار به إلى العقيدة السلفية، فعكف على دراسة كتب ابن تيمية وابن القيم وغيرهما .. فعاد إلى الحق وتابع الدليل، وساعده في ذلك طلبه للقرآن والسنة، ونفسه المتجردة للحق ..

وقد عمل بمدرسة بالسويس، ثم عاد للقاهرة وطلب العلم بمدرسة درا الدعوة، ثم عين مدرساً بالإسكندرية .. وهناك ..
قام يدعو إلى الله، ينير الظلمات، ويهدم بناء الأوهام، ويحرر الإنسان من عبادة العبيد إلى عبادة رب العبيد، فانقض على دعاة الشرك وأبطل شركهم، وناظر أهل البدع فانحسرت بدعهم، وناصر أهل السنة وعلت رايتهم، وكانت دعوته سبباً في رفع الجهل عن الناس، فرفع عن السدنة المسترزقين بالشرك سحتهم، وقل عدد الزوارين للمشاهد، كثر المصلين في المساجد، وهجرت بالشرك معابد، ورفعت راية التوحيد، وكان المؤسس لأنصار السنة المحمدية بالإسكندرية ..
وهذا الجهد لابد له من مقابل، فكان المقابل إيذاءً كبيراً .. وكان من أكبرها أن اعتدي عليه وهو يؤم المصلين في المسجد، وهؤلاء هم أهل سدنة المشاهد والقبور، من الصوفية ومن نحى نحوهم، لا حرمة لبيوت الله، أو للوقوف بين يدي الله، وكان السبب ما سبق من جهده وجهاده، وفضحه لحقيقة الصوفية، وسدنة المشاهد والمزارات الشركية، وإباطاله للعقيدة الأشعرية، وهو بهنَّ عالم خبير، كان فيها رأسٌ كبير، فهداه الهادي القدير، وكفاه شر المؤامرات وسوء التدبير، وإن كيد الباطل كان زهوقاً ..

وكان ممن استنار بمناظراته، وجهاده ودعوته، عددٌ كبير من مشايخ الأزهر، ومن أبرزهم العالم الأزهري، من آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، المُحَدِث محمد عبدالرزاق حمزة .. على إثر مناظرات قامت فترة من الزمن كان الحق هاديهم، والدليل سيدهم، فاستنار الشيخ محمد بعد تلك المناظرات ..

وبعد هذا الجهد الكبير، عرفته الدنيا، وعرفت به كعالم ناصح، ومناظر منافح، لا يشق له غبار، وما وقف أمامه طالب حق إلا وبمناظرته استنار، وما جادله مبطل إلا أفاق وباطله في انحسار .. فطلب ليكون إماماً للحرم المكي، ومدرساً به وبدار الحديث بمكة المكرمة .. فأجاب الدعوة، وكان سنده وعضيده تلميذه وصاحبه وصهره الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة، فأخرجا جيلاً من العلماء العاملين، واهتدى على يديهما عدد كبير من الطلبة التائهين، في الشرك أو البدعة .. وما زال ينشر الحق ويبطل الباطل بتدريسه وتأليف: وقد ألف عدد من الرسائل منها:
1- الرسالة المكية في الرد على الرسالة الرملية
2- حياة القلوب بدعاء علام الغيوب
3- الأولياء
4- الكرامات

ولقد كان ممن أسس جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر، ومن أسس دار الحديث بمكة المكرمة ..

وما زال على هذا المنوال حتى استوفاه الله بمصر عام 1370هـ، غفر الله له ورحمه، ورفع منزلته في عليين، وأختم بهذه الأبيات من نونيته والتي ختمها بشكر النعمة حيث أنشد قائلاً:

حمداً لربي إذ هداني منــــة *** منه وكنت على شفـــــــــا النيران
والله لو أن الجــــوارح كلها *** شكرتك يا ربي مـدى الأزمــــــان
ما كنت إلا عاجزاً ومقصراً *** في جنب شكرك صاحب الإحسان
أيدتني ونـصرتني وحفظتني *** من كل ذي حقــد وذي شنــــــــآن
وجذلت أعدائي ولم تتركهمو *** يمضون في الإيـــذاء والعـــــدوان
أورثتني الذكر الحكيم تفضيلا *** ورزقتني نعمى بلا حسبـــــــــان
ورفعت ذكري إذا أرادوا خفضه *** وأعدتني لأشـــــرف الأوطان
وأقمتني بين الحطيــــــم وزمزم *** للمتقيـــــــن أؤمـــــهم بمثـــــان
أكرمتني وهديتني وهـــديت بي *** ما شئت من ضال ومن حيران
أعليك يعترض الحســــود إلهنا *** وهو الكنود وأنت ذو إحســـان
وهو الظلوم وأنت أعدل عادل *** حاشاك من ظلم ومن طغيـــــان
لولا عطاؤك لم أكن أهلاً لذا *** كلا وما إن كان في الإمكـــــــان
فأتم نعمتـــــــك التي أنعمتها *** يا خير مدعـــو بكل لســـــــــــان
واختم لعبدك بالسعادة إنـــــه *** يـــرجوك في سرٍ وفي إعــــلان
وأبحْه جنات النعيم ورؤيـــة *** الوجه الكريم بها مع الأخــــــوان
وانصر أخا التوحيد سيَّد يعرب *** عبدالعزيز على ذوي الأوثان
واضرب رقاب الغادرين بسيفه *** وأذقهمُ السوءى بكل مكان
وآدم صلاتك والسلام على الذي *** أرسلتــه بشـــرائع الإيمان
والآل والأصحاب ما نجمٌ بدا *** والتابعين لهم على الإحســـان


كتبه
أبو عمر الدوسري (المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة

علي الجزائري
2008-06-15, 23:34
بارك الله فيك ...
اللهم لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ..

مهاجر إلى الله
2008-06-16, 11:43
بارك الله فيك اخي الكريم على ما نقلت.......

وبخاصة حول الشيخ أبي السمح...فله كتاب ماتع جدا وصغير الحجم لكنه عظيم النفع ..بعنوان " حياة القلوب بدعاء علام الغيوب" يرد فيه على شبه المتوسلين والداعين لغير الله....وقد قراته مرات عدة ومازالت نفسي تتوق لقراءته...لعظيم نفعه وقوة حجته.....فجزاه الله خيرا على ما قدم للعقيدة و ادخله جنته الوفيرة المديدة.........

ليتيم مراد
2008-06-16, 12:12
جزاك الله خير الجزاء

حمداً لربي إذ هداني منــــة *** منه وكنت على شفـــــــــا النيران
والله لو أن الجــــوارح كلها *** شكرتك يا ربي مـدى الأزمــــــان
ما كنت إلا عاجزاً ومقصراً *** في جنب شكرك صاحب الإحسان
أيدتني ونـصرتني وحفظتني *** من كل ذي حقــد وذي شنــــــــآن
وجذلت أعدائي ولم تتركهمو *** يمضون في الإيـــذاء والعـــــدوان
أورثتني الذكر الحكيم تفضيلا *** ورزقتني نعمى بلا حسبـــــــــان
ورفعت ذكري إذا أرادوا خفضه *** وأعدتني لأشـــــرف الأوطان
وأقمتني بين الحطيــــــم وزمزم *** للمتقيـــــــن أؤمـــــهم بمثـــــان
أكرمتني وهديتني وهـــديت بي *** ما شئت من ضال ومن حيران
أعليك يعترض الحســــود إلهنا *** وهو الكنود وأنت ذو إحســـان
وهو الظلوم وأنت أعدل عادل *** حاشاك من ظلم ومن طغيـــــان
لولا عطاؤك لم أكن أهلاً لذا *** كلا وما إن كان في الإمكـــــــان
فأتم نعمتـــــــك التي أنعمتها *** يا خير مدعـــو بكل لســـــــــــان
واختم لعبدك بالسعادة إنـــــه *** يـــرجوك في سرٍ وفي إعــــلان
وأبحْه جنات النعيم ورؤيـــة *** الوجه الكريم بها مع الأخــــــوان
وانصر أخا التوحيد سيَّد يعرب *** عبدالعزيز على ذوي الأوثان
واضرب رقاب الغادرين بسيفه *** وأذقهمُ السوءى بكل مكان
وآدم صلاتك والسلام على الذي *** أرسلتــه بشـــرائع الإيمان
والآل والأصحاب ما نجمٌ بدا *** والتابعين لهم على الإحســـان

أم مريم
2008-06-24, 13:35
جزاك الله خيرا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتبعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه آمين

ملكة العز
2008-06-30, 10:27
جزااكم الله كل الخير .................................