تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الصوفية والتصوف في الجزائر (الجزء الثاني)


essarab
2010-11-03, 07:16
وفي سنة 1894م طلب منا (جول كوميون) والي الجزائر العام يومئذ أن نكتب رسائل توصية، فكتبنا عدة رسائل، وأصدرنا عدة أوامر إلى أحباب طريقتنا في بلاد الهكار (التوارق) والسودان نخبرهم بأن حملة (فورلامي) الفرنسية هاجمة على بلادهم، ونأمرهم بأن لا يقابلوها إلا بالسمع والطاعة، وأن يعاونوها على احتلال تلك البلاد، وعلى نشر العافية فيها...

وفي سنة 1906 ـ 1907م أرسل (المسيو جونار) والي الجزائر العام يومئذ ضابطه المترجم مدير الأمور الأهلية بالولاية العامة سيدي مرانت برسالة إلى أبي المأسوف عليه سيدي البشير، فأقام عنده في زاوية كوردان شهرا كاملا لأداء مهمة سياسية، ولتحرير رسائل وأوامر أمضاها سيدي البشير والدي ـ رئيس التيجانية يومئذ ـ أرسلت إلى كبراء مراكش وأعيانهم وزعماء تلك البلاد وجلهم تيجانيون من أحباب طريقتنا نبشرهم بالاستعمار الفرنسي، ونأمرهم بأن يتقبلوه بالسمع والطاعة والاستسلام والخضوع التام، وأن يحملوا الأمة على ذلك، وأن يسهلوا على جيوش فرنسا تلك البلاد...

وفي الحرب العالمية الكبرى أرسلنا ووزعنا في سائر أقطار شمال إفريقية منشورات تلغرافية وبريدية استنكارا لتدخل الأتراك في الحرب ضد فرنسا الكريمة وضد حلفائها الكرام، وأمرنا أحباب طريقتنا بأن يبقوا على عهد فرنسا وعلى ذمتها ومودتها...

وفي سنة 1913م إجابة لطلب الوالي العام للجزائر أرسلنا بريدا إلى المقدم الكبير للطريقة التيجانية في السنغال سيدي الحاج مالك عثمان ساي نأمره بأن يستعمل نفوذنا الديني الأكبر هناك في السودان لتسهيل مأمورية (كلوزيل) الوالي العام للجزء الشمالي من إفريقية الغربية ـ أي: لكي يسهل عليه احتلال واحة شنقيط ...

وفي سنة 1916م إجابة لطلب (المريشال ليوتي) عميد فرنسا في مراكش كان سيدي علي ـ صاحب السجادة الرئيس الذي كان قبلي ـ كتب مئة وثلاثة عشر رسالة توصية، وأرسلها إلى الزعماء الكبار وأعيان المغاربة يأمرهم بإعانة فرنسا في تحصيل مرغوبها، وتوسيع نفوذها وذلك بواسطة نفوذهم الديني...

وفي سنة 1925م في أثناء حرب الريف أرسلت أنا ـ حبيبنا ـ المخلص ومريد طريقتنا ومستشارنا المعتبر حسني سي أحمد بن الطالب ـ الذي قرأ هذه الخطبة بلسان سيده ـ إلى المغرب الأقصى، فقام بدعاية كبرى ـ برباغندا ـ واسعة في حدود منطقة الثوار، وتمكن من أخذ عناوين الرؤساء الكبار والأعيان الريفيين و " المقاديم" وأرباب النفوذ على القبائل الثائرة، وكتبنا إليهم رسائل نأمرهم فيها بالخضوع والاستسلام لفرنسا، وقد أرسلنا هذه الرسائل إلى (مقديمنا) الأكبر في فاس، فبلغها إلى المبعوث إليهم يدا بيد". دراسات صوفية

يستطرد صاحب الكتاب سرد اعترافات شيوخ التيجانية بتعاملهم مع سلطة الاحتلال حسب ما قاله الشيخ: " وبالجملة فإن فرنسا ما طلبت من الطائفة التيجانية نفوذها الديني إلا وأسرعنا بكل فرح ونشاط بتلبية طلبها وتحقيق رغباتها، وذلك كله لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا النبيلة ". المصدر السابق

ويختم الشيخ اعترافاته حسب المصدر السالف الذكر بقوله: والله المسئول أن يخلد وجودها بيننا لنتمتع برضاها الخالد! ثم لما ختم خطبته هذه بالثناء العاطر على الموظفين الفرنسيين وعلى الضباط العسكريين واحدا واحدا، ومدح الوالي العام الحالي ووصفه بأنه المستعمر الأكبر، وما انتهى الشيخ من خطبته حتى نهض (ليوتنان كولونيل سيكوني) رئيس البعثة العسكرية وشكر الشيخ وأثنى عليه، ثم قال له: من كمال مروءتك وإحسانك يا سيدي الشيخ المرابط أنك لم تذكر ولا نعمة واحدة من النعم التي غمرتني بها، فأنت الذي أنجيتني من التوارق الملثمين، وأنقذتني من أيديهم... وهكذا جعل الكولونيل يذكر مناقب أخرى للشيخ كثيرة". المصدر السابق

يضيف صاحب الكتاب شهادة أخرى لـ (بول أودينو) المذكورة في تاريخ المغرب في القرن العشرين للمؤرخ (روم لاندو) الذي قال: " خلال السنين الستين الأخيرة كانت التيجانية تقدم لنا العون، ومنذ سنة 1911م ونحن نستغل نفوذها القوي في جنوبي الغرب وموريتانيا والريف".

ويقول روم لاندو: وقد خبر الفرنسيون قضية الطرق الصوفية والدور الذي تلعبه مرات مرات متعددة من قبل، وثمة وثيقتان قلما يعرفها الناس تزودنا بالمعلومات الطريفة: أولاهما رسالة بعث بها قبل قرن من الزمن الماريشال (بوجو) أول حاكم للجزائر إلى شيخ التيجانية ذات النفوذ الواسع، إذ يقول: أنه لولا موقفها المشبع بالعطف لكان استقرار الفرنسيين في البلاد المتفتحة حديثا أصعب بكثير مما كان.

ومما يثبت أن ولاءهم لفرنسا كان غير محدود ما قاله الماريشال في الرسالة التي بعث بها إلى الشيخ ما نصه: عندما تشعر بحاجة إلى شيء ما أو إلى خدمة من أي نوع كانت فما عليك إلا أن تكتب إلى مرافقي الذي سيسره أن يبلغني رغباتك.

ثم قال روم: " وثيقتنا الثانية تلقي ضوءا على طريقة الإقناع، إنها إعلان بعث به خليفة التيجاني الذي تلقى رسالة الماريشال بوجو إلى أتباعه بمناسبة الحرب بين فرنسا والأمير عبد الكريم سنة 1925م يدعو فيه إخوانه إلى مؤازرة الدولة المسيحية ضد مواطنيهم من المسلمين. ويقول الشيخ التيجاني محمد الكبير بن البشير في هذا الإعلان: أن فرنسا تكافئ على الخدمات التي تقدم لها... وفرنسا قد انتصرت مؤخرا في حرب (1914 ـ 1919م) على واحدة من أعظم دول أوروبا وأقواها، ألا ينصر سبحانه ويمنح عباده من يشاء". المصدر السابق

ونقل عن (جوليان) أن الشيخ أثنى على الحكومة الفرنسية قائلا: " ولقد عرفت الحكومة الفرنسية كيف تجمع المتصوفة الذين سوّلتهم وحمتهم ". تاريخ المغرب في القرن العشرين

وهو ما قاله علي بن بخيت الزهراني في كتابه: " وكان شيوخُ الطرقِ الخائنون يقومون بكتابةِ عرائض بتوقيعاتهم، وتوقيعاتِ أتباعهم، يملئونها بالثناءِوالشكرِ لفرنسا، التي كانت تعتبرهم ممثلين للشعب ". الانحرافات العقدية والعلمية في القرنين الثالث عشر والرابع عشر

وبعد حديثه عن متصوفة الشرق قال مصطفى كامل عن المتصوفة في شمال إفريقيا: " وأما في المغرب فإن أتباع الشيخ أحمد التيجاني كان لهم شرف خدمة الفرنسيين في ترسيخ أقدامهم في شمال أفريقيا وغربها، وأما في السودان فإن السيد الميرغني والطريقة الختمية قد وطأت الناس لدخول الإنجليز والقضاء على الثورة المهدية. ويروج المتصوفة الأكاذيب بشأن اضطلاعهم بأدوار مهمة في الجهاد في سبيل الله من نوع الكرامات الخرافية على طريقة عفريت مصباح علاء الدين، فها هو الشيخ عز الدين بن عبد السلام – كما يزعمون- يأمر الريحلتكسر سفن الصليبيين في موقعة دمياط، مما جعل تلميذه ابن أبي شامة يحمد الله الذيجعل من أمة محمد من يأمر الريح فتستجيب له. ولماذا ترك الشاذلي والأقطابالمعاصرون الصليبيين يهاجمون دمياط والمنصورة ؟ ولماذا لم يتدخل أحد أقطـاب الصوفية ممن يزعمون لهم قدرات جبارة وصلاحيات إلهية ؟ المسألة الشرقية

وقال علي بن بخيت الزهراني في كتابه: طائفتان أخريان، الأولى منهاحاربت المستعمرَ وقاومتهُ ردحاً من الزمنِ، فلما طال أمدُ القتالِ، ولم تفلح فيطردِ المستعمر، بل كان هو الظاهر عليها في كثير من الوقائعِ، استسلمت له في نهايةِ المطافِ، ولم تكتف بالاستسلامِ للمستعمر، وإبرامِ المعاهداتِ المخزيةِ معه، بل صارت تشنع على من يحاول رفع راية الجهاد ضده من جديد، وينقض ماأبرمته من معاهدات.

والطائفةُ الثانيةُ، وهي شرُ طوائف الصوفية جميعاً، وهيالطائفةُ التي وقفت معه منذ البداية جنبا إلى جنب، تؤازره، وتناصره، وتقاتلُ في صفوفهِ، وتحت رايتهِ، وتدعو الناس إلى الرضوخِ له، وتحذر من مغبة مقاومته.

أما الطائفةُ التي قاتلت ثم نكلت، وجاهدت ثم نكصت، فأوضح منيمثلها هو الأمير " عبد القادر الجزائري ". أما الطائفةُ التي والتِ المستعمر،وقاتلتِ المسلمين في سبيله، فكثير من زعماء الطريقة التيجانية يُعتبرون منأبرز الأمثلة عليها.

فأما الأمير عبد القادرِ الجزائري فقد بايعه الجزائريون بعد دخولِ الفرنسيين الجزائر، فقادهم إلى جهادِ الفرنسيين طيلةَ سبعة عشر عاماً، ولكنه استسلم في آخرِ الأمر، وسلم نفسه إلى الفرنسيين فنفوه إلىخارجِ البلاد، ثم أطلقوا سراحه، بعد أن اشترطوا عليه أن لا يعود إلى الجزائر، ورتبوا له مبلغاً من المالِ يأخذهُ كل عامٍ، وزار باريس، ثم استقر في دمشق حتىتوفي بها... ثم قال صاحب الكتاب كلاما لا يليق بشخصية الأمير. الصوفية والجهاد ومقاومة الاستعمار

ولكن الثابت أن الأمير عبد القادر خاض جهادا ضد المستعمر وحاصَرَ قلعة التيجانية وهزمهم، وبعث برسالة إلى وكيله في وهران الحاج الطيب يظهر محتواها أن الرجل كان على عقيدة صحيحة ومخلصا لدينه ووطنه يقول فيها: " إنّ الله تعالى قد حمّلنا مسؤولية النظر في صلاح المسلمين وتوجيه جميع أهل هذه البلاد إلى شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم. لقد توجهنا إلى الصحراء لا للإضرار بالمسلمين الحقيقيين ولا لإخضاعهم وتخريبهم ولكن لإيقاظ إيمانهم وجمع شملهم وإقامة النظام بينهم. وكلّهم استجابوا لدعوتنا وأطاعوا بقدر ما تسمح به ظروفهم، ولم يتخلّف إلاّ التجاني. وقد وجدنا أنفسنا وجهًا لوجه أمام الذين كان قد غرر بهم وزيّن لهم العصيان، فكانوا مستعدين لمحاربتنا، وناشدناهم حبَّ الله ورسوله لكي ينضموا إلينا، وذكرناهم لهذا الغرض بآيات من الذكر الحكيم، ولكن كل ذلك بدون جدوى، فيئسنا من رجوعهم إلى الحق ومع ذلك خفنا أن تكون الرأفة بهم سببًا في ضياع الهدف المنشود، وهذا الهدف هو جمع العرب جميعًا على كلمة واحدة وتعليم الجاهل شريعة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومنع انتشار الشرور بينهم، وحفظهم من انتشار الفساد إليهم من بعض المدن " . حياة الأمير لتشرشل (نص مترجم)

ونقل صاحب كتاب (الإصلاح الإسلامي والتصوف المنحرف) محمد الصالح رمضان عن الشيخ عبد الرحمان الكواكبي وهو من رواد الإصلاح في كتابه ( أم القرى) قوله: " من بين أسباب مرض المسلمين وأعراضه المزمنة، تدليس رجال الدين وغلاة الصوفية الذين لونوا الدين بلون سيئ فأضاعوه أهله... ومن العادة أن يلجأ ضعيف المقدرة إلى التصوف، كما يلجأ فاقد المجد إلى الكبر، وقليل المال إلى التظاهر بزينة اللباس والأثاث، فأفسد هؤلاء الدين بما أدخلوا فيه ما ليس منه كالعلم اللدني ( الكشف) وكتركيب المقامات ووراثة السر، والرهبنة، والتظاهر بالعفة، والتبرك بالآثار، والكرامة على الله، والتصرف في القدر فسحروا عقول الجهلاء، واختلوا قلوب الضعفاء كالنساء... فماتت النفوس، وخرفت العقول... إن داءنا الدفين يكمن في دخول ديننا تحت ولاية العلماء الرسميين والجهال المتعممين، وبلغ أمرهم في البلاد العثمانية أن صارت الألقاب العلمية منحة رسمية تعطى للجهال ، حتى الأميين والأطفال، فقد يكون الواحد طفلا ويمنح بالوراثة لقب أعلم العلماء المحققين ثم أفضل الفضلاء المدققين... وهذا ما شاهدناه وعرفناه في العهد الاستعماري الفرنسي بالجزائر... فكان من شيوخ الطرق ورؤساء الزوايا ومقاديمهم جهال وأميون لا يصلحون لتدبير شؤون عائلة صغيرة، فضلا عن مشيخة زاوية كبيرة، أو إدارة طريقة من الطرق على مستوى الوطن... وتولى أبناء مشايخ الطرق ومقاديمهم على الزوايا والتكايا واستولوا على عقول العامة والدهماء وصار هؤلاء وأولئك يمثلون الدين الإسلامي، والإسلام برئ من كثير منهم".

وفي الموضوع نفسه يضيف قائلا: " وانقلبت الصوفية والطرقية إلى دروشة وتدجيل وانحطاط إلى أسفل سافلين... وأورد في كتابه أبيات شعرية لأحد الشعراء يقول فيها:
قـــالــوا: التصـــوف أصلــه مـــن بعـــض زهــاد الهنـــود
قـــلنـــا: تصــوف عصرنـــا مـــن شــر أخـــلاق اليهـــود

وكثرت التكايا والزوايا والطرق ... وكان لكل نوع من هذه الطوائف والطرق أذكارا وأورادا ومواثيق تضمن لصاحبها الجنة تعطى كصكوك الغفران عند الرهبان، ومن لم يكن له شيخ يهديه وينجيه فشيخه شيطان، ومآله الهلاك والخسران، وتوالى الناس على التعلق بهم".... يتبع

fatimazahra2011
2010-11-03, 07:29
http://www.samysoft.net/forumim/slambasmla/123g.gif

http://www9.0zz0.com/2010/02/23/22/332441700.gif



http://www.iraqup.com/uploads/20090613/q3P5B-yeE1_664075767.gif


http://img187.imageshack.us/img187/7174/30816609tn1.gif

essarab
2010-11-03, 07:39
http://www.samysoft.net/forumim/slambasmla/123g.gif

http://www9.0zz0.com/2010/02/23/22/332441700.gif



http://www.iraqup.com/uploads/20090613/q3P5B-yeE1_664075767.gif


http://img187.imageshack.us/img187/7174/30816609tn1.gif

شكرا لاعطاء رأيك.