المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطر يهدد البيئة الإ.................ية


منير العاصمي
2008-06-13, 14:29
السلام عليكم :
لا شك أن أروع ما في هذا الكون على الإطلاق هو ذلك النظام العجيب الذي يسير به الكون ، فمن رحمة الله بهذه المخلوقات و الكائنات التي تعيش على ظهر الأرض أن وفّر لها نظاما و قانونا تسير عليه حتى تنتظم و تتلاءم .
و أكثر مخلوق مسؤول عن سلامة هذا القانون الإلاهي العظيم ، هو الإنسان و لذلك قال سبحانه و تعالى : ( إنا عرضنا الأمانة على السمواوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها الإنسان ....)
فالإنسان مسؤول عن سلامة هذه الأرض و توفير البيئة الآمنة للعيش على ظهرها
مسؤول عليها من ناحية إعمارها و بنيانها ، و من ناحية المحافظة على ثرواتها الظاهرة أو الكامنة فيها ، و مسؤول عن سائر الكائنات الأخرى التي تتقاسم معه العيش في هذه الأرض ، كما هو مسؤول أيضا عن هذه الأرض من ناحية بنيانها الروحي و سلامة القيم و الأخلاق في علاقات الناس بعضهم ببعض
و لكم أن تتصوروا حجم الكارثة ! حينما يصبح هذا الكون تحت تصرّف إنسان جاهل لا يولي إلتفاته لهذا النظام الرباني البديع الذي أراده خالق هذا الكون العليم به و بأسراره
و لهذا فإن سيطرة الإنسان الجهول المستبد ، غير العابئ بقيم و ثوابت هذا الكون ، لا يقلّ خطورة عن كارثة من الكوارث ( الطبيعية ) الأخرى التي تهدد هذا الوجود و تنذر بنهايته ، كما هو الشأن بالنسبة للتلوث البيئي و الإحتباس الحراري ، و فناء الطاقة أو الماء ........
و لهذا فقد أمر الله سبحانه و تعالى المسلمين - على اعتبار أنهم هم العقلاء في هذا الكون ، حيث إن غير المسلمين قد وصفهم الله تعالى بأنهم ( لا يعقلون ) ، و هو كذلك بالفعل إذ خضوع هذا الكون للكافر معناه = كافة أنواع الاستغلال البشع المادي من طرف الانسان لأخيه الإنسان ، و معناه كذلك تدمير القيم و الأخلاق ، و إقامة قانون الغاب بدل القانون الإلهي الحكيم ، بحيث تصير الموازين في كفّة القويّ لا الأصلح ، و هذا بالفعل ما هو مشاهد اليوم عندما صارت الغلبة لأهل الكفر مع تواني المسلمين و تهاونهم في أداء رسالتهم -
قلت : فقد أمر الله المسلمين بالتزود بكافة أنواع العلم و المعرفة و القوّة التي تجعلهم روّاد هذه المنظومة الإنسانية و قوّاد البشرية إلى الحضارة اللّائقة بسنن هذا الكون ،
إن إطلالة بسيطة على واقع المسلمين اليوم ، ليعطي انطباعا رهيبا أن المسلمين اليوم - غالبهم - لا يمارسون تعاليم الإسلام بهذا المعنى الراقي ، بل إنهم مع الأسف الشديد لا يفهمونه حتى !!!
فأكثر المسلمين اليوم يخالفون أحكام الإسلام في عباداتهم و معاملاتهم و أخلاقهم حتى دبّ الشك و اليأس في نفوسهم من جدوى التحرّك لإنقاذ دولنا من التففك و من سائر أشكال الانحطاط في بلداننا الإسلامية
و بعضهم مع الأسف يرتد عن الدين ، و هذا مما يدلّ دلالة واضحة على الحالة المزرية التي وصل إليها المسلمون اليوم ، من عدم فهمهم و عدم ممارستهم لتعاليم الإسلام الصحيحة
و بدل ذلك نشاهد بعض الأغبياء الذين انتسبوا للإسلام ، يدعون إلى صورة قاتمة سوداوية تتسم بالعنف و الطائفية و الجفاء الروحي و الغلظة ، و قدموا هذه السلوكيات على أنها هي الدين و هي الدعوة الإسلامية ، و انتهز الحاقدون على الإسلام الفرصة بكل ما أوتوا من مال و من وسائل إعلام ، ليبثوا بين أبنائهم الغربيين أن هذه السلوكات ما هي إلا الإسلام نفسه
و صدق هذه الأكذوبة ليس فقط أبناؤهم بل حتى الكثير من أبناء المسلمين ! كما قال تعالى : ( و فيكم سمّاعون لهم )

و مما زاد الطين بلة هو عدم رغبة الطبقة السياسية في تغيير هذا الوضع ، بل و قمع كل من يسعى للإصلاح و التغيير ، و شن حملة شعواء على كل من تسول له نفسه تنوير المسلمين بضرورة أخذ مركزهم في قيادة الأمة ، حتى يصل الأمر إلى قمع الدعاة و شل نشاطاتهم
لكن مع كل هذه الصعوبات و العوائق ، ينبغي على المخلصين في هذه الأمة أن يواصلوا مسيرتهم ، و أن يستلهموا العبر من سيرة نبيهم صلى الله عليه و سلم و من تاريخ أسلافهم
و السؤال الآن الذي أطرحه عليكم للمناقشة هو


كيف يتم ذلك ؟؟؟؟؟
أنتظر إجاباتكم ، التي سأبني عليها باقي الموضوع

le fugitif
2008-06-13, 15:48
شكرا اخي موضوع فى القمة بارك الله فيك تلوث العقل اشد خطرا على الانسانية من تلوث البيئة شكرا لك

http://http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/kitty.gif

باش آغا
2008-06-13, 17:55
اشكرك موضوع جيد التلوث العقلي ان صح التعبير سبب انتكاستنا وتخلفنا وهو وبال علينا

منير العاصمي
2008-06-13, 18:36
شكرا لكما على التعليق المعزّز للفكرة
لكن أود أن أضيف هاهنا أن الشيء المحزن حقّا هو حينما يتخلى المسلم عن قضيته ، ليتحوّل إلى شخص لا رسالة له ، تخيّلوا معي حجم السقوط الحرّ ! الذي يصاب به المسلم من قمّة إعتناقه للإسلام إلى أسفل قاع يرتع فيه من لا رسالة له في الحياة كالمادّيين !
إنه فعلا سقوط رهيب
حينما يكون هم الواحد هو كيف يمكن أن يقضي وقته بخنقه في زاوية اللعب حتى يعتصر منه لحظات يظنها سعيدة !
منذ مدّة أطلعتنا مختلف الجرائد على حجم التنصير الذي بدأ يقلق ، نحو رغبة مبيتة من قبل جهات مجهولة تريد الحصول على وضعها الخاص كأقليّة تتمتع بمزايا ليست كباقي الجزائريين ، مزايا تميزهم في الدين و الوضع الاجتماعي و الاقتصادي ، و مع الاسف قد انخدع بهذه الحيلة بعض الشباب الغرّ الذي لم يحصل على التعليم الكافي ، و ربّما بسبب الضغوط الاجتماعية و الاقتصادية و النفسية
لكن السؤال الخفيّ الذي أريد إجلاءه هنا ، هو ماذا بعد حملة التنصير هذه ؟
أن متأكد أن التنصير سوف لن يصل إلى أهدافه في يوم من الأيام ، و لكن هناك شيء خطير ينبغي التنبه له ، و هو أن الكثير ممن تنصروا و ممن يجهلون الإسلام على حقيقته ، يخشى عليهم من موجة الإلحاد
و حينما يصير الشخص ملحدا ، فقلّما يمكن إقناعه بعد ذلك بجدوى الديانات كلها !
فأنا أتساءل الآن ، يا ترى كم هو عدد الأشخاص الذين دبّ في نفوسهم اليأس لدرجة فقدوا الثقة بالله تعالى ؟!
و كم هم الناس الذين ضيعوا المعرفة الشرعية اللازمة التي تستطيع أن تحصنهم من الشبهات ؟
إنني حتما أخشى على الناس الذين تشبعوا بالنفور من هذا الدين ، بسبب ممارسات خاطئة شاهدوها
بل إن بعض الكتابات التي تصدر من بعض الكتّاب عندنا لتعطي انطباعا من أول نظرة ، أن صاحبها ملوّث فكريا ، و مضيّع عقائديا لدرجة طرح السؤال : هل هو مسلم ؟ و هل يعي ما يقول ؟
لكن الأمل يبقى في أن يتنبّه شبابنا للدور المهم الذي ينبغي أن يضطلعوا به في حماية الإسلام ، و أنهم مسؤولون أمام الله عن هذا الدين ، و عليهم أن يدرسوا أحكامه باهتمام من مصادره الصحيحة ، و أن يسعوا جاهدين في إقامة أحكامه و دعوة الناس إليه بالطريقة الشرعية
أجدد شكري لكما