المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالات فلسفية للمقبلين على البكالوريا


samira cute
2010-11-02, 18:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




:mh92:



حبيت نقدملكم اعزائي المقبلين على امتحان شهادة البكالوريا بعض المقالات الفلسفية الي ان شاء الله تفيدكم




الدولة و الأمة: أكتب مقالةفلسفية في هذا الموضوع


المقدمة:
لاتقوم الدولة و الأمة إلا إذا توفر عامل الإنسان ليس كفرد و إنما كجماعة منالأفراد، ولكن إذا كانت العلاقة التي تربط بين الأفراد في الدولة قانونية،وإذا كانت العلاقة التي تربط بين الأفراد في الأمة روحية، هل هذا يعني أنالدولة و الأمة مفهومان مختلفان ؟

و هل هذا الاختلاف يفصل بينهماأم لا ؟ إذا كان لا يفصل فما هي العلاقة الموجودة بين الدولة و الأمة ؟

العرض:
كونالإنسان عاجزا على العيش بمفرده جعله يتكتل بغيره من الناس ليؤلف أشكالامختلفة من التجمعات، أهمها تجمعه على شكل دول و أمم، إذن الدولة مجموعة منالأفراد الذين يكونون الدولة و الأمة، كما ليس هناك حد أقصى، غير أننا يجبألا نفهم من ذلك أنه كلما كان هناك أفراد كلما أنشأوا بالضرورة دولة أوأمة بل يجب أن تكون هناك علاقات تربط بين الأفراد و تقرب بعضهم بالبعض وإن كانت العلاقات التي تربط أفراد الأمة غير العلاقات التي تربط أفرادالدولة.

وان العلاقات التي تربط أفرادالأمة علاقات روحية معنوية يستمدونها من المقومات الأساسية التي تقومعليها الأمة، كاللغة و الدين و التقاليد و التاريخ و المصير المشترك و لايعني هذا أن غياب واحد من هذه المقومات يؤدي إلى غياب الأمة.

يمكن لأمة أن تقوم على مقوم دونآخر، مثل الأمة الإسلامية التي قامت على مقوم الدين، والأمتان العربية والألمانية التين قامتا على مقوم اللغة و الأمة الأوربية التي تقوم اليومعلى مقوم المصير المشترك.التحام أفراد الأمة حول مقوم واحد يولد عندهمالشعور بالمحبة و التعاطف فيميلون إلى الرغبة في العيش معا و مواجهةالمستقبل جبهة واحدة، و إن اختلفت القوانين الأساسية و الاجتماعية والاقتصادية.

يقول رينان:" إن الرضا الحالي،و الرغبة في العيش معا هي الإرادة في الاستمرار، و إبراز قيمة الميراثالذي ورثناه." بينما تكون العلاقات التي تربط الأفراد في الدولة علاقاتقانونية مادية، يستمدونها من القوانين الاجتماعية و السياسية و الاقتصاديةالواحدة. لذلك فالأمة يمكن أن تضم دولا عديدة كالأمة الإسلامية، والدولةيمكن أن تضم أمم عديدة كسويسرا.

إن الدولة بخلاف الأمة تحتاجلكي تقوم، إلى وجود قانون و سلطة تسهل على تطبيقه، فهي بذلك لا تنشأ إلاإذا اخذ الأفراد القرار و عزموا على بنائها. هكذا أخذ قادة الثورةالجزائرية في 19 سبتمبر 1958 بالقاهرة، قرار إنشاء الدولة الجزائريةالمؤقتة، كذلك أعلن الفلسطينيون قيام الدولة الفلسطينية في 13 نوفمبر 1988في الجزائر. بينما تتكون الأمة عفويا و تلقائيا عبر التاريخ و الأيام، ومايمر به الأفراد من محن و أحزان و انتصارات و أفراح ن وكما يقول رينان "الأمة نهاية ماضي طويل"

غير أننا إذا نظرنا في الاختلافالذي يميز بين الدولة و الأمة، نجده اختلافا ظاهريا لا يفصل بينهما. فالأمة بالنسبة إلى الدولة هي الثوب الذي يقيها من العواصف و الرياح التيتهب عليها فتحميها من التمزق، خاصة حينما تكون القوانين ضعيفة و لا تؤديدورها في لم شمل الأفراد و توحيدهم، أو حين لا يتفق الأفراد حول قانونواحد، فتكثر الخلافات.

فالكثير من الدول دخلت في حربأهلية دامت مدة طويلة كلبنان مثلا، وذلك بسبب غياب هذا الشعور الروحيالعاطفي الذي يربط بين أفراد الشعب، فانقسموا إلى مسلمين و مسيحيين. و فيالمقابل، ما أنقذ بلادنا الجزائر من حرب أهلية مدمرة، هو شعور الجزائريينأنهم شعب واحد، له تاريخ واحد، دين واحد، أصل واحد، مستقبل واحد بالرغم مناختلاف الرؤى السياسية.

كذلك فان للقوانين السياسية والاقتصادية و الاجتماعية التي تنتهجها الدول و السلطات دورا مهما في تقويةالعلاقات الروحية بين أفراد الأمة الواحدة، إذا كان بينها اتفاق، و فيإضعافها إذا كثر الخلاف بينها، الأمر الذي جعل فكرة توحيد قوانين الدولالتي تكون أمة واحدة تظهر إلى الوجود للحفاظ على استمرار الأمة و بقائها.

فوحد الأوربيين قانون اقتصاديفي 1957 الذي عززوه مؤخرا بتوحيد العملة، و يحاولون توحيد قانونهم السياسيببرلمان أوربي يشمل كل أعضاء السوق الأوربية المشتركة، الأمر الذي لمتستطع الدول العربية الوصول إليه، بالرغم من جهود الجامعة العربية، و هذايشكل طبعا خطرا على الروابط العاطفية و الأخوية التي تربط بين شعوب الأمةالعربية. و ما حدث بين العراق و الكويت مثال حي على ذلك.

إن الدولة تحتاج إلى الروابطالروحية لتزيد روابطها القانونية متانة، مثلما تحتاج الأمة إلى الروابطالقانونية ليستمر و جودها و يقوى. ومن الأفضل أن تكون الدولة امة واحدةلتزيد متانتها ن و الأمة دولة واحدة ليزيد تعاطف أفرادها، لان الأمة هيروح الشعب و الدولة هي جسده، و العوامل الروحية للحياة الاجتماعية لا يمكنأن تنفصل عن عواملها المادية.

الخاتمة:وأخيرا إذا كانت الأمة غير الدولة، والدولة غير الأمة فان هذا الاختلافيبقى اختلافا ظاهريا لا يفصل بينهما، فكل واحد تكمل الأخرى ن و تكونبمثابة ركيزة لوجودها، فالدولة تقوي روابط الأمة، فتكون بمثابة جسدها،والأمة تعمل على استقرار الدولة، فتكون بمثابة روحها.

قيمة الرياضيات: أكتب مقالة فلسفية في هذاالموضوع


المقدمة:الرياضياتعلم عقلي مجرد يقوم على البرهان، و يختلف بذلك عن العلوم التجريبية التىتقوم على التجربة، غير أن الرياضيات اليوم تحتل مكانة الصدارة بين العلومالتى لا تستطيع الاستغناء عنها، و اكتسب قيمة كبيرة، ففي ماذا تتمثل هذهالقيمة ؟ إذا عرفنا أن الرياضيات علم مجرد لا يدرس لذاته، نتساءل الى أيمدى يمكن ان نتحدث عن قيمة الرياضيات؟

التحليل:تدرسالرياضيات المفاهيم الكمية المجردة القابلة للقياس، بطابع عقلي بحت، الأمرالذي مكنها من الوصول الى نتائج دقيقة وواضحة، تنتج عن المقدمات بطريقةاضطرارية وجوبية، مما يضفي عليها نوعا من الصرامة المنطقية التى تقومّالعقل، وتجعله لا تقع في الخطأ. فإذا قلنا أن 4=2+2=1+1 كانت 4=1+1+1+1بالضرورة.

هذه الصرامة التى تجعل الرياضيات تمتاز بشكل ملحوظ عنغيرها من العلوم، فتنت أفلاطون فدعا الى إدخالها برنامج إعداد حكامالمستقبل، و جعلها شرطا أساسيا للدخول الى أكادميته، غير أن قيمةالرياضيات لم تبرز بالشكل الذي نعرفه اليوم، إلا بعد دخولها عالم الطبيعة،وأصبحت القوانين الفيزيائية تصاغ على شكل علاقة رياضية دقيقة، هذه الدقةالتى تعتبر شرط المعرفة العلمية. يرجع تاريخ دخول الرياضيات مجال الفيزياءالى القرن السابع عشر بفضل أعمال كيبلار(1571/1672)الذي صاغ القانون سقوطالأجسام، و ديكارت الذي قدر حركة الكواكب تقديرا كميا، حينها أدرك الإنسانانه لن يتمكن من الغوص في أعماق الطبيعة، للكشف عن أسرارها، إلا إذا تعاملمعها بلغة رياضية. يقول غاليلي:" الطبيعة لا تجيب إلا عن الأسئلة المطروحةعليها بلغة رياضية ".

إن الرياضيات عنده هي اللغة التى تفهمها الطبيعة، وبدون الرياضيات ليس هناك مجال للحديث عن الفيزياء، هكذا يقول برانشفيك "إذا فقدت الفيزياء طابع التقدير الكمي للظواهر، صارت مجرد إحساس بكيفياتقابلة للوصف لا غير "، فالفيزياء عنده بدون رياضيات تصف ظواهرها، و الوصفأدب و ليس علما، كذلك دخلت الرياضيات مجال الكيمياء على يد الكيميائيالفرنسي لافوازيه(1743/1794) و مجال البيولوجيا على يد مندل (1822/1884)،حين وضع قوانين الوراثة، وأصبحت البيولوجيا لا تستعمل الرياضيات فحسب وغنما تتضمنها.

إن النجاح الكبير الذي أحرزته علوم المادة في استخلاصالعلاقات بصيغ كمية، مكنها في التحكم في الكثير من الظواهر، مما جعلالعلوم الإنسانية بدورها تعمل على إدخال الرياضيات مجالها ـ لتقترب منالدقة التى تمكنها من الانظمام الى مجموعة العلوم. فاستخلصت قوانينصياغتها على شكل معادلات رياضية، أو مخططات بيانية، أو نسب مئوية كما نرىفي الإحصاء، الذي يعتمد عليه الباحثون فيعلم الاجتماع. لا احد يستطيع أنينكر اليوم، ونحن في القرن الواحد و العشرين، القيمة الكبيرة للرياضيات،التى مكنتنا من احتلال مكانة الصدارة بين العلوم و المعارف جميعها. وكانتثقة الإنسان في الرياضيات كوسيلة لبلوغ الحقيقة التى حلم بها طويلا، لايتخللها شك أو ريب، بفضل لغة الأعداد، وما تمتاز به من الدقة. إن التقدمالمذهل و النجاح الكبير للتكنولوجيا المعاصرة في حضارتنا المادية، ليس إلابرهانا على صحة الرياضيات، وعنوان صدقها، مما يمكننا من القول معبرانسفيك:" أن العمل الحر الخصب للفكر، يبدأ من العصر الذي جاءت فيهالرياضيات، فزودت الإنسان بالمعيار الصحيح للحقيقة " لا يستعمل الإنسانالأعداد في العلوم و التكنولوجيا فحسب، وإنما يستعملها أيضا في حياتهاليومية، لتكون أكثر دقة و انضباطا، وأصبحت مقولة الفيثاغوريين " الأعدادتهيمن على العالم " ليست خيالا، و إنما واقع يعيشه الإنسان، يجعله يتعرفبقيمة الرياضيات و فضلها عليه.

لكن ماذا إذا توقفها قليلا، ونظرنا الى الرياضيات كعلمقائم بذاته منفصل عن العلوم ؟ هل يمكن ان تكون لها، في حد ذاتها، نفسالقيمة التى اكتسبتها كونها وسيلة ؟ و ما نحن متأكدون منه ان الرياضياتاكتسبت قيمتها لما استعملتها العلوم لغة تتكلم بها، وإن دعوة البعض منالمعجبين بها الى دراستها كغاية في ذاتها، مثلما درس المنطق الصوري كغايةفي ذاته في القرون الوسطى، خطأ كبير يجعل مصيرها نفس مصير الميتافيزيقااليوم. ولا يعني هذا أننا نقلل من شأن الميتافيزيقا، ولكن ما نعنيه انالإنسان اليوم، المتشبع بالروح الوضعية، لا يولي اهتماما كبيرا بها كعلممجرد بعيد عن الواقع، بالرغم من نداءات كثيرة من الفلاسفة الذين حاولوا أنيردوا لها اعتبارها في زمن العلم و التكنولوجيا.

ما هي الرياضيات بمعزل عن العلوم ؟ إنها علاقة عقليةمجردة تربط منطقيا بين القضايا، أليست الميتافيزيقا علاقات عقلية مجردةتربط منطقيا ؟ لا نعتقد أن الرياضيات بمعزل عن العلوم ستجد من يهتم بهاسوى بعض المعجبين الذين يجدون فيها متعة خالصة. أما عن قول فردناند (1866/1952):أن بالعمليات الرياضية وحدها يمكن الكشف عن أسرار الطبيعة،يضفي على الرياضيات طابعا سحريا، و يبعدها عن الواقع. إن الرياضيات لاتستطيع معرفة الطبيعة إلا إذا اتصلت بها. دخول الرياضيات مجال الفيزياء " و عقلنة الطبيعة " لا يعني أن الرياضي يمكنه أن يعمد الى نوع من التأهيلالعقلي ليصل الى المعرفة أسرار الكون، بل بالعكس معرفة الطبيعة تكون بفضلالتجربة التى تكشف عن أسباب الظواهر، ثم تتدخل الرياضيات، بعد ذلك، لتعبرعنها بلغة الأعداد الدقيقة. إن الإنسان لا يدرس الرياضيات كغاية، وإنمايدرسها كوسيلة تستعملها العلوم بعد كشفها عن العلاقات بين الظواهر، لتعبرعنها بعد ذلك بأسلوب الكم. لنقل أن الرياضيات خادمة العلوم، التى هيسيدتها.

و يجدر بنا أن نشير الى كون الرياضيات وسيلة العلوم،لا ينفي عنها كل قيمة في ذاتها. فإن الرياضيات تعتبر بحق أفضل و أنسب علميعلم العقل كيف يجرد أفكاره و يقدمها في تسلسل منطقي محكم. فتعرف الإنسانبخفايا عقله، و قدرته على الغوص في أعماق العالم المجرد. وإذا كانت العلومتعلمنا حقيقة الطبيعة، فإن الرياضيات تعلمنا حقيقة الفكر.

أما التهمة التى وجهت إليها، على أنها مجرد قضاياعقلية مجردة بعيدة عن الواقع، فيمكن ردها: إن الرياضيات اليوم تبدومتلائمة مع الواقع. يقول لوتمان:" إن التصورات الرياضية تتمثل ككائناتعقلانية يضعها العقل في تلاؤم مع الطبيعة و الكون ". و الدليل أن تصوراتريمان للمكان وجدت عالما يناسبها في الفيزياء إنشتاين التى تطبقها.

الخاتمة:وهكذانستنتج أن الرياضيات وسيلة أكثر مما هي غاية، وإن كانت تفيد الإنسانكغاية، فإنها تفيد أكثر كوسيلة، تستعملها العلوم للكشف عن أسرار الطبيعة،و بلوغ الحقيقة، فإذا كانت الرياضيات قد أكسبت العلوم قيمة بفضل أسلوبهاالدقيق، فإن العلوم قد أكسبت الرياضيات قيمة، كلغة لا يمكن التخلي عنها،في سعي الإنسان نحو الحقيقة.


مع كامل تمنياتي للجميع بالنجاح والتفوق.:19::19::19::19:

samira cute
2010-11-02, 18:07
الطبيعة والثقافة
نص السؤال : هل ثقافة الإنسان تنسجم مع طبيعته دائما ؟
* الطريقة الجدلية
كتابة المقالة :
المقدمة : " يولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه " فقد كشف الحديث الشريف عن وجود جانب فطري في الإنسان مثل القدراتالكامنة فيه بالولادة , وجانب مكتسب هو قابلية هذه القدرات للنمو والتطورفي ظل ما يقدمه المجتمع , ولكن هذان الجانبان ( الفطري والمكتسب ) هل همامتضدان أم متكاملان ؟ بمعنى آخر هل ما يكتسبه الإنسان " الثقافة " يضافإلى ما هو موجود لديه بالفطرة " الطبيعية " أم يعارضه ويقاومه ؟ بمعنى آخرهل العلاقة بين الثقافة والطبيعة هي علاقة تضاد وتنافر أم علاقة انسجاموتكامل ؟
التحليل :القضية : ما هو ثقافي يعتبر مكملا لما هو طبيعي عند الإنسان .
الحجة: إن الطبيعة باعتبارها المحيط ( أي الواقع الموضوعي المستقل عنالفرد) أو باعتبارها الطبيعة البيولوجية (أي الفطرة والغريزة عند أفرادالنوع البشري ) فإنها قابلة للتأثر والإنسان أدرك منذ القدم قدرته علىالتأثير في الطبيعة الموضوعية , حيث صنع أدوات ومعدات للعمل مكنته مناستغلالها , ومع التطور الفكري والعلمي اكتشف الإنسان ذاتيته بقدراتها واندفاعاتها فراح يستغل هذه المعرفة المكتسبة في فهم العوائق الموضوعية والذاتية من أجل إحداث التكيف معها في تحسين الطرق البيداغوجية إلا محاولةلإبراز القدرات الفطرية كالذكاء والموهبة ...إلخ . وما التعليم إلااستغلالا لقدرات العقل وما الرياضة إلا استغلالا لقدرات الجسم فالثقافةتعمل على تنمية السلوك في حدود ما تقدمه الطبيعة .
النقد : لكن ما هو ثقافي لا يقبل دائما الانسجام مع ما هو طبيعي فالكثيرمن العادات والقيم والقوانين تحد من الاستعداد الطبيعي الكامن لدى الفرد .
النقيض :ما هو ثقافي يعتبر معارضا لما هو طبيعي عند الإنسان .
الحجة : وكما أن الإنسان أدرك بقدرته على التأثير في الطبيعة سواء الذاتيةأو الموضوعية بما يحقق له التلاؤم والانسجام والتكامل معها فكذلك أدركقدرته على الحد من تأثيرها عليه فأبدع وسائل للحد من مخاطر الطبيعةوصعوباتها كالسدود و الأنفاق ... كما هذب دوافعه و اندفاعاته الطبيعةكالأنانية وحب السيطرة بما أوجده من قوانين وقيم اجتماعية وبما أوحى إليهالله من مبادئ ومثل دينية وأخلاقية فما التربية إلا وضع حد لطغيان الغرائزوبذلك فالثقافة جاءت لتقف في وجه الطبيعة حتى يعيش الإنسان في وفاق معالآخرين .
النقد : لكن ما هو ثقافي ليس مكملا دائما ولا معارضا دائما لما هو طبيعي .
إن الطبيعة والثقافة باعتبارهما قدرتان كامنتان عند الإنسان فهمامتداخلتان إلى درجة الترابط الوثيق إذ لا يمكن الفصل بينهما إلا نظريا ومايتعارضان أحيانا ويتكاملان أحيانا أخرى .
الخاتمة :إن الفطري والمكتسب أي الطبيعة والثقافة شيئان ملازمان لشخصيةالفرد أحيانا وفق ما تمليه عليه غرائزه و أحيانا وفق ما تمليه عليه ثقافتهوعليه فالصراع بينهما والانسجام بينهما باق وملازم له في حياته وهذا منأجل التكيف.

الموضوع الثاني :
نص السؤال : ما دور الثقافة في حياة الإنسان ؟
كتابة المقالة :
المقدمة : ( الإحاطة بموضوع الثقافة ) .
إن الثقافة مرتبطة بالإنسان وحده دون الكائنات الأخرى و ينعدم معنىالثقافة بانعدام الجنس البشري وهي تمثل مفهوما واسعا من حياته باعتبارهاكل ما يضاف إلى الطبيعة الفطرية لدى الإنسان فما هو الدور الذي تلعبه فيحياته ؟
التحليل :
طبيعة الثقافة ودورها في حياة الإنسان : الثقافة ذات مفهوم واسع وقد عرفهاالفلاسفة بتعاريف مختلفة فهي العناية بالأرض عند الفرنسيين وهي القيمالروحية عند الألمان , وهي غالبا ما تعرف على أنها مجموعة الأنماطوالأشكال الاجتماعية للسلوك المكتسب .
من خصائصها أنها متعددة ومختلفة فلكل مجتمع ثقافته وهي شيء مكتسب يضاف إلىالطبيعة الأصلية عند الإنسان وهي خاصية إنسانية و تتجلى فيما يقوم بهالإنسان في سلوكات وهي ما يبقى عند الإنسان عندما ينسى كل شيء .
وجود ثقافة : إن الثقافة تشكل كل القيم المادية والروحية التي أنتجهاالإنسان وهي تمثل مظاهر التكيف الإنساني مع الطبيعة أولا فهي بذلك تكون فيوجودها ملازمة لوجود الإنسان باعتبارها تمثل هذا الامتداد الواسع الذييمتد من الصراع المباشر مع الطبيعة إلى غزو الفضاء مرورا بمختلف التحولاتالتي عرفها الإنسان عبر التاريخ .
قيمة الثقافة : إن المتأمل في تاريخ الإنسان يكتشف أن الإنسان في بدايةالأمر كان أصغر من الطبيعة وأضعف منها بكثير , يخاف من غضبها و لا يستفيدمن رضاها وهذا بفضل ما أنجزه بعقله وهو الثقافة التي بدونها ما كان ... ليقوى على هزم الطبيعة و لا تحقيق النصر .
الخاتمة : ( حقيقة الثقافة ) .
إن الثقافة هي التي جعلت من الإنسان أكثر من شيء بسيط في هذا الكون وقيمةالإنسان أكثر من شيء بسيط في هذا الكون وقيمة الإنسان تقاس بثقافتهوبالثقافة يكشف الإنسان عن قدراته و طاقاته الكامنة فيه وعليه فالثقافة هيالتي تميز الأقوام المتحضرين عن الأقوام الهمجيين .

الموضوع الثالث :
نص السؤال : ما علاقة الطبيعة بالثقافة ؟
كتابة المقالة :
المقدمة : ( الحذر من المظاهر)
إذا كانت الطبيعة هي ما تميز به الإنسان من صفات فطرية والثقافة هي تلكالصفات المكتسبة . وإذا كانت من عادات الإنسان أن يعرف الأشياء بأضدادها . أمكننا القول أن الطبيعة ضد الثقافة لأن الإنسان الطبيعي الذي يكون علىالفطرة ضد الإنسان المتحضر المتصف بالعلوم وبما أنهما يوجدان لدى الفردالواحد .
- فما هي العلاقة القائمة بين الطبيعة والثقافة ؟
التحليل :
1- أوجه الاتفاق : إن التشابه بين الطبيعة والثقافة يتمثل في كون كل منهماقدرة يوظفهما الإنسان في محاولات التكيف مع المواقف التي تواجهه .
فالطبيعة والثقافة كلاهما عبارة عن مادة يتسلح بها الإنسان في حياتهاليومية فالأولى أقرب إلى المادة الخام . والثانية أقرب إلى كونها مادةجاهزة .
2- أوجه الاختلاف : إن من أشد الاختلافات بين الطبيعة والثقافة أن الطبيعةفطرية توجد مع الإنسان منذ الولادة , ويترتب عن ذلك أنها ثابتة ومشتركةلدى النوع البشري . يوجدها الله تعالى ولا يوجدها الإنسان . أما الثقافةفهي مكتسبة أي مأخوذة من المجتمع عن طريق التربية والتعليم . وهي قابلةللإثراء و يترتب عن ذلك انهما من إبداع الإنسان . فهي تمثل ما أنتجهالإنسان بيده وعقله
3- مواطن التداخل : إن العلاقة بين الطبيعة والثقافة ينظر إليها البعض علىأنها علاقة تداخل وتكامل باعتبار أنه يصعب علينا التميز في كثير منالأحيان بين ما هو ثقافي وما هو طبيعي عند الإنسان مثلا: ظاهرة الأكل .
كما ينظر آخرون إلى هذه العلاقة على انه صراع وتضاد بينهما باعتبار أن ماهو ثقافي يتعارض مع ما هو طبيعي . مثلا : الغرائز والقيم الدينيةوالأخلاقية .
الخاتمة : ( نسبة الترابط )
نستنتج مما سبق أن الثقافة تختلف عن الطبيعة ولكن بوجودهما لدى الفردالواحد فهما يظهران في شكل تداخل أحيانا . نظرا لأننا لا يمكن أن نعزلالعناصر الثقافية عن العناصر الطبيعية كما يظهران في صورة تضاد أحياناأخرى كون العناصر الثقافية جاءت لتهذيب العناصر الطبيعية أو الحد منها .

المحور الثاني : الشعور و اللاشعور
الموضوع الأول :
نص السؤال : هل يشكل الشعور مجمل الحياة النفسية عند الإنسان ؟
* الطريقة الجدلية
المقدمة : يكاد يجمع علماء النفس في تعاريفهم للشعور على انه إدراك المرءلذاته أو هو حس الفكر لأحواله وأفعاله ' الحدس معرفة مباشرة ) وعليه يكونالشعور أساس المعرفة الذاتية . ومن ثمة فهل يمكن اعتماد الإنسان على شعورهوحده في إدراك كل ما يجول في حياته النفسية ؟ بمعنى آخر هل الشعور يصاحبكل ظواهر النفس ؟
التحليل :القضية الشعور يشكل مجمل الحياة النفسية ( الشعور أساس الأحوالالنفسية).
الحجة : يذهب بعض الفلاسفة أصحاب النظرية الكلاسيكية ( التقليدية ) إلى أنالحياة النفسية في مجملها تقوم على أساس الشعور وعلى رأس هؤلاء " ديكارت " الذي اتبع منهج الشك الذي يشمل كل شيء إلا البداية الأصلية غير المشروطةفي المعرفة والتي حددها ديكارت بـ" أنا أفكر إذن أنا موجود "وهو ما يعرفبالكوجيتو الديكارتي حيث سلم بوجود التفكير و بما أن الإنسان لا ينقطع عنالتفكير فهو يشعر بكل ما يحدث على مستوى النفس وبما أن الشعور حدس والحدسمعرفة مباشرة لا تخطئ فهو ينقل للفكر كل ما تعيشه النفس ومن ثمة لا وجودلحياة نفسية لا شعورية لذلك يرى أن كل ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري . وهناك آخرون ممن يرون ذلك أمثال " ستيكال " أو " ابن سينا " في الفكرالإسلامي حيث يقول : " الشعور بالذات لا يتوقف أبدا " وهكذا ساد الاعتقادقديما أن الشعور أساس الحياة النفسية .
النقد : لكن المتأمل في حياة الإنسان يكشف أنه لا يعيش كل لحظات حياته فيحالة واعية بل تصدر منه سلوكات لا يشعر بها إلا بعد فواتها أو تنبيههإليها مثل زلات القلم فلتات اللسان ... و هذا يدل على وجود حياة لاشعورية ..
النقيض : الشعور لا يشكل مجمل الحياة النفسية عند الإنسان (اكتشافاللاشعور)
الحجة : اللاشعور هو مجموعة الحوادث النفسية المكبوتة التي تؤثر في النفسدون الشعور بها ويعتبر فرويد مكتشف اللاشعور ولو أن بوادر هذا الاكتشافكانت موجودة قبله مع " ليبتز " " 1646-1716 " الذي حاول إثبات فكرةاللاشعور بالأدلة العقلية حيث قال : " لدينا في كل لحظة عدد لا نهاية لهمن الادراكات التي لاتأمل فيها ولا نظر " ثم جاء دور الأطباء ومنهم" برنهايم " (1837-1919) و " شاركو " ( 1825-1913 ) من خلال معالجة مرضالهستيريا ( اضطرابات عقلية ونفسية دون وجود خلل عضوي ) و فكرة التنويمالمغناطيسي الأمر الذي هدى " فرويد " وبعد وقوفه على تجارب " بروير " (1842-1925) إلى اكتشاف اللاشعور وهذا يعني أن هناك جانبا في حياتنا توجدفيه أسرار وعقد لا يسمع لها بالخروج في حالة شعور , و من ثمة كشف عننظريته في التحليل النفسي القائمة على التداعي الحر .
النقد : لكن اللاشعور حتى و إن أصبح حقيقة لا تنكر فإن الحوادث النفسيةلدى الإنسان تبقى تجري في مجال الشعور بالدرجة الأولى فالإنسان يعيش معظملحظات حياته واعيا .
التركيب : الحياة النفسية تتشكل من الشعور و اللاشعور .
من خلال ما سبق لا يمكن إهمال الجانب الشعوري لدى الإنسان ولا يمكن إنكاردور اللاشعور بعد ما تم التدليل عليه , ومن ثمة فالحياة النفسية عندالإنسان أصبحت بجانبين شعورية و لاشعورية باعتبار أن الشعور أمر لا يمكنإنكار وجوده . ولكنه لا يصاحب جميع أفعال الإنسان و لا يوجهها دائما . ثمأن للدوافع اللاشعورية أثر بارز في توجيه سلوك الفرد .
الخاتمة :إن الإنسان كائن واعي بالدرجة الأولى . وعليه فإذا كان شعورالإنسان لا يشمل كل حياته النفسية فما يفلت من الشعور يمكن رده إلىاللاشعور فهو في نظر فرويد مركز الثقل في الحياة النفسية وبالتالي فالشعوريشكل جانبا من الحياة النفسية واللاشعور يشكل الجانب الآخر .


الموضوع الثاني :
نص السؤال : ما الدليل على وجود اللاشعور ؟
الطريقة الاستقصائية :
المقدمة : ( الإحاطة بموضوع اللاشعور)
إذا كان فرويد قد أقر فكرة وجود اللاشعور في حياة الإنسان بعد أن كانتالفكرة مستبعدة عند علماء ما قبل العصر الحديث وأكثر من ذلك أن فرويد نقلمركز النقل في الحياة النفسية من الشعور إلى الجهات المبهمة و اللامعقولةمنها على حد تعبير " جوزيف نوتان " ( عالم نفساني معاصر ) و يقصد بذلكاللاشعور , فإذا كان اللاشعور يشكل جانبا من الحياة النفسية .
فما هو الدليل على أنه حقيقة لا تنكر ؟
التحليل :
بيان طبيعة اللاشعور : اللاشعور هو مجموع الأحوال النفسية الباطنية التيتؤثر على سلوك المرء وإن كانت غير مشعور بها ( جميل أصليا) ولقد تم تحديدمعالم اللاشعور انطلاقا من اكتشافات (برنهايم) المتعلقة بالتنويمالمغناطيسي والتي كشفت لفرويد أن العناصر الموجودة في حالة كمون ( لاشعور ) لا تبقى بالضرورة في حالة ركود دائما , وإنما قد تؤثر في السلوك دونالشعور بها وبذلك فكك فرويد الحياة النفسية إلى شعورية و لاشعورية , ووصلإلى أن اللاشعور لا يبقى دائما مكبوتا خارج الشعور , بل جزء من شخصيةالفرد وعلى أساسه يمكن فهم هذه الشخصية .
إثبات وجدود اللاشعور : يعتبر فرويد مكتشف اللاشعور وقد استدل على وجوداللاشعور بمجموعة من الدلائل , تعرف حاليا بدلائل وجود اللاشعور منها :
فلتان اللسان : وهي عبارة عن ألفاظ تقلت من الإنسان عن غير قصد و تعبر عنرغبة مكبوتة لديه .
الأحلام : إشباع رغبات الإنسان التي لم يشبعها في الواقع فتجد في النومفرصة مواتية لذلك .
الإبداع : ويأتي عن عمل اللاشعور بمعنى أن عناصر تخيلاتنا تتجمع فياللاشعور وتختزن الصور المبدعة في الذهن ثم تنبثق دفعة واحدة في شكل الهاموهناك دلائل أخرى مثل : زلات القلم , الهذيان , النسيان ...الخ .
قيمة اللاشعور : لقد جعل فرويد من اللاشعور مصدرا لنشاط الإنسان و فعاليتهفي مختلف المجالات , وبذلك فهو يحتل مكانه أهم من الشعور في حياة الإنسان ,لكن ذلك لا ينسجم مع طبيعة الإنسان العاقل , وعلى العموم فلاكتشاف وجوداللاشعور جوانب إيجابية حيث ألقى الضوء على كثير من أسباب السلوك كانتمجهولة , وكشف عن جانب لم يكن معروفا في النفس كما له جوانب سليبةكالمبالغة في تحديد دور اللاشعور وأثره في الحياة النفسية وعدم الاهتمامبالجانب الروحي ...
الخاتمة : ( بيان حقيقة اللاشعور )
إن وجود اللاشعور قائم على كثير من الأدلة . وهو يشير إلى منطقة من الحياةالنفسية وهي المنطقة التي تجري فيها العمليات اللاشعورية , مثلما يشيرالشعور إلى المنطقة التي تجري فيها العمليات النفسية الشعورية غير أنالأدلة المستمدة تحتاج إلى دعم عملي تجريبي وكمي ما دام الأمر يتعلقبنظرية علمية في علم يهدف إلى أن يكون موضوعيا وكميا مثل باقي العلومالأخرى .


المحور الثالث : الانفعالات
الموضوع الأول :
نص السؤال : هل سبب حدوث الهيجان الادراكات الذهنية أم التغيرات الجسمانية؟
المقدمة : " يعرف ريبو الهيجان بأنه صدمة مفاجئة شديدة يغلب فيها العنف , مصحوبة بازدياد الحركات أو انقطاعها كالخوف والغضب .." فإذا كان الهيجانهو ذلك الانفعال القوي المفاجئ الصادر عن وجود المثير , فعل حدوثه ناتج عنالإدراك الذهني أم عن تولد التعبير الجسماني ؟
التحليل :
الهيجان سببه ادراكات ذهنية للموقف
يركز أنصار النظرية الذهنية على الناحية السيكولوجية المتمثلة في التصوراتالذهنية التي هي أساس الانفعال , فالانفعال حكم عقلي , فالخوف مصدرهالشعور بالخطر .
فمثلا : 1- الإدراك = رؤية الوحش .
2- الإنفعال = الخوف .
3- الاستجابة = الهرب .
حيث يرى " هاربرت لوهان فريدريك " (1776-1841) فيلسوف ألماني مثالي أنالإنسان يشعر بالاضطرابات النفسية , أولا ثم ينتقل إلى البدن فالهيجان هواضطرابات عقلية ونفسية تحدثها المنبهات الخارجية وتنقلها الحواس , والعقليعطي لتلك المنبهات دلالة معينة مخيفة أو سارة ..الخ .
إدراك موقف ـ اضطرابات عقلية ـ هيجان ـ اضطرابات جسمية .
رؤية وحش ـ خوف ـ الهيجان ـ الهرب .
- ولكن لا هيجان دون تغيير فيزيولوجي , أي أن التصورات الذهنية وحدها لاتكفي لإحداث الهيجان .
الهيجان يتولد عن التعبيرات الفيزيولوجية التي تعتري الجسم : يرتكز أنصارالنظرية الفيزيولوجية على الحركات والاضطرابات الفيزيولوجية التي تجعلالهيجان ظاهرا للعيان . وحذف المظاهر الجسمية في الانفعال يزيله ويجعلهصورة باهتة .
فمثلا : 1- الإدراك = رؤية الوحش .
2- الاستجابة = الهرب .
3- الانفعال = الخوف .
حيث يرى وليام جيمس (1842-1910) عالم أمريكي أن المنبهات الخارجية تنقلهاالحواس إلى الجهاز العصبي قبل أن يدركها حيث تتحول إلى تنبيه حركي فتتحركالعضلات وبعض الغدد وبعد ذلك يحدث الشعور النوعي خوف أو فرح ..الخ .
إدراك المثير ـ تغير جسمي ـ تغير نفساني ـ هيجان .
سيارة قادمة بسرعة ـ الابتعاد بسرعة ـ الشعور بالخوف ـ الهيجان .
- ولكن التعبير الفيزيولوجي وحده لا يمكنه تفسير الهيجان فالممثل مثلا .يكلف بالقيام بالدور فينجزه على أحسن ما يرام فتراه في حالة غضب وهو علىغير ذلك .
الهيجان يصدر عن الفرد بكامله .
إن التصورات الذهنية شرطا ضروريا في حدوث الهيجان ولكنها غير كافية وحدها , كما أن التغيرات الفيزيولوجية هي الأخرى شرطا ضروريا في حدوث الهيجانولكنها غير كافية وحدها , وعليه فالهيجان يتولد عن تشابك الادراكاتالذهنية والتغيرات الجسمانية وهو موقف النظرية التلامسية التي تذهب إلى أنالشعور بالانفعال والتغيرات الجسمية يتمان في وقت واحد .
الخاتمة : الهيجان سلوك طبيعي عند الإنسان يشارك فيه الجسم والنفس معا فكلحادثة نفسية إلا وتحدث ضمن شروطها الفيزيولوجية وهذا ما جعل أرسطو يقول : " الانفعال ليس الجسم ولا في النفس بل في الإنسان " .


الموضوع الثاني :
نص السؤال : هل يقوم الهيجان بوظيفة إيجابية دائما في حياة الفرد .
المقدمة : الانفعال الهيجاني ظاهرة ملازمة للكائنات الحية , خاصة الإنسانوالحيوان ومما لا شك فيه أن الإنسان أكثر من الحيوان يعيش أنواعا شتى منالهيجان يوميا يحاول من خلالها تحقيق التلاؤم والتكيف مع المواقف المستجدةفهل يمكن السلوك الهيجاني صاحبه من التكيف أم يؤدي به إلى الفشل والانحراف؟
التحليل :
الهيجان تكيف :
يرى بعض الفلاسفة والعلماء أن السلوك الهيجاني يمكن صاحبه من التكيف معالمواقف التي تواجهه سواء تعلق الأمر بالإنسان أو بالحيوان . فقد ذهب " دارون " بيولوجي إنجليزي (1809-1882) إلى أن الهيجان سلوك ناجح حيث يقول : " أن الخوف يدفع الحشرة إلى السكون متظاهرة بالموت عندما يحدق بها الخطروهي آلية دفاعية إيجابية .." كما يرى برغسون فيلسوف فرنسي (1856-1941) أنالهيجان قوة نفسية تؤدي بالعلماء و الفنانين وغيرهم إلى الإبداع والخلق فيمختلف الميادين فهو وظيفة نفسية إيجابية .
لكن هل كل هيجان يؤدي وظيفة إيجابية ؟ فقد يحدث و أن يتجاوز الهيجان حدودالتحكم الإرادي في السلوك فيتحول إلى سلوك فاشل .
الهيجان انحراف :
يرى بعض الفلاسفة والعلماء أن الهيجان لا يمكن صاحبه من التكيف بل يمنعهمن ذلك لأن الاضطرابات القوية التي يعيشها المرء على مستوى النفس والجسمتفقده القدرة على التحكم في زمام الأمور , فلا يوظف طاقاته بشكل إيجابيوقد ذهب بيار جاني (1859-1947) إلى أن الهيجان سلوك فاشل و أدنى منالمستوى المطلوب , لأن الإنسان في الهيجان يبدد طاقته و يصير عاجزا عن ضبطنفسه فيحدث الفشل . كما نظر جون بول سارتر إلى الهيجان (1905-1980) فيلسوفو أديب فرنسي على أنه سلوك بديل للسلوك العادي , الذي كان من المفروض أنيكون فيقول : " إن السلوك الانفعالي .. ليس سلوكا فعليا..".
لكن هل الهيجان فاشل دائما ؟ إن الواقع لا يثبت ذلك , فقد ينشط الهيجانالقدرات الكامنة في الإنسان وبتوجيه عقلي حكيم يجعله يحقق ما لم يكن قادراعنه في الظروف العادية .
الهيجان رد فعل طبيعي يهدف إلى التكيف :
إن الهيجان سلوك صادر عن الكائن الحي يتأثر بما يجري حوله من تغيرات. وهويحاول التكيف دائما , لكنه لا ينجح فيلا جميع الأحوال , فقد ينجح أحياناوقد يفشل أحيانا أخرى , فهو مفيد في المواقف التي تتطلب الهيجان ومضر فيغيرها . والتربية تلعب في ذلك دورا كبيرا .
الخاتمة : الهيجان سلوك طبيعي عند الإنسان والحيوان . فهو استجابة و ردفعل تجاه مثير , يؤدي وظيفة إيجابية متى كان مهذبا وفي حدوده المعقولة . ويؤدي وظيفة سلبية متى كان عنيفا ويتجاوز الحد المعقول وعليه فالهيجان لايؤدي وظيفة إيجابية دائما في حياة الكائن الحي .
المحور الرابع : العادة وأثرها على السلوك .

الموضوع الأول :
نص السؤال : هل يكفي التكرار وحده في اكتساب العادة ؟
المقدمة : تعرف العادة على أنها سلوك مكتسب بالتكرار و يعرف "ابن سينا" التكرار بأنه إعادة الفعل الواحد مرات عديدة زمنا طويلا في أوقات متقاربةفهل تكوين العادات يتوقف على دور التكرار فقط ؟
التحليل :
أ- العادة تكتسب بواسطة التكرار :
يؤكد أنصار النظرية الآلية على دور التكرار في اكتساب العادة حيث قال "أرسطو" قديما "العادة وليدة التكرار" فحفظ قصيدة شعرية يتم بتكرارقراءتها عدة مرات بحيث تصبح الكلمة عن طريق الإشرط إشارة تدعو الكلمة التيتأتي بعدها .
وهو ما تؤكد عليه النزعة الارتباطية التي ترى أن اكتساب العادة ما هو إلاتكرار حركات وربط بعضها ببعض حيث تصبح حركات الفعل منسجمة و مترابطةفالحفظ عن ظهر قلب يعني ربط الحركات ربطا قويا .
لا يمكن إنكار دور التكرار في تكوين العادة لكن الحركات فيها تجديد و الذييكتسب عادة لا يعيد الحركات ذاتها بل يعدلها وعليه فالتكرار وحده غير كاف .
ب- العادة لا تكتسب بالتكرار وحده بل لابد من الوعي :
يذهب أنصار النظرية العقلية إلى أن اكتساب العادة يتم بواسطة العقلوالإرادة والاهتمام الذي يوليه الشخص لمحاولاته حيث يرى " فون دير فيلت " أن الحركة الأخيرة أي العادة ليست مجرد إعادة للحركات السابقة حيث يقول: " الحركة الجديدة ليست مجرد تجميع لحركات قديمة " . وهذا الرأي نجده عندالكثير من أنصار الاتجاه العقلي حيث قسم " مين دي بيران " العادة إلىعادات منفعلة يتعودها الإنسان دون الشعور بها , وعادات فاعلة و هي التييتدخل فيها العقل والإرادة .
لا يمكن إنكار دور العقل في تتبع الحركات (تثبيت المحاولات الناجحة وحذفالمحاولات الفاشلة) لكن الواقع يكشف دور التكرار في اكتساب العادة فلايمكن إنكاره .
ج- العادة وليدة التكرار و الوعي :
- العادة سلوك يكتسب بالتكرار , وليس سلوكا لا شعوريا بل سلوك يخضع إلىالعقل الذي يراقبه ويعدله كلما اقتضت الضرورة . حيث يقول " بول غيوم" فيكتابه " تكوين العادات " " إن علم النفس لا يجد صعوبة في استخلاص شرطين فيتكوين العادات وهما : من جهة مرات تكرار الفعل ومن جهة أخرى الاهتمام الذييوليه الشخص لفشله وإنجاحه " .
الخاتمة : إن التكرار هو العامل الجوهري والمباشر في اكتساب العادة بينماالإرادة والوعي والاهتمام هو العامل المتمم وغير المباشر في تكوين العادات .
المحور الخامس : الشخصية والطبع

الموضوع الأول :
نص السؤال : هل الشخصية هدية طبيعية أم اجتماعية ؟
المقدمة :
الشخصية عند علماء النفس جانبان فطري ومكتسب فالفطرة هي الجبلة التي يكونكل موجود أول خلقه { حيث جاء في القرآن الكريم " فطرة الله التي فطر الناسعليها ..}, وهي الطبيعة الأولى التي يولد عليها الفرد والفطرة تقابلالمكتسب و هو ما يضاف إلى الفطرة أي الطبيعة وهو ما يمثل التبدلات التيتطرأ على طبيعة الفرد خلال حياته , وعليه فهل شخصية الفرد فطرية أم مكتسبة؟ بمعنى آخر هل الشخصية معطى من المعطيات الأولية التي تمنحها الطبيعةللإنسان أم أنها ثمرة النشاط التجريبي والتدريبي الذي يتم تدريجها من خلالممارسة الحياة ؟
التحليل :
الشخصية هدية الطبيعة للإنسان :
يذهب الكثير من الفلاسفة والعلماء إلى أن الشخصية فطرية مثلا العقليونومنهم "ديكارت " الذي يرى أن قوانين المعرفة ومبادئها قبلية و يرى " ليبنز " أن الإنسان يولد وفي نفسه استعداد فطري ينتقل من القوة إلى الفعلبالتجربة والعمل
- أما علماء الوراثة و على رأسهم " ماندل " يرى أن الطفل يرث استعدادات عنالآباء كما أن علماء الطباع وعلى رأسهم " لوسين " يرى أن الطبع ( العواملالفطرية ) فطري و أن للإنسان نفس الطبع منذ بداية حياته حتى نهايتها , وهذا جعل العلماء يقولون أن الفطرة هي الأصل وأن الأصل ثابت و الثابت أقوىمن المتغير وبالتالي فالشخصية تحددها الطبيعة .
نقد : لكن هل الشخصية تولد جاهزة وكاملة ؟ كلا إن الإنسان يولد ولا يملكالقدرة على تمييز جسمه عن باقي أجسام العالم الخارجي .
الشخصية هدية من المجتمع للإنسان .
يذهب فلاسفة وعلماء أخرون إلى أن الشخصية مكتسبة عن طريق التربية والتعليماللذين يتلقاهما الإنسان من المجتمع فيذهب علماء الاجتماع وعلى رأسهم " دوركايم " إلى أن كل مجتمع يقوم على الأفكار الجماعية التي تفرضها البيئةالاجتماعية على الوعي الإنساني ويقول " البورت " : " لا يولد الطفل بشخصيةكاملة التكوين ولكن يبدأ بتكوينها منذ الولادة " وهكذا يؤكد علماء التربيةعلى دور الطرق البيداغوجية في اكساب المهارات في تكوين شخصية متفوقة وهذاجعل العلماء يقولون بأن الشخصية تكتسب بالتدرج مرورا بمراحل وهي مراحلتطور الآنا فلا شخصية للمولود الجديد ولكن الراشد له شخصية معينة ومحددة .
نقد : لكن هل هذا يعني أن الشخصية المكتسبة كلية ؟
كلا إن هذه العوامل المكتسبة قائمة على تاريخ سابق هو الفطرة .
الشخصية هدية الطبيعة والمجتمع معا :
إن المعطيات التي يمنحها المجتمع للفرد عن طريق ما يسمى بالتأثيرالاجتماعي تبقى محدودة في الواقع بالمعطيات التي تمنحها الطبيعة والوراثةفالمجتمع ليس بإمكانه أن يصنع بالفرد ما يشاء بل كل تشكل للفرد يخضع لنوعالوراثة التي يمر بها هذا الفرد منذ الولادة وبذلك يكون للوراثة دور كبيرفي تحديد شخصية الفرد كما يكون للمجتمع دور أيضا في تحديد الشخصية التييرغب فيها حيث جاء في الحديث الشريف ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواهيهودانه أو ينصارنه أو يمجاسنه ) .
الخاتمة : إن العوامل الفطرية أو ما يعرف بالطبع لا يكفي وحده في تكوينالشخصية , كما أن العوامل المكتسبة أو ما يعرف بالتطبع لا يكفي هو الآخروحده في إعطاء الفرد شخصيته الكاملة , فالشخصية محصلة تفاعل المعطياتالفطرية والاجتماعية معا .


الموضوع الثاني :
نص السؤال : هل الوراثة وحدها كفيلة بإحداث فروق فردية ؟
المقدمة : الشخصية في نظر علم النفس الحديث هي جملة الخصائص الجسميةوالعقلية والاجتماعية التي تحدد هوية الفرد وتميزه عن غيره فالناس وإنكانوا مشتركين في خصائص الجنس البشري كالتنفس والتكاثر والتغذية فإنهميختلفون فيما بينهم في جوانب كثيرة كالجسمية والعقلية والوجدانية .. فمامصدر هذا التمايز والاختلاف ؟ هل يعود إلى تأثير الوراثة إلى تأثير البيئة؟
التحليل :
الفروق الفردية مصدرها العوامل الوراثية :
يؤكد علماء الوراثة والبيولوجيا خاصة " ماندل " على دور تأثير الوراثة فيإحداث الفروق الفردية حيث تعمل على نقل الصفات الجسمية كلون البشرة ولونالعينين كما تنقل الصفات العقلية كالذكاء والمزاج ..
عن طريق الصبغيات أو الكروموزومات مما يجعل كل فرد ينطوي على خصائص جسميةوعقلية تميزه عن غيره ويستدل العلماء ببعض الأدلة الواقعية كتفوق أبناءالعباقرة على أبناء الفئات الاجتماعية الأخرى في الدراسة حسب بعض التجارب .
كمثال عن التأثير في الجانب العقلي عائلة باخ الألمانية التي بها 57 عبقريوكمثال على التأثير الوراثي في الجانب الجسمي عائلة جيزيو المكسيكية والتيكل أفرادها يكسو الشعر الكثيف أجسامهم
إن الظروف الفردية لا يمكن ردها إلى العوامل الوراثية وحدها فقط و إلالماذا تختلف صفات الأخوة والأخوات وحتى التوأم لعل هناك عوامل أخرى لهاتأثيرها ومفعولها على الفرد وخاصة العوامل البيئية .
الفروق الفردية مصدرها العوامل البيئية : يؤكد علماء الاجتماع والأنتروبولوجيا وخاصة " دوركايم " على دور البيئة وخاصة الاجتماعية فيإحداث الفروق الفردية وفي بناء شخصية الأفردا حيث يقول " إذا تكلم الضميرفإن المجتمع هو الذي يتكلم فينا " فالإنسان مدين لبيئته وما دامت البيئةتتميز بالتنوع والتعدد فلا شك أن في ذلك دخل في تكوين فروق و اختلاف بينالناس لأن مصير الإنسان متوقف عليها . فكذلك للبيئة الطبيعية أثرها علىالفرد وانطلاقا من اختلاف المناخ والتضاريس وانعكاساته على البيئة الجسميةفسكان الصحراء أجسامهم أضخم من سكان القطبين (أقزام) وعلى القدرات العقلية ( فالمناطق المعتدلة مهد الاكتشافات والاختراعات ).
إن الفروق الفردية لا يمكن ردها إلى عوامل بيئية وحدها وإلا لماذا تختلفمستويات الأفراد داخل المجتمع الواحد وحتى داخل العائلة الواحدة . إنالواقع يثبت أن للاستعدادات الوراثية دخل في إحداث التمايز بين الناس .
الفروق الفردية مصدرها الوراثة والبيئة معا :
إن الفروق الفردية لا يمكن ردها إلى الاستعدادات الفطرية و الوراثية وحدها .كما لا يمكن ردها إلى الشروط الطبيعية والاجتماعية وحدها وإنما إليهمامعا لأن مصير الاستعداد الوراثي متوقف على الشروط البيئية كما أن التأثيرالبيئي وخاصة الاجتماعي متوقف على نوع الاستعداد الوراثي بمعنى ( الوراثةتحتاج إلى محيط ملائم تنمو فيه وإلا تحجر تضمر ) .
الخاتمة :
إن الاختلاف والتمايز والتباين في شخصية الأفراد إنما يعودإلى التفاعلالحاصل بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية فالتداخل بينهما كبير والسلوك الفردي نتاج لهما معا .


المحور السادس : الحرية والتحرر.

نص السؤال : هل الشعور كاف لإثبات الحرية ؟
التحليل :الحرية قائمة على الشعور بها :
يذهب بعض الفلاسفة من أنصار الحرية إلى أن الإنسان حر وأن أفعاله صادرةعنه وهو قادر على الشعور بها وعلى الشعور بأنه هو الذي يؤديها وقادر علىتركها أو القيام بها فالحرية مجرد حالة شعورية يعيشها الإنسان وشهادةشعوره تكفي لإثبات وجودها .
التحليل : الحرية قائمة على الشعور بها :
يذهب بعض الفلاسفة من أنصار الحرية إلى أن الإنسان حر وأن أفعاله صادرةعنه وهو قادر على الشعور بها وعلى الشعور بأنه هو الذي يؤديها وقادر علىتركها أو القيام بها فالحرية مجرد حالة شعورية يعيشها الإنسان وشهادةشعوده تكفي لإثبات وجودها .
حيث نجد في الفكر الفلسفي الإسلامي موقف المعتزلة والذي يعرضه أحد علمائها " الشهرستاني " حيث يقول " إن الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل على حسبالدواعي والصوارف إذا أراد الحركة تحرك و إذا أراد السكون سكن ومن أنكرذلك جحد الضرورة ويقول " ديكارت " إننا جد متأكدين من الحرية وليس هناكشيئا نعرفه بوضوح أكثر مما نعرفها " .
كما يقول " جاك بوسويه " : " كلما أبحث في أعماق نفسي عن السبب الذييدفعني إلى الفعل لا أجد فيها شيئا إلا حريتي وهنا أشعر شعورا واضحابحريتي " . وهكذا تكون الحرية حالة شعورية , والشعور بالحرية يكفي دليلاعلى وجودها .
- لكن الشعور قد يكون مضللا لصاحبه , فكثيرا ما نكون متأكدين من أمر ما أنهحقيقة لكن لا نلبث أن نكتشف أننا كنا مخطئين .
الشعور لا يكفي دليلا لإثبات الحرية / الحرية قائمة على العمل والممارسة .
يذهب بعض الفلاسفة والعلماء وخاصة أنصار الحتمية والمحدثين منهم أن الحريةليست مجرد شعور بل هي عمل وممارسة يومية إذ نجد في الفكر الإسلامي موقفالجبرية بزعامة " جهم بن صفوان " حيث يرون أن الله هو القادر وهو الفاعلفلا إرادة للإنسان أمام إرادة الله المطلقة . فكل ما يفعله الإنسان مقدرعليه من قبل الله وإلى رأي قريب من هذا الرأي يذهب سبينوزا الذي يقول : " الإنسان مجبر على فعل الفعل بعلة ما " .
أما في الفكر الحديث فالحرية لم تعد حالة جاهزة يعيشها الإنسان بل هيالغاية التي يسعى إلى تحقيقها عن طريق العمل الذي يمكنه من تجاوز الحتميةولعل " كارل ماركس " أهم من عالج مشكلة الحرية انطلاقا من واقع إنسانيمليء بالقيود يناضل فيه المرء من أجل التحرر .
والتحرر يقتضي ربط الفكر بالعمل من أجل إدراك الحتميات ثم تجاوزها وهناكيقول كارل ماركس : " إن الحرية وعي بالقيد " والعمل من أجل التحرر يكونعلى مستويات ثلاث :
أ- التحرر على مستوى الذات , ب – التحرر على مستوى المجتمع , ج- التحررعلى مستوى الطبيعة وهكذا فالمهم في نظر كارل ماركس ليس أن نفهم العالمولكن أن نفسره ونطوره " .
- لكن التحرر الذي يهدف إليه الإنسان يجب أن يكون واعيا ومخططا له و هو مايتطلب عملية الفهم والوعي والشعور بالقيد أولا ثم العمل على تجاوزه بطريقةتجعله مسخرا لخدمة الإنسان .
* الحرية قائمة على الشعور بالقيد ثم العمل على تجاوزه :
الحرية لا تخلو من الشعور ولكن الشعور وحده لا يثبت الحرية كما أن العملضروري لتحقيق الحرية ولكن العمل المقرون بالوعي والشعور أفضل وأسلمللبشرية جمعاء , فالتقدم والتطور ( الصناعة ) الذي يمر بتدمير الطبيعة ( الغلاف الجوي ) لا يحقق للإنسان حريته .
الخاتمة : الحرية هي ذلك الفعل الواعي الذي يتحقق مع الإنسان باستمرارفبقدر ما يمتلك الإنسان من العلم والمعرفة بقدر ما يكتشف القيود وبقدر مايعمل على تجاوز هذه القيود بقدر ما يحقق حريته ويقول " محمد عبدو "


الموضوع الثاني :
نص السؤال :هل المجتمع بالنسبة للفرد أداة قمع أم أداة تحرر؟
المقدمة : يقوم المجتمع الحديث على علاقات اجتماعية متينة أهم حلقاتهاالفرد من جهة والمجتمع من جهة أخرى , وبما أن حياة الأفراد لا تنتظم إلافي أطر اجتماعية فإن علاقة الفرد بالمجتمع بقيت محل نقاش بين الفلاسفة والعلماء حيث ينظر البعض إلى أن المجتمع يلعب دورا فعالا في نمو قدراتالأفراد وتفتح مواهبهم لكن البعض الآخر يرى أن المجتمع يشكل عائقا أمامحريات الفرد . فهل يعتبر المجتمع أداة تحرر الأفراد أم قشرة ضاغطة عليهم ؟
التحليل :
المجتمع أداة قمع وضغط على الفرد :
يذهب بعض الفلاسفة إلى أن المجتمع يلعب دورا سلبيا في حياة الفرد حيث أوجدالقوانين الاجتماعية والقيم الأخلاقية للضغط على الأفراد والحد من حرياتهمولعل أهم من مثل هذا الرأي الفيلسوف الروحي صاحب النزعة الفوضوية " باكونين " الذي يرى أن قيادة الجنس البشري إلى مملكة الحرية لا يكون إلاباستبعاد مبدأ السلطة من حياة الناس وعلى رأسها الدولة .
كما نجد هذا الموقف عند أنصار الاشتراكية في صراعهم ضد المجتمع البورجوازي .
نقد : لكن المجتمع لا يحد دائما من حريات الأفراد , خاصة في المجتمعاتالديموقراطية أين يصبح دور المجتمع مساعدة الأفراد على إبراز قدراتهم .
المجتمع أداة تحرر وتفتح للأفراد :
يذهب البعض الآخر من الفلاسفة إلى أن المجتمع يلعب دورا إيجابيا في حياةالأفراد حيث يضمن حرياتهم الفردية خاصة الحرية المدنية التي تسمح للأفرادبالاستمتاع بحقوقهم المدنية في ظل القانون . " فالإنسان مدني بالطبع " علىحد تعبير ابن خلدون فما القيم الأخلاقية والقوانين الاجتماعية وما يعرفبالحقوق والواجبات إلا أطرا لحماية للحريات الفردية داخل المجتمع , وأكثرمن ذلك إن حرية الفرد لا تتحقق إلا داخل المجتمع , فالمجتمع ضرورة تحتمهاطبيعة الإنسان .
- لكن القوانين الاجتماعية غالبا ما تكون صادرة عن طبقة مسيطرة مما يجعلهاقائمة على التعسف و لا تراعي مصلحة الجميع .
المجتمع قد يحد من حريات الأفراد كما قد يمكنهم من الاستمتاع بحرياتهم :
إن الناس يختلفون في نظرتهم إلى الحرية باختلاف مذاهبهم و اتجاهاتهم ولعلالنظرة السليمة أنى يتمتع الإنسان بحرياته مع مراعاة حريات الآخرين ما داميعيش معهم في محيط واحد , وقد جاء في المادة 29 من الإعلان العالمي لحقوقالإنسان " يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته للقيود التي يعينها القانون ". والغرض من التقيد بالقانون ضمان الاعتراف بحقوق الغير , و احترامحرياته وتحقيق ما يقتضيه النظام العام من شروط عادلة .
الخاتمة : إن المجتمع أصلا يعمل على تحقيق الحريات الفردية إلا أنه أحيانايحد من حرياتهم واستعداداتهم خاصة عندما تكون القوانين جائزة لا تخدمالصالح العام وعموما حرية الإنسان تبقى نسبية لا مطلقة " فحريتي تنتهيعندما تبدأ حرية الآخرين " .

المحور السابع : المشكل الأخلاقي .
نص السؤال : هل يمكن إقامة الأخلاق على أساس العقل وحده ؟
المقدمة : إن المذاهب الأخلاقية وجدت نتيجة محاولة الفلاسفة فهم و تفسيرالأخلاق العملية أي السلوك اليومي للناس ولذلك فأول خلاف واجهته هذهالمذاهب هو أساس القيم الأخلاقية , وقد تعددت المذاهب الأخلاقية تبعالتعدد هذه الأسس , والتي من أهمها العقل . فهل يمكن اعتبار العقل أساساوحيدا للقيم الأخلاقية ؟ بمعنى آخر هل يمكن أن يجمع الناس كلهم علىالأخلاق تبنى على العقل وحده ؟
التحليل :
العقل أساس القيمة الأخلاقية :
يذهب بعض الفلاسفة إلى أن العقل هو الذي يصنع القيم الأخلاقية و أن القيمالأخلاقية تتمثل في الفضيلة . حيث كان " سقراط " يقول : " أن العقل مصدرالفضيلة والخير الأسمى " إلا أن هذا الموقف بعثه من جديد وبقوة
الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط ( 1724-1804) االذي كان يرى أن العقل هوأساس القيم الأخلاقية , و ان هناك مبدأ واحد يعتبره الناس خيرا وهوالإرادة الخيرة ( النية الطيبة ) هي وحدها خيرا مطلقا , وهي لا تقاسبنتائجها و إنما بمبدئها الذاتي , ومن ثم بالأوامر الأخلاقية نوعان :
أ- الأوامر الشرطية : ونعني بها القيام بالفعل لخير مطلوب ( غاية ) .
ب- الأوامر القطعية : القيام بالفعل لغاية ذاتية ( الحق من أجل الحق ) وهووحده فعل الأخلاقي مثل التاجر الذي يستقيم مع زبائنه يفعل ذلك طبقا للواجب , ولكنه بدافع المنفعة لا الواجب , والإرادة الخيرة تعمل بدافع الواجب لاطبقا للواجب , ولهذا سميت أخلاق كانط بأخلاق الواجب .
مناقشة : يعاب على أخلاق كانط أنها نظرية وصورية ولا تهتم إلا بالأخلاقالتي تتطابق مع أوامر العقل , وتهمل الأخلاق النابعة عن الشعور , بينمايتصرف الناس حسب شعورهم أكثر مما يتصرفون حسب عقولهم .
ليس العقل الأساس الوحيد للأخلاق :
لقد وجدت الكثير من الأسس الأخلاقية قبل كانط , منها مبدأ اللذة الذي كانيعتبر في نظر أرستيب القورينائي هو الخير المطلق حيث قال " ... اللذة هيالخير الأعظم , وهي مقياس القيم جميعا ..." ثم عمل أبيقور على تطوير مذهباللذة إلى منفعة حيث كان يرى أنه هناك لذة أفضل من لذة أخرى ... فاللذةالعقلية أفضل من اللذة الحسية ... ثم عمل بنتام على تطوير مذهب المنفعةحيث وضع لها مقاييس .
كما وجد فلاسفة الإسلام في الدين المبدأ الملائم لإقامة الأخلاق لأن العقلوحده قاصر لا يملك القدرة على التميز بين الخير و الشر دائما . كما أنالواجبات الدينية كلها سمعية " أفعل ما تؤمر " آية . ودليلهم على ذلكاختلاف القيم باختلاف الديانات . وإرادة الله مطلقة اختيار لإرادة الإنسانفيها . ويمكن إقامة الاختلاف على أسس أخرى كما فعل بعض الفلاسفة الآخرونكأصحاب النزعة الاجتماعية " المجتمع " .
مناقشة : لا يمكن بناء الأخلاق على اللذة وحدها , أو المنفعة وحدها لأنالمنافع متعارضة ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) كما أن الدين لم يوجد عندجميع الشعوب .
أساس القيمة الأخلاقية واحدا :
لا يمكن أن نبني الأخلاق على مبدأ واحد , حتى لو كان العقل أو الدين نظراإلى أن القيم الأخلاقية نسبية متغيرة عبر الزمان والمكان وهي تابعة لشروطمختلفة تتحكم فيها . فالمجتمع الإسلامي يتمسك بالدين أولا و بالعقل ثانياكمبدأين أساسين في إقامة الأخلاق دون إهمال باقي المبادئ الأخرى .
الخاتمة : معيار الفعل الأخلاقي ليس واحد , فقد تعددت مبادئ القيمةالأخلاقية بتعدد المذاهب الأخلاقية . لكن الأخلاق الإسلامية تركيبية شاملةلما تحتويه المذاهب الأخرى .
http://img105.herosh.com/2010/04/19/639448252.jpg

samira cute
2010-11-02, 18:23
الموضوع الثاني :
يقول جون بول سارتر : لا يوجد غيري فأنا وحدي الذي أقرر الخير واخترع الشر " حلل وناقش " .المقدمة : يطلق لفظ الأخلاق على جميع الأفعال الصادرة عن النفس محمودة كانت أو مذمومة فالمحمود منها يعرف بالخير والمذموم منها يعرف بالشر , وهما المحوران اللذان يدور حولهما علم الأخلاق, و إذا كان سارتر قد أرجع الخير والشر إلى الفرد فهل مصدر القيمة الأخلاقية ذاتي دائما ؟ بمعنى هل الخير والشر من صنع الإنسان أم أن هناك أطرافا أخرى يمكنها صناعة القيم الأخلاقية ؟
التحليل :
القيمة الأخلاقية ذاتية : القيم الأخلاقية مصدرها الفرد
ذهب سارتر إلى أن مصدر القيمة الأخلاقية هو الفرد , فهو الذي يقرر الخير وهو الذي يخترع الشر , فتصور سارتر الإنسان على أن كائن لذاته , وتصور سارتر للنشاط الإنساني على أنه حر , وأن ماهية الإنسان هو ما يوجده بنفسه ( الوجودية ) يشتمل على فلسفة سارتر الأخلاقية والتي تنطلق من الذات فيترتب عليها أن الإنسان هو الذي يضع القيم فيضع الخير والشر . وبذلك فهو يعدم وجود الغير وقدرة الغير في وضع القيم وعلى هذا كانت المسؤولية مطلقة عند سارتر .
غير أن هذا الرأي نجده عند أنصار النزعة التجريبية والنزعة العقلية على حد سواء , فالتجريبيون يرجعون مصدر القيم الأخلاقية إلى التجربة و الممارسة الفردية , التي تتطور إلى عادة اجتماعية , كما أن العقليون يرون أن مصدر القيم الأخلاقية هو العقل الإنساني إذ به نحكم على الأشياء وبه نميز بين الخير والشر وبالتالي فالفرد مصدر القيم الأخلاقية .
- لكن الفرد ليس المصدر الوحيد للقيم الأخلاقية , فإقصاء الغير في صناعة الأخلاق أمر لا يثبته الواقع , كما أن التجربة الفردية مختلفة و متناقضة والعقل قاصر لا يهدي صاحبه في جميع الأحوال القيمة الأخلاقية موضوعية : القيم الأخلاقية مصدرها المجتمع والدين .
إن الأخلاق في نظر آخرين من الفلاسفة على خلاف " سارتر" تنبع من المجتمع ومن الدين حيث يرى أنصار النزعة الاجتماعية أن القيم الأخلاقية نابعة عن تأثير الجماعة في الفرد حيث يقول " دور كايم " : " إذا استنكر أحدنا الفاحشة فلأن المجتمع يستنكرها " . كما يرى أنصار الاتجاه الديني أن القيم الأخلاقية صادرة عن الوحي ( فالتعليم الدينية مصدر القيم الأخلاقية ) فهي جاءت لكي تساعد العقل على إدراك الخير والشر .
هذا الموقف الديني نجده بوضوح عند مفكري الإسلام خاصة موقف الأشاعرة الذي يعتبر الدين مصدر الخير والشر فالواجبات في نظرهم سمعية كلها " افعل ما تؤمر " آية . باعتبار أن القيم مختلفة باختلاف الدين .
- لكن الفرد قد يحدث ثورة فكرية , وأخلاقية ويخرج عن العرف ويغير قواعد المجتمع , كما أن المثل الأعلى الوارد عن طريق الوحي قد ينعدم لدى بعض الشعوب وتبقى لديهم أخلاقهم الخاصة .
القيمة الأخلاقية ذاتية وموضوعية : القيم من صنع أطراف مختلفة .
من القيم الأخلاقية ما هو صادر عن الفرد وتبقى هذه الأخلاق محل اختلاف بين الناس , ومن القيم ماهو صادر عن المجتمع كالعادات و التقاليد وهي متغيرة من جماعة لأخرى , و من القيم ما هو صادر عن الوحي كأخلاق المسلمين وما يتعلق بالحلال والحرام وهي تتمتع بالثبات .
الخاتمة : إن موقف سارتر من الأخلاق لا يمكن التسليم به , إذ ليس بإمكان الفرد أن يقرر وحده الخير والشر , رغم أنه قادر على إبتكار القيم الأخلاقية وقادر على الالتزام بها أو تركها . فالقيم الأخلاقية تصنعها أطراف مختلفة الفرد , المجتمع , الدين .

المحور الثامن : المسؤولية والجزاء .
نص السؤال : هل المجرم المسؤول الوحيد عن جرائمه ؟
مقدمة : إن الحديث عن المسؤولية يقودنا إلى الحديث عن فكرة الجزاء فإذا كانت المسؤولية هي تحمل الفرد لنتائج أفعاله فالجزاء هو النتيجة المترتبة عن تحمل المسؤولية إذ لا يمكن أن تستقيم الحياة الاجتماعية إلا بتحديد المسؤوليات ولا فائدة من تحديد المسؤوليات دون تطبيق الجزاء لكن المشكلة التي تواجه عملية تطبيق الجزاء هي مشروعيته بمعنى هل كل إنسان يقوم بفعل يكون وحده المسؤول عنه ؟ أو بمعنى آخر إذا صدر عن الإنسان فعل شر فهل نعتبره مجرما ونحمله وحده نتائج الفعل , أم أن هناك أطرافا أخرى يجب أن تتحمل معه نتائج فعله ؟
التحليل :
المجرم مسؤول وحده عن جرائمه :
إن الجزاء في نظر فلاسفة الأخلاق هو الثواب والعقاب والجزاء في الأصل هو الفعل المؤيد بقانون كالعقاب الذي يفرض على من ارتكب الجريمة فإذا تعمد شخص إلحاق ضرر بآخر فليس من المعقول ألا نعاقبه بل نجد المبرر الكافي الذي يدعونا لعقابه فالعقاب هنا مشروع وعادل كون الإنسان حر وعاقل وهذا نجده عند أصحاب النزعة العقلية ومنهم " أفلاطون " قديما حيث قال : " إن الله بريء والبشر هم المسؤولون عن اختيارهم الحر " وقال كانط حديثا :"إن الشرير يختار فعله بإرادته بعيدا عن تأثير الأسباب و البواعث فهو بحريته مسؤول " ونجد هذا الموقف في الفكر الفلسفي الإسلامي عند المعتزلة الذين يقولون : " إن الإنسان يخلق أفعاله بحرية لأنه بعقله يميز بين الخير والشر فهو مخير لا مجبر فهو مكلف مسؤول " والغرض من العقاب في نظر هذا الاتجاه هو مجازاة المجرم بحسب جريمته .
مناقشة : ولكن مهما كانت حرية الإنسان وقدرته العقلية فإنه لا يمكن إهمال طبعه وظروفه فالإنسان خاضع لحتميات تجعل اختياره محدودا .
المجرم لا يعتبر وحده المسؤول عن الجريمة :
إن الدراسة الحديثة في مجال علم النفس وعلم الاجتماع أثرت كثيرا على المشرعين وغيرت نظرتهم إلى العقوبة والغاية منها وإلى المجرم و أساليب التعامل معه

http://farm1.static.flickr.com/116/288527935_310a198be4.jpg

مياد نورالدين
2010-11-05, 14:54
الله ينورك بصح المقالات تاع لغات
مكانش اداب وفلسفة
نونو ثانوية11ديسمبر ادب وفلسفة

tahiri
2010-11-05, 15:00
شكرااااااااااااااااااااااااااا لكن هذه ليست شعبة آدب

samira cute
2010-11-07, 19:54
شكرا على الردود لكن أنا ها\اك واش عندي لغات
و وعد مني اذا لقيت آداب وفلسفة راح نحطهم في خاطر عيونكم
samira 3as langues

nadir-dz
2010-11-07, 23:21
الله ينورك

samira cute
2010-11-08, 20:58
amin ya rab w 3lik noor
merci bcp

مياد نورالدين
2010-11-11, 16:18
وين هوما المقالات يا طفلة رانا نقارعو

http://dc15.arabsh.com/i/02277/o8aqwt7j4zn6.jpg

zaki-93
2010-11-11, 18:07
بارك الله فيك

تسبيح أمامة
2010-11-12, 11:05
إنشاء الله تنجح

kamel_kaka
2010-11-12, 14:52
شكرا وبارك الله فيك

rokaiasoft
2010-11-12, 15:45
شكرا جزيلا و جزاكي الله خيرا

حنونة بزمن قاسي
2010-11-12, 15:52
merci bcp 7anouna

samira cute
2010-11-15, 13:19
طرح الاشكال : الطبيعة البيولوجية المشتركة بين الانسان والحيوان تجعلهما بحاجة ذائمة للتواصل و كان هذا التواصل عند الانسان ما يسمى باللغة.اذ تعرّف اللغة حسب لالاند بانها مجموعة اصوات ورموز تستخدم بهدف التواصل و يعرّفها الجرجني ما يسعتخدمه قوم لتحقيق اغراضهم .رغم بساط التعريف اللغة الا ان المدارس الليسانية اختلفت فيما اذا كان للحيوان للغة تماثل لغة الانسان .وهذا ما تؤّكده المدرسة الفيزيولويجة لـ فان فريت شاما المدرسة الليسانية المعاصرة لي ذو سوسير و ارنست كاسير المدرسة العقلية ان اللغة خاصية انسانية.فهل فعلا التواصل المشترك بين الانسان و الحيوان يسمح لنا بقول ان للحيوان لغة كما اكدّ فون فريتش؟ام ان اللغة خاصية انسانية كونها تتميز بالوعي؟
محاولة حل الاشكال:عرض الاطروحة: (للحيوان لغة تماثل لغة الانسان)يمثل الاطروحة الفيزيولوجي فون فريتش و المدرسة اللسانية القديمة لـ افلاطون و الالية للروسيى بافلوف و المدرسة السلوكية لـ ثرون دايك و واسطن . اذ ترا ان للحيوان لغة تماثل لغة الانسان فقط لا نفهمها.
ضبط الحجة: J يعتبر افلاطون ان اصل نشوء اللغة عند الانسان هو تقليدي لاصوات ورموز و الاشارت المتواجدة في الطبيعة بما فيه اصوات الحيوان وهذا التقليد هو الذي ساعده على التاصل فاكتسب لفة من الطبيعة ومن الحيوان.
J ابحاث الفيزيولوجين المعاصرين تؤكد موقف افلاطون اذ اكد عالم الحيوان كارل فون فريتش من خلال تجاربه على عالم النحل ان الحيوان يملك لغة لم نستطع بعد فكّ رموزها فاذا وجد النحل مكان الطعام فانه يقوم برقصات وحركات دائرية تفهم من خلالها العاملات مكان الطعام و بعده عن الخلية كما اكدّ ان الببغاء يملك القدر على الكلام والتخاطب.
J الاية القرانية من سورة النمل تثبت ان للنمل لغة تخاطب و بالتلي فهو يملك لغة تماثل لغة الانسان .
J اما الدراسة النفسية المعاصرة اثبت فيها الفيزيولوجيون (الالية) ان للحيوان قدرة على التعلم تماثل قدرة الانسان.
نفقد الحجة : اذا ما اعتبرنا ان للنحل لغة تماثل لغة الانسان فهي ثابتة تفتقر لكثير من الخصائص تعتمد عل الرموز و الاشارات بينما لغة الانسان تخاطبية متغيرة ومتعددة فأغراضها تتجاوز البيولوجية لا يمكن ان نعتبر ان للحيوان لغة تماثل الانسان.
عرض نقيض الاطروحة :(اللغة خاصية انسانية ) يمثل الاطروحة ديكارت واريسطو المدرسة الليسانية المعاصر ل ذي سوسير و ارنست كاسير ترى ان اللغة خاصية انسانية لها خصائص تجعلها بعيدة عن متناول الحيوان.
ضبط الحجةJ يقول اريسطو (النسان الكائن الوحيد القادر على ترجمة افكاره و مشاعره الى رموز و عبارات مفهومة له و لمجتمعه )
J و على هذا اعتبار وضع باحثي اللغة الذين سميوا قديما اللغوين و يسمون اليوم باللسانين مجوعة من الخصائص تميز اللغة النانسانية عن غيرها
-متعددة ومتنوعة لتنوع ثقافات شعوب العالم
-متجدّدة ابداعية فهي حركة في حركة ديناميكية مستمرة بدات بالحجة البيولوجية الى الحاجة النفسية الانفعالية كما تعبر عن العلوم
-اذاكانت اللغة وسيلة التواصل فهي عبارة عن ألفاظ يتم النطق بها فتتحول الى اصوات كلامية يحرف الجرجني اللغة (هي الكلمات يعبربها القوم عن اغراضهم) اما قاموس larousse الفرنسي يحدد الغة******** المشتقة من اللاتينية langua التي تعني الكلام و الخطاب اما الكلمة اليوناية logos فهي تستخدم لعدّة معاني كاللسان الكلام الخطاب العقل لهذا اللفظ يتكون من دال و مدلول.
-نلك داخل اللغة القدرة على إظهار المعنى و إخفائه كما تستطيع كل جماعة ان تنشئ مصطلحات تفاهم خاصة بها الكلمة الواحدة تغير معناه بمجرد تغير حركتها (مُعلم/معلم...عالم/عالم)
نقد الحجة:اذا كانت اللغة خاصية انسانية تتميز كونها لفظية تنطق من خلال اصوات فالببغاء يقوم بنفس العملية واذاكانت مركبت من مجموعة فوني مات و مورفي مات فالآلة الموسيقية تصدر أيضا أصوات وفق نوطات.مما يعني ان اللغة ليست خاصية انسانية.
التركيب: (تغلبي موقف على أخر) الأصوات ليس لها أي علاقة بالغة فالآلة الموسيقية تصدر أيضا أصوات لاكن ليست لغة كما إن الإنسان الأول قبل أن ينشى لنفسه لغة اصدر أصوات للتواصل مقلدا ما في الطبيعة ولم يعرف اللغة الا عندا أنشى الأبجدية كلاميا و انشئ منها الألفاظ هي الكلمات ثم عبارات
حل الاشكال: للغة مجموعة خصائص لو بحثنا عنها في التواصل الحيواني لنجد منها :
1-تأدية وظيفة التواصل فاي تجمع يحتاج الى التواصل. 2- تستخدم تعبيرات الوجه و رموز و اشارات .
3- إصدار أصوات ... وهذه الخصائص المشتركة يستطيع الإنسان الاستعاضة عنها بكلمات بسيطة او جمل اما الحيوان يبقى ثابتة الاجهزة مشتركة بينهما مما يعني ان اللغ حالة وعي يقول : (وسدروف) في تجربة العلماء على الطفل والقرد انهما يتساوى طفل مع القرد في تعبيرات لاكن بمجرد ان ينطق الطفل او كلمة يدخل عالم الانسانية ويبقى القرد حبيس حياة البيولوجية ويأكد ديكارت (الببغاء يتكلم لاكن لا يعي مايقول لانها مجرد غريزة) ومنه اللغة خاصية انسانية.
مقالة جدلية :العنف و التسامح
طرح الإشكال : تعتبر القوانين والتشريعات و حتى التشريعات السماوية .أكثر ما تلجأ اليه المجتمعات لتنظيم العلاقات بين افرادها رغم ذلك ملاحظ ان السسلوك الإجرامي الذي لم ولا يخلو منه اي مجتمع يتنافى اليوم ويأخذ أشكال متخفية فيما يسمى العنف .اذ يعرف العنف بانه كل عمل يضغط به شخص على ارادة الغير لسبب وأخر و ذلك يستوجب استخدام القوة التي تنتهي بالتسلط على الغير و تحطيمه. وهو على نوعين مادي : إلحاق الضرر بالجسد أو الممتلكات اما العنف المعنوي أو الرمزي : كالمس بكرامة الغير معتقداته و إهانته و إذلاله او ابتزازه. إلا ان الفلاسفة و علماء الاجرام وعلماء النفس و الاجتماع اختلفوا حول مشروعية العنف . فمنهم من اعتبره ظاهرة ايجابية لها مبرراتها الطبيعية . وهنال من اعتبرها ظاهرة مرضية سلبية لا يؤدي الا الى لدمار .فذا كان العنف هو الاعتداء و تجريب فهل يمكن ان يكون ظاهرة طبيعية مشروعة وهل يمكن تبريره كظاهر انسانية ؟ ام انه سلوك مرضي سلبي يفقد كل مبرراته و مشروعيته مهما كانت ؟
محاولة حل الإشكال : عرض الاطروحة (العنف ظاهرة طبيعية لها مبراتها و مشروعيتها)يمثل الاطروحة في الفلسفة اليونانية هيرقليطس كما يدافع عنها الفيزيومونولوجين امثال مارسيل غابريل و عالم الطبيعة كلكلاس و ايضا في علم النفس فرويد و في الحتمية الطبيعية انجلس زعيم مدرسة العقد الاجتماعي جون جاك روسو . الياباني يوكيو مشيما كلهما يقدم مبررات لمشروعية العنف و ضرورته التي تتطلبها الحياة معتمدين على مسلما:
- الحياة التي يعيشها الانسان ليست بالبساطة و السلامة التي تجعل من رجل مسالما و ديعا.
- منذ بدأ النسان حياته. بدأها بالصراع و سبقى كذلك مما يجعل العنف =الحياة
ضبط الحجة : J يقول هرقليطس (العنف أصل العلم ومحركه فلا شيء يأتي من اللاشيء فلكي تكون الأشياء لابد من نفي الشيء وتحطيمه.فالقتال هو ظابو سائر الأشياء وملك كل شيء والعنف خصوبة لكنه أيضا موت يتضمن الحياة . والأشياء تعرف بأضدادها آلا ترى أن الحياة تولد في رحم الموت)
J يقول كلكلاس (العنف و القوة مصدر كل سلطة اذا كان القوي في الطبيعة هو الذي يسيطر فانه من العدل ان يكون الامر كذلك في المجتمع الانساني ففي الطبيعة اللبؤة تأكل صغيرها اذا ولد بعاهة لانه مجال مفتوح على الصراع من أجل البقاء القوي آكل الضعيف وكذلك في المجتمع الانساني فمن العدل ان يكون الاقوى فيه هو المتفوق و صاحب السلطة )
J يقول قابريل مارسيل (يعود اصل العنف الى قصد عدواني متجا نحو شيء اريد نفيه نفي الاخر الذي احقد عليه وأكرهه أو اخذ في تحطيم نفسي التي اكرهها)
Jيقل الأدبي الياباني يوكو منشيما مبررا العنف (بأنه استرخاص للحياة عندما ارى ان هوية اليابان الثقافية مهددة امام الغزو الغربي ) واختار الانتحار على الطريقة اليابانية شق بطنه بنفسه قبل أن يقطع رأسه .
J اما عند المسلمين فاللجوء الى العنع يبرره الدفاع عن النفس او الوطن كوسيلة ضرورية للجهاد في سبيل الله و لبناء دولة الإسلامية ولو أن الاختلاف مازال قائما حول طريقة استخدامه .
J أما عند انجلز فالعنف هو أصل البناء :فأمام العنف الاجتماعي المقنع (اللامساواة الاجتماعية. الطبقية و اللاعدل . و الاضطهاد. الاستبداد والتعسف) يوجد عنف مضاد عادل هو العنف الايجابي البناء الذي يهدف الى تصحيح الوضع ومنع السلطة من استبعاد شعوبها . فالثورة الأصلية في أساسها أخلاقية أمام الاضطهاد و الظلم حيث تسترجع الحق المسلوب وتحق العدل .
نقد الحجة : اذا كان العنف عند الحيوانات له مبرراته ويعطيه المشروعية فان ذلك لا ينطبق على المجتمعات الانسانية فالحيوانات كائنات غير عاقلة تفتقد الى اكتساب القدرة على مقاومة العنف بطرق سلمية و اذا كان العنف في المجتمع الحيواني غريزة دفاعية للحفاظ على البقاء فهو في المجتمع الانساني اداة تدمير ان الطبيعة الانسانية تميل الى اللاعنف و السلم لهذا شرعت القوانين و تعلمت من الحروب كيف تحافظ على الامن والسلم
عرض نقيض الاطروحة: (لا يوجد في الطبيعة الإنسانية ما يبرر العنف الا في كونه ظاهرة مرضية) يمثل الاطروحة الديانات السماوية التي دعت الى السلم ونبذ العنف بمختلف أشكاله كما يدافع عنها الفيزيولوجي فروم وأيضا الزعيم الهندي غاندي و المحليلين النفسانين ظاهرة العنف انها ظاهر مرضية معتمدين عل مسلمات :
- طبيعة الكائن البشري مسالمة
-العنف يعتمد على القوة العضلية و قوة الانسان في حكمته وذكائه وليس فعضلاته فالعنف تعبير عن ضفع
ضبط الحجة :J يقول الله تعالى [وجعلناكو شعوبا وقبائل للتعارفوا] والتعارف لا يتم بالسيطرة و العنف و إنما بالعلم و المعرفة و بالبناء الحضاري.
J يقول غوسدروف (ان ازدواجية الان و الاخر تتألف في شكل صراع والحكمة مت التاليف هو امكانية التعارف و الاعترف المتبادل فيكون التوافق و الاحترام و العنف يهدم هذه العلاقة و يقطع كل التواصل بين الان والاخر و من هنا ينظر الغضب الذي يسلب الانسان توازنه و يجعله فريسة للجنون)
J يؤكد علماء الاجرام ان العنف ليس فدرا محتوما على اعتبار ان العنف يولد العنف اي انه سلوك يمكطن القضاء عليه بالقضاء على اسبابه فهو سلوك انساني
J يرفض غاندي العنف رفضا مطلقا جملة متفصيلا مهما كان شكله او غايته. اذ يعرف غاندي اللاعنف كموقف كوني اتجاه الحياة يقوله(هو الغياب التم كنية الاساءة تجاه كل مايحيا بمعنى ان اللاعنف مثل العنف لا يقع على مستوى الفعل بل ايضا على مستوى النية ايضا)
Jموقف غاندي يماثل موقف المسيح عيه السلام الذي ينصح الانسان بان يدير خده الايمن لمن يصفعه على خده الايسر.
Jالاعنف ليس اسلوب تخاذلي انام هو اسلوب الحياة البشرية في محاربة الشر دون تغذية بعنف بديل.
نقد الحجة : تاريخ البشرية هو تاريخ لسلي و اغتصاب الحقوق .لهذا من الطبيعيان يواجه ذلك بالعنف كنوع من الدفاع عن النفس و الحق كما ان تاريخ الثورات في العلم بدأت بطرق سليمة كالأحزاب السياسية لاكن هذا الأسلوب لم ينجح فلجأ الى مأخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة مثل الثورة الجزائرية.
التركيب :(التوفيق) تتجاذب الإنسان نزعتان . نزعتو للخير و نوعته للشر . اذا كانت نزعته الشر تدفعه للعنف و التدمير و نزعته للخير تدفعه غير ذلك للبنا والتعمير و بما انه كائن بيولوجي يسعى للحفاظ على بقائه كدافع خريزي .
حل الاشكال : الحكمة الإلهية سبقت كذلك يحارب العنف السلبي بنقيضه الايجابي اي لا يرد العنف بالعنف بل بالحكمة و اللعنف لهذا نجد ان الاحزاب السياسية يسبق تكوينها كل ثورة و حتو و ان نجحت الثورة المسلحة في تحقيق الانتصار فإنها لا تحصل على الاستقلال الا بالمفاوضات السياسية الاسابيب عند الانسان كثيرة و متنوعة لهذا من الخطأ ان يلجا الى العنف لانه دليل فقدان الاسالبي الدفاعية الناجحة و بالتالي لا مشروعية للعنف الا اذا كان لاسترجاع حق او رد ظلم لم ينفع معه الحكمة و اللاعنف في هذه الحلة فقط يكتسب العنف مشروعيته و تكون له مبراته الدفاعية .
مقالة جدلية : الدال والمدلول.
طرح الاسكال : من تكوين اول جماعة انسانية احتاج الى التوصل فيما بينهم و نقل حاجياتهم التي بدأت بيولوجية و ثم نفسية ثم فكرية وفي هذه المرحلة وضع لنفسه ما يسمى باللغة التي تشمل خاصيتين اللفظ و المعنى الذي يحمله و هذا يسمى بالدّال و المدلول و العلاقة بينهما تسمى الدلالة . اذ تعرف الدلالة بأنها العلاقة الموجودة بين الدّال و المدلول .ومن خلال هذا التعريف ظهر موقفين متعارضين موفق يرى ان العلاقة بين الدال و الندلول ضرورية طبيعية.و الموقف الاخر يعتبرها اعتباطية اصطلاحية . يمثل الموقف الاول افلاطون المدرسة اللسانية القديمة و الموقف الثاني المدرسة الللسانية المعاصرة لـ ارنست كاسير و ذي سوسير .هل فعلا ان العلاقة بين الرمز و العلامة ضرورية طبيعية ؟ ام انها اعتباطية اصطلاحية ؟
محاولة حل الشكال : عرض منطق الاطروحة (العلاقة بين الدال و المدلول ضرورية طبيعية ) يمثل الاطروحة المدرسة اللسانية القديمة لـ افلاطون ان هناك تلازم بين الدال و المدلول .
ضبط الحجة: Jعندما بدا الانسان التواصل قلد كل مايوجد في الطبيعة من اصوات و رموز و اشارات و مايوجد في الطبيعة كما يؤكد افلاطون فيه تكون العلاقة بين اللفظ و المعنى علاقة تطابق و تلازم و بما ان اللغة عند الانسان نشأة نتيجة تقليد لما في الطبيعة كانت العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية طبيعية .
J في كل لغات العالم نلاحظ استمدادها من الطبعة مثل حفيف الأوراق زئير الأسد هديل الحمام خرير المياه ...الخ فكلها مشتقة من اصوات الطبيعة التي تحمل دلالة واحدة
نقد الحجة: لو كانت العلاقة ضرورية طبيعة لوجدنا اللغة الإنسانية واحدة و ضيقة لاكن الملاحظ انها واسعة و متنوعة فاللفظ الواحد له عدّة معاني و عليه يستحيل ان تكون العلاقة بين الدّال و المدلول ضرورية طبيعية .
عرض نقيض الأطروحة:(العلاقة بين الدّال و المدلول اعتباطية اصطلاحية) يمثل الأطروحة المدرسة اللسانية المعاصرة لـ ذي سسسير و ارنست كاسير حيث اعتبرت أن العلاقة بين الدّال و المدلول اصطلاحية تواضعية بالتالي تستطيع أي جماعة أن تحدّد معنى للفظ بطريقة اعتباطية .
ضبط الحجة : J يقدم ذي سوسير حجة يعتبر فيها ( ان العلاقة اعتباطية نلاحظ ان لفظ (أخت) لا علاقة له اطلاقا كلفظ او كنبرة صوتية او ك فوني مات مورفي مات بي المعنى الذي يحمله فاذا قسمنا الفظ الى (أ...خـ...ت) لا نجد ان هناك علاقة بين ما تحدثه فونيمات أ - خ – ت وبين المعنى الذي نستخدمه اثناء التلفظ ب الأحرف متلاصقة مما يعني اننا تواضعنا ان هذا المعنى الذي نريد ايصاله للغير ينطق بهذه الاحرف).
Jيقول ارنست كاسير (ان الاسماء الموجودة في الكلام لم توضع للدلالة عن الاشياء المادية انما وضعة للدلالة عكس المعاني والالفاظ المجردة التي لا وجود لها في الواقع المادي و بما انها كذلك فمعنى و الفكر ابداع عقلي متنوع تتنوع معه المعاني)
نقد الحجة: تاريخ اللغة يبين لنا ان بدايتها استمدت من الطبيعة مثل : إحصاء مشتق من كلمة حصى نفس الشيىء في اللغة اللاتينية :calcule=calcaire مما يعني ان العلاقة بين الدال و المدلول علاقة ضرورية لزومية.
التركيب : (التوفيق) لكل لغة قواعد تلتزم بها و يصبح كلامنا خاطئ اذا خالفنا هذه القواعد لهذا نقول ان الدلالة بدات باللغة الطبيعية الضرورية مثلما قدمه أفلاطون الا ان اللغة بمجرد ما إرتبطة بالفكر بدأت العلاقة بين الدال و المدلول تصبح اعتباطية اصطلاحية و ما اكدته المدرسة الرمزية المعاصرة هنالك علاقة بين الرسم و الطبيعة رغم انه في بدايته بدأ كفن يقد فيه الانسان الطبيعة ثم اصبح الرسم رمزي تجريدي.
حل الاشكال : تقدم لنا المدرسة الرمزيسة خير دليل يبين طبيعة العلاقة بين الدال و المدلول ويحسم الموقف ان كانت ضرورية او اعتباطية كما في الرسم بدا بالتقليد لما يوجد في الطبيعة لايخرج عن تفاصيلها و الوانها وذلك يعبر عما حدث في اللغة في العلاقة بين الدال والمدلول بدات ضرورية طبيعية و اليوم نجد مدارس كثيرة للرسم كالراديكالية الرومانسية التجريدية والرمزية...الخ نفس الشيئ فى الدلالة عندا ارتبطة اللغة بالفكر اصبحت فيها دلالة اعتباطية اصطلاحية كلفظ (بيت) بدا للدلالة على شيء مادي موجود ثم استخدم لمعاني اخرى (البيت شعري).
مقالة جدلية : اللغة والفكر
طرح الإشكال : تكوين اول جماعة انسانية احتاج الى التوصل فيما بينهم و نقل حاجياتهم التي بدأت بيولوجية و بمانها لا تملك اداة تواصل استعارتها من الطبيعة ومن الحيوان بإنتقال الفرد الى مرحلة حيوان مفكر ظهرت اللفة فإعتقد ان هناك ترابط بين اللغة و الفكرة .إلاّ ان الفكر يعرف بأنه قدرات ابداعية عقلية في حلركة ديناميكية مستمرت الانتاج على خلاف اللغة هي مجموعة رموز و اشارات و اصوات وضعة بهدف اللتواصل الاّ ان لالاند اضاف لها قدرة العقل على انشائها فإرتبط بالعقل .هذا الارتباط جعل مدارس الفلسفية تتناقض في طرحها وفي تفسيرها لطبعة العلاقة بين الفكر و اللغة ترى المدرسة العقلية الاتجاه الثنائية ان العلاقة بين الفكر واللغة تتجاوز اللغو فالفكر أوسع منها بينما ترى الاتجاه الاحادية أنهما يتطابقن واللغة تحتوي الفكر.فهل فعلا حقيقة الالفاظ قبور المعاني ركما تعتقد المدرسة العقلية وانه لا يوجد توحد بنهما ؟ ام ان اللفاظ حصون المعني كما يعتقد الاتجاه الاحادي ؟
محاولة حل الإشكال : عرض الأطروحة (الألفاظ قبور المعاني) يمثل الطروحة الاتجاه الاحادي لـ ديكارت و بروغسون اذ يرى ان الفكر اوسع من اللغة وهي الذي انشأه و اذا كان الفكر باللفظ يقيد الابداع الذي يتميز به الفكر على اعتبار ال اللغة و اللفظ محدودة فكل لغة لها ابجدياتها محدودة ذا احتوة الفكر تغيره م تحد من دينامكيته
ضبط الحجة : J كثير ما يحدث معنا ان نعجز على التعبير عن افكارنا ونفول ان الفكربأذهاننا لكن لا نملك العباراة المناسبة التي توضح.
Jاذا سألنا الادباء كم استهلكوا من الاوراق لكتابة قصصهم و مؤلفاتهم سنجا ان الاوراق التي رمو بها اكثر من الاوراق التي كتبوا عليها معنى اننا كنتب يتضح لنا ان العبارة تضيق حدود المعنى وتجعل الفكرة التي في اذهاننا اوسع وجمل مما نكتب فنمزق ما كتبناه
J اللفظ يفقد ذوقه و جمالياتها ويجعاها تصل الى الغر بطريقة لا نريدها ةقد يسيء فهمنا عندما يحد اللفظ المعنى و الفكر
نفد الحجة : الكتاباة و التمزيق الفكرة التي تدور في اذهاننا و لا نجد العبارات اللازمة او المناسبة لها ذلك ليس دليلا على ان الفكرة اوسع انما يدل على قلة وفقرنا للثروة اللغوية كلما اتسعت الثروة اللغوية اتسع التعبير عن افكارنا وكلما قلة عجزنا على ذلك .
عرض نقيض الاطروحة : (الالفاظ حصون المعاني) يمثل الاطروحة التجاه الاحادي و هي المدرسة اللسانية المعاصرة لـ ذي سوسير و جولياكريستيفا ارنست كاسير تعتبر ان اللغة ابسق من الفكر في الوجود و عندما بدأ الفكر في النشاط احتوته اللغة وصبحة هي المعبر الوحيد عنه يضيق بضيقه ويتسع باتساعه ونفس الشيئ يقال عن اللغة.
ضبط الحجة : J يقول جوليا كريستيفا (اللغة جسم الفكر .فإذا كانالفكر هو الروح فالروح بلا جسد مجلرد شبع مختفي رغم وجوده كذلك الفكر بل لغة مجرد تصورات ذهنية قد تكون اوهام ورغم وجود لا يعرف الغير)
J يقول ذي سوسير (اللغة و الفكر وجهان لعمة واحدة فاذا مزقنا وجه من الاوجه للعملة يتمزق الوجه الاخر بالضرور)
J ميرلو برنتي(الفكرة تأخذ من العبارة و العبارة ماهي الا وجود الخاري للفكر فإذا قران العبارؤة لا نقرا الابجدية و إنما نقرأ الفكرة)
وقد أكذ جون بياجيه أن اللغة تساعد نمو الذكاء عند الطفل و بها يتعلم و يبتكر.
نقد الحجة : الانسان الاول استخدم الرسم كبديل للغة و رغم وجود اللغة بقي الرسم يلأدي الدور الذي تعجز عنه اللغة و هذا ما ياكد أن اللغة عاجزة على احتواء الفكر.
التركيب : (التوفيق) نستنتج ان اللغة استخدمت قبل الفكر كوسيلة بيولوجية ضيقة قلد فيها الانسان الطبيعة مساوية للغة الحيوان كتعبير مجازي ثنائية اللغة و الفكر او أحاديتهما تتحكم في ما نملكه من ثروة لغوية فإذا كانت لغتنا غنية سهل علينا وضع معالم للفكرة وأوصلنا الى الغير بسهولة اما إذا فتقرنا الى الثورة اللغوية عجزنا على اصال الفكرة الى الغير نجد في المقابل اللغة الرسم المسرح النحت الايماء ما يسمى بالمنولوغ وكل الوسائل تغيرية تعوض اللغة بالضافة للرموز و الشارات و تغير ملامح الوجه عجز اللغة على احتواى الفكر.
حل الاشكال : يقول المفل الصيني (إن اروع الاشعار التي لم تكتب بعد) كما أن الرسم و المسرح و كل الأدوات التعبيرية الاخرى التي تتواجد الآن مع اللغة و كل النغمات الموسيقية التي تعوع في ألبوم مقابل اللغة تدل على ما يملكه الانسان من افكار و مشاعر و رغبات تتجاوز حدود اللغة لهذا نقول الرمز التي تكون احيانا اكثر تعبيرا و إيحاء من الرمز رغمن ذلك يبقى اللفظ هو الجسم الذي يحتوي الفكر و لا يوجد لفكر خارج اللفظ و الموسيقى و الرسم و كل الفنون هي ابداع عقلي احتاجه في نهاية لفظ فالرسا يشرح معاني لوحته بلفظ و الموسيقي احتاج إلى مغني و إلى ملحن إي إلى اللفظ .

مياد نورالدين
2010-11-15, 13:59
-هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباط بالتجربة الحسية ؟.rar

http://arabsh.com/zf8snt50fppv.html

zaki-93
2010-11-15, 15:14
يعطيك العافيه

samira cute
2010-11-15, 15:22
هناك عدة أنواع من المقدمات
1- مقدمة تبدأ من التاريخ
2- مقدمة تبدأ من مثال واقعي
3- مقدمة تبدأ من الملاحظة اليومية
4- مقدمة فكرة عامة إلى خاصة
5- مقدمة تبدأباختلاف الفلاسفة والمفكرون
6- ومقدمة النظام الجديد وهي الطريقة الوضعية
سأحاول كل مرة إعطاء نوع من هذه المقدمات في أي درس من الفلسفة
ومثلا هذه مقدمة تبدأ من التاريخ قمت بها في أحد الفروض...أود أن تعجبكموتستفيدوا
النص كان حول موضوع الشغل ........مقدمة بالطريقة الأولى
إذا تصفحنا التاريخ وتطلعنا إلى حياة من سبقونا علىالأرض عبر مختلف الأزمنة والعصور ، نجد أن ازديادهم وكثرتهم أدت بهم إلى الشغللتلبية حاجاتهم الغذائية وتحقيق مطالبهم ، فمن طبيعة الجنس البشري الاشتغال لأجل سدرغباته البيولوجية وهدفه أن يعيش ويحافظ على بقاءه واستمرار الوجود البشري جيلا عنجيل
ولهذا نطرح المشكلة التالية
لماذا يشتغلالإنسان ؟ وما هو سبب ظهور الشغل ؟ وهل يشتغل الإنسان لسد جوعه واستمراره فيالحياة؟
على كل حال هذه الإشكالية حسب مدار حوله نص الفرض وليسبالضروري جعل هذه الإشكالية في كل النصوص أو المقالات
مقدمة أخرى حول تطبيقالعدالة الاجتماعية ......مقدمة حسب الطريقة الرابعة
العدالة مطلب اجتماعي تسعى إلى تحقيق شعارها وسط المجتمعات التيتعاني الإجرام بمختلف أشكاله وغايتها تحقيق هذا المبدأ وتطبيق العدالة يتقرر بمدىتطبيقها للقوانين بتفاني كبير وصرامة ليتحقق العدل
ولهذا نطرح المشكلة :
هل يكون للصرامة دور في تطبيق العدالة؟
مقدمة أخرى حول الأنظمة ......مقدمة ممزوجة بين الطريقة الأولىوالخامسة
منذ القديم بين لنا التاريخ عمالة الأنظمة وتعسفها في تحقيق حقوق العمال مما دفع بالفلاسفة والعلماء ورجال الاقتصاد بالبحثالجاد لتغير تلك الصفحات الجائرة والدعوة إلى نظام يرحم الجميع في ظل التحرر منالاستغلال
ولهذا نطرح المشكلة :
كيف يمكن التحررمن الاستغلال هل بالعمل الجماعي أم بالعمل الفردي..؟
هذه المقدمةكذلك لنص
بالتوفيقللجميع في شهادة الباكالوريا
أقدم لكم مجموعة من المقدمات التي أتمنى انتستفيدوا منها ان شاء الله
يرى اصحاب النزعةالاجتماعية ان الثقافة عملية اجتماعية خالصة وأنه لا دخل للفرد في صنعها وتطويرهاعلى اساس انه لا يمكن تصور ثقافة بدون مجتمع ولكن هل فعلا الفرد مجرد مكتسب للثقافةودوره سلبي وأن الثقافة عمل المجتمع أم الفرد هو مبدع وفعال لما هو ثقافي ..؟
ان فكرة اللاشعور قضية أثارت جدلا واختلافاكبيرا بين الفلاسفة وحتى الناس العاديين حيث إرتأى اللا شعور على انه غير موجود ولايمكن التسليم بوجوده لانه فكرة وهمية في المقابل ارتأى البعض الآخر من الفلاسفةوالمفكرين موقفا مغايرا الأمر الذي ادى الى طرح الاشكال التالي :
هل فعلا هناكجانب لا شعوري في النفس أم هو مجرد فرضية وهمية .؟
وهذه بعضالمقدمات الخاصة بانصوص في الكتاب المدرسي
أولا نصالانفعالات
يندرج هذا النص ضمن سياق فلسفة المعرفةوالفكرة العامة التي يعالجها هي تأثر الانفعال على السلوك والوظائف العقيلة بينالايجاب والسلب وكتب هذا النص للأسباب التالية وهو لتوضيح اثر الانفعال على السلوكعموما وعليه لما طبيعة تاثير الانفعال على السلوك وعلى الوظائف العقلية خاصة هل لهتأثير ايجابي ام سلبي .؟
على كل حال هذه المقدمة تبدا من فكرةعامة الى خاصة ثم ذكر الاسباب التي دفعت الكاتب لكتابة هذا النص الفلسفي وهي صعبةقليلا على الطلبة
مقدمة نص المسؤولية والجزاء
الفكرة العامة التي يعالجها النص هي أساسالعقوبة عند النظرية الوضعية وينتمي هذا النص الى فلسفة العمل وقد كتب هذا النصبسبب الاختلاف القائم بين النظريات الاخلاقية والوضعية
مقدمة نص إشكالية العدل
الفكرة العامةالتي يعالجها النص مسألة الأسبقية بين المصلحة العامة والخاصة في نظر الإسلاموينتمي هذا النص الى فلسفة العمل سبب كتابة النص هو ان الدكتور محمد فاروق النبهانيلاحظ ان البعض ينظر الى الدين نظرة تشويه وانه دين لا يحقق العدالة الاجتماعية فيالبلدان العربية الإسلامية كما انه لاحظ اختلاف الفقهاء المسلمين في حد ذاتهم فاتخذموقفا من هذه المشكلة وحاول في هذا النص ان يوضح لنا الأمر وإشكال النص
ماحكمالإسلام في مسألة الأسبقية بين المصلحة الخاصة والعامة .؟ وهل تقدم الاسلام المصلحةالعامة على الخاصة اذ احدث تعارض بينهما ..؟
مقدمةنص الشروط النفسية للإبداع
إذا كان الإبداعسلوكا إنساني والسلوك الإنساني عادة ، عبارة عن ردود أفعال لأسباب محيطية بيئية فهليعني هذا إن عملية الإبداع ترجع الى عوامل اجتماعية ولكن من جهة أخرى إذا كان الذينيبدعون هم فئة قليلة تتوفر فيهم قدرات خاصة فهل يعني هذا ان الإبداع يعود إلى ظروفأو شروط نفسية أو بعبارة أخرى ماهي الشروط الحقيقية لعملية الإبداع هل هي نفسية اماجتماعية .؟

ارجوا أن تستفيدوا من هذه المقدمات فهي طريق نجاح المقال ......

بالتوفيق في شهادة الباكالوريا أن شاء الله



وهكذا نكون وفيت بوعدي للأدبيين ولو أنها مجموعه صغيرة من المقالات....

zaki-93
2010-11-15, 15:31
بارك الله فيك

samira cute
2010-11-15, 20:26
وفيك بركة زاكي
و مياد شكرا على الإضافة المميزة...
ان شاء الله منفعة جماعية
وكل واحد عندو حاجة تتعلق بالباك مادابيه يزيدها.

rachid_west
2010-11-16, 00:16
السلام عليكم

rachid_west
2010-11-16, 00:17
وفيك بركة زاكي
و مياد شكرا على الإضافة المميزة...
ان شاء الله منفعة جماعية
وكل واحد عندو حاجة تتعلق بالباك مادابيه يزيدها.

samira cute
2010-11-17, 16:36
wa3leykom el salem w ra7ma wl ikram
j'ai vue que t'as rapporté ce que j'ai dit

سفيان92
2010-11-18, 10:06
ششششششششششششششششششششش:19:ششششششششششششكرا جزيلا على المقالات الفلسفية الممتازة

samira cute
2010-11-18, 19:13
العفووو وووو بلا مزية سفيان.

karim combat
2010-11-18, 19:21
بارك الله فيك

jimi19
2010-11-18, 21:01
يا أخي على كل حال بارك الله فيك لكن هذه المقالات خاصة بالأدبيين نحوس تاع علميين

الريم البري
2010-11-19, 11:41
شكرااااااااا

samira cute
2010-11-19, 15:09
merci pour vos commentaire
j'ai fait des articles pour les lètres et langues étrangère
donc je vais chercher quelques article pour vous

نسائم الرحمان
2010-11-19, 15:31
شكرا لكن المقالات للغات

selmi36
2010-11-20, 08:23
شكرا جزيلا و جزاكي الله خيرا

samira cute
2010-11-22, 17:09
بسم الله الرحمن الرحيم


et voila qlqs articles pour les scientifiques



مقالة فلسفية: الى أي مدي ساهم المسلمون في إرساء قواعد البحث العلمي ؟


المقدمة: ينسب المنهج التجريبي الى الأوربيين، لما كان لهم من الفضل في
إرساء واعد البحث العلمي، لكنه فضل يجعلنا نقف عنده لنتساءل عن دور العلماء
المسلمين في إرساء قواعد البحث العلمي، والمشكل الذي نطرحه إذا كان تاريخ
الفكر الإسلامي قد ترك لنا أسماء لعلماء أجلاء كان لهم الفضل الكبير في
إرساء أسس العلوم و تطورها، هل هذا يعني أن المسلمين ساهموا في إرساء قواعد
البحث العلمي ؟ إذا كان ذلك كذلك، فلماذا لا تنسب إليهم هذه المناهج ؟

التحليل: قبل ان نجيب عن هذا السؤال نعود قيلا الى تاريخ الفكر الإسلامي،
لنبين كيف أن المسلمين قد أدركوا منذ فجر الحضارة الإسلامية، أن كل بحث لا
بد له من منهج يتبعه الباحثون كي لا يقعوا في الخطأ، و طريقة يرتب بها
أفكاره ترتيبا دقيقا، يمكنه من الكشف عن حقيقة مكشوفة، أو يبرهن عن صحة
حقيقة معلومة، فحددوا هذه المناهج، وعينوا هذا الطرق، وتمكنوا بذلك من أن
يصبغوا أبحاثهم بصبغة عملية، تجعلنا نشهد لهم بدورهم في إرساء قواعد البحث
العلمي.
مثلا في ميدان جمع الأحاديث النبوية، اتبع المسلمون طريقة تمكنهم من
التمييز بين الحديث الصحيح و الضعيف و المزيف، لوضع حد للفوضى العارمة في
ميدان جمع الأحاديث النبوية، وتسرب الأقوال المزيفة التى نسب الى
الرسول(ص)، وامتزاج أحاديثه عليه السلام بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين.
رأى الإمام البخاري و الإمام مسلم ان من أهم شروط جمع الأحاديث هو الإسناد،
ووضعوا له مقاييس خاصة، أهمها التعديل و التجريح الذي يتطلب معرفة واسعة
بتاريخ رجال الحديث و سيرهم و مذاهبهم. نفس المشكلة واجهت المسلمين في
ميدان التشريع بعد موت الرسول (ص) (مصدر التشريع)، فعمل علماء أصول الفقه
على تحديد منهج يتبعه علماء الفقه عند التشريع، ليتجنبوا الأخطاء، وقد
استخلص الإمام محمد بن إدريس الشافعي أصول التشريع في أربعة هي: كتاب الله
وكتاب نبيه و الإجماع و القياس. يقول:” ليس لأحد أبدا أن يقول في شيء حل أو
حرم إلا من جهة العلم، وجهة العلم الخبر في الكتاب أو السنة أو الإجماع أو
القياس.” و يكون الاجتهاد هنا قائما على العلم باللغة العربية، لفهم ما
تدل عليه النصوص التشريعية فهما صحيحا، لهذا فهو منهج قائم على طلب المعاني
من الألفاظ، فيحين وضع الإمام الشاطبي (توفي 790هـ) منهجا قائما على طلب
المقصود من الحكم التشريعي. إن أحكام الشريعة الكلية العامة تبنى على مقاصد
معينة، على المشرع معرفتها حتى لا تتناقض معها أحكامه التشريعية التى
يستنبطها منها. يقول الدكتور سامي علي النشار في كتابه ” مناهج البحث عند
مفكري الإسلام” أول مسالة ينبغي توضيحها، هي اعتبار علوم الفصول بالنسبة
الى الفقيه، كاعتبار المنطق بالنسبة الى الفلسفة” إذا كان المنطق منهجا
يعصم العالم من الوقوع في الخطأ، فأصول الفقه منهج الفقيه يعصمه من الوقوع
في الخطأ. كذلك عرف المسلمون في ميدان التاريخ مدرسة الرواية التى يمثلها
محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ)، يقوم فيها المؤرخ بجمع الأخبار كما نقلها
له الراوي، وإذا عرض أخبارا لا يقبلها العقل، فالعهد في ذلك على الراوي
وليس على المؤرخ كما يقول، لذلك عمل على ضبط السند و التأكد من نزاهة
الرواة، والمدرسة البرهانية التى يمثلها العلامة بن خلدون الذي انتقد بشدة
المنهج الروائي، و أرسى التاريخ على منهج جديد قائم على قواعد عامة هي:
التزويد بالعلم و المعرفة بطبائع العمران، والتشكيك و الحيطة عند التعميم، و
قواعد خاصة تقوم على التأمل و الاستقراء و التحقيق العقلي و التحقيق الحسي
و المقارنة و التجربة و النظر في الحوادث في إطارها الزماني.
وجعل ابن خلدون بذلك التاريخ علما يتقصى الأسباب و العلل، ودواعي الوقائع
الاجتماعية حتى تكون الأخبار و الحقائق التى تروى واقعية و صادقة. كما كان
للمسلمين فضل كبير في إرساء قواعد المنهج التجريبي في العلوم الطبيعية، فقد
أقاموا البحث على مبدأ ان لكل ظاهرة سببا، وللكشف عنه لابد من إتباع طريقة
تجريبية يستعينون فيها بالرياضيات لضبطه ضبطا دقيقا.
أفصح ابن الهيثم عن طريقته في مقدمة كتابه “المناظر” التى لخصها في خطوات
هي: استقراء الموجودات ة تصفح أحوال المبصرات و استنتاج التغيرات الممكنة،
ثم التحقق منها للتوصل الى الحق. كذلك فعل جابر بن حيان الذي استخدم النهج
الاستقرائي، واستعمل الملاحظة وافترض الفروض و تحقق من صدقها بواسطة
التجربة، و قد سماها ” التدريب” في حين سماها بن الهيثم “الاعتبار”. هكذا
تجاوز المسلمون المنهج الأرسطي القائم على العقل وحده، و الذي كان سائدا
آنذاك، ونزلوا الى الواقع يستفزونه، ليقفوا على علل الظواهر الطبيعية، وقد
نقلت أعمالهم و أبحاثهم الى اللغة اللاتينية في أواخر العصر المدرسي، وكان
لها أثر كبير في بعث التفكير العلمي الحديث.
لكن إذا كان المسلمون قد استعملوا المنهج التجريبي، وأثرُوا البحث العلمي
بأبحاثهم، فإن إرساء قواعد هذا المنهج لا تنسب إليهم، لأن المسلمين لم
يكونوا فلاسفة معرفة على غرار ما فعل فرانسيس باكون وجون ستوارت مل، ولم
يهتموا بالمعرفة كموضوع بحث، وإنما كانوا علماء طبقوا المنهج التجريبي، وإن
كانت هناك بعض العمال التى كانت في هذا الاتجاه، كإخوان الصفا الذين ركزوا
على المنهج الاستقرائي، لكن أعمالهم تبقى شذرات متفرقة، فاهتموا بذلك
بالجانب التطبيقي مهملين الجانب النظري التأملي، في حين عرفت أوربا حركة
فلسفة عامة أخذت المعرفة موضوعا للدراسة، بعد ان أدركوا أن المنهج الأرسطي
وحده لا يكفي لدراسة الطبيعة دراسة صحيحة.
يرى سامي على النشار ان العرب كانوا علماء أكثر ما كانوا فلاسفة، وربما
يرجع ذلك الى الموقف المعادي الذي شنه ضدها بعض خصومها، يقول:” فإذا كان
اليونان فضل في الفلسفة، فقد كان العرب فضل في العلم و المنهج.” إذا كان
المسلمون في ميدان التشريع قد انقسموا الى قسمين، علماء أصول الذين يمثلون
فلاسفة التشريع الذين اهتموا بالمنهج الصحيح للتشريع، وكيف يجب ان يكون،
فكان جانبا نظريا خالصا. وعلماء الفقه الذين اخذوا هذا الجانب النظري، الذي
يمثل الطريقة التى يجب عليهم إتباعها عند إصدار الأحكام التشريعية، فإنهم
في ميدان البحث العلمي التجريبي في العلوم الطبيعية، لم يعرفوا هذا الجانب
النظري، و عن كنا نستثني ابن خلدون الذي نراه في ميدان التاريخ قد نظر إليه
نظرف فيلسوف معرفة، همه إرساء قواعد علم التاريخ بعد ان كان التاريخ فنا
خالصا. غير ان افتقار التفكير الإسلامي لفلاسفة المعرفة ليس مبررا لإنكار
فضلهم في إرساء قواعد البحث العلمي، كما فعل بعض المفكرين الأوربيين.
يقول سامي علي النشار ” نعلم ان أفكار الحسن بن الهيثم عاشت في أوربا في
زمان ليس ببعيد عنا، كما نعلم ان أبحاث الطوسي في الرياضيات و تناوله
لهندسة إقليدس و مصادراته، بقيت زمنا طويلا، يتناولها علماء أوربا، كما
نعلم أيضا أن كتاب ابن سينا في الطب بقي المرجع الأساسي لكليات الطب في
أوربا حتى القرن “السابع عشر”. كذلك يؤكد جورج سارتون الفضل الكبير الذي
لعبته الحضارة الإسلامية في انبعاث الحضارة الأوربية. ويقول الأستاذ
بريفولت:” لم يكن جورج بيكون في الحقيقة إلا واحدا من رسل العلم و منهج
الحضارة الإسلامية الى أوربا المسيحية ” و نعلم أن جورج بيكون كان يؤمن
بالدراسة العلمية و الوضعية، ودعا إليها في القرن الثالث عشر حيث لم تكن
المعرفة العلمية في أوربا تعرف بعد. عن المسلمين كانوا السابقين الى
استعمال التجربة للتحقق من صحة الفروض، و لم يترددوا في الجمع بين العقل و
الواقع، والتردد الذي عرفه فرانسيس باكون، لينتهي الى إنكار دور العقل،
وتعرف أوربا بذلك صراعا فلسفيا بين العقليين و الحسيين.
الخاتمة: هكذا نستنتج أن المسلمين، وإن لم يكونوا فلاسفة معرفة، إلا أنهم
كانوا علماء اهتموا بالبحث العلمي، و ساهموا في إرساء قواعده و إنكار هذا
الدور إجحاف في حقهم و تزييف للحقيقة العلمية و للتاريخ.


















مقالة] فلسفية السلوك الطبيعي و السلوك الثقافي أكتب مقالة فلسفية في هذا الموضوع
المقدمة: إذا كان السلوك الطبيعي للإنسان سلوكا فطريا، و السلوك
الثقافي سلوكا مكتسبا، هل هذا يعني أنهما مختلفان ؟ و هل هذا الاختلاف يفصل
بينهما فصلا تاما أم لا، بحيث رغم الاختلاف توجد بينهما علاقة ؟ إذا وجدت
ففيم تتمثل ؟

التحليل:
أوجه التشابه: السلوك طبيعيا كان أم ثقافيا هو رد فعل يقوم به الإنسان
لمواجهة المنبهات المباشرة و الغير مباشرة الواردة في البيئة فهو بذل يحدد
طريقة تعامله مع الطبيعة و علاقته مع غيره من الناس
أوجه الاختلاف: غير أن السلوك الطبيعي ليس كالسلوك الثقافي فالأول فطري
يولد الإنسان مزودا به ليتمكن من العيش و البقاء على قيد الحياة و تكون
وظيفته بذلك حفظ البقاء مثل غريزة الأكل و النوم و الغريزة الجنسية في حين
يكتسب الثاني من المجتمع الذي يعيش فيه ووظيفته إقامة علاقات بينه و بين
غيره من الناس و بينه و بين الطبيعة التى يحاول فهمها لتحويلها و التأثير
عليها و يكون السلوك الثقافي بذلك نتيجة من نتائج من نتائج استعمال العقل و
التفكير و الاستجابة للوسط الذي يعيش فيه مثل الكتابة و الرسم و العلوم و
كل المعارف هكذا يكون السلوك الثقافي ميزة خاصة بالإنسان في حين يشاركه
الحيوان في السلوك الطبيعي يقول لوسيان مالصون في كتابه “الأطفال
المتوحشون” ¬< إن منظومة الحاجات و الوظائف البيولوجية، المتأتية من
النمط الجيني عند الولادة تجل الإنسان شبيها بأي كائن حي دون أن تميزه و
دون أن تعينه كفرد من النوع البشري > يحدد السلوك الطبيعي طبيعة الإنسان
بوصفه كائن حي مما يضفي عليه صفة العمومية بينما يكون السلوك الثقافي الذي
يكتسبه من مجتمعه خاصا، يختلف من مجتمع إلى آخر يقول كلود لفي ستروس:” إن
كل ما هو عام لدى الإنسان يعود إلى الطبيعة و يتميز بالتلقائية و كل ما هو
خاضع لقاعدة يعود إلى الثقافة و يتسم بصفتي النسبية و الخصوصية ” و يقول
ميشيل ليريس في كتابه ” العرق و الحضارة


مقالة فلسفية : الذي يملك القوة يملك الحق، ما رأيك ؟

:إذا كانت العدالة الاجتماعية معناها أن يأخذ كل ذي حق حقه، فعلى أي أساس يتم تحديد الحقوق و توزيعها ؟
يرى ستينار أن الحقوق نوزع على أساس القوة السؤال هل يمكن فعلا أن تكون القوة معيارا لقياس الحق ؟
لكن القوة التي نعني بها العنف مقياس غير ثابت و غير أخلاقي، كيف يمكن
للقوة كوسيلة غير أخلاقية أن تساهم في إقامة العدالة و توزيع الحقوق ؟

العرض:منذ أن فكر الإنسان في العيش مع غيره من الأفراد و بناء مجتمع و هو
يدرك أن المجتمع لا يستقيم بدون قانون يحدد حقوق وواجبات كل واحد، غير أن
الإنسان واجه مشكلة توزيع الحقوق و كان عليه أن يحدد المقياس الذي يقيس به
الشيء لكي يعرف هل هو حق أم لا ؟
يعبر ماكس ستينار في قوله ” إن الحق ما نستطيع أن نحصل عليه بالقوة و تكون
القوة معيارا لقياسه، فما نستطيع أن نتحصل عليه بالقوة هو حق لنا و ما لا
نستطيع ليس حقا، إن الناس متفاوتون في القوة العضلية و الفكرية فمنهم القوي
و منهم الضعيف و من حق الأقوياء أخذ الحقوق ما دامت الطبيعة ميزتهم عن
الضعفاء و هو المنطق الذي يعمل به الإنسان الذي يحب السيطرة و تسيطر عليه
غريزة الحب و الملكية فإذا شعر بقوته أراد أن يستولي على كل شيء، واعتبره
حقا له ما دام هو القوي، موقف دعمه الكثيرون من الفلاسفة مثل كهوبز الذي
يرى أن السيد يمارس سلطته المطلقة بالقوة و هو القوى الذي من حقه أن يأخذ
كل الحقوق و إذا حدث أن تغلب عليه أحد الرعية أصبح هو الحاكم القوي الذي
يحق له الاستيلاء على كل الحقوق، أما كارل ماركس فيرى أن الأقوياء استولوا
على الأراضي و سنوا القوانين التي تحمي ممتلكاتهم و أنفسهم هذا الحق الذي
أقيم على القوة عند ماركس ليس عدلا، ولكن القوة تبقى عنده وسيلة لبناء
العدالة في الحكم الاشتراكي، فطبقة البروليتاريا لن تستطيع أن تنتزع حقها
من الطبقة البرجوازية التي أخذها بالقوة، إلا بالقوة، وتكون بذلك دولة
البروليتاريا دكتاتورية توزع الحقوق على العمال كل حسب حاجته و تقيم بذلك
العدالة الاجتماعية هدفها الذي قامت من أجله، ويرى هيجل من جهته أن الأمة
التي تصل إلى الفكرة المطلقة الخالية من كل السلبيات تكون الأمة القوية
التي تمتلك جميع الحقوق حتى حق السيطرة و الهيمنة على العالم.
يدعو نيتزيش إلى إرادة القوة مقابل خذلان الضعفاء فمجد القوة و جعلها أساس
لتوزيع الحقوق و تطبيق العدالة الاجتماعية إذا كان الله خلق الضعفاء و
الأقوياء أليس لكي يحكم الأقوياء الضعفاء ؟ فيتمتعون بحقوق ليس من حق
الضعفاء المطالبة بها ؟
منطقي جدا أن لا نسوى بين الأقوياء و الضعفاء، فالأقوياء (القوة العضلية و
الفكرية) سلالة نقية خلقت من أجل أن تسود العالم و إذا استمعنا إلى داروين
صاحب نظرية التطور، فيرى أن الطبيعة نفسها تقوم على مبدأ القوة ففي الصراع
من أجل البقاء، الطبيعة تنتخب الأقوياء و يكون بذلك للقوى حق البقاء على
حساب الضعيف الذي يجب أن يموت لا أحد يستطيع أن ينكر أن الحقوق توزع حسب
القوة بين الأفراد، على الأقل هذا ما يؤكده تاريخ البشرية و كل دعوة إلى
غير ذلك يبقى كلاما فلسفيا بعيدا عن الواقع.
إذا لاحظنا جيدا هذه الحجج التي تقيم الحق نجدها لا تخلو من تناقضات كثيرة،
فما هو أخلاقي لا بد أن يبنى على أساس أخلاقي كما أن الغاية الأخلاقية يجب
أن تحقق بوسيلة أخلاقية و الحق كغاية أخلاقية لا يمكن أن يبنى على القوة
الوسيلة اللاأخلاقية.
إن القوة تعني العنف و السيطرة و الاستغلال و كلها مفاهيم لا أخلاقية و
الأساس اللاأخلاقية لا يعطي سوى نتيجة لا أخلاقية كذلك قياس الحق بالقوة
معيار غير ثابت يفقد الحق معناه الحقيقي فكيف لي أن أعرف ما هو حقي، وما
ليس حقي اليوم لأنني قوي، لن يكون حقي غدا لما أصبح فقيرا ؟ كما أن الضعفاء
في المجتمع الذي يقيم الحق على القوة لن يكون لهم أي حق، الأمر الذي لا
يقبله العقل و لا المنطق و لا الأخلاق نتساءل بم يشعر الضعيف في المجتمع
الذي يقيس الحق على القوة و يقيم العدالة على أساسها ؟
إذا كانت العدالة قيمة أخلاقية غايتها تحقيق الاستقرار فان العالة التي
تريد أصحاب القوة بناءها لا تعرف معنى الاستقرار و القوى الذي يستولي على
الحقوق لا ينام قرير العين و إنما ينام و هو خائف من بطش الضعفاء. إن الحق
عند كانط كقاعدة أخلاقية سابقة لكل تجربة، أساسه العقل الذي يتعرف عليه
بصورة قبلية و يتنزه من كل قوة مادية، انه ثابت لا يتغير، فما هو حق
الإنسان اليوم لا بد أن يبقى دائما حقه، مهما تغيرت حالته المادية و
الاجتماعية و ما هو حق لشخص لا بد أن يكون حقا لكل الأشخاص مما يضفي على
الحق صبغة الكلية و العالمية التي يريدها كانط، حق الإنسان لأنه إنسان و
ليس لأنه قوي.
إن الحق بالمعنى الحقيقي لا يحتاج إلى قوة مادية لكي يقوم عليها فما لا
يستطيع الإنسان أن يطالب به إلا إذا كان قويا فهو ليس حقه، لأن للحق قوة
معنوية تغنيه عن كل قوة مادية كما يقول لايبنز، الحق يكسب صاحبه قوة معنوية
و أخلاقية لا نجدها عند صاحب القوة، لنعود بذلك إلى ماكس ستينار و نقول له
ليس الذي يملك القوة يملك الحق و إنما بالعكس من يملك الحق يملك القوة.
غير أن هذه القوة المعنوية التي يملكها صاحب الحق قد لا تصمد كثيرا أمام
القوة المادية التي قد تمارس ضده فإذا ترك الحق وحده دون أن نسنده إلى قوة
مادية تحميه، يجعله يبدوا ناقصا لوجود الأشرار كما يقول باسكال فتكون قوة
في خدمة القانون الذي يوزع الحقوق حسب الكفاءة التي تحددها قدرات الشخص و
مجهوداته، وليس القانون في خدمة القوة.
الخاتمة:و هكذا نستنتج أن قيام الحق على القوة يفقده معناه الروحي و
الأخلاقي و إن كان الحق يحتاج أحيانا إلى القوة لكي تحميه، القوة ليست
مقياسا لتوزيع الحقوق و إنما وسيلة لحمايتها.




مقالة فلسفية 09: إذا كانت كل فكرة تحمل في طياتها أسباب فنائها الديمقراطية كفكرة، هل تنطبق عليها هذه الفطرة؟

مقدمة:إذا كانت الديمقراطية بصفتها نظاما سياسيا تقوم على سيادة
الشعب و المساواة و العدل و الحرية الفردية و الكرامة الإنسانية، التى جعلت
كل شعوب العالم اليوم تتطلع الى تطبيقه، هل هذا يعني ان الديمقراطية هي
النظام الأمثل ؟
لكن إذا كانت الديمقراطية فكرة، وإذا كان هيجل يقول أن لكل فكرة سلبيات، هل
هذا يعني أن الديمقراطية التى أنتجها الإنسان فيها سلبيات و مساوئ، و إذا
كان الأمر كذلك، هل هذه السلبيات تعني فساد النظام الديمقراطي و فنائه ؟

التحليل:الديمقراطية كلمة يونانية الأصل تتكون من ديموس و معناه الشعب و
كراتيا ومعناه السيادة، وبمفهومها السياسي، هو نظام يتولى الحكم فيه الشعب
بكامله، و ليس فردا واحدا، أو طبقة واحدة تخضع لها بقية أفراد الشعب، لقيت
الديمقراطية نجاحا كبيرا، فتغنت بها الشعوب و طالبت بحقها في السيادة، بعد
قرون طويلة ساد فيها النظام الفردي المطلق، حيث عان الناس من العبودية و
القهر، و قاس الظلم و الحرمان.
ترجع جذور الديمقراطية الى العهد اليوناني القديم، وان كانت ديمقراطية
أرستقراطية لا تخص سوى المواطنين الأحرار، دون العبيد الذين يمثلون أغلبية
الشعب. بينما لا تستثنى الديمقراطية الحديثة فردا واحدا من أفراد الشعب
الذي يمارس السلطة فيحكم بذلك فيحكم بذلك نفسه.
و إذا كان الشعب لا يستطيع أن يمارس السلطة بكامله، فهو سينتخب نوابا
ينوبون عنه في مجلس البرلمان الذي يتمتع بحق الممارسة التشريعية، بينما
تكتفي الحكومة بالسلطة التنفيذية، و تكون بذلك سلكة في خدمة الشعب الذي
يعيد انتخاب نوابه كل مدة زمنية معينة. يرى روسو أن النظام الديمقراطي هو
أفضل نظام سياسي، لأنه يعبر عن إرادة الشعب، و الشعب لا يمكن أن يؤدي نفسه.
كذلك أشاد جون ستوارت مل بالنظام الديمقراطي، ويرى أنه النظام الذي يمكنه
من تحقيق المنفعة العامة التى تقوم على حق التعبير بالرأي، المتمثل في حق
المعارضة، وحرية الصحافة، و المشاركة في الحكم على أساس الكلمة الأغلبية،
وحكم الأغلبية يمنع تحكم الأنانية. بالإضافة الى مبدأ سيادة الشعب، تقوم
الديمقراطية على مبدأ المساواة و العدل.
فالأفراد كلهم متساوون أمام القانون الذي يكون فوق الجميع، يحدد الحقوق و
الواجبات بالعدل حسب الاستحقاق، الذي يقاس بالمجهودات المبذولة و القدرات
التى يحملها الفرد، و ليس على أساس السلالة أو العرق، ليس الحكم في النظام
الديمقراطي متوقفا على طبقة معينة، كما نراه في النظام الفردي، فكل شخص
لديه القدرات اللازمة، يمكنه أن يمارس السياسة، ويرشح نفسه للحكم، مهما
كانت طبقته الاجتماعية. إن الديمقراطية تقوم على أساس احترام الحقوق
الطبيعية للإنسان، و هي حقوق فطرية يملكها الإنسان بمجرد انه إنسان. يرى
إليكسي توكفيل في كتابه ” الديمقراطية في أمريكا ” أن الديمقراطية أساس
للنهضة و الرضا، فقد حافظت على منافع الأغلبية، ونمت مواهب الناس، و عملت
على تكافؤ الفرص، فأخرجت المجتمع من التخلف، و حققت التقدم. كذلك تقوم
الديمقراطية على حق التعبير عن الرأي، وحق الحرية اللذين يشعران المواطن
بالمسؤولية. وشعور المواطن بالمسؤولية، لكن أساسي من أركان الحكم السليم
عند مل.
من الناحية الاجتماعية و الاقتصادية، يرى هنري ميشال ان الديمقراطية تساهم
في تطور الإنسان بضمانها لكل فرد حدا معينا من الحرية الاقتصادية، و نصيبا
عادلا من منتوج عمله، و جوا ثقافيا و أخلاقيا يمكنه من بلوغ قمة الإنسانية.
إن المحاسن المتعددة للنظام الديمقراطي تجعل به أفضل نظام أنتجه عقل
الإنسان، فتغنت به الشعوب، و تطلعت إليه، و علقت عليه آمالها في عيشة كريمة
ابتداءا من الثورة الفرنسية سنة 1789 و إعلانها الصريح لحقوق الإنسان.
غير أن تطبيق الديمقراطية في الواقع خيب آمال الكثير من الناس فيها، و
أدركوا أنها ليست الفطرة المطلقة الخالية من السلبيات، ربما سلبياتها اقل
من سلبيات النظام الفردي المطلق، إلا أنه لا يمكن إغفالها أو إنكارها، و
إلا انقلبت ضدها، و أدت الى فشلها، كنظام سياسي و اجتماعي.
عيوب الديمقراطية و المخاطر التى يمكن أن تنزلق إليها، أشار إليها
الديمقراطيون أنفسهم، أمثال جون ستوارت مل و توكفيل و مونتسكيو. يعيب جون
ستوارت مل على الديمقراطية إفلات الأمر من يدها أحيانا، فقيامها على حق
حرية الرأي و التعبير، و المبالغة في ممارسته من طرف الأفراد، قد يجعل
الدولة تفقد هيبتها، فتعم الفوضى و عدم الاستقرار. لذلك على الدولة التى
تحد من الحرية الفردية في التعبير حتى لا تصبح ذريعة للتدخل في الحياة
الخاصة للأفراد فتضر بهم أكثر مما تنفعهم، بقانون عادل يتفق عليه الجميع
كما يجب على الدولة أن تحافظ على هيبتها، بصفتها أعلى مؤسسة، ويجب على
الدستور أن يمكن الرئيس من الاحتفاظ بصلاحيات، تمكنه من التدخل لحسم
النزاع، إذا ما غاب التفاهم بين الأفراد ليس خدمة لمصلحة خاصة، وإنما حماية
للديمقراطية نفسها. و لن نعارض الفيلسوف الألماني هيجل، حين يؤكد عامل
الوعي كشرط النجاح للنظام الديمقراطي.
إن الديمقراطية ليست شعارا نتباهى به بل ثقافة أولا و قبل كل شيء، تمكن
الشعب من فهم أسسها و مبادئها على حقيقتها، ثم ممارستها، لأن الفهم الذي لا
تليه ممارسة لا يخدم الديمقراطية و لا يعمل على نجاحها. الوعي يتطلب تربية
و خبرة، وربما نجاح النظام الديمقراطي عند الدول المتقدمة، و فشله عند
الدول المتخلفة يدلان على الخبرة و التجربة الطويلة التى أكسبتها الأولى في
هذا الميدان، و غياب التجربة، أو قصر عمرها عند الثانية. التربية عند
مونتسكيو تتمثل في غرس الفضيلة السياسية في صدور الأطفال، المتمثلة في حب
الوطن و احترام القانون.
إذا كانت الديمقراطية تمنح الأفراد حق التعبير عن الرأي و ممارسة السياسة ن
يجب أن تعلمهم حب الوطن و احترام قوانينه، الردع الوحيد الذي يحميها من
الانزلاق نحو صراعات تفوت المصلحة الخاصة قبل العامة، و حب النفس قبل
الوطن.
بالنسبة لتوكفيل نجاح الديمقراطية أو فشلها متعلق بالمواطنين، إن
الديمقراطية عنده لا تقاس بما تضمه من قيم، و ما تشيده من قواعد، وإنما
تقاس بالروح التى تطبق بها قواعدها، والإخلاص الذي تراعي به مبادئها، الأمر
الذي لا نتفق معه. قيام الديمقراطية على مبدأ رجل واحد = صوت واحد، يجعلنا
نتساءل: كيف يمكن أن نسوى بين الأمي، الذي يغيب عنه الكثير من الأمور،
والمثقف ذي النظر البعيد ؟ ألا تكون هذه المساواة في الأصوات الانتخابية، و
حق ممارسة السلطة، يجعل من الديمقراطية النظام الذي يفسح المجال لأشخاص
غير مؤهلين للوصول الى الحكم ؟.
التاريخ مازال يشهد أن هتلر قد وصل الى الحكم عن طريق الانتخابات، كما وصل
أريال شارون الى الحكم عن طريق الانتخابات أيضا، وهو سفاح مجازر صبرا و
شتيلا. أيعني هذا أن الديمقراطية جنون كما يقول نيتشه ؟ كذلك تقوم
الديمقراطية على رأي الأغلبية الذي قد يأخذ منعطفا خطيرا على الديمقراطية
نفسها، بهضمها لحق الأقلية في التعبير عن الرأي، و ممارسة حريتها. كيف يمكن
التوفيق بين حكم الأغلبية و احترام الحريات الفردية ؟
و كيف يمكن أن نتجنب تحول الديمقراطية الى حكم تستبد فيه الأغلبية على حساب الأقلية ؟
إذا كانت الديمقراطية تضحي بالأقلية من أجل الأغلبية، هل هذا يعني أنها
تدوس حقوق الأفراد (الأقلية)؟ على رغم من كل المحاولات لإيجاد حلول تمكن
الأقلية من ممارسة حقوقها، تبقى هذه الإشكالية أعوص مشكلة تواجهها
الديمقراطية، تجعل منها الفكرة التى تحمل سلبيات، و تبعدها عن الكمال، الذي
أراده لها أصحابها.
المهم ان نشير الى ان الديمقراطيين أنفسهم يشعرون بعيوب الديمقراطية،
وأبحاث كثيرة في هذا الاتجاه، بدأت تظهر تركز على ضرورة تطور الديمقراطية.
الخاتمة:و هكذا نستنتج أن الديمقراطية، ليست نظاما مثاليا خاليا من العيوب،
بل هي نظام أبدعه عقل الإنسان الناقص، فيه من السلبيات و المخاطر، ما يجعل
منه نظاما جنونيا إذا لم يسرع الإنسان الى إيجاد الحلول المناسبة له، غير
ان فناء الديمقراطية كفكرة، لا يعني انتقال الفكر الى نقيضها، الذي هو
الحكم الفردي، الذي تتجاوزه الأيام و الأبحاث، و لكن فناء الديمقراطية
بمبادئها القديمة، ليفسح المجال لديمقراطية جديدة تقوم على مبدأ جديدة، أو
نظام جديد يتعدى عيوبها





مقالةفلسفية: الدولة و الأمة – أكتب مقالة فلسفية في هذا الموضوع
المقدمة:لا تقوم الدولة و الأمة إلا إذا توفر عامل الإنسان ليس كفرد و
إنما كجماعة من الأفراد، ولكن إذا كانت العلاقة التي تربط بين الأفراد في
الدولة قانونية، وإذا كانت العلاقة التي تربط بين الأفراد في الأمة روحية،
هل هذا يعني أن الدولة و الأمة مفهومان مختلفان ؟
و هل هذا الاختلاف يفصل بينهما أم لا ؟ إذا كان لا يفصل فما هي العلاقة الموجودة بين الدولة و الأمة ؟

العرض: كون الإنسان عاجزا على العيش بمفرده جعله يتكتل بغيره من الناس
ليؤلف أشكالا مختلفة من التجمعات، أهمها تجمعه على شكل دول و أمم، إذن
الدولة مجموعة من الأفراد الذين يكونون الدولة و الأمة، كما ليس هناك حد
أقصى، غير أننا يجب ألا نفهم من ذلك أنه كلما كان هناك أفراد كلما أنشأوا
بالضرورة دولة أو أمة بل يجب أن تكون هناك علاقات تربط بين الأفراد و تقرب
بعضهم بالبعض و إن كانت العلاقات التي تربط أفراد الأمة غير العلاقات التي
تربط أفراد الدولة.
وان العلاقات التي تربط أفراد الأمة علاقات روحية معنوية يستمدونها من
المقومات الأساسية التي تقوم عليها الأمة، كاللغة و الدين و التقاليد و
التاريخ و المصير المشترك و لا يعني هذا أن غياب واحد من هذه المقومات يؤدي
إلى غياب الأمة.
يمكن لأمة أن تقوم على مقوم دون آخر، مثل الأمة الإسلامية التي قامت على
مقوم الدين، والأمتان العربية و الألمانية التين قامتا على مقوم اللغة و
الأمة الأوربية التي تقوم اليوم على مقوم المصير المشترك.التحام أفراد
الأمة حول مقوم واحد يولد عندهم الشعور بالمحبة و التعاطف فيميلون إلى
الرغبة في العيش معا و مواجهة المستقبل جبهة واحدة، و إن اختلفت القوانين
الأساسية و الاجتماعية و الاقتصادية.
يقول رينان:” إن الرضا الحالي، و الرغبة في العيش معا هي الإرادة في
الاستمرار، و إبراز قيمة الميراث الذي ورثناه.” بينما تكون العلاقات التي
تربط الأفراد في الدولة علاقات قانونية مادية، يستمدونها من القوانين
الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية الواحدة. لذلك فالأمة يمكن أن تضم دولا
عديدة كالأمة الإسلامية، والدولة يمكن أن تضم أمم عديدة كسويسرا.
إن الدولة بخلاف الأمة تحتاج لكي تقوم، إلى وجود قانون و سلطة تسهل على
تطبيقه، فهي بذلك لا تنشأ إلا إذا اخذ الأفراد القرار و عزموا على بنائها.
هكذا أخذ قادة الثورة الجزائرية في 19 سبتمبر 1958 بالقاهرة، قرار إنشاء
الدولة الجزائرية المؤقتة، كذلك أعلن الفلسطينيون قيام الدولة الفلسطينية
في 13 نوفمبر 1988 في الجزائر. بينما تتكون الأمة عفويا و تلقائيا عبر
التاريخ و الأيام، وما يمر به الأفراد من محن و أحزان و انتصارات و أفراح ن
وكما يقول رينان “الأمة نهاية ماضي طويل”
غير أننا إذا نظرنا في الاختلاف الذي يميز بين الدولة و الأمة، نجده
اختلافا ظاهريا لا يفصل بينهما. فالأمة بالنسبة إلى الدولة هي الثوب الذي
يقيها من العواصف و الرياح التي تهب عليها فتحميها من التمزق، خاصة حينما
تكون القوانين ضعيفة و لا تؤدي دورها في لم شمل الأفراد و توحيدهم، أو حين
لا يتفق الأفراد حول قانون واحد، فتكثر الخلافات.
فالكثير من الدول دخلت في حرب أهلية دامت مدة طويلة كلبنان مثلا، وذلك بسبب
غياب هذا الشعور الروحي العاطفي الذي يربط بين أفراد الشعب، فانقسموا إلى
مسلمين و مسيحيين. و في المقابل، ما أنقذ بلادنا الجزائر من حرب أهلية
مدمرة، هو شعور الجزائريين أنهم شعب واحد، له تاريخ واحد، دين واحد، أصل
واحد، مستقبل واحد بالرغم من اختلاف الرؤى السياسية.
كذلك فان للقوانين السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية التي تنتهجها الدول و
السلطات دورا مهما في تقوية العلاقات الروحية بين أفراد الأمة الواحدة،
إذا كان بينها اتفاق، و في إضعافها إذا كثر الخلاف بينها، الأمر الذي جعل
فكرة توحيد قوانين الدول التي تكون أمة واحدة تظهر إلى الوجود للحفاظ على
استمرار الأمة و بقائها.
فوحد الأوربيين قانون اقتصادي في 1957 الذي عززوه مؤخرا بتوحيد العملة، و
يحاولون توحيد قانونهم السياسي ببرلمان أوربي يشمل كل أعضاء السوق الأوربية
المشتركة، الأمر الذي لم تستطع الدول العربية الوصول إليه، بالرغم من جهود
الجامعة العربية، و هذا يشكل طبعا خطرا على الروابط العاطفية و الأخوية
التي تربط بين شعوب الأمة العربية. و ما حدث بين العراق و الكويت مثال حي
على ذلك.
إن الدولة تحتاج إلى الروابط الروحية لتزيد روابطها القانونية متانة، مثلما
تحتاج الأمة إلى الروابط القانونية ليستمر و جودها و يقوى. ومن الأفضل أن
تكون الدولة امة واحدة لتزيد متانتها ن و الأمة دولة واحدة ليزيد تعاطف
أفرادها، لان الأمة هي روح الشعب و الدولة هي جسده، و العوامل الروحية
للحياة الاجتماعية لا يمكن أن تنفصل عن عواملها المادية.
الخاتمة:و أخيرا إذا كانت الأمة غير الدولة، والدولة غير الأمة فان هذا
الاختلاف يبقى اختلافا ظاهريا لا يفصل بينهما، فكل واحد تكمل الأخرى ن و
تكون بمثابة ركيزة لوجودها، فالدولة تقوي روابط الأمة، فتكون بمثابة جسدها،
والأمة تعمل على استقرار الدولة، فتكون بمثابة روحها.


مقالة: الفكر و اللغة- أكتب مقالة
المقدمة: إذا كان الفكر هو عمل العقل الذي يحدث داخل النفس، وإذا
كانت اللغة أصواتا و رموزا وخارجية يتلفظ بها الإنسان، ليتصل بغيره من
الناس، هل هذا يعني أن الفكر و اللغة شيئان مختلفان ؟ وهل هذا الاختلاف
يفصل بينهما أم لا ؟ إذا كان لا يفصل ما هي العلاقة الموجودة بين الفكر و
اللغة ؟

التحليل: الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يفكر و يتكلم، لقد وهبه الله
القدرة على تكوين المعاني و الأفكار، واستعمال الألفاظ و الرموز، ليتصل
بغيره من الناس، فالفكر و اللغة يمثلان جوهره باعتباره حيوانا عاقلا و
ناطقا. مشكلة علاقة الفكر باللغة و الصلة الموجودة بينهما شدة انتباه
الإنسان منذ القدم، فالفكر و اللغة، اللذان يمثلان مظهرين مختلفين للذكاء
الإنساني، يعتبرهما الكثير من العلماء و الفلاسفة ملكتين منفصلتين، و
دليلهم أن الفكر يمثل العالم الداخلي للإنسان، بينما تأخذ اللغة طابعا
خارجيا، وان الفكر معان تحشد في الذهن الذي يكونها، و هو بذلك مستقل عن
الجسم، بينما اللغة التي هي رموز يتوقف وجودها على الجسم، فالحنجرة و
اللسان و الحبال الصوتية، وحركات العينين و اليدين، وتغيرات الوجه كلها،
تساعد الإنسان على الاتصال بغيره من الناس.
كذلك لا يستقل الآخرون ما يصدر منها من ألفاظ أو رموز أو حركات، إلا إذا
قامت أعضاء الحس بدورها كما ينبغي، فالأعمى مثلا لا يرى الحركات و الأصم لا
يسجل الأصوات، مما يجعل اللغة عندهم عاجزة عن القيام بوظيفة كاملة. ميز
برغسون بين اللغة و الفكر، وحجته أن الفكر معان متصلة تتدفق باستمرار، ما
دام الإنسان في حالة وعي، بينما تكون الألفاظ منفصلة بعضها ببعض.
وإذا كان الإنسان يجد صعوبة عند التعبير عن أفكاره، فهذا يدل على ان عالم
الفكر أوسع بكثير من عالم اللغة، الذي تمثله الألفاظ و إشارات محدودة، لا
تعبر عن كل ما في ذهن الإنسان من طاقة فكرية. يقول: ” نحن نفشل عن التعبير
بصفة كاملة عما تشعر به روحنا، لذلك الفكر يبقى أوسع من اللغة ” هذا الموقف
الذي يفصل بين الفكر و اللغة ليس خاصا ببرغسون، فأفلاطين من مصر القديمة،
كان يرى نفس الرأي، فالفكر الداخلي الصامت عنده يقابل اللغة التى هي أصوات
خارجية، كذلك دونيز ديدرو، في القرن الثامن عشر، يقول بانفصالهما، و إن كان
اقل يقينا من برغسون حيث يقول:” أعتقد أننا نملك أفكارا أكثر مما نملك
أصواتا “.
في هذا الاستعراض لبعض المواقف التى تبناها فلاسفتنا عبر العصور، تبين لنا
الى أي مدى ميز الإنسان بين اللغة و الفكر كمظهرين يعبران عنه، بوصفه كائنا
عاقلا ذكيا. إن الإنسان يفكر ثم يتكلم، و تكون اللغة بهذه الوسيلة
يستعملها الفكر ليخرج بها أفكاره الى العالم الخارجي، و يوصلها الى الغير.
غير أن هذا التحليل للعلاقة بين اللغة و الفكر تبدوا ظاهرية جدا، لأن
الحقيقة غير ذلك تماما. ففي الواقع إننا لا نستطيع أن نفصل عمليا بين الفكر
و اللغة، و لا يوجد فاصل زمني بين عملية التفكير، وعملية التعبير،
والتفكير الخالص بدون لغة كالشعور الفارغ لا وجود له. فكل فكرة تتكون في
قالب رموز تحتويها، و تعطي لنا وجودها و يقول سيروس ” الفكر لا ينفصل عن
اللغة “، ويقول لافال “ليس اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكر، ولكن جسمها
الحقيقي ” كذلك اثبت علم نفس الطفل، أن الطفل يجهل العالم الذي يحيط به،
الى أن يبدأ يتعلم الألفاظ و الجمل فتتكون لديه الأفكار. لا يوجد تصور في
الذهن بدون لفظ يكونه، إن الرمز وسيلة للتفكير، وليس غطاءا لفكرة مكونة،
كما يعتقد أصحاب المذهب الثنائي الذي يفصل بين اللغو و الفكر. يقول
دولاكروا:” أن الرمز قلب التصور” و يكون التفكير بذلك ليس سوى حوار يتم بين
الإنسان و نفسه، يستعمل فيه نفس الكلمات و الجمل التى يستعملها حين يتحاور
مع غيره من الناس، والحوار جوهر اللغة، يقول أفلاطون” إن الصورة التى
أكونها في نفسي عن الروح التى تفكر، ليست سوى صورة الروح، و هي تسال نفسها و
تجيب.” و يكون الفكر عنده لغة صامتة .
هذا من جهة ومن جهة أخرى ليس هناك لغة بدون تفكير يعطي للألفاظ معانيها و
دلالاتها. ليست اللغة مجرد ألفاظ، وإذا كانت الكلمات التى ينطبق بها
الببغاء لغة، وإنما اللغة ألفاظ و رموز تعبر عن أفكار الإنسان و تصوراته.
إن الرمز لا يكون رمزا إلا بمقدار ما يحمله من الوعي الذي يعطي له معناه.
فاللغة هي جسم الرمز و المعنى هو روحه. و لا يمكن الفصل بين الجسم و روحه، و
كما يقول ميرلو بونتي:” الفكر يحتوي اللغة، و اللغة تحتوي الفكر.” و يقول
هيجل :”إننا نفكر داخل الكلمات.” إذا كان هذا الموقف الأحادي الذي يمثله
أغلب الفلاسفة و المفكرين في العصر الحديث، هو الأكثر انتشار، فإنه يدل على
قربه من الواقع و الصدق.
الخاتمة: هكذا نقول في الأخير: إن الفكر ليس اللغة، و اللغة ليست الفكر، و
لكن لا يوجد فكر بدون لغة، و لا توجد لغة بدون فكر. فعلى الرغم من الاختلاف
الظاهري الموجود بينهما، تبقى العلاقة التي تربتهما وطيدة، كعلاقة الجسم
بالروح.



: هل ثقافة الإنسان تنسجم مع طبيعته دائما ؟

مقدمة: يولد الولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه
فقد كشف الحديث الشريف عن و جود جانب فطري في الإنسان مثل القدرات الكامنة
فيه بالولادة و جانب مكتسب هو قابلية هذه القدرات للنمو و التطور في ظل ما
يقدمه المجتمع و لكن هاذين الجانبان ( الفطري و المكتسب) هل هما متضادان أم
متكاملان ؟ بمعنى آخر هل ما يكتسبه الإنسان “الثقافة” يضاف الى ما هو
موجود لديه بالفطرة ” الطبيعة” أم يعارضه و يقاومه ؟ بمعنى آخر هل العلاقة
بين الثقافة و الطبيعة هي علاقة تضاد و تنافر أم علاقة انسجام و تكامل ؟

التحليل القضية: ما هو ثقافي يعتبر مكملا لما هو طبيعي عند الإنسان
الحجة: إن الطبيعة باعتبارها المحيط ( أي الواقع الموضوعي المستقل عن الفرد
) أو باعتبارها الطبيعة البيولوجية (أي الفطرة و الغريزة عند أفراد النوع
البشري ) فإنها قابلة للتأثر و الإنسان أدرك منذ القديم قدرته على التأثير
في الطبيعة الموضوعية حيث صنع أدوات و معدات للعمل مكنته من استغلالها و مع
التطور الفكري و العلمي اكتشف الإنسان ذاته بقدراتها و اندفاعاتها فراح
يستغل هذه المعرفة المكتسبة في فهم العوائق الموضوعية و الذاتية من أجل
إحداث التكييف معها فما تحسين الطرق البيداغوجية إلا محاولة الإبراز
القدرات الفطرية كالذكاء و الموهبة.. الخ وما التعليم إلا استغلالا لقدرات
العقل و ما الرياضة إلا استغلالا لقدرات الجسم فالثقافة تعمل على تنمية
السلوك في حدود ما تقدمه الطبيعة
النقد : لكن ما هو ثقافي لا يقبل دائما الانسجام مع ما هو طبيعي فالكثير من
العادات و القيم و القوانين تحد من الاستعداد الطبيعي الكامن لدى الفرد
النقيض: ما هو ثقافي يعتبر معارضا لما هو طبيعي عند الإنسان
الحجة: وكما أن الإنسان أدرك بقدرته على التأثير في الطبيعة سواء الذاتية
أو الموضوعية بما يحقق له التلاؤم و الانسجام و التكامل معها فكذلك أدرك
قدرته على الحد من تأثيرها عليه فأبدع وسائل للحد من مخاطر الطبيعة و
صعوباتها كالسدود و الأنفاق …كما هذب دوافعه و اندفاعاته الطبيعية
كالأنانية و حب السيطرة بما أوجده من قوانين و قيم اجتماعية وبما أوحى إليه
الله من مبدأ و مثل دينية و أخلاقية فما التربية إلا وضع حد لطغيان
الغرائز و بذلك فالثقافة جاءت لتقف في وجه الطبيعة حتى يعيش الإنسان في
وفاق مع الآخرين
النقد: لكن ما هو ثقافي لا يعارض دائما ما هو طبيعي فقد تعمل الثقافة على توجيه و تهذيب الطبيعة لا الحد منها
التركيب : ما هو ثقافي ليس مكملا دائما و لا معارضا دائما لما هو طبيعي
ان الطبيعة و الثقافة باعتبارهم قدرتان كامنتان عند الإنسان فهما متداخلتان
الى درجة الترابط الوثيق إذ لا يمكن الفصل بينهما إلا نظريا و هما
يتعارضان أحيانا و يتكاملان أحيانا أخرى
الخاتمة : ان الفطري و المكتسب أي الطبيعة والثقافة شي آن ملازمان لشخصية
الفرد فأحيانا يسلك الإنسان في حياته وفق ما تمليه عليه غرائزه و أحيانا و
فق ما تمليه علية ثقافته و عليه فالصراع بينهما و الانسجام بينهما باق و
ملازم له في حياته و هذا من أجل التكييف






ما الدليل على وجود اللاشعور؟

مقدمة: إذا كان فرويد قد اقر فكرة وجود اللاشعور في حياة الإنسان بعد
ان كانت الفكرة مستبعدة عند علماء ما قبل العصر الحديث وأكثر من ذلك ان
فرويد نقل مركز الثقل في الحياة النفسية من الشعور الى الجهات المبهمة و
اللامعقولة منها على حد تعبير “جوزيف نوتان ” (عالم نفساني معاصر ) ويقصد
بذلك اللاشعور يشكل جانبا من الحياة النفسية.فما الدليل على انه حقيقة لا
تنكر.

التحليل:
بيان طبيعة اللاشعور: اللاشعور هو مجموع الأحوال النفسية الباطنية التي
تؤثر على سلوك المرء وان كانت غير، بلور بها (جميل صليبا) ولقد تم تحديد
معالم اللاشعور انطلاقا من اكتشاف (برنهايم) المتعلقة بالتنويم المغناطيسي
والتي كشفت لفرويد ان العناصر الموجودة في حالة كمون (لاشعور) لا تبقى
بالضرورة في حالة ركود دائما، وإنما قد تؤثر في السلوك دون الشعور بها
وبذلك فكك فرويد الحياة النفسية الى شعورية ولا شعورية، ووصل الى ان
اللاشعور لا يبقى دائما مكبوتا خارج الشعور، بل قد يؤثر في السلوك الواعي
دون دخوله الى الشعور وبذلك أصبح اللاشعور جزء من شخصية الفرد وعلى أساسه
يمكن فهم هذه الشخصية.
إثبات وجود اللاشعور:يعتبر فرويد مكتشف اللاشعور قد استدل على وجود
اللاشعور بمجموعة من الدلائل، تعرف حاليا بدلائل وجود اللاشعور منها:فلتات
اللسان:وهي عبارة عن ألفاظ تفلت من الإنسان عن غير قصد وتعبر عن رغبة
مكبوتة لديه.الإبداع: ويأتي عن عمل اللاشعور بمعنى ان عناصر تخيلاتنا تتجمع
في اللاشعور وتختزن الصور المبدعة في الذهن ثم تنبثق دفعة واحدة في شكل
الهام وهناك دلائل أخرى مثل زلات القلم، الهذيان، النسيان.الأحلام:إشباع
رغبات الإنسان التي لم يشبعها في الواقع فتجد في النوم فرصة مواتية لذلك.
قيمة اللاشعور:لقد جعل فرويد من اللاشعور مصدرا لنشاط الإنسان وفعاليته في
مختلف المجالات، وبذلك فهو يحتل مكانة أهم من الشعور في حياة الإنسان، لكن
ذلك لا ينسجم مع طبيعة الإنسان العاقل، وعلى العموم فلاكتشاف وجود اللاشعور
جوانب ايجابية حيث ألقى الضوء على الكثير من أسباب السلوك كانت مجهولة،
وكشف عن جانب لم يكن معروفا في النفس كما له جوانب سلبية كالمبالغة في
تحديد دور اللاشعور وأثره في الحياة النفسية وعدم الاهتمام بالجانب الروحي.
الخاتمة: (بيان حقيقة اللاشعور )ان وجود اللاشعور قائم على كثير من
الأدلة.وهو يشير الى منطقة من الحياة النفسية وهي المنطقة التي تجري فيها
العمليات اللاشعورية، مثلها يشير الشعور الى المنطقة التى تجري فيها
العمليات النفسية الشعورية غير ان الأدلة المستمدة تحتاج الى دعم عملي
تجريبي وكمي مادام الأمر يتعلق بنظرية علمية في علم يهدف الى ان يكون
موضوعيا وكميا مثل باقي العلوم الأخرى.




مقالة: ما هي الثقافة ؟
المقدمة: (مصادر التعريف) إذا كانت الطبيعة هي ذلك الجانب الثابت
الذي يشترك فيه الإنسان مع أفراد جنسه، فإن الثقافة تمثل الجانب المتغير
الذي يختلف فيه الناس عن بعضهم البعض، وكما يختلف الناس في ثقافتهم يختلفون
في تحديد مفهوم الثقافة ذاتها. فما هي الثقافة ؟

التحليل:
التعريف الشائع:إن لفظ الثقافة من بين الألفاظ المتداولة بين الناس العوام
منهم و الخواص، ففي نظر العامة تعني سعة الإطلاع فالمثقف عندهم هو من يملك
قدرة على المناقشة في مختلف المواضيع. لكن هذا التعريف لا يعبر عن حقيقة
الثقافة لأن من يملك معرفة في مجال خاص كالطبيب مثلا لا يعتبر مثقفا في
نظرهم.
التعريف العلمي:
يعرف العلماء الثقافة، بتعاريف مختلفة يغلب عليها الطابع العلمي الموضوعي
منها قول أتوكلينبرغ ” يمكن تعريف الثقافة بالقول أنها تقوم على قدرات
وعادات مكتسبة من قبل الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع ” كما عرفها إدوارد
تايلور ” الثقافة أو الحضارة بمعناها الأثنوغرافي الواسع هي ذلك الكل
المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والعرف وكل
القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع ”
ويعرفها نبي الثقافة تعرف بصورة علمية على أنها مجموعة الصفات الخلقية
والقيم الاجتماعية التي يتلقاها الفرد منذ ولادته … ” لكن هذه التعاريف
العلمية وبالرغم من كونها أكثر دقة من التعريف الشائع إلا أنها لا تعبر عن
ماهية الثقافة.
التعريف الفلسفي:
إن الفلاسفة يحاولون البحث في حقيقة الثقافة فيحددون لها تعاريف تذهب وراء
التصورات العلمية لها، فالثقافة في المجال المعرفي النظري تتجاوز العناصر
المكتسبة إلى فاعلية الفرد في التغيير والتجديد الثقافي بإنتاج معارف جديدة
ومن ثمة تكوين ثقافة جديدة تدوس الثقافة القديمة حيث يقول ريمون آرون ”
يدوس التاريخ جثث الثقافات وكذلك جثث البشر ” ويقول ليفي ستروس:” أن
الثقافات التي وصلت إلى مراحل أكثر تقدما.. لم تكن ثقافات تعيش العزلة إنما
كانت على صلة تعاون … ”
الخاتمة:
( بيان الحقيقة) إن الثقافة هي مجموعة الإشكال والأنماط الاجتماعية للسلوك
والمكتسبة عن طريق التربية وبذلك فهي تتجلى في كل ما أنتجه الإنسان بيده
وعقله من أشياء ومعارف كالفنون والعلوم والأدوات … الخ.



مقالة ما علاقة الشعور باللاشعور ؟

مقدمة: (الحذر من المظاهر ) يعرف الشعور بأنه حدس الفكر التام
لأحواله و أفعاله الذاتية في حين يعرف اللاشعور على أنه مجموع الأحوال
النفسية الباطنية التى تأثر في السلوك دون الشعور بها فإذا كان يبدوا أن من
خلال التعريف أنهما مختلفان فما درجة الترابط بينهما ؟ و ما العلاقة كل
منهما بالآخر في شخصية الفرد ؟

التحليل :
أوجه الاتفاق: الشعور و اللاشعور حالتان نفسيتان يعيشهما الإنسان فقد يخص
الإنسان موضوعا بفعاليته النفسية الواعية (التأمل فيه ) فيكون في مجال
الشعور و بعد لحظات يخص موضوعا آخر بفاعليته الواعية فيصبح الموضوع الأول
في مجال اللاشعور و بذلك فكل منهما يحتل منطقة في النفس البشرية حسب
التحليل النفسي
أوجه الاختلاف: الشعور حالة واعية يعيشها الإنسان مصحوبة بالانتباه و
التركيز و الاهتمام فالعقل يجد شكله الأسمى في الشعور حيث يجري عملياته
كالاستنتاج الاستقراء النقد المقارنة الخ بينما اللاشعور هو حالة غير واعية
يعيشها الإنسان و هو يشبه حالة الظلام و هو يقال على الأحوال النفسية التى
خرجت من مجال الشعور بعضها يمكن استرجاعه بواسطة التأمل أو من تلقاء نفسها
و بعها يتعذر استرجاعه و قد سمى فرويد النوع الأول بما قبل الشعور مواطن
التداخل: ان الحياة النفسية قبل فرويد كانت محصورة في الظواهر الشعورية
فقط. لكن فرويد كشف أن الحياة النفسية تركيبة و يمثل اللاشعور الجانب
العميق منها
و التداخل القائم بين الجانبين أن ما هو موجود في الشعور قد ينزل الى
اللاشعور و ان ما هو موجود في اللاشعور متحفز للصعود الى الشعور و في كل
منهما تجري مجموعة من العمليات و النشاطات النفسية
الخاتمة: (نسبة الترابط )//ان العلاقة بين الشعور و اللاشعور هي علاقة
التكامل في فهم الحياة النفسية إذ أصبح علماء النفس يفسرون الكثير من
الظواهر التى لا يجدون لها تفسيرا في الشعور باللجوء الى اللاشعور لكن
الصراع لا يزال قائما حول أهمية كل منهما في فهم الحياة النفسية وقد جعل
فرويد من اللاشعور مركز الثقل في الحياة النفسية و المحرك الرئيسي لسلوك
الإنسان







: ما علاقة الطبيعة بالثقافة ؟

المقدمة: (الحذر من المظاهر) إذا كانت الطبيعة هي ما يبأضدادها.إنسان من
صفات فطرية والثقافة هي تلك الصفات المكتسبة.وإذا كانت من عادات الإنسان أن
يعرف الأشياء بأضدادها. أمكننا القول أن الطبيعة ضد الثقافة لأن الإنسان
الطبيعي الذي يكون على الفطرة ضد الإنسان المتحضر المتصف بالعلوم وبما
أنهما يوجدان لدى الفرد الواحد. فما هي العلاقة القائمة بين الطبيعة
والثقافة؟

التحليل:
أوجه الاتفاق:إن التشابه بين الطبيعة والثقافة يتمثل في كون كل منها قدرة
يوظفهما الإنسان في محاولات التكيف مع المواقيت التي تواجهه. فالطبيعة
والثقافة كلاهما عبارة عن مادة يتسلح بها الإنسان في حياته اليومية فالأولى
أقرب إلى المادة الخام. والثانية أقرب إلى كونها مادة جاهزة
أوجه الاختلاف: إن من أشد الاختلافات بين الطبيعة والثقافة أن الطبيعة
فطرية توجد مع الإنسان منذ الولادة، ويترتب عن ذلك أنها ثابتة ومشتركة لدى
النوع البشري. يوجدها الله ولا يوجدها الإنسان. أما الثقافة فهي مكتسبة أي
مأخوذة من المجتمع عن طريق التربية والتعليم. وهي قابلة للإثراء ويترتب عن
ذلك أنهما من إبداع الإنسان.فهي تمثل ما أنتجه الإنسان بيده وعقله .
مواطن التداخل: إن العلاقة بين الطبيعة والثقافة ينظر إليها البعض على أنها
علاقة تداخل وتكامل باعتبار أنه يصعب علينا التمييز في كثير من الأحيان
بين ما هو ثقافي وما هو طبيعي عند الإنسان مثلا: ظاهرة الأكل. كما ينظر
آخرون إلى هذه العلاقة على أنها صراع وتضاد بينهما باعتبار أن ما هو ثقافي
يتعارض مع ما هو طبيعي. مثلا: الغرائز والقيم الدينية والأخلاقية.
الخاتمة: (نسبة الترابط)نستنتج مما سبق أن الثقافة تختلف عن الطبيعة ولكن
بوجودهما لدى الفرد الواحد فهما يظهران في شكل تداخل أحيانا. نظرا لأننا لا
يمكن أن نعزل العناصر الثقافية عن العناصر الطبيعية كما يظهران في صورة
تضاد أحيانا أخرى كون العناصر الثقافية جاءت لتهذيب العناصر الطبيعية أو
الحد منها.



بالتوفيق للجميع

hassan2011
2011-03-31, 08:58
شكرا ليك غير كون تزيدي اللغة والفكر والعولمة والمذهب التجريبي