حمدان العربي
2010-11-02, 09:10
" مجموعة أهم الأحداث" : مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ، وكأي مناسبة دينية كبرى و كما جرت العادة تعلن حالة الطوارئ في المعسكرين . معسكر التجار و"المتحكمون" في مداخل الأسواق و مخارجها ومن خلالها في بطون و جيوب الناس من جانب ، ومن جهة أخرى عامة الناس .
هؤلاء الناس لا ينتهون من "معركة" حتى يجدون أنفسهم مقبلين على "منازلة" أخرى ،ولا بد لهم من إيجاد ميزانية تفرضها عليهم الأسواق و قوانينها الخاصة... الجانب الأول ، أي التجار ومحيطهم يريدون معرفة بالضبط ما تبقى في جيوب هؤلاء الناس للاستيلاء على ما تبقى فيها في هذه المناسبة الدينية العظيمة .
و هم يعلمون ( أي التجار ) علم اليقين أن ذالك المواطن البسيط ، مهما كانت حالته المادية ، لا يمكن له التفريط في أداء شعائر هذه المناسبة العظمية ، قدوة بسيدنا إبراهيم ،عليه السلام ، عندما أراد أن يضحي بفلذة كبده طاعة و تقربا من الله عز وجل.
و ليس أصدق من قول أحد البسطاء عندما قال ،إن شاء الله سنضحي مهما كان ذالك الثمن ،لثلاثة أشياء : أولها ، لسنا أحسن من سيدنا إبراهيم ، عليه السلام عندما لم يعز عليه ابنه طاعة و خضوعا لأوامر الله عز و جل . ثانيها ، لنصدق لمن هم أفقر منا . ثالثها لإشباع أولادنا لحما و لو مرة في السنة ،بعد أن حرمونا هؤلاء التجار من هذه النعمة طوال السنة .
حتى أن البعض من الناس نسى لون ومذاق هذه اللحوم ، والبعض الآخر أصبح ينطبق عليه مثل شخص الذي "فرح فرحا" لم يفرح مثله في حياته يوم وفاة والده لأنه في ذالك اليوم فقط عرف لون تلك اللحوم و شبع منها... أما عن أموالنا ، يضيف ذالك الشخص البسيط ، فهي وديعة لدى "هؤلاء" ، ( يعني بهم التجار والمضاربون ومن على شاكلتهم... ) ، إلى يوم يلتقي فيه الجمعان .
أغرب ما في الأمر عندما تسأل هؤلاء ( التجار) عن أسباب ارتفاع ثمن الأضحية هذه السنة، مثلا، يأتيك جواب، لا يعرف هل هو مضحك أم مبكي، فيقال لك " هذه السنة ممطرة وهناك وفرة آكل لذالك المربون ليسوا في عجلة من أمرهم لبيع مواشيهم و من البديهي ترتفع الأسعار..." . كأن لسان حالهم يقول " مادام قد أرحمتنا السماء فلن نرحم من على الأرض..." .
وعندما تسألهم في مرة أخرى عن سبب هذا الغلاء الفاحش يأتيك جوابا مناقضا تماما للأول : "هذه السنة ضرب الجفاف بقوة ... لذالك المربون يدفعون تكاليف باهظة في عملية شراء " العلف " لمواشيهم ومن البديهي و من حقهم استرجاع خسارتهم "...
حمدان العربي الإدريسي
(نبش في ذاكرة)
27.11.2008
هؤلاء الناس لا ينتهون من "معركة" حتى يجدون أنفسهم مقبلين على "منازلة" أخرى ،ولا بد لهم من إيجاد ميزانية تفرضها عليهم الأسواق و قوانينها الخاصة... الجانب الأول ، أي التجار ومحيطهم يريدون معرفة بالضبط ما تبقى في جيوب هؤلاء الناس للاستيلاء على ما تبقى فيها في هذه المناسبة الدينية العظيمة .
و هم يعلمون ( أي التجار ) علم اليقين أن ذالك المواطن البسيط ، مهما كانت حالته المادية ، لا يمكن له التفريط في أداء شعائر هذه المناسبة العظمية ، قدوة بسيدنا إبراهيم ،عليه السلام ، عندما أراد أن يضحي بفلذة كبده طاعة و تقربا من الله عز وجل.
و ليس أصدق من قول أحد البسطاء عندما قال ،إن شاء الله سنضحي مهما كان ذالك الثمن ،لثلاثة أشياء : أولها ، لسنا أحسن من سيدنا إبراهيم ، عليه السلام عندما لم يعز عليه ابنه طاعة و خضوعا لأوامر الله عز و جل . ثانيها ، لنصدق لمن هم أفقر منا . ثالثها لإشباع أولادنا لحما و لو مرة في السنة ،بعد أن حرمونا هؤلاء التجار من هذه النعمة طوال السنة .
حتى أن البعض من الناس نسى لون ومذاق هذه اللحوم ، والبعض الآخر أصبح ينطبق عليه مثل شخص الذي "فرح فرحا" لم يفرح مثله في حياته يوم وفاة والده لأنه في ذالك اليوم فقط عرف لون تلك اللحوم و شبع منها... أما عن أموالنا ، يضيف ذالك الشخص البسيط ، فهي وديعة لدى "هؤلاء" ، ( يعني بهم التجار والمضاربون ومن على شاكلتهم... ) ، إلى يوم يلتقي فيه الجمعان .
أغرب ما في الأمر عندما تسأل هؤلاء ( التجار) عن أسباب ارتفاع ثمن الأضحية هذه السنة، مثلا، يأتيك جواب، لا يعرف هل هو مضحك أم مبكي، فيقال لك " هذه السنة ممطرة وهناك وفرة آكل لذالك المربون ليسوا في عجلة من أمرهم لبيع مواشيهم و من البديهي ترتفع الأسعار..." . كأن لسان حالهم يقول " مادام قد أرحمتنا السماء فلن نرحم من على الأرض..." .
وعندما تسألهم في مرة أخرى عن سبب هذا الغلاء الفاحش يأتيك جوابا مناقضا تماما للأول : "هذه السنة ضرب الجفاف بقوة ... لذالك المربون يدفعون تكاليف باهظة في عملية شراء " العلف " لمواشيهم ومن البديهي و من حقهم استرجاع خسارتهم "...
حمدان العربي الإدريسي
(نبش في ذاكرة)
27.11.2008