المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرضية لقاء الحركات الإسلامية!!!


إبراهيم برهوم
2010-10-29, 21:54
أهمية
لقاء الحركات الإسلامية
بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي
لا نقصـد بلقاء الحركات الإسلامية ، أن تذوب كلها في هيكل تنظيميِّ واحد ، فالحركات الإسلامية اليوم تمثل واقعاً قائماً . إنها تمثل واقعاً جاء نتيجة لتاريخ طويل في حياة الأمة المسلمة ، جاء استجابة لأحداث وقعت ، ولمسئوليات برزت ، ولأخطاء أحاطت .
فالذي نقصده إذن من لقاء الحركات الإسلامية هو قيام أسس ثابتة تلتزم بها جميع الحركات ، لتكون قاعدة منطلقها ونهجها وأهدافها . ولتعين هذه الأسس على جمع جهود العاملين ، حتى تصبَّ كلُّها في مجرى خير واحد ، ولتساهم كذلك في إذابة أسباب الفُرقة والتمزُّق ، وفي معالجة أهم المشكلات والأخطار القائمة في واقعنا اليوم .
بعد ذلك يصبح التنافس بين الحركات الإسلامية هو ميدان السبَّاق إلى الجنة على درب جليٍّ ، في ميدان إبداع النهج والخُطة ، وتطوير الأساليب وتنميتها ، في نور الإيمان والتوحيـد ، وعلى أساس من منهاج الله ومن مدرسة النبوَّة الخاتمة ، مدرسة محمد r ، حيث تساهم مواهب الأمة كلها في الميدان ، دون أن تموت هذه المواهب المؤمنة في تنافس ممزِّق وحسد قتَّال . فتبدع مواهب الإيمان والصدق عندئذ عطاء وبذلاًَ وجهاداً ، فينظر الله في عباده المؤمنين ، فيرى الصدق في القلوب ، والنّور في الأحناء ، والجود في البذل والعطاء ، والزهد في الشحناء والعداء ، فيُنزل رحمته ، وينجز وعده ، ويشرق النَّصر من عنده .
أمام الجميع ، جميع الحركات الإسلامية ، جميع المسلمين ، أمام كل فرد مسلم صادق ، هدف عظيم في الدنيا ، إِنه هدف بناء الأمة المسلمة الواحدة ، هدف تحقيق معنى العبادة والخلافة والعمارة والأمانة في هذه الحياة الدنيا . ويتمثّل هذا الهدف الرباني بأن تكون كلمة الله هي العليا ، وشرعُه هو الأَعلى . وهذا هو محور العهد مع الله ، وباب الابتلاء والتمحيص ، ولا يقوم بهذه الأمانة إلا الأمة المسلمة الواحدة التي أخرجها الله لتكون خير أمّـة أُخرجت للناس لتوفي بهذا العهد . ليست مجرد وحدة شكليّة سياسية تتصارع فيها المذاهب والتيارات . كلا ! إننا نقصد ببناء الأمة المسلمة الواحدة أمراً ربّانياً ، أمراً من الدين ، تكليفاً من الله سبحانه وتعالى . فلابدَّ إذن من أن تحمل خصائصها الربّانية ونهجها الربَّاني . إِنَّ هذه الوحدة التي نقصدها هي بناء الأمة المسلمة الواحدة التي أمر الله بقيامها ، الأمة التي تحمل رسالة الله إلى الناس بعد النبوة الخاتمة ، الأمة التي تنهض لتوفي بحقِّ الأمانة التي حملتها ، وواجب الخلافة التي جُعلت لها في الأرض ، في عبادة صادقة لله ، تمضي بها لتقيم حضارة الإيمان وعمارة الأرض بالإيمان التوحيد : أُمة ولاؤها لله وحده ، وعبوديتها لله وحده ، في سعي يُصدِّق الراية والشعار ، وجهاد ماض إلى يوم القيامة ، ليكون جنودها وأبناؤها شهداء على الناس حقاً ، شهداء على الناس كلِّهم في جميع العصور والأجيال ، ما التزموا عهدهم مع الله ، والتزموا شرعه :
( كنتم خيراً أمة أخرجت للناس ... ) [ آل عمران : ]

( وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) [ الحج : 78]
هذه الوحدة التي نهدف إليها تدور كلُّها حول محور أساسيٍّ واحد : واعتصموا بالله .. ) بكل معاني الاعتصام وآفاقـه ، حتى يكونوا شهداء على الناس . ويقول ابن عطية في تفسيره : ( وأسند الطبري إلى قتادة أنه قال : أُعطيت هذه الأمة ما لم يعطه إلا نبي . كان يقال للنبي : أنت شهيد على أُمتك ، وقيل لهذه الأُمة :" وتكونوا شهداء على الناس " ) ([1])
هذه الأمة هي دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام :
( ربنا واجعلنا مسلمَين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ) [ البقرة : 128]
هذه الأمة المسلمة هي أعرق أُمَّة في الأرض . إنها ضاربة في الأرض بجذورها مع كل الأنبياء والمرسلين ، ممتدة في التاريخ حتى تقوم الساعة ، تحمل أشرف رسالة ، وتمضي إلى أعظم هدف ، إلى الجنة . يصفها ربُّها في سورتي : الأنبياء ، والمؤمنون فيقول سبحانه وتعالى :
( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) [ الأنبياء : 92]
( وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ) [ المؤمنون : 52]
وعندما هاجر الرسول r إلى المدينة المنورة ، وكان في المدينة المهاجرون والأنصار واليهود ، وكان فيها قبائل شتى من هؤلاء وهؤلاء ، كتب كتابه المعروف يحدِّد المؤمنين ويُعرِّفهم ، ويُنظم العلاقات والحقوق والواجبات . ومن هذا الكتاب الهامِّ نأخذ بعض القبسات من كلمات النبوة ([2]) ، لنعلم بعض الخصائص الأساسية التي لا غناء عنها في حياة المؤمنين العاملين ، ولا بناء الأمة الواحدة ، ولا في لقاء الحركات الإسلامية :
1. أنهم ( المؤمنون ) أمة واحدة من دون الناس .
2. وأن المؤمنين المتقين أيديهم على كل من بغى منهم ، أو ابتغى دسيعة ([3]) ظلم ، أو إثماً ، أو عدواناً ، أو فساداً بين المؤمنين ، وأن أيديهم عليه جميعاً ، ولو كان ولد أحدهم .
3. وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم ، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس .
4. وأن سلم المؤمنين واحـدة ، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله ، إلا على سواء وعدل بينهم .
5. وأن المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه .
6. وأنه لا يحل لمؤمن بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر ، أن ينصر محدثاً أو يؤويه ، وأن من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل .
7. وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء ، فإن مردّه إلى الله وإلى محمد r .

نصوص واضحة ترسم خصائص الأمة المسلمة الواحدة ، الأمة التي أمر الله بها ورسوله . نصوص فاصلة حاسمة تجمع المؤمنين صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ، وتميزهم من غيرهم من أهـل الأرض ، بما يحملون من عهد وأمانة ، وعدل ووفاء ، ونهج وصلاح ، يصلحون في الأرض ولا يفسدون ، وهم أقوياء أعزاء ، خير للناس كلهم بصدقهم مع الله ، وولائهم لله ، وعهدهم مع الله .
فأيُّ أمة في الأرض أشرف وأجل ؟! وأيُّ انتساب أكرم وأعز :
فَحَيْثُما كان ذِكْـرُ الله عُـدْتُ إلـى

حَبْـلِ مِنَ الله مَوْصولِ ومُنْعقِـدِ
أنا انتسابي إلى الإسلام ! كُلُّ هوى

مَاضٍ وَيبْقى هَوَى ديِني ومُعْتقدي ([4])

وكذلك :
منْ كانَ يطلُب أَنسابـاً دفَعتُ لهـمْ

أزكَى وأطْيَبَ ما يُرْجَىَ مَنَ اللُّحَمِ([5])
مُضَمَّخاً بِـدَم ! طيباً على عَبَـقٍ !

زَهْواً على شَرفٍ !مجداً على هِمَمِ
تَرَاهُ يَضـربُ في التَّاريـخ أفْرُعَـه

عِزّاً ويَمْضي مَعَ الأيام في كَـرَمِ
وَشِيجَةُ الحـقِّ والإيِمـانِ وارفـةٌ

بِظِـلِّهـا ونَـدِيٍّ وافِـر النِّعَـمِ

هذه هي الأمة ، وهذه هي الوحدة التي نعنيها ! ومن هنا يبرز أحد أوجه أهمية لقاء المؤمنين الصادقين العاملين على المعنى الذي عرضناه ، والغاية التي حددناها .
إن الفرقة بين القوى الإسلامية تدمير لطاقات مؤمنة كثيرة ، وتعطيل لمسيرة بناء الأمة الواحدة ، وشقاق يفتح منافذ للأعداء يتسللون منها .
وإن لقاء المؤمنين العاملين على الصورة التي عرضناها ، يجمع الجهود والمواهب في سباق كريم ، وتنافس كريم ، إلى بناء الأمة المسلمة الواحدة ، في أمة عظيمة تسعى إلى الهدف عظيم :
( ... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) [ المطففين : 26]
إنها النيّة الخالصة لله ، المبرأة من الهوى والشهوات ، النقية من أوشاب الجاهلية وأوحال الدنيا ، النية التي تجمع المؤمنين في لقاء المؤمنين ، النية التي تمهّد الدرب وتوفر الفرصة والأسباب ، وتجمع العزيمة والإِرادة .
كثير من الناس يعلِّق أمر لقاء المؤمنين الصادقين العاملين على ظهور الرجل الواحد الفذَّ ، القائد الملهم ، حتى يلتفَّ الجميع حوله . فالمؤمنون الصادقون العاملون لا ينتظرون أحداً حتى يلتقوا . إن إيمانهم وصدقهم وبذلهم ، تكوِّن كلها عناصرَ كافيةً للقائهم . وليس من الحكمة تعطيل لقاء المؤمنين العاملين حتى يظهر الرجل الملهم الفذّ ، فلقاء المؤمنين في الأرض هو مسؤوليتنا ، من مسؤوليات الإنسان . أما ظهور الرجل الملهم فليس أمراً نقرره نحن ، إنه من قدر الله . فلا يحلُّ إذن التهاون والاسترخاء حتى يظهر الرجل الفذّ . ولقاء الطاقات الإسلامية لا تحققه المجاملات والمظاهر السطحية التي تتجاهل حقيقة الداء . فالسعي إلى لقاء العمل الإسلامي واجب شرعيٌّ لا يجوز أن يتعطل . وإذا كان هذا اللقاء هو ضرورة شرعية يأمر بها الله سبحانه وتعالى ، فإننا نؤمن كذلك بأن الله سبحانه وتعالى قد وضع للمؤمنين أسس لقائهم ، وحدَّد قواعد التعاون ، حتى لا يكون هذا الأمر عرضة للتمزُّق في صراع الأهواء والاجتهادات الفردية المتفلتة . إذن علينا أن نبحث في منهاج الله ، قرآناً وسنّة ، عن أسس اللقاء ، فنجمعها ثمّ نطرحها بين أيدي الناس منهجاً عملياً يُبتلى به المؤمنون ، ليُرى مدى التزام الدُّعاة بأمر الله ، ومدى تخلِّيهم عن العصبيات الجاهلية ، والأهواء الفردية ، ومدى جدِّية العاملين في بناء الأمة المسلمة الواحدة . وبذلك نرى حقيقة الميزان الذي يزن الصحوة الإسلامية وجدّيتها وأمانتها .
الأساس أن يكون في الأرض دعوة إسلامية واحدة ممتدّة مع الزمن كله ، هي امتداد دعوة محمد r ، وهي امتداد دعوة الله في الأرض ، وبلاغ الأنبياء للناس . إن الله سبحانه وتعالى أمر أن تمضي الدعوة الإسلامية في الأرض لا يعطلها شيء ، حتى لو كان ذلك وفاة النبي محمد r وانتقاله إلى جوار ربه :
( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرُّسل أفإنْ مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين )
[ آل عمران : 144]
إنها دعوة لله واحدة لا تتجزأ ، ودين لله واحد هو دين الإسلام ، وربُّ واحد للكون لا إله إلا هو رب العرش العظيم . ويظل الارتباط النفسي والفكريُّ والإِيماني بهذه الدعوة الواحدة الممتدة ، بهذه الجذور العميقة في تاريخ الإِنسان ، الجذور الضاربة في الأرض والزمن ، أمارة من أمارات الصحوة .
فإذا قامت حركة إسلامية ، أو تجمعات إسلامية ، يفرضها الواقع في مرحلة من مراحل التاريخ ابتلاء منه سبحانه وتعالى وتمحيصاً للمؤمنين ، فلا بد أن يكون جوهر الممارسة الإيمانيّة في أي حركة أو تجمع يمثل حقيقة الارتباط ، بهذه الدعوة الربّانية الواحدة الممتدة . من هذا الارتباط النفسي والفكري يتولد العنصر المهيء للقاء المؤمنين ، للقاء الحركات الإسلامية .
وقد يحمل كل تجمع اسماً أو شعاراً يُعرف به بين الناس ، فتظل هذه الأسماء والرموز تمثل جهداً بشرياً يعبِّر عن ناحية من نواحي الدعوة ، أو معنى محدداً من معانيها ، أو ميداناً محدداً من ميادينها .
فلا يجوز أن يتحوّل إلى عصبية جاهلية يعلو بها فوق الولاء لله ، ولكن يظل الولاء لله هو الولاء الأعلى والأسمى ، ومنه ينبثق أيُّ ولاء آخر في حياة المؤمنين ويرتبط به . فإذا لم يتحقق هذا الارتباط فإن الولاء المتفلِّت من الولاء لله يصبح عصبية جاهلية مفرِّقة للناس ممزِّقة للجهود .
يجب أن يظل الولاء لأي تجمع إسلامي ولاء يحمل قدره الشرعي وصدقه الإيماني بمقدار ما تحمل الحركة نفسها من ارتباط إيماني تطبيقي مع دعوة الله الجامعة ، عن طريق مناهج تفصيلية تبيَّن هذا الارتباط ، وممارسات عملية تكشف صفاء الارتباط ، لتقدِّم المناهج التفصيلية والممارسات الإيمانية الحجة والبرهان على أمانة الارتباط وعدالة الولاء .
ويصدق الأمر نفسه على العهود ، حين يصبح كل عهد يقيمه المؤمن في حياته عهداً نابعاً من عهده مع الله ، مرتبطاً به .
وعلى هذه الأسس يصبح من واجب كل حركة إسلامية أن تضع مناهجها التفصيلية لكل ميادين نشاطها الذي تختص به ، مناهجها التي تثبت سلامة العهد والولاء ، وصدق الارتباط بحقيقة الدعوة الإسلامية الواحدة . فترتبط الجهود عندئذ وتتناسق وتتلاحم لتصبَّ كلها في مجرى الخير والعطاء .
ويصبح التنافس بين الحركات الإسلامية هو ميدان السباق إلى طاعة الله ، والسباق إلى تطوير المناهج التفصيلية ، لدفع العمل الإسلامي إلى درب القوة والعزّة وبناء الأمة المسلمة الواحدة .
فلقاء الحركات الإِسلامية يمثِّل ميزاناً حقيقياً للصحوة الإسلامية ، وعاملاً رئيساً في سبيل تحقيق الهدف الثابت العظيم ، بناء الأمة المسلمة الواحدة التي تخشع لله ، ويحكمها منهاج الله ، ويرى الناس فيها كلمة الله هي العليا .
وتمتد الصحوة الإِسلامية في الأرض لتمثِّل عمقها الإِيماني وعمقها الإِنساني ، لتنشر العدل والأمن والأمان بين الناس ، والإخاء والمساواة بين المؤمنين ، ورعاية حقوق خلق الله كلهم ، على شريعة الله .
في واقعنا اليوم ، في الحركات الإسلامية " وجهات نظر وآراء " دفعها بعض الدعاة لتمثل رأياً . ولا نظنُّ أنَّ أحداً يمكن أن يجعل من رأي شخصي حقاً مطلقاً وقاعدة من قواعـد الدين والإيمان . ولا نظن أن أحداً يمكن أن ينزلق ليُنزل " وجهة نظره " على أنها هي وحدها حكـم الله ورسوله ، وأنها حكم الإسلام ، فلابد إذن من التريُّث والهدوء حتى تُجلى أحكام الإِسلام وحقائقه وقواعده الربّانية أمام الناس ، وحتى تستقرَّ في القلوب والأحناء ، وتسير مع العروق والدماء ، فلا تختلط الرؤية !
إن من يدعو إلى قوميّة ، وإلى رابطـة عنصرية ، وإلى تكتل وطنيّ إقليمي ، بعيداً عن مفهوم الإسلام وشرعه ، لا يحقَّ له أن يعتبر أنَّ دعوته هذه هي الإسلام .
لم تعد تستطيع الحركة الواحدة أن تجابه الواقع القاسي ، والمؤامرات الدولية وحدها . فلابد من أن تتناسق الجهود حتى يقف الصفّ المؤمن الواحد أمام الهجمة الشرسة والكيد الماكر . ولم يعد أي قطر كذلك يقوى على مجابهة الأحداث وحده . إنها أمة الإسلام ، أُمة الإسلام فقط ، هي التي تستطيع أن تنازل الأعداء وكيدهم ، وهي التي أمر الله بقيامها ، وأناط بها المسؤوليات العظام في الأرض ، وهي وحدها التي وعدها الله بالنصر إن آمنت وعملت الصالحات وصدقتْ ربَّها :
( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) [ النور : 55 ]
جلاء وبيان ، وقطع لكل ريبة وتردّد وحيرة ، ودرب مستقيم إلى الجنة .
إن الإيمان ( الذين آمنوا منكم ) ، والعمل الصالح ( وعملوا الصالحات ) ، لا تقدِّرهما أهواؤنا ومصالحنا الذاتية وأوهامنا ، إنما يقدِّرهما منهاج الله قرآناً وسنّة تفصيلاً وبياناً ، وحكماً وميزاناً .
وعندما يتحقق الإيمان والعمل الصالح في أمة واحدة هي أُمة الإسلام ، وفي صفّ واحد كالبنيان المرصوص ، على أساس منهاج الله وحكمه وميزانه ، عندما يتحقق هذا يتنزَّل نصر الله ، وينهزم أعداء الله وينجز الله وعده ، ويهزم الأحزاب وحده . وقبل ذلك ، فتن وابتلاء وتمحيص ، على سنن لله ماضية وقدر غالب .
هنالك فرقٌ كبير بين من يكون سعيه وبذله ومواقفه تهدف لنصرة نفسه وشعاره وحزبه ، وبين من يكون سعيه ، وبذله ومواقفه تهدف لنصرة الله ودينه ، وإعلاء كلمته في الأرض لتكون هي الكلمة العليا !
فماذا يريد المسلمون اليوم من خلال تمزّقهم ؟!



(1) تسير ابن عطية ـ المجلد العاشر . (ص : 327) . تفسير الطبري : ج 17 ص 208 .
(1) مجموعة الوثائق السياسية ـ د. محمد حميد الله . دار الإرشاد ـ 1389هـ / 1969م بيروت ـ لبنان . (ص : 41 ) .
(2) دسيعة : القوة ، الطبيعة .
(1) أبيات من ملحمة الجهاد الأفغاني للكاتب .
(2) من ملحمة الغرباء للكاتب .

إبراهيم برهوم
2010-10-29, 21:57
أيها الأحباب: أرجو تبليغ تحياتي للدكتور:موهوبي حسان من المدية- وشكرا لكم:إبراهيم موسى برهوم- غزة -فلسطين

fatimazahra2011
2010-10-30, 11:30
http://www.samysoft.net/forumim/slambasmla/123g.gif

http://www9.0zz0.com/2010/02/23/22/332441700.gif



http://www.iraqup.com/uploads/20090613/q3P5B-yeE1_664075767.gif


http://img187.imageshack.us/img187/7174/30816609tn1.gif

remy73
2010-10-30, 11:50
أهمية
لقاء الحركات الإسلامية
بقلم الدكتور عدنان علي رضا النحوي
.
وعندما يتحقق الإيمان والعمل الصالح في أمة واحدة هي أُمة الإسلام ، وفي صفّ واحد كالبنيان المرصوص ، على أساس منهاج الله وحكمه وميزانه ، عندما يتحقق هذا يتنزَّل نصر الله هنالك فرقٌ كبير بين من يكون سعيه وبذله ومواقفه تهدف لنصرة نفسه وشعاره وحزبه ، وبين من يكون سعيه ، وبذله ومواقفه تهدف لنصرة الله ودينه ، وإعلاء كلمته في الأرض لتكون هي الكلمة العليا !
فماذا يريد المسلمون اليوم من خلال تمزّقهم ؟!



(1) تسير ابن عطية ـ المجلد العاشر . (ص : 327) . تفسير الطبري : ج 17 ص 208 .
(1) مجموعة الوثائق السياسية ـ د. محمد حميد الله . دار الإرشاد ـ 1389هـ / 1969م بيروت ـ لبنان . (ص : 41 ) .
(2) دسيعة : القوة ، الطبيعة .
(1) أبيات من ملحمة الجهاد الأفغاني للكاتب .
(2) من ملحمة الغرباء للكاتب .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك على هذا الموضوع القيّم، إنه موضوع الساعة بالنسبة لأمّـة الإسلام
إذ أن كثرة الأعداء،و سعيهم لتشتيت الصفوف و تعكير الأجواء،أضاف لها المسلمون الفرقة و الشّحناء و الجري فرادى بأفكار جرداء.