المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا أريد أن أكون في المستقبل؟


رحماني م
2010-10-28, 20:57
ماذا أريد أن أكون في المستقبل؟

(أسس اختيار الشخصية)

هذا السؤال لا يتعلق بالجانب المهني (أي مهنة أريد أن امتهنها في المستقبل؟)، ولا بالجانب العلمي (أي تخصص أريد أن أدرس في المستقبل؟)، وإنما يتعلق بالشخصية التي أختارها لنفسي في المستقبل، والهدف الذي أعيش له في حياتي، وهو سؤال لا يفكر في الإجابة عليه إلا الشخصيات القوية والمقتدرة، لأنه سؤال ثقيل جدا وكبير جدا على النفوس الصغيرة التي تحب الراحة واللعب، وتتمنى أن تقضي حياتها في سلام بعيدا عن مشقة التميز.
إذا نظرنا حولنا إلى النجوم المشهورين في العالم، فسنجد ألمع النجوم في القرون الماضية هم العلماء والمصلحين والمغيِّرين، أما في العصر الحاضر فإن أشهرهم اللاعبين الرياضيين ونجوم السنما والغناء.
وفي مقارنة بسيطة بين هذين النوعين من النجوم نجد أن الصنف الأول (أي العلماء والمصلحين والمغيرين) يبقى اسمهم خالدا مهما تقدم الزمن، بل يكتسي اسمهم طابع القداسة والمهابة، لأنهم استطاعوا أن يدونوا اسمهم في التاريخ بجدارة، أما الصنف الثاني فمِما نلاحظه جميعا أن نجوميتهم مؤقتة وزائلة، فكل لاعب ماهر إلا ويخلفه لاعب آخر أمهر منه يمحي اسمه، وكل ممثل أو مغني إلا ويخلفه آخر أكثر منه مهارة، وذلك لأن الفنون تتطور والمؤثرات الإعلامية تلعب دورا كبيرا في الترويج لهذا أو ذاك.
وقد كانت أحلام الشباب في زمن مضى يصنعها العلماء والمصلحين والمغيرين بمواقفهم البطولية، أو إنجازاتهم العلمية، أما الآن فأحلام الشباب تصنعها القنوات الفضائية سواء في الرياضة أو في الفنون التمثيلية والغنائية وغيرها، لذا قَلَّ في هذا الوقت أن تجد شبابا ذا شخصية قوية مقتدرة لها طموحات عالية تتجاوز اللعب وأحلام الأطفال. وقد قال أحد الشباب الانجليز سابقا : لو خيرت بين أن أحكم العالم، أو أن أغير دولة صغيرة لخيرت الثانية، وانظروا إلى ذلك الشاب الألماني الذي قال "أن أغير العالم هو عين مهمتي" وقال أيضا "إنني أحيا وفق مصداقيتي" أي لا حياة لي خارج مبدأي الذي أومن به والهدف الذي أسعى إليه، وقد سجل التاريخ أن هذا الشاب قد صار رجلا متميزا جدا وغير تاريخ أوربا وهو الفيلسوف نيتشه.
وقد روي عن أحد المصلحين والمغيرين أنه عندما كان شابا حضر خطبة جمعة فسمع الخطيب يدعو قائلا "اللهم أبرم لهذه الأمة إبرام رشد وارزقها قائدا يقودها لما فيه صلاحها" فطُبع الدعاء في رأسه، وعند خروجه من المسجد وهو يلبس حداءه تساءل مع نفسه قائلا :"لما لا أكون أنا؟" وعمل واجتهد وكان له أثر كبير في التغيير والإصلاح في الهند وباكستان وهو أبو الأعلى المودودي، وانظروا إلى الأمير عبد القادر الجزائري الذي بويع لإمارة المسلمين وقيادتهم سياسيا وعسكريا وهو لا يتجاوز عمره خمس وعشرون سنة، وأول شهيد جزائري أعدم بالمقصلة الشهيد "محمد زبانة" الذي كتب في يده قبل إعدامه "وعجلت إليك ربي لترضى" واقرأوا حياة الزعيم الألماني هتلر، والرئيس الكوبي كاسترو، والرئيس الجزائري هواري بومدين، والزعيم الهندي غاندي، والداعية حسن البنا، وغيرهم كانوا شبابا ولكنهم كان يحملون في أنفسهم همة الرجال.
وقد حدثنا التاريخ الإسلامي عن رجال عظام كانوا شبابا مثل أسامة ابن زيد الذي قاد جيشا فيه كبار الصحابة مثل عمر ابن الخطاب وخالد ابن الوليد، وطارق ابن زياد الذي فتح الأندلس وغيرهم من الشباب الذين سجلوا اسمهم في التاريخ.
بعد كل هذا ألا يحق لنا أن نتساءل : أي مستقبل نريده لأنفسنا؟ .. ماذا نريد أن نكون في المستقبل؟
أنا أريد أن أصنع مستقبلي، ولكن على أي أساس أختار شخصيتي التي أريد أن أكونها في المستقبل؟ هل على أساس الشهرة أم لأسجل اسمي في التاريخ؟
أنا أريد أن أصبح مشهورا. إذن الشهرة هي الهدف الذي أسعى لتحقيقه في حياتي سواء أكانت هذه الشهرة في المجال العلمي أو الرياضي أو أي مجال يمكنني من خلاله تسجيل اسمي في التاريخ؟ فالشهرة دافع كبير تدفع الإنسان للإبداع والتفوق، ولكن ما يلاحظ على هذا الهدف هو أن أساس تحقيقه هو رأي الناس في إنجازي وإبداعي وبالتالي في شخصيتي، وهذا أساس واه، لأن رأي الناس لا يمكن أن يكون مجمعا على تقدير واحد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هذا دليل كاف على ضعف شخصيتي إذ أوقفت شخصيتي على رأي الآخرين ورضاهم، فالشهرة وإن كانت تبدو تحقيقا لذاتي فهي من جهة أخرى حد من حريتي، لأنها مربوطة بآراء الآخرين وتقديرهم لي .
إذن، إن اختيار الشخصية التي أريدها لنفسي في المستقبل لا يجب أن تكون لتحقيق الشهرة، أو لترك بصمة في التاريخ وإنما لتحقيق مبادئي التي أومن بها، وأهدافي العليا التي يجب أن أحيا من أجلها، وعلى هذا الأساس يجب أن أبني شخصيتي، وانطلاقا من هذا يكون بناء الشخصية على وفق نقاط ثلاثة وهي :
1-بناء القدرات الذاتية
2-التميز في العلاقات الاجتماعية
3-التألق في الصلة بالله تعالى
ولا يوجد ترتيب في هذه العناصر الثلاثة بمعنى تحقيق العنصر الأول ثم الذهاب لتحقيق الثاني ثم الثالث، وإنما هي عناصر متكاملة، يكمل بعضها بعضا في بناء الشخصية.
1-بناء القدرات الذاتية: إن بناء الشخصية تنطلق أساسا من استعدادات الإنسان، فلا يمكن للإنسان أن يبني شخصيته إذا لم يكن مؤهلا في ذاته لذلك، فالمؤهلات الذاتية هي الأساس التي تنبني عليها الشخصية الناجحة،ويمكن إجمال بناء القدرات الذاتية في النقاط التالية:
-الثقة في النفس : لا يمكن لأي إنسان أن يحقق هدفه إذا لم يكن له ثقة في نفسه تمكنه من ممارسته وجوده بالشكل الذي يريده، فالثقة في النفس هي العامل الأول في بناء القدرات الذاتية، غير أنه ينبغي أن لا تخدعنا أنفسنا فهناك فرق شاسع بين الثقة في النفس والغرور الزائف، فالثقة بالنفس هي إحساس الإنسان بقدرته على تحقيق أهدافه وإنجاز مشاريعه، لأن كل إنسان يمتلك طاقات هائلة في نفسه، لذا يجب على الإنسان أن يكتشف هذه الطاقات ويوظفها ولكن دون أن يغتر بمواهبه، فالغرور يؤدي إلى الفشل، لأنه يعطي صورة مضخمة غير حقيقية عن قدرات الإنسان. فالإنسان المسلم يعلم دائما أن ما يمتلكه من قدرات ومواهب هي من عند الله وأن الله هو الذي منَّ بها علينا لكي نطيعه ونعبده ونشكره ونخدم الناس بما نمتلك من مواهب في تواضع تام.
-النجاح لا يعتمد على المواهب فقط بل يحتاج دائما إلى مهارات يكتسبها الإنسان وعلوم يتعلمها، لذا على الإنسان أن ينمي مواهبه ويطور معلوماته بشكل دائم ومستمر، ويستفيد من تجارب الآخرين، ويبدع إن استطاع تجارب خاصة به.
-الإرادة تصنع المعجزات: فتحقيق الأعمال لا يقوم على الأحلام والأماني، بل يقوم على الإرادة والعزيمة، وهناك فرق بين الرغبة والإرادة، فالرغبة هي ميل في النفس إلى شيء ما ولكن قد لا تتوفر القدرة على إنجازه، أما الإرداة فهي الرغبة التي تصاحبها عزيمة على التحقيق، وهي ما تقتضي الاستمرارية والنفس الطويل في الإنجاز.
-المسؤولية هي أعظم تثمين لقيمة الإنسان: فالإنسان الذي يعرف قيمة نفسه يحمل في ذاته إحساسا كبيرا بالمسؤولية، فالهدف الذي أسطره لحياتي والمشروع الذي أعزم على إنجازه، يجعلني مسؤولا عن تحقيقه وتحمل تبعاته سواء أكانت هذه التبعات إيجابية أو سلبية، والمسؤولية الصغيرة هي التي تؤهلني للمسؤولية الكبيرة.
-الفشل لا يعني الخسارة: فالخسارة الوحيدة في حياة المسلم هي خسارة الآخرة، أما في الدنيا فقد يفشل الإنسان في بعض التجارب، كأن يرسب الإنسان في الدراسة، أو لا يربح في مشروع تجاري، أو لا تتحقق بعض أعماله كما كان يريد، ...وغيرها، كل هذه تعتبر تجارب فاشلة يمكن للإنسان يستفيد منها ويستخرج منها أسباب الفشل ويتدارك أمره لأن حياة الإنسان عبارة عن تجربة إنسانية، إذن يجب أن يتخذ الإنسان من التجربة الفاشلة نقطة انطلاق لتجربة ناجحة.
-مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة: فالمهم في الأعمال هو الإنطلاقة والتوكل على الله، ومهما كانت المشاريع كبيرة فإن تحقيقها ممكن إذا كانت همة الإنسان عالية وعزيمته قوية، لقد كان محمد ابن أبي عامر فتى صغيرا وكان مع أصحابه يتسامر فعبر كل واحد منهم عما يريد أن يكون في المستقبل، فقال هو أريد أن أكون حاكما على الأندلس، فضحك منه أصحابه، لكنه اجتهد ووضع هدفه نصب عينيه رغم أنه كان فقيرا مجهولا لا يعرفه أحد، إلا أنه صار حاكما على الأندلس وجمع أصحابه وذكرهم بأمنيته التي أضحكتهم.
-الأكلة لا تبلع دفعة واحدة وإنما لقمة فلقمة، فكذلك المشاريع لا تتحقق دفعة واحدة وإنما بتسلسل من الأصغر إلى الأكبر، لذا يجب على الإنسان يسعى لتحقيق هدفه الكبير عبر أهدافه الصغيرة الأقرب فالأقرب، ولا يجب أن يحتقر أحلامه، ولا أن يسخر من أحلام الآخرين، كما لا يجب أن يمل من طول الطريق الموصلة إلى الهدف الذي ينشده.
ويجب أن نتذكر دائما قول الشاعر :
ومن يتهيب صعود الجبال ... يعش أبد الدهر بين الحفر
2-التميز في العلاقات الاجتماعية: إن النجاح في بناء شخصية قوية ومؤثرة لا يكون بتقليد الآخرين، لأن تقليد الآخرين يدل على ضعف كبير في الشخصية، كتقليد لاعبي كرة القدم، أو تقلدي الفنانين في لباسهم وفي تحليق شعورهم أو في طريقة كلامهم ومشيهم، فهذا يدل على عقول طفولية مهما كان الإنسان كبيرا في السن، كما قال الشاعر : أجسام البغال و أحلام العصافير، فالنجاح في تحقيق شخصيتك يكون بتميزك في سلوكك بين الناس وفي لباسك الذي يعبر عن شخصيتك لا عن شخصية الآخرين، فإذا أردت أن تكون ناجحا ومتميزا في سلوكك وفي علاقتك مع الناس عليك أن تبني قيمتك واحترامك لنفسك أولا ثم تؤسس قيمتك عند الآخرين واحترامهم لك، ويمكن أن نوضح سر النجاح في العلاقات الاجتماعية في النقاط التالية:
-اعرف نفسك أولا: فالإنسان ليس كائنا حيا يعيش في فضاء حر، بل هو كائن اجتماعي يعيش في مجتمع له تاريخه وقيمه ومبادؤه، وإذا لم يعرف الإنسان هذه المقومات لم يعرف نفسه بعد، فسيعيش حياته ضائعا لا يعرف مساره ولا ما يجب أن يكون عليه، فبداية الطريق تكون من هذه المقومات التي تنبني عليها شخصيته، والتي تعتبر رصيدا للإنسان يمده بقيمته في العالم كله.
-تعلم حب الآخرين: إن بناء موقع متميز في المجتمع لا يكون ببغض الناس لك وإنما بحبهم لك، أو على الأقل بتقديرهم لك، ولا يكون هذا إلا بحبك لهم، وحب الناس فن لا يتقنه كل الناس، وليس حب الناس شيئا نصطنعه لرضاهم، بل هو انشراح في الصدر يتدرب عليه الإنسان، وهو نعمة من الله محروم منها أكثر الناس، فأول فائدة يجنيها الإنسان من حبه للآخرين، هو راحة في نفسه، وانسجام في مجتمعه، وحب الآخرين له.
-حيي الناس تكسب حبهم: ومما يُكسب الإنسان مكانة عند الناس إفشاء السلام، وهو سلوك بسيط ولكن مردوده أكبر بكثير من حجمه، يقول الرسول e «ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتهم أفشوا السلام بينكم»، فالتحية هي أبسط شيء يمكن أن يتواصل الناس به فيما بينهم، ولا تكون مع من تعرفهم فقط بل مع الناس جميعهم، فلا يمكن أن تقوم مودة بين الناس ولا ينتشر الآمان بينهم إلا بإلقاء السلام.
-ابتسم يبتسم لك الآخرون: الابتسامة تعطي للإنسان جمالا ونظارة في وجهه، وصحة في قلبه، وراحة في نفسه، وهي لا تكلف الإنسان شيئا، فالابتسامة دلالة على سعة النفس وانفتاحها، عكس التهجم فهو دليل على انقباض النفس، وهو يشين الوجه، ويتعب القلب، وبابتسامتك مع الآخرين تكسب ودهم وحبهم، وتكسب أجرا عند الله، وقد أخبرنا النبي e عن ذلك قائلا «ابتسامتك في وجه أخيك صدقة» وقال «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، فإذا أردت أن تكون جميلا فلن يكلفك الأمر سوى ابتسامة صادقة.
-كن حليما تكن عظيما: الحلم صفة العظماء من الناس، لأنها صفة لا يملكها إلا من تواضع لله، ودرَّب نفسه على الصبر وتحمل أخطاء الناس، فإذا أردت أن تكون متميز بين الناس ومحبوبا عندهم ومحبوبا عند الله ومؤجورا، تعلم الحلم، لا تكن كالذباب لا يقع إلا على أقذار الناس، ولا تقس على الناس في حكمك عليهم، ولا تكن سليطا في حديثك معهم، ولا ثقيلا في مزاحك، ولا تتعقب عثراتهم، ولا تكن حقودا تكن الضغائن للناس في نفسك فإنها أمراض تورد الإنسان الهلاك في الدنيا و الآخرة، وإذا أردا أن يتعلم الإنسان الحلم فليضع نفسه دائما في موضع الآخرين، ويتخيل كيف ينبغي أن يتعامل معه الناس.
-أنصت ثم أنصت ثم تحدث : تحدث الحكماء كثيرا عن الصمت ومزاياه، ولكن الصمت لا يعني السكوت عن إبداء الرأي، وإنما الصمت الذي يرافقه سماع لرأي الآخرين وتفكر فيه، فإن الإنصات للناس من احترامك لهم، فالأدب في الكلام يقتضي أن تنصت للناس وأن لا تقاطعهم في كلامهم، وأن لا يكون همك هو الرد عليهم وإثبات أنك على صواب، أو أن فكرتك أرجح وأحسن، أو أن ما يقولونه شيء معلوم لديك تعرفه قبل أن يتفوهوا به، فهذه من رعونات النفس، ومن نقاط الضعف في شخصية الإنسان.
-أشكر الناس على صنيعهم : لا يمكن للإنسان أن يبني شخصيته بمفرده بل لا بد من الاستفادة من الآخرين، لكن قوة الشخصية تقتضي الاعتراف بجميل الناس وشكرهم عليه، فالبناء لا يكتمل بجهد الفرد نفسه بلا لابد من تراكم الجهود والتجارب، والاستفادة من التجارب والأفكار والجهود الأخرى ليس دليلا على ضعف الشخصية بل على قوتها، ولهذا وجب تثمين جهود الآخرين وشكرهم عليها وقد علمنا رسول الله e أنه من لم يشكر الناس لم يشكر الله.
-اعتذر إذا أخطأت : إن حياة الإنسان مليئة بالأخطاء، وخير الأخطاء هي التي يخرج منها الإنسان بفائدة تجنبه الوقوع في أخطاء أخرى، فالخطأ شيء حتمي في حياة الإنسان لا يمكنه تفاديه دائما، لكن الشخصية القوية هي التي تعترف بالخطأ أولا مع النفس ثم مع الآخرين، فالإنسان الذي يستطيع مصارحة نفسه بالخطأ الذي يرتكبه إنسان شجاع، والاعتذار للآخرين عن الأخطاء المرتكبة دليل على قوة الشخصية، أما الإنسان الذي يفر من أخطاءه والذي لا يستطيع الاعتذار للآخرين فهو إنسان لا يملك الشجاعة الكافية لذلك، وهذا دليل ضعف كبير في شخصيته.
-انظر إلى أعين الناس مباشرة: إن التعامل مع الناس يحتاج إلى أساس من الوضوح مع النفس والصراحة مع الآخرين، لذا فإن النجاح في تميزك يكمن في وضوحك وصراحتك، لكن ينبغي أن تكون الصراحة في ثوب من الأدب حتى لا تؤدي هذه الصراحة إلى جرح مشاعر الناس. إن الهروب من الصراحة هو الذي يؤدي إلى الهمز واللمز، وهي علامة ضعة في النفس، فالإنسان الكريم الشريف هو الذي ينظر إلى أعين الناس وهو يتحدث بكل صراحة وأدب.
3-التألق في الصلة بالله: إن بناء شخصية قوية قادرة عل تحمل الصعاب لن تكون إلا بتمتين العلاقة بالله تعالى، لأنه هو الموفق لكل ما فيه خير، وقد رأينا في السيرة النبوية كيف حول الإسلام عرب الصحراء ورعاة الشاة إلى رجال يشهد لهم التاريخ بمكانتهم وتفوقهم وتميزهم. وإذا أردنا أن نبين كيفية التألق في الصلة بالله فما علينا إلا أن ننطلق من قوله النبي e في الحديث القدسي فيما يرويه عن ربه :« من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه »، من هذا الحديث يتبين لنا أن قمة التألق في الصلة بالله تكون كما يلي:
- قمة التميز في الحفاظ على الفرائض على أوقاتها.
- جمال المرء بأخلاقه وسلوكه
- لا تكون العبادة إلا عن علم
- تلازم العلم بالعمل
- الاعتزاز بالانتماء للإسلام والعمل على إبراز ذلك قولا وعملا.

الاسطورة بروس لي
2010-10-28, 20:59
مشكور اخيييييييييييي

فريدرامي
2010-10-28, 22:14
http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTUjTcmREPK9f32fo235xp2XGLXuUOsb v5HHBf0FjBdXu_G8Io&t=1&usg=__pD5BlYCkzESh8oij60zEX3oAlIA=

¨°o.سيدو~علالو.o°¨
2010-10-28, 23:48
http://akhawat.islamway.com/forum/uploads/monthly_02_2010/post-121126-1266946184.gif