مشاهدة النسخة كاملة : أحتاج المساعدة في أقرب وقت من فضلكم
:) السلام عليكم .
من فضلكم اخوتي
أنا بحاجة الى موضوع مقالة حول
"هل الانسان حر أم مجبر
لمن يستطيع مساعدتي جازاه اللــــــــــــــــــــه ألف ألف خـــــــــــــــــــــــــــــــيــــــــــــر:)
أختكم في اللـــــــــــــــــــه
منذ القديم و الإنسان يفكر في مسالة الحرية لأنه ببساطة يريد أن يعيش حرا لكن البعض يرى أن هذه الحرية مجرد وهم ،
فهناك من يرى أن الإنسان مقيد ، أي مجبر في جميع أفعاله و لا يملك حرية الاختيار ، توجهه حتميات داخلية كالعوامل النفسية و البيولوجية و أخرى خارجية كالقواعد الاجتماعية و الإرادة الإلهية (القضاء و القدر) لكن منطق الأطروحة غير سليم و لا يعكس الحقيقة
فكيف نفند هذا الرأي المزعوم ، و نزيل الشك أمام الرافضين لفكرة وجود الحرية ؟
أولا : انقسم المفكرون حول هل الإنسان حر أم مقيد فمنهم من رأى أن الإنسان حر وهنا من رأى أنه ليس حر.
فأنصار الحتمية هم ممن ذهبوا مذهب نفي الحرية مؤكدين ان الحتمية قانون عام يشمل كل الظواهر الكونية, وليست افعال الإنسان سوى حوادث مندرجة ضممن الحوادث الطبيعية, وما الإنسان نفسه سوى شيء من الأشياء خاضع لتأثيرات الحوادث,
ولا يختلف عن هذه الأشياء إلا في شيء واحد كونه ي بتلك الحوادث. وقد حاولوا تقديم براهين لتأكيد موقفهم هذا هي:
*-الحتمية البيولوجية:
إن الإنسان على مستوى حياته البيولوجية نجده حاملا منذ ولادته لمعطيات مثل الغرائز والإفرازات والغدد, والعوامل الوراثية, وله مزاج ذو خصائص معينة ثابتة, وماطبعه في رأيهم سوى تحدد فطري, وأن الطبع الموروث أعتبره هيمانس ولوسين بأنه هو الذي يحدد ماستكون عليه شخصيتنا وتصرفاتنا اثبت الروسي بافلوف أن سلوك الإنسان آلي إذا توفرت منبهات تحدث حتما الإستجابة وهذه الفكرة وافقه عليها الأمريكي واتسون وهناك من اعتقد أن الإنسان يقع تحت رحمة غدده الصماء وتأثير ها على كامل الشخصية حتى أن وليم جيمس قال" إننا تحت رحمة غددنا الصماء فهي المسؤولة على عواطف المرأة والشابة و انفعالات الشيخ الكبير".
نقد النظرية : إن ألإنسان ليس جسما فقط وسلوكه لا يرجع إلى التغيرات الفيزيولوجية وحدها , ثم إن الإنسان ليس شيئا من أشياء الطبيعة فهو قادر علىالتحكم في طبعه, وقادر على خداع المراقبين لسلوكه وعلى تغيير عاداته ولذلك لا يمكننا التنبؤ بمستقبل سلوكه زد على ذلك الإنسان ليس كائن بيولوجي بحت أي تام بل هو كائن نفسي واجتماعي أيضا.
*الحتمية النفسية:
يرى أنصارها أن الظواهر النفسية مقيدة بالعوامل العضوية والمؤثرات الخاجية وأن الأحوال النفسية مقيدة ببعضها البعض. فهي تجري إذن على نظام واحد محدد بهذه العوامل, وبقانون التداعي وارجعت المة الترابطية السلوك إلى الأفعال المنعكسة وتأثير التنبيهات وارجعته مة التحليل النفسي بقيادة فرويد أن تصرفات الإنسان ناتجة عن دوافع وميول لا شعورية عميقة ومكبوتة في أعماق انفسنا وما شعورنا بالحرية إلا مجرد وهم , ولو استطعنا أن نعرف مايدور في اللاشعور لتمكنا من التنبؤ بكل تصرفاتنا قبل القيام بها.ويرى آدلر ان الشعور بالنقص هو محرك نشاط الانسان مما يجعل الفرد في حالة بحث دائم عن التعويض بالاضافة الى ذلك الطبع ينفي الحرية فصاحب الطبع الانفعالي يغلب عليه المزاج العصبي والانفعال محدود التصورات وعلى المستوى الاجتماعي تعتبر الاحكام التي يطلقها الانسان صدى لثقافة المجتمع.
نقد النظرية : نلاحظ اولا أن الإنسان ليس مجرد كائن تحركه العواطف والغرائز والدوافع بل هو قادر على التحكم في دوافعه وعواطفه كما هو ملاحظ في الواقع.
وحتى وإن افترضنا خضوع الحياة النفسية لقوانين فهذا لا يمنع من التحكم فيها وتنظيمها وفق نتائج مرغوبة ومقصودة فنحن نتحكم في انفعالاتنا كالغضب والقلق... ونستطيع الإختيار بين عدة دوافع وتفضيل بعضها عن البعض الآخر زد على ذلك فإن التسليم بالحتمية النفسية يستوجب رفع المسؤولية الأخلاقية عن الإنسان.
*الحتمية الإجتماعية:
يرى أنصارها أن الإنسان بمجرد خروجه إلى العالم يجد نفسه مرتبطا بأسرة معينة أو مجتمع معين وحضارة وتاريخ محددين للمجتمع ومنهم دور كايم الذي يقول أن الحرية وهم شعوري, وأن كل تصرفات الإنسان تخضع لحتمية قاهرة على أساس أن المجتمع بقوانينه وقيمه ومؤسساته ودينه... هو الذي يتحكم في كل مانقوم به ولقد عبر عنها بقوله الشهير:" حينما نتكلم فإن المجتمع هو الذي يتكلم" .
نقد النظرية :
الواقع يبين أن المجتمع بالرغم من الضغوط العديدة التي يحد بها من حرية الإنسان إلا أنه يترك له مجالات واسعة للإختيار الحر وقد يكون الخضوع للمجتمع بكل طوابعه يكون طواعية لا قهرا كما أن التمرد ورفض القوانين الإجتماعية ليس بالأمر المستحيل فكثير من المجتمعات غيرها أفراد كالعضماء والمعلمين والزعماء , فهؤلاء هم الذين يؤثرون في المجتمعات ويدفعونها إلى التغيير وليس العكس.
*الحتمية الطبيعية:
اعتبر أنصار الحتمية الطبيعية سلوك الإنسان وأفعاله مجرد حوادث مندرجة ضمن سلسلة الحوادث الطبيعية, ولما كانت ظواهر العالم الطبيعي-كما بين العلم-مقيدة تقييدا تؤدي قيه الأسباب نفسها إلى النتائج ذاتها باستمرار كما هو الحال في تمدد الحديد فكلما سخن الحديد تمدد. فإن سلوك الإنسان باعتباره جزءا أو ظاهرة من ظواهر الكون يخضع بدوره لهذه الحتمية أو هذا التقيد .لأن فعل الإنسان في رأيهم ليس سوى تعبيرا عن الباعث الأقوى يقول ليبنز : الإرادة إذ تختار تميل مه أقوى الدواعي أو البواعث اثرا في النفس كما تميل إبرة الميزان إلى الجهة الثقيلة. ويذهب سبينوزا نفس المذهب يث يؤكد أن حرية الإنسان تتجلى في قبوله الحتمية التي يخضع لها الكون ويخضع هو لها باعتباره جزء من الكون
نقد النظرية :
القول بالحرية لا ينفي أبدا مبدأ الحتمية ولا السببية وذلك لأن أولا : مبدأ الحتمية مجرد افتراض أومسلمةمفيدة في غير مجال الإنسان وثانيا: لأن الفعل الحر لا ينفي السببية لأنه هو نفسه معلول بعلة هي الإنسان . زد على ذلك ألإنسان يتميز بخاصية نفسية من عواطف وأحاسيس لا علاقة لها بالعناصر الفيزيائية .
* الحتمية الميتافيزيقية:ويمثلها الجبريون مفكرون ون وعلى رأسهم جهم بن صفوان الذي ينطلق من فكرة أن الإنسان لاقدرة له و لا إرادة له في أفعاله وكل الأفعال ترجع إلى الإرادة الإلهية و القدرة إنما هي لله فقط أما الإنسان فهو كالريشة في مهب الريح.
ونسبة الفعل إلى الإنسان كنسبة الفعل إلى الجماد كقولنا أورق الشجر وسقط الحجر فيقول جهم بن صفوان:"إنه لا فعل لأحد في الحقيقة إلا الله, وأنه هو الفاعل وإنما تنسب الأفعال إلى الناس على المجاز كما يقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس وإنما فعل ذلك بالشجرة والفلك والشمس الله سبحانه وتعالىإلا أنه خلق له قوة كان بها الفعل وخلق له إرادة واختيارا له متفردا بذلك كما خلق له طولا كان به طويلا ولونا كان به متلونا".
من أدلتهم النقلية :
وهي ما أخذت من القرآن الكريم قول الله عز وجل:" الله خلقكم وما تعملون " وأيضا " اللله خالق كل شيء"
ومن أدلتهم العقلية:
القول بأن الإنسان حر يعني أن الإنسان موجد أفعاله أي أن هناك خالق آخر غير الله أي أن هناك أفعال تجري على غير إرادة الله وهذا شرك .
نقد النظرية :
موقف الجهميين لا ينفي الحرية فحسب بل الشعور بها ويشكل دعوة إلى الخمول وشل الإرادة إذن مالفاءدة من بذل الجهد مادامت النتائج محددة سابقا ثم كيف نفسر الأوامر والنواهي وكيف يستقيم التكليف وماالفائدة من الرسل والرسالات . وكيف يكون الثواب والعقاب على أفعال قد خلقها الله وفرضها مسبقاً .الاختلاف يكمن في المحكم والمتشابه .
فمنطق الذين يرون أن الإنسان مقيد ، أي مجبر في جميع أفعاله و لا يملك حرية الاختيار ، منطق غير سليم و لا يعكس الحقيقة
فهناك عدة أدلة تؤكد أن الإنسان حر طليق يتمتع بحرية الاختيار أهمها ..
الدليل النفسي /يقوم على شهادة الشعور (الإحساس بالمسؤولية) المعتزلة/ تقول ( ان الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل ..، فإذا أراد الحركة تحرك و اذا أراد السكون سكن ..)
ديكارت –descartes أن الحرية خاصية ملازمة للكائنات العاقلة ، يقول ( إن الحرية تدرك بلا برهان ، بل بالتجربة النفسية التي لدينا عنها )
برغسون bergson الحرية حالة نفسية تجري في الأنا العميق ،يقول الحرية احدى ظواهر الشعور
الدليل الأخلاقي / المعتزلة أن الإنسان مكلف و المكلف يختار (حر) قال تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ) صدق الله العظيم
كانط kant الواجب الذي يمليه الضمير لدليل على وجود الحرية ( اذا كان يجب عليك فأنت اذن تستطيع)
*الدليل الوجودي سارتر sartreالإنسان حر ، و هذه الحرية تعبر عن صميم وجوده ، يقول ( الشعور بالذات يقتضي الحرية ، و الحرية تقتضي الإمكانية ، لأن الحرية تتضمن الاختيار ، و كل اختيار هو اختيار بين ممكنات)
الأخ سعيد
2010-10-28, 18:46
الدرس: الحرية والتحرر.
الإشكال: هل الإنســان حر؟
إن كلمة الحرية هي من أكثر الكلمات غموضا والتباساً فالشعوب تكافح من أجل حريتها والأفراد لا يتحملون أي حجز على حريتهم الشخصية ومما لاشك فيه أن الحرية هي من أقدم المشكلات الفلسفية وأعقدها فقد واجهت الباحثين من قديم الزمان وما زالت تواجههم إلى يومنا هذا فهي من أكثر المبادئ الفلسفية اتصالاً بنا بعد الطبيعة فضلاً عن صلتها بالأخلاق والسياسة والاجتماع وقد تناول العديد من الفلاسفة والمفكرين هذا المبحث فمنذ وعي الإنسان لنفسه سعى إلى تحقيق حريته بشتى الوسائل والطرق ولكن جمهور الفلاسفة اختلف في الإشكالية التالية:هل الإنسان حر أم أن هناك قيود وعوائق تقييد حريته؟.
يرى بعض الفلاسفة الذين يقرون بأن الإنسان حر وهم يستندون في هذا إلى عدة حجج أهمها الحجة النفسية و الذين يرون بأن الشعور بالحرية دليل كاف على إثباتها فمثلاً ويليام جيمس يرى أن الحرية هي قوام الوجود الإنساني الذي مراده الإدارة الحرة الفعالة فلا نشعر بحريتنا إلاّ ونحن قادرون فعلاً على الفعل والتأثير أما ديكارت فيقولإننا لا نختبر حرية إلاّ عن طريق شعورنا المباشر)،فهو يرى أننا ندرك الحرية بلا برهان وهو يقول في إننا واثقون من حريقا لأننا ندركها إدراكاً مباشراً فلا نحتاج إلى برهان بل نحدسها حدساً)،بحيث يرى أن إحساس الإنسان الداخلي بالحرية *الواضح والمتميز* دليل كاف على ذلك ويقول لوسينكلما في نفسي عن القوة التي تقيدني كلما أشعر أنه ليست لي أية قوة عدا إرادتي ومن هنا أشعر شعورا واضحا بحريتي)،أما من الفرق الإسلامية التي تثبت ذلك فالمعتزلة يرون أن تجربة الشعور الداخلية كافية على أننا أحرار يقول الشهر الستاني .( الإنسان يحس من نفسه وقوع الفعل فإذا أراد الحركة تحرك وإذا أراد السكون سكن)،ومعناه أن الأفعال التي يقوم بها إنما يمارسها بإرادته وحسب الظروف التي تلائمه بالإضافة إلى هذا نجد برغسون الذي يميز بين مستويين من الأنا فالأنا السطحي بالنسبة له يمثل ردود الفعل و الاستجابات العفوية والعادات التي يقوم بها الإنسان تحت تأثير العوامل الخارجية،أما الأنا العميق فهو مصدر الحرية الحقيقي الذي تشعر به عندما نلتزم بإرادتنا واختيار بعيد عن الحتميات لذا نجسد حريتنا بعيدا عندما نقف من أنفسنا مواقف نقد وتقييم واعية وبهذه الصورة الواعية تسمع صدى الحرية الهافت الذي يسري كديمومة مفصلة لا تتوقف،أما أصحاب الحجة الاجتماعية فهم يرون أن الحرية ممارسة فعلية تتجسد في الحياة الاجتماعية فالآخر هو سبب وجودها ويمكن أن يكون عائقا لها فبدون المجتمع لا يمكن أن توجد قوانين عادلة تحمي الحريات الفردية فتصبح الحرية مسؤولية لذا فإن كل المجتمعات تعاقب أفرادها عند مخالفة قوانينها ولا تعاقب الأفعال التي لا قدرة لهم عليها وهذا يعني قدرة الإنسان على الاختيار و بهذا يمكن التكلم عن شخصية بدون مقومات اجتماعية ولا الحديث عن حرية الإنسان المغترب يقول مونيكوالحرية الفعل وفق ما تجيزه القوانين الاجتماعية)،فبدون المجتمع لا يمكن أن نتحدث عن المسؤولية بدون حرية الاختيار،أما أصحاب الحجة الأخلاقية فهي حسب كانط أساس تأسيس أو تحديد الأخلاق فالواجب الأخلاقي يتطلب قدرة للقيام به يقول كانطإذا كان يجب عليك فأنت تستطيع)،ويقول ]إن إرادة الكائن العاقل لا يمكن أن تكون إرادته إلا تحت فكر الحرية)،أما أصحاب الحجة الميتافيزيقية فروادها المعتزلة وهم يرون أن الإنسان حر ويوردون حججاً من القرآن الكريم تنسب إلى الإنسان حريته في اختيار أفعاله يقول الله تعالى .( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،وقوله تعالىفمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)،فهو بذلك أو ذاك حر مخير،واعتمدوا أيضاً على مبدأ التكيف يقول الله تعالىلا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها)،فالتكيف يكون هنا سفها إذا كان(اعمل يا من لا قدرة له على العمل)،ولكن بصيغة(اعمل يا من تستطيع أن تعمل)،وبالتالي إمكانية صدور الفعل أو عدمه فهو الاختيار وما يبرز هذا هو الثواب والعقاب والجنة والنار فالله لا يحاسبنا على الأفعال التي لا نكون مسئولين عنها يقول تعالىوما ربك بظلام للعبيد)،ولا معنى للثواب وللعقاب إذا كان المرء مجبراً مكرهاً.
لكن رغم هذه الأدلة والبراهين لم يصمد هذا الرأي للنقد ذلك أنه ما من شك غير كاف كذلك أنه يمكن أن يكون وهما وخداعا لأننا نقوم بأعمال معينة مع شعورنا بحريتنا إلاّ أننا مقيدون بعدة أسباب كذلك أن البرهان الاجتماعي نائم على الشعور بالحرية أثناء عقد القوانين وقيام الأنظمة الاجتماعية فالشعور يكفي للتدليل بها فهو يثبتها كما يثبت الحتمية ولا معنى للقانون والنظام ما لم يعمل به أصحابه وشروطه،أما أصحاب الحجة الأخلاقية فهي قائمة على التسليم بالحرية حتى لا تتهدم وفكرة التسليم لا تكفي للبرهنة عليها لأننا نستطيع التسليم بعدم وجودها كما سلمنا بوجودها أما بحث المعتزلة فقد باء منصبا أكثر على الإنسان المثالي المجرد المتصور عقلاً لذلك وضع الحرية في زمن الفعل في حين أن مشكلة حرية الإنسان الواقعي ومطروحة على مستوى الفعل و مواقف الحياة التي تواجهها واعتمادهم على آيات هذا صحيح.
وعلى عكس الرأي السابق نجد من ينفي الحرية فهم يعتبرون الحرية وهماً لا يمكن تحقيقه وإن وجدت فوجودها ميتافيزيقي لا علاقة له بحياة الأفراد وذاك لما يقيدهم من حتميات داخلية وخارجية،فأصحاب الحتمية النفسية ومن بينهم المدرسة السلوكية الأمريكية وعلى رأسها والن يرون أن السلوك عبارة عن الاستجابات التي تتحكم فيها منبهات داخلية وخارجية كالرغبات والميولات والدوافع الفطرية والعوامل الخارجية التي تشكل مصدراً هاماً لأفعالنا،أما مدرسة التحليل النفسي فتفسر السلوك بدوافع لا شعورية أساسها الكبت يقول نتشهإن إرادة تجاوز ميل ما ليست إلا إرادة آدميون أخرى)،ويقول أحد الفلاسفةكل قرار هو مأساة تتضمن التضحية برغبة على مدرج رغبة أخرى)،أما أصحاب الحتمية البيولوجية ونقصد به مبدأ العلمية القائل انه إذا توفرت نفس الأسباب فستؤدي إلى نفس النتائج ومن ثم توسيع هذا المبدأ على الإنسان باعتباره جزءا من الطبيعة فهو حامل منذ ولادته لم*****ات وراثية وخصائص ثابتة والطبع في رأيهم تحديد فطري و البنية البيولوجية تنمو وتتكامل حسب قانون معين فهو يخضع لجملة من القوانين حيث نجد الروانيون وكذلك بيسنوزا الذي يقولإن الحرية لا تكون إلا حيث نكون مقيدين لا بعامل القوى والضغوط ولكن بعوامل الدوافع والمبررات العقلية...وعندما نجهل دوافع تصرفنا فنحن على يقين بأننا لم نتصرف تصرفا حراً)،أما أصحاب الحتمية الاجتماعية فهم يؤكدون أن الإنسان مجرد فرد يخضع للجماعة كالعجينة يشكله المجتمع كما يريد وذلك عن طريق التربية والتعليم والتجارب الاجتماعية فلا وجود للحرية الفردية داخل الحتميات الاجتماعية *ثقافية،اقتصادية* والتي لا يمكنه أن يغير فيها مهما حاول ذلك يقول بن خلدونالناس على دين ملوكهم)،ويقول دوركايمإذا تكلم الضمير فما هو إلا صدى المجتمع)،ويقول أيضاًا لست مجبراً على استخدام اللغة الفرنسية لكن لا أستطيع التكلم إلا بها ولو حاولت التخلص من هذه الضرورة لباءت محاولتي بالفشل)،أما أصحاب الحجة الميتافيزيقية فنسبهم إلى جهم بن صفوانلا فعل لأحد في الحقيقة إلاّ لله وحده وإنه هو الفاعل و أن الناس دائماً تنسب إليهم أعمالهم على المجاز كان يقال تحركت الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس وإنما يفعل ذلك بالشجرة والشمس و الفلك الله سبحانه وتعالى)،ويقول أيضاًلا قدرة للعبد أصلاً لا مؤثرة ولا كابسة بل هو بمنزلة الجماد فيما يوجد منها)، إن هذا الرأي عندهم مبني على أصل عقائدي هو أن الله مطلق القدرة خلق العبد وأفعاله هو يعلمها قبل صدورها من العبد بعلمه المطلق ،بالإضافة إلى هذا نجد لايبنتز الذي يرى أن الإنسان عبارة عن جوهر روماني سماه المنادة يستمد كل مقوماته من ذاته التي أعدت بكيفية آلية مسبقة مثل الساعة،ولما كان الخير والشر مقدر على الإنسان في طبيعته تركيب روحي فهل بقي ما نسميه اختيار يقول لايبنتزالله مصدر جميع أفعال الإنسان بخيرها وشرها وكل شيء مسطر في سجل الكون الأبدي)،أما أنصار الحتمية الطبيعية فقد اعتبروا أن سلوك الإنسان متدرج فمن سلسلة الحوادث الطبيعية كونه كائن حي كبقية الكائنات الحية وعلى أساس أن الظواهر الطبيعية تخضع لقوانين وحتميات فيزيائية وكيميائية وتؤدي في نفس الوقت إلى نفس النتائج فسلوك الإنسان باعتباره جزءاً منها يخضع لهذه الحتمية حيث يرى بيسنوزا أن الشعور بالحرية ليس وهماً راجع إلى جهلنا بالحتميات كالحجر الساقط يتوهم أنه حر لو كان له شعور لكنه في الواقع خاضع لقانون الجاذبية يقول بيسنوزاإن الناس يخدعون أنفسهم بأنهم أحرار لكنهم في الحقيقة يحملون الأسباب الحقيقية التي تحدد سلوكهم)،ويرى البعض أن فعل الإنسان ليس تعبيراً عن الباحث الأقوى يقول لايبنتزالإرادة إذ نختار تميل مع إحدى القوى أو البواعث أثر في النفس كما تميل إبرة الميزان إلى جهة الثقل).
إن هذا الرأي هو الآخر لم يصمد للنقد فبالنسبة للحتمية النفسية فإن الإنسان ليس مجرد حزمة من الغرائز والدوافع فهو قادر على التحكم فيها كما هو ملاحظ في الواقع وبإمكانه تنظيمها وفق نتائج مرغوبة ومقصودة وبدون هذه الرغبات والعادات يصبح لا معنى لأفعالنا فالحرية رغبة وميل ينبثق من كل إنسان أما الحتمية البيولوجية فالإنسان ليس جسما ولا شيئاً من أشياء الطبيعة ولا يرجع سلوكاته إلى التغيرات الفيزيولوجية وحدها فهو قادر على التحكم في سلوكه وطبعه ولا يمكن التنبؤ بمستقبل سلوكه أما بالنسبة للحتمية الاجتماعية فالإنسان ليس مجرد عجينة في يد المجتمع فهناك مجالات واسعة بوجودها المجتمع الفرد كي يتمكن من الاختيار الحر لحرية مضمونة في القوانين الاجتماعية ولا قيمة لها خارج المجتمع ونلاحظ أن بعض العلماء والزعماء من أثروا في المجتمع ودفعوه إلى التغيير وليس العكس،أما بالنسبة للحتمية الميتافيزيقية فإن دعواهم أمر مظلل فهي أساس دعوة للكسل والخمول مع وظيفة الإنسان في الكون فهو مخير لا مسير وهذا استناداً لقوله تعالىلا يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بأنفسهم)،أما الحتمية الطبيعية فإن علاقة الإنسان بالطبيعة ليست علاقة تبعية بل بالعكس علاقة جدلية يؤثر فيها ويتأثر بها ويتخذ فيها الأسباب الأساسية لحياته ومن إمكانياتها مصدر تنافس وتفاوت بينه وبين الأفراد كذلك أن الفعل الحر لا ينفي السببية لأنه هو نفسه معول بعلة الإنسان.
إن هذه الآراء وجميع الحجج والأدلة المعتمدة لنفي الحرية باسم الحتمية أو إثبات الحرية عن طريق ما نعيشه أو على أساس قوى مفارقة للطبيعة لا يمكن أن تكون كافية، ذلك أن الحتمية لا تنفي الحرية إلاّ ظاهرياً أما جوهرها فهو أساس الحرية وشرط من شروط الحرية الحقة وفي هذا يقول أحد الفلاسفةلا علم بلا حتمية ولا حرية بدون علم إذن لا حرية بدون حتمية)،فلا تحرر إلاّ بمعرفة الحتميات والعراقيل وفي هذا يقول مونيإن كل حتمية جديدة يكتشفها العالم تعد نوطة تزداد إلى سلم أنغام حريتنا).
وخلاصة القول فإننا نصل إلى نتيجة هي أنه لا يوجد تعارض بين الحرية والحتمية فلولا وجود هذه الحتميات ما كان للحرية معنى لما ثقفه الإنسان عبر التاريخ لنفسه وبني جنسه فالحتمية أساس وشرط ضروري لتحقيق الحرية
أو من هنا: للأخ جمال.ع
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=309952
بالتوفيق
أنا أقول لكم يا أعزائي شكرا لقد ساعدتموني كثيرا
شكرا لكم
انشاء الله الفوز بالجنة:19::)
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir