المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاوى العلماء في تحريم مظاهرات الشغب


أبو عبد الرحمن ربيع
2008-06-09, 23:19
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين نبينا محمد و على أله و صحبه أجمعين و بعد
كثرت هذه الأيام في بلاد المسلمين عامة و بلادنا خاصة ظاهرة التجمع و المظاهرات و الخروج إلى الشارع و إثارة الفتنة و هي وسيلة غير شرعية مستحدثة تشمل كثيرا من المحرمات و هي بدعة مستحدثة أول من فعلها الغرب و هي باب من أبواب الخروج على الحاكم و إنها تكون سبب في قيام الشغب والفوضى ومنح فرص للمخربين والمفسدين بقيام اعتداءت اشتباكات مع الشرطة والدولة.فلهاذا أردت أن أنقل فتاوى العلماء في تحريم المظاهرات


سماحة الشيخ عبدالعزيز بن بازرحمه الله


السؤال: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟


الجواب:لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابروغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان

وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب مايفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـــريق الصحيح ، بالزيارة والمكاتــــــــبات بالتي هي أحســن.



فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله

السؤال:ما مدى شرعية مايسمّونه بالاعتصام في المسـاجــد وهم -كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقاً أنَّها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟

الجواب: أمَّا أنا، فما أكثر ما يُكْذَب علي! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاّ يعود لمثلها. والعجبُ من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال! ماذا حصل؟ هل أنتجوا شيئاً؟

بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفاً! أربعون ألفاً!! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!.

والنار ـ كما تعلمون ـ أوّلها شرارة ثم تكون جحيماً؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضاً وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ما الذي يمنعهم؟ فيحصل الشرّ والفوضى .، وقد أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من رأى من أميره شيئا يكرهه أن يصــبر ، وقال: « من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية»الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نُظْهر المبارزة والاحتجاجات عَلَناً فهذا خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة.

ما هي إلا مــضرّة ...، الخليفة المأمون قَتل مِن العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن قتل جمعاً من العلماء وأجبر الناسَ على أن يقولوا بهذا القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحداً منهم اعتصم في أي مسجد أبداً، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية...

ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بدّ أن هناك أصـــابع خفيّة داخلـــــــية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه الأمور.



فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله


السؤال: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟

الجواب: ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وماكان المسلمون يعرفونها ، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال . فلا تجوز هذه الأمور.



فضيلة الشيخ صالح بن غصون رحمه الله


السؤال: في السنتين الماضيتين نسمع بعض الدعاة يدندن حول مسألة وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات ، والاغتيالات ، والمسيرات وربما أدخلها بعضهم في باب الجهاد الإسلامي. أ-نرجوا بيان ما إذا كانت هذه الأمور من الوسائل الشرعية أم تدخل في نطاق البدع المذمومة والوسائل الممنوعة؟

ب- نرجوا توضيح المعاملة الشرعية لمن يدعو إلى هذه الأعمال، ومن يقول بها ويدعو إليها؟

الجواب: الحمد لله: معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله عزجل ، ولكن الله جل وعلا قال في محكم كتابه العزيز:

( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ولما أرسل عزوجل موسى وهارون إلى فرعون قال: ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) والـــنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالحكمة وأمر بأن يسلك الداعية الحكمة وأن يتحلى بالصبر ، هذا في القرآن العزيز في سورة العصر بســــم الله الرحمن الرحيم: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). فالداعي إلى الله عزوجل والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر وعليه أن يحتسب الأجر والثواب وعليه أيضاً أن يتحمل ماقد يسمع أو ماقد يناله في سبيل دعوته، وأما أن الإنسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك والعياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، فهذه أمور شيطانية وهي أصل دعوة الخوارج ، هم الذين ينكرون

المنكر بالسلاح وينكرون الأمور التي لايرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور ففرق بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم وجرى مجراهم، دعوة الصحابة بالحكمة وبالموعظة وببيان الحق وبالصبر وبالتحلي واحتساب الأجر والثواب، ودعوة الخوارج بقتال الناس وسفك دمائهم وتكفيرهم وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين، هذه أعمال خبيثة، وأعمال محدثة.

والأولى للذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانبونَ ويُبعد عنهم ويساء بهم الظن، هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين، الجماعة رحمة والفرقة نقمة وعذاب والعياذبالله ، ولواجتمع أهل بلد واحد على الخير واجتمعوا على كلمة واحدة لكان لهم مكانة وكانت لهم هيبة.

لكن أهل البلد الآن أحزاب وشيع، تمزقوا واختلفوا ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم على بعض، هذا مسلكٌ بدعي ومسلك خبيث ومسلك مثلما تقدم ، أنه جاء عن طريق الذين شقوا العصا والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان، قاتلوه يريدون الإصلاح وهم رأس الفساد ورأس البدعة ورأس الشقاق فهم الذي فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين، وهكذا أيضاً حتى الذي يقول بها ويتبناها ويحسنها فهذا سيئ المعتقد ويجب أن يبتعد عنه.

واعلم والعياذ بالله أن شخصاً ضاراً لأمته ولجلسائه ولمن هو من بينهم والكلمة الحق أن يكون المسلم عامل بناء وداعي للخير وملتمس للخير تماماً ويقول الحق ويدعو بالتي هي أحسن وباللين

ويحسن الظن بإخوانه ويعلم أن الكمال منالٌ صعب وأن المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم وأن لوذهب هؤلاء لم يأتِ أحسن منهم، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودون سواء منهم الحكام أو المسؤولون أو طلبة العلم أو الشعب، لو ذهب هذا كله، شعب أي بلد. لجاء أسوأ منه فإنه لايأتي عامٌ إلا والذي بعده شرٌ منه فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلى درجة الكمال أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات ، هذا إنسان ضال، هؤلاء هم الخوارج هؤلاء هم الذين فرقوا كلمة الناس وآذوهم ، هذه مقاصد المناوئين لأهل السنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة وسائر ألوان أهل الشر والبدع.



فضيلة الشيخ عبدالعزيز الراجحي حفظه الله


السؤال: مارأيكم فيمن يجوز المظاهرات للضغط على ولي الأمر حتى يستجيب له ؟

الجواب: المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين ، هذه دخيلة، ماكانت معروفة إلا من الدول الغربية الكافرة...



معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله


قال -سلمه الله -:

إذن ماذكر من أن الغاية تبرر الوسيلة هذا باطل وليس في الشرع ، وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي فإنه ولوكان فيه الشفاء ، فإنه يحرم فليس كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها مثال ذلك المظاهرات, مثلاً : إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب

والوسيلة تبرر الغاية نقول :هذا باطل ، لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن صلحت وإصلاحها مطلوب لكنها في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء فثم وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لاحصر لها مبررة للغايات وهذا ليس بجيد ، بل هذا باطل بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذوناً بها أصلاً ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة.

المرجع

كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية

الطبعة الثانية للمؤلف محمد الحصين

فيا إخواني تعقلوا و لا تعينوا الكفار عليكم بتخريب بلادكم و ممتلكاتها فإن لها حرمة فالأعداء تتكالب علينا من كل ناحية و إياكم و الفرقة و الإختلاف فإنها مهلكة

أبو عبد الرحمن ربيع

oumyahia
2008-06-10, 12:54
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك الله ألف خير و أضيف فقرة سمعتها من الشيخ الألباني رحمه الله عندما سئل في حكم هذه المسألة وقد أثرت فيّ كثيرا :
قوله : {..........والشّاّبات أيضا ....!!!}
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله ، فهل فينا رجل رشيد!!!

riheb
2008-06-10, 13:15
السلام عليكم
مشكووورين
جزاكم الله خير

سناقرية سنيقرة
2008-06-10, 15:44
شكرا على التميز اخي الكريم
شكرا على الرقي الرائع

منير العاصمي
2008-06-13, 19:32
في الحقيقة ينبغي التفريق بين ما يسمى بمظاهرات الشغب ، التي يكون القصد منها إحداث البلبلة و إثارة الفوضى في البلد ،
و بين الإضراب الذي يشلّ حركة العمل أو المدارس أو الشوارع و المستشفيات بقصد المطالبة بحق من الحقوق المدنية مثلا
و بين المسيرات السلمية التي تحدث أيضا ، حينما تختلف وجهات النظر بين السلطة الحاكمة و رغبات الشعب مثلا ، فيخرج الناس في مسيرة للمطالبة بتغيير في القانون أو إصلاح وضع معيّن ، و قد يحتدم الخلاف لدرجة ما يسمة بالعصيان المدني
و لكل حادث حديث ، و ينبغي وضع النقاط على الحروف حتى لا نخلط في الأحكام
فمثلا في كتاب ( مسائل الإمام أحمد ) لأبي إسحاق ، أن الإمام أحمد أجاز للعمال الموظفين أن يجتمعوا أمام دار الخلافة للمطالبة بحقهم المشروع و لا يعد هذا خروجا على الحاكم ،
فليس كل ما يطالب به الناس حاكمهم من حقوق يعدّ خروجا على الحاكم كما قد يتوهم البعض !
كما أن فكرة المطالبة السلمية هذه حرام أنها من فعل الغربيين الكفرة ، و على ذلك فهي بدعة لا تجوز ! غير صحيحة أيضا . و ذلك لأن وسائل المطالبة قد تختلف من زمن لأخر و من بلد لآخر ، و لا يشترط للمطالبة بالحق المشروع أن نتبع نمطا معينا ، بل ترك الإسلام ذلك مفتوحا لما يناسب أجهزة السلطة و قوانين الحكم في البلاد ، فإذا رأت قوانين البلاد نمطا معينا مفيدا في كيفية المطالبة بالحقوق فهو مشروع حتى و لو كان أصل هذه الطريقة غربيا ، لأن هذا ليس حكرا على الغرب وحدهم و إنما هو مما يمس حياة المسلمين و احتياجاتهم
هذا ما أردت لإضافته في الموضوع لإثرائه
شكرا لك أخي و بارك الله فيك

يوسف زكي
2008-06-13, 21:56
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

......أوليس الإضراب تعطيلا لمصالح الأمة..؟؟؟ و هل يجوز تعطيل مصالح الأمة ؟؟

ثانيا : مظاهرات سلمية ؟؟؟؟ كلمة مظلومة ...كلمة حق أريد بها باطل....
إذا سلمنا بجوازها مع أننا نعتقد عكس ذلك ...من يضمن أنها تبقى على هذا الحال فكم من مظاهرة خرجت فيها الحشود مسالمة ...وتحولت إلى كارثة ، أرواح بريئة أزهقت ، و أعراض هتكت .......تخريب للمرافق العمومية و إثارة للشغب .....و الواقع يتكلم....
ضف إلى ذلك الأختلاط الحاصل المنهي عنه شرعا و قد رأينا هذا بأم أعيننا

أليس من باب درء المفاسد إغلاق كل الأبواب المؤدية إلى ذلك.و الغاية مهما كانت نبيلة فلا تبرر الوسيلة .

تحضرني الآن عبارة جميلة جدا للشيخ حسين عويشة يخاطب بها الذين قسمو البدعة إلى بدعة حسنة و بدعة سيئة قال :

(( سموها ما شئتم : بدعة سيئة أو بدعة حسنة ، ....كلها تدخل تحت قول النبي صلى الله عليه و سلم ......* كل بدعة ضلالة* ))

و نحن نقول : سموها ما شئتم مظاهرات سلمية ، أو تخريبية .مظاهرات نسائية أو رجالية
كلها مظاهرات لا تخلو من المحذورات.



الله من و راء القصد

منير العاصمي
2008-06-14, 16:34
الأخ يوسف زكي ، بارك الله فيك
على كل حال قولك كلمة حق أريد بها باطل ! هو من العبارات التي تتردّد كثيرا على ألسنة بعض طلبة العلم ، يلقونها هكذا جزافا دون أن ينتبهوا لها ، مما قد يؤدي إلى التشويش على الحقائق أو رمي سليم النية بخبث الطويّة !
لكن على أية حال أنا لا أناقشك هنا على هذا الأسلوب الذي تختاره ، فخاطب الناس مثلما ربّاك مشايخك ، و لكن ما أريد إضافته هنا هو قولك أن المسيرات السلمية تؤدّي إلى الشغب
و أقول لك نعم هذا صحيح ، و لكن تؤدي إلى الشغب حينما يكون المتظاهرون ممن لا ثقافة و لا سلوك متحضّر عندهم ، كما هو حال الكثيرين عندنا مع الأسف الشديد ، فليس كل مسيرة سلمية يلزم منها الشغب ، و لهذا نرى المواطنين الغربيين عندما يقومون بمسيرات تكون في الغالب بطريقة متحضرة و مثمرة
فالعيب في الناس و ليس في وسيلة المطالبة
و هذا لا يؤثر على حقيقة كون المسيرات جائزا في الأصل
أما قولك اختلاط ما اختلاط.... فمن قال أن كل مسيرة يلزم منها اختلاط ؟ و هل حدث اختلاط لما جرت مسيرة نسوية هائلة قام بها النساء للمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية في قانون الاسرة عندنا في الجزائر ، بمبادرة من الشيخ أحمد سحنون - رحمه الله -
ثم إني أسألك سؤالا و أرجو أن تجيبني عليه بصراحة : عندما يتعسّف الحاكم في حقوق الناس ، أو في قانون من القوانين التي يخالف فيها الشريعة و يخرق تعاليم القرآن الكريم جهارا نهارا ، ما هي الوسيلة الشرعية التي يمكن للمواطنين الصالحين القيام بها في نظركم ؟
أرجو أن لا يكون جوابك هو : انصحه سرّا ، و دعه يأخذ مالك و يضرب ظهرك و و و .....الخ

أبو عبد الرحمن ربيع
2008-06-14, 21:30
الحمد لله رب العالمين و بعد
لو سلمنا بجواز المظاهرات و فرضا أنها سلمية من يضمن عدم نشوب الشغب
أقول أن نسبة الشغب في المظاهرات كبيرة لأن الشعب محتقن و لا تستطيع إحباط محاولاته و هذا لأسباب سياسية إجتماعية و حتى نفسية لا يجدر الكلام عنها في هذا الموضع فلهاذا محاولتا لردع المخالفات فإن العلماء سدا للذريعة أفتوا بحرمة المظاهرات ولو سلميا فإن فيها من المحظورات الشيئ الكثير و أقول لأخي منير العاصمي يا أخي حفظك الله أنت ترى منذ زمن بعيد ما من مظاهرة إلا و تنتهي بالشغب المؤدي أحيانا حتى إلى الموت فأقول أن أرواح الناس ليست لعبة و هي معصومة و هناك قاعدة تقول الوسائل لها حكم المقاصد
و بالله التوفيق

أبو عبد الرحمن ربيع

يوسف زكي
2008-06-15, 12:05
السلام عليكم و رحمة الله

الأخ الكريم منير لا أضنك تشك بأنك أول من أطلق صفة السلمية على المظاهرات فالعبارة متأصلة و لها جذورها. و إلا عتابك الزائد لي ليس له محل في الإعراب.

الأخ الكريم منير يعلم الله أني ماقصدتك في عبارة كلمة مظلومة إنما قصدت العبارة في حد ذاتها وكيف لزمت الصفة موصوفا لا يمت لها بصلة لا من بعيد و لا من قريب. و سميت زورا و بهتانا مظاهرات سلمية و جلها يؤدي إلى ما هو معروف جلي للعيان .

و العلامة البشير الإبراهيمي في ((عيون البصائر)) ذكر كلاما على هذا النحو حينما فند عبارة شائعة على الألسن-الإستعمار الفرنسي- و ساق الأدلة اللغوية و استشهد بآيات من القرآن الكريم على بطلان إطلاق هذه الكلمة و بين الصواب في ذلك .



على كل لسنا هنا بصدد دراسة معنى العبارت و دلالتها اللغوية .

فقولك : (( كما رباك مشايخك)) و أكدت على التضعيف فوق الباء ، سامحك الله كعادتكم المعهودة
فإذا كان الخطأ قد بدر مني فلما تلزم شيوخنا الأفاضل به فكل شاة تتعلق من عرقوبها و كل مسؤول عن نفسه.

ثانيا : قولك كلمات يتفوه بها طلبة العلم. إنما كلماتي خلاصة لأقوال علماء الأمة فقد اطلعت على فتاوى لعلماء أفاضل شهد لهم القاصي و الداني بالرسوخ في العلم . حول شرعية المظاهرات بأنواعها و كلها يصب على عدم الجواز. بالتفصيل و التأصيل.و الإستدلال و نقل لصور من الواقع.

ثالثا : قولك ((المواطنين الغربيين عندما يقومون بمسيرات تكون في الغالب بطريقة متحضرة و مثمرة)).

يقول الشيخ الألباني رحمه الله في عبارة حق لها أن تكتب بماء العيون في سياق شرحه لحديث النبي صلى الله عليه و سلم و رده على بطلان المظاهرات و إن تععدت مسمياتها..
قال:
((فإذا عرفتم الفرق بين التشبه وبين المخالفة، حينئذ فالمسلم الصادق في إسلامه يحاول دائما وأبدا ،ليس أن يتشبه بالكافر وإنما يتقصد مخالفة الكافر)).

و المظاهرات سلعة غربية أوربية .و لا يمكن أن ننكر هذا. فقد استوردناها مع بضائع و أفكار عدّة ، بدءًا بالهاوس و mini jupe أكرمكم الله .........والقائمة طويلة لايمكن أن يتسع المقام و لا صفحتنا لذكرها.

أما الجواب عن سؤالك الأخير فأقول :

الخامس أكتوبر ليس عنا ببعيد.

و العشرية السوداء بدأت بمظاهرات و اعتصامات , فتهييجح و شحن للمشاعر ، فهرج و مرج و فساد و بغي في الأرض ..........و لا أضنك قد رضيت بما حدث.

ثانيا : الغاية لا تبرر الوسيلة

ذكر أهل العلم أن الوسائل لها أحكام المقاصد مشترطين في ذلك أن تكون الوسيلة مباحة.
و المظاهرات مهما تعددت مسمياتها لا يمكن أن ينكر كل ذي عقل مفاسدها.

و قد تعجب كثير من أهل العلم و ألقو اللوم عمن يتجرؤون و يفتون بجواز المظاهرات و فيها من المحذورات ما هو كافي لإمساك اللسان و عدم الخوض في هذا الأمر .

أما سؤالك عن السبل الشرعية لمواطنين صالحين في مواجهة الحاكم تلك فرضيات نستأنس بها و نلجأ إليها عندما تسد أمامنا الطرق. و تضيق بنا السبل.
فالرعية الصالحة لا مناص أن المولى عزوجل يرعاها بحفضه و صونه و ييسر لهل السبل ليتولى أمرها حاكم عادل. و التاريخ يشهد على ذلك.
فحينما صلحت رعية الصديق رضي الله عنها قال قولته المشهورة .

و أخيرا أدعوك و أدعو نفسي للتجرد من العواطف و النظر إلى الواقع بنظرة شاخصة .

همسة بيني و بينك هل المظاهرات في بلاد المسلمين غيرت أمرا كانت قد عزمت عليه السلطة.
هل يمكن أن نعدد عدد المظاهرات التي خلت من المحذورات .
هل ؟؟؟ و هل ؟؟
نسأل الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه.

و في الأخيرعلى سبيل التذكير و رد الحقائق إلى مسارها.

المظاهرات النسائية التي ذكرت آنفا لا يمكن أن ننكر و نغض الطرف عما حدث فيها و قد رأينا هذا بأم أعيننا فالقائمين على التنظيم يصرخ في وجه هذه و يدفع و يمسك تلك.
فلا أرى كل من في قلبه ذرة من نخوة العروبة بغض النظر عن التزامه بشرع الله أن يرسل ابنته أو أخته أو زوجته هائمة بين تلك الحشود.

و الله من وراء القصد.

أخوكم يوسف.

منير العاصمي
2008-06-23, 20:45
أشكرك على الرد المهذّب و الطرح المفيد ، كما أعتذر عن التأخر في الإجابة
لكن يبقى القول النهائي هو أن الحكم خاضع للمصلحة و المفسدة ، و كما لا يخفى عليكم أن الحكم يدور مع علّته وجودا و عدما ، و أن الأحكام يراعى فيها المقاصد
أما بخصوص كلمة الشيخ الألباني - رحمه الله- التي أوردتها ، فأنت تعرف أنها ليست على إطلاقها ، إذ لو صحت كذلك لما كان ينبغي لنا أن نجلس و نتحدّث على النت هنا لأنه منتج غربي !
فمن قال أن التأسّي بالغرب فيما ينفع المسلمين و يعود على حياتهم بالفائدة أنه حرام
بارك الله فيكما