تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التعصــب للــرأي و فلسفـة المنــاظرة و التشــاور


طاهر القلب
2010-10-27, 16:04
بسم الله الرحمان الرحيم
قال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّـنَ اللّهِ لِنـتَ لَهُـمْ وَلَـوْ كُنـتَ فَظّاً غَلِيـظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّـواْ مِـنْ حَـوْلِكَ فَـاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُـمْ وَشَـاوِرْهُـمْ فِي الأَمْـرِ فَـإِذَا عَزَمْـتَ فَتَـوَكَّلْ عَـلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
(آل عمران159)

التعصــب للــرأي و فلسفـة المنــاظرة و التشــاور

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بـركاته
الحمــد لله و الصــلاة و الســلام عــلى رسـول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه ...
الحمــد لله عـلى نعمـة الإســـلام و كفـى بها مــن نعمـة عــظمى ... فــإني محييـكم أيهــــا الإخـوة الكرام بعبير من
الكلمات و شهد من العبــرات و نســـيم من الطيبات , لــروح الأخــــوة في الله التي جمعتنـا و تجمعنـا تحـــت
ظــلال هذا الملتقى الطيــب , جعلنــا الله و إيــاكم ممــن ينفعــون و يتخيـرون الخيــر فيحسنوا فيه و يتصدوا
للشر فيردوا كيده في نحره ... اللهم آمين آمين ... و بعد :
كثيرة هي النقاشات و المحاورات التي تجري في كل مكان و زمــان في حيــاتنا و عــلى كل مستوى تقريبا , و
قد كثر الحديث عن الاختلاف و الخلاف خلالها , فمن حين لأخر نسمع و نرى العراك اللفظـي و الفكـري
بيـن الأطــراف , و هــذا أمر بديهي في مثل هذه المناقشات و المحاورات , فهو اختــلاف في الــرأي أو في
المنهجيـــة , ففـي الاختـلاف كـما نعلم رحمة و توسعة , أما الأمر الغير طبيعي و الغير بديهي و الغير مبـرر ,
هــو التعصب للـرأي و الخـلاف النــاشئ مـن لا شيء سوى من أجــل الخـلاف و كفى بذلك معــرفة لــدى
البعض , فمن المستفيد يا تـرى من هكذا موقف و هكذا حوار و نقاش ؟
بل هناك من سولت له نفسه جعل التنافر و التبـاغض و التنــــابز بالألقــاب عنـوانا له في نقاشاته و قد تصل
حـتى إعــلان الحــرب و هــلاك الطـرفين على السواء ... فلماذا هذا التعـارض و الأحادية في التفكير و نبــــذ
الطـرف الآخــر في كــل حــوار و محــاورة أو نقــاش و مشــاورة ؟ و مــا هـي الأسباب التي تؤدي إلى هذا
التعصب في الرأي لدى البعض ؟
لمــاذا يجعل البعـض منهجه القاعــدة الــتي تقـــول " لست معـي فـــأنت ضــدي " شعـارا و مبدأ في نقـاشـه و
حــواره مــع بــاقي الأطـــراف الأخـرى , ألـم يدعو ديننا الحنيف إلى التشاور " و شــاورهم في الأمـــر " ألا
تدخل حواراتنا و نقاشاتنا في هذا الباب للخروج بالحل الصحيح و مــداواة الجراح التي قيضــها البعض ضــد
البعض الآخر , و تطبيب هذا الجسد العليل بكل أنواع و صنـوف الأمراض المزمنة و الغير مزمنة في جسد
هذه الأمة العريقة تاريخا و حضارة ... قال ابن المقفـع في كتــابه " الأدب الصغير" حول فائدة المشورة : " إن
المستشيـر و إن كان أفضل مـن المستشـار رأياً ، فهـو يزدادُ برأيه رأياً ، كما تزدادُ النارُ بالودكِ ضـــوءاً " ...
و قــال : " على المُستشارِ مُوافقةُ المستشير على صوابِ ما يرى ، و الــرفقُ به في تبصيـر خطأ إن أتى بهِ ،
و تـقليبُ الــرأي فيما شكـا فيه ، حــتى تستقـيم لهمـا مشـاورتهـما ".. و قال الحسن البصري : " الناس ثلاثة
: فرجل رجل , و رجـل نصف رجـل , و رجل لا رجل ... الأول : فذو الرأي و المشورة , و الثاني : فذو
رأى و لا يشاور , و الثالث : فلا رأى و لا مشـورة " ... و قال الشاعر محمد الوراق :
إن اللبيب إذا تفـرق أمره *** فتق الأمور مناظراً و مشاورا
و أخو الجهالة يستبد برأيه *** فتـراه يعتسـف الأمور مخاطرا
يعتسف الأمور : أي يخرج بها من الصواب جهلا منه .
لـذا كـان و لابـد مـن وجـود موضوعية كبيرة عنـــد كلا الطــرفين في نقاشهما و طــرحهما لأفكارهما على طــاولة
النقــاش بشكـل يبتعـد كـل البعــد عن وجود خلفيات ســـابقة عــن الطرف الأخــر , و هـذا مـا ينتــج عنـه
وجود نقاش و نقد بناء لبنــاء ضوابــط و سبـل للخــروج بنفــع و منفعـة للطرفين و لكــل من يسمع و يــرى
حوارهما , لا الخـروج بضـرر أخر يسببه الطرفين لنفسيهما بأيديهما و فـرقة تزيد الطيـن بلـة عـلى بلته الأولى
التي لم تبقـي و لم تذر فينا من كائنة لتكون و لا سائبة لترجع و لا نقطة البداية لنعتبرها مرجع لنرجـــع لها عند
عدم وجود حلول و رؤى لذلك الموضوع , و هذه الموضوعية تتطلب أن يذكر كـل طــرف رأيه دون سلـب
الطرف الثاني فكرته و حجته و بيانه بل يـرفق به و يبصـره بالخـطأ إن كـان ذاك موجود و يقبل رأيه إن كان
هـو المخـطئ و لا يتعــالى بعلمه أو عقـلـه أو ثـقافته عليه و ينزه نفسه أو عشيرته , فقد قيل " يوجد في النهر
ما لا يوجد في البحر" , و هـذا هو الحـوار المهــذب الـذي يجـب أن يـكون نهجا دون تقليل طرف من قيمة
الطرف الأخر حتى و لو كان مخطأ في طرحه ...
و هنـــا نطـرح سؤالا منطقيا أخــر هل يعقـل أن يُقبــل منك رأيــك أو حجتـك و إن كــانت صحيحة و ذات
بـرهان حقيقي و معقـول و أنت تجبر و تسلب و تهين الطرف الأخر , كلا و الله , حتى لو كنت ما كنت
ذا علم واسـع و ثـقافة كبيرة ... قـــال الإمام محمّـد بن إدريس الشــــافعيّ " مــا ناظرتُ أحداً فأحببتُ أن يُخطِئَ
، و مـا في قلبي من علمٍ إلا وددتُ أن يكون عند كلِّ أحدٍ و لا يُنسبُ لي" , أفــلا نقبل الحــق و لـو كــان
ذلك الحــق صـادرا عن ألد الأعداء أو أصغر الأبناء سنا و معرفة , أليس من حجـة الحق عليـنا أن نظهـره و
نقبـله كـره من كـره و أحـب من أحب , و هو أصلا ما نصبــوا إليه في أي نقـــاش أو محاورة , و لا أهميـة
للمصيــب و المخــطئ فيه , فالمصيب قد جنـى ما أصاب فيه و المخـطئ لا تثريــب عليه فيــه و قد كسب من
الخير الكثير , أليس بهكذا دأب على الالتقـاء نـكون قــد جمعنا الكلمة و نبذنا التعصب و توجنا الجهود التي
بذلت بحسن فعلنا ذاك ... نسمع عن كثيراً من الآباء أنهم يتصـرفون تصــرفاً غير إســــلامي في هــذا الموضـوع
مع أسرتهم فتراه يأخذ قرارات كثيرة تهم الأسرة كلها دون أن يعــلم أحــد بهــذا الأمــر ، و بالتـالي فــإن كثيــراً
مــن الأسـر تفشـل في عـلاقاتها بسبب عــدم التحاور أو التناقش أو لوجود تعصب جهة معينة و استئثارها
بالقرارات عن باقي الأطــراف في هـذه الأمــور , فمثــلا دكتاتــورية الأب لا تولـد إلا إنســاناً مشـوهاً و فتـاة
مهتـزة ، فتصبـح الاهتمـامات الوحيـدة لهــؤلاء الأبنــاء محــاولة التخــلص مــن هذا الــواقع المريـر بكل الطرق
الممكنة ، فمثلاً نرى أن أول شاب يتقدم للفتاة تقبل به حتى و لو كان غير مناسب لتتخلص من ديكتـاتورية
والدها ... و منـه فـإن الشـورى الأسرية و عدم التعصب في الــرأي و الاستئثار به و تنفيذ ذلك التعصـب
لا تنقـص مـن مكـانة الــرجل بــل بالعـكس تـرفعــه في أعيـن أولاده و تـزيد هيبتـه و تهـديه معهـم إلى سـواء
الصراط و حسن ذلك السبيل و النهج .
قد ترجع أسباب الخلاف و نبذ الطرف الآخر إلى العديد من الأمور لا داعي لتعــدادها يكفي أنها أدت إلى
فـرقة و فقط , و لعل أهمها النفسية التي تبدو جلية في رفض وجـود رأي مخالف أساسا و بشكل يشير إلى
أن المتلقي لا يمكنه فتح حديث مثمر مع من هو بمثل هذه الشاكلة , و هــذا و الله مـرض مستعصي يصيب
الصـدر فيضيق بصاحبه , بل موجود حتى في نيته الغير سليمة تجــاه الآخرين في بادئ الأمر ...
كخــلاصة لكــل ما سبق نذكر أنــه لو تمسكنـا بديننــا الحنيــف و اقتــدينا بـــرسولنا الكــريم صــلى الله عليـــه
و سلم لأصبحت نقــاشاتنا مجــالس ذكـــر تحفها الملائكــة من كل جانب و تــدعو لنـــا بالخـير , و حـتى أمـــام
العـــالم أجمع في المجــالس و المحافــل الدوليــة , لنريهــم و نبين لهم مــدى عظمــة هــذا الـــدين و أهل هذا الدين
القويم , فيمــا بينهم و في توادهم و تراحمهم ... قال أحد رجالات العرب , كنا نريد أن نرد على أصحاب الـرأي
فــلم نحسن كيــف نرد عليهم ، حتى جـاءنا الشــافعي ففتــح لنــا ... فقد كان للإمــام الشـــافعي رضـي الله عنه
فلسفـة عظيمة في المناظرة و الحــوار و لو تمسكنـا بمـا كان عليه لاستطعنا أن نسيطر على أدائنا و تعاملنا مع
الآخرين , و كـــان مشهورا بتواضعه و خضوعه للحــق ، تشهــد لـه بذلك مناظــراته و دروســه و معـــاشرته
لأقــرانه و لتلاميذه و للنــاس ... فـلمـاذا لا نقتـدي و نـرقى نحن أهل الدين الأشم و السنة الغراء و الحضارة
البـاقية و الهدي الصالح الذي أكرمنــا به رب العــزة عـــز و جــل إلى مصاف هـــؤلاء الأســـلاف العظـــام و
طريقتهــم الفــريدة ... اللهـــهم ســدد رأينــا لمـا تحـب و تــــرضى , و صــلى الله على سيدنا و حبيبنا و قدوتنا
محمــد و عـــلى آله و أصحـــابه أجمعييـــن ... و الســــلام عليكــم و رحمـــة الله و بـــــركاته .

تم
قد تمت الاستعانة ببعض الاقتباسات من بعض المواقع لتجميع الفكرة

ع.جمال
2010-10-27, 21:54
السلام عليكم.
شكرا لك على الموضوع الكبير جدا والذي يستحقق منا وقفات مع النفس أولا لكي نستطيع تهذيبها ودعوتها إلى طريق الحق ثم توصيل ذلك إلى الطرف الآخر بأسلوب هادئ بعيدا عن حب الذات والتعال و التكبر في بعض الأحيان.
بارك الله فيك ودمت بود.

بس يا بحر
2010-10-28, 10:47
جميل هو طرحك


صحيح ما ذكرت
الإنسان المتعصب لرأية إما يكون جاهل أو مأجور
كثيرا ما سمعت وشاهدت من الحوارات في وسائل الإعلام
هناك من يتكلم بلا حجه لمجرد حب الظهور
وأيضا هناك من يستخدم السباب بالحوار
وهو إن دل فإنما يدل على السفاهة والجهل
فما علاقة شخصية المحاور بالكلام المطروح للحوار
واجه العلم بالعلم والحجة بالحجة
أما أن تهين شخصيته فلا يجوز
فأنك لا تهينه وحده
بل تهين نفسك والآخرين الذين يشهدون الحوار

و

..من حسن الحوار ..حسن الإنصات..

اصيل 12
2010-10-28, 11:19
جميل أن تبدأ موضوعك بقال الله فنحن نعبد الله تعالى وقدوتنا هو محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59]

الأمر بسيط وهو برد كل خلاف إلى الله ورسوله فقط .. لمن؟ لمن يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر.

طه حميدي
2010-10-28, 14:38
شكرا أخي على هذا الطرح الذي ينم عن سعة افق وانشغال بهموم الامة و اهتمام باسباب ذهاب ريحها وخمود جذوتها واني ليحزنني منظرنا ونحن يلطم بعضنا بعضا وكل منا يغني على ليلاه ويا لهف نفسي ان كانت امورنا شتى كما قيل قديما واحكم امر الناس فاجتمعا . والأصل اخي الكريم ان الخلاف لا يفسد للود قضية . الا انه عندما أفسدنا وأذهب القضية حتى تداعت علينا الامم ونهشتنا الكلاب وها نحن شتات يشتت الى شتات ودول تقسم الى دويلات في زمن يجمع فيه العالم اشلاءه ويضمد جراحه .

طاهر القلب
2010-10-28, 19:33
السلام عليكم.
شكرا لك على الموضوع الكبير جدا والذي يستحقق منا وقفات مع النفس أولا لكي نستطيع تهذيبها ودعوتها إلى طريق الحق ثم توصيل ذلك إلى الطرف الآخر بأسلوب هادئ بعيدا عن حب الذات والتعال و التكبر في بعض الأحيان.
بارك الله فيك ودمت بود.

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و الشكر لك موصول أستاذي القدير جمال
صحيح هو موضوع يستحق من التأمل الطويل , فالمشكل فيه هو بيت الداء الذي أصاب الأمة بالترهل
فكيف لأمة أن تكون ما تكون و أفرادها متخاصمون لا يتفاهمون فيما بينهم ...
صدقت اخي هي أفة العجب بالنفس تفعل فعلها بالبعض فتعمي له بصيرته و بصره عما هو مخطئ فيه ربما
بوركت أيها الطيب و دمت ذخرا للمنتدى و أهله ...

*مصطفى*
2010-10-28, 20:56
السلام عليكم

أخي الفاضل طاهر القلب لا زلنا ننهل من شلال أفكاركم النيرة
وكلما وجدنا مواضيعك وجدنا فيها خيرا كثير دام قلمك المبدع بيننا

نعم نحن بحاجة لمثل هذه المواضيع القيمة
بارك الله فيك

الباشـــــــــــق
2010-10-29, 11:18
[b]
.. نسمع عن كثيراً من الآباء أنهم يتصـرفون تصــرفاً غير إســــلامي في هــذا الموضـوع
مع أسرتهم فتراه يأخذ قرارات كثيرة تهم الأسرة كلها دون أن يعــلم أحــد بهــذا الأمــر ، و بالتـالي فــإن كثيــراً
مــن الأسـر تفشـل في عـلاقاتها بسبب عــدم التحاور أو التناقش أو لوجود تعصب جهة معينة و استئثارها
بالقرارات عن باقي الأطــراف في هـذه الأمــور , فمثــلا دكتاتــورية الأب لا تولـد إلا إنســاناً مشـوهاً و فتـاة
مهتـزة ، فتصبـح الاهتمـامات الوحيـدة لهــؤلاء الأبنــاء محــاولة التخــلص مــن هذا الــواقع المريـر بكل الطرق
الممكنة ، فمثلاً نرى أن أول شاب يتقدم للفتاة تقبل به حتى و لو كان غير مناسب لتتخلص من ديكتـاتورية
والدها ...




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مميز مثل صاحبه ، ومن هنا بداءت المشكلة من داخل الاسرة ، ولن يصلح الوضع الا بأعادة النظر في اسلوب التعامل بين افراد الاسرة الواحدة
وتنشيئت الابناء في اجواء حوارية دومقراطية واعطاء الابناء حقهم الكامل في التعبير عن أرائهم بكل حرية.

صالح القسنطيني
2010-10-29, 11:29
السلام عليكم

للخلاف و الاختلاف اسباب كثيرة و الاختلاف قسمان اختلاف تنوع و اختلاف تضاد أما الأول فهو خلاف صوري و يحرم فيه بغي الناس بعضهم على بعض و الطعن و اما الاختلاف الثاني و هو اختلاف التضاد فهو كل خلاف الحق فيه واحد و من خالفك اما عن يكون قد خالفك لدليل ظن أنه يحتج به فهذا تحفظ كرامته و ترد عليه بما ينساب مقامه و تحفظ كرامته و اما من خالف لمجرد الخلاف و هو في نفسه و اضلالا للناس فهذا يجب ان يرد عليه و لا تحفظ كرامته و هل للروافض مثلا كرامك يجب ان تحفظ لهم عندنا حال الرد عليهم

و بعد: بارك الله فيك و جزاك الله خيرا و نفع بك يا الطاهر

طاهر القلب
2010-10-29, 17:59
جميل هو طرحك


صحيح ما ذكرت
الإنسان المتعصب لرأية إما يكون جاهل أو مأجور
كثيرا ما سمعت وشاهدت من الحوارات في وسائل الإعلام
هناك من يتكلم بلا حجه لمجرد حب الظهور
وأيضا هناك من يستخدم السباب بالحوار
وهو إن دل فإنما يدل على السفاهة والجهل
فما علاقة شخصية المحاور بالكلام المطروح للحوار
واجه العلم بالعلم والحجة بالحجة
أما أن تهين شخصيته فلا يجوز
فأنك لا تهينه وحده
بل تهين نفسك والآخرين الذين يشهدون الحوار

و

..من حسن الحوار ..حسن الإنصات..


السلام عليكم
و الأجمل من ذلك ردك القيم و المفيد أخي العزيز بس يا بحر
و قد صدقت في قولك أنه من حسن الحوار حسن الإنصات ...
دمت طيبا أخي و رزقك الله من فضله

طاهر القلب
2010-10-31, 13:05
جميل أن تبدأ موضوعك بقال الله فنحن نعبد الله تعالى وقدوتنا هو محمد صلى الله عليه وسلم
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً [النساء : 59]

الأمر بسيط وهو برد كل خلاف إلى الله ورسوله فقط .. لمن؟ لمن يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر.

السلام عليكم
هو كلام الله و لا نقدم على كلام الله شيئ , بل نفتتح به أي نقاش
لنستحضر المعية , و نستخلص الأهمية , و نستبصر العبرة ممن سبقونا ,
و كما أفضت مشكورا نقتدي لنهتدي سواء السبيل مهما كان ذلك السبيل
نقاشا أو حوارا أو غيرهما ...
الأجمل حضورك المشرق و الذي أنار صفحتنا المتواضعة بالكلام الطيب و الذكر الحكيم
بوركت أيها الأخ الطيب أصيل ... حفظك الله و رعاك ...

طاهر القلب
2010-10-31, 13:15
شكرا أخي على هذا الطرح الذي ينم عن سعة افق وانشغال بهموم الامة و اهتمام باسباب ذهاب ريحها وخمود جذوتها واني ليحزنني منظرنا ونحن يلطم بعضنا بعضا وكل منا يغني على ليلاه ويا لهف نفسي ان كانت امورنا شتى كما قيل قديما واحكم امر الناس فاجتمعا . والأصل اخي الكريم ان الخلاف لا يفسد للود قضية . الا انه عندما أفسدنا وأذهب القضية حتى تداعت علينا الامم ونهشتنا الكلاب وها نحن شتات يشتت الى شتات ودول تقسم الى دويلات في زمن يجمع فيه العالم اشلاءه ويضمد جراحه .

السلام عليكم
و الشكر لك موصول أخي العزيز ...
على إطرائك الجميل و كلامك الجليل ...
هي الطيب هي أمتنا و من لها غيرنا إن لم ننهض بها نحن فمن ذا الذي يكون لها أهل
صدقت ... هو شتات يجر بعضه بعضا حتى لم نكد نرى في الأفق البعيد نورا و لو قبسا صغيرا
لننهج ذلك النهج و نتبع ذلك النور , صراحة اخي أصبح الخلاف في هذه الأيام يفسد كل الود
و كل قضية يتناولها , فالغالبية في عصبية جاهلية أو حزبية شيطانية أو غيرها ...
بوركت أخي العزيز طه حميدي على كلامك الذي يلامس جوهر القضية ...

طاهر القلب
2010-11-01, 12:34
السلام عليكم

أخي الفاضل طاهر القلب لا زلنا ننهل من شلال أفكاركم النيرة
وكلما وجدنا مواضيعك وجدنا فيها خيرا كثير دام قلمك المبدع بيننا

نعم نحن بحاجة لمثل هذه المواضيع القيمة
بارك الله فيك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أشكرك جزيلا أيها الأخ الودود مصطفى ...
و نحن لازلنا نعتز بصحبتكم الكريمة و ردودكم القيمة أخي ...
دمت بخير و عافية ...

صُبح الأندلس
2010-11-01, 18:13
بارك الله فيك على الموضوع
إن أول شرط من شروط المناظرة الابتعاد عن التعصب للرأي و تجريح الآخر ، و لكن من يفعل ذلك ؟ فالحوار يبدأ هادئا أو هكذا يبدو للوهلة الأولى ثم ينقلب حربا ضروسا كل الأسلحة فيها مشروعة أعني كل أنواع القذف و الطعن و التجريح و القدح ...
رحم الله السلف الصالح الذي كان رجاله يناظرون فيفحمون خصومهم لا بسب أو لعن و لكن برجاحة عقل و حسن تدبير و سلامة صدر و منطق .

طاهر القلب
2010-11-03, 09:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع مميز مثل صاحبه ، ومن هنا بداءت المشكلة من داخل الاسرة ، ولن يصلح الوضع الا بأعادة النظر في اسلوب التعامل بين افراد الاسرة الواحدة
وتنشيئت الابناء في اجواء حوارية دومقراطية واعطاء الابناء حقهم الكامل في التعبير عن أرائهم بكل حرية.


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و أين هذا التميز في حضرتكم اخي الغنام ...
صدقا المشكل يبدأ من النواة الحقيقية المكونة للمجتمع و هي الأسرة ...
يتربى الأبناء على تلك العقلية و ذلك المنهج المستوحش في عدم قبول طرف مشارك في الرأي ..
فينعكس ذلك بصورة آلية على التكوين الكلي للمجتمع ...
ضف الى ذلك ما تشهده المجتمعات العربية من إنتشار للجرائم و الإنحرافات
بكل صنوفها إلا نتاج و من نتائج تلك التربية الأولى ...
بوركت أخي الودود الغنام على ردك القيم ... و السلام مسك الختام

م.عبد الوهاب
2010-11-03, 16:13
فأزيد على قول أخي من تجارب الحياة أقول

01- الأم حين لا تراعي ابنتها في شيء فدائما تؤمرها فإذا أمرتها ذات يوم و رأت نفور و عدم استجابة من طرف البنت و حين يكون السؤال يكون الرد مبالغا فيه كأن تقول لها كفى أمي ماذا تريدين مني ، في هذه الحالة تصدم الأم صدمة ما بعدها صدمة .

02- الأب حين لا يراعي ابنه في شيء فحين يكون في يوم من الأيام نفور الابن من أبيه و عدم استجابته له كأن يقول له كفى يا أبي ماذا تريد مني و هل تريدي أكلي ،أنا كرهت ، يصدم الوالد صدمة ليس بعدها صدمة و لا قبلها صدمة و سيكون في حالة يرثى لها، اللهم إلا إذا لم يكن مرض السكر و ضغط الدم فذاك سيكون آخر أيامه

03- الصديق حين لا يراعي صديقه في شيء فيسمع منه ما لا يرضيه برغم ان الصديق لم يسمع منه الا الكلام الجميل فإذا سمعه يوماً يقول العكس ستثور ثائرته و سيعود حبّ الصداقة انتقام و تختلف السبل في كيفية التعبير عليه ، فالصديق ليس كالأم أو الوالد يصبر عن أذية الابن و البنت ، الصديق يقول و في ذلك يكون العداء لسنين او لشهور بسبب خطأ ، سهل لا يستاهل كل هذا العناء

04- الاخ حين لا يراعي أخيه في شيء ، فتكون الأمور صعبة على الاخ فيصبر حتى ينفجر فتكون أعباء الانفجار على عاتق أخيه فيسمه في شرفه في غمرة غضب و هو لا يدري ، و برغم الاحترام اللي كان يتذهبه نزوة الغضب و تحجبه عن الأنظار ، فيكون واحد يقول كلام و الاخر يقول في كلام و كلّه غضب و تعصب لا ينفع في شيء حتى المتفرج عليهم سيملّ و يأخذ أغراضه و يرحل عنهم .

05- و هكذا حتى العضو المسكين في منتديات الجلفة و حين لا يسمع الا الكلام الجميل و الطيب و التشكرات و الكلام الظريف و السعيد ، من طرف الأعضاء إناث و ذكور ياتي يوما من الأيام فيسمع عكس ما كان يسمع فيكون الهول عظيم عليه و بالتالي سيحبط و ستكون ردوده بالسلب لا بالإيجاب لأنه لم يتقبل عكس ما كان يترجى و يرجوا من الأعضاء ان يردوا عليه به ، فيذهب عناء السنين في نزوة غضب فيعادي العضو العضو الأخر فلا يعود هذا يرد على هذا و لا يعود هذا يدخل ملف هذا و الكل في حدّه و تبدأ الحرب ، و مين الغالب و مين المغلوب و مين اللي يضحك عليه الناس و مين اللي يسلم ، و كله كان بسبب ردّ من الردود لم يفهم الواحد الاخر و لم يراعي الواحد امور الاخر ، و فيه كذلك حين لا يفهم صاحب الموضوع الردّ ، و راح المسكين صاحب الموضوع بالساطور ضارب شجرة كانت على وشك أن تثمر التين فيقطعها نصفين و لا هو انتفع بها و لا الناس اجمعين ، هذا كلّه يتناسب و عنوان موضوعك و شرّ كل هذا الابتعاد عن الدين و القول الصالح و العمل و الفعل بما جاء به الاسلام ، فأصبحنا مسلمين بالكلمة فقط يعني بالفطرة ولدنا فأصبحنا نشهد ان لا اله الا الله لكن الباطن حدث و لا حرج فيه مقت و غليان و عدم اكتراث للأخرين ، و عدم الشدّة في القول و الحزم فيه ، تساهل و بالتالي نجمت اللامبالاة و بالتالي ذهب الجوهر و اختلف ألاح بالمح و أصبح مزيج يلقى في الطرقات كلنا نعرفه بأنه بقايا بيض و عظام لكن من هو الرّامي .

لا شيء و لا واحد حين يكون في زمرة غضب يسطيع ان يهدا من روعوووووووو و يستمع للكلام و يحاول يفهم الطرف الاخر ، و يهضم الكلام و يردّ بطريقة حضارية ، يكون أخر المطاف فيها تفاهم و مساواة ، و حب ّ و إخلاص و بالتالي افتناع بان تكون الاخوة ثابتة لا حراك لها و منها و عليها تبقى الاخوة إخوة في الله و الدين و الفهم يختلف من عقل لعقل و لا يفسد لأجل ذلك ودًا للقضية

هل ترانا نكون في يوم من الايام هكذا

مووووووووووووحااااااااااااااال

سلاااااااااااااااااام

mostefa82
2010-11-05, 06:59
بسم الله الرحمان الرحيم
قال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّـنَ اللّهِ لِنـتَ لَهُـمْ وَلَـوْ كُنـتَ فَظّاً غَلِيـظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّـواْ مِـنْ حَـوْلِكَ فَـاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُـمْ وَشَـاوِرْهُـمْ فِي الأَمْـرِ فَـإِذَا عَزَمْـتَ فَتَـوَكَّلْ عَـلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}
(آل عمران159)

التعصــب للــرأي و فلسفـة المنــاظرة و التشــاور

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بـركاته
الحمــد لله و الصــلاة و الســلام عــلى رسـول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه ...
الحمــد لله عـلى نعمـة الإســـلام و كفـى بها مــن نعمـة عــظمى ... فــإني محييـكم أيهــــا الإخـوة الكرام بعبير من
الكلمات و شهد من العبــرات و نســـيم من الطيبات , لــروح الأخــــوة في الله التي جمعتنـا و تجمعنـا تحـــت
ظــلال هذا الملتقى الطيــب , جعلنــا الله و إيــاكم ممــن ينفعــون و يتخيـرون الخيــر فيحسنوا فيه و يتصدوا
للشر فيردوا كيده في نحره ... اللهم آمين آمين ... و بعد :
كثيرة هي النقاشات و المحاورات التي تجري في كل مكان و زمــان في حيــاتنا و عــلى كل مستوى تقريبا , و
قد كثر الحديث عن الاختلاف و الخلاف خلالها , فمن حين لأخر نسمع و نرى العراك اللفظـي و الفكـري
بيـن الأطــراف , و هــذا أمر بديهي في مثل هذه المناقشات و المحاورات , فهو اختــلاف في الــرأي أو في
المنهجيـــة , ففـي الاختـلاف كـما نعلم رحمة و توسعة , أما الأمر الغير طبيعي و الغير بديهي و الغير مبـرر ,
هــو التعصب للـرأي و الخـلاف النــاشئ مـن لا شيء سوى من أجــل الخـلاف و كفى بذلك معــرفة لــدى
البعض , فمن المستفيد يا تـرى من هكذا موقف و هكذا حوار و نقاش ؟
بل هناك من سولت له نفسه جعل التنافر و التبـاغض و التنــــابز بالألقــاب عنـوانا له في نقاشاته و قد تصل
حـتى إعــلان الحــرب و هــلاك الطـرفين على السواء ... فلماذا هذا التعـارض و الأحادية في التفكير و نبــــذ
الطـرف الآخــر في كــل حــوار و محــاورة أو نقــاش و مشــاورة ؟ و مــا هـي الأسباب التي تؤدي إلى هذا
التعصب في الرأي لدى البعض ؟
لمــاذا يجعل البعـض منهجه القاعــدة الــتي تقـــول " لست معـي فـــأنت ضــدي " شعـارا و مبدأ في نقـاشـه و
حــواره مــع بــاقي الأطـــراف الأخـرى , ألـم يدعو ديننا الحنيف إلى التشاور " و شــاورهم في الأمـــر " ألا
تدخل حواراتنا و نقاشاتنا في هذا الباب للخروج بالحل الصحيح و مــداواة الجراح التي قيضــها البعض ضــد
البعض الآخر , و تطبيب هذا الجسد العليل بكل أنواع و صنـوف الأمراض المزمنة و الغير مزمنة في جسد
هذه الأمة العريقة تاريخا و حضارة ... قال ابن المقفـع في كتــابه " الأدب الصغير" حول فائدة المشورة : " إن
المستشيـر و إن كان أفضل مـن المستشـار رأياً ، فهـو يزدادُ برأيه رأياً ، كما تزدادُ النارُ بالودكِ ضـــوءاً " ...
و قــال : " على المُستشارِ مُوافقةُ المستشير على صوابِ ما يرى ، و الــرفقُ به في تبصيـر خطأ إن أتى بهِ ،
و تـقليبُ الــرأي فيما شكـا فيه ، حــتى تستقـيم لهمـا مشـاورتهـما ".. و قال الحسن البصري : " الناس ثلاثة
: فرجل رجل , و رجـل نصف رجـل , و رجل لا رجل ... الأول : فذو الرأي و المشورة , و الثاني : فذو
رأى و لا يشاور , و الثالث : فلا رأى و لا مشـورة " ... و قال الشاعر محمد الوراق :
إن اللبيب إذا تفـرق أمره *** فتق الأمور مناظراً و مشاورا
و أخو الجهالة يستبد برأيه *** فتـراه يعتسـف الأمور مخاطرا
يعتسف الأمور : أي يخرج بها من الصواب جهلا منه .
لـذا كـان و لابـد مـن وجـود موضوعية كبيرة عنـــد كلا الطــرفين في نقاشهما و طــرحهما لأفكارهما على طــاولة
النقــاش بشكـل يبتعـد كـل البعــد عن وجود خلفيات ســـابقة عــن الطرف الأخــر , و هـذا مـا ينتــج عنـه
وجود نقاش و نقد بناء لبنــاء ضوابــط و سبـل للخــروج بنفــع و منفعـة للطرفين و لكــل من يسمع و يــرى
حوارهما , لا الخـروج بضـرر أخر يسببه الطرفين لنفسيهما بأيديهما و فـرقة تزيد الطيـن بلـة عـلى بلته الأولى
التي لم تبقـي و لم تذر فينا من كائنة لتكون و لا سائبة لترجع و لا نقطة البداية لنعتبرها مرجع لنرجـــع لها عند
عدم وجود حلول و رؤى لذلك الموضوع , و هذه الموضوعية تتطلب أن يذكر كـل طــرف رأيه دون سلـب
الطرف الثاني فكرته و حجته و بيانه بل يـرفق به و يبصـره بالخـطأ إن كـان ذاك موجود و يقبل رأيه إن كان
هـو المخـطئ و لا يتعــالى بعلمه أو عقـلـه أو ثـقافته عليه و ينزه نفسه أو عشيرته , فقد قيل " يوجد في النهر
ما لا يوجد في البحر" , و هـذا هو الحـوار المهــذب الـذي يجـب أن يـكون نهجا دون تقليل طرف من قيمة
الطرف الأخر حتى و لو كان مخطأ في طرحه ...
و هنـــا نطـرح سؤالا منطقيا أخــر هل يعقـل أن يُقبــل منك رأيــك أو حجتـك و إن كــانت صحيحة و ذات
بـرهان حقيقي و معقـول و أنت تجبر و تسلب و تهين الطرف الأخر , كلا و الله , حتى لو كنت ما كنت
ذا علم واسـع و ثـقافة كبيرة ... قـــال الإمام محمّـد بن إدريس الشــــافعيّ " مــا ناظرتُ أحداً فأحببتُ أن يُخطِئَ
، و مـا في قلبي من علمٍ إلا وددتُ أن يكون عند كلِّ أحدٍ و لا يُنسبُ لي" , أفــلا نقبل الحــق و لـو كــان
ذلك الحــق صـادرا عن ألد الأعداء أو أصغر الأبناء سنا و معرفة , أليس من حجـة الحق عليـنا أن نظهـره و
نقبـله كـره من كـره و أحـب من أحب , و هو أصلا ما نصبــوا إليه في أي نقـــاش أو محاورة , و لا أهميـة
للمصيــب و المخــطئ فيه , فالمصيب قد جنـى ما أصاب فيه و المخـطئ لا تثريــب عليه فيــه و قد كسب من
الخير الكثير , أليس بهكذا دأب على الالتقـاء نـكون قــد جمعنا الكلمة و نبذنا التعصب و توجنا الجهود التي
بذلت بحسن فعلنا ذاك ... نسمع عن كثيراً من الآباء أنهم يتصـرفون تصــرفاً غير إســــلامي في هــذا الموضـوع
مع أسرتهم فتراه يأخذ قرارات كثيرة تهم الأسرة كلها دون أن يعــلم أحــد بهــذا الأمــر ، و بالتـالي فــإن كثيــراً
مــن الأسـر تفشـل في عـلاقاتها بسبب عــدم التحاور أو التناقش أو لوجود تعصب جهة معينة و استئثارها
بالقرارات عن باقي الأطــراف في هـذه الأمــور , فمثــلا دكتاتــورية الأب لا تولـد إلا إنســاناً مشـوهاً و فتـاة
مهتـزة ، فتصبـح الاهتمـامات الوحيـدة لهــؤلاء الأبنــاء محــاولة التخــلص مــن هذا الــواقع المريـر بكل الطرق
الممكنة ، فمثلاً نرى أن أول شاب يتقدم للفتاة تقبل به حتى و لو كان غير مناسب لتتخلص من ديكتـاتورية
والدها ... و منـه فـإن الشـورى الأسرية و عدم التعصب في الــرأي و الاستئثار به و تنفيذ ذلك التعصـب
لا تنقـص مـن مكـانة الــرجل بــل بالعـكس تـرفعــه في أعيـن أولاده و تـزيد هيبتـه و تهـديه معهـم إلى سـواء
الصراط و حسن ذلك السبيل و النهج .
قد ترجع أسباب الخلاف و نبذ الطرف الآخر إلى العديد من الأمور لا داعي لتعــدادها يكفي أنها أدت إلى
فـرقة و فقط , و لعل أهمها النفسية التي تبدو جلية في رفض وجـود رأي مخالف أساسا و بشكل يشير إلى
أن المتلقي لا يمكنه فتح حديث مثمر مع من هو بمثل هذه الشاكلة , و هــذا و الله مـرض مستعصي يصيب
الصـدر فيضيق بصاحبه , بل موجود حتى في نيته الغير سليمة تجــاه الآخرين في بادئ الأمر ...
كخــلاصة لكــل ما سبق نذكر أنــه لو تمسكنـا بديننــا الحنيــف و اقتــدينا بـــرسولنا الكــريم صــلى الله عليـــه
و سلم لأصبحت نقــاشاتنا مجــالس ذكـــر تحفها الملائكــة من كل جانب و تــدعو لنـــا بالخـير , و حـتى أمـــام
العـــالم أجمع في المجــالس و المحافــل الدوليــة , لنريهــم و نبين لهم مــدى عظمــة هــذا الـــدين و أهل هذا الدين
القويم , فيمــا بينهم و في توادهم و تراحمهم ... قال أحد رجالات العرب , كنا نريد أن نرد على أصحاب الـرأي
فــلم نحسن كيــف نرد عليهم ، حتى جـاءنا الشــافعي ففتــح لنــا ... فقد كان للإمــام الشـــافعي رضـي الله عنه
فلسفـة عظيمة في المناظرة و الحــوار و لو تمسكنـا بمـا كان عليه لاستطعنا أن نسيطر على أدائنا و تعاملنا مع
الآخرين , و كـــان مشهورا بتواضعه و خضوعه للحــق ، تشهــد لـه بذلك مناظــراته و دروســه و معـــاشرته
لأقــرانه و لتلاميذه و للنــاس ... فـلمـاذا لا نقتـدي و نـرقى نحن أهل الدين الأشم و السنة الغراء و الحضارة
البـاقية و الهدي الصالح الذي أكرمنــا به رب العــزة عـــز و جــل إلى مصاف هـــؤلاء الأســـلاف العظـــام و
طريقتهــم الفــريدة ... اللهـــهم ســدد رأينــا لمـا تحـب و تــــرضى , و صــلى الله على سيدنا و حبيبنا و قدوتنا
محمــد و عـــلى آله و أصحـــابه أجمعييـــن ... و الســــلام عليكــم و رحمـــة الله و بـــــركاته .

تم
قد تمت الاستعانة ببعض الاقتباسات من بعض المواقع لتجميع الفكرة







السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كان لي موضوع مشابه لموضوعك.لكن هل من مقتنع؟
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=237091

طاهر القلب
2010-11-11, 20:39
السلام عليكم

للخلاف و الاختلاف اسباب كثيرة و الاختلاف قسمان اختلاف تنوع و اختلاف تضاد أما الأول فهو خلاف صوري و يحرم فيه بغي الناس بعضهم على بعض و الطعن و اما الاختلاف الثاني و هو اختلاف التضاد فهو كل خلاف الحق فيه واحد و من خالفك اما عن يكون قد خالفك لدليل ظن أنه يحتج به فهذا تحفظ كرامته و ترد عليه بما ينساب مقامه و تحفظ كرامته و اما من خالف لمجرد الخلاف و هو في نفسه و اضلالا للناس فهذا يجب ان يرد عليه و لا تحفظ كرامته و هل للروافض مثلا كرامك يجب ان تحفظ لهم عندنا حال الرد عليهم

و بعد: بارك الله فيك و جزاك الله خيرا و نفع بك يا الطاهر

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حقيقة تعجز الكلمات أن تصف شكركم أيها الأخ الطيب صالح , فما أسلفته من قول كفى و وفى و ليس لما بعده تبرير و لا تكرير , و إنما قصدنا في موضوعنا هذا صنف الخلاف الذي بات من اليوميات في تعامل الناس مع بعضهم البعض , و هو الخلاف الذي يكون الحق و الواقع فيه واحد و لكن تعصب الطرف الثاني و إصراره على رأيه و تعاميه عن الحقيقة هو الذي يوصل إلى التباغض و نبذ الآخر , و لهذا الشكل من الخلاف أسبــاب قد تكون نفسية أو ثقافية أو حتى اجتماعية و إقليميـة حزبية , و الـــدلائل كثيـرة و في كل مكان , و هــذا إن ارتفعنا في المستـــوى أو نزلنا به إلى أبسط الأمور الحياتية بين الناس , و نتاج ذلك كله الفرقة الحادة التي نراها و نسمعها , بل و نتألم من أثار أسواطها الشديدة ليـــل نهــار , ضف إلى ذلك أن هناك من يتعمد نشر هذا الخلاف أو الاختلاف في وجهات النظر أو الآراء أو السبـل و هذا لغاية في نفسه قد بيتها و طبقها و هدفه منها أولا و آخرا هو نشر الوقيعة بين الإخوان و بث سمومه بينهم لتذهب ريحهم و يسهل جرهم و كرهم إلى ما لا تحمد عقباه , و منهم من ذكرت (الروافض) و الذين يجب الرد عليهم بكل وسائل الرد و على كل صعيد و هذا توخيا و وقاية من شرورهم و مكائدهم البغيضة ... أشكرك كثير و أعتب عليك قلة التواجد , فنحن بحاجة إلى كلماتكم و نصائحكم و, و لك بمثل ما دعوت لنا أخي ...
و السلام عليكم

طاهر القلب
2011-12-30, 09:40
بارك الله فيك على الموضوع
إن أول شرط من شروط المناظرة الابتعاد عن التعصب للرأي و تجريح الآخر ، و لكن من يفعل ذلك ؟ فالحوار يبدأ هادئا أو هكذا يبدو للوهلة الأولى ثم ينقلب حربا ضروسا كل الأسلحة فيها مشروعة أعني كل أنواع القذف و الطعن و التجريح و القدح ...
رحم الله السلف الصالح الذي كان رجاله يناظرون فيفحمون خصومهم لا بسب أو لعن و لكن برجاحة عقل و حسن تدبير و سلامة صدر و منطق .

السلام عليكم
تدحرج الموضوع و طواه الزمن ...
و جدير به ان يعلن ظهوره مرة أخرى لما نراه هذه الأيام من عصبيات ... و بعد:
أعتذر من الإخوة الكرام لعدم التعليق على روردهم الطيبة الصيبة النافعة
و ذلك منا سوء عملناه فعذرا عذرا مكنم أيها الأحباب ...
الفاضلة إعتماد ... جزيل الشكر لكم على المداخلة الطيبة و إنه كما تفضلت مشكورة أول شرط من شروط النقاش مهما كان البعد عن التمسك بالرأي أو التعصب للرأي مهما كانت حجيته و واقعيته , لأنه من يفعل ذلك يلقى عدم قبول من الطرف الأخر لرأييه و حجته لانه تعصب و تصلب , فكان غليظ المقال قاسي القلب , صارخا في وجه أخيه , و كانه يقول له تقبل هذا او ....... , و الغرب اليوم يعيرنا بأننا امة قامت على حد السيف و ان الإسلام انتشر بالسيف ... فبماذا نرد عليهم و هم يرون حواراتنا و نقاشاتنا بين بعضنا البعض بتلك الشاكلة ؟
و فيكم بارك الله أختنا الكريمة

"تسنيم"
2012-02-19, 22:38
شكرا أخي على هذا الطرح الذي ينم عن سعة افق وانشغال بهموم الامة و اهتمام باسباب ذهاب ريحها وخمود جذوتها واني ليحزنني منظرنا ونحن يلطم بعضنا بعضا وكل منا يغني على ليلاه ويا لهف نفسي ان كانت امورنا شتى كما قيل قديما واحكم امر الناس فاجتمعا . والأصل اخي الكريم ان الخلاف لا يفسد للود قضية . الا انه عندما أفسدنا وأذهب القضية حتى تداعت علينا الامم ونهشتنا الكلاب وها نحن شتات يشتت الى شتات ودول تقسم الى دويلات في زمن يجمع فيه العالم اشلاءه ويضمد جراحه .
:19::19::19::19::19:

ithguel
2012-02-20, 17:50
موضوعك قيم جدا وهادف الى ابعد الحدود ....شكرا لك ...

المصيبة حين ترى وتقرأ السخرية والتهكم على الاخر..وتتفيه آرائه ..وليس التعصب فقط ..