الباشـــــــــــق
2010-10-27, 15:07
قصيدة على قدر أهل العزم أبو الطيب المتنبي يمدح أمير المؤمنين ويذكر ه بناءه ثغر الحدث
سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة (954م)
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ***** وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ***** وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه ***** وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه ***** وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يفدي أتم الطير عمراً سلاحه ***** نسور الفلا أحداثها والقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب ***** وقد خلقت أسيافه والقوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها ***** وتعلم أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله ***** فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا ***** وموج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت ***** ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهر ساقها فرددتها ***** على الدين بالخطي والدهر راغم
تفيت الليالي كل شيء أخذته ***** وهن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً ***** مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم
وكيف ترجي الروم والروس هدمها ***** وذا الطعن أساس لها ودعائم
وقد حاكموها والمنايا حواكم ***** فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنما ***** سروا بجياد ما لهن قوائم
إذا برقوا لم تعرف البيض ***** منهم ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ***** وفي أُذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمةٍ ***** فما يفهم الحداث إلا التراجم
فلله وقت ذوب الغش ناره ***** فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا ***** وفر من الفرسان من لا يصادم
وقفت وما في الموت شك لواقف ***** كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً ***** ووجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى ***** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة ***** تموت الخوافي تحتها والقوادم
بضرب أتى الهامات والنصر غائب ***** وصار إلى اللبات والنصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها ***** وحتى كأن السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ***** مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نشرتهم فوق الأحيدب كله ***** كما نثرت فوق العروس الدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى ***** وقد كثرت حول الوكور المطاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها ***** بأماتها وهي العتاق الصلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونها ***** كما تتمشى في الصعيد الأراقم
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم ***** قفاه على الإقدام للوجه لائم
أينكر ريح الليث حتى يذوقه ***** وقد عرفت ريح الليوث البهائم
وقد فجعته بابنه وابن صهره ***** وبالصهر حملات الأمير الغواشم
مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبى ***** لما شغلتها هامهم والمعاصم
ويفهم صوت المشرفية فيهم ***** على أن أصوات السيوف أعاجم
يسر بما أعطاك لا عن جهالة ***** ولكن مغنوما نجا منك غانم
ولست مليكا هازماً لنظيره ***** ولكنك التوحيد للشرك هازم
تشرف عدنان به لا ربيعة ***** وتفتخر الدنيا به لا العواصِم
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه ***** فإنك معطيه وإني ناظم
وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى ***** فلا أنا مذموم ولا أنت نادم
على كل طيار إليها برجله ***** إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ألا أيها السيف الذي ليس مغمداً ***** ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم
هنيئاً لضرب الهام والمجد والعلى ***** وراجيك والإسلام أنك سالم
ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى ***** وتفليقه هام العدى بك دائم
سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة (954م)
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ***** وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها ***** وتصغر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الدولة الجيش همه ***** وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم
ويطلب عند الناس ما عند نفسه ***** وذلك ما لا تدعيه الضراغم
يفدي أتم الطير عمراً سلاحه ***** نسور الفلا أحداثها والقشاعم
وما ضرها خلق بغير مخالب ***** وقد خلقت أسيافه والقوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها ***** وتعلم أي الساقيين الغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزوله ***** فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فأعلى والقنا يقرع القنا ***** وموج المنايا حولها متلاطم
وكان بها مثل الجنون فأصبحت ***** ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهر ساقها فرددتها ***** على الدين بالخطي والدهر راغم
تفيت الليالي كل شيء أخذته ***** وهن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً ***** مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم
وكيف ترجي الروم والروس هدمها ***** وذا الطعن أساس لها ودعائم
وقد حاكموها والمنايا حواكم ***** فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنما ***** سروا بجياد ما لهن قوائم
إذا برقوا لم تعرف البيض ***** منهم ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ***** وفي أُذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمةٍ ***** فما يفهم الحداث إلا التراجم
فلله وقت ذوب الغش ناره ***** فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا ***** وفر من الفرسان من لا يصادم
وقفت وما في الموت شك لواقف ***** كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً ***** ووجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى ***** إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة ***** تموت الخوافي تحتها والقوادم
بضرب أتى الهامات والنصر غائب ***** وصار إلى اللبات والنصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها ***** وحتى كأن السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ***** مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نشرتهم فوق الأحيدب كله ***** كما نثرت فوق العروس الدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى ***** وقد كثرت حول الوكور المطاعم
تظن فراخ الفتخ أنك زرتها ***** بأماتها وهي العتاق الصلادم
إذا زلقت مشيتها ببطونها ***** كما تتمشى في الصعيد الأراقم
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم ***** قفاه على الإقدام للوجه لائم
أينكر ريح الليث حتى يذوقه ***** وقد عرفت ريح الليوث البهائم
وقد فجعته بابنه وابن صهره ***** وبالصهر حملات الأمير الغواشم
مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبى ***** لما شغلتها هامهم والمعاصم
ويفهم صوت المشرفية فيهم ***** على أن أصوات السيوف أعاجم
يسر بما أعطاك لا عن جهالة ***** ولكن مغنوما نجا منك غانم
ولست مليكا هازماً لنظيره ***** ولكنك التوحيد للشرك هازم
تشرف عدنان به لا ربيعة ***** وتفتخر الدنيا به لا العواصِم
لك الحمد في الدر الذي لي لفظه ***** فإنك معطيه وإني ناظم
وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى ***** فلا أنا مذموم ولا أنت نادم
على كل طيار إليها برجله ***** إذا وقعت في مسمعيه الغماغم
ألا أيها السيف الذي ليس مغمداً ***** ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم
هنيئاً لضرب الهام والمجد والعلى ***** وراجيك والإسلام أنك سالم
ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى ***** وتفليقه هام العدى بك دائم