مشاهدة النسخة كاملة : جاوبوني ماهي الحراقة والحرقة بالفرنسية
مرحبا جاوبوني من فضلكم ماهي الحراقة والحرقة بالفرنسية
الحرقة : L'immigration illégale, ou immigration clandestine
الحراقة ; clandestins
bermareme
2010-10-25, 17:46
مرحبا جاوبوني من فضلكم ماهي الحراقة والحرقة بالفرنسية
إن رحلة الإبحار في المياه المجهولة تبدأ من الاغتراب، وتمر بطريق الخوف والهلع و في أصل كل خوف أو هلع يكمن القهر والتسلط، وتنتهي بحالات من الانتحار.
أولا: المفاهيم الأساسية:
. الهجرة الشرعية:
تحدث الهجرة الشرعية في الدول التي تسمح نظمها القانونية باستقبال الأجانب، و تتم عن طريق الدخول من الأماكن المحددة سواء كانت عن طريق البر،الجو أو البحر لإقليم الدولة. و تشترط الدول لدخول أراضيها أو الخروج منها، تقديم جواز سفر، ساري المفعول و صادر عن السلطات المختصة أو وثيقة سفر تقوم مقام الجواز مع احترام مبدأ المعاملة بالمثل بخصوص التأشيرات.
و أشارت ديباجة دستور منظمة العمل الدولية إلى ضرورة حماية مصالح العمال المستخدمين في بلدان غير بلدانهم، و ظهرت اتفاقيات دولية و إقليمية تنظم عمليات الهجرة الشرعية، و طورت الدول تشريعاتها الوطنية المتعلقة بالهـجرة ، وأخيرا انتـقلت النظم القانونية للهـجرة إلى مرحـلة أكثر تطورا، فأصـبح القانـون الدولي هو الذي يشـرع و ينظم الهجرة من أجل العمل ، و تشـرف عليه منظـمات دولية، مثل الأمـم المتحدة و فروعها المتخصصة ، أو المـنظمات ذات العلاقة . (عثمان.أ، ياسر.ع،2008،25-26 ).
و الجزائر تولي عناية بالغة لموضوع الأجانب، حيث اتخذت السلطات العمومية منذ السنوات الأولى من الاستقلال تدابير تشريعية و تنظيمية تخص حركة و إقامة و عمل الأجانب في الجزائر، و تتمثل في :
- الأمر رقم 66-211 و المرسوم التنفيذي 66-212 المؤرخ في 02 ربيع الثاني عام 1386 الموافق 21 يوليو سنة 1966 و المتعلق بوضعية الأجانب في الجزائر.
- القانون رقم 81-10 المؤرخ في09 رمضان عام 1401الموافق 11يوليو سنة 1981و المتعلق بشروط تشغيل العمال الأجانب .
-المرسوم82-51المؤرخ في 09 ربيع الأول عام 1403 الموافق ل 25- ديسمبر-1982،يحدد كيفيات منح رخص العمل و الرخص المؤقتة للأجانب .
- مرسوم رقم 86-276المؤرخ في 09 ربيعالأول عام1407 الموافق 11نوفمبر سنة 1986،يحدد شروط توظيف المستخدمين الأجانب في مصالح الدوالة والجماعات المحلية والمؤسسات و الهيئات العمومية .
- القانون المدني : الأحكام المتعلقة بتشغيل العمال الأجانب :المواد 18-19-20-21.
و تماشيا مع التطور الذي عرفه العالم في العقد الأخير من نهاية القرن العشرين، و ما رافقه من تدفق للمهاجرين و تزايد في أعدادهم ، و ظهور للإجرام العابر للقارات و جرائم المخدرات و الإرهاب و التهريب، اتخذت الجزائر مجموعة من الإصلاحات الجذرية، شملت المؤسسات و التشريع الوطني في مختلف المجالات. و تعد التعديلات التشريعية المتعلقة بوضعية الأجانب من بين الإصلاحات المتخذة في هذا السياق. و طبقا لتعليمات المجلس الوزاري المشترك المنعقد في 14يونيو سنة 2005 التي تنص على "تجريم الهجرة الغير الشرعية"، قامت الحكومة الجزائرية بإعداد قانون يتعلق بتحديث التشريع الذي يخضع له الأجانب في الجزائر. و قد استوحى هذا القانون فلسفته من:
نتائج تقييم التشريع الساري المفعول منذ الاستقلال و المتعلق بتسيير السكان الأجانب في الجزائر.
المصالح الدبلوماسية و الإستراتيجية للجزائر.
الحاجة إلى تنظيم إقامة الأجانب، بالنظر إلى التوجُهات المتعلقة بالسياسة الوطنية للتشغيل و الشروط المتعلقة بالأمن و النظام العمومي.
ضرورة تحديث الآليات القانونية التي تسمح للمصالح المختصة بمراقبة الأجانب بتأدية مهمتها في أحسن شروط الفعالية.
الحماية القانونية للأجانب الذين دخلوا بصفة شرعية إلى الجزائر أو الذين لهم صفة مقيم في إطار احترام قوانين البلاد و كذلك حماية أملاكهم و ذلك طبقا للمادة 67 من الدستور الجزائري. (دستور1996).
التحديات المعاصرة التي تفرض على الدول التحكم في تنقل الأجانب عبر الحدود، لاسيما و أن الهجرة غير الشرعية أضحت عاملا مهددا للأمن القومي، نتيجة تطور الإجرام العابر للقارات، و جرائم الإرهاب و المخدرات و التهريب.
تطور العلاقات بين الأفراد و المجتمعات، والاهتمام الذي أصبح يحضى به الأجنبي في ظل التشريعات والاتفاقيات الدولية الحديثة، حيث حددت مركزه القانوني، و بينت التزاماته و حقوقه و ما يترتب عليه أثناء وجوده على أرض دولة خارج بلاده.
3. الهجرة غير الشرعية:
الهجرة غير الشرعية في معناها العام هي التسلل عبر الحدود البرية و البحرية، و الإقامة بدولة أخرى بطريقة غير مشروعة. و قد تكون الهجرة في أساسها قانونية و تتحول فيما بعد إلى غير شرعية، و هو ما يعرف بالإقامة غير الشرعية.
و تتضمن الهجرة غير الشرعية في مضمونها الهجرة السرية، و تعني الاجتياز غير القانوني للحدود، دخولا أو خروجا من التراب الوطني للدولة.
و ظاهرة الهجرة السرية باتت ظاهرة عالمية، إذ تصنف في المرتبة الثالثة تبعا لخطورتها الإجرامية بعد المتاجرة بالمخدرات و الأسلحة، و قد تفاقمت في فترة ما بعد الحرب الباردة بسبب: التطور التكنولوجي في ميدان الاتصال ووسائل النقل- المراقبة الهشة للحدود- النزاعات العرقية- النزوح القسري. (عمران.أ، 1997، 91-92 ). هذه المظاهر الجديدة دفعت الناس إلى البحث عن حياة أفضل في بلدان أجنبية، و حفزت أنواعا مختلفة من الهجرة، فظهرت تنظيمات و عصابات إجرامية مختصة تعرف بشبكات الهجرة السرية.
إن شبكة الهجرة السرية هي جمعية مهيكلة لعصابة أشرار، عادة ما تكون متدرجة و أحيانا مقطوعة فيما بينها، تقوم بتنظيم و تسهيل استدراج و توجيه مهاجرا أو عدة مهاجرين سريين من بلد إلى آخر، غالبا ما تكون مقابل مبالغ مالية، و أحيانا مقابل قيم أخرى (دليل عملي ،د،م،م،ه،س،2007،04 ).
و يمكن تحديد طائفتين من الأشخاص المتورطين في جرائم الهجرة السرية: أولاهما من يرتكبون جرائم تهريب الأفراد و المخدرات ،أما الطائفة الثانية فتضم المشاركين في الجريمة عن طريق التحريض أو الاتفاق أو المساعدة، و البيان النموذجي التالي ، يوضح البناء الهرمي لشبكة مختصة في الهجرة السرية.
ثانيا: المفاهيم المساعدة.
1- التطرف : تعددت التعريفات الخاصة بالتطرف تبعا لنوع الدراسة التي اعتمدت المفهوم، ويشار إليه في قاموس "روبار" بأنه تجاوز حدّ الاعتدال و الغلو فـي الاعتقاد و السلوك(1997,742 MICHEL.L.).
و التطرف من المنظور النفسي, هو تجاوز خط الاعتدال وثورة ورفض الواقع المحيط بالفرد بما يحمله هذا الواقع من نظام قيمي و معايير (1953, 121, MICHEL.L ) أما في المجال السوسيولوجي, فالتطرف يشير إلى تجاوز حد الاعتدال في الخطاب أو الموقف أو الفعل, مما يترتب على ذلك ممارسة سلوك غير محمود (1977,46 PIERRE.A, ) والهجرة السرية هي النهاية القصوى في قبول الواقع .. وهي تشير إلى التطرف في السلوك والتعصب في الموقف و بالتالي هي ظاهرة تمثل رفض الواقع و الانسحاب أو الهروب منه.
2- التفاوت الاقتصادي و الاجتماعي:
هو عدم العدالة في توزيع الثروة و الأشياء ذات القيمة بين مختلف طبقات المجتمع و فئاته، نظرا لعدم كفاءة السياسات التوزيعية وانجازها لصالح فئات دون أخرى ( محمود.ع، 246.1980).
و تكتسي العملية التوزيعية أهمية خاصة في التنمية الشاملة؛ فهي مدخل أساسي لتلبية مطالب فئات المجتمع و بالتالي القضاء على التفاوت الاقتصادي و الاجتماعي و منه الحفاظ على الاستقرار السياسي.
3- الحرمان:
يقصد بالحرمان عدم إشباع الحاجات التي يراها الأفراد أساسية أو مرغوبة أو متوقعة.و المحرومون هم أكثر فئات المجتمع شعورا بالاستياء تجاه الأنظمة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية الموجودة ( سوريال.إ، 233،1977 ) و تعتبر نظرية الحرمان إطارا مهمّا في تفسير الهجرة السرية، حيث يعبّر الحرمان عن الإحباط و المعاناة النفسية و الاجتماعية، وهو قصور و تعارض بين الأهداف التي يضعها المجتمع لأفراده و بين الوسائل المتوفرة..و الأفراد الذين يمارسون سلوك الهجرة السرية يعانون من الإحباط في الثقافة التي يعيشون فيها، و التجارب التي مروا بها أثرت على أدوارهم و سببت لهم كثيرا من المتاعب.
4- الوعي بالحرمان:
يدل الوعي بالحرمان، على معنى إدراك الجماعات التي تعاني الحرمان حقيقة أوضاعها و قدرتها على تغيير هذه الأوضاع( سموك.ع.53.2006). وهنا تبرز أهمية سلوك الهجرة السرية الذي يحرّك الأنظمة السياسية، بضرورة الانتباه إلى فئة من فئات المجتمع و الإسراع بتشخيص الأعراض المرضية التي يعانون منها مع العمل على تحسين وترقية الأوضاع الاجتماعية من أجل حياة تُحترم فيها الكرامة الإنسانية .
: قراءة سوسيولوجية في الاتجاهات النظرية المفسرة للهجرة السرية :
تصنف الهجرة السرية حسب طبيعتها القانونية بأنها جريمة يعاقب عليها القانون. ويخول المشرع المؤسسات المتخصصة الصلاحيات الواسعة لمحاربة هذه الظاهرة بكل الوسائل المشروعة. و ينظر الاتجاه الاجتماعي إلى الهجرة السرية علي أنها إفراز اجتماعي ناجم عن مظاهر السلوك و التفاعلات و العمليات الاجتماعية المتنوعة التي تحدث داخل المجتمع (اليوسف .ع، 2006،31).
ويكتسي هذا المفهوم بعدين أساسين :
البعد الأول:
يربط التغيرات بمعدل نسبة الهجرة السرية في البناء الاجتماعي بما في ذلك التحولات و النظم الاجتماعية. و في هذا الصدد يناقش الباحث الاجتماعي ارتباط معدلات الهجرة السرية ببعض المتغيرات الاجتماعية مثل: الحراك الاجتماعي و الصراع الثقافي و نظام التدرج الاجتماعي و العوامل الاقتصادية و السياسية و كثافة السكان و عمليات توزيع الثروة و الدخل و العمل و غيرها.
البعد الثاني:
يربط بين الهجرة السرية و التفاعل الذي يحدث بين الأفراد داخل البناء الاجتماعي.
و الحقيقة أن تفسير سلوك الهجرة السرية لا يخرج عن إطار النظريات الاجتماعية الأساسية في علم الاجتماع و هي النظرية الوظيفية و الماركسية و أخيرا التفاعلية الرمزية.
إن دراسة الهجرة السرية من منطلق المنهج الوظيفي تقوم على أساس أنها:
- سلوك يخالف القواعد و الأنماط السلوكية المتعارف عليها في المجتمع، فضلا على أنه يعتبر تعدي صارخ على قواعد الضبط الاجتماعي ، فيفضي إلى تمزيق العلاقات و الأبنية الاجتماعية.
- إخفاق في النظم الاجتماعية المختلفة من حيث تشريب أفراد المجتمع المعايير و القيم التي يرعاها المجتمع ( اليوسف . ع ، 2002 ، 25 )**.
- فشل لأفراد المجتمع في استيعاب معاييره القائمة على التضامن و التساند الاجتماعيين.
لذلك يؤكد أنصار المنهج الوظيفي على ضرورة توقيع العقاب على مثل هذا النوع من السلوك مع ضرورة إتباع طرق العلاج و الإصلاح .
و حسب الاتجاه الماركسي أو ألصراعي فإن الهجرة السرية تحدث نتيجة التوزيع غير العادل للثروة في المجتمع مما يحدث الصراع الدائم بين من يملكون هذه الثروة و الذين لا يملكون ذلك. و يشهد العصر الحالي نظاما عالميا يقود إلى الثراء الفاحش، و يلاحظ أن الديمقراطية أفرغت من مضمونها في عصر العولمة بحكم الأثرياء الجدد، فاختلّت توازنات التنمية، و ارتفعت البطالة في الدول كلها ( الغنية و الفقيرة على السواء )، و ظهر الفقر، و اشتدت حدة المعاناة، و أصبح الوضع لا يطاق، فبدا الصراع واضحا بين الطبقات، مما دفع البعض إلى البحث عن منافذ الهجرة السرية.
و يعد عالم الاجتماع الأمريكي "إدوارد ليمرت" أبرز من يمثل الاتجاه التفاعلي الرمزي أو التأثير الاجتماعي المتبادل، حيث يرى أن الانحراف في السلوك بصفة عامة هو نتيجة صراع ثقافي تظهر أثاره في نظم المجتمع. (اليوسف.ع، 38.2006) .
و عليه يمكن القول أن الهجرة السرية تحدث تبعا لثلاثة أبعاد:
1. البعد الفردي: يكمن في الضغوط النفسية الداخلية التي تؤثر مباشرة على الفرد فتدفعه إلى سلوك الهجرة السرية.
2. البعد الاجتماعي: يقوم نتيجة وجود تنظيمات اجتماعية أو عصابات ترى أن الهجرة السرية سلوك مشروع يسد نقصا في الأيدي العاملة لدى بعض الدول الصناعية في مجال الخدمات و البناء و الزراعة و بصفة عامة المهن الهامشية.
و لذلك تشدد التشريعات الحديثة على توقيع العقاب وتنص على توسيع مجال الأفعال التي تعتبر الهجرة السرية جريمة. و يعاقب القانون الأشخاص الذين كونوا عصابات أو تنظيمات بغرض تنظيم عمليات الهجرة السرية، أو الأشخاص المساعدين، سواء بالإرشاد أو تسهيل العبور إلى الدول، أو إيواء الأشخاص المهربين أو تهريبهم، أو إعداد أماكن لإخفائهم، و توفير وسائل النقل لهم، أو القيام بعملية النقل في حد ذاتها ( عثمان الحسن.م، ياسر عوض.أ,50.49.2008 ).
3. البعد الظرفي : ينشأ نتيجة الأحداث المفاجئة التي تعرض الأفراد إلى ضغوطات بيئية قاسية يستحيل معها التفكير الحكيم و اختيار السلوك السليم. و الهجرة السرية وفق هذا المنظور تحدث بالتدرج، تبدأ الرحلة بالاغتراب و الإحساس بالعزلة والقهر في الثقافة المحلية، و تنطلق بمحاولات أولية، تمر بردود أفعال مجتمعية قاسية (من جهة المجتمع يرد على السلوك بالعقاب و من جهة أخرى عصابات متخصصة تثير العنف الاجتماعي )، تتخلل الرحلة تبادل مشاعر الحقد و الكراهية و العدوانية بين الأطراف المشاركة فيها، و تنتهي بإضفاء وصمة الانحراف و الإجرام على المهاجر السري. و في هذه المرحلة جميع الاحتمالات تكون واردة. إن ارتفاع نسبة الهجرة السرية مرده وصمة الانحراف التي أضفاها المجتمع على المهاجر السري. و ما يزيد الأمر تعقيدا هو الزج بهذا "المنحرف" إلى المؤسسات العقابية ووضعه في قاعات تلتهب بنيران التسلط و القهر و الإجرام بكل أشكاله.
: أبعاد الهجرة السرية:
يخلص من التحليل السوسيولوجي للاتجاهات النظرية المفسرة للهجرة السرية، أن هذه الظاهرة ترتبط بالأبعاد التالية :
1. ضغوط البيئة و ما يصاحبها من تفكك في قواعد الضبط الاجتماعي و الروابط الاجتماعية. و في هذا الإطار، يمكن توظيف نظرية التفكك الاجتماعي لتفسير الهجرة السرية، وتفيد الملاحظات الميدانية أن المهاجرين السريين يعيشون في بيئات اجتماعية منخفضة المستويين الاقتصادي و الاجتماعي.
2. اختلال التوازن بين الأهداف و الوسائل المتاحة لتحقيق هذه الأهداف بالطرق المشروعة، يُعرض المجتمع إلى حالات من الاضطراب، فيضعف التماسك و التساند الاجتماعيين،مما يؤدي إلى ظهور الانزلاقات.
و عليه يمكن تصنيف الهجرة السرية وفقا لنظرية " دوركايم " في الانتحار إلى ثلاثة أنواع :
أ- الهجرة السرية و كونها انتحار أناني :
يحدث هذا السلوك بسبب النزعة الفردية المتطرفة و انفصال الفرد عن الثقافة التي يعيش فيها. و ينشأ هذا النوع من السلوك نتيجة ضعف درجة التضامن الاجتماعي داخل المجتمع ( الدوري.ع،75.1991 )، حيث لا يجد المهاجر السري من يسانده عندما تحل به أي مشكلة و تصبح الهجرة السرية من الاستراتيجيات الحيوية التي يحددها لنفسه.
ب- الهجرة السرية و كونها انتحار إيثاري :
تحدث هذه الحالة عندما يكون الفرد مرتبطا ارتباطا وثيقا بجماعات أو أشخاص متشبعين بفكرة الهجرة السرية.
ج - الهجرة السرية و كونها انتحار أنومي :
تحدث الهجرة السرية في هذه الحالة عندما:
• تنحل النظم الاجتماعية و الثقافية و الأخلاقية في المجتمع.
• تضطرب الحياة الاقتصادية و السياسية في المجتمع.
• تحدث هوة ثقافية تفصل بين الأهداف و بين الوسائل ، بين الطموح الشخصي و بين ما هو متوفر فعلا(العفيفي. ع ، 1983،91-92).
و بالنتيجة يمكن القول أن هذه النظرية تفسر الهجرة السرية من منطلق أن المهاجر السري يشعر بأنه غير قادر للوصول إلى الوسائل المشروعة لتحقيق الأهداف التي وضعها المجتمع لأفراده، بسبب عدم توافر الفرص الوظيفية ، أو لأنه لا يستطيع الاندماج في الثقافة المجتمعية، فيُجبر على الانسحاب .و هذا الموقف يعتبر نمط من أنماط عدم المعيارية – حسب ميرتون- ( اليوسف .ع،2006،47).
3- مخالفة القيم و المعايير التي يشترك فيها غالبية الناس في المجتمع. في هذا الصدد تفسر الهجرة السرية على أساس أنها سلوك منحرف، و يقوم المجتمع بإضفاء وصمة الانحراف على المهاجر السري ، مما يؤدي إلى بلورة نقمة الجمهور ضد الشخص الممارس لهذا السلوك، و أيضا تأكيد نقمة الفرد الموصوم نحو نفسه (اليوسف.ع، 2006،53).
4- التقليد حيث أن الهجرة السرية تنشأ بتأثير نموذج يحتذى به . و تلعب وسائل الإعلام دورا هاما في تحريك الدوافع الذاتية ، حيث أن الفرد الذي يملك استعدادا للهجرة، يندفع بقوة التقليد نحو ممارسة هذا السلوك.
5- الموضة و يعبر عن ذلك بقانون الاندماج أو قانون تداخل الموضات و العادات و تزاحمها و حلول بعضها محل بعض الآخر،(اليوسف. ع،2006،55).
6- قوة خفية في المجتمع تدفع الفرد إلى البحث عن منافذ للهجرة السرية، من منطلق أن أرض الله واسعة، ... و الإنسان لابد عليه أن يتحرك ليرزق.
خامسا : أسباب الهجرة السرية :
تناولت دراسات عديدة أسباب الهجرة منها محاولة EVERTT.lee بتحديد أربعة عوامل تحفز للهجرة و تؤثر في تياراتها و هي : عوامل مرتبطة بالمنطقة الأصلية للمهاجرين – عوامل مرتبطة بمنطقة استقبال المهاجرين – العوائق المتداخلة بين المنطقتين – العوامل الشخصية ( عطوي .ع،1993 ، 151، 152).
و اهتم mangalem بتتبع عملية التغير الاجتماعي و انعكاساتها على قيم الناس و حاجاتهم و طموحاتهم و توقعاتهم ، فدرس البناء الاجتماعي و ركز في دراسته على ثلاث مستويات هي : النسق الاجتماعي – نسق الثقافة – نسق الشخصية ، و توصل إلى أن الهجرة :
1. تبرز في خضم هذه العملية كفاعل أساسي في حفظ التوازن الديناميكي للنظام الاجتماعي ككل.
2. تعتبر ميكانيزما تعويضيا بالنسبة للأفراد الذين يواجهون مشكلات في ثقافتهم الأصلية .
3. تعتبر من القيم الخاصة المضادة لانعكاسات التغير الاجتماعي ( غانم . ع ، 1982،32). و توصلت نتائج دراسات أخرى، أن التغيرات الديموغرافية أثرت في الهجرة الدولية من حيث :
- ارتفاع معدلات النمو السكاني في الدول النامية ، مع غياب برامج تنموية ناجحة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة و تدني مستويات الأجور ، الأمر الذي دفع ببعض سكان هذه الدول إلى البحث عن فرص عمل في دول أخرى .
- أن الدول الصناعية تمر مند أكثر من نصف قرن، بآخر مراحل التحول الديموغرافي التي تتميز بانخفاض كبير في معدلات النمو السكاني، و ارتفاع نسبة كبار السن نتيجة للانخفاض الشديد في معدلات الوفيات (عثمان . أ،ياسر،ع،2008،7).
و لا جدال من أن دراسة جدية للهجرة السرية تتطلب الأخذ بعين الاعتبار الأسباب التاريخية و الاقتصادية و السياسية للواقع التي نشأت فيه، فضلا عن العوامل الطارئة أو الاعتراضية التي تصاحب التغيرات الاجتماعية المفاجئة و العنيفة. إن طرح إشكالية هذه القضية لازال يتم بطريقة فجة، بل أن الإعلام يكتفي بنشر المعلومات و البيانات التي يجمعها من مصادر المؤسسات المكلفة بمحاربة الظاهرة ، و يوظف مصطلحات و مفاهيم تفيد التهويل و الإثارة والتحذير( قوارب الموت )، فشاعت تصورات بسيطة و ضيّقة، مع أن المشكلة في بعديها الإنساني و الأمني، تتجاوز كل ذلك إلى معضلة حقيقية تتفاقم بحدة و قساوة.
مشكورة أختي على المعلومة وشكرا جزيلا أخي على المعلومات القيمة في موضوع الهجرة الغير شرعية
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir