مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من فتنه التكفير
نينا الجزائرية
2010-10-18, 18:12
التحذير من فتنه التكفير ( لمحدث العصر محمد بن ناصر الدين الالبانى رحمه الله)
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف الخلق والمرسلين:
بارك الله فيكم واعانكم على نصره الحق ، واتباع المنهج السلفى القويم
فان الموضوع كما تكلمت مرار وتكرار مهم جدا وقد كثر فيه الخوض فيه قديما وحديثا وهو مضله افهام من لايفهمون المنهج السلفى الذى يتبعون النبى صلى الله عليه وسلم على بصيره وعلم
هو موضوع التكفير والتبديع والتفسيق بغير علم وبصيره
ولخطوره هذ الامر الذى كان مزله اقدام، ومضله افهام اهتم العلماء به فالفوا كتبا فى بيان نواقض الاسلام وحكم مرتكب الكبيره التى هى دون النواقض من اجل در الخطر عن هذه الامه، وبيان الحق والباطل فى هذا الباب كى لايتكلم فيه من لايحسنه او يدخل فيه من لايتقن ضوابطه واصوله
او يتساهل فى شانه من ليس عنده غيره على دين الله فتتسرب العقائد الفاسده والنحل الضاله الى دين الله فيلتبس الحق بالباطل
ويحسب على الامه من ليس منها ويدخل فى الدين ما منه.
فالتكفير له شروط وضوابط لايتكلم بها الا اهل العلم والبصيره
فاليك اخى الكريم هذه المحاضرات العظيمه لشيخنا محدث الشام ومحدثه العصر
( محمد ناصر الدين الالبانى رحمه الله)
وهذه المحاضرات هى عين الحق ، ونصره الحق فى هذا الامر وان شكك فيها المبطلون ، وان شكك فيها اهل الاهواء والبدع ، وان شكك فيها الذين يتهمون الشيخ بعدما القى هذه المحاضرات بالارجاء والخروج عن منهج اهل السنه والجماعه لماذا؟ ( لانه قال لانكفر اى احد بذنب مالم يستحله ، وانه لبد من استحلال فى القلب لهذا الامر اولا وان فلا) ولكن هذا الحديث لايعجب اهل الخرافات والاهواء من التكفريون وخوارج هذا العصر ، فتهموا الشيخ بالارجاء والخروج عن المنهج
فالى الله المشتكى فكل من طعن فى مذهب شيخنا ، ووفقنا الله واياكم لنصره الحق واتباع المنهج القويم
بدليل من كتاب الله وسنه نبيه بفهم سلف هذه الامه
فاليك اخى اعظم محاضرات هالعلامه محاضرات ( فتنه التكفير )
وفقنا الله عزوجل لما يحبه ويرضاه
الروابط:
الشريط الاول
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6873&scholar_id=47&series_id=277
الشريط الثانى
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6874&scholar_id=47&series_id=277
الشريط الثالث:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6875&scholar_id=47&series_id=277
الشريط الرابع:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=6876&scholar_id=47&series_id=277
واسال الله عزوجل ان ينفعنا بما علمنا وان يهدينا الى سبيل الرشاد وحياكم الله وجزاكم الله خير
فصبر جميل
2010-10-18, 18:54
جزاكم الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتكم
نينا الجزائرية
2010-10-18, 19:08
اللهم امين واياكم
فريدرامي
2010-10-18, 19:13
فعلا التكفير من أخطر الفتن التى أصابت أمتنا
فأصبح كل من هب ودب يقول بغير علم
نسأل الله علما نافعا وان يهدينا الى الطريق المستقيم
........بارك الله فيك أختي نينا موضوع يستحق الوقوف عنده طويلا
فقط نرجو مراجعة الروابط يبدو انها لاتعمل ...وشكرا لك
http://www.azooz.net/data/media/70/hh7net12614002871.gif
نينا الجزائرية
2010-10-18, 19:19
http://img403.imageshack.us/img403/6704/get1165953512.gif (http://img403.imageshack.us/my.php?image=get1165953512.gif)
اخي الرابوبط تعمل جيدا وقد جربتها
نينا الجزائرية
2010-10-18, 19:21
http://img403.imageshack.us/img403/6704/get1165953512.gif (http://img403.imageshack.us/my.php?image=get1165953512.gif)
الراوبط تعمل جيدا اخي وقد جربتها
فريدرامي
2010-10-18, 19:35
ربما المشكلة عندي
بارك الله فيك ووفقك
دودو العنابي
2010-10-18, 22:52
السلام عليكم ورحمة الله وبعد لا شك أن التكفير من الابواب الخطيرة التي ولجها وخاض كثير ممن ليس أهلا له لكن لا يعني ذلك أن يحجم المرء عنه بالكلية إذ أن التكفير هو من الاحكام الشرعية التي جاءت منطوقة في كتاب الله وسنة رسوله فالتحذير من التكفير بإطلاق لا يصح كما أن الخوض فيه دون علم لا يصح ولا أن المذهب الوسط هو عين الحق الذي يجب اتباعه, هذا وقد رد الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله عن من أطلق التحذير من فكر التكفير وتسميته فتنة http://sites.google.com/site/tahmilatt/home/fawzan-tham-irja.mp3?attredirects=0
دودو العنابي
2010-10-18, 22:58
عفوا لقد اخطأت النقل وكلام الشيخ الفوزان الذي قصدت نقله موجود على الرابط التاليhttp://www.alsaha.com/sahat/6/topics/33679
نينا الجزائرية
2010-10-21, 06:14
ربما المشكلة عندي
بارك الله فيك ووفقك
معك حق وقد عدتلها اسفة جدا
نينا الجزائرية
2010-10-21, 06:15
السلام عليكم ورحمة الله وبعد لا شك أن التكفير من الابواب الخطيرة التي ولجها وخاض كثير ممن ليس أهلا له لكن لا يعني ذلك أن يحجم المرء عنه بالكلية إذ أن التكفير هو من الاحكام الشرعية التي جاءت منطوقة في كتاب الله وسنة رسوله فالتحذير من التكفير بإطلاق لا يصح كما أن الخوض فيه دون علم لا يصح ولا أن المذهب الوسط هو عين الحق الذي يجب اتباعه, هذا وقد رد الشيخ الدكتور صالح الفوزان حفظه الله عن من أطلق التحذير من فكر التكفير وتسميته فتنة http://sites.google.com/site/tahmilatt/home/fawzan-tham-irja.mp3?attredirects=0
بارك الله فيك علي الاضافة القيمة
نينا الجزائرية
2010-10-21, 06:16
عفوا لقد اخطأت النقل وكلام الشيخ الفوزان الذي قصدت نقله موجود على الرابط التاليhttp://www.alsaha.com/sahat/6/topics/33679
جزاك الله خيرا
مصر المسلمة
2010-10-22, 21:34
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وأتباعه إلى يوم الدين
أحببت أن أنهي مشاركتي في هذا المنتدى بإيضاح شيء بسيط في موضوعك أختي الكريمة وهو أن الشيخ الألباني يرحمه الله مجدد لهذا العصر وأحدث طفرة علمية لهذا الدين فجزاه الله خيراً عنا وعن المسلمين
لكن ليس معنى ذلك أننا نتعصب للأشخاص أو أننا نقدسهم ونرفعهم إلى منزلة الأنبياء
فهولاء سلفنا الصالح كانوا ينصحونا بأن نضرب بكلام بعضهم الحائط إذا خالفوا الدليل
وما جاء في هذا الموضوع جميل ورائع وشيء حسن , لكن أيضا ليس معنى أننا نرهب من التكفير نمحيه بالكلية ! لآن من لم يكفر الكافر فهو كافر ... وهناك نقطة لبد الإشارة إليها وهي نقطة حوار هذا المحور , وسبب هذه المقدمة الطويلة العريضة هذا القول
( لانه قال لانكفر اى احد بذنب مالم يستحله ، وانه لبد من استحلال فى القلب لهذا الامر اولا وان فلا)
ودعينا نرد على هذا القول بقول أهل العلم الثقات المعنين بهذا الأمر
هل يشترط الإستحلال في كفر من حكم بغير ما أنزل الله
قال إسحاق بن راهويه المروزيّ .
أجمع المسلمون على أن من سبَّ الله ، أو سبَّ رسولَه - صلى الله عليه وسلم -، أو دفع شيئاً مما أنزل الله عزَّ وجلَّ ، أو قتل نبيَّاً من أنبياء الله، أَنَّه كافر بذلك وإِنْ كان مُقِرَّاً بكلِّ ما أنزل الله )
وقال شيخ الإسلام بن تيمية يرحمه الله
والظلم مما اتفق على ذمه وتقبيحه وذم أهله وبغضهم والمقصود أن الحكم بالعدل واجب مطلقا في كل زمان ومكان على كل أحد ولكل أحد والحكم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو عدل خاص وهو أكمل أنواع العدل وأحسنها والحكم به واجب على النبي وكل من اتبعه ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر وهذا واجب على الأمة في كل ما تنازعت فيه من الأمور الإعتقادية والعملية قال تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )
وقال شيخ الإسلام بن تيمية :
" والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً بالإتفاق"
وقال الإمام الشنقيطي
" من لم يحكم بما أنزل الله معارضة للرسل، وإبطالاً لأحكام الله، فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج عن المللة."
قالتً اللجنة الدائمة للإفتاء
وأوردت هذه الفتوى في الرد على البعض الكتب المختلة علميا قالت اللجنة
"دعواه إجماع أهل السنة على عدم كفر من حكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام إلا بالإستحلال القلبي كسائر المعاصي التي دون الكفر . وهذا محض إفتراء على أهل السنة ، منشؤه الجهل أو سوء القصد نسأل الله السلامة والعافية ."
أ.هـ
فقول الإستحلال هنا لبد أن نقف معه وقفات عديدة
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
أخوكم مصر المسلمة
جمال البليدي
2010-10-22, 23:50
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وأتباعه إلى يوم الدين
أحببت أن أنهي مشاركتي في هذا المنتدى بإيضاح شيء بسيط في موضوعك أختي الكريمة وهو أن الشيخ الألباني يرحمه الله مجدد لهذا العصر وأحدث طفرة علمية لهذا الدين فجزاه الله خيراً عنا وعن المسلمين
لكن ليس معنى ذلك أننا نتعصب للأشخاص أو أننا نقدسهم ونرفعهم إلى منزلة الأنبياء
فهولاء سلفنا الصالح كانوا ينصحونا بأن نضرب بكلام بعضهم الحائط إذا خالفوا الدليل
وما جاء في هذا الموضوع جميل ورائع وشيء حسن , لكن أيضا ليس معنى أننا نرهب من التكفير نمحيه بالكلية ! لآن من لم يكفر الكافر فهو كافر ... وهناك نقطة لبد الإشارة إليها وهي نقطة حوار هذا المحور , وسبب هذه المقدمة الطويلة العريضة هذا القول
ودعينا نرد على هذا القول بقول أهل العلم الثقات المعنين بهذا الأمر
هل يشترط الإستحلال في كفر من حكم بغير ما أنزل الله
قال إسحاق بن راهويه المروزيّ .
أجمع المسلمون على أن من سبَّ الله ، أو سبَّ رسولَه - صلى الله عليه وسلم -، أو دفع شيئاً مما أنزل الله عزَّ وجلَّ ، أو قتل نبيَّاً من أنبياء الله، أَنَّه كافر بذلك وإِنْ كان مُقِرَّاً بكلِّ ما أنزل الله )
وقال شيخ الإسلام بن تيمية يرحمه الله
والظلم مما اتفق على ذمه وتقبيحه وذم أهله وبغضهم والمقصود أن الحكم بالعدل واجب مطلقا في كل زمان ومكان على كل أحد ولكل أحد والحكم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو عدل خاص وهو أكمل أنواع العدل وأحسنها والحكم به واجب على النبي وكل من اتبعه ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر وهذا واجب على الأمة في كل ما تنازعت فيه من الأمور الإعتقادية والعملية قال تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )
وقال شيخ الإسلام بن تيمية :
" والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً بالإتفاق"
وقال الإمام الشنقيطي
" من لم يحكم بما أنزل الله معارضة للرسل، وإبطالاً لأحكام الله، فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج عن المللة."
قالتً اللجنة الدائمة للإفتاء
وأوردت هذه الفتوى في الرد على البعض الكتب المختلة علميا قالت اللجنة
"دعواه إجماع أهل السنة على عدم كفر من حكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام إلا بالإستحلال القلبي كسائر المعاصي التي دون الكفر . وهذا محض إفتراء على أهل السنة ، منشؤه الجهل أو سوء القصد نسأل الله السلامة والعافية ."
أ.هـ
فقول الإستحلال هنا لبد أن نقف معه وقفات عديدة
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
أخوكم مصر المسلمة
أولا: الإستحلال معناه أن تعتقد حل ما فعلته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله"المستحل للشيء هو الذي يأخذه معتقدا حله"الفتاوى الكبرى 24/6
وقال الشاطبي في الإعتصام"لفظ الإستحلال إنما يستعمل في الأصل فيمن اعتقد الشيء حلال"
ويعرف هذا الإستحلال بأن يصرح الشخص بلسانه أو بقلمه على أن هذا الفعل حلال أما أن يصر عليه وهو يعتقد أنه حرام فلا يعتبر مستحلا والأصل في المسلم عدم الإستحلال حتى يصرح بذلك
ثانيا: أما ما يسميه البعض بالإستحلال العملي كالإصرار على المعصية فلا يكفر به العبد إلا إذا كان الفعل في حد ذاته كفر أكبر كسب الله والسجود للصنم
قال الشيخ العثيمين في لقاء الباب المفتوح سـؤال رقم (1200)
الاستحلال هو أن يعتقد حلّ ما حرّمه الله أما الاستحلال الفعليّ
فينظر : إن كان هذا الاستحلال مما يكفِّر فهو كافر مرتدّ ، فمثلاً : لو أنّ الإنسان تعامل بالرِّبا ، لا يعتقد أنّه حلال لكنّه يصرُّ عليه ، فإنه لا يكفر ؛ لأنّه لا يستحلّه ، ولكن لو قال : إنَّ الرِّبا حلال ويعني بذلك الرِّبا الذي حرَّمه الله ، فإنه يكفر ، لأنّه مكذِّب لله و رسوله صلى الله عليه وسلم الاستحلال إذن : استحلال فعليّ ، واستحلال عقديّ بقلبه ، فالاستحلال الفعليّ ينظر فيه للفعل نفسه ، هل يكفِّر أم لا ؟ و معلوم أن أكل الرِّبا لا يكفر به الإنسان ، لكنّه من كبائر الذُّنوب ، أما لو سجد لصنم فهذا يكفر لماذا ؟ لأن الفعل يكفِّر ؛ هذا هو الضابط لكن لابد من شرط آخر وهو ألا يكون هذا المستحلُّ معذوراً بجهله، فإن كان معذوراً بجهله فإنه لا يكفر ))
◄وهذا الكلام فيه عدة فوائد نحتاجها في موضوعنا هذا :
1-الإستحلال هو أن يعتقد الشخص أو يصرح أن هذا الأمر حلال وهذا لا يكون إلا في الكفر الأصغر
2-الإستحلال لا يشترطه أهل السنة إلا في الأعمال (الغير الكفرية)كالمعاصي,وأما الأعمال الكفرية فإنهم لا يشترطون ذلك-خلاف المرجئة-فإن المواقع للكفر يكفر ,سواء استحل الفعل المكفر أم لا ,وهذا مع مراعاة ضوابط الحكم على الشخص المعين-وقد بينا هذا في بداية السلسلة-
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أم لم يستحله).وعليه:فلو كان الحكم بالقوانين الوضعية المخالفة للشريعة كفرا ,لم يكن لهؤلاء الأكابر تقييده بالإستحلال وقد اشتد نكيرهم على المرجئة لإشتراطهم ذلك في الأعمال الكفرية,فدل إشتراطهم الإستحلال فيمن حكم بالقوانين على أن الحكم بها معصية وليس كفرا .
◄وإنطلاقا من هذين الفائدتين أقول :
أي عالم إشترط الإستحلال في الحكم بالقوانين فهو يرى أنه معصية أو كفر أصغر لا يخرج من الملة إذ أنه لا إستحلال في الكفر الأكبر كالسجود للصنم وسب الله تعالى كما تقدم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
◄قد يقول قائل : وهل نحن مطالبون بشق صدره حتى نعرف أنه استحل أم لا؟؟؟
فنقول : إذا صرح الشخص بأن هذا الفعل حلالا فهذا مستحل وقع في الكفر الأكبر الذي كان من قبل أصغر والتصريح إما أن يكون باللسان أو القلم
جاء في شريط الدمعة البازية :
(قال الإمام ابن باز : الأصل عدم الكفر حتى يستحل ، يكون عاصيا وأتى كبيرة ويستحق العقاب ، كفر دون كفر حتى يستحل .
فقال السائل : حتى يستحل ؟!! الاستحلال في قلبه ما ندري عنه ؟
فقال الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ هذا هو ، إذا ادعى ذلك ، إذا ادعى أنه يستحله. )
والشريط موجود على الشبكة
من هنا (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson...esson_id=16099)
قلت : وكلام ابن باز صحيح يؤيده ما جاء في قصة ذلك الصحابي الذي قاتل أحد المشركين، فلما رأى هذا المُشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم الصحابي، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فما بالاها الصحابي فقتله، فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه و سلم أنكر عليه ذلك أشد الإنكار، فاعتذر الصحابي بأن المشرك ما قالها إلا خوفاً من القتل، وكان جوابه صلى الله عليه و سلم: ] هلاّ شققت عن قلبه ؟! [. أخرجه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.
ثالثا: وبناء على ما تقدم نقول:
الإستحلال لا يكون بالتمادي في المعصية مهما كثرت وعظمت مالم تكن كفرا كإهانة المصحف أو سب الله تعالى وإلا للزم تكفير أصحاب النوك الربوية وبيوت الفاحشة لكونهم تمادوا في هذا الفعل وهذا معلوم البطلان ومنه تشريع الحكام لهذه القوانين ليس دليلا على إستحلالهم لها إلا أن يصرحوا كأن يصرح بوحشية الحدود أو أن الشريعة غير مناسبة للعصر .
جمال البليدي
2010-10-22, 23:58
الرد على من استدل بكلام ابن تيمية((والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء)."
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=507248&postcount=8
الرد على من استدل بإحدى فتاوي الشيخ الشنقيطي:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=583560&postcount=23
أقوال العلماء الذين اشترطوا الإستحلال بما فيهم اللجنة الدائمة للإفتاء:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=560981&postcount=12
mustapha_500
2010-10-23, 11:28
جزاكم الله خيرا على هدا الموضوع
نينا الجزائرية
2010-10-23, 11:44
أولا: الإستحلال معناه أن تعتقد حل ما فعلته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله"المستحل للشيء هو الذي يأخذه معتقدا حله"الفتاوى الكبرى 24/6
وقال الشاطبي في الإعتصام"لفظ الإستحلال إنما يستعمل في الأصل فيمن اعتقد الشيء حلال"
ويعرف هذا الإستحلال بأن يصرح الشخص بلسانه أو بقلمه على أن هذا الفعل حلال أما أن يصر عليه وهو يعتقد أنه حرام فلا يعتبر مستحلا والأصل في المسلم عدم الإستحلال حتى يصرح بذلك
ثانيا: أما ما يسميه البعض بالإستحلال العملي كالإصرار على المعصية فلا يكفر به العبد إلا إذا كان الفعل في حد ذاته كفر أكبر كسب الله والسجود للصنم
قال الشيخ العثيمين في لقاء الباب المفتوح سـؤال رقم (1200)
الاستحلال هو أن يعتقد حلّ ما حرّمه الله أما الاستحلال الفعليّ
فينظر : إن كان هذا الاستحلال مما يكفِّر فهو كافر مرتدّ ، فمثلاً : لو أنّ الإنسان تعامل بالرِّبا ، لا يعتقد أنّه حلال لكنّه يصرُّ عليه ، فإنه لا يكفر ؛ لأنّه لا يستحلّه ، ولكن لو قال : إنَّ الرِّبا حلال ويعني بذلك الرِّبا الذي حرَّمه الله ، فإنه يكفر ، لأنّه مكذِّب لله و رسوله صلى الله عليه وسلم الاستحلال إذن : استحلال فعليّ ، واستحلال عقديّ بقلبه ، فالاستحلال الفعليّ ينظر فيه للفعل نفسه ، هل يكفِّر أم لا ؟ و معلوم أن أكل الرِّبا لا يكفر به الإنسان ، لكنّه من كبائر الذُّنوب ، أما لو سجد لصنم فهذا يكفر لماذا ؟ لأن الفعل يكفِّر ؛ هذا هو الضابط لكن لابد من شرط آخر وهو ألا يكون هذا المستحلُّ معذوراً بجهله، فإن كان معذوراً بجهله فإنه لا يكفر ))
◄وهذا الكلام فيه عدة فوائد نحتاجها في موضوعنا هذا :
1-الإستحلال هو أن يعتقد الشخص أو يصرح أن هذا الأمر حلال وهذا لا يكون إلا في الكفر الأصغر
2-الإستحلال لا يشترطه أهل السنة إلا في الأعمال (الغير الكفرية)كالمعاصي,وأما الأعمال الكفرية فإنهم لا يشترطون ذلك-خلاف المرجئة-فإن المواقع للكفر يكفر ,سواء استحل الفعل المكفر أم لا ,وهذا مع مراعاة ضوابط الحكم على الشخص المعين-وقد بينا هذا في بداية السلسلة-
قال شيخ الإسلام ابن تيمية(من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أم لم يستحله).وعليه:فلو كان الحكم بالقوانين الوضعية المخالفة للشريعة كفرا ,لم يكن لهؤلاء الأكابر تقييده بالإستحلال وقد اشتد نكيرهم على المرجئة لإشتراطهم ذلك في الأعمال الكفرية,فدل إشتراطهم الإستحلال فيمن حكم بالقوانين على أن الحكم بها معصية وليس كفرا .
◄وإنطلاقا من هذين الفائدتين أقول :
أي عالم إشترط الإستحلال في الحكم بالقوانين فهو يرى أنه معصية أو كفر أصغر لا يخرج من الملة إذ أنه لا إستحلال في الكفر الأكبر كالسجود للصنم وسب الله تعالى كما تقدم من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
◄قد يقول قائل : وهل نحن مطالبون بشق صدره حتى نعرف أنه استحل أم لا؟؟؟
فنقول : إذا صرح الشخص بأن هذا الفعل حلالا فهذا مستحل وقع في الكفر الأكبر الذي كان من قبل أصغر والتصريح إما أن يكون باللسان أو القلم
جاء في شريط الدمعة البازية :
(قال الإمام ابن باز : الأصل عدم الكفر حتى يستحل ، يكون عاصيا وأتى كبيرة ويستحق العقاب ، كفر دون كفر حتى يستحل .
فقال السائل : حتى يستحل ؟!! الاستحلال في قلبه ما ندري عنه ؟
فقال الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ هذا هو ، إذا ادعى ذلك ، إذا ادعى أنه يستحله. )
والشريط موجود على الشبكة
من هنا (http://www.islamway.com/?iw_s=lesson...esson_id=16099)
قلت : وكلام ابن باز صحيح يؤيده ما جاء في قصة ذلك الصحابي الذي قاتل أحد المشركين، فلما رأى هذا المُشرك أنه صار تحت ضربة سيف المسلم الصحابي، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فما بالاها الصحابي فقتله، فلما بلغ خبره النبي صلى الله عليه و سلم أنكر عليه ذلك أشد الإنكار، فاعتذر الصحابي بأن المشرك ما قالها إلا خوفاً من القتل، وكان جوابه صلى الله عليه و سلم: ] هلاّ شققت عن قلبه ؟! [. أخرجه البخاري ومسلم من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه.
ثالثا: وبناء على ما تقدم نقول:
الإستحلال لا يكون بالتمادي في المعصية مهما كثرت وعظمت مالم تكن كفرا كإهانة المصحف أو سب الله تعالى وإلا للزم تكفير أصحاب النوك الربوية وبيوت الفاحشة لكونهم تمادوا في هذا الفعل وهذا معلوم البطلان ومنه تشريع الحكام لهذه القوانين ليس دليلا على إستحلالهم لها إلا أن يصرحوا كأن يصرح بوحشية الحدود أو أن الشريعة غير مناسبة للعصر .
الرد على من استدل بكلام ابن تيمية((والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء)."
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=507248&postcount=8
الرد على من استدل بإحدى فتاوي الشيخ الشنقيطي:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=583560&postcount=23
أقوال العلماء الذين اشترطوا الإستحلال بما فيهم اللجنة الدائمة للإفتاء:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=560981&postcount=12
بارك الله فيك علي الاضافة
نينا الجزائرية
2010-10-23, 11:49
جزاكم الله خيرا على هدا الموضوع
واياكم بورك فيكم
نينا الجزائرية
2010-10-23, 11:53
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وأتباعه إلى يوم الدين
أحببت أن أنهي مشاركتي في هذا المنتدى بإيضاح شيء بسيط في موضوعك أختي الكريمة وهو أن الشيخ الألباني يرحمه الله مجدد لهذا العصر وأحدث طفرة علمية لهذا الدين فجزاه الله خيراً عنا وعن المسلمين
لكن ليس معنى ذلك أننا نتعصب للأشخاص أو أننا نقدسهم ونرفعهم إلى منزلة الأنبياء
فهولاء سلفنا الصالح كانوا ينصحونا بأن نضرب بكلام بعضهم الحائط إذا خالفوا الدليل
وما جاء في هذا الموضوع جميل ورائع وشيء حسن , لكن أيضا ليس معنى أننا نرهب من التكفير نمحيه بالكلية ! لآن من لم يكفر الكافر فهو كافر ... وهناك نقطة لبد الإشارة إليها وهي نقطة حوار هذا المحور , وسبب هذه المقدمة الطويلة العريضة هذا القول
ودعينا نرد على هذا القول بقول أهل العلم الثقات المعنين بهذا الأمر
هل يشترط الإستحلال في كفر من حكم بغير ما أنزل الله
قال إسحاق بن راهويه المروزيّ .
أجمع المسلمون على أن من سبَّ الله ، أو سبَّ رسولَه - صلى الله عليه وسلم -، أو دفع شيئاً مما أنزل الله عزَّ وجلَّ ، أو قتل نبيَّاً من أنبياء الله، أَنَّه كافر بذلك وإِنْ كان مُقِرَّاً بكلِّ ما أنزل الله )
وقال شيخ الإسلام بن تيمية يرحمه الله
والظلم مما اتفق على ذمه وتقبيحه وذم أهله وبغضهم والمقصود أن الحكم بالعدل واجب مطلقا في كل زمان ومكان على كل أحد ولكل أحد والحكم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم هو عدل خاص وهو أكمل أنواع العدل وأحسنها والحكم به واجب على النبي وكل من اتبعه ومن لم يلتزم حكم الله ورسوله فهو كافر وهذا واجب على الأمة في كل ما تنازعت فيه من الأمور الإعتقادية والعملية قال تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )
وقال شيخ الإسلام بن تيمية :
" والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً بالإتفاق"
وقال الإمام الشنقيطي
" من لم يحكم بما أنزل الله معارضة للرسل، وإبطالاً لأحكام الله، فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج عن المللة."
قالتً اللجنة الدائمة للإفتاء
وأوردت هذه الفتوى في الرد على البعض الكتب المختلة علميا قالت اللجنة
"دعواه إجماع أهل السنة على عدم كفر من حكم بغير ما أنزل الله في التشريع العام إلا بالإستحلال القلبي كسائر المعاصي التي دون الكفر . وهذا محض إفتراء على أهل السنة ، منشؤه الجهل أو سوء القصد نسأل الله السلامة والعافية ."
أ.هـ
فقول الإستحلال هنا لبد أن نقف معه وقفات عديدة
والله أعلم وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
أخوكم مصر المسلمة
لا ادري سبب انسحابك لكن اتمني لك التوفيق والسداد
وفي ميزان حسناتك التوضيح الجلي استفدت منه كثيرا
بشير مراد
2010-10-23, 18:01
التكفير حكم الله تعالى وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهو من الأحكام الشرعية في ديننا ، وله ضوابطه وشروطه وموانعه
وقد كفانا علماؤنا الأجلاء ذلك .
ولكن كان عليكِ أن تقولي التحذير من الغلو في التكفير لقطع الطريق على غلاة الخوارج من الحرورية .
أما التحذير من التكفير مطلقا فهذا خطأ .
بارك الله فيك...
مصر المسلمة
2010-10-23, 18:49
الأخ جمال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين فبعد :
ليس من عادتي أن أرد على كلام منقول عار عن اجتهاد صاحبه فيه لآن ردي أعتمد على نفسي فيه اعتماداً كليا دون نقل أو إرسال لمصادر غير معروفة بالمرة
لكن سأضطر للرد على فقرتك أخي الكريم وذلك احتراماً وتقديراً للأخت صاحبة الموضوع , على الرغم من أنني قد أشرت إلى أن ما مضى كان آخر مشاركة لي في المنتدى عموما لكن احتراما للأخت وإنزالها منزلتها ولأنه من غير اللائق أن أترك الموضوع هكذا وأنسحب فسوف أرد على كلامك بإيجاز شديد جداً وإن وجدت الرد بالمثل فسوف أكمل معك وإلا فليس لدي وقت أضيعه مرة أخرى
بداية لبد أن نتفق ونحرر موضع الخلاف
لأنه يبدوا أخي أنك لاتفهم جيداً ما أشرت إليه
فمما لاشك فيه أن هناك أفعال كفر يفعلها الإنسان ولايكفر إلا إذا استحل هذا الفعل أو العمل
ومما لاشك فيه أن هناك أفعال يفعلها الإنسان تخرجه من الملة دون استحلال ولا يشترط الاستحلال فيها
ومثال الأول
المعاصي.. مثل السرقة أو الزنا أو القتل أو القذف أو أكل أموال الناس بالباطل إلخ ... فهذه كبائر لاتخرج صاحبها من الملة إلا إذا استحل تلك الأفعال مهما تكررت والإصرار لايخرجه من الملة , والمصر ليس مستحلاً
ومثال الثاني
أن هناك أفعال لايشترط فيها الإستحلال مثل ودقق جيداً
سب الله عزوجل .. صاحبه كافر دون استحلال أو غيره
سب القرآن الكريم ... صاحبه كافر دون استحلال أو غيره
سب النبي صلى الله عليه وسلم زندقة وصاحبه كافر ولاتقبل توبته في الدنيا دون استحلال أو غيره
الاستهزاء بشرائع الإسلام أو مظاهره أو أشكاله أو بسنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه كافر دون استحلال أو غيره
الحاكم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى كافر كفرنوع"فعل" وليس عينا ولايشترط في ذلك الاستحلال
هل تتفق معي في ذلك ؟ أم عندك أي اعتراض؟
وهل الاستحلال لايكون إلا بالكتابة أو بالإقرار كما تقول
مصر المسلمة
2010-10-23, 18:50
لا ادري سبب انسحابك لكن اتمني لك التوفيق والسداد
وفي ميزان حسناتك التوضيح الجلي استفدت منه كثيرا
بارك الله فيك اختي نينا
ولكن هذا قدر الله تبارك وتعالى
نينا الجزائرية
2010-10-24, 10:09
بارك الله فيك اختي نينا
ولكن هذا قدر الله تبارك وتعالى
ونعم بالله كلنا راحلون يوما ما
استودعكم الله وفي امان الله
مصر المسلمة
2010-10-25, 06:23
ونعم بالله كلنا راحلون يوما ما
استودعكم الله وفي امان الله
بارك الله فيك
الاسطورة بروس لي
2010-10-25, 07:10
بارك الله فيك
نينا الجزائرية
2010-10-25, 10:22
بارك الله فيك
وفيك بركة اخي
شفاك الله وعفاك
نينا الجزائرية
2010-10-25, 10:23
بارك الله فيك
وفيك بركة شكرا
جمال البليدي
2010-10-30, 21:37
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخ جمال
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم اجمعين فبعد :
ليس من عادتي أن أرد على كلام منقول عار عن اجتهاد صاحبه فيه لآن ردي أعتمد على نفسي فيه اعتماداً كليا دون نقل أو إرسال لمصادر غير معروفة بالمرة
لكن سأضطر للرد على فقرتك أخي الكريم وذلك احتراماً وتقديراً للأخت صاحبة الموضوع , على الرغم من أنني قد أشرت إلى أن ما مضى كان آخر مشاركة لي في المنتدى عموما لكن احتراما للأخت وإنزالها منزلتها ولأنه من غير اللائق أن أترك الموضوع هكذا وأنسحب فسوف أرد على كلامك بإيجاز شديد جداً وإن وجدت الرد بالمثل فسوف أكمل معك وإلا فليس لدي وقت أضيعه مرة أخرى
بداية لبد أن نتفق ونحرر موضع الخلاف
لأنه يبدوا أخي أنك لاتفهم جيداً ما أشرت إليه
فمما لاشك فيه أن هناك أفعال كفر يفعلها الإنسان ولايكفر إلا إذا استحل هذا الفعل أو العمل
ومما لاشك فيه أن هناك أفعال يفعلها الإنسان تخرجه من الملة دون استحلال ولا يشترط الاستحلال فيها
ومثال الأول
المعاصي.. مثل السرقة أو الزنا أو القتل أو القذف أو أكل أموال الناس بالباطل إلخ ... فهذه كبائر لاتخرج صاحبها من الملة إلا إذا استحل تلك الأفعال مهما تكررت والإصرار لايخرجه من الملة , والمصر ليس مستحلاً
ومثال الثاني
أن هناك أفعال لايشترط فيها الإستحلال مثل ودقق جيداً
سب الله عزوجل .. صاحبه كافر دون استحلال أو غيره
سب القرآن الكريم ... صاحبه كافر دون استحلال أو غيره
سب النبي صلى الله عليه وسلم زندقة وصاحبه كافر ولاتقبل توبته في الدنيا دون استحلال أو غيره
الاستهزاء بشرائع الإسلام أو مظاهره أو أشكاله أو بسنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم صاحبه كافر دون استحلال أو غيره
الحاكم بغير ما أنزل الله سبحانه وتعالى كافر كفرنوع"فعل" وليس عينا ولايشترط في ذلك الاستحلال
هل تتفق معي في ذلك ؟ أم عندك أي اعتراض؟
وهل الاستحلال لايكون إلا بالكتابة أو بالإقرار كما تقول
الأخت"مصر المسلمة" لو راجعت الروابط التي أحلتك إليها لعلمت أن كاتبها هو أخوك القفير-ستر الله عيوبه-فلي أكثر من بحث في هذه المسائل خاصة مسألة تحكيم القوانين-سواء في المسألة الواحدة أو في التشريع العام-.ولي مناظرة طويلة في منتديات الجزيرة توك .ويعلم الله أنني تحريت الحق ما استطعت إليه سبيلا.
والخلاف يكمن في مسألتين:
الأولى:مفهوم الإستحلال:منهم من يعتقد أن الإستحلال يكون بالإصرار على المعصية ومنهم من يرى أن الإستحلال(هو اعتقاد حل الحرام كالإعتقاد بحل شرب الخمر والزنا)).
الثاني:هل مسألة تحكيم القوانين من المسائل التي يشترط فيها الإستحلال كالربا والزنا وشرب الخمر أم من المسائل التي لا يشترط فيها الإستحلال كسب الله والسجود للصنم.
أما عن كفر النوع والمعين فليس هذا محل خلاف بيننا.
وحتى لا نشتت موضوع الأخت صاحبة الموضوع يمكنك التعليق على بحثي المتواضع:
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=507248#post507248
فقد نصرت فيه قول من يقول بإشتراط الإستحلال(كالألباني والعثيمين (في الأخير) وابن باز وابن ابراهيم(في الأخير) واللحيدان وقبلهم شيخ الإسلام ابن تيمية مع إحترامي لعبض العلماء الذين لم يشترطوه(كالعثيمين(في القديم) وابن ابراهيم(في القديم) وبكر أبو زيد والفوزان ).
والله الموفق.
نينا الجزائرية
2010-11-05, 17:57
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الأخت"مصر المسلمة" لو راجعت الروابط التي أحلتك إليها لعلمت أن كاتبها هو أخوك القفير-ستر الله عيوبه-فلي أكثر من بحث في هذه المسائل خاصة مسألة تحكيم القوانين-سواء في المسألة الواحدة أو في التشريع العام-.ولي مناظرة طويلة في منتديات الجزيرة توك .ويعلم الله أنني تحريت الحق ما استطعت إليه سبيلا.
والخلاف يكمن في مسألتين:
الأولى:مفهوم الإستحلال:منهم من يعتقد أن الإستحلال يكون بالإصرار على المعصية ومنهم من يرى أن الإستحلال(هو اعتقاد حل الحرام كالإعتقاد بحل شرب الخمر والزنا)).
الثاني:هل مسألة تحكيم القوانين من المسائل التي يشترط فيها الإستحلال كالربا والزنا وشرب الخمر أم من المسائل التي لا يشترط فيها الإستحلال كسب الله والسجود للصنم.
أما عن كفر النوع والمعين فليس هذا محل خلاف بيننا.
وحتى لا نشتت موضوع الأخت صاحبة الموضوع يمكنك التعليق على بحثي المتواضع:
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=507248#post507248
فقد نصرت فيه قول من يقول بإشتراط الإستحلال(كالألباني والعثيمين (في الأخير) وابن باز وابن ابراهيم(في الأخير) واللحيدان وقبلهم شيخ الإسلام ابن تيمية مع إحترامي لعبض العلماء الذين لم يشترطوه(كالعثيمين(في القديم) وابن ابراهيم(في القديم) وبكر أبو زيد والفوزان ).
والله الموفق.
الاخ خضع لعملية ممكن بعد شهور سيقرء ردك له
شكرا جزييييييلا لكم
ملك روحي 17
2010-11-06, 11:29
http://www.eskindria.com/pic/eskindria.com_75.gif
http://www.eskindria.com/pic/eskindria.com_77.gif
نينا الجزائرية
2010-11-06, 14:28
بورك فيك اختي
wessam12
2010-11-07, 22:42
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
نينا الجزائرية
2010-11-08, 12:49
وفيك بركة
شكرا
noussa nassa
2010-11-08, 12:54
فعلا التكفير من أخطر الفتن التى أصابت أمتنا
فأصبح كل من هب ودب يقول بغير علم
نسأل الله علما نافعا وان يهدينا الى الطريق المستقيم
........بارك الله فيك أختي نينا
نينا الجزائرية
2010-11-08, 13:07
وفيك بركة شكرا
حسن بدر الدين
2010-11-24, 23:38
جزاكم الله خيرا
نينا الجزائرية
2010-11-26, 13:36
واياكم
بارك الله فيكم
العنبلي الأصيل
2010-11-28, 20:49
كنت قد سمعت هذة السلسلة منذ حوالي الثماني سنوات ولا زالت معالمها راسخة في ذهني ، لأن الشيخ قد فصل فيها تفصيلا جميلا بأسلوب ممتع متمكن .و أعتقد والله أعلم أن استماع الأشرطة بتمعن ، كان ليغني عما بدر من الإخوة في نقاشهم ، فهي - الأشرطة الأربعة- قد مست وبينت موضوعا مهما جدا ، فأنصح الأخوة وخاصة "مصر المسلمة" -زادها الله حرصا على دينها- بالتريث أثناء الإستماع . وأذكرها بأن الإستدلال بأقوال العلماء هو الأصل وليس دليلا على إنتقاص العقل وقلة البديهة ، كما أن الإجتهاد إنما هو لأهل العلم وليس بالضرورة دليلا على تفقه صاحبه بل قد يكبه على وجههه في النار ،و الحديث مشهور " ...قال ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه ثم قال كف عليك هذا قلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم".. جزاكِ الله خيرا.
وأشكر صاحبة الموضوع بجزالة على هذا الموضوع. فبارك الله فيها .
حسن بدر الدين
2010-11-28, 22:28
http://www.mooode.com/data/media/188/0d74cda2.gif
نينا الجزائرية
2010-11-29, 11:09
جوزيتم خيرا علي مروركم وردكم
حماني العكلاف
2010-11-29, 13:31
لقد تراجع الشيخ الالباني على كثير من اراءه العقيدية وخاصة في التكفير والامان.ورجع الى مذهب الحق رحمة الله عليه .....انظر كتاب ادعياء السلفية في ميزان اهل السنة والجماعة للكاتبه ابو عبد الله المراكشي
م.عبد الوهاب
2010-11-29, 14:00
لقد تراجع الشيخ الالباني على كثير من اراءه العقيدية وخاصة في التكفير والامان.ورجع الى مذهب الحق رحمة الله عليه .....انظر كتاب ادعياء السلفية في ميزان اهل السنة والجماعة للكاتبه ابو عبد الله المراكشي
اعطنا من هذه التراجعات التي تراجع فيها الالباني لو سمحت !!!!!!!!!
ليس جدالا بل لنتعلم و يتعلم القارئ إن شاء الله
سلاااااااااااااام
حماني العكلاف
2010-11-29, 16:39
اتقراء ام يقرؤون لك الاخ mhr
م.عبد الوهاب
2010-11-29, 17:56
اتقراء ام يقرؤون لك الاخ mhr
بين حروفك لكي تكون مفهومة
و هات الاختلاف او التراجع من طرف العلامة الالباني رحمه الله إن كان لو سمحت!!!!!!!!!!
قلت لو سمحت يعني حتى ولو كان دليل فهل تعرفه أيها العكلاف أم انك ستبحث في جوجل
إن ما أقوله لكم او لك انت بالذات اقسم برب العباد اني لا اعود الى البحث في كتاب او محرك بحث فإنّ ما أقوله لكم في عقلي يسري و قد حفضته في صغري و حداثة سني و ليس الان حيث أجادل إخواني و اشهد الله على هذا فهاتوا بمثل ما اتيكم به إن استطعم رداً بالرهان و الدليل
و لن تجد في النت نقلا مما يكتب العضو mhr إلا بعض الاستلال بالايات و الاحاديث أو التعريفات الغير متغيرة كتعريف باسم علامة او شيخ يعني لازم يكون لكي لا يكون تزوير و تغير للحقائق
قلت لكم و لك بالذات ايها العكلاف إنك لن تستطيع ان تكتب من جود عقلك جملة مفيدة لا اخطاء فيها
فحاول فقط و لا تعاند و لا تستحي
فأطلب او اسأل فسنجيبك و لانه لنا الدليل بالبرهان كما اعطيناك و تخطيته
حماني العكلاف
2010-11-29, 19:14
هل تعرف ابو عبد الله محمد البنيت المراكشي صاحب كتاب( ادعياء السلفيةفي ميزان اهل السنة والجماعة) هذا الاخير مطبوع ويمكنك استعمال النت بذكر اسم الكتاب فقط
م.عبد الوهاب
2010-11-30, 08:22
هل تعرف ابو عبد الله محمد البنيت المراكشي صاحب كتاب( ادعياء السلفيةفي ميزان اهل السنة والجماعة) هذا الاخير مطبوع ويمكنك استعمال النت بذكر اسم الكتاب فقط
يا اخي أنا أتيتك و قلت ما علمني الله اياه و ما أؤمن به و ما اعتقده بخالص النية فلا آتيك بكتاب أو كاتب كتاب بل أقول لك ما اعتقده و من خلال ما تربيت عليه قبل بلوغ مرحلة الجيل
فهلاّ قلت لي من جود عقلك هذه التناقضات
هو كاتب اسمه مراكشي أو عالم ، فهلاّ قلت لنا نظر الشرع في هذا الامر و هذه التي اعاد فيها الالباني النظر و تراجع فيها
يا اخي لا تنقل فتسقط في هذه الزلة فتكون عليك وازرة وزر اخرى
بل حين تتأكد و تثق في كلامك قله و لا تخلف
أوزنْ الكلمة قبل قولها حتى لا اجدها سهلة لضربك بها و بنفس كلامك فيكون حجة عليك انا عبدا من عباد الله الضعفاء فما بالك الربّ الديان حين يسألك على ما خطت يداك
سلااااااااااام
حماني العكلاف
2010-12-01, 22:46
يا اخي أنا أتيتك و قلت ما علمني الله اياه و ما أؤمن به و ما اعتقده بخالص النية فلا آتيك بكتاب أو كاتب كتاب بل أقول لك ما اعتقده و من خلال ما تربيت عليه قبل بلوغ مرحلة الجيل
فهلاّ قلت لي من جود عقلك هذه التناقضات
هو كاتب اسمه مراكشي أو عالم ، فهلاّ قلت لنا نظر الشرع في هذا الامر و هذه التي اعاد فيها الالباني النظر و تراجع فيها
يا اخي لا تنقل فتسقط في هذه الزلة فتكون عليك وازرة وزر اخرى
بل حين تتأكد و تثق في كلامك قله و لا تخلف
أوزنْ الكلمة قبل قولها حتى لا اجدها سهلة لضربك بها و بنفس كلامك فيكون حجة عليك انا عبدا من عباد الله الضعفاء فما بالك الربّ الديان حين يسألك على ما خطت يداك
سلااااااااااام
هل تريدني ان اقرأ لك. هل العمل عند الشيخ الالباني من كمال الامان ام من لوازمه’؟عند الاجاب سانقل لك كلام الشيخ
عُبيد الله
2010-12-01, 22:51
بارك الله فيك
والله إن فتنة التكفير من أكبر الفتن التي تترصد المسلمين
نينا الجزائرية
2010-12-04, 13:40
بارك الله فيك
والله إن فتنة التكفير من أكبر الفتن التي تترصد المسلمين
جوزيت خيرا بورك مرورك
العنبلي الأصيل
2010-12-04, 15:25
هل تريدني ان اقرأ لك. هل العمل عند الشيخ الالباني من كمال الامان ام من لوازمه’؟عند الاجاب سانقل لك كلام الشيخ
الرجاء التريث أثناء الكتابة وعدم التعجل للتأكد من صحة الكلام والكتابة.
حنين موحد
2010-12-04, 16:12
هل تريدني ان اقرأ لك. هل العمل عند الشيخ الالباني من كمال الامان ام من لوازمه’؟عند الاجاب سانقل لك كلام الشيخ
يبدو أنك أنت محدث هذا العصر
هل تريد أن ترد على الالباني ؟ ارجع الى الواقع
حماني العكلاف
2010-12-04, 16:20
الرجاء التريث أثناء الكتابة وعدم التعجل للتأكد من صحة الكلام والكتابة.
يا ايها الاخ الكريم شكرا على التنبيه، كما تعلم ايها الاخ ان (االايمان اقراربالقلب وعمل بالجوارح) فهل العمل من كمال الايمان ام من لوازمه?
حنين موحد
2010-12-04, 16:26
يا ايها الاخ الكريم شكرا على التنبيه، كما تعلم ايها الاخ ان (االايمان اقراربالقلب وعمل بالجوارح) فهل العمل من كمال الايمان ام من لوازمه?
وأين اقرار اللسان
حماني العكلاف
2010-12-04, 16:30
يبدو أنك أنت محدث هذا العصر
هل تريد أن ترد على الالباني ؟ ارجع الى الواقع انا اقول لك قال الالباني وانت تقول انني محدث العصر يا رجل قلي ان اعطيك الدليل بدلا من الاستهزاء
حماني العكلاف
2010-12-04, 16:34
وأين اقرار اللسان
وكذالك القرار باللسان .. للسليم من البكم ارجو الاجابة
حنين موحد
2010-12-04, 16:36
اعطنا الدليل فهو عالم وسنرى مل قال فيها ولو أنني أعلم صدقه وما سوف يقول
حماني العكلاف
2010-12-04, 17:06
نعم ايها الاخ هذا من حقك سانقل لك في المرة القادمة كل ماهو موجود عندي في الاشرطة والمكتبة بتصرف طبعا فكلام الشيخ كثير وانت تعلم ذالك واتمنى ان تعم الفائدة وشكرا
العنبلي الأصيل
2010-12-04, 20:01
وكذالك القرار باللسان .. للسليم من البكم ارجو الاجابة
لعلك ستجيب على نفسك إن قلت : وكذلك العمل لغير المعاقين !!!!!!!!!
حنين موحد
2010-12-05, 14:03
لعلك ستجيب على نفسك إن قلت : وكذلك العمل لغير المعاقين !!!!!!!!!
لا تضحكني كثيرا أرجوك فقد بدأت أموت من الضحك من مهاتراته
قال لي أنه سيأتي بقول الالباني في الايمان وبعدها قال سأبحث عنها وأضعها أي أنه لا يعلم شيئا
مع أني أعلم ما سيقوله من كلام الشيخ وعندي الرد عليه لا تخافوا
حماني العكلاف
2010-12-05, 18:37
بسم الله الرحمان الرحيم والصلا ة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. هذه اقوال الشيخ الالباني نقلتها لك من كتاب المراكشي اقول هذا للامانة العلمية،لانه لم يكن هناك الوقت الكافي لجمع المادة من الاشرطة وكذالك كتب الشيخ ، وارجو من المعارض ان ياتي بالدليل ، بدل الاستهزاء واتنابز بالكلمات الجارحة في بعض الاحيان، لان الكلمة الطيبة تفتح القلوب المقفلة وتنور العقول المظلمة ،اما الكلمة النابية،فيعرف وقعها على نفوس البشر، انتقل الان لقول الشيخ (...لكننا نفرق بين الكفر المقصود بالقلب، وبينالذي لم يقصد بالقلب(1)، ان الكفر الكفر عمل قلبي وليس عملا بدنيا،(2)...(1،2)(شريط الكفر كفران تسجلات بيت المقدس عمان).....((ومن الاعمال اعمال بهاكفرا اعتقاديا لانها تدل على الكفر دلالة قطعية يقينية))(3)( الالباني ..التحذير من فتنة التكفير ..ص72)......سئل الشيخ االباني رحمة الله عليه،هل يكون الكفر بالقلب فقط ام يكون بالقلب والسان والعمل؟ ...واجاب الشيخ(( ان الاصل هوالكفر القلبي))..(4)(سلسلة الهدى والنور رقم1/855 شريط) قال الشيخ.((عمل الجوارح شرط كمال الايمان)) ..(نفس الشريط رقم1/855) سئل الشيخ... هل صحيح ان من مات على التوحيد وان لم يعمل بمقتضه.......هل يكفر ويخلد في جهنم ام لا’؟ الاجابه للشيخ هي((السلف فرقوا بين الامان وبين العمل ،فجعلوا العمل شرطكمال ولم يجعلوه شرط صحة خلافا للخوارج..........والايمان لا يستلزم العمل)) (5)(شريط منهج الخوارج سلسة الهدى والنور1/830) يقول الشيخ تعليقا على قول الامام الطحاوي....((يعني استحلالا قلبيا اعتقاد)))..(تعليق على متن العقيدةاالطحاوية ص60)..............هذا شيء يسير من كلام الشيخ اتمنى ان تعم الفائدة
حنين موحد
2010-12-06, 15:07
كنت أعلم أن هذا ما ستقوله وسآتيك بالرد المبين وأرجو أن تهتدي بالحق
بماأنك أردت مناقشة علمية ودعنا نتعامل بالعلم
حنين موحد
2010-12-06, 16:07
السلام عليكم
أرجو يا أخي أن تقرأ الكلام كاملا وتفهم الأخطاء لانه هناك من فهم من كلام الالباني واتهمه بالارجاء وهذه تبين لك الحق ان شاء الله
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنَّ إدارة الموقع الرسمي للشيخ أبي عبد المعز محمَّد علي فركوس -حفظه الله- حيث لقيت طعنًا لاذعًا في دفاعه عن الشيخ العلاّمة الألباني -رحمه الله- وتلامذته ممن وصفوهم بالإرجاء، فإنها تحاول أن تنير عقول الطاعنين إن كانوا جاهلين غير مغرضين بقيام الفرق بين الموقف الشخصي وبين حمل موقف غيره -إن كانت سيرته حسنة- على أحسن المحامل، وأولى الوجوه رضًى، عملاً بقوله تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ﴾ [الأعراف: 58]، وعادة الملبّسين يخلطون بين المسائل والقضايا بسبب ضعف المستوى العلمي، أو لقلة التثبت والتحقق مع أهلها أو لحاجة في نفوسهم مهملين استثمار معارف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المفيدة في إنارة العقول وتزكية النفوس وتقويم الأعمال.
وما ذكره أهل التلبيس والتحريف عن الشيخ أبي عبد المعز محمّد علي فركوس -حفظه الله- إنما هو موقفه مع غيره في إرادة العمل على الإنصاف والعدل المأمور به في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [الأنعام: 152]، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: 8].
فمن جهة إرادة الإنصاف لمعتقد الشيخ الألباني -رحمه الله- في مسألة العلم في الإيمان التي لمزوه بها ووصفوه بالإرجاء وتلامذته مرجئة الفقهاء، فإنّ الواجب على كلّ داعية يحب أهل السنة والجماعة أن يعمل على تحقيق المعنى المتضمّن في قوله تعالى: ﴿لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ [النور: 12]، أي بإخوانهم خيرًا، فكيف إذا كان الأمر يخصّ أحد رموز الدعوة السلفية، وصاحب الفضل في العناية بالسنة المطهرة تخريجًا وتحقيقا وتنقيحًا، وفي بيان أصول المنهج السوي، والداعي إلى الانتساب إليه سلوكًا وأخلاقًا وتربية؟!
هذا، وإنّ إدارة الموقع الرسمي للشيخ محمّد علي فركوس -حفظه الله- إذ تقرّر معتقده صراحة بما هو ثابت في موقعه(١- انظر الفتوى برقم: 204، تحت عنوان: «دخول الأعمال في مسمى الإيمان» المؤرخة بتاريخ: 09 ربيع الأول 1426ﻫ الموافق ﻟ: 18أفريل 2005م. (http://www.ferkous.com/rep/Ba9.php)) منذ عهد بعيد، حيث قال -حفظه الله-: «فبغضّ النظر عن حكم تكفير تارك الصلاة من عدم تكفيره، فإنّ جنس العمل عند أهل السنة والجماعة هو من حقيقة الإيمان وليس شرطًا فقط، فالإيمان هو: قول وعمل واعتقاد لا يصحّ بها إلاّ مجتمعة، ولذلك كان الإمام الشافعي -رحمه الله- يرى عدم تكفير تارك الصلاة مع حكايته الإجماع أنه لا يجزئ إيمان بلا عمل، والفرق بين الخوارج والمعتزلة الذين يقررون أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، أنّ الإيمان -عندهم- يزول بزوال العمل مطلقًا، بخلاف أهل السنة ففيه من الأعمال ما يزول الإيمان بزواله سواء كان تركًا -كترك الشهادتين، وجنس العمل اتفاقًا، أو ترك الصلاة على اختلاف بين أهل السنة، أو كان فعلاً كالذبح لغير الله والسجود للصنم ونحو ذلك، والعمل في هذا القسم شرط في صحته، وفيه من العمل ما ينقص الإيمان بزواله ولا يزول كليًّا، أي يبقى معه مطلق الإيمان لا الإيمان المطلق مثل الذنوب دون الكفر، فالعمل -في هذا القسم- شرط في كماله.قال حكمي-رحمه الله-: «إنَّ السلف لم يجعلوا كلَّ الأعمال شرطًا في الصحة، بل جعلوا كثيرًا منها شرطًا في الكمال، كما قال عمر بن عبد العزيز فيها: «مَنِ استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان»، والمعتزلة جعلوها كلَّها شرطًا في الصحة»(٢- «معارج القبول» للحكمي: (2/602). (javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_2'))).
وعليه، فخلوُّ إيمانِ القلب الواجب من جميع أعمال الجوارح ممتنع وغير متصور، وضمن هذا التقرير يصرِّح ناشر مذهب السلف شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- بقوله: «إنَّ جنس الأعمال من لوازم الإيمان، وإنَّ إيمان القلب التامَّ بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع سواء جعل الظاهر من لوازم الإيمان أو جزءًا من الإيمان»(٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (7/616). (javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_3'))).
كما يؤكد الشيخ محمّد علي فركوس -حفظه الله- في هذا الجانب الإيماني أن الإيمان مركب من أجزاء، والأعمال داخلة في حقيقة الإيمان ومسماه، وأنّ الإيمان قول وعمل قرينان لا ينفع أحدهما إلا بالآخر، وأنه لا يكون إسلام بلا إيمان، ولا إيمان بلا إسلام، أنه لا يقبل قول إلا بعمل ولا يقبل عمل إلا بقول، وأن ترك الفرائض ليس بمنـزلة ركوب المحارم، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأنّ أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ولازمة لها.
غير أنه لا يمنعه ذلك من بيان الجانب الإيماني الذي يعتقده الشيخ الألباني -رحمه الله- من كون العمل يدخل في مسمى الإيمان إلا أنه كواجبات الصلاة لا كأركانها، وأنّ الإيمان لا ينعدم بانتفاء الأعمال، فإنّ ما انتهجه الشيخ الألباني -رحمه الله- ليس قولاً انفرد به أو شذّ عن مقالة أهل السنة حتى يقع في الإرجاء أو يوصف به، إذ لا تتطابق مع المرجئة لأنهم جعلوا العمل خارجًا عن حقيقة الإيمان وأنكروا جزئيته وهدروه، حيث يعتقدون أنّ الناطق بالشهادتين مؤمن مستكمل الإيمان، والعامل ومقترف السيئات والموبقات جميعهم إيمانهم واحد لا يزيد ولا ينقص، وهذا لم يقل به الشيخ الألباني -رحمه الله- ولا تلامذته الكرام وإنما يقرروه بالعكس وهو: «الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأنه اعتقاد وقول وعمل، وقد نقل عن الإمام أحمد والبربهاري وغيرهما من أهل السنة أن من قال: «الإيمان يزيد وينقص فقد برئ من الإرجاء كله أوله وآخره»(٤- «مجمل رسائل الإيمان العلمية» (28). (javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))).
كما أنَّ قوله -رحمه الله-لم يوافق الخوارج والمعتزلة؛ لأنّ الأعمال -عندهم ركن الإيمان كأركان الصلاة.
ولا شكّ أنّ ما ذهب إليه الأئمة الثلاث، مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أصحاب الحديث هو الصحيح، إلاّ أنّ جملة من مقالات علماء أهل السنة السابقين لا تختلف مقالاتهم عمّا ذكره الألباني في تقرير هذا الاعتقاد، ومن هذه المقالات ما يأتي:
- قول ابن أبي العز الحنفي في «شرح العقيدة الطحاوية» (2/463): «وقد أجمعوا على أنه لو صدق بقلبه، وأقر بلسانه، وامتنع عن العمل بجوارحه أنه عاص لله ورسوله مستحق للوعيد» ا.ﻫ.
- قول ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (1/112): «ومعلوم أنّ الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب مع شهادة اللسان، وبها يخرج من يخرج أهل النار، فيدخل الجنة» ا.ﻫ.
- قول أبي عبيد في كتابه «الإيمان» (34): «فالأمر الذي عليه السنة عندنا ما نص عليه علماؤنا مما اقتصصنا في كتابنا هذا، أنّ الإيمان بالنية والقول والعمل جميعًا، وأنه درجات بعضها فوق بعض؛ إلاّ أنّ أولها وأعلاها: الشهادة باللسان، كما قال رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في الحديث الذي جعله فيه بضعة وسبعين جزءًا، فإذا نطق بها القائل وأقر بما جاء من عند الله لزمه اسم الإيمان بالدخول فيه بالاستكمال ولا على تزكية النفوس، وكلما ازداد لله طاعة وتقوى ازداد به إيمانًا» ا.ﻫ.
- قول السفاريني في «لوامع الأنوار البهية» (1/405): «السلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله، ومن هنا نشأ لهم القول بزيادة الإيمان ونقصه، والمرجئة قالوا: هو اعتقاد ونطق فقط، والكرامية قالوا: هو نطق فقط، والمعتزلة قالوا: هو العمل والنطق والاعتقاد، والفرق بينهم وبين السلف: أنهم جعلوا الأعمال شرطًا في صحته، والسلف جعلوها شرطًا في كماله» ا.ﻫ.
- قول المباركفوري عبيد الله في «مرعاة المفاتيح» (1/36-37): «وقال المرجئة: هو اعتقاد فقط، والإقرار باللسان ليس ركنًا فيه ولا شرطًا، فجعلوا العمل خارجًا عن حقيقة الإيمان كالحنفية وأنكروا جزئيته إلا أن الحنفية اهتموا به وحرّضوا عليه، وجعلوه سببًا ساريًا في نماء الإيمان، وأمّا المرجئة فهدروه، وقالوا: لا حاجة إلى العمل، ومدار النجاة هو التصديق فقط، فلا يضر المعصية عندهم مع التصديق.
وقال الكرامية: هو نطق فقط، فالإقرار باللسان يكفي للنجاة عندهم، سواء وجد التصديق أم لا.
وقال السلف من الأئمة الثلاثة: مالك والشافعي وأحمد وغيرهم من أصحاب الحديث: هو اعتقاد بالقلب، ونطق بالسان، وعمل بالأركان، فالإيمان –عندهم- مركب ذو أجزاء، والأعمال داخلة في حقيقة الإيمان، ومن هنا نشأ لهم القول بالزيادة والنقصان بحسب الكمية، واحتجوا لذلك بالآيات والأحاديث، وقد بسطها البخاري في «جامعه» والحافظ ابن تيمية في كتاب «الإيمان».
وقيل: وهو مذهب المعتزلة والخوارج إلاّ أن السلف لم يجعلوا أجزاء الإيمان متساوية الأقدام، فالأعمال –عندهم كواجبات الصلاة لا كأركانها، فلا ينعدم الإيمان بانتفاء الأعمال، بل يبقى مع انتفائها ويكون تارك العمل -وكذا صاحب الكبيرة- مؤمنًا فاسقًا لا كافرًا، بخلاف جزئية: التصديق والإقرار، فإنّ فاقد التصديق وحده منافق، والمخل بالإقرار وحده كافر، وأما المخل بالعمل -وحده- ففاسق ينجو من الخلود في النار، ويدخل الجنة.
وقال الخوارج والمعتزلة: تارك الأعمال خارج من الإيمان لكون أجزاء الإيمان المركب متساوية الأقدام في انتفاء بعضها -أي بعض كان- يستلزم انتفاء الكل، فالأعمال -عندهم- ركن من أركان الإيمان كأركان الصلاة.
ثمّ اختلف هؤلاء، فقالت الخوارج: صاحب الكبيرة، وكذا تارك الأعمال كافر مخلد في النار، والمعتزلة أثبتوا الواسطة، فقالوا لا يقال مؤمن ولا كافر، بل يقال: فاسق مخلد في النار!
وقد ظهر من هذا الاختلاف بين الحنفية وأصحاب الحديث اختلاف معنوي حقيقي لا لفظي كما توهم بعض الحنفية، والحق ما ذهب إليه الأئمة الثلاثة والمحدثون لظاهر النصوص القرآنية والحديثية» ا.ﻫ.
هذا، وليس معنى قول الشيخ الألباني وتلامذته السنيين أنّ الإيمان شرط في كماله الواجب، أنهم يعتقدون بأن الإيمان قول بلا عمل كما يظنه عنهم الجاهلون، كلا بل عندهم الإيمان قد يصحّ ولا يكون كاملاً؛ لأنه يقبل التبعيض والتجزئة، وأنّ قليله -ولو مثقال ذرة- يخرج الله به من النار من دخلها كما صرحت بذلك الأحاديث الصحيحة.
أمّا نسبة الكذب للشيخ أبي عبد المعز محمّد علي فركوس –حفظه الله- في عدم وجود علماء سنيين من قال بمقالة الشيخ الألباني -رحمه الله- ومن تبعه عليها في تقرير هذا الاعتقاد، فإن هذه بعض النقول السابقة عن هؤلاء الأئمة الفحول ردٌّ على مفتري الكذب وصاحب التلبيس والتهويس، الساعي به ليوقع فتنة بين أهل السنة وينشر الفساد.
ولا شكّ أن مثل هذه المساعي في تفريق الأمة، والاختلاف على ورثة الأنبياء والصالحين من عباد الله المخلصين، لتنم عن نفس بغيضة لا تحب الخير لأهل الإسلام ولا تعذرهم، ولم تربَّ على إيثار الحق بالبرهان وحسن الأدب، وحب المعروف والفضيلة، والرغبة في الخير، والإنصاف والعدل، ومن جعل الفضائل الخلقية طبعًا له سارت نفسه نحو الكمال الخلقي كما أخبر النبي صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في قوله: «أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ أَخْلاَقًا»(٥- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه: (4682)، والترمذي في «سننه» كتاب باب ما جاء في حق المرأة على زوجها: (1162)، وأحمد في «مسنده»: (7354)، والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (13/133)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (284). (javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_5'))).
أمَّا إذا ربِّيت تربية نتنة أحبّت كل نكير وبغيض شرعًا، وانقلبت النفس ترى الجميل حقيرًا، والطيب مبغوضًا، والقبيح محبوبًا، وأصبحت الرذائل والنقائص تصدر عنها بدون رقيب يخشى أو نفس تنهى، كان ذلك علامة على التدني الأدبي والانحطاط الخلقي، قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 9-10].
هذا، وإن كان أصحاب المقالات السابقة قد حادوا عن الصواب فإنما ينسب إليهم الخطأ في تقرير المعتقد الصحيح في هذه المسألة، ولا ينسب إليهم الإرجاء ولا يلمزوهم بأنهم مرجئة لبعدهم عنه، وضمن هذا المنظور يقول ابن القيم -رحمه الله-: «.. فلو كان كلّ من أخطأ أو غلط ترك جملة، وأهدرت محاسنه لفسدت العلوم والصناعات والحكم، وتعطلت معالمها»(٦- «مدارج السالكين» لابن القيم: (2/39). (javascript:AppendPopup(this,'pjdefOutline_6'))).
لكن أصحاب المنهج الاستئصالي الذين شنوا حربًا -اسمًا ومعنى- على الدعاة السلفيين، وأشربوا في قلوبهم حب القضاء على كلّ داعية إلى الله من أهل السنة فيقدحون في علمه وتقواه، بل يطعون في إيمانه حتى يكادوا يخرجونه من دائرة الإيمان بلا تعظيم للحق ولا رحمة للخلق، وهذا الصنيع علامة بارزة على أهل الأهواء والبدع.
ونختم بكلام شيخ الإسلام -رحمه الله- ذكره في «منهاج السنة النبوية» [4/543] ما نصه: «..أنّ الرجل العظيم في العلم والدين، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى يوم القيامة، أهل البيت وغيرهم قد يحصل منه نوع من الاجتهاد مقرونًا بالظنّ، ونوع من الهوى الخفي، فيحصل بسبب ذلك ما لا ينبغي اتباعه فيه، وإن كان من أولياء الله المتقين، ومثل هذا إذا وقع يصير فتنة لطائفتين:
- طائفة تعظمه فتريد تصويب ذلك الفعل واتباعه عليه.
- وطائفة تذمه فتجعل ذلك قادحًا في ولايته وتقواه، بل في برّه، وكونه من أهل الجنة، بل في إيمانه حتى تخرجه عن الإيمان، وكلا هذين الطرفين فاسد.
والخوارج والروافض وغيرهم من ذوي الأهواء دخل عليهم الداخل من هذا، ومن سلك طريق الاعتدال عظّم من يستحقّ التعظيم، وأحبه ووالاه، وأعطى الحق حقه، فيعظم الحق، ويرحم الخلق، ويعلم أنّ الرجل الواحد تكون له حسنات وسيئات، فيُحمد ويذم، ويثاب ويعاقب، ويحب من وجه ويبغض من وجه.
هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافًا للخوارج والمعتزلة ومن وافقهم».
وأخيرًا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعزّ أولياءه، وأن يذل أعداءه، ويهدينا الحقّ فهو حسبنا ونعم الوكيل، وبكل جميل كفيل، وعليه الاتكال في الحال والمآل.
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
إدارة الموقع
الجزائر في 20 رجب 1429ﻫ
الموافق ﻟ: 23 جويلية 2008م
١- انظر الفتوى برقم: 204، تحت عنوان: «دخول الأعمال في مسمى الإيمان» المؤرخة بتاريخ: 09 ربيع الأول 1426ﻫ الموافق ﻟ: 18أفريل 2005م.
٢- «معارج القبول» للحكمي: (2/602).
٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (7/616).
٤- «مجمل رسائل الإيمان العلمية» (28).
٥- أخرجه أبو داود في «سننه» كتاب السنة، باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه: (4682)، والترمذي في «سننه» كتاب باب ما جاء في حق المرأة على زوجها: (1162)، وأحمد في «مسنده»: (7354)، والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (13/133)، والألباني في «السلسلة الصحيحة»: (284).
٦- «مدارج السالكين» لابن القيم: (2/39).
حنين موحد
2010-12-06, 16:12
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه , وبعد :
لا شك أن الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله هو عَلَم من أعلام علماء السنة في هذا العصر , وقد أطبقت كلمة العلماء بالثناء عليه وعلى عقيدته ومنهجه السلفي الصافي , ومعلوم لدى القاصي والداني أن أهل الأهواء والبدع تكالبوا على بغض هذا الشيخ الإمام لما له من أيادي بيضاء في نصرة الحق والسنة , والردّ على أهل البدع والمذمّة , فمنهم من رماه بالإرجاء ! , ومنهم من رماه بقول الجهم بن صفوان ! , وأرادوا أن ينالوا من مكانة هذا الإمام في قلوب أهل السنة ؛ حتى يستطيعوا بعدها أن يطعنوا في منهجه السلفي الصافي , ومن ثَمّ يتسنّى لهم إدخال أفكارهم وعقائدهم ومناهجهم الفاسدة على الشباب السلفي ويلبسونها لباس المنهج السلفي كذبا وعدوانا , واستخدموا في ذلك سلاح الجهل والتهويل والزور والبهتان.
ثم ظهرت فئة من الناس هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , وينتسبون إلى المنهج السلفي ؛ ثم يرمون هذا الإمام السلفي بأنه يقول في الإيمان بقول المرجئة !! , ثم يزعمون أنهم لا يطعنون فيه (!) , وإنّما يرمونه بقول المرجئة بيانا للحق ونصرة لأهله ! , وعزاؤنا الوحيد أنه ليس فيهم عالم واحد ! ؛ وإنما أحسنهم وأفضلهم حالا , هو طالب علم ! كنا نُحسّن به الظن , وما زلنا نحاول إحسان الظن بهم حتى هذه اللحظة , وإن كانوا هم لا يدَعُون لنا مجالا لذلك ! , ويتمادون في رمي هذا الإمام بما هو منه براء , ويصرّحون بذلك ويفتخرون به !.
فأحببت أن أكتب هذه الكلمة ؛ بيانا لعقيدة الإمام الألباني رحمه الله , ونصرة للحق وأهله , وردّا على الطاعنين في عقيدته , وأيضا أحببت أن أوضح حقيقة مذهب سلفنا الصالح في الإيمان , فقد التبس أمره – بسبب هذه الفتنة - على كثير من العوام , فصارت عقيدتهم في الإيمان أضغاث أحلام ! , وضل بسبب ذلك فئام , ومنهم من حاول الدفاع عن الألباني الإمام , فوقع – خطئا - في عقيدة المُرجئة اللئام ! .
أسأل الله الكبير المتعال , أن يلهمني الصواب في هذا المقال , وأن يجعله من حسناتي الخالصة في ميزان الأعمال.
وتضمنت هذه المقالة ما يلي :
المبحث الأول : بيان عقيدة الألباني رحمه الله في الإيمان من صريح أقواله وكتاباته , وإظهار موافقتها لعقيدة سلفنا الصالح.
المبحث الثاني : بيان مقصود العلماء المتأخرين والمعاصرين من لفظة ( تارك جنس العمل ) , أو قولهم ( تارك العمل بالكلية ) , ونقل إجماع السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان على كفر من ترك العمل بالكليّة.
المبحث الثالث : بيان مقصود الألباني رحمه الله من بعض إطلاقاته وأنها من الخطأ (اللفظي) لا (العقدي) , وذكر من سبقه إلى بعض هذه الإطلاقات من العلماء سلفا وخلفا , مع بيان أن لازم القول ليس بقول ما لم يلتزمه قائله.
المبحث الأول
بيان عقيدة الألباني رحمه الله في الإيمان من صريح أقواله وكتاباته , وإظهار موافقته لعقيدة سلفنا الصالح
يعرف صغار طلبة العلم أن الألباني رحمه الله قد قام بتحقيق وإخراج رسائل و كتب كثيرة في الإيمان على عقيدة سلفنا الصالح منذ سنوات طويلة تزيد على العشرين عاما , ومن ذلك كتاب الإيمان لابن أبي شيبة ، وكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام , وكتاب شرح الطحاوية لابن أبي العز , وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية , والناظر في هذه التحقيقات العلمية الفريدة وتعليقاته عليها, يرى – وبجلاء – موافقة الإمام الألباني رحمه الله لعقيدة السلف الصالح في الإيمان جملة وتفصيلا , ويكفي الباحث المنصف أن يقرأ ردوده على المرجئة المتقدمين منهم والمعاصرين كأبي غدة عبد الفتاح والكوثري , وهؤلاء هم جبال الإرجاء في هذا العصر من الذابّين عن خبث معتقده , والداعين لضلاله , فدكّ هذا الأسد الألباني حصونهم دكّا , ونسف شبهاتهم الإرجائية نسفا , وتركها قاعا صفصفا , ثم يأتي شباب آخر الزمان , فيرمون هذا الإمام بالإرجاء ! , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذه هي عقيدة الألباني رحمه الله
قال في الشريط رقم 856 من سلسلة الهدى والنور الدقيقة 7:00 تقريبا وما بعدها :
« أن أنواع الكفر ستة أنواع : تكذيب وجحود وعناد وإعراض ونفاق وشك ، أن الكفر لا يكون بالاعتقاد وحده , بل وبالاعتقاد والقول والعمل , وأن المرجئة هم الذين حصروا الكفر في التكذيب بالقلب وذهبوا إلى أن : كل من كفّره الشارع , فإنما كفّره لانتفاء تصديق القلب بالرب تبارك وتعالى ». اهـ رحمه الله
وقال الألباني رحمه الله ردّا على أبي غدة كما في شرح الطحاوية :
" المسألة الخامسة : يقول الإمام تبعا للأئمة مالك والشافعي وأحمد والأوزاعي وإسحاق بن راهوية وسائر أهل الحديث وأهل المدينة :
(( إن الإيمان هو تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان ، وقالوا يزيد وينقص ))
وشيخك تعصبا لأبي حنيفة يخالفهم ! مع صراحة الأدلة التي تؤيدهم من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح رضي الله عنهم ، بل ويغمزهم جميعا مشيرا إليهم بقوله في"التأنيب" (ص:44-45) إلى "أناس صالحون"يشير أنهم لا علم عندهم فيما ذهبوا إليه ولا فقه، وإنما الفقه عند أبي حنيفة دونهم ،ثم يقول:إن الإيمان الكلمة !! ، وأنه الحق الصراح .
وعليه فالسلف وأولئك الأئمة الصالحون (!) هم عنده على الباطل في قولهم :بأن الأعمال من الإيمان، وأنه يزيد وينقص ...." إلى أن قال صفحة 58 : " والكوثري في كلمته المشار إليها يحاول فيها أن يصوّر للقارئ أن الخلاف بين السلف والحنفية في الإيمان لفظي ، يشير بذلك إلى أن الأعمال ليست ركنا أصليا ثم يتناسى أنهم يقولون : بأنه يزيد وينقص , وهذا ما لا يقول به الحنفية إطلاقا، بل إنهم قالوا في صدد بيان الألفاظ المكفّرة عندهم :"وبقوله الإيمان يزيد وينقص" كما في "البحر الرائق" - "باب أحكام المرتدين" فالسلف على هذا كفار عندهم مرتدين !! , راجع شرح الطحاوية (ص:338-360)، والتنكيل (2/362-373) الذي كشف عن مراوغة الكوثري في هذه المسألة .
وليعلم القارئ الكريم أن أقلّ ما يقال في الخلاف المذكور في المسألة أن الحنفية يتجاهلون أن قول أحدهم – ولو كان فاسقا فاجراً - : " أنا مؤمن حقا " ، ينافي مهما تكلفوا في التأويل – التأدّب مع القرآن ولو من الناحية اللفظية على الأقل الذي يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ*الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }[الأنفال:2-4[
فليتأمل المؤمن الذي عافاه الله تعالى مما ابتلى به هؤلاء المُتعصبة ، من هو المؤمن حقا عند الله تعالى؟ ، ومن هو المؤمن حقا عند هؤلاء ؟!!"
انتهى كلام الألباني رحمه الله تعالى.
وقال-رحمه الله- في السلسلة الصحيحة المجلد السابع (القسم الأول /153-15) : « مع أنه يعلم أنني أخالفهم مخالفة جذرية ،فأقول: الإيمان يزيد وينقص، وإن الأعمال الصالحة من الإيمان وإنه يجوز الاستثناء فيه خلافا للمرجئة ، ومع ذلك رماني بالإرجاء أكثر من مرة ! فقابلت بذلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم : ( وأتبع السيئة الحسنة تمحها ...) فقلت: ما أشبه اليوم بالبارحة !!»
انتهى كلام الألباني رحمه الله
وقال الألباني رحمه الله وهو يردّ على أحد أهل البدع :
" أن الرجل حنفي المذهب ، ماتريدي المعتقد ، ومن المعلوم أنهم لا يقولون بما جاء في الكتاب والسنة وآثار الصحابة من التصريح بأن الإيمان يزيد وينقص وأن الأعمال من الإيمان ، وعليه جماهير العلماء سلفاً وخلفاً ما عدا الحنفية ؛ فإنهم لا يزالون يصرون على المخالفة ؛ بل إنهم ليصرحون بإنكار ذلك عليهم ، حتى إن منهم من صرح بأن ذلك ردة وكفر – والعياذ بالله تعالى – فقد جاء في ( باب الكراهية ) من "البحر الرائق " –لابن نجيم الحنفي – ما نصه ( 8/ 205) :" والإيمان لا يزيد ولا ينقص ؛ لأن الإيمان عندنا ليس من الأعمال " – ثم قال الشيخ الألباني - : وهذا يخالف – صراحة – حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم سئل : أي العمل أفضل ؟ قال :" إيمان بالله ورسوله .. " - الحديث – أخرجه البخاري –وغيره- ، وفي معناه أحاديث أخرى ترى بعضها في "الترغيب" (2/ 107) . وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية وجه كون الإيمان من الأعمال ، وأنه يزيد وينقص – بما لا مزيد عليه- في كتابه "الإيمان " ، فليراجعه من شاء البسط . أقول : هذا ما كنت كتبته من أكثر من عشرين عاماً ؛ مقرراً مذهب السلف ، وعقيدة أهل السنة – ولله الحمد – في مسائل الإيمان ، ثم يأتي – اليوم – بعض الجهلة الأغمار ، والناشئة الصغار : فيرموننا بالإرجاء !! فإلى الله المشتكى من سوء ما هم عليه من جهالة وضلالة وغثاء "
انتهى كلام العلامة الألباني رحمه الله من كتاب الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد ص 32 – 33 .
وقال رحمه الله أن الكفر يكون بالأعمال كما يكون بالاعتقاد , حين قال :
"ومن الأعمال أعمال قد يكفر بها صاحبها كفراً اعتقادياً ، لأنها تدل على كفره دلالة قطعية يقينية ، بحيث يقوم فعله هذا منه مقام إعرابه بلسانه عن كفره ، كمثل من يدوس المصحف مع علمه به ، وقصده له " اهـ
التحذير من فتنة التكفير صفحة 72
وصرّح رحمه الله أن تارك الصلاة إذا عُرض على السيف وفضّل الموت على الصلاة ! , فهو كافر مرتدّ , كما في رسالة حكم تارك الصلاة صفحة 43
وأنكر رحمه الله إنكارا شديدا أن يكون الخلاف بين مرجئة الفقهاء وبين أهل السنة , خلافا لفظيا صوريا ! , وصرّح بأن الخلاف عقدي وجوهري , كما في شرح العقيدة الطحاوية صفحة 62 , فليُراجعه من شاء .
وقال رحمه الله في مقدمة تحقيق رياض الصالحين (ص:22) :
"والحقيقة أنه لا يمكن تصور صلاح القلوب إلا بصلاح الأعمال ولا صلاح الأعمال إلا بصلاح القلوب، وقد بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أجمل بيان ".
فهل من يقول هذا الكلام ويقرر هذه التقريرات السنّية السلفية الخالصة , والتي تدك حصون المرجئة دكّا ؛ يُقال عليه أنه يقول بقول المُرجئة !!؟؟
أين أنت يا حمرة الخجل ؟؟!!
المبحث الثاني
بيان مقصود العلماء المتأخرين والمعاصرين من لفظة ( تارك جنس العمل ) , أو قولهم ( تارك العمل بالكلية ) , ونقل إجماع السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان على كفر من ترك العمل بالكليّة
إن مذهب سلفنا الصالح في الإيمان وعلاقته بعمل الجوارح من الوضوح بمكان , ولكن لمّا كثُرت الفتن , ووسّد الأمر إلى غير أهله , وانتشر الجهل , وأشربت القلوب حب الخصام والجدل , حارت في هذه المسألة عقول , ولم تكتف بما هو عن السلف مشهور ومنقول , فإذا بها في بحار الهوى تصول وتجول .
ولا شك عند أهل السنة أن الإيمان هو :
قول باللسان , واعتقاد بالقلب , وعمل بالجوارح .
وأنه يزيد وينقص , يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية حتى لا يتبقى منه إلا ذرة ! , أو يزول بالكلية والعياذ بالله .
والعلاقة بين اعتقاد القلب وعمل الجوارح علاقة وثيقة , فإذا قوي الإيمان في القلب , كثرت الأعمال الصالحة من أعمال الجوارح , وإذا ضعُف إيمان القلب , قلّت الأعمال الصالحة من أعمال الجوارح .
وإذا زالت أعمال الجوارح بالكليّة , دل ذلك على زوال إيمان العبد من القلب بالكلية ولابد .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : " تخلّف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوّه من الإيمان,ونقصه دليل نقصه ,وقوته دليل قوته." اهـ [الفوائد: 112[
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " ما فى القلب مستلزم للعمل الظاهر. وانتفاء اللازم يدل على انتفاء الملزوم" اهـ [الفتاوى 7\294[
قال الإمام الشافعى رحمه الله: " وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون : الإيمان قول وعمل ونية, لا يجزيء واحد من الثلاث إلا بالآخر " اهـ
شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي 5/956
قال العلامة الآجري في كتابه العظيم "الشريعة" :
" ثم اعلموا : أنه لا تجزىء المعرفة بالقلب ، والتصديق ، إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً ، ولا تجزىء معرفة بالقلب ، ونطق باللسان ، حتى يكون عمل بالجوارح ، فإذا كملت فيه هذه الخصال الثلاث : كان مؤمناً , دل على ذلك الكتاب والسنة، وقول علماء المسلمين . "اهـ
وقال شيخ الإسلام رحمه الله في الجواب الصحيح ( 6/487 ) :
" وقد بسطنا الكلام على هذه في مسألة الإيمان ، وبيَّنا أن ما يقوم بالقلب من تصديق وحب لله ورسوله وتعظيم ، لابد أن يظهر على الجوارح وكذلك بالعكس؛ ولهذا يستدل بانتفاء اللازم الظاهر على انتفاء الملزوم الباطن ، كما في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :} ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت ، صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد ألا وهي القلب } وكما قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لمن رآه يعبث في الصلاة : } لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه { " اهـ رحمه الله
وهذا الذي قرّره هؤلاء الأئمة – من أنه لابد من عمل مع إيمان القلب - محلّ إجماع السلف الصالح قولا واحدا لا خلاف عليه .
فإذا كان في القلب ذرة من إيمان , يجب أن يظهر أثر هذا الإيمان الضعيف على أعمال الجوارح , مهما كان هذا العمل ضئيلا وصغيرا , ولكن لا بد أن يظهر شيئ , وإلا لم يكن في الباطن مؤمنا .
فاحفظ هذا يا أخا الإسلام , وعض عليه بالنواجز .
وهذا هو ما يقصده العلماء القائلين بأن تارك جنس العمل يكون كافرا ولا بد , وقولهم ( تارك جنس العمل ) أي ترك كل أعمال الجوارح الظاهرة بالكلية ! , فلا صام يوما من رمضان مرة في عمره قط ! , ولا صلّى ركعة لله مرة في عمره قط ! , ولا زكّى ولا تصدّق على فقير مرة واحدة في عمره قط ! , ولا حجّ مرة , ولا مدّ يده وقرأ صفحة من المصحف مرة قط ! , ولا دخل بيتا من بيوت الله مرة واحدة ليصلي قط !! , ولا أعان بيده ضعيفا لوجه الله مرة قط ! , ولا سقى كلبا شربة ماء لوجه الله مرة قط ! , ولا أماط الأذى عن الطريق لوجه الله مرة قط ! , ولا فعل أي شيئ يصحّ أن يُطلق عليه أنه عمل صالح مرة !! , نطق بالشهادتين فقط وبقي دهرا لم يعمل شيئا قط على التفصيل السابق ! , وشرب الخمر وزنا وسرق وركب المحرمات والفواحش بأنواعها , ثم يزعم أنه مسلم !
فهل يشك عاقل في كفر من كان هذا حاله ؟؟!
فهذا كافر منافق زنديق , قد أجمع السلف على كفره وخروجه من حظيرة الإسلام , قولا واحدا , إذ لا يفعل هذا من عنده أدنى حد للإيمان , كما صرّح بذلك الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في مقالته المشهورة " كلمة حق حول جنس العمل ", وهي منشورة على موقعه الرسمي.
وهذا هو عين ما قصده وقرّره الشيخ الألباني رحمه الله حين قال :
« إن الإيمان بدون عمل لا يفيد ؛ فالله –عز وجل- حينما يذكر الإيمان يذكره مقرونًا بالعمل الصالح ؛ لأننا لا نتصور إيمانًا بدون عمل صالح، إلا أن نتخيله خيالا ؛ آمن من هنا - قال: أشهد ألا إله إلا الله ومحمد رسول الله- ومات من هنا…
هذا نستطيع أن نتصوره ، لكن إنسان يقول: لا إله إلا الله، محمد رسول الله؛ ويعيش دهره – مما شاء الله - ولا يعمل صالحًا !! ؛ فعدم عمله الصالح هو دليل أنه يقولها بلسانه، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه؛ فذكر الأعمال الصالحة بعد الإيمان ليدل على أن الإيمان النافع هو الذي يكون مقرونًا بالعمل الصالح , على كل حال: فنحن نفرق بين الإيمان الذي هو مقره القلب، وهو كما أفادنا هذا الحديث من عمل القلب، وبين الأعمال التي هي من أعمال الجوارح، فأعمال الجوارح ؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان، إنما كلما ازداد الإنسان عملًا صالحًا ؛ كلما قوي هذا الإيمان الذي مقره القلب…».اهـ
انظر شرحه على الأدب المفرد (الشريط السادس/الوجه الأول).
وقد زعم بعض من لا علم عنده , من الذين امتلأت قلوبهم حقدا وحسدا على هذا الإمام السلفي , أن هذا الكلام قديم ! , وأن الشيخ تغيّر اعتقاده في المسألة في آخر عمره !! , ولا شك أن هذه دعوى ينقضها الشيخ في كلامه القديم ! زعموا .
فها هو يقول ( فأعمال الجوارح ؛ هي أجزاء مكملة للإيمان ماهي أجزاء أصيلة من الإيمان، إنما كلما ازداد الإنسان عملًا صالحًا ؛ كلما قوي هذا الإيمان الذي مقره القلب .. )
وهذا هو عين ما يذكره الشيخ دائما , بل هو كلام مفسّر لبعض إطلاقاته الأخرى , وكلام العلماء يفسر بعضه بعضا .
وقد يقول قائل : أنت تنقل ما هو حجة على الشيخ الألباني رحمه الله !! , لأنه ذكر أن أعمال الجوارح ليست جزءا أصيلا من الإيمان , ولكن هي أجزاء (مكملة) للإيمان...!
فأقول :
لقد صرّح الشيخ رحمه الله قبل هذه الكلمة الموهمة بلحظات (!) أن الإيمان بدون عمل لا يُفيد , وقال أن هذا لا يُتصور إلا في الخيال (!) , بل صرّح أن ( عدم ) العمل الصالح دليل على أن الإيمان لم يدخل القلب !
فهل بعد هذا البيان من بيان ؟؟ , أليس كلامه هذا دليلا قاطعا على أنه لا يقصد نفي مطلق أعمال الجوارح (!!) , اللهم بلى .
وظهر من هذا التفصيل لكل منصف مُتجرد للحق مُحب لهذا الإمام بحق ! , أن الألباني يقصد آحاد وشُعب أعمال الجوارح وليس ( كل ) العمل , وإلا كان كلامه متناقضا ينقض أوله آخره ! , فتأمّل .
وجدير بالذكر أن الحكم على مسلم أنه لم يعمل شيئا من أعمال الجوارح قط على التفصيل السابق بيانه , هو مسألة خيالية - كما ذكر الألباني رحمه الله - وغير عملية ! ؛ لأنك لا تستطيع أن تحيط علما بما يفعله - أو لم يفعله الرجل ! - في خلواته وفلواته طيلة حياته (!) , وهذا الأمر لا يمكن لأحد إلا الله أن يحيط به علما.
إذا علمت هذا , وضح لك مقصود هؤلاء العلماء – ومنهم الألباني – الذين يطلقون القول بأن تارك العمل لا يكفر , أو تارك جنس العمل , أو أشباه هذه العبارات – كما سيأتي في المبحث الثالث إن شاء الله - , فإنهم إنما عَنوا بذلك تارك الصلاة والزكاة والحجّ وعامّة الفرائض , وتارك الصلاة عندهم لا يكفر كما هو قول الجمهور , وإلا فتارك الصلاة يكفر بتركها مطلقا عند القائلين بكفره ولو أتى بكل الأعمال الصالحة , ولا يلزم من ذلك أنهم – أي الألباني ومن وافقه - ينفون عنه كل الأعمال الصالحة مطلقا على التفصيل السابق !! , وكما ذكرت أن تارك العمل بهذه الصورة السالفة الذِكر لا يشك في كفره عاقل ! , فضلا عن عالم فاضل.
ويتبقى في هذا المبحث مسألة :
ما هو توجيه حديث الشفاعة المشهور وقد جاء فيه قوله صلى الله عليه وسلم أن الله يخرج أناسا من النار : " لم يعملوا خيرا قط " ويدخلهم الجنة , وفي رواية " فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه و لا خير قدموه "
فكيف نجمع بين قوله " لم يعملوا خيرا قط " , وقوله " بغير عمل عملوه ولا خير قدّموه " , وبين إجماع السلف الصالح على كفر تارك العمل بالكليّة ؟؟!
الجواب : أن هذه الألفاظ خرجت مخرج الأكثر والغالب من حال هؤلاء , والذي ترك الصلاة والزكاة وعامّة الفرائض , هذا فاسق فاجر شديد الفسق ويُخشى عليه من الكفر وسوء الخاتمة , فلا عجب أن يُطلق الشارع الحكيم فيه القول بأنه لم يعمل خيرا قط , أي في غالب أحواله وأكثرها لم يعمل خيرا قط , مع تلبسه بجميع أنواع المعاصي والآثام وإصراره عليها طوال حياته ! حتى يموت , ولكن هذا النفي لا يلزم منه نفي جنس الأعمال الصالحة مطلقا ! , فلا تعارض بين هذا الحديث وأمثاله , وبين إجماع السلف الصالح على كفر تارك العمل بالكلية .
وهذا الذي قرّرته ليس غريبا على لغة العرب , وإطلاق التعميم – لغة وشرعا - لا يُراد به الكل دائما ، وإنما قد يراد به الغالب والأكثر أحيانا , كما هو معلوم .
وهذا حديث رواه الإمام النسائي رحمه الله :
من رِوَايَة أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" إِنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ وَكَانَ يُدَايِنُ النَّاسَ فَيَقُولُ لِرَسُولِهِ خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا فَلَمَّا هَلَكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ هَلْ عَمِلْتَ خَيْرًا قَطُّ قَالَ لَا , إِلَّا أَنَّهُ كَانَ لِي غُلَامٌ وَكُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَإِذَا بَعَثْتُهُ لِيَتَقَاضَى قُلْتُ لَهُ خُذْ مَا تَيَسَّرَ وَاتْرُكْ مَا عَسُرَ وَتَجَاوَزْ لَعَلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَدْ تَجَاوَزْتُ عَنْكَ "
صحّحه الألباني رحمه الله كما في صحيح سنن النسائي .
يُستفاد من هذا الحديث أن قوله " لم يعمل خيرا قط " لا يستفاد منه نفي جميع الأعمال الصالحة عنه بالكلّية مطلقا ! , بدليل أن الرجل كان يتجاوز عن المعسر ويتصدق عليه , وهذا من أعظم القربات والأعمال الصالحة , ومع ذلك قيل فيه أنه " لم يعمل خيرا قط " , فاعرف هذا واحفظه فإنك قد لا تجده في مكان آخر .
وفيه أيضا بيان أن الرجل الفاسق مع فسقه الشديد , وتركه لأعمال الجوارح من صلاة وصيام وزكاة وغير ذلك , لابد أن يكون معه شيئ من عمل الجوارح وإن كان قليلا جدا لا يكاد يُذكر , ولكن لا بد منه طالما أن أصل الإيمان القلبي معه , وإن كان هو – أي الإيمان في قلبه - أيضا ضعيف جدا , لا يكاد يُذكر مثل عمله الظاهر تماما سواء بسواء , وهذا هو الذي قرره أئمة السلف والخلف , فما أحكمهم وأعلمهم ! , فتأمّل .
المبحث الثالث
بيان مقصود الألباني رحمه الله من بعض إطلاقاته وأنها من الخطأ (اللفظي) لا (العقدي) , وذكر من سبقه إلى بعض هذه الإطلاقات من العلماء سلفا وخلفا , مع بيان أن لازم القول ليس بقول ما لم يلتزمه قائله
لا شك أن الشيخ الإمام الألباني رحمه الله بشر يصيب ويخطئ , ويخطئ ويصيب , ويؤخذ من قوله ويُترك , ولا معصوم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لذا فقد ورد في كلام الألباني رحمه الله وتقريراته عبارات وإطلاقات حمّالة أوجه , تحتمل الحق والباطل , وهو مسبوق إليها , ولكن بعد ظهور هذه الفتنة التي نعيشها تبيّن أن أدق العبارات وأصلحها هي عبارات السلف الصالح .
ومن ذلك قوله ( أن الأعمال شرط كمال في الإيمان )
وهذا خطأ لفظي بلا شك , والصواب أن يقال الأعمال جزء من الإيمان , أو يقال الإيمان قول وعمل , كما هو المأثور عن السلف الصالح , وهؤلاء العلماء يقولون بهذه العبارات السلفية , ولكن وددنا لو أنهم اقتصروا عليها دون غيرها من العبارات المحدثة.
أما قولنا أن العمل ( شرط كمال ) أو ( شرط صحة ) , فهذا خطأ محض لأننا بذلك أخرجنا العمل عن مسمّى الإيمان لفظا ، لأن الشرط خارج الماهية ، والركن داخل الماهية , كما قال العلامة الراجحي حفظه الله , ألا ترى أنك تقول الوضوء شرط صحة للصلاة , مع أن الوضوء ليس جزءا من الصلاة , ويستوي في ذلك قول بعض العلماء ( شرط صحة ) أو ( شرط كمال ) , والصواب والأولى والأكمل أن يقال : العمل ركن وجزء من الإيمان , كما هو مأثور عن السلف الصالح , فتنبّه .
نعم , بعض العلماء يذكرون الشرط بخلاف هذا المعنى , مثل قولهم : أن كذا وكذا من أعمال القلوب من شروط لا إلا إلا الله , ولا يقصدون بداهة أن هذه الأعمال خارج ماهية التوحيد ! , كما أفادني بذلك الشيخ أبو عمر العتيبي حفظه الله
ولكن أقول أن أسباب إنكار هؤلاء العلماء هذه اللفظة متعددة , منها أن هذه اللفظة تسببت في فتن كثيرة جدا بين الشباب , وقد يستغلها بعض الخوارج أو يستغلها بعض المرجئة ليدخلوا على الناس باطلهم ! , لذا فالصواب هو ما قرره العلامة الراجحي والعثيمين والسحيمي وغيرهم من الاقتصار على عبارات السلف التي هي أدق العبارات وأحكمها.
ولكن لا يُقال أن الألباني رحمه الله قد أخرج العمل من مسمّى الإيمان !! بقوله هذا , فإن لازم القول ليس بقول ما لم يلتزمه قائله – كما سيأتي بيانه إن شاء الله - , وكيف نرمي الألباني بهذا وهو يصرّح بأن العمل من الإيمان ويزيد وينقص , ويردّ على مرجئة الفقهاء , ويؤكد على أن الخلاف معهم خلافا حقيقيا وليس لفظيا , سبحانك ربي هذا بهتان عظيم .
وقد سبق الألباني فيما في لفظه احتمال -وبعضه صريح جدا ! - أن الإيمان يصح بدون أعمال الجوارح , أئمة فحول وعلماء عدول , منهم :
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله :
" وَالْكَلَام هُنَا فِي مَقَامَيْنِ : أَحَدهمَا كَوْنه قَوْلًا وَعَمَلًا ، وَالثَّانِي كَوْنه يَزِيد وَيَنْقُص . فَأَمَّا الْقَوْل فَالْمُرَاد بِهِ النُّطْق بِالشَّهَادَتَيْنِ ، وَأَمَّا الْعَمَل فَالْمُرَاد بِهِ مَا هُوَ أَعَمّ مِنْ عَمَل الْقَلْب وَالْجَوَارِح ، لِيَدْخُل الِاعْتِقَاد وَالْعِبَادَات . وَمُرَاد مَنْ أَدْخَلَ ذَلِكَ فِي تَعْرِيف الْإِيمَان وَمَنْ نَفَاهُ إِنَّمَا هُوَ بِالنَّظَرِ إِلَى مَا عِنْد اللَّه تَعَالَى ، فَالسَّلَف قَالُوا هُوَ اِعْتِقَاد بِالْقَلْبِ ، وَنُطْق بِاللِّسَانِ ، وَعَمَل بِالْأَرْكَانِ وَأَرَادُوا بِذَلِكَ أَنَّ الْأَعْمَال شَرْط فِي كَمَالِهِ . وَمِنْ هُنَا نَشَأَ ثَمَّ الْقَوْل بِالزِّيَادَةِ وَالنَّقْص كَمَا سَيَأْتِي . وَالْمُرْجِئَة قَالُوا : هُوَ اِعْتِقَاد وَنُطْق فَقَطْ . وَالْكَرَامِيَّة قَالُوا : هُوَ نُطْق فَقَطْ . وَالْمُعْتَزِلَة قَالُوا : هُوَ الْعَمَل وَالنُّطْق وَالِاعْتِقَاد وَالْفَارِق بَيْنهمْ وَبَيْن السَّلَف أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْأَعْمَال شَرْطًا فِي صِحَّته وَالسَّلَف جَعَلُوهَا شَرْطًا فِي كَمَالِهِ . " اهـ
فتح الباري , الجزء الأول صفحة 9
قال الإمام محمد بن إسحاق بن يحي بن منده 310 - 395 هـ :
" ذكر اختلاف أقاويل الناس في الإيمان ما هو « فقالت طائفة من المرجئة : الإيمان فعل القلب دون اللسان ، وقالت طائفة منهم : » الإيمان فعل اللسان دون القلب ، وهم أهل الغلو في الإرجاء « ، وقال جمهور أهل الإرجاء : » الإيمان هو فعل القلب واللسان جميعا « ، وقالت الخوارج : » الإيمان فعل الطاعات المفترضة كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح « ، وقال آخرون : » الإيمان فعل القلب واللسان مع اجتناب الكبائر « ، وقال أهل الجماعة : » الإيمان هي الطاعات كلها بالقلب واللسان وسائر الجوارح غير أن له أصلا وفرعا فأصله المعرفة بالله والتصديق له وبه وبما جاء من عنده بالقلب واللسان مع الخضوع له والحب له والخوف منه والتعظيم له مع ترك التكبر والاستنكاف والمعاندة ، فإذا أتى بهذا الأصل ، فقد دخل في الإيمان ، ولزمه اسمه ، وأحكامه ، ولا يكون مستكملا له حتى يأتي بفرعه ، وفرعه المفترض عليه ، أو الفرائض واجتناب المحارم ، وقد جاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « الإيمان بضع وسبعون أو ستون شعبة أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان » ، فجعل الإيمان شعبا بعضها باللسان والشفتين وبعضها بالقلب وبعضها بسائر الجوارح « . فشهادة أن لا إله إلا الله فعل اللسان تقول شهدت أشهد شهادة والشهادة فعله بالقلب واللسان لا اختلاف بين المسلمين في ذلك والحياء في القلب وإماطة الأذى عن الطريق فعل سائر الجوارح » " اهـ
كتاب الإيمان لابن منده , الجزء الأول صفحة 209
فها هو الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله يقول أن السلف جعلوا العمل شرطا في كمال الإيمان , وذكر ذلك في أشهر كتب السنة وهو كتابه المشهور " فتح الباري " , وذلك منذ قرون طويلة , ولم نسمع أحدا من العلماء يرميه بأنه يقول بقول المُرجئة بسبب هذا !!! , غاية ما هنالك أنهم قالوا أن هذا خطأ محض .
وها هو الإمام ابن منده رحمه الله يقول من قال بلسانه وآمن بقلبه فقد دخل في الإيمان , وحقق أصل الإيمان ولزمه اسمه وأحكامه , وأنه لا يستكمله إلا بفرعه وهو عمل الجوارح مما افترض عليه
فهل هو مُرجئ ؟؟ أو هل قال بقول المُرجئة ؟؟!!
وقد يقول قائل : كلام الإمام ابن منده هذا عام ومطلق , ولكن له كلام آخر واضح كالشمس يبيّن مقصوده رحمه الله .
قلت : وكذلك الألباني رحمه الله له كلام آخر واضح كالشمس يبيّن مقصوده رحمه الله ! , فوجب حمل كلامه على أحسن المحامل , خاصة وأنه إمام في السنة , يؤصّل لمذهب أهل السنة ويردّ على خصومهم من أهل الإرجاء قديما وحديثا.
ومن الإطلاقات الواردة في كلام الإمام الألباني رحمه الله قوله :
( أن تارك جنس العمل لا يكفر )
قال العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله :
" أن الجنس قد يراد به الواحد وقد يراد به الكل وقد يراد به الغالب ، ومن هنا إذا دندن حوله السلفيون حصل بينهم الخلاف الذي يريده التكفيريون وتكثروا بمن يقول به منهم، فيقولون هذا فلان السلفي يقول بتكفير تارك جنس العمل فيجرون الناشيء إلى مذهبهم في تكفير الحكام على منهجهم وإلى رمي علماء السنة بالإرجاء ... الخ. " اهـ حفظه الله
من مقال ( كلمة حق حول جنس العمل ) على موقعه الرسمي على الشبكة .
ولا شك أن تارك العمل بالكلّية – على ما سبق تفصيله – كافر بإجماع السلف الصالح , ولكن قد يطلق العالم هذه العبارة ويريد منها تارك الصلاة وعامة الفرائض ؛ فيحكم بعدم كفر تارك جنس العمل بهذا الاعتبار , ولا يجعلنا هذا نرميه بالإرجاء أو بقول المرجئة إلا إذا كان ممن عُرفوا بنصرة مذهب المرجئة الذين يخرجون العمل من مسمّى الإيمان , أو ممن عرفوا بحصر الكفر في كفر التكذيب والجحود فقط , فحينها يردّ عليه ويشنّع عليه ولا كرامة.
ولا شك أن الألباني رحمه الله ليس من هؤلاء , فهو سيف مسلول على المرجئة والخوارج , يعتبر الخلاف مع مرجئة الفقهاء خلافا حقيقيا , ويقول بأن العمل من الإيمان ويزيد وينقص , ويستثني في الإيمان , فهل يقال عن من قال هذا بأنه مُرجئ ؟؟ أو قال بقول المرجئة !!؟
وقد وردت مثل هذه الإطلاقات في كلام الكثير من العلماء الفحول , فهل يرميهم إخواننا هؤلاء بأنهم يقولون بقول المرجئة !؟
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله : ( من لم يصل من المسلمين في مشيئة الله إذا كان موحداً مؤمناً بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مصدقاً مقراً وإن لم يعمل وهذا يرد قول المعتزلة والخوارج بأسرها ) اهـ
التمهيد ( 23/ 290 )
و قال الإمام ابن جرير الطبري وهو يحكي قول أهل السنة في الإيمان: ( قال بعضهم الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح فمن أتى بمعنيين من هذه المعاني الثلاثة ولم يأت بالثالث فغير جائز أن يقال أنه مؤمن ولكنه يقال له إن كان اللذان أتى بهما المعرفة بالقلب والإقرار باللسان وهو في العمل مفرط فمسلم ) التبصير في معالم الدين ( 188 )
قال الإمام ابن رجب رحمه الله :
(ومعلوم أن الجنة إنما يستحق دخولها بالتصديق بالقلب مع شهادة اللسان ، وبـهما يخرج من يخرج من أهل النار فيدخل الجنة ) فتح الباري ( مكتبة الغرباء الأثرية ، 1/ 121 )
وقال أيضا بعد أن ساق حديث الشفاعة :
( والمراد بقوله " لم يعملوا خيراً قط " من أعمال الجوارح وإن كان أصل التوحيد معهم ، ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار إنه لم يعمل خيراً قط غير التوحيد ...ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة قال : " فأقول يارب ائذن لي فيمن يقول : لا إله إلا الله فيقول : وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن من قال : لا إله إلا الله " خرجاه في الصحيحين وعند مسلم " فيقول ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك " وهذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا خيراً قط بجوارحهم ).اهـ
كتاب التخويف من النار طبعة دار الإيمان الباب الثامن والعشرون ص285 .
وقال الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في
"فتح المجيد شرح كتاب التوحيد - (ج 1 / ص 66) :
( تنبيه ) قال القرطبي في تذكرته : قوله في الحديث « من إيمان » أي : من أعمال الإيمان التي هي من أعمال الجوارح ، فيكون فيه دلالة على أن الأعمال الصالحة من الإيمان ، والدليل على أنه أراد بالإيمان ما قلناه ، ولم يرد مجرد الإيمان الذي هو التوحيد ونفي الشركاء والإخلاص بقول لا إله إلا الله : ما في الحديث نفسه من قول " أخرجوا - ثم بعد ذلك يقبض سبحانه قبضة فيخرج قوما لم يعملوا خيرا قط " يريد بذلك : التوحيد المجرد من الأعمال" . اهـ ملخصا
فالذي يقوله هؤلاء في حق الألباني يلزمهم أن يقولوه في هؤلاء الأئمة الأعلام ! , حيث تطابقت أقوالهم وإن تعددت الألفاظ , ولكن المعنى واحد , فهل سترمونهم بأنهم يقولون بقول المرجئة ؟؟!
أم نلزم جادة الصواب ونقول : أن تارك العمل بالكلية – على التفصيل السابق – كافر بإجماع السلف الصالح , ولكن هؤلاء العلماء الفحول ما قصدوا – بداهة- مثل هذه الصورة الخيالية التي نتحدث عنها ! , وكلامهم محمول على من يترك الصلاة وعامة الفرائض والواجبات , أي شُعب أعمال الجوارح وآحادها وإن كثرت وعظمت , كما هو حال أغلب فساق زماننا.
وذكرتني هذه المسألة بما حدث مع إخواننا هؤلاء منذ سنوات , حينما رموا أهل السنة القائلين بأن تارك الصلاة إذا عُرض على السيف فأبى أن يصلي يقتل حدّا لا ردة ويدفن في مقابر المسلمين – ولا شك أن قولهم هذا خطأ محض - , والعلماء القائلين بهذا القول أكثر مما تتخيل ! , حتى كاد أن يكون إجماعا ! كما قال العلامة عبد الرزاق عفيفي رحمه الله , وهم من أئمة المذاهب الأربعة وفقهاء القرون المفضلة وما بعدها , فرموهم إخواننا هؤلاء بأن قولهم هذا إرجاء مبني على إرجاء !! , واستدلوا بكلمة قالها شيخ الإسلام وطاروا بها في الآفاق.
وسبب هذه الفتنة القائمة وكذلك أختها القديمة هي أن إخواننا هؤلاء جهلوا أن لازم القول ليس بلازم ما لم يلتزمه قائله , كما هو مقرر عند أهل العلم لأن المتكلم قد يذكر الشيء ولا يستحضر لازمه حتى إذا عرفه وتفطّن له ؛ أنكره أشد الإنكار! , فلا يشّنع على العالم المعروف بسلفيته وحرصه على السنة والعقيدة الصحيحة بلوازم الأقوال خاصة في المسائل الخفيّة , وإلا لزمنا التشنيع على جمع غفير من الأئمة السالف ذكرهم !! , ورميهم بأنهم يقولون بقول المرجئة !!, وهذا ما لا يقول به عاقل فضل عن عالم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:
"وعلى هذا فلازم قول الإنسان نوعان: أحدهما لازم قوله الحق فهذا مما يجب عليه أن يلتزمه ،فان لازم الحق حق و يجوز أن يضاف إليه إذا علم من حاله أنه لا يمتنع من التزامه بعد ظهوره , وكثير مما يضيفه الناس إلى مذهب الأئمة من هذا الباب.
والثاني:لازم قوله الذي ليس بحق فهذا لا يجب التزامه إذ أكثر ما فيه أنه قد تناقض , و قد ثبت أن التناقض واقع من كل عالم غير النبيين ثم إن عرف من حاله أنه يلتزمه بعد ظهوره له فقد يضاف إليهو إلا فلا يجوز أن يضاف إليه قول لو ظهر لـه فساده لم يلتزمه , لكونه قد قال ما يلزمه و هو لا يشعر بفساد ذلك القول و لا يلزمه .
وهذا التفصيل في اختلاف الناس في لازم المذهب هل هو مذهب أو ليس بمذهب ؛ هو أجود من إطلاق أحدهما فما كان من اللوازم يرضاه القائل بعد وضوحه له فهو قوله , وما لا يرضاه فليس قوله و إن كان متناقضا . "
انتهى كلامه رحمه الله من القواعد النورانية/ 193
فياله من كلام نوراني (!) , فتأمّل , ولو تفطّن لهذا الكلام ووعاه إخواننا هؤلاء ؛ لما عانينا وتكلفنا عناء الردّ عليهم.
وأخيرا أذكر إخواني هؤلاء وأذكر نفسي , والذكرى تنفع المؤمنين , بقول ابن عساكر : " اعلم يا أخي وفقني الله وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب ". اهـ
فإن كان قولكم في الإمام الألباني رحمه الله أنه يقول بقول المرجئة ليس انتقاصا وطعنا ! , فلا أدري – والله- ما هو الطعن والانتقاص إذا ؟!!
ويستدل بعضهم بفتوى منسوبة للشيخ الراجحي حول الشيخ الألباني رحمه الله ولا أعلم مدى صحتها , ولكن على فرض ثبوتها , أقول لقد ورد في أول إجابة الشيخ العلامة الراجحي حفظه الله قوله : " فإذا كان قال: إن العمل خارج من مسمَّى الإيمان فقد وافق أبا حنيفة وأصحابه " , وقد كان السائل لبّس على الشيخ حفظه الله سؤاله , وأوهمه أن الشيخ الألباني رحمه الله يقول أن الإيمان ليس ركنا وجزءا من أجزاء الإيمان (!!) , وهذا محض افتراء وكذب صراح ! , وقديما قالوا السؤال نصف الإجابة ! , ومع ذلك فقد قال الشيخ الراجحي – إن صح النقل عنه - : إذا كان – أي الألباني – قال هذا فهو كذا وكذا " .
وجوابه أن الألباني رحمه الله يقول بأن الإيمان جزء وركن من أركان الإيمان , كما تقدّم , وعليه فما بني على باطل فهو باطل ! , وحاق بهم ما كانوا يمكرون.
نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
حنين موحد
2010-12-06, 16:21
السلام عليكم
أما ما قلته في كلامك فهذا الرد عليه اقرأ جيدا وستفهم ما قاله الالباني
العبيلان : بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – سلمه الله – .
في لقاء سابق معكم قبل ثلاث سنوات سألتم عن بعض السفهاء الذين يستهزئون بالدين وربما سبوا الدين فكان جواب سماحتكم أن مثل هؤلاء يأدبون ويضربون أسواط ثم بعد ذلك يتركون و لايحكم عليهم بشيء ، فهذه المسألة في الحقيقة فهمت من بعض الناس فهماً لا يريده الشيخ ناصر – سلمه الله – بحيث أنهم ظنوا أن الشيخ يطلق الإستهزاء – مثلاً- بالدين أو سب الدين أو سب النبي ليس كفراً .
فأريد من الشيخ - سلمه الله – توضيحُ هذا و إن أذن لي الشيخ قبل الجواب أن أقرأ شيئاً يسيراً من فتاوى الشيخ محمد إبراهيم العلامة الشيخ محمد إبراهيم مفتي الديار السعودية – رحمه الله – سأل الشيخ حول هذه المسألة فأجاب ..
الألباني : إذا شئت تفضل ..
العبيلان : " بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة مساعد قاضي محكمة صامطة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته . وبعد :
فقد جرى اطلاعنا على خطابكم رقم وتاريخ كذا وكذا بخصوص مسألة معوض بن فلان وما صدر منه من لعنه دين محمد بن المهدي ، وما قررتموه في حقه من جلده عشرة أسواط تعزيزاً ، وإستتبابته ، ثم تويته واستغفاره ، وطلبكم منا إلاحاطة بذلك .
ونفيدكم أن سبه دين محمد بن المهدي والحال أن محمد المهدي مسلم هو سب للدين الإسلامي ، وسب الدين كما لا يخفي عليكم ارتداد والعياذ بالله . وعليه فيلزمكم علاوةً على ما أجريتم احضار المذكور ، وأمره بإلاغتسال ، ثم النطق بالشهادتين ، وتجديد التوبة بعد أخباره بشروطها الثلاثة : من إلاقلاع عن موجب إلاثم ، والندم على صدوره منه ، والعزم على عدم العودة إليه .
ونظراً لما ذكرته عنه من أنه جاهل بمدلول ما صدر منه فيكتفي بما قررتموه عليه تعزيزاً . وفقكم الله . والسلام عليكم .
مفتي الديار السعودية."
إذاً إن أذنت لي فتوىً أخرى .
الألباني : تفضل
العبيلان :أيضاً هنا حكم من سمي "علم التوحيد ، علم التوحيش ، " وعلم الفقه " علم حزاوي العجائز "
من محمد بن إبراهيم إلى فضيلة قاضي هرجاب سلمه الله
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته . وبعد :
فقد وصل إلينا كتابك رقم كذاوكذا وتاريخ كذا وكذا الذي ذكرت فيه حالة بعض الشباب من تلاميذ المدارس وأنهم يسمون " علم التوحيد " علم التوحيش ، ويسمون " علم الفقه " علم حزاوي العجائز – وتسأل عن حكم هؤلاء ؟
والجواب : لاشك أن مثل هؤلاء متجنون على الشريعة الإسلامية وعلومها ، وهذا مما يدل على استخفافهم بالدين ، وجرأتهم على رب العالمين . ومن أطلق هذه المقالة على علم التوحيد الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وهو يعلم معناها فلا شك أنه مرتد .
لكن ينبغي معرفة الفرق بين الحكم على شخص بعينه بالكفر وبين أن يقال من فعل كذا وكذا أو قال كذا وكذا فهو كافر ؛ لأن الشخص المعين لابد من إثبات صدورها منه باختياره وكونه مكلفاً بالغاً عاقلاً ومن أطلق هذه المقالة على علم الفقه فهو مخطئ ومتجني على علوم الشريعة؛ لكن لا يبلغ به الحكم عليه بالردة . وعلى كل فيتعين تعزيز كل من يصدر منه مثل هذه إلالفاظ البشعة ؛ فان كانوا من إلاطفال والسفهاء فهذا أخف ، وان كانوا كباراً عقلاء فهذا اغلظ والعياذ بالله .
والحقيقة إن هذا مما يستغرب وقوعه لا سيما من طلاب المدارس الذين يتلقون هذه العلوم في مدارسهم وهي من أهم مقرراتهم ..."
إلى هنا المقصود من كلامه – عليه رحمة الله - ، تفضل - سلمك الله- ..
الألباني : الذي أراه وأدين الله به وأقول بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله ، أن الأمر لايتعدى في عقيدتي ما أسمعتني إياه من كلام الشيخ –رحمه الله- في فتاواه .
لكني أريد أن أوضح شيئاً تضمنه جواب الشيخ لكن يحتاج إلى شيء من البيان ، فأنا أقول : من المعلوم عند كافة العلماء أن الأقوال بمقاصد قائليها ، فإذا تكلم المتكلم بكلمة تحتمل أمراً مخالفاً للشرع والمخالفة قد تزدوج وقد تكون كفراً وردةً وقد تكون معصيةً ، وأوضح مثال في ذلك هو الحلف بغير الله - تبارك وتعالى- ، فنعلم جميعاً قوله – صلى الله عليه وسلم – " من حلف بغير الله فقد أشرك " وفي اللفظ الآخر "فقد كفر " فلا نسطيع أن نقول لكل من حلف بغير الله أنه كفر كفر ردةً ولكن قد يكون هذا الحالف بغير الله كفر كفر ردة ، قد يكون وقد لا يكون ، ولذلك لتأكيد أحد الإحتمالين ورفع الإحتمال الآخر فلا بد من معرفتنا بطريقة أو بأخرى ما الذي قصده هذا الحالف ، فإن كان قصد فعلاً تعظيم المحلوف وهو غير رب العالمين – عز وجل – تعظيماً له كتعظيمه لله – عز وجل – وهذا ما لا يفعله فيما أعتقد أي مسلم فيكون والحالة هذه كفر ردة ، ولكن كما قلت آنفاً :هذا ما لا أعتقده أن فرداً من أفراد المسلمين – وما أكثر هؤلاء اللذين يحلفون بغير الله عز وجل في بلاد الإسلام - لا أعتقد أن أحدهم يعني تعظيم المحلوف بغير الله كحلفه بالله أو أن يجعله أعظم منه لا أعتقد هذا ،ولذلك نرى كثيراً من هؤلاء المسلمين الذين غلبت عليهم هذه العادة عادة الحلف بالآباء والأنبياء والرسل بل وبرأس الرجل وبلحيته وشاربه ونحو ذلك من الأيمان القبيحة إذا ما ذكر وقيل له : رسول الله يقول كذا وكذا بادر إلى القول : جزاك الله خيروأنا ما كنت أعرف هذا ويستغفر الله .
هذا المثال أريد أن أصل إلى موضوع من يسب الله – عز وجل – أو يسب نبيه – عليه السلام – أو يسب الدين ، الأمر يعود إلى القصد لأن الإنسان قد يتكلم وقد يفعل فعلاً في حالة غضب شديد يعميه عن الكلام المستقيم الذي ينبغي أن يتكلم به ، فإذا ما سمعنا شخصاً من هؤلاء –كما قال الشيخ في بعضهم " السفهاء " – يسب الشرع أو الدين أو رب العزة أو نبيه عليه السلام ..الخ، فإذا ما ذكر وهذا يقع كثيراً منهم ومن الناصحين والمذكرين لهم بيقول : لعنة الله على الشيطان ساعة شيطانية غضبية أستغفر الله ، فهذا يدل على شيء مهم جداً يضطرنا نحن ألا نتسارع إلى إصدار حكم التكفير بحقه لأنه لم يتقصد الكفر كيف وهو يستغفر الله ويعترف بخطئه فيما بد منه ، لكن هذا لا يعفينا نحن ولا نبارك له قولته بل ننكر عليه ذلك اشد النكير ولو كان هناك حكم أو حاكم يحكم بالشرع لاقترحنا بأن يعزر بأن يجلد عشر أسواط كما جاء في حديث الرسول المعروف ، لكن مع الأسف الشديد مثل هذا الحكم لايوجد في أكثر بلاد الإسلام اليوم آسفين ، ولعل هذا يسوغ لي أن أقول : لفقدان مثل هذه الأحكام الشرعية التي نص الشارع الحكيم على فائدتها في مثل قوله – تبارك وتعالى – في القرآن الكريم " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " .
عدم قيام الحكام بتنفيذ الأحكام الشرعية هو من أسباب إنطلاق ألسنة هؤلاء السفهاء بما لا ينبغي و لا يجوز شرعاً أن يتفوهوا به .
فخلاصة الكلام أن التكفير أمر صعب جداً كما هو معروف عند أهل العلم ، و الأحاديث الصحيحة في البخاري وغيره معروفة في هذا المعنى ، لكني أريد أن أذكر فرعاً بهذه المناسبة ، أريد أن أذكر فرعاً فقهياً جاء في بعض كتب المذاهب وهذا في الوقع متجاور تماماً مع رهبة تلك الأحاديث التي تحذر المسلم أن يبادر إلى تكفير أخيه المسلم خشية أن لا يكون كافراً فيعود الكفر على المكفر ، لقد ذكروا أنه إذا صدر من مجموعة من العلماء بلغ عددهم تسعةً و تسعين شخصاً بتكفير مسلم لكن عالم واحد قال : لا ليس بكافر فينبغي أن لا يصدر حكم التكفير بالنسبة لهذا الإنسان ما دام أن هناك عالم يقول هذا ليس بكفر .
أفهم من هذا أن هؤلاء الذين فرعوا هذا الفرع راعوا خطورة إصدار الكفر بحق الرجل المسلم لا سيما إذا كان معلوماً بمحافظته على الأركان الإسلامية ليس فقط على الشهادة بل على الصيام والصلاة وو..الخ، وكثيراً ما نسمع خلافاً ينشب بين الزوجين فتأتي المرأة و تسأل أنه زوجي سب كذا ، نسأل يصلي بتقول يصلي يصوم يصوم ..الخ ، إذاً كيف هذا ؟ و الله تخاصمت معه و صاح وصحت ..الخ .
إذاً فهذه السبة إذا صدرت من إنسان في حالة غضب يستتاب ويعزر ويجلد ..الخ ، لكن إذا ما أردنا أن نصدر في حقه التكفير الذي يلازمه الردة لا بد أن نسحب اعترافه بما فعل فإن اعترف فهو ردةً ويقتل كما هو معروف في الإسلام من قوله – عليه السلام – " من ارتد عن دينه فاقتلوه " أما إذا اتبع كلامه بالإستغفار والتوبة إلى الله – عز وجل – فهذا دليل أنها ثورة غضبية لا نتسطيع أن نرتب عليها ما نرتب على الكلام الصادر بقصد وإرادة ، و إذا كان الرسول – عليه السلام – يقول " إنما الأعمال بالنيات .." وهذا لم تكن النية أن يقصد – مثلاً – ما سبه مما ذكر آنفاً فلا يجوز أن ندينه بكلمته ما دام أن قلبه يخالف كلمته ، هذا رأيي في هذا الموضوع .
العبيلان : - سلمك الله – هل يمكن أن نجمل هذا ونقول : إن شروط التكفير ثلاثة وموانع التكفير ثلاثة، شروطها أولاً :العلم ويقابله الجهل مانعه الجهل .
الألباني : نعم ..
العبيلان : الإختيار مانعه الإكراه والجبر ..
الألباني : هو كذلك ..
العبيلان :التأويل ومانعه عدم التأويل ، يعني : لو لم نفتح باب التأويل في مسألة نرى أن التأويل قد يدخل فيها لكفرنا الجهمية ولكفرنا المعتزلة الذي يقول لاأدري الله فوق العرش أو تحت العرش و السلف لم يفعلوا ذلك ..
الألباني : هذا صحيح ..
العبيلان : هنا - سلمك الله – عبارة أريد أن أقرئها عليك لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – عليه رحمة الله -..
الألباني : رحمه الله ..
العبيلان : في كتاب الشيخ الفاضل / صالح العبود ، يقول الشيخ ( أظن الكلام لصالح العبود من كتابه ) :" و الشيخ يكفر من كفر بإجماع المسلمين و هو الذي قامت عليه الحجة ولا يكفر من لم تقم عليه الحجة ..
الألباني : تمام ..
العبيلان : حتى إن الشيخ قال – عليه رحمة الله – ( هنا الشيخ هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب ) : " إن أول الأركان الخمسة للإسلام : الشهادتان ، وقد أجمع العلماء على كفر تاركها ووجوب قتاله ، أما الأربعة الباقية فإذا أقر الإنسان بها وتركها تهاوناً فنحن وإن قاتلناه على فعلها فلا نكفره بتركها ..
الألباني : ما شاء الله ..
العبيلان : لأن العلماء اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود
الألباني : ما شاء الله ..
العبيلان :أ يضاً هنا عبارة أخرى ثم تعلق - سلمك الله – ينقل شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب عن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : " لما استحل طائفة من الصحابة والتابعين الخمر كقدامة وأصحابه ، ظنوا أنها تباح لمن عمل عملاً صالحاً على ما فهموه من آية المائدة، اتفق علماء الصحابة كعمر وعلي وغيرهما على أنهم يستتابون فإن أصروا على الاستحلال كفروا وإن أقروا بالتحريم جلدوا فلم يكفروهم بالاستحلال ابتداء لأجل الشبهة حتى يبين لهم الحق، فإذا أصروا كفروا ولهذا كنت أقول للجهمية -الذين نفوا أن يكون الله فوق العرش - : أنا لو وافقتكم كنت كافراً وأنتم عندي لا تكفرون .. "
الألباني : تمام ..
العبيلان : لأنكم جهال ..
الألباني : ما شاء الله ..
العبيلان : ونحن نعلم بالضرورة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم – لم يشرع لأمته أن يدعو أحداً من الأحياء ولا الأموات و لا الأنبياء و لاغيرهم لا بلفظ الإستغاثة ولا بلفظ الإستعاذة ولا غيرهما كما أنه لم يشرع لهم السجود لميت و لاإلى غير ميت ونحو ذلك ، بل نعلم أنه نهى عن لك كله أنه من الشرك الذي حرمه الله ورسوله ، لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة ..
الألباني : الله أكبر ..
العبيلان : في كثير من المتأخرين لم يكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم – ، ولهذا ما بينت هذه المسألة قط لمن يعرف أصل دين الإسلام إلا تفطن له وقال :هذا أصل دين الإسلام ، وكان بعض أكابر الشيوخ العارفين من أصحابنا يقول : هذه أعظم ما بينته لنا .."
الألباني : الله يجزيه الخير هذا كلام شيخ الإسلام أكيد ..
العبيلان : هذا كلام شيخ الإسلام نعم ، عاد هنا كلام لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لو أذنت لي ياشيخ ..
الألباني : تفضل ..
العبيلان : حينما اتهم أنه يكفر المسلمين قال : " وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه – يعني : زعمهم أنه يكفر من لم يقم عليه الحجة ونحو ذلك يقول الشيخ-، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله ،و إذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر و الصنم الذي على قبر أحمد البدوي و أمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا و لم يكفر ويقاتل سبحانك هذا بهتان عظيم ..).
الألباني : سبحان الله هذا كلام عظيم جداً وأنا أقول :
فهذا الحق ما به خفاء فدعني عن بنيات الطريق
لقد قلنا في كثير من المجالس – وإخوانا الحاضرين يعرفون هذا – وخاصة هؤلاء النابتة الجديدة التي ديدنها هو تكفير حكام المسلمين وبالتالي المحكومين ، يقولون عنا بأننا نكفر الجماهير ولا نكفر الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله .
حكمنا بالنسبة للحكم بغير ما أنزل الله معروف ولا حاجة للخوض فيه لكن أنا قصدي أن أقول : أنا لا أكفر هؤلاء العامة الذين يطوفون حول القبور لغلبة الجهل بل وقلت – ولعل الأخ ابو الحسن يذكر هذا - :إنني أتعجب من بعض العلماء الذين يقولون بأنه لا يوجد اليوم أهل فترة ، فأنا أقول أهل الفترة موجودون في بلاد الكفر أوروبا وأمريكا ..الخ ، بل أنا أقول قولةً ما أظن أحد يقولها اليوم ، أنا أقول : أهل الفترة موجودون بين ظهرانينا و أعني : هؤلاء الجهلة الذين يجدون من يؤيد ضلالهم إستغاثتهم بغير الله ونذرهم لغير الله وذبحهم لغير الله ، ويسمون هذه الشركيات كلها بتوسل و التوسل كما تعلمون نوعان ، فهؤلاء من أين لنا أن نكفرهم وهم لم تبلغهم دعوة الكتاب والسنة ، أعني : هؤلاء العامة و المضللون من بعض الخاصة ، والبعض الآخر قد يوجدون في بلد و لايوجدون في بلد آخر ، ولذلك فهذا الكلام الذي تلوته علي آنفاً ، أنا متأثر به جداً جداً حتى قلت هذه الكلمة : أن أهل الفترة اليوم يعيشون بين ظهرانينا ، يصلون معنا ويصومون ويحجون لكنهم ما يفقهون ماذا يقولون حينما يقولون : أشهد أن لا إله إلا الله و أنة محمداً رسول الله ، فهو – كما أشرتم في كلامكم و فيما قرأتم – لا بد قبل كل شيء من تحققنا من علم هذا المتكلم بأنه عالم بما يقول ويعني ما يقول فإذا انتفى أحد الأمرين لم يجز لنا بحقه إلا التعزير ، ومنذ أيام قريبة جرى بحث بيني وبين أحد الإخوان رداً على هؤلاء الذين يبادرون إلى تكفير الحكام – وكما يقولون عندنا في سورية " بالكوم " بالجملة يعني - ينسب إلينا بعض هؤلاء الخارجين ..( ثم تكلم الشيخ بالهاتف ) .
بينت له خطورة التكفير لهذا الذي كنا نتناقش معه و أشرت إلى هؤلاء الذين يفترون علنا الكذب كما افتروا على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره ولنا أسوة بالأنبياء والرسل كما هو معلوم بالقرآن ،قلت :إذا رأينا مسلماً – نعرف أنه مسلم - رأينا مسلماً داس المصحف بقدمه – لا شك هذا أمر منكر لكن لا يجوز أن نسارع إلى إصدار الحكم بتكفيره حتى نتثبت أنه أولاً : فعل هذا الفعل وهو يريد إهانة المصحف وهو عارف أن هذا الكتاب الذي يدوسه بقدمه هو القرآن الكريم فإذا كان عارفاً بأنه القرآن الكريم وقاصداً إهانته فهذا كفره كفر ردة لكن مادام أنه يحتمل ألا يكون هذا القرآن هو كلام الله أو هذا الكتاب الذي داسه بقدمه يحتمل أنه ليس كتاب الله ثم مع الإحتمال اخر يحتمل أنه كتاب الله وهو أراد أن يستهزئ به و أنه يهينه فهذا ردة ، أما إذا فعل ذلك في حالة ثورة غضبية فهو لا يدان وإنما ايضاً يعزر ،وأنا أذكر في مثل هذه المناسبة أنني لا أفرق في النتيجة وفي العاقبة بين أن يأخذ الرجل المصحف ويدوسه أو أن يضرب به الأرض ، كلٌ من الصورتين لا بد من تطريق كل من الإحتمالين ، الأول : أنه يدري أنه هذا كلام الله ، وثانياً : أنه يقصد الإهانة والإستهزاء بكلام الله وإلا فنحن نقرأ في القرآن الكريم بأن كليم الله موسى ضرب الألواح في الأرض فهل هذا يعتبر كفراً وكفر ردة حاشا ، لكن هو لغيرته على التوحيد ولما رأى قومه قد عبدوا العجل ثارت ثورته غيرة على التوحيد ووقع منه ما وقع لكن هذا الذي وقع ليس بقصد منه ، القصد هو الأساس في المحاسبة والمعاقبة فإذا لم يوجد هذا القصد مقترناً مع اللفظ لم يجز المبادرة إلى التكفير وإنما إلى التعزير ، نعم ..
العبيلان : لعل هناك صورة تبين بوضوح ما أشرتم إليه ..
قد نرى رجلين كلاهما يمزق المصحف فنعطي هذا حكماً وهذا حكماً ..
الألباني : تمام ..
العبيلان : فهذا أراد تمزيقه إكراماً له وحتى لا يهان فله حكمه ، وذاك أراد تمزيقه لما علمنا من نيته إهانةً له فله حكمه ..
الألباني : جميل جداً ، إذاً " إنما الأعمال بالنيات " الله أكبر ، أحسنت ..
علي حسن : كلمة ابن القيم وجدناها فلعل أخونا أبو أحمد يضيفها في الشريط بطريقته الخاصة ..
الألباني : جميل ..
العبيلان : و أيضاً هذا كلام لإبن القيم يدل على ما تقدم من كلام سماحة السيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – "وسأله -صلى الله عليه وسلم- الحجاج بن علاط فقال: إن لى بمكة مالا وإن لي بها أهلا وأريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك أوقلت شيئا ،فأذن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول ما شاء ذكره أحمد ، وفيه دليل على أن الكلام إذا لم يرد به قائلة معناه إما لعدم قصده له أولعدم علمه به أوانه أراد به غير معناه لم يلزمه مالم يرده بكلامه..
الألباني : الله أكبر ..
العبيلان : وهذا هو دين الله الذي أرسل به رسوله ولهذا لم يوم المكره على التكلم بالكفر الكفر ولم يوم زائل العقل بجنون أونوم أوسكر ما تكلم به..
الألباني : ما شاء الله..
العبيلان : ولم يلزم الحجاج ابن علاط حكم ما تكلم به لأنه أراد به غير معناه ولم يعقد قلبه عليه وقد قال تعالى " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان " وفي الاية الاخرى ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم " فالاحكام في الدنيا والاخرة مرتبة على ما كسبه القلب وعقد عليه وأراده من معنى كلامه.. "
الألباني : هذا هو الحق ، ما شاء الله ..
العبيلان : ص403 المجلد 4 من إعلام الموقعين
الألباني : يعطيكم العافية وجزاكم الله خيراً ، كلام العلماء يا سيدي ينطبق عليه " خير الكلام ما دخل الأذن بغير إذن " جزاك الله خير ..
العنبلي الأصيل
2010-12-06, 16:41
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه , وبعد :
لا شك أن الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله هو عَلَم من أعلام علماء السنة في هذا العصر , وقد أطبقت كلمة العلماء بالثناء عليه وعلى عقيدته ومنهجه السلفي الصافي , ومعلوم لدى القاصي والداني أن أهل الأهواء والبدع تكالبوا على بغض هذا الشيخ الإمام لما له من أيادي بيضاء في نصرة الحق والسنة , والردّ على أهل البدع والمذمّة , فمنهم من رماه بالإرجاء ! , ومنهم من رماه بقول الجهم بن صفوان ! , وأرادوا أن ينالوا من مكانة هذا الإمام في قلوب أهل السنة ؛ حتى يستطيعوا بعدها أن يطعنوا في منهجه السلفي الصافي , ومن ثَمّ يتسنّى لهم إدخال أفكارهم وعقائدهم ومناهجهم الفاسدة على الشباب السلفي ويلبسونها لباس المنهج السلفي كذبا وعدوانا , واستخدموا في ذلك سلاح الجهل والتهويل والزور والبهتان.
ثم ظهرت فئة من الناس هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا , وينتسبون إلى المنهج السلفي ؛ ثم يرمون هذا الإمام السلفي بأنه يقول في الإيمان بقول المرجئة !! , ثم يزعمون أنهم لا يطعنون فيه (!) , وإنّما يرمونه بقول المرجئة بيانا للحق ونصرة لأهله ! , وعزاؤنا الوحيد أنه ليس فيهم عالم واحد ! ؛ وإنما أحسنهم وأفضلهم حالا , هو طالب علم ! كنا نُحسّن به الظن , وما زلنا نحاول إحسان الظن بهم حتى هذه اللحظة , وإن كانوا هم لا يدَعُون لنا مجالا لذلك ! , ويتمادون في رمي هذا الإمام بما هو منه براء , ويصرّحون بذلك ويفتخرون به !.
فأحببت أن أكتب هذه الكلمة ؛ بيانا لعقيدة الإمام الألباني رحمه الله , ونصرة للحق وأهله , وردّا على الطاعنين في عقيدته , وأيضا أحببت أن أوضح حقيقة مذهب سلفنا الصالح في الإيمان , فقد التبس أمره – بسبب هذه الفتنة - على كثير من العوام , فصارت عقيدتهم في الإيمان أضغاث أحلام ! , وضل بسبب ذلك فئام , ومنهم من حاول الدفاع عن الألباني الإمام , فوقع – خطئا - في عقيدة المُرجئة اللئام ! .
أسأل الله الكبير المتعال , أن يلهمني الصواب في هذا المقال , وأن يجعله من حسناتي الخالصة في ميزان الأعمال.
وتضمنت هذه المقالة ما يلي :
المبحث الأول : بيان عقيدة الألباني رحمه الله في الإيمان من صريح أقواله وكتاباته , وإظهار موافقتها لعقيدة سلفنا الصالح.
المبحث الثاني : بيان مقصود العلماء المتأخرين والمعاصرين من لفظة ( تارك جنس العمل ) , أو قولهم ( تارك العمل بالكلية ) , ونقل إجماع السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان على كفر من ترك العمل بالكليّة.
المبحث الثالث : بيان مقصود الألباني رحمه الله من بعض إطلاقاته وأنها من الخطأ (اللفظي) لا (العقدي) , وذكر من سبقه إلى بعض هذه الإطلاقات من العلماء سلفا وخلفا , مع بيان أن لازم القول ليس بقول ما لم يلتزمه قائله.
لقد وفيت واستوفيت .
بارك الله فيك وجزاك عنا وعن المسلمين خيرا.
حنين موحد
2010-12-06, 16:46
هكدا لعل لنبين الحق بالحجة
حماني العكلاف
2010-12-06, 18:48
ما نقلته لك هو عين ما نقلتموه اليس كذالك
حنين موحد
2010-12-07, 09:34
نعم هو شرح ما قاله الالباني
لأن بعض الجهال لما سمعو هذا الكلام وصفو الالباني بالارجاء وهذا لقلة فهمهم وعدم فقههم وقد بينت المسألة وشرحها فأرجو أن تكون قد انتفعت
حماني العكلاف
2010-12-07, 10:12
انت ايها الاخ لا تعرف الارجاء، ما قاله الشيخ واضح فالعمل شرط في كمال الايمان وليس من لوازمه، ومن قال انه من لوازمه فهوخارجي تكفيري وهذا ما قال لهالشيخ لا غير والمتصفح يعرف جيدا ويفرق بين الامرين
حنين موحد
2010-12-07, 10:17
اذا ترك العمل لا يكفر العبد مطلقا حسب فهمك
فما حكم من ترك الشهادتين
حماني العكلاف
2010-12-07, 18:36
سئل الشيخ الالباني رحمةالله عليه .هل يكونالكفر فقط بالقلب ام يكون بالقلب واللسان والعمل؟ واجاب الشيخ ((( ان الاصل هو الكفر القلبي)))))............................سلسلةالهدىو النوررقم885/1
حنين موحد
2010-12-08, 16:23
حدد واشرح ولا تاتني بكلام عام وأنت لست فاهما معنى الذي قاله الالباني
هشام البرايجي
2010-12-08, 17:05
سئل الشيخ الالباني رحمةالله عليه .هل يكونالكفر فقط بالقلب ام يكون بالقلب واللسان والعمل؟ واجاب الشيخ ((( ان الاصل هو الكفر القلبي)))))............................سلسلةالهدىو النوررقم885/1
كان عليك أن تأتي بكل كلام الشيخ لا أن تأتي بجزء منه
عد إلى المكان الذي وجدت فيه هذا الجزء واقرأ باق كلام الشيخ وقارنه بالآتي
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ما كان من الأعمال الظاهرة كالسجود للأوثان وسب الرسول ونحو ذلك , فإنما ذلك لكونه مستلزما لكفر الباطن. وإلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن, ولم يقصد بقلبه السجود له, بل قصد السجود لله بقلبه, لم يكن ذلك كفرا.) الفتاوى(14/120)
وقال الشيخ حافظ حكمي السلفي الأثري رحمه الله, صاحب (سلم الوصول) و(معارج القبول شرحه سلم الوصول) وغيرها من الكتب النافعة: إذا قيل " السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك , هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر, فلم كان مخرجا من الدين, وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي.
اعلم أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس ,ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب, لا يبقى معها شيء من ذلك, فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد...ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا, بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله). (أعلام السنة المنشورة ص181 و182)
حنين موحد
2010-12-08, 17:11
سئل الشيخ الالباني رحمةالله عليه .هل يكونالكفر فقط بالقلب ام يكون بالقلب واللسان والعمل؟ واجاب الشيخ ((( ان الاصل هو الكفر القلبي)))))............................سلسلةالهدىو النوررقم885/1
لكني أريد أن أوضح شيئاً تضمنه جواب الشيخ لكن يحتاج إلى شيء من البيان ، فأنا أقول : من المعلوم عند كافة العلماء أن الأقوال بمقاصد قائليها ، فإذا تكلم المتكلم بكلمة تحتمل أمراً مخالفاً للشرع والمخالفة قد تزدوج وقد تكون كفراً وردةً وقد تكون معصيةً ، وأوضح مثال في ذلك هو الحلف بغير الله - تبارك وتعالى- ، فنعلم جميعاً قوله – صلى الله عليه وسلم – " من حلف بغير الله فقد أشرك " وفي اللفظ الآخر "فقد كفر " فلا نسطيع أن نقول لكل من حلف بغير الله أنه كفر كفر ردةً ولكن قد يكون هذا الحالف بغير الله كفر كفر ردة ، قد يكون وقد لا يكون ، ولذلك لتأكيد أحد الإحتمالين ورفع الإحتمال الآخر فلا بد من معرفتنا بطريقة أو بأخرى ما الذي قصده هذا الحالف ، فإن كان قصد فعلاً تعظيم المحلوف وهو غير رب العالمين – عز وجل – تعظيماً له كتعظيمه لله – عز وجل – وهذا ما لا يفعله فيما أعتقد أي مسلم فيكون والحالة هذه كفر ردة ، ولكن كما قلت آنفاً :هذا ما لا أعتقده أن فرداً من أفراد المسلمين – وما أكثر هؤلاء اللذين يحلفون بغير الله عز وجل في بلاد الإسلام - لا أعتقد أن أحدهم يعني تعظيم المحلوف بغير الله كحلفه بالله أو أن يجعله أعظم منه لا أعتقد هذا ،ولذلك نرى كثيراً من هؤلاء المسلمين الذين غلبت عليهم هذه العادة عادة الحلف بالآباء والأنبياء والرسل بل وبرأس الرجل وبلحيته وشاربه ونحو ذلك من الأيمان القبيحة إذا ما ذكر وقيل له : رسول الله يقول كذا وكذا بادر إلى القول : جزاك الله خيروأنا ما كنت أعرف هذا ويستغفر الله .
هذا المثال أريد أن أصل إلى موضوع من يسب الله – عز وجل – أو يسب نبيه – عليه السلام – أو يسب الدين ، الأمر يعود إلى القصد لأن الإنسان قد يتكلم وقد يفعل فعلاً في حالة غضب شديد يعميه عن الكلام المستقيم الذي ينبغي أن يتكلم به ، فإذا ما سمعنا شخصاً من هؤلاء –كما قال الشيخ في بعضهم " السفهاء " – يسب الشرع أو الدين أو رب العزة أو نبيه عليه السلام ..الخ، فإذا ما ذكر وهذا يقع كثيراً منهم ومن الناصحين والمذكرين لهم بيقول : لعنة الله على الشيطان ساعة شيطانية غضبية أستغفر الله ، فهذا يدل على شيء مهم جداً يضطرنا نحن ألا نتسارع إلى إصدار حكم التكفير بحقه لأنه لم يتقصد الكفر كيف وهو يستغفر الله ويعترف بخطئه فيما بد منه ، لكن هذا لا يعفينا نحن ولا نبارك له قولته بل ننكر عليه ذلك اشد النكير ولو كان هناك حكم أو حاكم يحكم بالشرع لاقترحنا بأن يعزر بأن يجلد عشر أسواط كما جاء في حديث الرسول المعروف ، لكن مع الأسف الشديد مثل هذا الحكم لايوجد في أكثر بلاد الإسلام اليوم آسفين ، ولعل هذا يسوغ لي أن أقول : لفقدان مثل هذه الأحكام الشرعية التي نص الشارع الحكيم على فائدتها في مثل قوله – تبارك وتعالى – في القرآن الكريم " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " .
حماني العكلاف
2010-12-08, 19:36
لكني أريد أن أوضح شيئاً تضمنه جواب الشيخ لكن يحتاج إلى شيء من البيان ، فأنا أقول : من المعلوم عند كافة العلماء أن الأقوال بمقاصد قائليها ، فإذا تكلم المتكلم بكلمة تحتمل أمراً مخالفاً للشرع والمخالفة قد تزدوج وقد تكون كفراً وردةً وقد تكون معصيةً ، وأوضح مثال في ذلك هو الحلف بغير الله - تبارك وتعالى- ، فنعلم جميعاً قوله – صلى الله عليه وسلم – " من حلف بغير الله فقد أشرك " وفي اللفظ الآخر "فقد كفر " فلا نسطيع أن نقول لكل من حلف بغير الله أنه كفر كفر ردةً ولكن قد يكون هذا الحالف بغير الله كفر كفر ردة ، قد يكون وقد لا يكون ، ولذلك لتأكيد أحد الإحتمالين ورفع الإحتمال الآخر فلا بد من معرفتنا بطريقة أو بأخرى ما الذي قصده هذا الحالف ، فإن كان قصد فعلاً تعظيم المحلوف وهو غير رب العالمين – عز وجل – تعظيماً له كتعظيمه لله – عز وجل – وهذا ما لا يفعله فيما أعتقد أي مسلم فيكون والحالة هذه كفر ردة ، ولكن كما قلت آنفاً :هذا ما لا أعتقده أن فرداً من أفراد المسلمين – وما أكثر هؤلاء اللذين يحلفون بغير الله عز وجل في بلاد الإسلام - لا أعتقد أن أحدهم يعني تعظيم المحلوف بغير الله كحلفه بالله أو أن يجعله أعظم منه لا أعتقد هذا ،ولذلك نرى كثيراً من هؤلاء المسلمين الذين غلبت عليهم هذه العادة عادة الحلف بالآباء والأنبياء والرسل بل وبرأس الرجل وبلحيته وشاربه ونحو ذلك من الأيمان القبيحة إذا ما ذكر وقيل له : رسول الله يقول كذا وكذا بادر إلى القول : جزاك الله خيروأنا ما كنت أعرف هذا ويستغفر الله .
هذا المثال أريد أن أصل إلى موضوع من يسب الله – عز وجل – أو يسب نبيه – عليه السلام – أو يسب الدين ، الأمر يعود إلى القصد لأن الإنسان قد يتكلم وقد يفعل فعلاً في حالة غضب شديد يعميه عن الكلام المستقيم الذي ينبغي أن يتكلم به ، فإذا ما سمعنا شخصاً من هؤلاء –كما قال الشيخ في بعضهم " السفهاء " – يسب الشرع أو الدين أو رب العزة أو نبيه عليه السلام ..الخ، فإذا ما ذكر وهذا يقع كثيراً منهم ومن الناصحين والمذكرين لهم بيقول : لعنة الله على الشيطان ساعة شيطانية غضبية أستغفر الله ، فهذا يدل على شيء مهم جداً يضطرنا نحن ألا نتسارع إلى إصدار حكم التكفير بحقه لأنه لم يتقصد الكفر كيف وهو يستغفر الله ويعترف بخطئه فيما بد منه ، لكن هذا لا يعفينا نحن ولا نبارك له قولته بل ننكر عليه ذلك اشد النكير ولو كان هناك حكم أو حاكم يحكم بالشرع لاقترحنا بأن يعزر بأن يجلد عشر أسواط كما جاء في حديث الرسول المعروف ، لكن مع الأسف الشديد مثل هذا الحكم لايوجد في أكثر بلاد الإسلام اليوم آسفين ، ولعل هذا يسوغ لي أن أقول : لفقدان مثل هذه الأحكام الشرعية التي نص الشارع الحكيم على فائدتها في مثل قوله – تبارك وتعالى – في القرآن الكريم " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب " .
نعم هذا هو المعتمد عند فقهاء الملة ولذالك في شرعنا المحمدي يقتل تارك الصلاة متكاسلا عنها حدا لا كفرا وهذا بعد الاستتابة طبعا مشكور على التوضيح
حنين موحد
2010-12-09, 15:38
لم تعرفلي الارجاء
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir