مشاهدة النسخة كاملة : كيف تنطبق الفلسفة من الذات لاعتناق العالمية
ابحث عم مقالة حول
كيف تنطبق الفلسفة من الذات لاعتناق العالمية
وما هي الطريقة التي يجب ان نتخدها في مقالة ؟
ارجو ان تساعدوني
آآآآآآآآآآآآية درس هذا يا أختي هل هو الشعور أم ماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
LOTFI_DK_KADEM
2010-10-17, 16:08
اليوم إكتمل النصر و أسود الله إنتصروا
و اليوم تحولت القطبان لرجال الله صبروا
آسفة أختي لم ندرس هذا الدرس
إحنا قرينا
الفكر و اللغة و الإدراك و الإحساس و الشعور
اليوم إذا قدرت نسأل الأستاذة و نجيبلك لخبر
LOTFI_DK_KADEM
2010-10-18, 08:03
اللهم إني أسألك بأسمائك الكريمة الشريفة الحسنى أن تعذني من شر كل جبار عنيد و من شر كل شيطان مريد و من شر قضاء السوء و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها و من شر طوارق الليل و النهار و من شر من ساء خلقه و ساء عملهإنك على كل شيء قدير
بالمناسبة أختي الدرس هو إنطباق الفكر مع نفسه
إليك هذا لعلك تجدين فيه ما تريدين
أن الإنسان يستطيع إدراك ظواهر الأشياء، لكنه يعجز تماماً عن إدراك جواهرها.
ومن هنا تمحورت ثنائيته في: "الشيء فى ذاته" من ناحية. وعقل الإنسان الذى يؤلف ظاهرياً حقائق تلك الأشياء من ناحية أخرى.
ثم جاء جون فخته "1762-1814" ليعيد صياغة هذه الثنائية ضمن قالب رئيس واحد. حيث دمج كلا من الشيء والذات، وذلك بجعل "الذات تكون كل شيء" فى الوجود. حيث كل ما هو موجود لا شيء غير ذواتنا، وكل معرفتنا إن هى إلا معرفة ذواتنا.
ورغم تأييد فردريك شلنج "1774-1859" لموقف فخته فى بادئ الأمر، إلا أنه أعاد ترتيب فكرة فخته. حيث قَلبَها من نزعتها الذاتية المسرفة إلى حيزها الموضوعي، وذلك بجعل "كل شيء هو الذات". حيث أن طبيعة العقل لا مرئية بينما الطبيعة عقل مرئي.
وجمع جورج هيجل "1770-1831" عناصر تلك الأفكار، بعد أن أزاح عنها نقاط الغلو والإسراف، ونص على أن "الفكر وحدة عضوية"، لأن الحقيقة ليست فيها ثنائية كما اعتقد كانت، وليست هى ذاتية ولا موضوعية كما زعم فخته وشلنج.
الفلسفة العقلية
على الرغم من أن فلسفة كانت تؤمن بالعلم والواقعية التجريبية، إلا أنه تمسك فى "الذات" كونها مركز الوجود عنده. كما رفض أن يكون هناك أى تطابق بين "الفكر والواقع".
لأن الفكر لا يستطيع أن يصل إلى جوهر الأشياء، بل يتكون فقط من ظواهر الأشياء التى يؤلفها العقل ضمن تفكيرنا العلمي. ولقد نص على "أن ما ندعوه بالمواضيع الخارجية ليست أى شيء سوى تصورات حواسنا" ليس إلا، أما العقل فهو الذى يقوم بتركيب وتأليف هذه الظواهر الخارجية من صور ومقولات وحسب.
بمعنى آخر أن المعرفة وفق المفهوم الكانتى ترتكز على الحدس الحسي، أى على الأشياء التى تخضع إلى الشروط الذاتية للنفس الإنسانية التى هى عبارة عن تأليفات الذهن تجاه ظواهر الأشياء دون ذاتها، فالإنسان لا يمكنه أن يسبر غور الأشياء المستقلة عنه، وعليه فإن جميع الظواهر ليست موجودة فى ذاتها بل إن العقل أو الذهن البشرى هو الذى يؤلف شكلها.
ويكون هذا بالضرورة القبلية أو "المعارف الأولية" بالعقل ومنها: الزمان،المكان،الهندسة،الرياضيات وغيرها. ولذا فإن كل ما يقع فى الخارج هو حقيقته التكوينية تكون فى الداخل. أما حقيقة الأشياء الداخلية والتى يعجز الإنسان عن إدراكها، فقد اعتبرها كانت "أشياء فى ذاتها".
لأن كل ما يمكن أن نعرفه معرفة علمية يكون محصوراً فى نطاق الظواهر لا أكثر، فالعقل البشرى ليست له شروط حسية، ولهذا "فهو لا يبدأ من الذات" للأشياء.
إن تسليم كانت بالحدس الحسى ورفضه إلى الحدس العقلي، قاده إلى وضع بعض المعضلات التى تعيق عن إدراك ماهية الأشياء، وهذا ما عابه عليه بعض الفلاسفة لاسيما التجريبيين فى بريطانيا، حيث أن العلم ما هو إلا نتيجة من نتائج تفاعل العقل مع "التجربة".
وبذلك فإن إنكار قضية التطابق بين الفكر والواقع أو العقل والطبيعة، أمر لا صحة له قط.
يرد كانت ناقداً المذهب التجريبي، بأن فلاسفته يدحضون الأُسس الماورائية كيما يجعلوا من مبدأ الشك هو الفيصل لكل فلسفة. حيث يؤدى حسب تصورهم إلى خلخلة موقف الفلاسفة الإلهيين الذين يجعلون العلم قائماً أصلاً على أساس ماورائي، ويؤكد كانت بأن عالم الطبيعة هو معطى فيزياوي.
وعليه فإن العلم يكون أيضاً معطى للفيلسوف الباحث فى الماورائيات. فالعلم ليس المهم فيه أن يكون يقينياً أم لا، بقدر ما يهم ويعنى قانون الذهن البشري، فالذهن حسب تصور كانت هو الذى يؤلف التجربة لا العكس، فالتجربة لا تستطيع قط أن تؤلف الذهن.
وهذا يعنى أن الإنسان فى الفلسفة الكانتية هو مركز هذا الوجود، وعليه فإن هناك "ذات" و"موضوع"،أى عقل ومادة،أو صورة وطبيعة.وبعبارة أخرى ذات فى الداخل ولا ذات فى الخارج.
وأن الإنسان ليس بمقدوره أن يعرف الأشياء فى ذاتها بقدر ما تبدو إليه من "المظاهر" التى يعرفها بواسطة حواسه التى يُنظمها العقل، وهكذا انتهى كانت إلى ما آل إليه من ثنائية أخذها عن أفلاطون فى تقسيم العالم إلى عالمين: مادى وعقلي، غير أن أفلاطون لم ينكر على العقل معرفة الأشياء المحسوسة، بينما كانت كان على عكسه.
المثالية الذاتية
أول من عالج الثنائية فى فلسفة كانت هو فخته، بعد أن اتصل به وأخذ منه الكثير. فالوجود والمعرفة عند فخته محصورة ضمن نطاق "الذات" البشرية، إذ كل ما هو موجود من أشياء وظواهر هى بالحقيقة من صنع الذات وتكوينها.
وهذا الخلق أو التكوين ناتج عن إدراك "الذات" التى تعنى الإنسان وحده. لأنه الكائن المفكر الوحيد، كما ليس للذات أى وجود خارجى مستقل عنه. إذن الحقيقة هى ذاتية بحتة، ولا يجوز أن نشطرها إلى نصفين فى الذات واللاذات، أو عقل داخلى وواقع خارجي، كما فعل كانت فى نظرته العقلية.
والمعرفة عند فخته ناتجة عن صنفين إثنين: يقينى ومثالي، الأولى لا يأخذ بها، لأنها تستوجب شيئاً غير مدرك خارجاً عن الوعى والشعور. لذا فإن الثانية تكون هى الأفضل وضعاً والأكثر قبولاً.
فالمثالية لا تفرض وجود شيء غير ما يشمل عليه إدراك الذات فقط. كما أن هذه المثالية لا تكون تامة إن لم تسلم بوجود اللاذات أيضاً. رغم أن فخته يرفض فكرة وجود اللاذات كواقع خارجي، لكنه يقصد باللاذات التى هى أصلاً كائنة فى الذات نفسها.
فحسب تصوره أن الذات لا تدرك نفسها إلا إذا قيدت نفسها ببعض الحدود والعراقيل لكى تستطيع من خلالها أن تشعر بوجودها، إذ كلما خلقت لنفسها هذه الموانع التى تعترض سبيلها فتبذل فيها مجهوداً، كلما زادت فاعليتها بالخلق أو "الخيال المنتج" حسب تشخيص فخته.
هذا الخيال المنتج هو الذى يعطينا صور الأشياء التى يخيل إلينا أنها موجودة فى الخارج، وبالتالى لا يوجد شيء فى ذاته بل هو شيء فى الذات التى تخلقه وتكونه لكى تقرر بها نفسها ليس غير.
ويرى فخته أن هناك ثلاثة درجات تمر بها الذات لكى تدرك نفسها وهي: الإقرار والتباين ثم التأليف. فالذات تقرر نفسها وفقاً لمبدأ الذاتية التى لا يقام عليها أى برهان كونها بديهية عقلية بحتة مثل: "1 = 1" أو "أنا هو أنا" الخ. وهذا يدل على أن بداية الإدراك الأول يكون أساسه بتقرير الذات لنفسها كونها حقيقة واقعة.
بيد أن إقرار الذات لا يمكن لها أن تتم دون الإقرار إلى اللاذات أو الطبيعة، كونها أيضاً بديهية عقلية. ذلك أن العقل عندما يفكر فى نفسه، وهناك طبيعة موجودة يفكر بها كذلك.
فهو هنا يفكر فى لا نفسه، وهذا هو التباين بين الاثنين الذات واللاذات. وما بين العقل والطبيعة يقع التأليف بينهما، وهو وضع القيود التى يحدد بها أحدهما للآخر. وبالقدر الذى تثبت اللاذات تنتفى الذات، ومع ذلك فإنه لا يمكن إثبات اللاذات إلا فى الذات نفسها،ألا وهو الإدراك والوعى والشعور.
أما كيف الجمع بين هذين النقيضين الذات واللاذات أو الحقيقة واللاحقيقة. فوفق رأى فخته فإن الذات لا تستطيع أن تقرر نفسها وتشعر بوجودها إلا إذا حددتها اللاذات.
وكذلك بالنسبة إلى اللاذات لا يمكن أن يكون لها وجود إلا إذا حددتها الذات. وهكذا يصل فخته إلى حل الثنائية التى خلقها كانت، رغم أنه استمد جل فلسفته من منابع كانتية صرفة.
المثالية الموضوعية
بلا ريب فإن فخته قد وفِق فى حل المعضلة الكانتية، بيد أن مثاليته بقيت ناقصة حتى أتى تلميذه شلنج فدمج بين الذات والشيء. وذلك فى "العقل المطلق" أو العقل الأسمى وهو الله الذى يتجلى متمسكاً فى عالم الواقع الحقيقي، وعالم المثال العقلي، وهو فى الوقت نفسه متجرد منهما، أنه نقطة التلاقى للجانبين الذاتى والمادى حيث يندمجان ويكونان موجدان فيه.
ومن هنا فليس هناك أدنى خلاف بين الذات والشيء إن نظرنا إلى الحقائق فى ضوء العقل المطلق. فالوجود إنما يتكون من الذات والشيء، والفرق بينهما يتوقف على رجحان جانب الذات العقلى فيه، أو الجانب الطبيعى المادى منه.
أما المعرفة عند شلنج فهى تتألف من الفكر والطبيعة، حيث أن الأول يبدأ بالتقصى الفكرى حيث يصل إلى الطبيعة. وكذلك الحال مع الثانية التى تبدأ سيرها فى الطبيعة وبصورة صاعدة حتى الفكر المطلق.
وبما أن الذات والشيء أو الفكر والطبيعة هما موجودان ومركز اندماجهما هو العقل، ولا يوجد أى اختلاف بينهما. لأن كلاهما يمثل اتجاه الواقع والمثال من الحقيقة لا أكثر ولا أقل، لذا فإن "الطبيعة عقل منظور" مشاهد ومحسوس، وكذلك يكون "العقل طبيعته مختفية".
وبعبارة أخرى فإن الطبيعة روح مرئية، بينما الروح "العقل" طبيعة خفية، وكلاهما جانبان لوحدة أسمى، أو وجهان لحقيقة واحدة. فالذات ترى نفسها فى الطبيعة، كما تدرك الطبيعة نفسها فى الروح.
وما هذا التقابل بين المادة والعقل، أو الذات واللاذات إلا حقيقة واحدة تتجلى فى كل شيء موجود من نبات وحيوان وإنسان، بل إن الكون بأسره عبارة عن كائن عضوى واحد يقع فى مراتب متباينة عليا وسفلى.
بعبارة أخرى فإن الذات تنعكس فى الطبيعة كما أن الطبيعة تنعكس فى الذات، وأحدهما متمم الآخر ومكمل له. ولذلك كلما تمعنت فى الطبيعة وجدت الذات فى كل أنواعها.
ويقسم شلنج الطبيعة إلى ثلاث: عضوية ولا عضوية والتبادل بين الطبيعتين. الأولى: ذات فاعلة أبدية تخلق الكائنات الفانية، لأنها تهتم بالنوع لا بالفرد.
والثانية: تعمل على مقاومة العضوية ولا تخلق شيئاً البتة. وبما
أن هذين الطبيعتين لا يمكن لاحداهما أن تستقل عن الأخرى؛ لذا فهما متصلتان دوماً وتؤثر إحداهما فى الأخرى. لأنهما قد صدرتا عن أصل واحد هو ذات العالم التى تزول فيها التعارضات والاختلافات بين الطبيعتين.
المثالية المطلقة
فى بادئ الأمر وافق هيجل على فكرة "المطلق" أو الله، التى جاءت فى فلسفة صديقه شلنج، وتعاون معه فترة من الوقت، لكنه رفض فيما بعد الطريقة التى سلكها شلنج فى الوصول إلى المطلق.
فحسب تصوره أن شلنج قد فرض وجود المطلق بشكل قسرى دونما أن يقدم الحجج والأدلة الكافية عليه، فحسب رأى هيجل يجب أن نستنتج المطلق على أُسس عقلية دونما أن نصوره على أنه الذات المجردة التى تتلاشى فيه كل أنواع التباينات، أو أنه عنصر ساكن لا حركة فيه، بل ننظر إليه كروح منتجة للأشياء.
كما وأن الطبيعة لا تشكل وجوداً إلى جانب العقل لكى يكون هناك جانبان لوحدة أسمى، بل هى جزء من حياة العقل المطلق نفسه، فالوحدة التى تضم الذات والشيء يجب أن لا تقتصر عليهما فقط، بل تسمو فى آن واحد نحو وحدة أعلى، لأن الحقيقة لا تنشطر إلى نصفين لكى تُدرك إحداها بطريقة عادية، والأخرى بطريقة عقلية. وإنما هناك حقيقة عليا واحدة نصلها عبر مراحل عقلية ضرورية.
يقول هيجل: "الواقع أنه ليس ثمة جزء مستقل بذاته، بل كل جزء لابد وأن يتضمن فى نفسه شيئاً آخر". واعتبر النظرة الجزئية تكون غير مجدية. وبغية التخلص من هذه الحالة يجب أن ننظر "إلى الحقيقة ككل واحد مرتبط الأجزاء". ولكن ينبه هيجل بأنه لا يمكن الوصول إلى الحقيقة فى كلتيهما إلا إذا سلمنا بالجانبين معاً، أى الجزء والكل.
وبما أن الفلسفة الهيجلية تجمع بين المثالية والواقعية، لذا فإن المعرفة عند هيجل تكون على هذين المرتكزين وهما الشعور بالذات من ناحية المثال، والحياة من ناحية الواقع.
وأن الشعور بالذات والحياة هما شيء واحد وفق مفهومه. كما يرفض هيجل تمشية الجزء على حساب الكل، والعكس بالعكس. لأن ذلك سوف يؤدى إلى الذات واللاذات. ويحسم الموقف بأنه صراع بين أضداد تتحد لكى تدرك الحقيقة المطلقة.
وفى رأى هيجل فإن المطلق عبارة عن وحدة انسجام الأضداد. وهو بذلك كتلة واحدة، أو وحدة ذات أجزاء مستقلة عن بعضها البعض ولكنها متصلة ومتماسكة ومترابطة فى الوقت نفسه. وبهذا يكون الكل والجزء لهما ما يبرر وجودهما.
صفوة القول عند هيجل أن العقل أو الروح هى الحقيقة المطلقة. وأن العمود الفقرى إلى الحقيقة هو الفكر ولا شيء غير الفكر. حيث أنه الكل الذى يحوى جميع الحقائق الصغرى.
ومن هنا يصل هيجل للقول بأن "الفكر وحدة عضوية" يضم الشيء والفكرة كحقيقة واحدة. إنه مجموعة مندرجة ومتماسكة الأجزاء. حيث كل جزء فيه يكشف عن علته التى تفرض وجوده من جهة. ومن أجل الكل وبسببه من جهة أخرى.
وبما أن هذه الوحدة العضوية فى الفكر هى "وحدة بين أضداد" لكنها لا تعنى أبداً أن أجزاء الكل هى بؤرة من التناقضات والتعارضات، فهذا وفق مفهوم هيجل خطأ جسيم. غير أن العامة من الناس قد تعودوا على أن يروا أجزاء الكل منفصلة حيث كل جزء على حدة دون أن يكترثوا فى الربط بينهما برباط الوحدة الشاملة.
ويرى هيجل أيضاً بأنه ليس صحيحاً أن نسلم بوجود الذات دون اللاذات، أو العكس. إذ كلاهما ضرورى لتكوين الحقيقة المطلقة التى هى صراع بين أضداد أولاً. ثم تتحد فى ما بينها ثانياً. لأن المطلق عند هيجل، كما أشرنا سلفاً، عبارة عن الانسجام بين الأضداد ليس إلا. وهكذا تجد أن العناصر الفكرية عن "الذات" عند كانت وفخته وشلنج قد اجتمعت فى فلسفة هيجل، حيث رتبها ونظمها وأخرجها بمثالية مطلقة.
تقييم
1- لقد عمد كانت جاهداً إلى استبقاء"العلم" و"الذات" جنباً إلى جنب فى فلسفته النقدية، حتى غدا فى بعض مواقفه مشابهاً شيئاً ما إلى الفلسفة الرشدية التى تجمع بين المادية والمثالية.
وعندما وصل رأى كانت للقول بأن "الشيء فى ذاته"، فإنه قد عبر عن ما وصل إليه العلم فى القرن الثامن عشر، حيث لم يتم بعد سبر غور المادة وتحليلها، إذن فهى وقفة مبدئية تبناها كانت بكل قوة، من أجل المدنية المادية التى التمست تطورها فى القرنين التاسع عشر والعشرين وهى الآن آخذة بالاستمرار فى قرننا الحادى والعشرين، ابتداءً من المثالية الألمانية الكلاسيكية "التقليدية" التى تفرعت من الفلسفة الكانتية، إلى المادية الجدلية عند ماركس "1818-1883" والماركسية، ثم المادية العلمية عند دارون "1809-1882" وسبنسر "1820-1903" وغيرهم من العلماء والفلاسفة الذين اتخذوا من المنهج العلمى محراباً لعبادة المادة.
ومع ذلك فقد أجحف كانت قيمة العقل وحط من منزلته عندما جعل المعرفة تقوم فقط على الحدس الحسي. بل أنه جعل العقل فى مرتبة ثانوية عندما نص على أن العقل لا يمتلك الشَرطية الحسية.
وبالتالى فمن الطبيعى أن تصل فلسفته إلى ثنائية العقل وذات الشيء. وكان ذلك بمثابة إعلان صريح منه بأنه لا يوجد حل للمشكلات الفلسفية بين الإنسان والوجود، حيث ذات هنا ولا ذات هناك. وكان الأجدر به أن يتدارك هذا الأمر ويفرق بين منزلة العقل ومرحلة العلم. فالعقل الذى يركب الصور والمقولات هو نفسه الذى يطور العلم تركيبياً.
رغم أن كانت قد رفض التطابق بين "الفكر والواقع" وبذلك وقف على الطرف المضاد إلى ديكارت "1596-1650" ولايبنتز "1646-1716"، كما وعبر عن عقلية متقدمة ومتجاوزة على المذاهب العقلية السابقة، إلا أن إنكاره للحدس العقل يجعل هناك عوائق كثيرة تتراكم أمام العقل البشري.
وهذه العوائق جعلت من كانت أن يقسم فكره بين العقل والوجود فلسفياً وعلمياً.
2- أما فلسفة فخته التى أتت بنهج ذاتى خالص، فإن الذات عنده لم يقصد بها فرد من الناس، وإنما تعنى البشرية جمعاء؛ لأنها صفة مشتركة. ولذلك فقد بقيت أفكاره مكرسة نحو صوب واحد تفتقر إلى السعة الشمولية.
ولقد غالى فخته أكثر مما يجب وخصوصاً عندما جعل العالم يكون سبب وجوده هو للذات فقط.
نعم إن فخته قد أنهى الأثنينية التى خلقها كانت. ولكن نتيجة لتطرفه الذاتي، فقد وقع فى تناقض مربك. من جملته أنه جعل الذات تكون قاصرة عن إدراك نفسها إلا عن طريق اللاذات. علماً أن اللاذات فى فلسفته ناتجة أصلاً عن الذات، وهذا ما دفع بمريده شلنج أن يخالفه الرأي.
ومع ذلك يبقى فخته صاحب فضل، حيث أنهى حالة العجز الإنسانى نحو إدراك الشيء ذاته.
3- ذهب شلنج بفلسفته الاندماجية بين الذات والشيء إلى حد جعلته موضوعياً مسرفاً. وهذا ما جعله أن يخفق فى نهاية الأمر بالتوفيق فى عنصر المعرفة الكانتى القائم على الحدس الحسي. كما وأن مثاليته التى ترى أن المطلق "الله" هو عبارة عن الذات والشيء فى وحدة اندماجية.
وكان المفروض به أن يحاذر من هذا المسلك لأنه:
أ- قد قاربت فلسفته من مبدأ الذات فى فلسفة فخته، حتى أنه جعل كل شيء هو الذات؛ عاكساً بذلك فكرة فخته القائلة: إن الذات هى كل شيء.
LOTFI_DK_KADEM
2010-10-18, 13:50
:confused::confused::confused::confused::confused: :D
شكرا اختي جزاكي الله خيرا والله ينجحك ان شاء الله
إن شاء الله النجاح ليناااااااااا كامل
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir