اسماعيل الجوال
2010-10-16, 11:04
عندما تكون امرأة لم تبصر النور إلا وأمامها الصديق الذي لم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم طوال الثلاثة والعشرين عاما من بعثته الخالدة ووقف إلى جانبه في كل الغزوات، وفي كل المحن وعندما تكون هاته المرأة لم تدخل مرحلة البلوغ إلا وهي زوجة خاتم النبيين...
وتعيش إلى جواره كل الاختبارات الربانية التي مرت به، ومرت بها ومرت بالرسالة المحمدية قاطبة، فمعنى ذلك أننا أمام امرأة معجونة فعلا بمكارم الأخلاق وبالصبر، فهي التي أخذت من آخر الأنبياء الراشدين ومن أول الخلفاء الراشدين، فكان النصف قرن من جهادها إلى أن توفاها الله في السادسة والستين من العمر تأسيس لأكبر مدارس الأم الفاضلة التي نهل منها المسلمون ومازالوا ينهلون نصف دينهم من "حميراء" أمر الرسول الكريم المسلمين أن يأخذوا منها ففعلوا.
نصف قرن من العفة بين أب عظيم ورسول أمين هو بكل المقاييس أكبر مدرسة ليس للنساء فقط، وإنما أيضا للرجال .. وقد سئلت عائشة مرة عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت .."كان قرآنا يمشي بين الناس" .. والآن نقول نحن أنها هي أيضا كانت قرآنا وسنة لكل الناس.. السيدة عائشة وجدت نفسها في حياتها مجبرة على خوض الكثير من المحن، ليس دفاعا عن نفسها، وإنما دفاعا عن الإسلام، فقد اتهمت السيدة مريم والدة المسيح بالبغاء، فدافع عنها الله في كتابه العزيز، واتهموا أيضا السيدة عائشة في حادثة الإفك، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم طالتها الإشاعات، كما أن الألسنة طالت بسببها الرسول الكريم بسبب فارق السن بينهما، فجاء دفاعها عن النبي مدرسة راقية .. وهي تعطي الأمثلة عن ذوبان فارق السن في أشهر زيجات العرب بدءا بجد النبي الكريم عبد المطلب الذي تزوّج من السيدة هالة بنت آمنة بنت وهب وهو في عمر جدها، وكان زواج عبد المطلب الشيخ في نفس يوم زفاف ابنه الأصغر عبدالله والد خاتم الأنبياء .. كما أن عمر بن الخطاب تزوج من إحدى بنات علي بن أبي طالب وفارق السن هو ذاته الذي فصل بين نبي الإسلام وبنت الصديق أبا بكر.. وأول ما عاشته السيدة عائشة من محن حقيقية وخرجت منها قوية سالمة عندما كانت صبية رفقة شقيقها عبدالله وأختها أسماء، وسمعت بضرورة هجرة والدها ومرافقته كثاني اثنين لنبي الإسلام في الهجرة إلى يثرب .. ولنا أن نتصور صبية يقرر والدها الهجرة وتركها أمام مخاطر كل زعماء قريش المعروفين من أبا الحكم إلى أمية بن خلف إلى الوليد بن المغيرة وأشقائه وأبنائه إلى خالد بن الوليد قبل إسلامه ..
وهنا اجتازت أم المؤمنين عائشة أول اختبارات العمر في الصبر والذكاء، وتمكنت خلال مراحل الاستجواب وطرق باب بيتها أن تقود حملة تمويه أوصلت الرجلين سالمين إلى يثرب، حيث طرق الإسلام واحد من أهم أبواب الفتح المبين.. ويروي التاريخ أن عمرو بن هشام المسمى أبو جهل حضر في ثورة بركانية إلى بيت الصديق أثناء الهجرة، وسأل الصغيرة عائشة عن أبيها ثم لطمها على وجهها حتى سقطت أرضا، وما فقدت السكون الذي نفخه في روحها والدها وصاحبه الأمين.. وكان هذا الموقف الشجاع سفينة حب حقيقية، حيث لحقت الصغيرة بوالدها في المدينة المنورة، ولحقت بعد ذلك بصاحبه في أشهر زواج وعلاقة زوجية في تاريخ البشرية، أنجبت أول عالمة فقه وشريعة حقيقية روت الحديث الشريف وشرحت للمسلمين نصف دينهم، كما أمرهم وأمرها بذلك خير خلق الله.
وفي رحلة الزواج كانت أصغر الزوجات ومع ذلك نمت ونضجت بأخلاق زوجها .. بالتأكيد لم تكن عائشة ولا كل أمهات المؤمنين معصومات، ولكن حياة الضرائر وأي ضرائر وفي أي بيت، التي عشنها هي من جعلت أخطاءهن أصغر من أن تذكر، فقد امتنع الرسول صلى الله عليه وسلم عن الزواج في حياة خديجة بنت خويلد، ووجدت عائشة نفسها ضرة لغيرها، وحتى عندما تزوج منها الرسول اتبعها بعد أشهر بحفصة بنت عمر بن الخطاب، وصمدت الصبية وتعلمت من الحياة وكانت نعم الأخت لضراتها على اختلاف تكوينهن، فأخذت من زينب بنت جحش الهاشمية التي قيل إن حسنها لم يكن يضاهيه حسن في كامل الجزيرة العربية، وأخذت من أم سلمة ذات الحسب والنسب، وأخذت من جويرية بنت الحارث، الأسيرة التي حررها نبي الله، وأخذت من صفية بنت حيى اليهودية الأصول، وأخذت من أم حبيب بنت زعيم قريش وبنت آكلة كبد أسد الإسلام بنت أبي سفيان، وأخذت من مارية القبطية التي ولدت للرسول في آخر عمره ابنه إبراهيم .. أخذت من كل هؤلاء وحوّلت حياتها الزوجية إلى جامعة بنت بعدها صرحا إسلاميا، وربت المؤمنين الذين ارتضوها أمّا تعطيهم فيأخذون..
وفي امتحان الإفك عندما طالتها الألسن، ولم تجد من مدافع عنها أي أحد بما في ذلك والدها وأقرب الناس إليها صبرت واختلت بنفسها، وهي تعلم أن عدالة السماء ستنصفها، وتمكنت من أن تضرب للعالم كله أروع أمثلة الصبر، فالزوجة المحبوبة والبنت التي يتشرف بها والدها الصديق تهان في شرفها في عز انتصارات المسلمين الذين كانوا قد بدأوا في تشييد دولتهم التي لم تغرب عنها شمس الحق أبدا .. ولكنها صبرت ولم يبدر عنها أي خطأ كانت تذهب لضراتها فتجدهن صامتات لا يردن الخوض في محنتها، فتلجأ إلى شقيقتها أسماء ذات النطاقين فتجدها صامتة غير قادرة عن تفسير ما حدث وردات الفعل، وتلجأ إلى والدها الذي رباها فتجده مذهولا يتجرع المر أكثر منها ويحيّرها زوجها الكريم بصمته، وهو الذي إن نطق لا ينطق عن الهوى.. ولأن مع العسر يسرا فإن الله هو من برأها، فخرجت أقوى من محنتها الكبرى، وهي أكبر محن الإسلام على الإطلاق..ولأن صبر العظيمة تحوّل إلى أكبر الدروس فقد خلدت مع خلود القرآن الكريم في تنزيل تبرئتها "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم، لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم" .. آيات قرأها ويقرأها إلى يوم الدين شيعة علي بن أبي طالب وكل مؤمني الدنيا إلى أن تقوم الساعة، وسيكون حساب أهل الإفك والذين تبعوهم أيضا عسيرا، حيث لن ينفع مال ولا بنون ولا أمهات غير المؤمنين؟.
http://www.echoroukonline.com/ara/thumbnail.php?file=divers/Aishah_1024_1_285688326.jpg&size=article_medium
وتعيش إلى جواره كل الاختبارات الربانية التي مرت به، ومرت بها ومرت بالرسالة المحمدية قاطبة، فمعنى ذلك أننا أمام امرأة معجونة فعلا بمكارم الأخلاق وبالصبر، فهي التي أخذت من آخر الأنبياء الراشدين ومن أول الخلفاء الراشدين، فكان النصف قرن من جهادها إلى أن توفاها الله في السادسة والستين من العمر تأسيس لأكبر مدارس الأم الفاضلة التي نهل منها المسلمون ومازالوا ينهلون نصف دينهم من "حميراء" أمر الرسول الكريم المسلمين أن يأخذوا منها ففعلوا.
نصف قرن من العفة بين أب عظيم ورسول أمين هو بكل المقاييس أكبر مدرسة ليس للنساء فقط، وإنما أيضا للرجال .. وقد سئلت عائشة مرة عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت .."كان قرآنا يمشي بين الناس" .. والآن نقول نحن أنها هي أيضا كانت قرآنا وسنة لكل الناس.. السيدة عائشة وجدت نفسها في حياتها مجبرة على خوض الكثير من المحن، ليس دفاعا عن نفسها، وإنما دفاعا عن الإسلام، فقد اتهمت السيدة مريم والدة المسيح بالبغاء، فدافع عنها الله في كتابه العزيز، واتهموا أيضا السيدة عائشة في حادثة الإفك، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم طالتها الإشاعات، كما أن الألسنة طالت بسببها الرسول الكريم بسبب فارق السن بينهما، فجاء دفاعها عن النبي مدرسة راقية .. وهي تعطي الأمثلة عن ذوبان فارق السن في أشهر زيجات العرب بدءا بجد النبي الكريم عبد المطلب الذي تزوّج من السيدة هالة بنت آمنة بنت وهب وهو في عمر جدها، وكان زواج عبد المطلب الشيخ في نفس يوم زفاف ابنه الأصغر عبدالله والد خاتم الأنبياء .. كما أن عمر بن الخطاب تزوج من إحدى بنات علي بن أبي طالب وفارق السن هو ذاته الذي فصل بين نبي الإسلام وبنت الصديق أبا بكر.. وأول ما عاشته السيدة عائشة من محن حقيقية وخرجت منها قوية سالمة عندما كانت صبية رفقة شقيقها عبدالله وأختها أسماء، وسمعت بضرورة هجرة والدها ومرافقته كثاني اثنين لنبي الإسلام في الهجرة إلى يثرب .. ولنا أن نتصور صبية يقرر والدها الهجرة وتركها أمام مخاطر كل زعماء قريش المعروفين من أبا الحكم إلى أمية بن خلف إلى الوليد بن المغيرة وأشقائه وأبنائه إلى خالد بن الوليد قبل إسلامه ..
وهنا اجتازت أم المؤمنين عائشة أول اختبارات العمر في الصبر والذكاء، وتمكنت خلال مراحل الاستجواب وطرق باب بيتها أن تقود حملة تمويه أوصلت الرجلين سالمين إلى يثرب، حيث طرق الإسلام واحد من أهم أبواب الفتح المبين.. ويروي التاريخ أن عمرو بن هشام المسمى أبو جهل حضر في ثورة بركانية إلى بيت الصديق أثناء الهجرة، وسأل الصغيرة عائشة عن أبيها ثم لطمها على وجهها حتى سقطت أرضا، وما فقدت السكون الذي نفخه في روحها والدها وصاحبه الأمين.. وكان هذا الموقف الشجاع سفينة حب حقيقية، حيث لحقت الصغيرة بوالدها في المدينة المنورة، ولحقت بعد ذلك بصاحبه في أشهر زواج وعلاقة زوجية في تاريخ البشرية، أنجبت أول عالمة فقه وشريعة حقيقية روت الحديث الشريف وشرحت للمسلمين نصف دينهم، كما أمرهم وأمرها بذلك خير خلق الله.
وفي رحلة الزواج كانت أصغر الزوجات ومع ذلك نمت ونضجت بأخلاق زوجها .. بالتأكيد لم تكن عائشة ولا كل أمهات المؤمنين معصومات، ولكن حياة الضرائر وأي ضرائر وفي أي بيت، التي عشنها هي من جعلت أخطاءهن أصغر من أن تذكر، فقد امتنع الرسول صلى الله عليه وسلم عن الزواج في حياة خديجة بنت خويلد، ووجدت عائشة نفسها ضرة لغيرها، وحتى عندما تزوج منها الرسول اتبعها بعد أشهر بحفصة بنت عمر بن الخطاب، وصمدت الصبية وتعلمت من الحياة وكانت نعم الأخت لضراتها على اختلاف تكوينهن، فأخذت من زينب بنت جحش الهاشمية التي قيل إن حسنها لم يكن يضاهيه حسن في كامل الجزيرة العربية، وأخذت من أم سلمة ذات الحسب والنسب، وأخذت من جويرية بنت الحارث، الأسيرة التي حررها نبي الله، وأخذت من صفية بنت حيى اليهودية الأصول، وأخذت من أم حبيب بنت زعيم قريش وبنت آكلة كبد أسد الإسلام بنت أبي سفيان، وأخذت من مارية القبطية التي ولدت للرسول في آخر عمره ابنه إبراهيم .. أخذت من كل هؤلاء وحوّلت حياتها الزوجية إلى جامعة بنت بعدها صرحا إسلاميا، وربت المؤمنين الذين ارتضوها أمّا تعطيهم فيأخذون..
وفي امتحان الإفك عندما طالتها الألسن، ولم تجد من مدافع عنها أي أحد بما في ذلك والدها وأقرب الناس إليها صبرت واختلت بنفسها، وهي تعلم أن عدالة السماء ستنصفها، وتمكنت من أن تضرب للعالم كله أروع أمثلة الصبر، فالزوجة المحبوبة والبنت التي يتشرف بها والدها الصديق تهان في شرفها في عز انتصارات المسلمين الذين كانوا قد بدأوا في تشييد دولتهم التي لم تغرب عنها شمس الحق أبدا .. ولكنها صبرت ولم يبدر عنها أي خطأ كانت تذهب لضراتها فتجدهن صامتات لا يردن الخوض في محنتها، فتلجأ إلى شقيقتها أسماء ذات النطاقين فتجدها صامتة غير قادرة عن تفسير ما حدث وردات الفعل، وتلجأ إلى والدها الذي رباها فتجده مذهولا يتجرع المر أكثر منها ويحيّرها زوجها الكريم بصمته، وهو الذي إن نطق لا ينطق عن الهوى.. ولأن مع العسر يسرا فإن الله هو من برأها، فخرجت أقوى من محنتها الكبرى، وهي أكبر محن الإسلام على الإطلاق..ولأن صبر العظيمة تحوّل إلى أكبر الدروس فقد خلدت مع خلود القرآن الكريم في تنزيل تبرئتها "إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم، لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب أليم" .. آيات قرأها ويقرأها إلى يوم الدين شيعة علي بن أبي طالب وكل مؤمني الدنيا إلى أن تقوم الساعة، وسيكون حساب أهل الإفك والذين تبعوهم أيضا عسيرا، حيث لن ينفع مال ولا بنون ولا أمهات غير المؤمنين؟.
http://www.echoroukonline.com/ara/thumbnail.php?file=divers/Aishah_1024_1_285688326.jpg&size=article_medium