تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : و احر قلباه للمتنبي


مهدي الجزائري
2008-06-03, 22:48
وَاحَــرَّ قَلبــاهُ مِمَّــن قَلْبُـهُ شَـبِمُ *** ومَــن بِجِسـمي وَحـالي عِنْـدَهُ سَـقَمُ

مـا لـي أُكَـتِّمُ حُبّـاً قـد بَـرَى جَسَدي *** وتَــدَّعِي حُـبَّ سَـيفِ الدَولـةِ الأُمَـمُ

إِنْ كــانَ يَجمَعُنــا حُــبٌّ لِغُرَّتِــهِ *** فَلَيــتَ أَنَّــا بِقَــدْرِ الحُـبِّ نَقتَسِـمُ

قــد زُرتُـه وسُـيُوفُ الهِنـدِ مُغمَـدةٌ *** وقــد نَظَــرتُ إليـهِ والسُـيُوفُ دَمُ

وَكــانَ أَحسَــنَ خَــلقِ اللـه كُـلِّهِمِ *** وكـانَ أَحْسَـنَ مـا فـي الأَحسَنِ الشِيَمُ

فَــوتُ العَــدُوِّ الِّـذي يَمَّمْتَـهُ ظَفَـرٌ *** فــي طَيِّـهِ أَسَـفٌ فـي طَيِّـهِ نِعَـمُ

قـد نـابَ عنكَ شَدِيدُ الخَوفِ واصطَنَعَتْ *** لَــكَ المَهابــةُ مـا لا تَصْنـعُ البُهَـمُ

أَلــزَمْتَ نَفْسَــكَ شَـيْئاً لَيسَ يَلْزَمُهـا *** أَنْ لا يُـــوارِيَهُم أرضٌ ولا عَلَـــمُ

أَكلمــا رُمـتَ جَيشـاً فـانثَنَى هَرَبـاً *** تَصَــرَّفَتْ بِــكَ فـي آثـارِهِ الهِمَـمُ

علَيــكَ هَــزمُهُمُ فـي كُـلِّ مُعْـتَرَكٍ *** ومــا عَلَيـكَ بِهِـمْ عـارٌ إِذا انهَزَمـوا

أَمـا تَـرَى ظَفَـراً حُـلواً سِـوَى ظَفَرٍ *** تَصـافَحَتْ فيـهِ بيـضُ الهِنْـدِ والِلمَـمُ

يــا أَعـدَلَ النـاسِ إِلاَّ فـي مُعـامَلَتي *** فيـكَ الخِصـامُ وأَنـتَ الخَـصْمُ والحَكَمُ

أُعِيذُهــا نَظَــراتٍ مِنْــكَ صادِقَـةً *** أَنْ تَحْسَـبَ الشَـحمَ فيمَـن شَـحْمُهُ وَرَمُ

ومـا انتِفـاعُ أَخـي الدُنيـا بِنـاظرِهِ *** إِذا اســتَوَتْ عِنـدَهُ الأَنـوارُ والظُلَـمُ

سَــيَعْلَمُ الجَـمْعُ مِمَّـن ضَـمَّ مَجْلِسُـنا *** بِــأنَّني خَـيْرُ مَـن تَسْـعَى بِـهِ قـدَمُ

أَنـا الَّـذي نَظَـرَ الأَعمَـى إلـى أَدَبي *** وأَســمَعَتْ كَلِمـاتي مَـن بِـهِ صَمَـمُ

أَنـامُ مِـلءَ جُـفُوني عـن شَـوارِدِها *** ويَسْــهَرُ الخَــلْقُ جَرَّاهـا ويَخـتَصِمُ

وَجَــاهِلٍ مَـدَّهُ فـي جَهلِـهِ ضَحِـكِي *** حَــتَّى أَتَتْــهُ يَــدٌ فَرَّاســةٌ وفَـمُ

إِذا رَأيــتَ نُيُــوبَ اللّيــثِ بـارِزَةً *** فَــلا تَظُنَّــنَ أَنَّ اللَيــثَ يَبْتَسِــمُ

ومُهجـةٍ مُهجـتي مِـن هَـمِّ صاحِبِهـا *** أَدرَكْتُهــا بِجَــوادٍ ظَهْــرُهُ حَــرَمُ

رِجـلاهُ فـي الـرَكضِ رِجْلٌ واليَدانِ يَدٌ *** وفِعْلُــهُ مــا تُريــدُ الكَـفُّ والقَـدَمُ

ومُـرهَفٍ سِـرتُ بَيـنَ الجَحْـفَلَينِ بِـهِ *** حـتَّى ضَـرَبْتُ ومَـوجُ المَـوتِ يَلْتَطِمُ

الخَــيْلُ واللّيــلُ والبَيـداءُ تَعـرِفُني *** والسَـيفُ والـرُمْحُ والقِرطـاسُ والقَلَـمُ

صَحِـبتُ فـي الفَلَـواتِ الوَحشَ مُنْفَرِداً *** حــتَّى تَعَجَّـبَ منَّـي القُـورُ والأَكَـمُ

يــا مَــن يَعِـزُّ عَلَينـا أن نُفـارِقَهم *** وَجداننــا كُـلَّ شَـيءٍ بَعـدَكُمْ عَـدَمُ

مــا كــانَ أَخلَقَنــا مِنكُـم بِتَكرِمـة *** لَــو أَن أَمــرُكُمُ مِــن أَمرِنـا أَمَـمُ

إِن كــانَ سَــرَّكُمُ مـا قـالَ حاسِـدُنا *** فَمــا لِجُــرْحٍ إِذا أَرضــاكُمُ أَلَــمُ

وبَينَنــا لَــو رَعَيْتُــمْ ذاكَ مَعرِفـةٌ *** إِنَّ المَعـارِفَ فـي أَهـلِ النُهَـى ذِمَـمُ

كَــم تَطلُبُــونَ لَنـا عَيبـاً فيُعجِـزُكم *** ويَكــرَهُ اللــه مـا تـأْتُونَ والكَـرَمُ

مـا أَبعَـدَ العَيْـبَ والنُقصانَ عن شَرَفي *** أَنــا الثُرَيَّــا وَذانِ الشَـيبُ والهَـرَمُ

لَيـتَ الغَمـامَ الـذي عِنـدِي صَواعِقُـهُ *** يُــزِيلُهُنَّ إلــى مَــن عِنـدَه الـدِيَمُ

أَرَى النَــوَى يَقْتَضِينـي كُـلَّ مَرْحَلـةٍ *** لا تَســتَقِلُّ بِهــا الوَخَّــادةُ الرُسُـمُ

لَئِــن تَـرَكْنَ ضُمَـيراً عـن مَيامِنِنـا *** لَيَحْـــدُثَنَّ لِمَــنْ ودَّعْتُهُــمْ نَــدَمُ

إذا تَرَحَّــلْتَ عـن قَـومٍ وقـد قَـدَروا *** أَن لا تُفـــارِقَهم فــالراحِلُونَ هُــمُ

شَــرُّ البِـلادِ بلادٌ لا صَـديقَ بـهِ ***وشَـرُّ مـا يَكْسِـبُ الإِنسـانُ مـا يَصِمُ

وشَــرُّ مـا قَنَصَتْـهُ راحَـتي قَنَـصٌ *** شُــهْبُ الـبُزاةِ سَـواءٌ فيـهِ والرَخَـمُ

بــأَيَّ لَفْــظٍ تَقُـولُ الشِـعْرَ زِعْنِفـةٌ *** تجُــوزْ عِنـدَكَ لا عُـرْبٌ وِلا عَجَـمُ

هـــذا عِتـــابكَ إِلاَّ أَنَّــهُ مِقَــةٌ *** قــد ضُمِّــنَ الــدُرَّ إِلاَّ أَنَّـهُ كَـلِمُ

le fugitif
2008-06-12, 23:43
شكرا مهدي على القصيدة

http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/946.gif

مهدي الجزائري
2008-06-23, 23:06
شكرا لك اخي كما اعرفك دائما شهم يفقه الابداع