تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حفيظ دراجي : كرة القدم ليست فوق الدين والدولة ! - مقال جديد رائع ويعري حقيقة المسؤولين -


بلال الرومنسي
2010-10-14, 11:09
كرة القدم ليست فوق الدين والدولة !

2010.10.09 http://www.echoroukonline.com/ara/themes/rtl/img/fleche_orange.gif حفيظ دراجي


منذ زمان يعتقد بعض الفاعلين في الكرة عندنا من خلال طريقة تفكيرهم وتصريحاتهم وممارساتهم وردود أفعالهم، بأن كرة القدم أكثر أهمية في الجزائر من كل شيء، وبأنهم فوق الجميع وفوق القانون، وبإمكانهم التحكم في كل شيء، وذهبوا إلى حد إعطاء الانطباع بأن الكرة والمنتخب والنادي واللاعب والمدرب والمسير أهم من المعتقد ومن الدولة، ومن كل قضايانا الوطنية، وأنه يمكن التضحية بكل شيء من أجل سواد عيونهم .


الاهتمام الإعلامي والجماهيري والرسمي باللعبة يسمح "للكوارجية" بالمساومة والمزايدة واستغلال النفوذ لإثبات الوجود وتمرير ما يريدونه من أفكار ومشاريع، ويوهمون الرأي العام بأن الحياة ستتوقف لوخسر المنتخب أونزل النادي، أوذهب المدرب أوالرئيس.. وهناك من يلوح بورقة رد فعل الجماهير التي ستثور في حالة المساس بهذا النادي أوذاك المدرب أوالرئيس، في ظل الاهتمام المبالغ فيه بالكرة والفراغ السائد، وعدم وجود ردود فعل حازمة من السلطات وكل الفئات التي تساهم بسكوتها في ترسيخ هذا الاعتقاد..
اللاعب عندنا، بمجرد تسجيله هدفا وتحقيقه الفوز أوانضمامه إلى المنتخب لا تطأ قدماه الأرض، ويبدأ المساومةَ والابتزازَ، ويستغل تعلق الجماهير وإعجابهم به، ليبدأ سلسلة المطالب التي لا تنتهي، ويجب تلبيتها كلها في وقت يبقى فيه المريض دون دواء، والبطال دون وظيفة، والفنان دون قانون أساسي يحميه ..
المدرب من جهته، تأخذه العزة بالنفس والغرور والثقة الزائدة، ويعتقد بأنه صاحب الفضل الأول والأخير في فوز النادي وتأهل المنتخب، ويصبح أهم من اللاعبين، فيبدأ المطالبة بزيادة راتبه مع التهديد بالمغادرة لأن الطلبات عليه تزايدت من كل الجهات، ويصبح أهم من الطبيب الأخصائي وعميد الجامعة ومن رجل الأمن حامي الوطن .
أما المسير أو رئيس النادي فتلكم هي الطامة الكبرى، لاعتقاده بأنه أحسن من رئيس الجمهورية وأكبر من كل مسؤول في الدولة، ومشاكله أكبر وأهم من كل مشاكل البلاد والعباد، وطلباته تصبح أوامر ينفذها الوزراء والولاة ورؤساء البلديات ورجال الأعمال، وتجده يفوز بمنصب في البرلمان، ويرفض ملاقاة وزير القطاع، ويحصل على مشاريع لمؤسسته الخاصة، ولا يحاسَب على الملايير التي يصرفها من أموال الدولة .
بعض الجماهير من جهتها تعتقد بأن كل شيء مباح بالنسبة لها، وتألق ناديها ينسيها مشاكلها، ويجعلها لعبة بيد المسيرين والمدربين، وتجدها تنساق وراء رئيس النادي أكثر من طاعتها لله وولائها للوطن والأولياء.
أغلب هؤلاء الذين ذكرتهم يتنفسون ويأكلون من أموال وخيرات الجزائر التي صنعتهم كلاعبين ومدربين ومسيرين، ومنحتهم ما لم تمنحه للعلماء والمثقفين والمشايخ والقائمين على شؤون المواطنين وأكبر المؤسسات في البلاد، ومع ذلك تضفي وسائل الإعلام شرعيتها الزائدة عن حدها على هؤلاء وعلى جميع تصرفاتهم، فتخرج علينا في صفحاتها الأولى بتصريحات نارية وأخبار كاذبة تعطيها الأهمية أكثر من اهتمامها بمختلف الجرائم الحاصلة في المجتمع والظواهر السلبية التي نعيشها، ومشاكل الشباب والشيوخ والنساء والأطفال، وكذا مشاكلنا الأخلاقية والاقتصادية والثقافية، ويصبح مشكل اللاعب والمدرب والرئيس أهم من مشاكل نقص الماء والدواء والغذاء ..
السلطات العمومية من جهتها، أعطت لهؤلاء وأولئك الانطباع بأنهم أهم من كل شيء، وأن كرة القدم وسيلة للاستقرار السياسي والاجتماعي في حالة فوز النادي والمنتخب، ووصل بهم الأمر إلى حد استعمالهم لأغراض سياسية وانتخابية، فكان الاستغلال متبادلا لأن المسيرين والمدربين واللاعبين يستثمرون في هذا الاهتمام ويحصلون على تنازلات من السلطة ومزايا لا حصر لها تحدث اختلالا في الموازين والمفاهيم لدى بقية فئات المجتمع، وفي مجالات أخرى حساسة وأكثر أهمية في حياة الناس .
جميل أن تهتم الدولة والمؤسسات والصحافة بالرياضة والكرة وتوفر لها الإمكانات والظروف الحسنة لممارستها، وكنتُ دائما من دعاة ذلك، ولكن في حدود المعقول والمقبول، ودون نسيان المجالات والفئات الأخرى من المجتمع، ودون مبالغة أو مزايدة تنعكس سلبا على توازن المجتمع وعلى كل القيم، فيصبح هؤلاء فوق القانون وفوق الشبهات، وبدونهم تتوقف الحياة وتنفجر الأوضاع الاجتماعية .
هذا الاعتقاد يخرج الكرة عن إطارها الرياضي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وحتى السياسي، ويقلب الموازين والمفاهيم في المجتمع، وتتغلب الأقدام على العقول والقلوب، ويصبح همنا الوحيد هو الفوز والتتويج وتجنب السقوط للحفاظ على استقرار المدينة أوالبلد، ولتمرير مشاريعنا حتى لو كانت عادية وطبيعية ويفهمها ويتقبلها المواطن دون استغلال للكرة وناس الكرة ..
أما هؤلاء وأولئك الذين يعتقدون بأن الكرة أهم من الدين والدولة، فيجب أن يفهموا أن الجزائر والكرة ستكونان أفضل من دونهم وليس العكس، وأنهم بدون الجزائر والكرة لا يساوون شيئا، وأن تربية أبنائنا وتثقيفهم وعلاجهم وتوفير السكن والعيش الكريم لهم أهم وأكبر من كل شيء، وأن الكرة تأخذ حيزا في حياتنا .. ولا تأخذ حياتنا كلها .

derradjih@gmail . com

طوبى للشام
2010-10-14, 18:37
بعدما كان حفيظ دراجي مميزا بلسانه الذي يحلي اللقاءات الكروية
حلاوة لا ينافسه فيها إلا الشوالي بشوالياته
صار حفيظ متميزا جدا بمقالاته التي تحسن تشخيص الداء وووصف الدواء

فبارك الله فيه على هذا الكلام الذي يستحق أكثر من وقفة

aladin2010
2010-10-14, 20:51
شكراااااااااا
الله يخلينا حفيظ دراجي

بلال الرومنسي
2010-10-14, 21:32
بعدما كان حفيظ دراجي مميزا بلسانه الذي يحلي اللقاءات الكروية
حلاوة لا ينافسه فيها إلا الشوالي بشوالياته
صار حفيظ متميزا جدا بمقالاته التي تحسن تشخيص الداء وووصف الدواء

فبارك الله فيه على هذا الكلام الذي يستحق أكثر من وقفة




صحيح حمزة والجزيرة ايضا ساهمت في تطويره لانه يرى ويتعلم ويتطور من فضاء كبير وتشكيله اعلامية متطورة من كل البلدان العربية وحتى من مدربيين وصحفيين من اروبا مما مكنه من اكتساب خبرات كبيرة

منصور المختار
2010-10-14, 22:38
مقال رائع يستحق صاحبه كل التقدير ولإحترام 1000000000000000000000000000000000000000شكر