المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أجمل ما قرأت...


amma
2008-06-02, 15:48
عائض القرني
*******************
كثرة عدد السكان مع الجودة فضيلة عند الأمم لكن الخطأ أن يكثر العدد بلا نفع ولا إنتاج، والإسلام يحث على طلب الذرية الطيبة الصالحة، ولكن إذا تحولت كثرة النسل إلى عبء اجتماعي صار هذا خطأ في التقدير، ونحن في الشرق أكثر الأمم نمواً سكانياً مع ضعف في التربية والتعليم، فقد تجد عند الواحد عشرين ابناً لكنه أهمل تأديبهم وتعليمهم فصار سهرهم في دبكة شعبية مع لعب البلوت وأكل الفصفص بلا إنتاج ولا عمل، بل صاروا حملاً ثقيلاً على الصرف الصحي والطرق والمطارات والمستشفيات، بينما الخواجة ينجب طفلين فيعتني بهما فيخرج أحدهما طبيباً والآخر يهبط بمركبته على المريخ،وأنا ضد جلد الذات لكن ما دام أن الخطأ يتكرر والعلاج يستعصي فالبيان واجب،

لا زال بعض العرب يرفع عقيرته عبر الشاشات ويقول: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا، ثم تجده في عالم الشرع لا يحفظ آية الكرسي، وفي عالم الدنيا لم يسمع بابن خلدون وابن رشد، وتجد الغربي ساكتاً قابعاً في مصنعه أو معمله يبحث وينتج ويخترع ويبدع، أرجو من شبابنا أن يقرأوا قصة أستاذ ثوره اليابان الصناعية «تاكيو اوساهيرا» وهي موجودة في كتاب «كيف أصبحوا عظماء؟» كيف كان طالباً صغيراً ذهب للدراسة في ألمانيا، فكان ينسل إلى ورشة قريبة فيخدم فيها خمس عشرة ساعة على وجبة واحدة، فلما اكتشف كيف يدار المحرك وأخبر الأمة اليابانية بذلك استقبله عند عودته إلى المطار إمبراطور اليابان، فلما أدار المحرك وسمع الإمبراطور هدير المحرك قال: هذه أحسن موسيقى سمعتها في حياتي،

وطالب عربي في المتوسطة سأله الأستاذ: الكتاب لسيبويه مَنْ ألَّفه؟ قال الطالب: الله ورسوله أعلم، والتمدد في الأجسام على حساب العقول مأساة، والافتخار بالآباء مع العجز منقصة، لن يعترف بنا أحد حتى نعمل وننتج، فالمجد مغالبة والسوق مناهبة، وإن النجاح قطرات من الآهات والزفرات والعرق والجهد، والفشل زخّات من الإحباط والنوم والتسويف، كن ناجحاً ثم لا تبالي بمن نقد أو جرّح أو تهكم، إذا رأيت الناس يرمونك بأقواس النقد فاعلم أنك وصلت إلى بلاط المجد، وأن مدفعية الشرف تطلق لك واحدا وعشرين طلقة احتفاء بقدومك

لقد هجر الكثير منّا الكتاب وأصبح يعيش الأمية فلا يحفظ آيةً ولا حديثاً ولا بيتاً ولم يقرأ كتاباً ولم يطالع قصة ولا رواية، ولكنه علّق في مجلس بيته شجرة الأنساب؛ ليثبت لنا أنه من أسرة آل مفلس من قبيلة الجهلة، والوحي ينادي «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، والتاريخ يخبرك أن بلال مولى حبشي، وهو مؤذن الإسلام الأول، وأن جوهر الصقلي فاتح مصر وباني الأزهر أمازيغي أمهُ تبيع الجرجير في مدينة سبتة، ولكن النفس الوثّابة العظيمة لا تعتمد على عظام الموتى؛ لأن العصامي يشرّف قبيلته وأمته وشعبه ولا ينتظر أن يشرفه الناس، لقد كان نابليون شاباً فقيراً لكنه جدّ واجتهد حتى أخذ التاج من لويس الرابع عشر، وفتح المشرق وصار في التاريخ أسطورة، وهو القائل: «الحرب تحتاج إلى ثلاثة: المال ثم المال ثم المال، والمجد يحتاج إلى ثلاثة: العمل ثم العمل ثم العمل».
لقد أرضينا غرورنا بمدح أنفسنا حتى سكِرَ القلب بخمر المديح على مذهب جرير: أَلَستُم خَيرَ مَن رَكِبَ المَطايا؟ وقد ركب الآخر بساط الريح وإف 16 والكونكورد. ولو اجتمعنا ما انتجنا سيارة «فولكس فاغن» فضلاً عن «كراسيدا». ورحم الله امرُؤًا عرف تقصيره فأصلح من نفسه ولابد أن تقنع المريض بمرضه حتى يستطيع أن يعالج نفسه على أني اعترف بأن عندنا عباقرة ونوابغ يحتاجون لمراكز بحوث ومؤسسات لرعايتهم ومعامل ومصانع لاستقبال نتاجهم.
لقد تركت اليابان الحرب وتابت إلى الله من القتال وتوجهت للعمل والإنتاج، فصارت آيةً للسائلين وكدّس العراق قبل الغزو السلاح واشتغل بحروبٍ مع الجيران، فانتهى قادته إلى المشنقة، وجُوِّع الشعب ثم قُتِل وسُحِق. سوف نفتخر إذا نظر الواحد منّا إلى سيارته وثلاجته وتلفازه وجواله فوجدها صناعةً محلية. وأرجو أن نقتصد في الأمسيات الشعرية فإن عشرة دواوين من الشعر لا تنتج صاعاً من شعير
يقول نزار قباني:
وطالعوا كتب التاريخ واقتنعوا متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟ وعلينا أن نعيد ترميم أنفسنا بالإيمان والعمل وتهذيب عقولنا بالعلم والتفكر، وهذا جوهر رسالتنا الربانية الخالدة وطريق ذلك المسجد والمكتبة والمصنع، والخطوة الأولى مكتبة منـزلية على مذهب الخليفة الناصر الأندلسي يوم ألزم الناس بإنشاء مكتبة في كل منـزل وقراءة يومية مركزة، وهذا خير من مجالس الغيبة والقيل والقال وقتل الزمان بالهذيان.. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون».

le fugitif
2008-06-02, 16:42
كلام جميل ومنطقي بارك الله فيك نقل موفق

http://www.moveed.com/data/thumbnails/21/20.gif

salim_s3ad
2008-06-02, 17:17
جدا عادي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

amma
2008-06-03, 16:26
بارك الله فيكم على الردود الطيبة الكريمة
الموضوع كلما قرأته أحسست بتوقد فكر من كتبه
الدكتور الداعية عائض القرني ومفخرة زمانه وعلم من الأعلام
يعالج القضية التي تؤرق الأمة ويحيي بعض موتى العقول .....
نتمنى أن نتعلم مما نقرأ.

amma
2008-06-03, 16:27
وما أكثر ما نوجد في بلادنا من يزيد طوله وينقص عقله.

riheb
2008-06-03, 16:51
مشكوور كلام جميل حقا
يدفع با المرء للبحث والتفكير من حوله
جزاك الله خيرا

Taha22
2008-06-04, 14:35
السلام عليكم .نفعنا الله واياكم بما قرانا ....

amma
2008-06-05, 08:36
رحاب ، طه شكرا لكما على الردود.

رضوان الجنة
2008-06-06, 20:32
مشكــــــــــــــــــــــــــ وبارك الله فيكــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــور

amma
2008-07-07, 12:06
جزاكم الله كل خير على الرد الكريم.

عبد الرحيم
2008-07-07, 12:37
بارك الله فيك والله فعلا كلام رائع جدا قلما نسمع مثله. وللأسف حالنا أسوء بكثير مما وصفه الشيخ فالأمم تسير للأمام أما نحن فنتنافس ونتسابق في الرجوع إلى الخلف. هناك عالم متقدم وعالم سائر في طريق التقدم وعالم متخلف أما نحن فننتمي إلى عالم جديد قمنا بإنشائه وهو العالم السائر في طريق التحجر. نسأل الله أن يهدينا ويردنا إلى دينه ردا جميلا.

tarek100
2008-07-07, 13:05
كلام جميل ونقل موفق
tareek:1:

بـ عبدالحميد
2008-07-07, 14:49
كلام جميل وتوجيه سليم من عاقل
لكن لا ننكر أبدا أننا السبب في ما وصلنا اليه و العيب فينا
نرجوا من الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
وأن يجعلنا من الذين قالوا سمعنا وأطعنا
تقبل ردي أخي الكريم وشكرا لك

fouazsebti
2008-07-07, 14:53
كلام كلنا نعرفه،......لكن نحتاج إلى التذكير
شكرا

amma
2008-07-10, 11:23
بارك الله فيك والله فعلا كلام رائع جدا قلما نسمع مثله. وللأسف حالنا أسوء بكثير مما وصفه الشيخ فالأمم تسير للأمام أما نحن فنتنافس ونتسابق في الرجوع إلى الخلف. هناك عالم متقدم وعالم سائر في طريق التقدم وعالم متخلف أما نحن فننتمي إلى عالم جديد قمنا بإنشائه وهو العالم السائر في طريق التحجر. نسأل الله أن يهدينا ويردنا إلى دينه ردا جميلا.
يعطيك الصحة كلام صحيح 100 ب100
الجزائريين أنشئو عالم جديد.

teffah01
2008-07-10, 11:55
إن البشر قد يختلفون في الجنس والعِرق واللَّون والثقافة واللغة والعقيدة، ولكنهم يتفقون على القيم الخلقية، فالتصرفات والتعاملات التي تنمُّ عن الصدق والصراحة أو الكرم والجود أو الأمانة والعدل، أو الرحمة والرأفة أو الشهامة والمروءة أو الشجاعة والإقدام أو الحلم والأناة.. إلخ، هذه كلها تُثِير- بلا شكٍّ- في نفوس مَن يشاهدها أو يسمعُ عنها الإعجابَ بها والتقديرَ والاحترامَ لأصحابها، وهكذا يكون الحال مع سائر "الأخلاق الإنسانية".

انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا ...

amma
2008-07-11, 12:15
بارك الله فيك أخي على الرد الكريم.