fadila16
2010-10-13, 15:21
مَجنون لَيلى
? - 68 هـ / ? - 687 م
قيس بن الملوح بن مزاحم العامري.
شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
هذا الشاعر الذي عاش تجربة حب عفيف شريف كابد الشوق وعانى الصبابة وهو الذي يقول :
لا يعرفُ الشوق إلا من يُكابده ولا الصّبابة إلا من يُعانيها
ويقال له : ماذا وراء هذا العذاب يا قيس ؟ فيقول :
يَقولونَ لَيلى عَذَّبَتكَ بِحُبِّها أَلا حَبَّذا ذاكَ الحَبيبُ المُعَذِّبُ !
ويطلب منه أبوه أن يتعلق بأستار الكعبة ويقول له : قل : (( اللهم أرحني من ليلى وحبها ! )).
فيفعل ولكنه يقول : (( اللهم مُنّ علىّ بليلى وقربها )) , وينشد :
يا رَبُّ لا تَسلُبَنّي حُبَّها أَبَداً وَيَرحَمُ اللَهُ عَبداً قالَ آمينا
وعبر عن تجربته القاسية بقوله :
وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى قُلوبُ العاشِقينَ لَها وَقودُ
فَلَو كانَت إِذا اِحتَرَقَت تَفانَت وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَت تَعودُ
كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جُلودٌ أُعيدَت لِلشَقاءِ لَهُم جُلودُ
اجتمع قوم على ( جرير الخطفي ) فقال لهم جرير : ما بيت نصفه كأنه أعرابي على قعود , ونصفه كأنه جالينوس بحكمته ؟
قالوا : لا ندري ! قال : قد أجلتكم....
قالوا : لو أجلتنا حولين لم ندر , ولكن عرّفنا . فأنشأ يقول :
أَلا أَيُّها النوّامُ وَيَحكُمُ هُبّوا
كلمة أعرابي على قعود له , ثم أدركه اللين , ووضوح الحب , فقال :
أُسائِلُكُم هَل يَقتُلُ الرَجُلَ الحُبُّ
فَقالوا نَعَم حَتّى يَرُضَّ عِظامَهُ وَيَترُكَه حَيرانَ لَيسَ لَهُ لُبُّ
فَيا بَعلَ لَيلى كَيفَ يُجمَعُ شَملُنا لَدَيَّ و َفيما بَينَنا شَبَّتِ الحَربُ
لَها مِثلُ ذَنبي اليَومَ إِن كُنتُ مُذنِباً وَلا ذَنبَ لي إِن كانَ لَيسَ لَها ذَنبُ
يخاطب ليلى فيقول :
أُحِبُّكِ حُبّاً لَو تُحِبّينَ مِثلَهُ أَصابَكِ مِن وَجدٍ عَلَيَّ جُنونُ
وَصِرتُ بِقَلبٍ عاشَ أَمّا نَهارُهُ فَحُزنٌ وَ أَمّا لَيلُهُ فَأَنينُ
قال له ابوه ( ... ما أراها ممن يوصف بالمال والحسن وقد بلغني أنها فوها قصيرة جاحظة العينين شهلة سمجة فعد عن ذكرها , و لك في قومك من هو خير لك منها .
فلما سمع قدحه وذمه وذكر معايبها ومثالبها من أبوه أنشأ يقول :
يَقولُ لِيَ الواشونَ لَيلى قَصيرَةٌ فَلَيتَ ذِراعاً عَرضُ لَيلى وَطولُها
وَإِنَّ بِعَينَيها لَعَمرُكَ شُهلَةً فَقُلتُ كِرامُ الطَيرِ شُهلٌ عُيونُها
وَجاحِظَةٌ فَوهاءُ لا بَأسَ إِنَّها مُنى كَبِدي بَل كُلُّ نَفسي وَسولُها
فَدَقَّ صِلابَ الصَخرِ رَأسَكَ سَرمَداً فَإِنّي إِلى حينَ المَماتِ خَليلُها
مرّ به رجل فقال :
أَلا إِنَّ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ وَأَنتَ خَليُّ البالِ تَلهو وَتَرقُدُ
فَلَو كُنتَ يا مَجنونُ تَضنى مِنَ الهَوى لَبِتَّ كَما باتَ السَليمُ المُسَهَّدُ
فخر المجنون مغشياً عليه لما سمع ذلك فلما افاق أنشاء يقول :
يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ فَما لَكَ لا تَضنى وَأَنتَ صَديقُ
شَفى اللَهُ مَرضى بِالعِراقِ فَإِنَّني عَلى كُلِّ مَرضى بِالعِراقِ شَفيقُ
فَإِن تَكُ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةً فَإِنِّيَ في بَحرِ الحُتوفِ غَريقُ
أَهيمُ بِأَقطارِ البِلادِ وَعَرضِها وَمالي إِلى لَيلى الغَداةَ طَريقُ
وحب الحبيب يتعدى الى الغير
وَمِن أَجلِها أَحبَبتُ مَن لا يُحِبُّني وَباغَضتُ مَن قَد كُنتُ حيناً أُعاشِرُه
مات شاعرنا المحبوب و كان قد خط بأصبعه هذين البيتين :
تَوَسَّدَ أَحجارَ المَهامِهِ وَالقَفرِ وَماتَ جَريحَ القَلبِ مُندَمِلَ الصَدرِ
فَيا لَيتَ هَذا الحِبَّ يَعشَقُ مَرَّةً فَيَعلَمَ ما يَلقى المُحِبُّ مِنَ الهَجرِ
سأل سعيد ابن عقبة أعرابيا :
ممن الفتى ؟
فقال : من قوم إذا عشقوا ماتوا !
قال : عُذريّ ’ ورب الكعبة ! فممّ ذلك ؟
قال الأعرابي : في نسائنا صباحة ! وفي فتياننا عفة!
هذا مقتطف بسيط جداً من بحر المجنون الواسع الذي ما ان تقرأ أشعاره حتى تدمع عيناك .
اللهم أجمعه بليلى في الجنة أمين
? - 68 هـ / ? - 687 م
قيس بن الملوح بن مزاحم العامري.
شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.
هذا الشاعر الذي عاش تجربة حب عفيف شريف كابد الشوق وعانى الصبابة وهو الذي يقول :
لا يعرفُ الشوق إلا من يُكابده ولا الصّبابة إلا من يُعانيها
ويقال له : ماذا وراء هذا العذاب يا قيس ؟ فيقول :
يَقولونَ لَيلى عَذَّبَتكَ بِحُبِّها أَلا حَبَّذا ذاكَ الحَبيبُ المُعَذِّبُ !
ويطلب منه أبوه أن يتعلق بأستار الكعبة ويقول له : قل : (( اللهم أرحني من ليلى وحبها ! )).
فيفعل ولكنه يقول : (( اللهم مُنّ علىّ بليلى وقربها )) , وينشد :
يا رَبُّ لا تَسلُبَنّي حُبَّها أَبَداً وَيَرحَمُ اللَهُ عَبداً قالَ آمينا
وعبر عن تجربته القاسية بقوله :
وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى قُلوبُ العاشِقينَ لَها وَقودُ
فَلَو كانَت إِذا اِحتَرَقَت تَفانَت وَلَكِن كُلَّما اِحتَرَقَت تَعودُ
كَأَهلِ النارِ إِذ نَضِجَت جُلودٌ أُعيدَت لِلشَقاءِ لَهُم جُلودُ
اجتمع قوم على ( جرير الخطفي ) فقال لهم جرير : ما بيت نصفه كأنه أعرابي على قعود , ونصفه كأنه جالينوس بحكمته ؟
قالوا : لا ندري ! قال : قد أجلتكم....
قالوا : لو أجلتنا حولين لم ندر , ولكن عرّفنا . فأنشأ يقول :
أَلا أَيُّها النوّامُ وَيَحكُمُ هُبّوا
كلمة أعرابي على قعود له , ثم أدركه اللين , ووضوح الحب , فقال :
أُسائِلُكُم هَل يَقتُلُ الرَجُلَ الحُبُّ
فَقالوا نَعَم حَتّى يَرُضَّ عِظامَهُ وَيَترُكَه حَيرانَ لَيسَ لَهُ لُبُّ
فَيا بَعلَ لَيلى كَيفَ يُجمَعُ شَملُنا لَدَيَّ و َفيما بَينَنا شَبَّتِ الحَربُ
لَها مِثلُ ذَنبي اليَومَ إِن كُنتُ مُذنِباً وَلا ذَنبَ لي إِن كانَ لَيسَ لَها ذَنبُ
يخاطب ليلى فيقول :
أُحِبُّكِ حُبّاً لَو تُحِبّينَ مِثلَهُ أَصابَكِ مِن وَجدٍ عَلَيَّ جُنونُ
وَصِرتُ بِقَلبٍ عاشَ أَمّا نَهارُهُ فَحُزنٌ وَ أَمّا لَيلُهُ فَأَنينُ
قال له ابوه ( ... ما أراها ممن يوصف بالمال والحسن وقد بلغني أنها فوها قصيرة جاحظة العينين شهلة سمجة فعد عن ذكرها , و لك في قومك من هو خير لك منها .
فلما سمع قدحه وذمه وذكر معايبها ومثالبها من أبوه أنشأ يقول :
يَقولُ لِيَ الواشونَ لَيلى قَصيرَةٌ فَلَيتَ ذِراعاً عَرضُ لَيلى وَطولُها
وَإِنَّ بِعَينَيها لَعَمرُكَ شُهلَةً فَقُلتُ كِرامُ الطَيرِ شُهلٌ عُيونُها
وَجاحِظَةٌ فَوهاءُ لا بَأسَ إِنَّها مُنى كَبِدي بَل كُلُّ نَفسي وَسولُها
فَدَقَّ صِلابَ الصَخرِ رَأسَكَ سَرمَداً فَإِنّي إِلى حينَ المَماتِ خَليلُها
مرّ به رجل فقال :
أَلا إِنَّ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ وَأَنتَ خَليُّ البالِ تَلهو وَتَرقُدُ
فَلَو كُنتَ يا مَجنونُ تَضنى مِنَ الهَوى لَبِتَّ كَما باتَ السَليمُ المُسَهَّدُ
فخر المجنون مغشياً عليه لما سمع ذلك فلما افاق أنشاء يقول :
يَقولونَ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةٌ فَما لَكَ لا تَضنى وَأَنتَ صَديقُ
شَفى اللَهُ مَرضى بِالعِراقِ فَإِنَّني عَلى كُلِّ مَرضى بِالعِراقِ شَفيقُ
فَإِن تَكُ لَيلى بِالعِراقِ مَريضَةً فَإِنِّيَ في بَحرِ الحُتوفِ غَريقُ
أَهيمُ بِأَقطارِ البِلادِ وَعَرضِها وَمالي إِلى لَيلى الغَداةَ طَريقُ
وحب الحبيب يتعدى الى الغير
وَمِن أَجلِها أَحبَبتُ مَن لا يُحِبُّني وَباغَضتُ مَن قَد كُنتُ حيناً أُعاشِرُه
مات شاعرنا المحبوب و كان قد خط بأصبعه هذين البيتين :
تَوَسَّدَ أَحجارَ المَهامِهِ وَالقَفرِ وَماتَ جَريحَ القَلبِ مُندَمِلَ الصَدرِ
فَيا لَيتَ هَذا الحِبَّ يَعشَقُ مَرَّةً فَيَعلَمَ ما يَلقى المُحِبُّ مِنَ الهَجرِ
سأل سعيد ابن عقبة أعرابيا :
ممن الفتى ؟
فقال : من قوم إذا عشقوا ماتوا !
قال : عُذريّ ’ ورب الكعبة ! فممّ ذلك ؟
قال الأعرابي : في نسائنا صباحة ! وفي فتياننا عفة!
هذا مقتطف بسيط جداً من بحر المجنون الواسع الذي ما ان تقرأ أشعاره حتى تدمع عيناك .
اللهم أجمعه بليلى في الجنة أمين