تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل يجوز التوسل إلى الله بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟


نينا الجزائرية
2010-10-12, 10:03
http://img137.imageshack.us/img137/2148/96096198.gif (http://img137.imageshack.us/my.php?image=96096198.gif)

http://img291.imageshack.us/img291/5986/24310603.gif (http://img291.imageshack.us/my.php?image=24310603.gif)
معنى التوسل , وأنواعه , وحكمه الصحيح , ومعنى الآيات والأحاديث الواردة فيه



http://img291.imageshack.us/img291/5986/24310603.gif (http://img291.imageshack.us/my.php?image=24310603.gif)




اضطرب الناس في مسألة التوسل وحكمها في الدين اضطرابا كبيرا واختلفوا فيها اختلافا عظيما بين محلل ومحرم ومغال ومتساهل وقد اعتاد جمهور المسلمين منذ قرون طويلة أن يقولوا في دعائهم مثلا : ( اللهم بحق نبيك أو بجاهه أو بقدره عندك عافني واعف عني ) و ( اللهم إني أسألك بحق البيت الحرام أن تغفر لي ) و ( اللهم بجاه الأولياء والصالحين ومثل فلان وفلان . . ) أو ( اللهم بكرامة رجال الله عندك وبجاه من نحن في حضرته وتحت مدده ( 1 ) فرج الهم عنا وعن المهمومين ) و ( اللهم إنا قد بسطنا إليك أكف الضراعة متوسلين إليك بصاحب الوسيلة والشفاعة أن تنصر الإسلام والمسلمين . . . . ) . إلخ

ويسمون هذا توسلا ويدعون أنه سائغ ومشروع وأنه قد ورد فيه بعض الآيات والأحاديث التي تقره وتشرعه بل تأمر به وتحض عليه وبعضهم غلا في إباحة هذا حتى أجاز التوسل إلى الله تعالى ببعض مخلوقاته التي لم تبلغ من المكانة ما يؤهلها لرفعة الشأن كقبور الأولياء والحديد المبني على أضرحتهم والتراب والحجارة والشجرة القريبة منها زاعمين أن ما جاور العظيم فهو عظيم وأن إكرام الله لساكن القبر يتعدى إلى القبر نفسه حتى يصح أن يكون وسيلة إلى الله بل قد أجاز بعض المتأخرين الاستغاثة بغير الله وادعى أنها توسل مع أنها شرك محض ينافي التوحيد من أساسه
فما هو التوسل يا ترى ؟ وما هي أنواعه ؟ وما معنى الآيات والأحاديث الواردة فيه ؟ وما حكمه الصحيح في الإسلام ؟
اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي.


http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)




الفصل الأول
التوسل في اللغة والقرآن



http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)


معنى التوسل في لغة العرب
وقبل الخوض في هذا الموضوع بتفصيل أحب أن ألفت النظر إلى سبب هام من أسباب سوء فهم كثير من الناس لمعنى التوسل وتوسعهم فيه وإدخالهم فيه ما ليس منه وذلك هو عدم فهمهم لمعناه اللغوي وعدم معرفتهم بدلالته الأصلية ذلك أن لفظة ( التوسل ) لفظة عربية أصيلة وردت في القرآن والسنة وكلام العرب من شعر ونثر وقد عني بها التقرب إلى المطلوب والتوصل إليه برغبة قال ابن الأثير في ( النهاية ) : ( الواسل : الراغب والوسيلة : القربة والواسطة وما يتوصل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل ) وقال الفيروزآبادي في ( القاموس ) : ( وسل إلى الله تعالى توسيلا : عمل عملا تقرب به إليه كتوسل ) وقال ابن فارس في ( معجم المقاييس ) : ( الوسيلة : الرغبة والطلب يقال : وسل إذا رغب والواسل : الراغب إلى الله عز و جل وهو في قول لبيد :
أرى الناس لا يدرون ما قدر أمرهم بلى كل ذي دين إلى الله واسل )
وقال الراغب الأصفهاني في ( المفردات ) : ( الوسيلة : التوصل إلى الشيء برغبة وهي أخص من الوصيلة لتضمنها لمعنى الرغبة قال تعالى : وابتغوا إليه الوسيلة } وحقيقة الوسيلة إلى الله تعالى : مراعاة سبيله بالعلم والعبادة وتحري مكارم الشريعة وهي كالقربة والواسل : الراغب إلى الله تعالى )
وقد نقل العلامة ابن جرير هذا المعنى أيضا وأنشد عليه قول الشاعر :
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائل




http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)


هذا وهناك معنى آخر للوسيلة وهو المنزلة عند الملك والدرجة والقربة كما ورد في الحديث تسمية أعلى منزلة في الجنة بها وذلك هو قوله صلى الله عليه و سلم :
( صحيح ) ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإن من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله إلى الوسيلة فإنها منزلة لا تبتغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة )
وواضح أن هذين المعنيين الأخيرين للوسيلة وثيقا الصلة بمعناها الأصلي ولكنهما غير مرادين في بحثنا هذا


http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)




معنى الوسيلة في القرآن


http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)


إن ما قدمته من بيان معنى التوسل هو المعروف في اللغة ولم يخالف فيه أحد وبه فسر السلف الصالح وأئمة التفسير الآيتين الكريمتين اللتين وردت فيهما لفظة ( الوسيلة ) وهما قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون } [ سورة المائدة : 35 ] وقوله سبحانه : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } [ سورة الإسراء : 57 ]
فأما الآية الأولى فقد قال إمام المفسرين الحافظ ابن جرير رحمه الله في تفسيرها : ( يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله فيما أخبرهم ووعد من الثواب وأوعد من العقاب . ( اتقوا الله ) يقول : أجيبوا الله فيما أمركم ونهاكم بالطاعة له في ذلك . ( وابتغوا إليه الوسيلة ) : يقول : واطلبوا القربة إليه بالعمل بما يرضيه )
ونقل الحافظ ابن كثير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن معنى الوسيلة فيها القربة ونقل مثل ذلك عن مجاهد وأبي وائل والحسن
وعبد الله بن كثير والسدي وابن زيد وغير واحد ونقل عن قتادة قوله فيها : ( أي تقربوا إليه بطاعته والعمل بما يرضيه ) ثم قال ابن كثير : ( وهذا الذي قاله هؤلاء الأئمة لا خلاف بين المفسرين فيه . . والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود ) ( 1 )
وأما الآية الثانية فقد بين الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مناسبة نزولها التي توضح معناها فقال :
( صحيح ) ( نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيون والإنس الذين كانوا يعبدونهم لا يشعرون ) ( 2 )
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ( 3 ) : ( أي استمر الإنس الذين كانوا يعبدون الجن على عبادة الجن والجن لا يرضون بذلك لكونهم أسلموا وهم الذين صاروا يبتغون إلى ربهم الوسيلة وهذا هو المعتمد في تفسير الآية )
قلت : وهي صريحة في أن المراد بالوسيلة ما يتقرب به إلى الله تعالى ولذلك قال : ( يبتغون ) أي يطلبون ما يتقربون به إلى الله تعالى من الأعمال الصالحة وهي كذلك تشير إلى هذه الظاهرة الغريبة المخالفة لكل تفكير سليم ظاهره أن يتوجه بعض الناس بعبادتهم ودعائهم إلى بعض عباد الله يخافونهم ويرجونهم مع أن هؤلاء
العباد المعبودين قد أعلنوا إسلامهم وأقروا لله بعبوديتهم وأخذوا يتسابقون في التقرب إليه سبحانه بالأعمال الصالحة التي يحبها ويرضاها ويطمعون في رحمته ويخافون من عقابه فهو سبحانه يسفه في هذه الآية أحلام أولئك الجاهلين الذين عبدوا الجن واستمروا على عبادتهم مع أنهم مخلوقون عابدون له سبحانه وضعفاء مثلهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا وينكر الله عليهم عدم توجههم بالعبادة إليه وحده تبارك وتعالى . وهو الذي يملك وحده الضر والنفع وبيده وحده مقادير كل شيء وهو المهيمن على كل شيء
اضغط هنا لمشاهدة الصورة بالحجك الطبيعي.

http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)


الأعمال الصالحة وحدها هي الوسائل المقربة إلى الله :
ومن الغريب أن بعض مدعي العلم اعتادوا الاستدلال بالآيتين السابقتين على ما يلهج به كثير منهم من التوسل بذوات الأنبياء أو حقهم أو حرمتهم أو جاههم وهو استدلال خاطئ لا يصح حمل الآيتين عليه لأنه لم يثبت شرعا أن هذا التوسل مشروع مرغوب فيه ولذلك لم يذكر هذا الاستدلال أحد من السلف الصالح ولا استحبوا التوسل المذكور بل الذي فهموه منهما أن الله تباك وتعالى يأمرنا بالتقرب إليه بكل رغبة والتقدم إليه بكل قربة والتوصل إلى رضاه بكل سبيل
ولكن الله سبحانه قد علمنا في نصوص أخرى كثيرة أن علينا إذا أردنا التقرب إليه أن نتقدم إليه بالأعمال الصالحة التي يحبها
ويرضاها وهو لم يكل تلك الأعمال إلينا ولم يترك تحديدها إلى عقولنا وأذواقنا لأنها حينذاك ستختلف وتتباين وستضطرب وتتخاصم بل أمرنا سبحانه أن نرجع إليه في ذلك ونتبع إرشاده وتعليمه فيه لأنه لا يعلم ما يرضي الله عز و جل إلا الله وحده فلهذا كان من الواجب علينا حتى نعرف الوسائل المقربة إلى الله أن نرجع في كل مسألة إلى ما شرعه الله سبحانه وبينه رسوله صلى الله عليه و سلم ويعني ذلك أن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم وهذا هو الذي وصانا به رسولنا محمد صلوات الله عليه وسلامه حيث قال :
( حسن ) ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله )




http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)



متى يكون العمل صالحا


http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)


وقد تبين من الكتاب والسنة أن العمل حتى يكون صالحا مقبولا يقرب إلى الله سبحانه فلا بد من أن يتوفر فيه أمران هامان عظيمان :
أولهما : أن يكون صاحبه قد قصد به وجه الله عز و جل
وثانيهما : أن يكون موافقا شرعه الله تبارك وتعالى في كتابه أو بينه رسوله في سنته فإذا اختل واحد من هذين الشرطين لم يكن العمل صالحا ولا مقبولا
ويدل على هذا قوله تبارك وتعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } [ سورة الكهف : 110 ] فقد أمر سبحانه أن يكون العمل صالحا أي موافقا للسنة ثم أمر أن يخلص به صاحبه لله لا يبتغي به سواه
قال الحافظ ابن كثير في ( تفسيره ) : ( وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله صوابا على شريعة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) . وروي مثل هذا عن القاضي عياض رحمه الله وغيره


http://img811.imageshack.us/img811/7391/67422815.gif (http://img811.imageshack.us/my.php?image=67422815.gif)




فى الحلقة القادمة إن شاء الله
الوسيلة الكونية والوسيلة الشرعية

بوشادى
2010-10-12, 12:28
http://www.majdah.com/vb/images/usersimages/3251_1140939807gif

كنت بصدد تجهيز موضوع التوسل بالانبياء
و صراحة موضوعك يكفى و يزيد و فى انتظار المزيد
بارك الله فيك اخت نينا و جزيت خيرا
http://www.bahrainevents.com/forum/u/13122/do3a.gif

نينا الجزائرية
2010-10-12, 12:33
وفيك بركة اخي
يمكنك وضع موضوع ويكون مكمل للموضوع هذا
وان شاء الله في ميزان حسناتك

بوشادى
2010-10-12, 13:23
وفيك بركة اخي
يمكنك وضع موضوع ويكون مكمل للموضوع هذا
وان شاء الله في ميزان حسناتك


لا لا الحمد لله انك نزلتى هذا الموضوع
و هو هام و فى انتظار الحلقة القادمة إن شاء الله

لانى مشغول ب 3 مواشيع واحد منهم انتهت منه تقريبا
والتهارده او بكره حنزله انشاء الله فى القسم الاسلامى

اما الموضوعين الاخران فأنا محتار فيهم بجد
و ححتاج مساعدة منك و هما للنقاش الجاد
وسأرسل لكى فكرتهم هناك

شكؤا اختى نينا

نينا الجزائرية
2010-10-12, 13:33
لا لا الحمد لله انك نزلتى هذا الموضوع
و هو هام و فى انتظار الحلقة القادمة إن شاء الله

لانى مشغول ب 3 مواشيع واحد منهم انتهت منه تقريبا
والتهارده او بكره حنزله انشاء الله فى القسم الاسلامى

اما الموضوعين الاخران فأنا محتار فيهم بجد
و ححتاج مساعدة منك و هما للنقاش الجاد
وسأرسل لكى فكرتهم هناك

شكؤا اختى نينا [/color][/center][/i][/b]

ان شاء الله

نينا الجزائرية
2010-10-12, 16:55
الفصل الثانى



الوسيلة الكونية والوسيلة الشرعية





إذا عرفنا أن الوسيلة هي السبب الموصل إلى المطلوب برغبة فاعلم أنها تنقسم إلى قسمين : وسيلة كونية ووسيلة شرعية


فأما الوسيلة الكونية فهي كل سبب طبيعي يوصل إلى المقصود بخلقته التي خلقه الله بها ويؤدي إلى المطلوب بفطرته التي فطره الله عليها وهي مشتركة بين المؤمن والكافر من غير تفريق ومن أمثلتها الماء فهو وسيلة إلى ري الإنسان والطعام وسيلة إلى شبعه واللباس وسيلة إلى حمايته من الحر والقر والسيارة وسيلة إلى انتقاله من مكان إلى مكان وهكذا


وأما الوسيلة الشرعية فهي كل سبب يوصل إلى المقصود عن طريق ما شرعه الله تعالى وبينه في كتابه وسنة نبيه وهي خاصة بالمؤمن المتبع أمر الله ورسوله


ومن أمثلتها النطق بالشهادتين بإخلاص وفهم وسيلة إلى دخول الجنة والنجاة من الخلود في النار وإتباع السيئة الحسنة وسيلة إلى
محو السيئة وقول الدعاء المأثور بعد الأذان وسيلة إلى نيل شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم وصلة الرحم وسيلة لطول العمر وسعة الرزق وهكذا


فهذه الأمور وأمثالها إنما عرفنا أنها وسائل تحقق تلك الغايات والمقاصد عن طريق الشرع وحده لا عن طريق العلم أو التجربة أو الحواس فنحن لم نعلم أن صلة الرحم تطيل العمر وتوسع الرزق إلا من قوله صلوات الله وسلامه عليه :
( صحيح ) ( من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه ) وهكذا الأمثلة الأخرى


ويخطئ الكثيرون في فهم هذه الوسائل بنوعيها خطأ كبيرا ويهمون وهما شنيعا فقد يظنون سببا كونيا ما يوصل إلى غاية معينة ويكون الأمر بخلاف ما يظنون وقد يعتقدون سببا شرعيا ما يؤدي إلى مقصد شرعي معين ويكون الحق بخلاف ما يعتقدون


فمن أمثلة الوسائل الباطلة شرعا وكونا في آن واحد ما يره المار في شارع النصر في دمشق في كثير من الأحيان إذ يجد بعض الناس قد وضعوا أمامهم مناضد صغيرة وعليها حيوان صغير يشبه الفأر الكبير وقد وضع بجانبه بطاقات مضمومة كتبت فيها عبارات فيها توقعات لحظوظ الناس كتبها صاحب الحيوان أو أملاها
عليه بعض الناس كما شاء لهم جهلهم وهواهم فيمر الصديقان الحميمان فيقول أحدهما للآخر : تعال لنرى حظنا ونصيبنا فيدفعان للرجل بضعة قروش فيدفع الحوين لسحب بطاقة ما ويعطيها أحدهما فيقرؤها ويطالع حظه المزعوم فيها


ترى ما مبلغ عقل هذا الإنسان الذي يتخذ الحيوان دليلا ليعلمه ما جهله وليطلعه على ما غيب عنه من قدره ؟


إنه إن كان يعتقد فعلا أن هذا الحيوان يعلم الغيب فلا شك أن الحيوان خير منه وإن كان لا يعتقد ذلك ففعله هذا عبث وسخف وإضاعة وقت ومال يتنزه عنه العقلاء .


كما أن تعاطي هذا العمل تدجيل وتضليل وأكل لأموال الناس بالباطل


ولا شك أن لجوء الناس إلى هذا الحيوان لمعرفة الغيب وسيلة كونية بزعمهم ولكنها باطلة تدحضها التجربة ويهدمها النظر السليم فهي وسيلة خرافية أدى إليها الجهل والدجل ومن هي من الناحية الشرعية باطلة أيضا تخالف الكتاب والسنة والإجماع ويكفي في ذلك مخالفتها لقوله سبحانه في الثناء على نفسه : { عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول . . . } [ سورة الجن : 26 و 27 ]


ومن الأسباب الكونية الموهومة ظن بعضهم أنه إذا سافر أو تزوج مثلا يوم الأربعاء أخفق في سفره وخاب في زواجه واعتقادهم أن من شرع في عمل هام فرأى أعمى أو ذا عاهة لم يتم عمله ولم ينجح فيه


ومن هذه الأسباب أيضا ظن كثير من العرب والمسلمين اليوم أنهم بعددهم الكبير فقط ينتصرون على أعدائهم من الصهاينة والمستعمرين وأنهم على وضعهم الذي هم عليه سيرمون اليهود في البحر وقد أثبتت التجارب خطأ هذه الظنون وبطلانها وأن الأمر أعمق من أن يعالج بهذه الطريقة السطحية


ومن الأسباب الشرعية الموهومة اتخاذ بعض الناس أسبابا يظنونها تقربهم إلى الله سبحانه وهي تباعدهم منه في الحقيقة وتجلب لهم السخط والغضب بل واللعنة والعذاب فمن ذلك استغاثة بعضهم بالموتى المقبورين من الأولياء والصالحين ليقضوا لهم حوائجهم التي لا يستطيع قضاءها إلا الله سبحانه وتعالى كطلبهم منهم دفع الضر وشفاء السقم وجلب الرزق وإزالة العقم والنصر على العدو وأمثال ذلك فيتمسحون بحديد الأضرحة وحجارة القبور ويهزونها أو يلقون إليها أوراقا كتبوا فيها طلباتهم ورغباتهم فهذه وسائل شرعية بزعمهم ولكنها في الحقيقة باطلة ومخالفة لأساس الإسلام الأكبر الذي هو العبودية لله وحده وإفراده سبحانه بجميع أنواعها وفروعها


ومن ذلك اعتقاد بعضهم الصدق في خبر يتحدث به إنسان ما إذا عطس هو أو أحد الحاضرين عند تحدثه بذلك


ومنها اعتقادهم بأن أحدا من أصحابهم أو أقربائهم يذكرهم بخير إذا طنت آذانهم , وكذلك اعتقادهم بأن بلاء ينزل عليهم إذا قصوا أظفارهم في الليل وفي أيام السبت والأحد . . , أو إذا كنسوا بيوتهم ليلا . . ومنها اعتقادهم أنهم إذا حسنوا ظنهم بحجر واعتقدوا فيه فإنه ينفعهم



ما السبب وراء اعتقاد هؤلاء الناس فى هذه الأوهام ؟


هذا ما سنتعرف عليه فى الحلقة المقبلة إن شاء الله

فريدرامي
2010-10-13, 00:24
http://albahara4.com/up/manaber/57922432.gif
بارك الله فيك ...وشكرا على هذا الموضوع الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك

نينا الجزائرية
2010-10-13, 08:30
اللهم امين واياك اخي الفاضل

بسمة الرحمان
2010-10-14, 10:26
بارك الله فيك واثابك ياااااااااااارب
اكملى حبيبتى أنا فى إنتضار البقية إن كتب الله ذالك.
السلام عليكم ورحمة الله.

ملك روحي 17
2010-10-14, 11:09
http://www.eskindria.com/pic/eskindria.com_53.gif

نينا الجزائرية
2010-10-14, 11:50
بارك الله فيك واثابك ياااااااااااارب
اكملى حبيبتى أنا فى إنتضار البقية إن كتب الله ذالك.
السلام عليكم ورحمة الله.

ان شاء الله اختي ربي يحفظك

نينا الجزائرية
2010-10-14, 11:51
http://www.eskindria.com/pic/eskindria.com_53.gif

واياك اختي الفاضلة

اسماعيل الجوال
2010-10-14, 21:16
جزاك الله خيرا ووفقك الى الخير

موضوع رائع تشكرين عليه

http://www4.0zz0.com/2010/10/14/20/738589827.jpg

نينا الجزائرية
2010-10-15, 10:39
العفو اخي
بورك فيك

نينا الجزائرية
2010-10-21, 06:33
الحلقة الثالثة


أصل اعتقاد هؤلاء الناس فى هذه البدع
http://img207.imageshack.us/img207/3273/89779208.gif (http://img207.imageshack.us/my.php?image=89779208.gif)


لعل مستند هذا الاعتقاد حديث :

( من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق )

وهو حديث باطل وقد أورده الشوكاني في كتابه ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ( صحيح ) 224 ) . وهذا وما بعده أمثلة جيدة لبيان خطر الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في نشر العقائد : الباطلة والعادات المسترذلة مما يوجب على كل مسلم واع معرفتها والتحذير منها ولا يتم ذلك إلا بالاهتمام بعلوم السنة ودراستها


http://img207.imageshack.us/img207/3273/89779208.gif (http://img207.imageshack.us/my.php?image=89779208.gif)

وأصل هذه العقيدة حديث موضوع هو :

( إذا طنت أذن أحدكم فليصل علي وليقل : ذكر الله بخير من ذكرني )

وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة ص 224 )
وقد تلقى هذه العقيدة الباطلة بعض المتفقهة فنظمها شعرا يلقن لبعض طلاب المدارس الشرعية ومنها قوله :
قص الأظافر يوم السبت آكلة تبدو وفيما يليه تذهب البركة
وعالم فاضل يبدو بتلوهما وإن يكن في الثلاثاء فاحذر الهلكة

http://img207.imageshack.us/img207/3273/89779208.gif (http://img207.imageshack.us/my.php?image=89779208.gif)

وأصل هذه العقيدة الضالة حديث :

( لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه الله به )

وأورده الحافظ العجلوني في ( كشف الخفاء / 152 ) ونقل عن ابن تيمية أنه كذب وعن ابن حجر أنه لا أصل له وعن صاحب ( المقاصد ) أنه لا يصح ونقل عن ابن القيم قوله : ( هو من كلام عباد الأصنام الذين يحسنون ظنهم بالأحجار )

http://img207.imageshack.us/img207/3273/89779208.gif (http://img207.imageshack.us/my.php?image=89779208.gif)

فهذه وأمثالها اعتقادات باطلة بل خرافات وترهات وظنون وأوهام ما أنزل الله بها من سلطان وقد رأيت أن أصلها أحاديث موضوعة مكذوبة لعن الله واضعها وقبح ملفقها
وعلى هذا فإن الوسائل الكونية منها ما هو مباح أذن الله به ومنها ما هو حرام نهى الله عنه وقد ذكرت فيما سبق أمثلة من هذه الوسائل بنوعيها مما يهيم الناس فيه ويظنونه مباحا وموصولا إلى القصد مع أنه بعكس ذلك وأذكر فيما يلي بعض الأمثلة على الوسائل الكونية المشروعة وغير المشروعة


http://img207.imageshack.us/img207/3273/89779208.gif (http://img207.imageshack.us/my.php?image=89779208.gif)

فمن الوسائل الكونية المشروعة للكسب والحصول على الرزق اتخاذ البيع والشراء والتجارة والزراعة والإجارة ومن الوسائل الكونية المحرمة الإقراض بالربا وبيع العينة والاحتكار والغش والسرقة والميسر وبيع الخمور والتماثيل ومن أدلة ذلك قوله تعالى : { وأحل الله البيع وحرم الربا } [ سورة البقرة : 275 ]
فكل من البيع والربا سبب كوني لكسب الرزق ولكن الله تعالى أحل الأول وحرم الثاني

فى الحلقة القادمة إن شاء الله

كيف تعرف صحة الوسائل ومشروعيتها ؟؟

نينا الجزائرية
2010-10-21, 12:48
الحلقة الرابعة


كيف تعرف صحة الوسائل ومشروعيتها ؟


http://img696.imageshack.us/img696/6606/image079.gif (http://img696.imageshack.us/my.php?image=image079.gif)

والطريق الصحيح لمعرفة مشروعية الوسائل الكونية والشرعية هو الرجوع إلى الكتاب والسنة والتثبت مما ورد فيهما عنها والنظر في دلالات نصوصهما وليس هناك طريق آخر لذلك البتة
وأما الطريق الصحيح لمعرفة صحة الوسائل الكونية فهو النظر السليم والاختبار بواسطة الحواس والتجربة حسب المنهج العلمي المعروف
فهناك شرطان لجواز استعمال سبب كوني ما الأول أن يكون مباحا في الشرع والثاني أن يكون قد ثبت تحقيقه للمطلوب أو غلب ذلك على الظن

http://img696.imageshack.us/img696/6606/image079.gif (http://img696.imageshack.us/my.php?image=image079.gif)

وأما الوسيلة الشرعية فلا يشترط فيها إلا ثبوتها في الشرع ليس غير
فاتخاذ الحيوان في المثال الأسبق وسيلة مزعومة لمعرفة الغيب هو من الناحية الكونية باطل تدحضه التجربة والنظر ومن الناحية الشرعية كفر وضلال بين الله بطلانه وحذر منه . وكثيرا ما يخلط الناس في هذه الأمور فيظنون أنه بمجرد ثبوت النفع بوسيلة ما . تكون هذه الوسيلة جائزة ومشروعة فقد يحدث أن يدعو أحدهم وليا أو يستغيث بميت فيتحقق طلبه وينال رغبته فيدعي أن هذا دليل على قدرة الموتى والأولياء على إغاثة الناس وعلى جواز دعائهم والاستغاثة بهم وما حجته في ذلك غير حصوله على طلبه

http://img696.imageshack.us/img696/6606/image079.gif (http://img696.imageshack.us/my.php?image=image079.gif)


وقد قرأنا مع الأسف في بعض الكتب الدينية أشياء كثيرة من هذا القبيل إذ يقول مسطرها أو ينقل عن بعضهم قوله مثلا : إنه وقع في شدة واستغاث بالولي الفلاني أو الصالح العلاني وناداه باسمه فحضر حالا أو جاءه في النوم فأغاثه وحقق له ما أراد
وما درى هذا المسكين وأمثاله أن هذا - إن صح وقوعه - استدراج من الله عز و جل للمشركين والمبتدعين وفتنة منه سبحانه لهم ومكر منه بهم جزاءا وفاقا على إعراضهم عن الكتاب والسنة واتباعهم لأهوائهم وشياطينهم
فهذا الذي يقول ذلك الكلام يجيز الاستغاثة بغير الله تعالى هذه الاستغاثة التي هي الشرك بعينه بسبب حادثة وقعت له أو لغيره ويمكن أن تكون هذه الحادثة مختلقة من أصلها أو محرفة ومضخمة لإضلال بني آدم كما يمكن أن تكون صحيحة وراويها صادقا فيما أخبر ولكنه أخطأ في حكمه على المنقذ والمغيث فظنه وليا صالحا وإنما هو شيطان رجيم فعل ذلك عن قصد خبيث هو تلبيس الأمور على الناس وإيقاعهم في حبائل الكفر والضلال من حيث يشعرون أو لا يشعرون


http://img696.imageshack.us/img696/6606/image079.gif (http://img696.imageshack.us/my.php?image=image079.gif)

وقد تضافرت الأخبار على أن المشركين في الجاهلية كانوا يأتون إلى الصنم وينادونه فيسمعون صوتا فيظنون أن الذي يكلمهم ويجيبهم إنما هو معبودهم الذي قصدوه من دون الله وليس هو في الحقيقة والواقع غير شيطان لعين يريد إضلالهم وإغراقهم في العقائد الباطلة

والمقصود من ذلك كله أن نعرف أن التجارب والأخبار ليست الوسيلة الصحيحة لمعرفة مشروعية الأعمال الدينية بل الوسيلة الوحيدة المقبولة لذلك هي الاحتكام للشرع المتمثل في الكتاب والسنة ليس غير


http://img696.imageshack.us/img696/6606/image079.gif (http://img696.imageshack.us/my.php?image=image079.gif)

وأهم ما يخلط فيه كثير من الناس في هذا الباب الاتصال بعالم الغيب بطريقة من الطرق كإتيان الكهان والعرافين والمنجمين والسحرة والمشعوذين فتراهم يعتقدون في هؤلاء معرفة الغيب لأنهم يحدثونهم عن بعض الأمور المغيبة عنهم ويكون الأمر وفق ما يحدثون أحيانا ويظنون ذلك جائزا ومباحا بدليل وقوعه كما يخبرون . وهذا خطأ جسيم وضلال مبين فإن مجرد حصول منفعة ما بواسطة ما لا يكفي لإثبات مشروعية هذه الواسطة فبيع الخمر مثلا قد يؤدي إلى منفعة صاحبه وغناه وثروته وكذلك الميسر واليانصيب أحيانا ولذلك قال ربنا تبارك وتعالى فيهما : { يسألونك عن الخمر والميسر قل : فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } [ البقرة : 219 ] ومع ذلك فهما محرمان وملعون في الخمر عشرة كما ثبت في الحديث ( 1 )
http://img824.imageshack.us/img824/9611/39562434437501609199677.jpg (http://img824.imageshack.us/my.php?image=39562434437501609199677.jpg)

فى الحلقة القادمة إن شاء الله

أثر الكهانة والعرافة والتنجيم على كثير من الناس فى عصرنا هذا الذى يدعون أنه عصر العلم