•~ندية الجوري~•
2010-10-11, 15:32
السلامـ عليكمـ و رحمة الله و بركاتهـ...
لهـذا رفضتُ العمـل ...!!
______________
كُنتُ طالبةً بالجامعة ..
أحلُمُ كما يَحلُمُ غيري من الشباب .. بالوظيفة ، والمُرتَّب المرتفع ، والمكانة الاجتماعية العالية .
قضيتُ أربعَ سنواتٍ بكُلِّيتي ،
أجتهدُ في المُذاكرة ، وأقومُ بعمل الأبحاث
المطلوبة مِنِّي ، وأسهرُ الليلَ ،
لأحصلَ على تقديرٍ مُرتفع ...
كُنتُ أتمنى أنْ أُعيَّن بوظيفةٍ تُناسِبُ تخصصي ،
وأنْ أكونَ ناجحةً فيها .
كان التنافسُ واضحًا بيننا كطالباتٍ بالجامعة ،
فكُلُّ واحدةٍ مِنَّا تُريدُ أن تتفوق على غيرها .
أنهيتُ الجامعة ، وحصلتُ على تقديرٍ مُرتفع ،
وكُنتُ من أوائل دُفعتي .
كانت نظرتي للحياة فيها بعضُ التفاؤل ،
وكان أملي في العمل والتعيين كبيرًا جدًا ،
لأنِّي توقَّعتُ أنْ أُعيَّن بالتكليف كما يحدثُ
كُلَّ عامٍ مع أوائل الكُلية ...
كنتُ أستيقظُ كُلَّ يومٍ على أمل أنْ يُقالَ لي :
"قد جاءكِ خِطابُ التعيين ، فاستعدِّي لاستلامِ وظيفتِك" ..
توقعتُ أنْ أُعيَّنَ مُعيدةً بالكُليةِ التي تخرَّجتُ منها ،
فأكملتُ دراستي العُليا ،
وقُمتُ بعمل دِبلومةٍ خاصةٍ استمرت
سنتين ببلدةٍ غير بلدتي .
تحملَّتُ فيهما مَشاق السفر ، والإقامة ،
وصعوبة التنقل ، والمُذاكرة ، والأبحاث ،
والاختبارات ، وغيرها ،
فقد كانت الاختبارت شفويةً وتحريرية ،
نؤدي الاختبارات التحريرية ،
وبعد أنْ ننتهىَ منها نؤدي الشفوية ،
فكُنَّا نُذاكرُ المادة مرتين ..
كان الأمرُ صعبًا بعضَ الشئ خاصةً
في السنةِ الثانية ،
لدرجة أنِّي فكَّرتُ في تركِ الدراسة والاكتفاء
بالشهادة الجامعية الأصلية ،
لكنِّي تراجعتُ وقررتُ الاستمرار وإنهاءَ العام ..
ثُمَّ أنهيتُ السنين بسلام ..
وكنتُ سأُكملُ الماجيستير والدكتوراه ،
لكنِّي قررتُ الاكتفاءَ بذلك ،
وكذا قرَّر مَن كُنَّ معي مِن بلدتي ...
كُنتُ خلال السنين أنتظرُ خبرَ تعييني ،
لكنَّ هذا لم يحدث .
لم أُطِق القعودَ في البيت ،
فالتحقتُ بدورةٍ للتدريب على أعمال الكهرباء ،
وكانت استفادتي منها ضئيلةً جدًا ..
بعدها التحقتُ بدورةٍ تتعلق بالتجارة ،
ولم أستفد منها ،
فقد كانت عبارة عن معلوماتٍ نظرية ..
والتحقتُ في نفس الوقت بدورةٍ للكمبيوتر ،
وهى التي استفدتُ منها كثيرًا ..
بعدها جلستُ بالبيت ......
ويومًا بعد يومٍ بدأتُ أُفكِّرُ في لبس النقاب ..
حقيقةً ، لم أكن أعرف عنه الكثيرَ أوَّلَ الأمر ،
لأني لم أكن أرى مَن تلبسه مِن نساء بلدتي إلاَّ نادرًا جدًا ،
ثم انتشر في السنوات الأخيرة ولله الحمد ..
لاحظتُ هذه الصحوةَ الطيبة ،
وبدأتُ أسمعُ فتاوى مُتنوعة عن فرضية النقاب ،
وقرأتُ كتبًا في ذلك ،
وسمعتُ بعضَ الأشرطةِ عن النقاب لعددٍ من مشايخنا ،
شعرتُ في ذلك الوقت أنَّ كُلَّ شئٍ حولي
يدعوني للبس النقاب ،
حتى قررتُ لبسه بلا تردد ،
رغم تخوّف أهلي مِن الأمور الأمنية ..
ولم يكن الأمرُ صعبًا من ناحية قبول أسرتي له ،
فقد سبقني أخي وأطلق لحيته ،
فكان كُلُّ الكلام والنقد والدعوة لحلقها مُوجَّهًا إليه ،
حتى استقر الأمرُ ورضوا بالواقع ،
فكان التأنيبُ لي ضعيفًا .
جلستُ بالبيت ، وصاحبتُ الكتب ،
بعد أنْ رحل عَنِّي أكثرُ مَن أعرفهنَّ ،
وبعد أنْ تركني صاحباتي ،
وليس النقابُ سببًا في ذلك ،
فقد حدث هذا بعد انتهاء الدراسة وقبل لبسي للنقاب ..
ويبدو أنَّ مُصاحبتهنَّ لي لم تكن لله ..
فما كان لله دام واتصل ،
وما كان لغيره انقطع وانفصل .
قلَّ خروجي من البيت ،
وبدأتُ أُطالِعُ في كتب العِلم ،
ورفضتُ العملَ تمامًا ،
ولم يكن ذلك تعصبًا مِنِّي أو تشددًا
أو رجعيةً أو خوفًا من تحمل المسئولية كما فسَّره البعض ، لكنه استجابةٌ لأمر الله ورسوله ..
فقد تغيَّرت نظرتي للعمل تمامًا ..
وبعد أنْ كنتُ أحلُم به ليلَ نهار ،
أصبحتُ لا أرغبُ فيه ،
وأرى أنه لو تم تعييني لرفضتُ هذا التعيين ،
وفضَّلتُ عليه القعودَ في البيت ..
كانت هناك مُسابقاتٌ يُعلَنُ عنها كُلَّ فترةٍ يُعيِّنون فيها بعضَ الخريجين .
ومع الإعلان عن كُلِّ مُسابقةٍ تبدأ الخِلافاتُ
بيني وبين أهلي ؛
هم يريدوني أنْ أخرجَ للعمل ،
وأنا أرفضُ الفِكرةَ تمامًا ..
يُلاحقونني بالتأنيبِ والصوتِ العالي،
ويضغطون عَلَىَّ لأُقدِّمَ في المُسابقات ،
وأنا أرفضُ بشِدَّة .. يشتدُّ الكلامُ بيننا ،
أُحاوِلُ إقناعَهم بوِجهة نظري ،
لكنَّهم لا يقتنعون ، فهم يرون أنِّي بحاجةٍ للعمل .
يقولون : نحنُ مُحتاجون للمال ، وبعملك ستُساعدينا ،
أقولُ لهم : ليس الأمرُ كذلك ..
يقولون : إذًا تحتفظين بالمال لنفسِك ،
تشترين به ما تشاءين ،
وتُجهزين به نفسَكِ ،
حتى إذا جاء مَن يتزوَّجُكِ لم ينتظركِ
طويلاً حتى تنتهي مِن تجهيز مُستلزمات زواجِك ،
أقولُ لهم : عندما يأتي ننظرُ في الأمر ويأتي التيسيرُ من الله سبحانه ..
يقولون : قد تتزوَّجين رجلاً بخيلاً لا يُنفِقُ عليكِ فتحتاجين للمال ، وحينها لن تنفعُكِ إلاَّ وظيفتك ،
أقولُ لهم : لا بُدَّ مِن السؤال عنه قبل قبوله زوجًا ، ثُمَّ اللهُ أعلمُ بحاله وخُلُقه ..
يقولون : ألا تخشين المُستقبل ، غدًا قد لا تجدين مَن يُنفِقُ عليكِ ،
أقولُ لهم : (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا )) هود/6 ..
يقولون : أنتِ لا تُريدين أنْ تتحملي المسئولية ،
أقولُ لهم : ليس الأمرُ كما تزعمون ..
يقولون : كُلُّ زميلاتِك قد تعَّين ، حتى مَن حصلن على تقديرٍ أقل منكِ ، ألا تغارين ....؟!
أقولُ لهم : لا ، وما الذي يدعوا للغيرة ..؟!
يقولون : هُنَّ يحصلن على مُرتباتٍ مُرتفعة ، ألا تُحبين أنْ يكونَ معكِ مالٌ مِثلهم ..؟!
أقولُ لهم : لا ، الرزقُ مِن عند الله لا مِن عند البشر أو بسبب العمل ..
يقولون : فُلانةٌ مُنتقبةٌ وتعمل ، وزوجةُ الشيخ فُلان مُنتقبةٌ وتعمل في المكان الفُلانىّ ، هل أنتِ أفضل منهنّ ..؟!
أقولُ لهم : لستُ أفضلَ مِن أحد ، وهؤلاء لسن قُدوتي ..
يقولون : إذًا استخيري ،
أقولُ لهم : استخرتُ ..
يقولون : استخيري مرةً أخرى ،
أقولُ لهم : أنا قراري واضح ووجهةُ نظري واضحة ، أنا لا أريدُ أنْ ألتحقَ بالعمل ، فَلِمَ الاستخارةُ إذًا ..؟!
ويتكررُ تأنيبُهُم وجِدالُهم ولومُهم مع الإعلانِ عن كُلِّ مُسابقة ، حتى سَئمتُ الكلام .
وأنا لا أعترضُ على عمل المرأةِ مُطلقًا ،
لكنِّي أشجِّعُ عملها في المجالاتِ المُناسبةِ إنْ احتيج لها ، وبالضوابط الشرعية التي حدَّدتها شريعتُنا ..
أمَّا عن رفضي الخـروجَ للعمـل ،
فهو لعِدِّةِ أسبابٍ ، مِنها :
- فمَن رأتها قد تُقلِّدها ، وتظن أنَّ هذا هو الأصل .
- أنَّها قد تتعرَّض للتعامل مع الرجال في مُعاملاتها اليومية : إمَّا في وسائل المواصلات ، أو في مكان عملها .
- أنَّه لو عُيِّنتُ لعَمِلْتُ في مكانٍ مُختلَط ، وهذا مِمَّا قد يُعرِّضُني للفِتنة ، فالبُعد عن هذا أولى ، ودرءُ المَفاسِد مُقدَّم على جلب الَصالِح .
ثُمَّ إنَّ العملَ يَشغلُ البالُ والتفكير ،
خاصةً في مجال تخصصي ،
فهو يحتاجُ لتجهيزٍ مُستمرٍّ ،
وبحثٍ عن وسائل جديدةٍ لتطويره والتطوير من أدائي ،
إلى غير ذلك ...
وهذا يُؤثِّرُ بشكلٍ كبيرٍ على الحياةِ الأُسَرِيَّة .
وأخيـرًا ..
فأنا أتقرَّبُ إلى الله تعالى بجلوسي في البيت وعـدم خروجي للعمل ، رغمَ أنَّ فُرصةَ العمل قد أُتيحت لي ،
لكنِّي رفضتُها لله ...
وهـذا قولُ ابن مسعودٍ رضى اللهُ عنه :
‹‹ ما تقرَّبت امرأةٌ إلى اللهِ بأعظمَ مِن قُعودها في بيتها ›› .
فأسألُ اللهَ تعالى أنْ يأجُرَني على ذلك ،
وأنْ يهديني وأهلي وجميعَ المُسلمين .
1- قولُ الله سبحانه :
(( وَقَرْنَ فِي بُيوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )) الأحزاب/33 ..
فإذا كان هذا الأمرُ خاصًا بزوجاتِ النبىِّ
- صلَّى الله عليه وسلَّم -
الطاهراتِ المُطهَّرات ،
فكيف بنا نحنُ في هذا الزمن ..؟!
2- قولُ رسولنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
: (( لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتُهُنَّ خيرٌ لَهُنّ ))
رواه أبو داود وصحَّحه الألبانىّ
فإذا كان هذا في زمنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلّم ،
وإذا كانت صلاةُ المرأةِ في بيتها خيرٌ من صلاتها في مسجد رسول اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ،
والتي هى بألف صلاةٍ فيما سواه ،
فما بالُنا بمساجِدنا ..؟!
وإذا كانت صلاةُ المرأةِ في بيتها -
وهى عِبادةٌ وطاعةٌ لله عَزَّ وجَلَّ -
خيرٌ مِن صلاتها في المسجد النبوىّ ،
فكيف بخروجها لعملٍ قد يكونُ لا عِبادةَ فيه ..؟!
3- أنَّ مُجرَّد خروج المرأة مِن بيتها للعمل فيه فِتَنٌ كثيرة :
4** لو قُلتُ :
سألتحقُ بالعمل حتى أتزوَّج ثُمَّ أتركه ،
قد يصعُبُ عَلَىَّ ذلك لأسبابٍ ،
مِنها : ما الذي يضمنُ لي أنَّ مَن سيتزوجني سيقبلُ تركي للعمل ..؟!
فكثيرٌ من الشباب اليوم يبحثون
عن المرأة العاملة لتُساعدَهم في مصاريف البيت ،
ورُبَّما جذبني العملُ وأُعجِبتُ به ولم أستطع تركَه ،
ورُبَّما أثَّر على بيتي ولم أستطع التوفيقَ بينهما ..
ثُمَّ إنْ رزقنى اللهُ بأولادٍ ، فمَن سيُربيهم لي ،
ومَن سيتولَّى أمرهم ..؟!
والدتي أم الحَضانة أم الجارة أم مَن ..؟!
وكيف أطمئنُ على أولادي وهم بعيدون
عَنِّي أكثرَ اليوم بحُكم انشغالي
عنهم بالعمل ..؟!
5- أنَّ هناك كثيرين يحملون نفسَ شهادتي ويعملون بتخصصي من الذكور والإناث ، فليس هناك نُدرةٌ تستدعي خروجي لمُعالجتها . [/CENTER]
هـذه وِجهةُ نظـري
كلماتٌ قد لا تُعجِبُ الكثير
فلا تُعيروها اهتمامًا
ـ
http://www.p-yemen.com/highstar/arog4/p-yemen1%20%28303%29.gif
لهـذا رفضتُ العمـل ...!!
______________
كُنتُ طالبةً بالجامعة ..
أحلُمُ كما يَحلُمُ غيري من الشباب .. بالوظيفة ، والمُرتَّب المرتفع ، والمكانة الاجتماعية العالية .
قضيتُ أربعَ سنواتٍ بكُلِّيتي ،
أجتهدُ في المُذاكرة ، وأقومُ بعمل الأبحاث
المطلوبة مِنِّي ، وأسهرُ الليلَ ،
لأحصلَ على تقديرٍ مُرتفع ...
كُنتُ أتمنى أنْ أُعيَّن بوظيفةٍ تُناسِبُ تخصصي ،
وأنْ أكونَ ناجحةً فيها .
كان التنافسُ واضحًا بيننا كطالباتٍ بالجامعة ،
فكُلُّ واحدةٍ مِنَّا تُريدُ أن تتفوق على غيرها .
أنهيتُ الجامعة ، وحصلتُ على تقديرٍ مُرتفع ،
وكُنتُ من أوائل دُفعتي .
كانت نظرتي للحياة فيها بعضُ التفاؤل ،
وكان أملي في العمل والتعيين كبيرًا جدًا ،
لأنِّي توقَّعتُ أنْ أُعيَّن بالتكليف كما يحدثُ
كُلَّ عامٍ مع أوائل الكُلية ...
كنتُ أستيقظُ كُلَّ يومٍ على أمل أنْ يُقالَ لي :
"قد جاءكِ خِطابُ التعيين ، فاستعدِّي لاستلامِ وظيفتِك" ..
توقعتُ أنْ أُعيَّنَ مُعيدةً بالكُليةِ التي تخرَّجتُ منها ،
فأكملتُ دراستي العُليا ،
وقُمتُ بعمل دِبلومةٍ خاصةٍ استمرت
سنتين ببلدةٍ غير بلدتي .
تحملَّتُ فيهما مَشاق السفر ، والإقامة ،
وصعوبة التنقل ، والمُذاكرة ، والأبحاث ،
والاختبارات ، وغيرها ،
فقد كانت الاختبارت شفويةً وتحريرية ،
نؤدي الاختبارات التحريرية ،
وبعد أنْ ننتهىَ منها نؤدي الشفوية ،
فكُنَّا نُذاكرُ المادة مرتين ..
كان الأمرُ صعبًا بعضَ الشئ خاصةً
في السنةِ الثانية ،
لدرجة أنِّي فكَّرتُ في تركِ الدراسة والاكتفاء
بالشهادة الجامعية الأصلية ،
لكنِّي تراجعتُ وقررتُ الاستمرار وإنهاءَ العام ..
ثُمَّ أنهيتُ السنين بسلام ..
وكنتُ سأُكملُ الماجيستير والدكتوراه ،
لكنِّي قررتُ الاكتفاءَ بذلك ،
وكذا قرَّر مَن كُنَّ معي مِن بلدتي ...
كُنتُ خلال السنين أنتظرُ خبرَ تعييني ،
لكنَّ هذا لم يحدث .
لم أُطِق القعودَ في البيت ،
فالتحقتُ بدورةٍ للتدريب على أعمال الكهرباء ،
وكانت استفادتي منها ضئيلةً جدًا ..
بعدها التحقتُ بدورةٍ تتعلق بالتجارة ،
ولم أستفد منها ،
فقد كانت عبارة عن معلوماتٍ نظرية ..
والتحقتُ في نفس الوقت بدورةٍ للكمبيوتر ،
وهى التي استفدتُ منها كثيرًا ..
بعدها جلستُ بالبيت ......
ويومًا بعد يومٍ بدأتُ أُفكِّرُ في لبس النقاب ..
حقيقةً ، لم أكن أعرف عنه الكثيرَ أوَّلَ الأمر ،
لأني لم أكن أرى مَن تلبسه مِن نساء بلدتي إلاَّ نادرًا جدًا ،
ثم انتشر في السنوات الأخيرة ولله الحمد ..
لاحظتُ هذه الصحوةَ الطيبة ،
وبدأتُ أسمعُ فتاوى مُتنوعة عن فرضية النقاب ،
وقرأتُ كتبًا في ذلك ،
وسمعتُ بعضَ الأشرطةِ عن النقاب لعددٍ من مشايخنا ،
شعرتُ في ذلك الوقت أنَّ كُلَّ شئٍ حولي
يدعوني للبس النقاب ،
حتى قررتُ لبسه بلا تردد ،
رغم تخوّف أهلي مِن الأمور الأمنية ..
ولم يكن الأمرُ صعبًا من ناحية قبول أسرتي له ،
فقد سبقني أخي وأطلق لحيته ،
فكان كُلُّ الكلام والنقد والدعوة لحلقها مُوجَّهًا إليه ،
حتى استقر الأمرُ ورضوا بالواقع ،
فكان التأنيبُ لي ضعيفًا .
جلستُ بالبيت ، وصاحبتُ الكتب ،
بعد أنْ رحل عَنِّي أكثرُ مَن أعرفهنَّ ،
وبعد أنْ تركني صاحباتي ،
وليس النقابُ سببًا في ذلك ،
فقد حدث هذا بعد انتهاء الدراسة وقبل لبسي للنقاب ..
ويبدو أنَّ مُصاحبتهنَّ لي لم تكن لله ..
فما كان لله دام واتصل ،
وما كان لغيره انقطع وانفصل .
قلَّ خروجي من البيت ،
وبدأتُ أُطالِعُ في كتب العِلم ،
ورفضتُ العملَ تمامًا ،
ولم يكن ذلك تعصبًا مِنِّي أو تشددًا
أو رجعيةً أو خوفًا من تحمل المسئولية كما فسَّره البعض ، لكنه استجابةٌ لأمر الله ورسوله ..
فقد تغيَّرت نظرتي للعمل تمامًا ..
وبعد أنْ كنتُ أحلُم به ليلَ نهار ،
أصبحتُ لا أرغبُ فيه ،
وأرى أنه لو تم تعييني لرفضتُ هذا التعيين ،
وفضَّلتُ عليه القعودَ في البيت ..
كانت هناك مُسابقاتٌ يُعلَنُ عنها كُلَّ فترةٍ يُعيِّنون فيها بعضَ الخريجين .
ومع الإعلان عن كُلِّ مُسابقةٍ تبدأ الخِلافاتُ
بيني وبين أهلي ؛
هم يريدوني أنْ أخرجَ للعمل ،
وأنا أرفضُ الفِكرةَ تمامًا ..
يُلاحقونني بالتأنيبِ والصوتِ العالي،
ويضغطون عَلَىَّ لأُقدِّمَ في المُسابقات ،
وأنا أرفضُ بشِدَّة .. يشتدُّ الكلامُ بيننا ،
أُحاوِلُ إقناعَهم بوِجهة نظري ،
لكنَّهم لا يقتنعون ، فهم يرون أنِّي بحاجةٍ للعمل .
يقولون : نحنُ مُحتاجون للمال ، وبعملك ستُساعدينا ،
أقولُ لهم : ليس الأمرُ كذلك ..
يقولون : إذًا تحتفظين بالمال لنفسِك ،
تشترين به ما تشاءين ،
وتُجهزين به نفسَكِ ،
حتى إذا جاء مَن يتزوَّجُكِ لم ينتظركِ
طويلاً حتى تنتهي مِن تجهيز مُستلزمات زواجِك ،
أقولُ لهم : عندما يأتي ننظرُ في الأمر ويأتي التيسيرُ من الله سبحانه ..
يقولون : قد تتزوَّجين رجلاً بخيلاً لا يُنفِقُ عليكِ فتحتاجين للمال ، وحينها لن تنفعُكِ إلاَّ وظيفتك ،
أقولُ لهم : لا بُدَّ مِن السؤال عنه قبل قبوله زوجًا ، ثُمَّ اللهُ أعلمُ بحاله وخُلُقه ..
يقولون : ألا تخشين المُستقبل ، غدًا قد لا تجدين مَن يُنفِقُ عليكِ ،
أقولُ لهم : (( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ إلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُهَا )) هود/6 ..
يقولون : أنتِ لا تُريدين أنْ تتحملي المسئولية ،
أقولُ لهم : ليس الأمرُ كما تزعمون ..
يقولون : كُلُّ زميلاتِك قد تعَّين ، حتى مَن حصلن على تقديرٍ أقل منكِ ، ألا تغارين ....؟!
أقولُ لهم : لا ، وما الذي يدعوا للغيرة ..؟!
يقولون : هُنَّ يحصلن على مُرتباتٍ مُرتفعة ، ألا تُحبين أنْ يكونَ معكِ مالٌ مِثلهم ..؟!
أقولُ لهم : لا ، الرزقُ مِن عند الله لا مِن عند البشر أو بسبب العمل ..
يقولون : فُلانةٌ مُنتقبةٌ وتعمل ، وزوجةُ الشيخ فُلان مُنتقبةٌ وتعمل في المكان الفُلانىّ ، هل أنتِ أفضل منهنّ ..؟!
أقولُ لهم : لستُ أفضلَ مِن أحد ، وهؤلاء لسن قُدوتي ..
يقولون : إذًا استخيري ،
أقولُ لهم : استخرتُ ..
يقولون : استخيري مرةً أخرى ،
أقولُ لهم : أنا قراري واضح ووجهةُ نظري واضحة ، أنا لا أريدُ أنْ ألتحقَ بالعمل ، فَلِمَ الاستخارةُ إذًا ..؟!
ويتكررُ تأنيبُهُم وجِدالُهم ولومُهم مع الإعلانِ عن كُلِّ مُسابقة ، حتى سَئمتُ الكلام .
وأنا لا أعترضُ على عمل المرأةِ مُطلقًا ،
لكنِّي أشجِّعُ عملها في المجالاتِ المُناسبةِ إنْ احتيج لها ، وبالضوابط الشرعية التي حدَّدتها شريعتُنا ..
أمَّا عن رفضي الخـروجَ للعمـل ،
فهو لعِدِّةِ أسبابٍ ، مِنها :
- فمَن رأتها قد تُقلِّدها ، وتظن أنَّ هذا هو الأصل .
- أنَّها قد تتعرَّض للتعامل مع الرجال في مُعاملاتها اليومية : إمَّا في وسائل المواصلات ، أو في مكان عملها .
- أنَّه لو عُيِّنتُ لعَمِلْتُ في مكانٍ مُختلَط ، وهذا مِمَّا قد يُعرِّضُني للفِتنة ، فالبُعد عن هذا أولى ، ودرءُ المَفاسِد مُقدَّم على جلب الَصالِح .
ثُمَّ إنَّ العملَ يَشغلُ البالُ والتفكير ،
خاصةً في مجال تخصصي ،
فهو يحتاجُ لتجهيزٍ مُستمرٍّ ،
وبحثٍ عن وسائل جديدةٍ لتطويره والتطوير من أدائي ،
إلى غير ذلك ...
وهذا يُؤثِّرُ بشكلٍ كبيرٍ على الحياةِ الأُسَرِيَّة .
وأخيـرًا ..
فأنا أتقرَّبُ إلى الله تعالى بجلوسي في البيت وعـدم خروجي للعمل ، رغمَ أنَّ فُرصةَ العمل قد أُتيحت لي ،
لكنِّي رفضتُها لله ...
وهـذا قولُ ابن مسعودٍ رضى اللهُ عنه :
‹‹ ما تقرَّبت امرأةٌ إلى اللهِ بأعظمَ مِن قُعودها في بيتها ›› .
فأسألُ اللهَ تعالى أنْ يأجُرَني على ذلك ،
وأنْ يهديني وأهلي وجميعَ المُسلمين .
1- قولُ الله سبحانه :
(( وَقَرْنَ فِي بُيوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى )) الأحزاب/33 ..
فإذا كان هذا الأمرُ خاصًا بزوجاتِ النبىِّ
- صلَّى الله عليه وسلَّم -
الطاهراتِ المُطهَّرات ،
فكيف بنا نحنُ في هذا الزمن ..؟!
2- قولُ رسولنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
: (( لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتُهُنَّ خيرٌ لَهُنّ ))
رواه أبو داود وصحَّحه الألبانىّ
فإذا كان هذا في زمنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلّم ،
وإذا كانت صلاةُ المرأةِ في بيتها خيرٌ من صلاتها في مسجد رسول اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ،
والتي هى بألف صلاةٍ فيما سواه ،
فما بالُنا بمساجِدنا ..؟!
وإذا كانت صلاةُ المرأةِ في بيتها -
وهى عِبادةٌ وطاعةٌ لله عَزَّ وجَلَّ -
خيرٌ مِن صلاتها في المسجد النبوىّ ،
فكيف بخروجها لعملٍ قد يكونُ لا عِبادةَ فيه ..؟!
3- أنَّ مُجرَّد خروج المرأة مِن بيتها للعمل فيه فِتَنٌ كثيرة :
4** لو قُلتُ :
سألتحقُ بالعمل حتى أتزوَّج ثُمَّ أتركه ،
قد يصعُبُ عَلَىَّ ذلك لأسبابٍ ،
مِنها : ما الذي يضمنُ لي أنَّ مَن سيتزوجني سيقبلُ تركي للعمل ..؟!
فكثيرٌ من الشباب اليوم يبحثون
عن المرأة العاملة لتُساعدَهم في مصاريف البيت ،
ورُبَّما جذبني العملُ وأُعجِبتُ به ولم أستطع تركَه ،
ورُبَّما أثَّر على بيتي ولم أستطع التوفيقَ بينهما ..
ثُمَّ إنْ رزقنى اللهُ بأولادٍ ، فمَن سيُربيهم لي ،
ومَن سيتولَّى أمرهم ..؟!
والدتي أم الحَضانة أم الجارة أم مَن ..؟!
وكيف أطمئنُ على أولادي وهم بعيدون
عَنِّي أكثرَ اليوم بحُكم انشغالي
عنهم بالعمل ..؟!
5- أنَّ هناك كثيرين يحملون نفسَ شهادتي ويعملون بتخصصي من الذكور والإناث ، فليس هناك نُدرةٌ تستدعي خروجي لمُعالجتها . [/CENTER]
هـذه وِجهةُ نظـري
كلماتٌ قد لا تُعجِبُ الكثير
فلا تُعيروها اهتمامًا
ـ
http://www.p-yemen.com/highstar/arog4/p-yemen1%20%28303%29.gif