مشاهدة النسخة كاملة : القريب ليس كالبعيد
م.عبد الوهاب
2010-10-10, 14:19
السلام عليكم ورحمة الله
من منطلق (القريب ليس كالبعيد )
سيكون موضوعنا اليوم القضية مع النقيض
فالقريب قريب و البعيد بعيد فهذا أمراً يقرّه الخلق و من لم يقرّه على نفسه فهو مجنون لا يعقل و لا يتوجب لنا الولوج معه في أي حديث آخر لأنه مجنون .
و بعـــــــــــــــــــــد
تغاضت بعض الحوادث عن الأنظار فتاه من هم أولى بالوقوف على محاسنها و مساوئها في السكوت فأصبحوا كالشياطين الخرْس و الله المستعان
إن ما حدث ما بين مصر و الجزائر لا يكون كالذي جرى بين السعودية و اليمن فهذان أمران لا يستويان
فهل يكون القول كمن أفتى للناس بان معظم من فيها كافرين
و هل سيقال المثل حين أستقصى الأمير فوجد الخلق يأكلون بعضهم البعض في الوديان
و إن كان الخبر يعج عجيجه في السماء فهل تُصمُّ الأفواه و تسد الأذان .
فيتمادى الخلقُ في فعله ، أم توضع له الحدود فترسم خيفة الزللِ .
و إن كان قريباً شلّت الطرقات ، و كثر ضجيج الأفواه و فتحت الأذان على مصراعيها لحيرة يحتارها العالم قبل الذي لا يعلم من الأمر إلا القليل .
أن البعيد ليس كالقريب فهلاّ وعيتم قولي
سأوضح أكثر لمن أصبحوا يحكمون على العباد بما فيهم و لهم و انهم عن حسن نية او ثقافة او ما شابه ذلك فضربوهم بأشياء فيهم او ليست فيهم وراح بهم الضنّ الى البعيد وما نراهم في ضنهم على صواب و الله المستعان .
ان العاقل حين يطوف على الموضوع او سطر من السطور فيريد معالجته ، لا يتعرض لكاتب الموضوع إن كان عاقلاً رزين ، فإن كان هذا الأخير سمع و نقل و كتبَ فبيّنوا له الخلل و موطنه أين يكمن .
و لا تبيّنوا له ثغرات أخطاءه فهو إن لم يسمع فالناس من حوله قد سمعوا .
فإن لم يقله هو فيوجد الكثير ممن قالوه
و نحن ما نريد من طرحنا هذا الا الإصلاح فينزع اللبس عن بشر يخطئون و بشر لا يخطئون بغض النظر عن الأمكنة التي فيها يسكنون .
حتى يعرف الناس بان كل بني آدم خطاءون إلا من رحم ربي فتابوا و ليس بمعنى التوبة أنهم لم يخطأوا فهذا بهتان عظيم
فهاتوا الحلول او النقيض للقضية فهكذا تحلُّ القضايا برفع اللبس عنها و دحر نقيضها و سبب طرحها و مقدماتها و العقد و الخواتم فيها
فكروا و ردّوا بما قلنا في موضوعنا و لا تبتعدوا جزاكم الله خير ، و خصوصا على هذه النقاط و لست اقصد شيء من وراءه هذه فإن كان القصد فالله من وراءه محيط .
ليس منطقا ما سأقول بل هو عرفاً خُلق فينا
القريب ليس كالبعيد هذا ما استنتجته من وراء طرحي حتى وإن لم أدلي به فستظهره الردود و التعقيبات و ليس بهذه الضخامة التي رأي بنوا جلدتي ، كأننا نحن من ذبحاها و ليسوا من كانوا يسكنون حواليها .
جار المسجد ليس كالبعيد عنه
و الساكن في مكة و ما جاورها ليس كالذي في الجزائر
فهل يجوز ان نضرب الجزائر و ما فيها بما حدث في السعودية مثلاً .
حتى المذهب الذي يسير عليه أهل الجزائر " المالكي " إذا قارناه بمذهب اهل السعودية و ما جاورها فهل هما سيّان فهو صعب تطبيقه في الجزائر و للعلماء دوراً في هذا و لستُ انا أو انتم ، حتى بحكم التضاريس و البعد و البحر و الصحراء و البادية و اهل المدينة و كذا من هذا القبيل ، فكهذا تؤول و تأخذ الأمور عند أهلها و لسنا نحن من نقول .
فما هو سبب ذلك يا ترى ؟؟؟
حتى الذي يقطن في البادية ليس كالذي يسكن في المدينة الحضرية
لماذا يا ترى ؟
إنني بردودي التي قمت بالرد فيها على البعض منكم و على الإخوة فيراني القارئ انني ابتعدت عن الموضوع ما كان إلا تمهيداً لكي لا نظلم بعضنا البعض و أن نرد على الكلمات و ليس الشخص فنضربه بما ليس فيه
و حتى إن كانت حيثياتي مبنية على خطأ فبينوا لي و صححوا لي خطأي و لا تلومني بما كتبت يدي فإنه إن كان في عقلي على عكس ما تخط يدي فهو النفاق بعينه فلست هكذا بل صححوا لي إن كانت مني زلة اللسان .
هاتوا النقيض لأفكاري
الان لست أقول لكم انظروا ما يقال بل ما هو مفهوم القارئ لهذه المقالة إن قلت لكم حللوها و اعطوا للسائل النقيض او أعطوا لها الحلول فما انتم قائلين او رادين به على الكاتب .
هل تنكرون !
فهو ليس للنكران !
هل تقرّون
عللوا ميزة الإقرار
و لماذا ؟
هل كوننا أصبنا قوما بما عمله السفهاء فيهم .
أم إنعدم الخطأ في تلك البلاد على حسب أقوال بعض الإخوة
إذاً
إن كان كل هذا و لا نقيض له أو له و لم يظهر بعدُ
اليس الجرم كبير كون من حولها ليسوا كالبعيدين عنها !!!!
لا تقارنوا الجزائر بالسعودية فالبعد يظهر للأعمى كالسماء للأرض .
و لا تقارنوا المذاهب فتقربونها ، فبالرغم من انها تصب في وادي واحد فلها شعاب مختلفة .
لكن يا اولي العقول ...
هل جرم الأستاذ كجرم التلميذ
و هل جرم العالم كجرم الجاهل
كلا فالأمران يختلفان
و هذا مربط من لا رباط له
فمن يسكن بجانب المسجد ليس كالبعيد عنه فهل نقرّ هذا على أنفسنا أم نلغي المفهوم من عقولنا فنحيد عنه .
و أن من في مكة و ما جاورها ليس كالبعيد عنها فلا تنازع في هذا فمن هو جار للمسجد سيرغمه الأذان فينهض لصلاة الفجر غصباً عنه فيذهب النوم من أجفانه و البعيد سينام و يتعلل كونه لم يسمع الأذان ليقوم له
و هل يضرب الوالد ولده لامر جلل رآه فيه ، ام الابن يطغى على أبوه فيلقى بنفسه في غيا
انظروا المذاهب الأربعة كيف وزعت على الامة و المسلمين حسب بعدهم عن مكة و ما جاورها فالمالكي لشمال افريقيا و الاصعب ما دونه من البلدان حتى كان اصعبها في مكة و من جاورها
لو سمع الرجل امرا حدث في مكة او ما جاورها ماذا سيقول ؟؟؟
و لم سمعنا نحن هنا ان امرا حدث في بيت يحدّ او بجانب المسجد ماذا سنقول ؟؟؟
ام اننا نسكت نحن امة الاسلام فلا نكتب و نترك المنكر هكذا منكرا فلا نغيره حتى بقلوبنا و ذلك اضعف الايمان أم نسكت و نذلّ و نقول هذا امرا لا جدال فيه فيقول الجاهل هذا عالم برغم خطأه أو هذا جار للمسجد بالرغم من قربه او هذا جار لمقدسات المسلمين و البقاع بالرغم من قربه فلا يجوز الحديث عنه و عنهم فهم المقربون المقربون المقربون هل يصلح ان يدخل هذا عقل الإنسان فيقرّ به فيصبح شبيها بالقرد في تفكيره .
هل يستوي الأمران
كلا و رب الكعبة لا يستويان
فهل هذا خذأ متعمّد إظهاره للعالمين و تناسينا بان ما حدث في مكة لا يجدر به ان يحدث و إن حدث فهو إثم كبير ، ينقص النوايا و يحير العقول ، لانه قريب و ليس ببعيد عمن يخافون الله اكثر ممن هم بعيدين او جهال في نضر المقربين للعلم و العلماء أو هم بالأحرى بينهم و معهم يُصلون
نحن لسنا بصدد فضح بعضنا البعض ماذا فعلت الجزائر او ماذا فعلت المغرب و تونس او ماذا فعلت السعودية بأمرائها و ملوكها
ان الامة الإسلامية ليست محصورة في البلدان بل هي بلاد واحدة من اليمن حتى سبتة في المغرب و هذا لا يكون عليه الا امام واحد و أمير واحد ينصت له المسلمين جميعا ، لكن إن حدث خطأ في بلاط الملك الذي تحت لوائه كل المسلمين ماذا سنقول عنه و إذا حدث امرا عند والي من ولاته ماذا نقول في هذا الشأن
و هو أن ما يحدث في بلاط الملك ليس كما يحدث في بلاط الوالي الذي هو تحت لواء الملك
يعني الامر يختلف او بعيد عن بعضه كبعد السماء عن الارض
فهو شيء واحد سأقوله و أكرره لكم سواء كان منطقي او غير منطقي في نظر القارئ
البعيد ليس كالقريب هما ضدان لا يستويان أو نقيضين الواحد يجري وراء الأخر فلا يتركه يبتعد عن ناظره لأنه أخوه المخلوق معه إن وجد هذا فلابد من وجود ذاك
و الساكن بجانب المسجد ليس كالبعيد عنه
و ليفهم من تغلغل فتات الفهم الى عقله
و ليجهل الذي صم أذنيه عن فهم ما أصبحت الناس تقوله
نحن بشر نعقل و نرى و نكتب و لسنا قردة لا عقول لها لتسلم من شر الداخلين .
السلام عليكم ورحمة الله
بنت الحجاج
2010-10-11, 19:54
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اخي ابا الريم
للمرة الثالثة اعود و اقرا موضوعك هذا
علِّي افك شيفرته
و افهم و لو القليل منه
لست ادري
غموض
ام تناهٍ في الوضوح
و كما يُقال " الشيء اذا تناهى في الوضوح قصر فهم"
فهلاّ تكرّمت و وضّحت ما جاء بين و خلف سطورك اخي
و ساكون ممنونةً
عُضو مُحترم
2010-10-11, 20:13
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اخي ابا الريم
للمرة الثالثة اعود و اقرا موضوعك هذا
علِّي افك شيفرته
و افهم و لو القليل منه
لست ادري
غموض
ام تناهٍ في الوضوح
و كما يُقال " الشيء اذا تناهى في الوضوح قصر فهم"
فهلاّ تكرّمت و وضّحت ما جاء بين و خلف سطورك اخي
و ساكون ممنونةً
السلام عليكم
مع اقراري بالعجز عن فهم ما يقصده اخونا ابو الريم في معظم مواضيعه
و لكني في هذه لاح لي بعض الضوء من خلال فتحة صغيرة
سأُبسّط لكي الامر بمثال بسيط ايضا
لو قيل لك فلان يشرب الخمر تقولين عادي
لو يقال لك فلان يشرب الخمر في المسجد
يهولك الامر كما اعتقد
مثال آخر
لو قيل لك
فلان يبيع الخمور
تقولين عادي
و لو اقول
فلان يبيع الخمور بجوار المسجد
يهولك الامر ايضا
==================
هذا ما وفقت لفهمه
===================
كما ان الموضوع ليس موجها للعموم يا اختي
بل الذين كان لهم راي آخر في موضوع سابق لاخينا ابو الريم
يعني............. احنا ما دخلنا
=========================
اعتذر من اخي ابو الريم على التدخل
بنت الحجاج
2010-10-11, 20:33
شكرا اخي على التوضيح
الآن فهمت الموضوع و فهمت لماذا لماذا لم افهمه
فهو مرتبط بمواضيع سابقة
و ما دام الموضوع غير موجه للجميع
فانا سانسحب
و شكرا لك اخي مجددا على التوضيح.
الأمل الحقيقي
2010-10-11, 20:51
نحن بشر نعقل و نرى و نكتب و لسنا قردة لا عقول لها لتسلم من شر الداخلين .[/color]
السلام عليكم ورحمة الله
[/size]
شكرا لك أخي على الموضوع
أنا قرأت الموضوع من البداية حتى النهاية
وأن أعتقد شخصيا أن كل ما كتب أختصرته اخي في الجملة الأخيرة.
وانا أعطيك الحل أخي لإشكالية موضوعك وسؤالك : والإجابة بسيطة هي في عكس الجملة الأخيرة لك في الموضوع
لنسلم جميعا من شر الداخلين فتصبح الجملة :
شر الداخلين لا نسلم منه إلا إذا كانت لدينا عقول بشر تكتب
شكرا لك أخي على الموضوع
م.عبد الوهاب
2010-10-12, 09:34
السلام عليكم
مع اقراري بالعجز عن فهم ما يقصده اخونا ابو الريم في معظم مواضيعه
و لكني في هذه لاح لي بعض الضوء من خلال فتحة صغيرة
سأُبسّط لكي الامر بمثال بسيط ايضا
لو قيل لك فلان يشرب الخمر تقولين عادي
لو يقال لك فلان يشرب الخمر في المسجد
يهولك الامر كما اعتقد
مثال آخر
لو قيل لك
فلان يبيع الخمور
تقولين عادي
و لو اقول
فلان يبيع الخمور بجوار المسجد
يهولك الامر ايضا
==================
هذا ما وفقت لفهمه
===================
كما ان الموضوع ليس موجها للعموم يا اختي
بل الذين كان لهم راي آخر في موضوع سابق لاخينا ابو الريم
يعني............. احنا ما دخلنا
=========================
اعتذر من اخي ابو الريم على التدخل
السلام عليكم
جزاك الله اخي الفتى الصغير و بارك الله فيك لإضافتك القيمة سعيد بمرورك
م.عبد الوهاب
2010-10-12, 09:34
شكرا لك أخي على الموضوع
أنا قرأت الموضوع من البداية حتى النهاية
وأن أعتقد شخصيا أن كل ما كتب أختصرته اخي في الجملة الأخيرة.
وانا أعطيك الحل أخي لإشكالية موضوعك وسؤالك : والإجابة بسيطة هي في عكس الجملة الأخيرة لك في الموضوع
لنسلم جميعا من شر الداخلين فتصبح الجملة :
شر الداخلين لا نسلم منه إلا إذا كانت لدينا عقول بشر تكتب
شكرا لك أخي على الموضوع
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله في أخي الفاضل الأمل الحقيقي
لا أقول لك أخطأت في تلخيص كلّ ما كتبت في سطر واحد ، و إنما أقول إن الذي مررت عليه دون ما اقتبست لهو مربط الفرس فيما أراد أن يصل إليه الكاتب و هي البغية التي يتمناها أن تصل العقول .فتتدارك ما فاتها من عدم التفرقة بين البعيد و القريب و المنطق و ضدّه و الجزائر و الشّام و ما حولها .
حتى يكون الحكم على المسلمين مختلف برغم صغر العالم كالقرية ، و إلا لما أصبح الأذان يؤذن في الناس كما نعلم أنه كذلك كان في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم فلم يضيفوا إلاّ مكبر صوت و الله اعلم بماذا كانوا يرفعون صوت الأذان ،أم أن الضجيج و الهرج و المرج لم يكن فكانت الذبابة إذا مرّت في الشارع يُسمع صوتها .
الله أعلم .
الأهم من هذا أخي في الله لم نتعلّم بعد كيف نفرق و تهنا في ما وراء ذلك ، و الأجدر بالناس أن تعطي لكلّ واحد حقه و إذا وصلت الحقوق أهلها تأخذ بالمراتب وزلاّتها فيكون العقاب ، فلا يستوي الغني و الفقير و لا البعيد و القريب و لكل أجره و لكل جزاءه و عقابه
هذا هو الذي يريده الكاتب أن يصل العقول
م.عبد الوهاب
2010-10-12, 09:36
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اخي ابا الريم
للمرة الثالثة اعود و اقرا موضوعك هذا
علِّي افك شيفرته
و افهم و لو القليل منه
لست ادري
غموض
ام تناهٍ في الوضوح
و كما يُقال " الشيء اذا تناهى في الوضوح قصر فهم"
فهلاّ تكرّمت و وضّحت ما جاء بين و خلف سطورك اخي
و ساكون ممنونةً
السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خير اختنا بنت الحجاج
الموضوع وما فيه أننا ما عدنا نفهم معاني الكتابة و التشبيه و في صلب الموضوع أفكار متفرقة و كلها تصب في وادي واحد
فالوادي الواحد هو معروف كونهم حسبوا أنه لن ينشف من الماء
فهكذا قال أهل مصر في عهد يوسف عليه السلام حين رأى الملك المنام فقالوا كيف تأكل العجاف السمان و كيف ينشف النيل الذي لم نسمع هذا الأمر من قبل
فقال كذلك ربي قادر على كل شيء
و من جهة أخرى
كان أناس من حول العقاد تائهين في اللغو و كلام زائد في صعوبة ما يكتب حتى قال لهم .
أنا لا أجعل أدبي مروحة للكسالى النائمين
فمثل هذا العناء في الكتابة من وجهة نضري انه يحي اللاشعور المخزن في العقل و الذي مررنا عليه في سنين الدراسة كمن يقول هذا فلان رأيته أو مرحلة قد مررت عليها
ففسرها الملحدون بان الروح تدخل في الجسد الأخر ويبقى العقل واحد للفانية و الآتية
و نحن نقول ليس كما قال الملحدون من كلام حول هذا الأخير
بل ينقسم العقل إلى قسمين
قسم تشعرين به الآن و أنت تردين على الكاتب
و قسم لا تشعرين به فيكون كتشبيه أبو الريم في رد على العمر السراب بأنه سيكون كالقدر و على حامل الملعقة و هو القارئ و الرادّ ان يحركه لينتفع بمذاقه و إلا أصبح مجرد قدر يغلي من غير فائدة
خلاصة القول
حين تجدين نفسك تكتبين عن أشياء أنت نفسك تحتارين في آخر المطاف كيف تكتبين هذا فلا بد ان تثقي في كتابتك و لا بد أن تصبحي مبدعة من إنشاءك
و بهذا ستفهمين عدّة روايات و مقالات لعباس محمود العقاد التي استعصت على الكثيرين فهمها و منهم من راح الى البعيد و اتهمه بالتعصب لفكرته
موضوعي و كلّ ما فيه أنه مازال في هذه القرون أناس يفرقون بين ديار المسلمين هذا يخطأ فلا بأس عليه ، و هذا لا يخطئ و إذا ظهر منه الخطأ سيقفون معه برغم من تماديه فيه و ضدّ الحقّ
كمن قال هذا غراب سيطير و قال الأخر هذه معزة حتى إذا اقتربوا طار الغراب فقال ألم أقل هذا غراب ، فقال بالرغم من هذا يا صاحبي فإنها معزة ولو طارت
أو إذا اخطأ من هم وراء القمر فليموتوا بجرم سفهائهم برغم الصالحين و ما دون القمر فلا بأس عليهم برغم الفاجرين و يُبحث لهم عن فتوى تزيح عنهم الفجور .
فيه خلق في هذا العصر يفرقون و لا يعطون الحق للبعيد على القريب و لا البعيد على القريب فتاه الأخر بحثا عن مرادفاً آخر يستعمله بدل الأول الذي كلّ و ملّ من أن يتطابق في ذهنه ، و حتى و إن تطابق الأمر فهل سترضى الخلائق من حوله عليه .
من وجهة نظري سيكون هو المخطئ دوماً لأنه قال الحق الذي جاء كالعلقم على أذان من لم يتقبلوا الأمر على أنّ خطأ الإنسان في المسجد سيكون نفس خطأ البعيد عن المسجد لأن الموسوس يعمل تحت إمرة إبليس و شيطان واحد و لا معصوم منه الا ما يعلم الله وحده فيكون الأمر واحد في حق كل البشر من الجاهل حتى العالم ، إلا إن الجرم سيختلف في نظر الناس .
أخطاء الأنبياء عظيمة حتى أنهم حرموا أنفسهم من الشفاعة في أقوامهم بسبب أخطاء نقوم بها نحن باستمرار إلا أنها لا تحسب علينا كما حسبت على الأنبياء المعصومين .
فالمستوقد على النار لتدفئة يديه من برودة الشتاء ليس كالبعيد عنها فقد حرم نفسه من دفئها برغم أنها ناررررررر تحرق الأيادي إذا تمادت إليها فتحقرها .
بشرط واحد و هو :
أخذ الحيطة من لهيبها .
في أمان الله
السلام عليكم
الباشـــــــــــق
2010-10-12, 21:58
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبو الريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حسمها الإسلام منذ بزوغ شمسه فلا فرق بين بعيد وقريب ولا كبير و صغير ولا غني وفقير ولا ذكر وأنثى ولا ابيض و اسود ولا عربيي و عجمي ألا بالتقوى كلهم تحت شرع الله سواسية كأسنان المشط والإحكام الشرعية تكليفيه وضعية تشمل العالم والجاهل ، فلو سرق العالم والجاهل فالحكم الشرعي فيهما واحد (والْمُسْلِمُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ، لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا ، أَوْ آوَى مُحْدِثًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ، وَالْمَلائِكَةِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي إِذَا أَعْطَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ جَازَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ، لَيْسَ لأَحَدٍ مِنْهُمْ نَقْضُهُ ، وَلا رَدُّهُ (. والمسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله ، كلّ المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا بحسب إمرء من الشرّ أن يحتقر أخاه المسلم لا فرق بين من يعمل في بلاط الملك أو في بلاط الأمير أو عاطل عن العمل ، ليس كل من سكن مكة بتقي ، وليس كل من سكن بعيدا عنها بفاجر، والعكس ، (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه) ، ولم يعد هناك لبس في الموضوع لأولي الألباب ، وهذا موقفنا ، هذا بخصوص الأشخاص .
أما الأماكن فقد قال الفقهاء على أن الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد؛ لما ورد فيها من أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)، ويَتَأَكَّدُ وُجُوبُ تَرْكِ الْمَعَاصِي فِي مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةَ وَحَرَمِهَا؛ لِأَنَّ الْمَعْصِيَةَ أَشَدُّ فِيهَا مِنْ غَيْرِهَا لقوله تعالى: ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) قَالَ مُجَاهِدٌ: تُضَاعَفُ السَّيِّئَاتُ بِمَكَّةَ كَمَا تُضَاعَفُ الْحَسَنَاتُ وَيَجِبُ تَنْزِيهُهَا عَنْ الْقِتَالِ فِيهَا وَيَجِبُ تَنْزِيهُهَا عَنْ حَمْلِ السِّلَاحِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ( لَا يَحِلُّ لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلَاحَ). وَيَجِبُ تَنْزِيهُهَا عَنْ دُخُولِ الْكُفَّارِ. قَالَ تَعَالَى: إنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا .
قال ابن مسعود: لو أن رجلاً همّ بخطيئة لم تكتب عليه ما لم يعملها، ولو أن رجلاً همّ بقتل مؤمن عند البيت وهو بعدن أبين أذاقه الله عز وجل في الدنيا من عذاب أليم ، وقال الضحاك: إن الرجل يهم بالخطيئة بمكة وهو بأرض أخرى فتكتب عليه، وإن لم يعملها، وقال مجاهد تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات، وسُئل أحمد رضي الله عنه هل تكتب السيئة أكثر من واحدة؟ فقال: لا، إلا بمكة لتعظيم البلد، وأحمد على هذا يرى فضيلة المجاورة بها. (والثاني) أن معنى {ومن يرد} من يعمل وقال أبو سليمان الدمشقي: هذا قول سائر من حفظنا عنه. انتهى كلام ابن الجوزي .
وكره بعض العلماء الجوار بمكة، لأنه لما كانت الذنوب بها تتضاعف عقوبتها آثروا السلامة في ترك الجوار بها، مخافة مواقعة الذنوب التي تتضاعف عقوبتها،
وقال أبو بكر بن العربي في (كتابه أحكام القرآن): في قوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) المعنى: ومن يهم فيه بميل يكون ذلك الميل ظلمًا، لأن الإلحاد هو الميل في اللغة، إلا أنه قد صار في عرف الشريعة ميلاً مذمومًا، فرفع الله الإشكال، وبيّن أن الميل بالظلم هو المراد هاهنا، والظلم في الحقيقة لغة وشرعًا وضع الشيء في غير موضعه، وذلك يكون بالذنوب المطلقة بين العبد ونفسه، وبالذنوب المتعدية إلى الخلق، وهو أعظم ولذلك كان ابن عمر له فسطاطان: أحدهما في الحل، والآخر في الحرم، فكان إذا أراد الصلاة دخل فسطاط الحرم، وإذا أراد الأمر لبعض شأنه دخل فسطاط الحل، صيانة للحرم عن قولهم: كلا والله، وبلى والله، حين عظم الله الذنب فيه، وبيّن أن الجنايات تعظم على قدر عظم الزمان، كالأشهر الحرم، وعلى قدر عظم المكان، كالبلد الحرام، فتكون المعصية معصيتين: إحداهما بنفس المخالفة، والثانية بإسقاط حرمة الشهر الحرام أو البلد الحرام فإن أشرك فيه أحد فقد أعظم الذنب، ومن استحله متعمدًا فقد أعظم الذنب، ومن استحله متأولاً فقد أعظم الذنب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرمة الله لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، فإن أحد ترخص فيها بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا: إن الله أذن لرسوله، ولم يأذن لكم) وليس كل من سكن مكة او المدينة او جاور مسجد بمقدس ، ومن اعتقد ذلك فهو جاهل ، وأن هذه الاماكن المقدسة لا تمنح قدسيتها لاحدا كان ( من أبطى به عمله لم يسرع به نسبه)
أذا ما يحدث في بلاط الملك ليس كما يحدث في مكان غيره من الثواب والعقاب !!!!!!!!!
أما اعتقاد البعيد أن أهل مكة لا يخطئون فنقول له على رسلك يا رجل ، فأهل مكة بشر مثلهم مثل غيرهم، وما أهل مكة إلا خليط من كل أرجاء الكرة الأرضية ، ومن جميع المذاهب الإسلامية ، يجتمعون فيها لأداء مناسكهم ، فيهم العالم والجاهل والغني والفقير ، والأبيض والأسود، والعربي والعجمي ، منهم من أتى للعبادة ومن أتى ليشهد منافع دنيوية ، يتشاجرون فيما بينهم ، ويغشون بعض في البيع والشراء ، الا من رحم ربي ، بعيدين كل البعد عن كمال الإيمان كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه) وأقرب مثال على اختلاف أجناسهم، تلك الحادثة الأليمة التي حدثت هناك ، فالضحية جزائرية الجنسية ،والجاني يماني الجنسية ،وعامل الفندق بنقلاديشي الجنسية ، فلم يبقى من أهل مكة احد ، كلهم خارج الحرم والخطأ والتقصير مما جبل عليه البشر، والسلامة من ذلك مما لا مطمع فيه لأحد، فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم (والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم).
إذا لماذا ينظر البعيد إلى أهل مكة على أنهم ملائكية يجب ألا يخطئون ؟
أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال شيخ الإسلام رحمه الله ، وكذلك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لا يجب على كلِّ أحدٍ بعينه ،بل هو على الكفاية ، كما دل عليه القرآن ، فإذا لم يقم به مَن يقوم بواجبه أثم ، كلُّ قادرٍ بحسب قدرته ،إذ هو واجبٌ على كلِّ إنسانٍ بحسب قدرته ، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من التناصح بين المسلمين ، ولابد أن يحرص الناصح على عدم التشهير في نصحه بالمنصوح له، وهذا آفة يقع فيها كثير من الناس، تراه يخرج النصيحة في ثوب خشن ، ولكن إذا دققت فيها وجدت أنه يقصد التشهير بالمنصوح ، وهذا ليس من أدب النصيحة في شيء وليس من أخلاق المسلمين، وربما أفضى ذلك إلى حصول سوء، أو زيادة شر، ولم تؤت النصيحة ثمرتها المرجوة ، ولابد أن تكون النصيحة في السر، وذلك لأن المنصوح امرؤ يحتاج إلى جبر نقص وتكميله، ولا يسلم المرء بذلك من حظ نفسه إلا لحظة خلوة وصفاء، وهذه اللحظة تكون عند المسارة في السر، وعندها تؤتي النصيحة ثمرتها، ولا يكون الناصح عوناً للشيطان على أخيه، فإن الناصح في ملأٍ يعين الشيطان على صاحبه، ويوقظ في نفسه مداخل الشيطان، ويغلق أبواب الخير، وتضعف قابلية الانتفاع بالنصح عنده ولهذا المعنى فقد حرص سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على النصح في السر دون العلن، وفي هذا المقام يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: ( وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه سراً) حتى قال بعضهم ( من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه)
يقول الامام الشافعي :
تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
ولا يكون إنكار المنكر الا بعد التأكد من وقوعه ، أو الوقوف عليه بالعين ، أما التعليق على ما تتناقله الصحف والمواقع الالكترونية فيجب ، على المؤمن الحذر من الانسياق خلف هذه الأخبار، فربما لا يعلم صدق مصدرها ، ولا سلامة طوية ناقلها ، فعن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ) قَالَ النَّوَوِيّ : فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ , وَالْكَذِب الإِخْبَار عَنْ الشَّيْء بِخِلَافِ مَا هُوَ وَلا يُشْتَرَط فِيهِ التَّعَمُّد، قد يسمع الإنسان في العادة الصدق والكذب، فإذا حدث بكل ما سمع سيكون فيه بعض تحديثه كذب، وهذا معنى حديث (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا [ أو إثماً] أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) لأنه يسمع الحق والباطل، والصدق والكذب، فإذا حدث بكل ما يسمع فمعنى ذلك أنه سيكون في حديثه كذبٌ ولابد ، ومن حّدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديث يُرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين، أو الكاذبَين، قال ابن حبان - رحمه الله – في قوله عليه الصلاة والسلام (كفى بالمرء إثماً) زجر أن يحدث بكل ما سمع ، حتى يعلم علم اليقين صحته ، قال عبد الرحمن بن مهدي - رحمه الله: لا يكون الرجل إماماً يُقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع ، وعن المغيرة بن شعبة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، ومنع وهات ، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ) رواه البخاري .
قَالَ الْمُحِبّ الطَّبَرِيُّ وفي معني الحديث ثلاثة أوجه أولها : الإِشَارَة إِلَى كَرَاهَة كَثْرَة الْكَلام لأَنَّهَا تُؤَوِّل إِلَى الْخَطَأ .
ثَانِيهَا : إِرَادَة حِكَايَة أَقَاوِيل النَّاس وَالْبَحْث عَنْهَا لِيُخْبِر عَنْهَا فَيَقُول : قَالَ فُلان كَذَا وَقِيلَ كَذَا , وَالنَّهْي عَنْهُ إِمَّا لِلزَّجْرِ عَنْ الاسْتِكْثَار مِنْهُ , وَإِمَّا لِشَيْءٍ مَخْصُوص مِنْهُ وَهُوَ مَا يَكْرَههُ الْمَحْكِيّ عَنْهُ .
ثَالِثهَا : أَنَّ ذَلِكَ فِي حِكَايَة الاخْتِلاف فِي أُمُور الدِّين كَقَوْلِهِ : قَالَ فُلان كَذَا وَقَالَ فُلان كَذَا , وَمَحَلّ كَرَاهَة ذَلِكَ أَنْ يُكْثِر مِنْ ذَلِكَ بِحَيْثُ لا يُؤْمَن مَعَ الإِكْثَار مِنْ الزَّلَل , وَهُوَ مَخْصُوص بِمَنْ يَنْقُل ذَلِكَ مِنْ غَيْر تَثَبُّت , وَلَكِنْ يُقَلِّد مَنْ سَمِعَهُ وَلا يَحْتَاط لَهُ . قُلْت : وَيُؤَيِّد ذَلِكَ الْحَدِيث الصَّحِيح (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) أَخْرَجَهُ مُسْلِم .
بالتأكيد لا يدرك المحكوم ما يدركه الحاكم، لان المحكوم ينظر للأمور من زاوية مصلحة الشخصية، أما الحاكم فينظر للأمور من زاوية مصلحة الأمة ، وقد تكون نظرة الفرد صحيحة مائة في المائة، ولكنها تتعارض مع مصلحة الجماعة ، فقد رفض جل الصحابة رضي الله عنهم صلح الحديبية ، وما كل ما يراه البعيد يكون صحيحا ، وما كل ما تناقله الركبان يكون صوابا ،فأحينا تكون الروية غير واضحة ، والناقل غير ثقة ، وتحكمه مصالح ، والسماء ملبدة بالغيوم، وخلف الأكمة ما خلفها ، قلتي قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فأن أصبت فمن الله وأن أخطئت فمن نفسي والشيطان
م.عبد الوهاب
2010-10-13, 08:37
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي أبو الريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حسمها الإسلام منذ بزوغ شمسه فلا فرق بين بعيد وقريب ولا كبير و صغير ولا غني وفقير ولا ذكر وأنثى ولا ابيض و اسود ولا عربيي و عجمي ألا بالتقوى كلهم تحت شرع الله سواسية كأسنان المشط والإحكام الشرعية تكليفيه وضعية تشمل العالم والجاهل ، فلو سرق العالم والجاهل فالحكم الشرعي فيهما واحد (والْمُسْلِمُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ ، وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ ، لا يُقْتَلُ مُؤْمِنٌ بِكَافِرٍ ، وَلا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ ، مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا ، أَوْ آوَى مُحْدِثًا ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ ، وَالْمَلائِكَةِ ، وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ، قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : فَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ، هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي إِذَا أَعْطَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ جَازَ عَلَى جَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ، لَيْسَ لأَحَدٍ مِنْهُمْ نَقْضُهُ ، وَلا رَدُّهُ (. والمسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله ، كلّ المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا بحسب إمرء من الشرّ أن يحتقر أخاه المسلم لا فرق بين من يعمل في بلاط الملك أو في بلاط الأمير أو عاطل عن العمل ، ليس كل من سكن مكة بتقي ، وليس كل من سكن بعيدا عنها بفاجر، والعكس ، (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه) ، ولم يعد هناك لبس في الموضوع لأولي الألباب ، وهذا موقفنا ، هذا بخصوص الأشخاص .
أما الأماكن فقد قال الفقهاء على أن الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد؛ لما ورد فيها من أحاديث، منها قوله صلى الله عليه وسلم (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)، ويَتَأَكَّدُ وُجُوبُ تَرْكِ الْمَعَاصِي فِي مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةَ وَحَرَمِهَا؛ لِأَنَّ الْمَعْصِيَةَ أَشَدُّ فِيهَا مِنْ غَيْرِهَا لقوله تعالى: ( وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) قَالَ مُجَاهِدٌ: تُضَاعَفُ السَّيِّئَاتُ بِمَكَّةَ كَمَا تُضَاعَفُ الْحَسَنَاتُ وَيَجِبُ تَنْزِيهُهَا عَنْ الْقِتَالِ فِيهَا وَيَجِبُ تَنْزِيهُهَا عَنْ حَمْلِ السِّلَاحِ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ( لَا يَحِلُّ لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلَاحَ). وَيَجِبُ تَنْزِيهُهَا عَنْ دُخُولِ الْكُفَّارِ. قَالَ تَعَالَى: إنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا .
قال ابن مسعود: لو أن رجلاً همّ بخطيئة لم تكتب عليه ما لم يعملها، ولو أن رجلاً همّ بقتل مؤمن عند البيت وهو بعدن أبين أذاقه الله عز وجل في الدنيا من عذاب أليم ، وقال الضحاك: إن الرجل يهم بالخطيئة بمكة وهو بأرض أخرى فتكتب عليه، وإن لم يعملها، وقال مجاهد تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات، وسُئل أحمد رضي الله عنه هل تكتب السيئة أكثر من واحدة؟ فقال: لا، إلا بمكة لتعظيم البلد، وأحمد على هذا يرى فضيلة المجاورة بها. (والثاني) أن معنى {ومن يرد} من يعمل وقال أبو سليمان الدمشقي: هذا قول سائر من حفظنا عنه. انتهى كلام ابن الجوزي .
وكره بعض العلماء الجوار بمكة، لأنه لما كانت الذنوب بها تتضاعف عقوبتها آثروا السلامة في ترك الجوار بها، مخافة مواقعة الذنوب التي تتضاعف عقوبتها،
وقال أبو بكر بن العربي في (كتابه أحكام القرآن): في قوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم) المعنى: ومن يهم فيه بميل يكون ذلك الميل ظلمًا، لأن الإلحاد هو الميل في اللغة، إلا أنه قد صار في عرف الشريعة ميلاً مذمومًا، فرفع الله الإشكال، وبيّن أن الميل بالظلم هو المراد هاهنا، والظلم في الحقيقة لغة وشرعًا وضع الشيء في غير موضعه، وذلك يكون بالذنوب المطلقة بين العبد ونفسه، وبالذنوب المتعدية إلى الخلق، وهو أعظم ولذلك كان ابن عمر له فسطاطان: أحدهما في الحل، والآخر في الحرم، فكان إذا أراد الصلاة دخل فسطاط الحرم، وإذا أراد الأمر لبعض شأنه دخل فسطاط الحل، صيانة للحرم عن قولهم: كلا والله، وبلى والله، حين عظم الله الذنب فيه، وبيّن أن الجنايات تعظم على قدر عظم الزمان، كالأشهر الحرم، وعلى قدر عظم المكان، كالبلد الحرام، فتكون المعصية معصيتين: إحداهما بنفس المخالفة، والثانية بإسقاط حرمة الشهر الحرام أو البلد الحرام فإن أشرك فيه أحد فقد أعظم الذنب، ومن استحله متعمدًا فقد أعظم الذنب، ومن استحله متأولاً فقد أعظم الذنب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرمة الله لم تحل لأحد قبلي، ولا تحل لأحد بعدي، فإن أحد ترخص فيها بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا: إن الله أذن لرسوله، ولم يأذن لكم) وليس كل من سكن مكة او المدينة او جاور مسجد بمقدس ، ومن اعتقد ذلك فهو جاهل ، وأن هذه الاماكن المقدسة لا تمنح قدسيتها لاحدا كان ( من أبطى به عمله لم يسرع به نسبه)
أذا ما يحدث في بلاط الملك ليس كما يحدث في مكان غيره من الثواب والعقاب !!!!!!!!!
أما اعتقاد البعيد أن أهل مكة لا يخطئون فنقول له على رسلك يا رجل ، فأهل مكة بشر مثلهم مثل غيرهم، وما أهل مكة إلا خليط من كل أرجاء الكرة الأرضية ، ومن جميع المذاهب الإسلامية ، يجتمعون فيها لأداء مناسكهم ، فيهم العالم والجاهل والغني والفقير ، والأبيض والأسود، والعربي والعجمي ، منهم من أتى للعبادة ومن أتى ليشهد منافع دنيوية ، يتشاجرون فيما بينهم ، ويغشون بعض في البيع والشراء ، الا من رحم ربي ، بعيدين كل البعد عن كمال الإيمان كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ( لا يؤمنُ أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه) وأقرب مثال على اختلاف أجناسهم، تلك الحادثة الأليمة التي حدثت هناك ، فالضحية جزائرية الجنسية ،والجاني يماني الجنسية ،وعامل الفندق بنقلاديشي الجنسية ، فلم يبقى من أهل مكة احد ، كلهم خارج الحرم والخطأ والتقصير مما جبل عليه البشر، والسلامة من ذلك مما لا مطمع فيه لأحد، فقد قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم (والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم).
إذا لماذا ينظر البعيد إلى أهل مكة على أنهم ملائكية يجب ألا يخطئون ؟
أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فقال شيخ الإسلام رحمه الله ، وكذلك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لا يجب على كلِّ أحدٍ بعينه ،بل هو على الكفاية ، كما دل عليه القرآن ، فإذا لم يقم به مَن يقوم بواجبه أثم ، كلُّ قادرٍ بحسب قدرته ،إذ هو واجبٌ على كلِّ إنسانٍ بحسب قدرته ، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من التناصح بين المسلمين ، ولابد أن يحرص الناصح على عدم التشهير في نصحه بالمنصوح له، وهذا آفة يقع فيها كثير من الناس، تراه يخرج النصيحة في ثوب خشن ، ولكن إذا دققت فيها وجدت أنه يقصد التشهير بالمنصوح ، وهذا ليس من أدب النصيحة في شيء وليس من أخلاق المسلمين، وربما أفضى ذلك إلى حصول سوء، أو زيادة شر، ولم تؤت النصيحة ثمرتها المرجوة ، ولابد أن تكون النصيحة في السر، وذلك لأن المنصوح امرؤ يحتاج إلى جبر نقص وتكميله، ولا يسلم المرء بذلك من حظ نفسه إلا لحظة خلوة وصفاء، وهذه اللحظة تكون عند المسارة في السر، وعندها تؤتي النصيحة ثمرتها، ولا يكون الناصح عوناً للشيطان على أخيه، فإن الناصح في ملأٍ يعين الشيطان على صاحبه، ويوقظ في نفسه مداخل الشيطان، ويغلق أبواب الخير، وتضعف قابلية الانتفاع بالنصح عنده ولهذا المعنى فقد حرص سلفنا الصالح رضوان الله عليهم على النصح في السر دون العلن، وفي هذا المقام يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: ( وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه سراً) حتى قال بعضهم ( من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه)
يقول الامام الشافعي :
تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
ولا يكون إنكار المنكر الا بعد التأكد من وقوعه ، أو الوقوف عليه بالعين ، أما التعليق على ما تتناقله الصحف والمواقع الالكترونية فيجب ، على المؤمن الحذر من الانسياق خلف هذه الأخبار، فربما لا يعلم صدق مصدرها ، ولا سلامة طوية ناقلها ، فعن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ) قَالَ النَّوَوِيّ : فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ , وَالْكَذِب الإِخْبَار عَنْ الشَّيْء بِخِلَافِ مَا هُوَ وَلا يُشْتَرَط فِيهِ التَّعَمُّد، قد يسمع الإنسان في العادة الصدق والكذب، فإذا حدث بكل ما سمع سيكون فيه بعض تحديثه كذب، وهذا معنى حديث (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا [ أو إثماً] أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) لأنه يسمع الحق والباطل، والصدق والكذب، فإذا حدث بكل ما يسمع فمعنى ذلك أنه سيكون في حديثه كذبٌ ولابد ، ومن حّدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديث يُرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين، أو الكاذبَين، قال ابن حبان - رحمه الله – في قوله عليه الصلاة والسلام (كفى بالمرء إثماً) زجر أن يحدث بكل ما سمع ، حتى يعلم علم اليقين صحته ، قال عبد الرحمن بن مهدي - رحمه الله: لا يكون الرجل إماماً يُقتدى به حتى يمسك عن بعض ما سمع ، وعن المغيرة بن شعبة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، ومنع وهات ، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ) رواه البخاري .
قَالَ الْمُحِبّ الطَّبَرِيُّ وفي معني الحديث ثلاثة أوجه أولها : الإِشَارَة إِلَى كَرَاهَة كَثْرَة الْكَلام لأَنَّهَا تُؤَوِّل إِلَى الْخَطَأ .
ثَانِيهَا : إِرَادَة حِكَايَة أَقَاوِيل النَّاس وَالْبَحْث عَنْهَا لِيُخْبِر عَنْهَا فَيَقُول : قَالَ فُلان كَذَا وَقِيلَ كَذَا , وَالنَّهْي عَنْهُ إِمَّا لِلزَّجْرِ عَنْ الاسْتِكْثَار مِنْهُ , وَإِمَّا لِشَيْءٍ مَخْصُوص مِنْهُ وَهُوَ مَا يَكْرَههُ الْمَحْكِيّ عَنْهُ .
ثَالِثهَا : أَنَّ ذَلِكَ فِي حِكَايَة الاخْتِلاف فِي أُمُور الدِّين كَقَوْلِهِ : قَالَ فُلان كَذَا وَقَالَ فُلان كَذَا , وَمَحَلّ كَرَاهَة ذَلِكَ أَنْ يُكْثِر مِنْ ذَلِكَ بِحَيْثُ لا يُؤْمَن مَعَ الإِكْثَار مِنْ الزَّلَل , وَهُوَ مَخْصُوص بِمَنْ يَنْقُل ذَلِكَ مِنْ غَيْر تَثَبُّت , وَلَكِنْ يُقَلِّد مَنْ سَمِعَهُ وَلا يَحْتَاط لَهُ . قُلْت : وَيُؤَيِّد ذَلِكَ الْحَدِيث الصَّحِيح (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّث بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) أَخْرَجَهُ مُسْلِم .
بالتأكيد لا يدرك المحكوم ما يدركه الحاكم، لان المحكوم ينظر للأمور من زاوية مصلحة الشخصية، أما الحاكم فينظر للأمور من زاوية مصلحة الأمة ، وقد تكون نظرة الفرد صحيحة مائة في المائة، ولكنها تتعارض مع مصلحة الجماعة ، فقد رفض جل الصحابة رضي الله عنهم صلح الحديبية ، وما كل ما يراه البعيد يكون صحيحا ، وما كل ما تناقله الركبان يكون صوابا ،فأحينا تكون الروية غير واضحة ، والناقل غير ثقة ، وتحكمه مصالح ، والسماء ملبدة بالغيوم، وخلف الأكمة ما خلفها ، قلتي قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، فأن أصبت فمن الله وأن أخطئت فمن نفسي والشيطان
جزاك الله خير أخي الغنام
على ما سطرت من حكمة و موعظة حسنة من أثر كان أوله كآخره إلا أن الزمان اختلف و الأمكنة بقت على حالها من غير أهلها المُهلَكِين .
قرأت الرد بتأني ليتغلغل الفهم عقلي.
فأسأل الله عزّ و جلّ بأن يسهل على كل قارئ يمر لقراءة ما سطر أخونا الغنام و كتب و نقل من أقوال السلف الصالحين و خير الناس أجمعين .
لان ما قاله أبو الريم و كتبته إنما هي أفكار عوام الناس و من الناس من لا يؤمن بما يؤمن المسلم الغيور على دينه
فيضرب المنطق الخلق بالخلق فيهيمون .
إن قرأ عامة الناس موضوعي سيجدون انه منطق يبحث عن ضد .
و هو فيه و معه ملتصق
لكن ...........
كما يكون للناقص من زيادة كذلك يكون للزائد النقصان
فيكون الأمران سيّان .
بشرط البحث عن ضد فيدخل الشرع ليسقط المنطق مهما كان
لكنّي تعمدت التصعيب من الآمر لانّ التسهيل لن يمرّ عليه المارون .
بل سيتخطونه بسلام .
و لانهم عهدوا مثل ذلك يقال من أفواه الناس اجمعين
فما قلناه قلّ ما نجده في المنتديات و الدواوين و إن و جد فهو ليس بالصيغة التي أتينا
و ليس بالردود التي رأينا
و ابحثوا فإنكم لن تجدوا ما كتبنا .
و الله المستعان
خلاصة الكلام
البعيد ليس كالقريب فالأمران لا يستويان
ما يعرف عوام الناس و ما يعرفه الخاصّة منهم في حدّ ذاتهما ضدان لا يستويان على الدوام .
إلى أن يرث الله الأرض و من عليها
استفدنا من مشاركتك أخي الغنام جزاك الله خير و كثر الله من أمثالك الغيورين على أوطانهم و دنيهم و إخوانهم و أخواتهم في الله
السلام عليكم ورحمة الله
طاهر القلب
2010-10-14, 13:28
بسم الله الرحمان الرحيم
أيهــا الإخــــوة الأعزاء , السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ... أبدأ مداخلتي معكم هنا ببركة من الله
عز و جـل , و أسأله بعـزيز قدرته و عظيم جبروته و جــزيل نعمه على خلقه , أن لا يحرمنا أجر و
ثواب جمعنا الطيب هذا فهو جمع خير و للخير صيب طيب نافع إن شاء الله ... كما لا يفوتني توجيه
تحية عطـرة لأستــاذنا الفاضل أبـو الـريم على طرحه الجليل قــدرا و النــافع معنــا و توضيحــا و أمـرر
كذلك تحية كبيرة للأخ العزيز على قلبي و هـو كذلك الغنــــام الفــاضل غنام الخير إن شــاء الله عــلى
مداخلته الرائعة ... و بعد :
القــريب ليس كــــالبعيد ... هي حقيقة منطقية يقبلها كل عقل مهما كان تمييزه , و هي واقع رياضي و
فيـزيائي معقول و مجـــرب كذلك , فعندما تضـع لافتة مكتوبة في مكان معين و تقول لشخص عادي
يقف على بعد مترين منها ما هو الشيء المكتــوب في اللافتة ؟ فسيخبرك بما فيها تاما من غير نقص
, أما عندما تسأل نفس الشخص و هو يبعــــد عنهـا بخمسين متر ربمـا يخبـرك بالقليل مما فيها و ليس
كل ما فيها , و عندما تسأل نفس الشخــص و هو يبعد عنها بألف متر فلا يخبرك بشيء مما فيها ...
إذا المنطق في اختلاف القرب و البعد صحيـــح و لا خـــلاف حـوله ... فمعيار القرب و البعد معيار
عيني نظري مكاني , يعنى للعين و النظــر فيه الـدور الأهم و الأبــرز , فالوضوح ميزة للقرب و كذا
عدم الوضوح ميزة البعد , و ليــــس الأعمــى كــــالبصير , فلماذا يصف الطبيب للمريض وضع النظارة
أليس لأنه لا يقرب قريبا و لا يبعـد بعيــدا و هـــذا لخلل أصـاب عينيه ... قد يقول أحدهم أن القرب
سبيل لحسن التشخيص و معالجة الخطأ و الزلل , و هــذا منطق صائب فــــالقرب دليل ذلك و هو
كذلك و هذا لا يمنع أن لا يكون البعد كذلك صالح لوجود علاج السريع , فهنــــاك وسائل حديثة و
متطورة تجعل من البعيد قريبا و صالحا للتشخيص السريع و لا مانع و لا حجــة للبعيد في أنه بعيد ...
فكل من على البسيطة خطاء و لا إنكار لذلك و لا عصمة لأحد من الزلل و لكـن تتفاوت الأخطاء
, فلها درجات و اختلافات فالخطأ الناجم عن الحاكم ليس كالخطأ الناجم عن المحكــــوم و الخطأ الناجم
على رب البيت ليس كــــالخطأ النــــاجم على الطفل الصغير و هكذا , مـــع العـلم أن الخطـأ خطأ و لا
معيار لقياسه و لا لتحقيــره فهــو خطأ و يكفي ترجمة حروفه له , و المعيار الذي يجب أن تقاس به
الأمور هو أنه خير الخطاءين التوابون في القرب و البعد على السواء , و هذا هو معيار القياس هنا
فسـرعة التــوبة من الخطأ هي التي تصنف النــاس ... لذا لا شفاعة للمكان و لا للزمان لمن أخطأ بل
هناك من يحتم عليه المكان و الزمان غير ذلك فالحجة قـــائمة و مغلظـة عليه عنـــدما يخطـــئ في مكان
معين و زمان معين , أليس من يخطئ كما أردفتم داخل المسجد كمثله ممن يخطأ خارجه , فهنا المكان
كان حجــــة عليه لا له , و كذلك الأمر بالنسبة للزمان ... لأن الخطأ في ذلك المكان أو الزمان حدث
مع إدراك ذلك المخطئ لفضــل المكــان أو الزمــان و قــدسيته , لذا قامت عليه الحجــة و لو كـان غير
مدرك لسقطت تلك الحجة عنه لعدم إدراكه , و هذا ما حدث في عهد الرســـول صلى الله عليه و
سلم ... فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء أعــرابي فبــال في طائفــــة المسجــد ، فــزجره
الناس ، فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم ، فلما قضى بوله أمَرَ النبي صلى الله عليه و سلم بذنوب
مـن ماء فأُهْــرِيق عليه ... و في هــذا دلالة على أن الحجـــة سقطت على هـــذا الأعرابي لجهله بفضل
المكان الذي يتواجد به , و ما أفاض فيه الأخ الغنام من أمثلة شاهد و زيـــــادة للإجلاء الموقف ...
لذا ما يحتم على الأهل القريبين من المكان ربما لا يحتم على البعيدين عنه لأنه مقــــدس , و مثال ذلك
تحريم الصيد و القتال في البقاع الطاهرة و هو حل لما خلا من غيرها ...
نقطة ثانية وجب الخوض فيها و هي التعميم الذي أصبح على اللســـان البعض دون إدراك لما فيه من
إجحاف و حياد عن الواقع كواقع , فمن رمــى الناس بالعمــــوم إنما أخذ الصــالح بجريرة الطالح و الخير
بجريرة المجرم و إنما في العموم ظلم لذلك العموم,فمهما كان هناك دائما خير موجود و إن قل , و كذاك
الشر موجود و إن قل , و هـــذا معيـــار أخر للنظــــر لأي موضوع أو أي أمر آخر , لذا وجــــب
التخصيص في علاج أي مرض بما هو صالح لذلك المرض دون سواه من الأمراض ...
إذن فالخطأ يحدث و لا ميزة لمكان و لا زمان عن آخـر في ذلك , و لا عجب إن حـــــدث ذلك في
مكان مقدس و إنما من سكن المكان المقدس هو بشر مثلنا يصيب و يخطئ , و الملاحظ أن الكثير
من الناس يعجبون و يتحيرون عندما يسمعون حدوث ذلك , و هذا خلل في إيمانهم و في تفكيرهم
, فما ظنكـــم بمن يقدم الهديا للمقابر و يقيـم الزردات و الوعدات للأضــــرحة أن لا يقدم على تفكير
مثل ذلك التفكير , هذا لضعف في الإيمان و الجهل الذي أصاب هذه العقــول فتمادت في اعتقادات
خاطئة , بل هي اعتقادات جاهلية و الدين بعيد و براء منها بعد السمـــاء عن الأرض ... أقول قولي
هذا و أستغفر الله لي و لكم أعتذر على الإطالة و الخروج عن الموضـــوع في بعـــض الأحــــايين ...
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir