تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العقيدة في القرآن و السنة ؟ آثار و ثمار.


dionysos93
2010-10-08, 22:02
العقيدة التي تمثل أساس العلم النافع علم القلب ينبغي أن تفهم على الصفة و النحو الذي فهمه الصحابة و هذا الفهم ابتداء للعقيدة بصفائها و شمولها لا من خلال الشبهات و الرد عليها، كثير من الناس يعتبر أن أساس التعرف على العقيدة هو من خلال التعرف على أهل الضلالة و البدعة و الشبهة و الرد عليه، و ليس في كل الشبهات و لا الفرق المنحرفة ما يجب على المسلم التعرف عليه، و خاصة إذا لم يتعرض هو لهذه الشبهة، و من خلال الفهم نقدم العقيدة للناس ليس من خلال الشبهات و لذلك قال أحمد بن حنبل : لا يفلح صاحب الكلام أبدا، ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دغل، وبالغ في ذمه، حتى هجر الحارث المحاسبي مع زهده وورعه بسبب تصنيفه كتابا في الرد على المبتدعة، وقال له ويحك تحكي بدعتهم أولا، ثم ترد عليهم ألست تحمل الناس بتصنيفك على مطالعة البدعة، والتفكر في تلك الشبهات، فيدعوهم ذلك إلى الرأي والبحث.
; لما شكى ابن القيم لشيخه ورود الشبهات على قلبه قال له لا تجعل قلبك واردا للشبهات....و دع قلبك كالزجاجة المسمطة تمر الشبهات بظاهرها فيراها بصفائه و يدفعها بصلابته.
و اليقين يدفع الشبهة كما الصبر يدفع الشهوة.

و القرآن في عرضه للعقيدة كان متصلا بالواقع محركا للنفوس باعثا للهمم شاحذا للطاقات و لم يكن عرضا فلسفيا مجردا باردا و هذا أمر غفل عنه كثير من المشتغلين بالعلم في هذا العصر، فالعقيدة ليست مجرد فلسفة كلامية أو بحث نظري بارد و إنما هي معنى يحرك الوجدان و تنشرح له الصدور و تستريح به النفوس، القرآن عرض العقيدة من خلال مفاهيم القدرة في الكون و النفس و الآفاق "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" ، "قُلْ سِيرُواْ فِي ، الأَرْضِ"، "وفي أنفسكم أفلا تبصرون و في السماء رزقكم و ما توعدون" و الأنبياء حينما عرضوا العقيدة عرضوها عرضا مرتبطا بزمانهم متسقا مع واقعهم .

فإن موسى عرض العقيدة و ربطها بقضية الطغيان السياسي المتمثل في فرعون و هامان، و هود عرضها و ربطها بالقوة السياسية التي اغتر بها قومه و زعموا أنها أشد من قوة الله عز و جل، و لوط عرضها و ربطها بقضية التحلل الأخلاقي الإجتماعي الذي كان فاشيا في مجتمعه، و شعيب عرضها من خلال الخلل الإقتصادي لأن قومه كانوا ينقصون المكيال و الميزان ، و صالح عرضها من خلال الحضارة المادية التي اغتر بها قومه، فعرض الأنبياء للعقيدة كان محركا باعثا موصولا بقضايا الواقع ومشكلات المجتمع ، و هذا ما ينبغي أن يعنى به الدعاة و العلماء المنتسبين لهذه العقيدة بل كل حملة هذه العقيدة.
ينبغي أن نقدم العقيدة من خلال آثارها في المجتمع في تحريرها من أوهام الخوف، في تحريرها من سلطان الهوى، حينما نقدمها من خلال دمغ الباطل و قول الحق و الصدع به تكون أجدى نفعا و أرجى قبولا و أبلغ دلالة في نفوس الناس، لذلك ساق لنا القرآن صراع العقيدة و الأنبياء مع أقوامهم مقرونا بصراع الحق و الباطل، فتأمل هده العقيدة في أصحاب الرسول ص حين استقرت في سويداء القلوب. تأملها في أثر مصعب بن عميرالذي قال والله يا امي لو كانت لك مئه نفس وخرجت واحده واحده ما تركت ديني، تجده في آثارخبيبُ بن عدي-رضي الله عنه - اجتمعت عليه قريش ليثأروا لقتلاهم يومَ بدر، وينتقموا من رسول الله- ثم بدأَ القومُ يُمثلون به وهو حي، فيقطعونَ من جسدهِ القطعةَ تلو القطعة، وهم يقولون له: ( أتحبُّ أن يكونَ محمداً مكانكَ وأنت ناج ؟ ) فقال- رضي الله عنه ـ والدماءُ تنزفُ منه : ( ِ ما أحبُّ أن أكون آمناً وادعاً في أهلي وولدي، وأنَّ محمداً يُوخزُ بشوكة،تجدها في ابن رواحة و هو في المعركة يرجز: لكنني اسال الرحمن مغفرة وضربة ذات قرع تقذف الزبدا **حتى يقال اذا ما مرو على جسدي ارشده الله من غازي وقد رشدا و الإسلام ينضح في قصصه بأثر هذه العقيدة، تجد هذه العقيدة في سعيد بن جبيرالذي وقف في وجه الحجاج وتحداه وحارب ظلمه حتى قبض عليه ...فجيء به ليقتل ....
فسأله الحجاج مستهزئا :ما اسمك ؟( وهو يعلم اسمه) قال:سعيد بن جبير قال الحجاج :بل أنت شقي بن كسير(يعكس اسمه) فيرد سعيد:أمي أعلم باسمي حين أسمتني فقال الحجاج غاضبا:شقيت وشقيت أمك فقال سعيد:انما يشقى من كان أهل النار ,فهل اطلعت على الغيب؟ فيرد الحجاج: لأبدلنك بدنياك نارا تلظى فقال سعيد: والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك الها يعبد من دون الله فقال الحجاج : فلم فررت مني ؟ قال سعيد: ففررت منكم لما خفتكم فقال الحجاج: اختر لنفسك قتلة ياسعيد فقال سعيد: بل اختر لنفسك أنت , فما قتلتني بقتلة الا قتلك الله بها فيرد الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلتها أحدا قبلك...ولن أقتلها لأحد بعدك فيقول سعيد: اذا تفسد علي دنياي,وأفسد عليك آخرتك ولم يعد يحتمل الحجاج ثباته فينادي بالحرس:جروه واقتلوه فيضحك سعيد وهو يمضي مع قاتله ..فيناديه الحجاج مغتاظا:ما الذي يضحكك؟ يقول سعيد:أضحك من جرأتك على الله وحلم الله عليك فاشتد غيظ الحجاج وغضبه كثيرا ونادى بالحراس :اذبحوه فقال سعيد :وجهوني الى القبلة ...ثم وضعوا السيف على رقبته ,فقال -وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين فقال الحجاج غيروا وجهه عن القبلة فقال سعيد - ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله فقال الحجاج:كبوه على وجهه فقال سعيد: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى فنادى الحجاج:اذبحوه! ما أسرع لسانك بالقرآن ياسعيد بن جبير فقال سعيد:أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله....خذها مني ياحجاج حتى ألقاك بها يوم القيامة...ثم دعا قائلا:اللهم لاتسلطه على أحد بعدي وقتل سعيد....والعجيب أنه بعد موته صار الحجاج يصرخ كل ليلة:مالي ولسعيد بن جبير! كلما أردت النوم أخذ برجلي ! وبعد 15 يوما فقط يموت الحجاج...لم يسلط على أحد من بعد سعيد رحمه الله.

فللعقيدة إذن آثار و ثمار ومن لم يجد من نفسه ذلك فما أحوجه إلى إعادة قراءة لكتاب الله و سيرة رسوله و صحابته الكرام.

NEWFEL..
2010-10-09, 14:42
http://i45.tinypic.com/293il3n.gif

فريدرامي
2010-10-09, 22:51
بارك الله فيك