المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة الرسول الثانية الى الشام


اسماعيل الجوال
2010-10-04, 22:46
الرحلة الثانية الى الشام 595م
@-لما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خمساً وعشرين سنة قال له أبو طالب أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وهذه عير قومك وقد حضر خروجها إلى الشام وخدسجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها فلو جئتها فعرضت عليها نفسك لأسرعت إليك. وبلغ خديجة ما كان من محاورة عمه له فأرسلت إليه في ذلك وقالت له أنا أعطيك ضعف ما أعطى رجلا من قومك. فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدم بصرى من الشام وهي مدينة على دمشق فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي. ثم قال : لميسره أفي عينيه حمرة؟ قال: نعم لا تفارقه. قال: هو نبي وهو آخر الأنبياء. وكان ميسرة إذا كانت الهاجرة واشتد الحريرى ملكين يظلان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الشمس فوعى ذلك كله ميسرة وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون. فلما رجعوا أخبرها بما قال الراهب نسطور فلما رأت خديجة الربح الكثير أضعفت له ضعف ماسمت به.
قال مستر موير عند ذكر هذه الرحلة أن محمداً صلى اللّه عليه وسلم لم يكن في وقت من الأوقات طعاماً في الغنى، إنما كان سعيه لغيره ولو ترك الأمر لنفسه لآثر أن يعيش في هدوء وسلام قانعاً بحالته ولما فكر في رحلة كهذه. ولكن لما عرض عليه عمه السفر شعرت نفسه الكريمة بضرورة تفريج كربة عمه فأجاب طلبه مسروراً.
*2*تزويج رسول اللّه خديجة رضي اللّه عنها.
@-كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي امرأة حازمة جلدة شريفة غنية من أواسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً. وقد عرض كثيرون عليها الزواج فلم تقبل فلما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أرسلت إليه من يرغبه في الزواج وقيل أنها أرسلت أختها فقال ما بيدي ما أتزوج به فقالت فإن كفيت ذلك ودعيت إلى المال والجمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟ قال فمن هي؟ قالت له خديجة قال فأنا أفعل. فذهبت فأخبرت خديجة فأرسلت إله أن ائت لساعة كذا وكذا وأرسلت إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها خديجة فحضر ودخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في عمومته فزوجه أحدهم فقال عمرو بن أسد "هذا البضع لا يفرع أنفه" وتزوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو ابن خمس وعشرين سنة وخديجة يومئذ بنت أربعين سنة وقد حضر رؤساء مضر وحضر أبو بكر رضي اللّه عنه ذلك العقد فقال أبو طالب: "الحمد للّه الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ معد (معدنه) وعنصر مضر (أصله) وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه وجعل لنا بيتاً محجوجا حرماً آمناً وجعلنا الحكام على الناس ثم أن ابن أخي هذا محمد بن عبد اللّه لا يوزن برجل الا رجح به شرفاً ونبلا وفضلا وعقلا فإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وأمر حائل. ومحمد من قد عرفتم قرابته وقد خطب خديجة بنت خويلد وبذل لها ما آجله وعاجله كذا (1) وهو واللّه بعد هذا له بنأ عظيم وخطر جليل جسيم". فلما أتم أبو طالب الخطبة تكلم ورقة بن نوفل فقال: "الحمد للّه الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقاتدتها وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم وقد رغبنا في الأتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا عليَّ معاشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد اللّه على كذا". ثم سكت فقال أبو طالب "قد أجبت أن يشركك عمها. فقال عمها:
"اشهدوا عليّ يا معشر قريش بأني قد أنكحت محمد بن عبد اللّه خديجة بنت خويلد" فقبل النبي صلى اللّه عليه وسلم النكاح وشهد على ذلك صناديد قريش.
قال الواقدي: ويقولون أيضاً أن خديجة أسلت إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم تدعوه إلى نفسها تعني التزويج وكانت امرأة ذات شرف وكان كل قريش حريصاً على نكاحها قد بذلوا الأموال لو طمعوا بذلك فدعت أباها فسقته خمراً حتى ثمل ونحرت بقرة وخلقته بخلوق وألبسته حلة حبرة ثم أرسلت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في عمومته فدخلوا عليه فزوجه. فلما صحا قال: ما هذا العقير وما هذا العبير وما هذا أكابر قريش فلم أفعل. قال الواقدي وهذا غلط والثبت عندنا المحفوظ من حديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ومن حديث ابن أبي حبيبة عن داود عن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس "أن عمها بن أسد زوجها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأن أباها (خويلد بن أسد) مات قبل الفجار (2).
تزوج خديجة قبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهي بكر عتيق بن عائذ بن عبد اللّه بن عمر بن مخزوم ثم هلك عنها وتزوجها وبعده أبو هالة النباش بن زرارة.
وولد خديجة لعتيق هند بنت عتيق وولدت لأبي هالة هند بنت أبي هالة وهالة بن أبي هالة فهند بنت عتيق وهند وهالة ابنا أبي هالة كلهم أخوة أولاد رسول اللّه من خديجة.
-------------------
(1) أصدقها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عشرين بكرة وقيل أثنتي عشر أوقية.
(2) راجع أيضاً طبقات ابن سعد الجزء الأول طبع ليدن ص 85 وقال الحلبي في سيرته "وفي كون المزوج لها أبوها خويلد أو كونه حضر تزويجها نظر لأن المحفوظ عن أهل العلم أنه خويلد بن أسد مات قبل حرب الفجار".
-------------------
*2*تجديد بناء الكعبة سنة 605 م.
@-الكعبة هي بيت اللّه الحرام وهو بناء مربع الشكل في وسط المسجد، بابه مرتفع على الأرض نحو قامة. وقد بنى الكعبة إبراهيم عليه السلام وهو رسول من أولي العزم أرسله اللّه إلى الكلدانيين في جنوب بابل وكانوا يعبدون النجوم والأثان ثم ترك إبراهيم قومه حين عصوه وهاجر إلى مدين وهناك أمره اللّه تعالى بالهجرة بولده إسماعيل (1) وأمه هاجر إلى بلاد العرب فقصدوا مكة ثم أمره اللّه ببناء الكعبة. قال السيد الإمام التقي الفاسي: بناء الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ثابت بالكتاب والسنة. ورورى الأزرقي في تارخه عن ابن اسحاق أن الخليل عليه الصلاة والسلام لما بنى البيت جعل طوله في السماء تسعة أذرع وجعل طوله في الأرض من قبل وجه البيت الشريف من الحجر الأسود إلى الركن الشامي أثنين وثلاثين ذراعاً وجعل عرضه في الأرض من قبل الميزاب من الركن الشامي إلى الركن الغربي الذي يسمى الآن الركن العراقي أثنين وعشرين ذراعاً وجعله طوله في الأرض من جانب ظهر البيت الشريف من الركن الغربي المذكور إلى الركن اليماني أحداً وثلاثين ذراعاً وجعل عرضه في الأرض من الركن اليماني إلى الحجر الأسود عشرين ذراعاًوجعل الباب لاصقاً بالأرض غير مرتفع عنها ولا مبوب حتى جعل لها تبع الحميري بابا وغلقا بعد ذلك ومقام إبراهيم عليه السلام بإزاء وسط البيت الذي فيه الباب. قال ياقوت في معجم البلدان: إن خصائص الكعبة كثيرة وفضائلها لا تحصى ولا يسع كتابنا إحصاء الفضائل وليست أمة في الأرض إلا وهم يعظمون ذلك البيت ويعترفون بقدمه وفضله وأنه بناء إبراهيم حتى اليهود والنصارى والمجوس والصابئة وقد بقيت الكعبة على هيئتها من عمارة إبراهيم عليه السلام إلى أن بلغ النبي صلى اللّه عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة من عمره فخافت قريش أن تهدم لتصدع جدرانها بسيل دخلها بعد حريق اصابها وكانت رضما فوق القامة (الرضم أن تنضد الحجارة بعضها على بعضمن غير ملاط) وكان البحر رمى بسفينة إلى جدة (2) فتحطمت فخرج الوليد بن المغيرة في نفر من قريش فابتاعوا خشبها وأعدوه لتسقيفها وكان بمكة نجار يدعى باقوم مولى سعيد بن العاصي وصانع المنبر الشريف فأمروهأن يلي بناء الكعبة وكان صلى اللّه عليه وسلم ينقل الحجارة معهم فلما وصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضع الحجر موضعه وأرادت كل قبيلة رفعه وتواعدوا للقتال ثم تشاوروا وجعلوا بينهم أول من يدخل من باب المسجد يقضي بينهم فكان أول من دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلما رأوه قالوا هذا الأمين رضينا به وأخبروه الخبر فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رداءه وبسطه على الأرض ثم أخذ الحجر فوضعه فيهثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه ففعلوا فلما بلغوا موضعه وضعه هو بيده الشريفة فرضوا وانتتهوا عن الشرور.
وكانت قريش تسمي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قبل أن ينزل الوحي الأمين وفي كتاب تهذيب الأسماء أن أول امرأة عربية كست الكعبة الحرير نتيلة أم العباس وسببه أن العباس ضاع وهو صغير فنذرت أن وجدته أن تكسوها فوجدته ففعلت.
-------------------
(1) إسماعيل أكبر ولد إبراهيم كان اسمه اشمويل فأعرب وأمه هاجر من القبط من قرية أمام القومي قريب من فسطاط مصر وهاجر إبراهيم إلى مكة ومعه إسماعيل وهو ابن سنتين وأمه هاجر ثم انصرف إبراهيم إلى الشام وإسماعيل أول من تكلم بالعربية وهو ابن ثلاث عشرة سنة وكان كلام الناس قبل ذلك العبرانية ولما بلغ إسماعيل عشرين سنة توفيت أمه هاجر وهي ابنة تسعين سنة فدفنها إسماعيل في الحجر وأوحى اللّه إلى إبراهيم أن يبني البيت فبناه معه وتوفي إسماعيل بعد أبيه فدفن داخل الحج مما يلي الكعبة مع أمه هاجر.
(2) في حديث بناء الكعبة عن وهب بن منبه - أن سفينة حجتها الريح إلى الشعيبة وهو مرفأ السفن من ساحل بحر الحجاز وهو كان مرفأ مكة ومرسى سفنها قبل جدة. ومعنى حجتها الريح دفعتهاز

فريدرامي
2010-10-07, 00:09
بارك الله فيك