بن يوسف الرياحي
2010-10-02, 10:40
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كنت قد درست لمدة ثلاثة أعوام في مدينة ليبية عُرف أهلها بالمهارة فيما يتعلق بالمال والأعمال والأنشطة الاقتصادية ثم تخرجت ولم أزرها لمدة أربعة أعوام ، وعند عودتي إليها التقيت ببعض زملاء الدراسة وسألتهم عن أحوال من لم أرهم منهم ، فأخبروني عن أحدهم أنه قد خاض في مجال التجارة وأصبح من أصحاب رؤوس الأموال المبتدئين وقد قرر الابتعاد عن مخالطتهم ـ أي زملاء الدراسة ـ والاندماج مع أصحاب الأموال اللذين سبقوه في هذا المجال ، وقد برر ذلك بأن مخالطة هذه الطبقة تكون مفيدة له في تحقيق آماله وأحلامه في الثراء والصعود إلى الطبقات العليا من المجتمع بينما مواصلته لزملائه القدامى فليس من شأنها إلا أن تنحدر به إلى قاع المجتمع ، فامتعضت أنا من هذا الخبر خصوصاً وأنني قد عرفت ذلك الإنسان متواضعاً أيام الدراسة ، وبقيت هذه الحادثة في ذهني لم أنسها ، غير أنه مع مرور الأيام قلت في نفسي أن هذا الزميل ربما كان قد تعامل مع الوضع تعاملاً منطقياً ، فهو قد وضع أمامه هدفاً وهو الثراء ونظر إلى الفئة التي من الممكن أن تساعده في الحصول عليه فالتحق بها وهرب من الفئة التي ظن أنها قد تتراجع به إلى عالم الفقر البغيض ، .. وهذا الإنسان من الممكن أن نتفق معه أو نختلف سواء في كل تفكيره أو جزء منه ، إلا أن القاعدة التي انطلق منها تبدو صحيحة مع الفارق ، فإذا طبقنا هذه القاعدة في مجال من نخالط من الناس تبدّى لنا الآتي :
إذا خالطنا العصاة والأشرار نزلوا بنا إلى الحضيض أو على الأقل وجدنا أنفسنا نقارن حالنا بحالهم ، فنجد أننا على خير كثير فيخبو عندنا الدافع إلى الرقي والاستزادة من الخير أو قد تهون علينا المعاصي لكثرة من نراه خائضاً فيها فنجد أنفسنا وقد انغمسنا فيها ، بينما لو عاشرنا أهل التقوى والصلاح ومن هم خير منا لشعرنا بالتقصير مما يدفعنا إلى منافستهم في ذلك .
القصد إخوتي تجنبوا الصحبة السيئة ولا تمروا بها إلا مرور الناصح .
كنت قد درست لمدة ثلاثة أعوام في مدينة ليبية عُرف أهلها بالمهارة فيما يتعلق بالمال والأعمال والأنشطة الاقتصادية ثم تخرجت ولم أزرها لمدة أربعة أعوام ، وعند عودتي إليها التقيت ببعض زملاء الدراسة وسألتهم عن أحوال من لم أرهم منهم ، فأخبروني عن أحدهم أنه قد خاض في مجال التجارة وأصبح من أصحاب رؤوس الأموال المبتدئين وقد قرر الابتعاد عن مخالطتهم ـ أي زملاء الدراسة ـ والاندماج مع أصحاب الأموال اللذين سبقوه في هذا المجال ، وقد برر ذلك بأن مخالطة هذه الطبقة تكون مفيدة له في تحقيق آماله وأحلامه في الثراء والصعود إلى الطبقات العليا من المجتمع بينما مواصلته لزملائه القدامى فليس من شأنها إلا أن تنحدر به إلى قاع المجتمع ، فامتعضت أنا من هذا الخبر خصوصاً وأنني قد عرفت ذلك الإنسان متواضعاً أيام الدراسة ، وبقيت هذه الحادثة في ذهني لم أنسها ، غير أنه مع مرور الأيام قلت في نفسي أن هذا الزميل ربما كان قد تعامل مع الوضع تعاملاً منطقياً ، فهو قد وضع أمامه هدفاً وهو الثراء ونظر إلى الفئة التي من الممكن أن تساعده في الحصول عليه فالتحق بها وهرب من الفئة التي ظن أنها قد تتراجع به إلى عالم الفقر البغيض ، .. وهذا الإنسان من الممكن أن نتفق معه أو نختلف سواء في كل تفكيره أو جزء منه ، إلا أن القاعدة التي انطلق منها تبدو صحيحة مع الفارق ، فإذا طبقنا هذه القاعدة في مجال من نخالط من الناس تبدّى لنا الآتي :
إذا خالطنا العصاة والأشرار نزلوا بنا إلى الحضيض أو على الأقل وجدنا أنفسنا نقارن حالنا بحالهم ، فنجد أننا على خير كثير فيخبو عندنا الدافع إلى الرقي والاستزادة من الخير أو قد تهون علينا المعاصي لكثرة من نراه خائضاً فيها فنجد أنفسنا وقد انغمسنا فيها ، بينما لو عاشرنا أهل التقوى والصلاح ومن هم خير منا لشعرنا بالتقصير مما يدفعنا إلى منافستهم في ذلك .
القصد إخوتي تجنبوا الصحبة السيئة ولا تمروا بها إلا مرور الناصح .